لم أرتح لمقولة الآلوسي..فمارأيكم..؟

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يقول الآلوسي عن إفراد الأرض في القرآن الكريم وجمع السماء:
((وإنما جمع السَّماواتِ وأفرد الْأَرْضِ للانتفاع بجميع أجزاء الأولى باعتبار ما فيها من نور كواكبها وغيره دون الثانية فإنه إنما ينتفع بواحدة من آحادها- وهي ما نشاهده منها... وقال بعض المحققين:
جمع السَّماواتِ لأنها طبقات ممتازة كل واحدة من الأخرى بذاتها الشخصية كما يدل عليه قوله تعالى:
فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ [البقرة: 29] سواء كانت متماسة- كما هو رأي الحكيم- أو لا، كما جاء في الآثار- أن بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام- مختلفة الحقيقة لما أن الاختلاف في الآثار المشار إليه بقوله تعالى: وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها [فصلت: 12] يدل عليه، ولم يجمع الْأَرْضِ لأن طبقاتها ليست متصفة بجميع ذلك فإنها سواء كانت متفاصلة بذواتها، كما ورد في الأحاديث- من أن بين كل أرضين كما بين كل سماءين- أو لا تكون متفاصلة- كما هو رأي الحكيم- غير مختلفة في الحقيقة اتفاقا))


ففي نفسي شىء من مسألة الانتفاع من كافة أجزاء السماء دون الأرض التي ينتفع بواحدة منها..!!
ومسألة أن طبقات السماء متمايزة بخلاف طبقات الأرض..!!
لا أدري عن مدى صحة هذه المعلومة شرعــًا..​

 
وقريب منه قول البيضاوي، بأن الأرض لم تجمع؛ لأنه لا يوجد دليل حسي على تعددها.
 
باعتقادي ان ذلك يحتاج الى بحث موسع في مثلية السماوات وعددهن والارض هل هي مثلية عددية ؟ ام مثلية في الانطباق ؟
ما اريد ان اقوله في هذا المقام ثبوت ان ما نرى باعيننا وما رصده الانسان حتى اليوم هو السماء الأولى فحسب وهذا بحسب كتاب الله حيث يقول ربنا (وزينا السماء الدنيا بمصابيح ) فعلمنا من العلم الحديث ان ما نرى من النجوم تبعد عنا ملايين السنين الضوئية فهي اذا ماتزال السماء الاولى (الدنيا) اما الارض وتعدادها فتحتاج لبحث موسع لعل اخوتنا يفيدوننا بمن سبق ان كتب في ذلك
والله اعلى واعلم
 
شكر الله لك أخي عدنان
وفي انــتظار الإخوة الأفاضل.
 
