لماذا لم يكتب أحد في إعجاز القران عبر التاريخ(موضوع للحوار)

إنضم
01/03/2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
60
الإقامة
الأردن - عمان
يبدو أن هذا العنوان غريب نسبيا ولكن أيها السادة تمهلوا قليلا
في التاريخ الإسلامي كتب كثيرة حول الإعجاز من أمثلها كتاب عبد القاهر الجرجاني ولكن المتأمل في هذا الكتاب يلحظ أن الجرجاني لم يكتب في الإعجاز وإنما كتب في دلائل الإعجاز وسمى كتابه بهذا الاسم وكان مبدعا جدا ودقيقا غاية الدقة
وكل من جاء بعده وسمى كتابه إعجاز القران هو في الحقيقة يكتب في دلائل الإعجاز وليس في الإعجاز. والباقلاني المتقدم الذي سمى كتابه بهذا الاسم هو في الحقيقة كتب في دلائل الإعجاز وليس في الإعجاز نفسه.
ولهذا أقول إنني لا أعلم في التاريخ الاسلامي أحدا كتب في إعجاز القران لا في القديم ولا في الحديث وإنما كتبوا كلهم جميعا في دلائل الإعجاز لا في الإعجاز نفسه. والسؤال الذي أطرحه هنا لماذا هذا؟ هل هذا دليل على المصير إلى قول الخفاجي من أن الإعجاز يدرك ولا يمكن وصفه؟ أما أنا فلا أقول بهذا وعلى السادة القراء أن يتداولوا تكرما هذا الموضوع بالحوار والمناقشة حتى نفيد منه جميعا. والله يتولانا بفضله.
 
إذا أذنت لي دكتور وأنا لست من أهل العلم إنما أظن والله أعلم أن الاعجاز في أي أمر لا يمكن لبشر أن يدرك حقائقه الكاملة ليتكلم فيها وإنما ما يدركه البشر مهما كانوا براعين في مجالهم الذين يتحدثون فيه عن الاعجاز إنما هو من دلائل الإعجاز الحقيقي وليس هو الإعجاز نفسه. فعلى سبيل المثال إن تحدثنا عن الإعجاز العلمي في آيات الله تعالى في خلق الإنسان وفي خلق الكون من حولنا قد يتوصل بعض العلماء إلى دلائل معينة فلو تحدثنا عن الإعجاز في حركة الشمس والقمر والكواكب لن نصل مهما بحثنا إلى إدراك كنه حقيقة الإعجاز في خلقهما وفي حركتهما التي تسير بدقة متناهية منذ خلق الله السموات والأرض.
والكلام نفسه ينطبق على الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم فمهما استطاع علماء اللغة والتفسير أن يصلوا إلى تلمس بعض الاعجاز في التراكيب اللغوية لكلمات القرآن وآياته وسوره وحتى حروفه لن يصلوا إلى الإعجاز النهائي فيها وإنما يبقى كلامهم من دلائل ما وصلوا إليه من هذا النوع من الإعجاز.
وهكذا يقال في الاعجاز الغيبي والتاريخي وكل نوع من أنواع الاعجاز التي تحدى الله عز وجل بها الخلق إلى أن تقوم الساعة.
هذا ما أفهمه في المسألة والله تعالى أعلم.
 
استاذ جمال هل يمكن زيادة توضيح في الفرق بين الكتابة في اعجاز القران ودلائل اعجازه ؟؟
 
وكأنك تسأل لماذا لم يكتب نيوتن في الفلسفة الطبيعية بدل الكتابة في أصولها الرياضية. عذرا لكن سؤالك أخي الدكتور أبو حسان غير واضح بالنسبة لي و لكن من جهة أخرى أظن السؤال المطروح، بعد إعادة صياغته ذهنيا، ذو أبعاد فلسفية مرتبطة بالمعرفة: هل نحن نتفاعل مع الذوات أو الظواهر الشيئية كما هي أم من خلال مظاهرها؟ بما أن العقل المكتسب يتطور نتيجة تطورات في التراكم المعرفي وفي السبل التي تغذي التراكم هذا فإن الإجابة الثانية هي المحتملة أي نحن نتعامل أو نتفاعل (Interact) مع الذات/الظاهرة الشييئة من خلال مظهرها (Appearance) و لا نتفاعل معها كما هي (Ding an sich)، و "الشيء" - إلى حد الساعة - يظهر لنا كصفات ذاتية و كوظائف تجري بتلك الصفات أو تحدث تغييرات في الذات/الظاهرة حسب قابليتها للتغير والتكيّف، هذه كلها تتغير بتغيرات في العقل لأن طرق التأثير في التراكم المعرفي قد تزودك بمعلومة جديدة: مثلا صفة ذاتية جديدة أو تصور أوضح لوظيفة من الوظائف.. وهذا ما يفسر تنوع أو إختلاف في تصور نفس الظاهرة (ظاهرة الآية/المعجزة) وهكذا قد ترى أنت أن الإخبار بالغيب في القرآن مظهر من مظاهر إعجازه بينما يرى الآخر أن هذا من دلائل النبوة وأن الإعجاز القرآني ينحصر في رصفه ونظمه وبيانه. كما أن للذات دور مهم في هذه العملية وهذا ما يفسر الإختلاف في الموقف من نفس الظاهرة. هذا ما أظن.
 
عودة
أعلى