لمحة بلاغية

إنضم
07/03/2006
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
قال تعالى :
"وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن ماء البحر في حديث ، هل يجوز الوضوء به : إنا نركب البحر فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته .

ما هو الوجه البلاغي في هذين النصين ؟
حينما قال الله تعالى : ما تلك بيمينك يا موسى؟
كان الجواب : قال هي عصاي . وهنا تمت الفائدة .ولكن الزيادة
* أتوكأ عليها .
** وأهش بها على غنمي.
*** ولي فيها مآرب أخرى.
في أي باب بلاغي نصنفها ؟

وكذلك الحديث :
كان السؤال حول طهارة مائه.
وكان الجواب :
* هو الطهور ماؤه . وهنا تمت الفائدة .

** الحِل ميتته ، وهذا الجواب الثاني ، في أي باب بلاغي نصنفها ؟
ولكم جزيل الشكر .
 
ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال‏:‏ ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان‏.‏

ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه ويجوز أن يريد عز وجل أن يعقد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة كأنه يقول له‏:‏ أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتد بها وتحتفل بشأنها وقالوا‏:‏ إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته‏.‏

وقالوا‏:‏ إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه وقالوا‏:‏ انقطع لسانه بالهيبة فأجمل (تفسير الكشاف)
ومن لطائف معنى الآية ما أشار إليه بعض الأدباء من أن موسى أطنب في جوابه بزيادة على ما في السؤال لأن المقام مقام تشريف ينبغي فيه طول الحديث.
والظاهر أن قوله )مآرب أخرى( حكاية لقول موسى بمماثله، فيكون إيجازا بعد الإطناب، وكان يستطيع أن يزيد من ذكر فوائد العصا. ويجوز أن يكون حكاية لقول موسى بحاصل معناه، أي عد منافع أخرى، فالإيجاز من نظم القرآن لا من كلام موسى عليه السلام . (التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور)
اما الحديث فيسمى هذا باجابة الحكيم اي اجابة السائل بما ينفعه وليس بما سأل عنه فقط
 
أخي أبو العزايم عبد الحميد
هل سمعت بـــ ( التلفيف ) .
بإنتظارك
أخوكم
موسى
 
من كتاب تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر لابن ابي الاصبع التلفيف
وهو أن يقصد المتكلم التعبير عن معنى خطر له أو سئل عنه، فيلف معه معنى آخر يلازم كلمة المعنى الذي سئل عنه، كقول الله تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام وقد قال سبحانه له: "وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى" وكقول الرسول عليه السلام وقد سئل عن البحر في حديث أوله: إنا نركب البحر، فحواه السؤال عن ماء البحر هلا تجوز به الطهارة؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
وربما قصدت اخي موسى في سؤالك اسم هذا النوع من البلاغة لكنى قصدت ايراد الحكمة من هذا النوع في هذه الايات وهو التلفيف ايضا
 
عودة
أعلى