الأخت الكريمة / لطيفة
أما مسألة الانتفاع من كافة أجزاء السماء دون الأرض التي ينتفع بواحدة منها ؛ فهذا هو الظاهر ، إذ في كل سماء من السبع ملائكة يعبدون الله تعالى ويفعلون ما يؤمرون ؛ وأما الانتفاع بالسماء الدنيا فواضح مما جعل فيها من زينة الكواكب ، ولابد من الإشارة إلى أن الزينة خارج الشيء .. يعني أنها ليست من السماء ، وإنما زينت بها السماء الدنيا .
وأما مسألة أن طبقات السماء متمايزة بخلاف طبقات الأرض ، فهذا ثابت شرعًا في حديث المعراج ، فكل سماء منفصلة عن التي تليها بأبواب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
وأما الأرض فلم يأت في تعددها في القرآن إلا قوله Y : ] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [ [ الطلاق : 12 ] ، وفي الصحيحين عن سَعِيد بْن زَيْدٍ t قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ : " مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " . قال ابن كثير في ( البداية والنهاية : 1 / 20 ) بعد أن أورد طرق الحديث وشواهده : فهذه الأحاديث كالمتواترة في إثبات سبع أرضين .ا.هـ .
ولم يأت في تفصيل الأرضين شيء صحيح عن المعصوم e ، فنقف عند الوارد .
وأما قول البيضاوي : إن الأرض لم تجمع ؛ لأنه لا يوجد دليل حسي على تعددها . فهذا صحيح إذ وسائل الإحساس لم تقف على تعدد للأرض ؛ وإنما علمنا ذلك بالنقل ، ولم يأت في النقل المعصوم ما يدل على تفاصيل ذلك .
وقد روى الترمذي في ذلك حديثًا ضعيفًا عن الحسن عن أبي هريرة t .. وفيه : .... ثم قال : " هل تدرون ما الذي تحتكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنها الأرض " ثم قال : " هل تدرون ما الذي تحت ذلك ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ! قال : " فإن تحتها الأرض الأخرى ، بينهما مسيرة خمسمائة سنة " حتى عد سبع أرضين ، بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة ... " الحديث ، ولو صح لكان فاصلا في المسألة .
وروى الحاكم في ( المستدرك ( 3822 ) وعنه البيهقي في ( الأسماء والصفات ( 831 ، 832 ) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال : ] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [ قال : سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم ، و آدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى . ثم قال الحاكم – رحمه الله : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . وقال البيهقي – رحمه الله : إسناد هذا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - صحيح ، وهو شاذ بمرة ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا ، والله أعلم .ا.هـ . قال العجلوني في ( كشف الخفاء : 1 / 113 ) : قال السيوطي : هذا من البيهقي في غاية الحسن ؛ فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن ، لاحتمال صحة الإسناد مع أن في المتن شذوذا أو علة تمنع صحته .ا.هـ .
وقال ابن كثير – رحمه الله – في ( البداية والنهاية : 1 / 21 ) : وهكذا الأثر المروي عن ابن عباس أنه قال : في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه ، حتى آدم كآدمكم ، وإبراهيم كإبراهيمكم ؛ فهذا ذكره ابن جرير مختصرًا ، واستقصاه البيهقي في الأسماء والصفات ؛ وهو محمول - إن صح نقله عنه - على أنه أخذه ابن عباس t عن الإسرائيليات ؛ والله أعلم .
وشذوذه واضح في تعدد الأنبياء في هذه الأرضين ، وهو ما لم يأت عليه دليل صحيح .
فخلاصة القول : أن ما قاله البيضاوي والألوسي صحيح في عمومه ، والعلم عند الله تعالى .
 
نخلص من ذلك أن السماوات مجموعة لأن كل سماء فيها ساكنوها من الملائكة كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة و كذلك تتمايز كل سماء عن الأخرى كما هو ثابت أيضا بالأحاديث فهنا تعددت الأنواع و الجنس واحد

أما الأرض فتذكر عادة مفردة (جنس الأرض) لأن الانتفاع الظاهر هو فيما على ظهرها فقط و هو مستقر الإنس و الجن ولا يقطن في غير هذه الطبقة أحد من المكلفين، إضافة لتلاصق طبقات الأرض دون تمايز كما هو في حال السماوات.

و أمر آخر و هو عظم خلق السماء (كجنس) على خلق الأرض (كجنس) فمن تعظيمها ذكرها مجموعة والله أعلم

أمر آخر وهو هل كانت من كلام العرب جمع السماوات و إفراد الأرض فجاء القرآن على نسق ما تعرف العرب ؟؟؟ بحاجة لاستقراء
 
و لنقف مع هذه الآيات الكريمة من سورة فصلت لنرى قصة خلق السماوات و الأرض ، قال تعالى :" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿9﴾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴿10﴾ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴿11﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "

الله عز وجل خلق الأرض في يومين ثم جعل ما ينتفع فيها فيما هو فوقها كالجبال و الأقوات إذ الأقوات التي يقتات بها ما على الأرض من دواب من الإنس و البهائم مما على ظاهر الأرض غالبا، ثم يفصّل الله تعالى أكثر فيما يتعلق بخلق السماء دون الأرض ، فبعد الاستواء إلى السماء و دعائه لها و الأرض ( والسياق يظهر انهما كانتا سماءا واحدة و أرض واحدة فقط إلا إن عني بالأرض الجنس هنا) ثم سويت السماء إلى سبع سماوات وزينت الدنيا منها بمصابيح ، ولم يذكر في شأن الأرض من ذلك شيء
 
شكر الله لك أخي عبد الرحمن.. أفدت ووفــَّـيت..
جعل الله ماسطرت في ميزان حسناتك
 
الأخ الفاضل: محمد محمود إبراهيم عطية
ردك ناصع البيان.. أزلت اللبس.. شكر الله جهدك وسدد سعيك
 
عودة
أعلى