أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 609
- مستوى التفاعل
- 26
- النقاط
- 28
لماذا كانت بقرة بني اسرائيل تسر الناظرين!
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ [البقرة : 69]
لماذا زاد في الوصف" تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" مع أنهم لم يطلبوا إلا معرفة لون البقرة ؟
لا شك أن عبارة "صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا" قيد مميز كاف لأنه حسي موضوعي ، أما تسر الناظرين فهو قيد ذاتي نفسي لن يعول عليه في التمييز لأن اليهود – وهم قوم بهت - سيقولون دائما هذه البقرة الصفراء ليست هي المطلوبة لأنها لا تسرنا في النظر!
لكن القرآن أنزله الله بعلم فجملة " تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" ليست موجهة إلى قوم موسى بصدد نازلة خاصة فحسب ، بل هي موجهة لكل متدبر للقرآن ستقوده في نهاية المطاف إلى الوقوف على آية علمية باهرة تتعلق بطبيعة الألوان .
ذلك أن اللون تخترعه العين وليس له وجود موضوعي في الجسم المرئي !
بيان ذلك باختزال:
أن شعاع الضوء يسقط على الجسم ...وهنا ثلاث حالات:
1- إما أن يمتص الجسم الشعاع كله فلا يرجع منه إلى العين شيء فيكون الجسم أسود،
2- إما أن يعكس الجسم الشعاع كله ولا يمتص منه شيء فيكون الجسم أبيض،
3- إما أن يمتص الجسم بعض الشعاع ويعكس بعضه ،وسيتحدد اللون فيما بعد بحسب طول موجة الضوء المنعكس.
ثم تستقبل العين الضوء المنعكس من الجسم الخارجي بحسب تركيبتها العضوية (القرنية، الشبكية،الوريقات العصبية...الخ)
وعليه فلا يكون البياض والسواد لونين بل حالتين: فالبياض مثلا يتحلل إلى ألوان الطيف ،وألوان الطيف (ألوان قوس قزح) تصبح بياضا - كما أثبت نيوتن في تجربته ونظريته الشهيرة-.فالبياض ليس قسيما للصفرة والحمرة والخضرة لأنها من مكوناته ولا يمكن للشيء أن يكون قسيما لجزئه!
قالوا:
"نرى الأشياء في صورة معتدلة. ولكن في الحقيقة تكوّن العدسة صورة مصغرة مقلوبة على البقعة الحساسة من الشبكية؛ وتترجم تلك الصورة بألوانها في الشبكية إلى إشارات كهروكيميائية تنتقل عن طريق عصب العين إلى الدماغ لمعاملتها. ترى كل عين من العينين صورة للشيء ويقوم الدماغ بدمج الصورتين فنرى صورة مجسمة للشيء..تتم رؤية الألوان بواسطة نوع معين من الخلايا الحساسة لألوان الضوء، تلك هي خلية مخروطية: نوع من تلك الخلايا المخروطية يرى اللون الأحمر، ونوع يرى اللون الأزرق ونوع ثالث يرى اللون الأخضر. هذا يكفي العين أن تميز جميع الألوان التي نراها للأشياء..."
حاصل هذا الكلام التقني أن اللون هو مجرد تأويل للدماغ بحسب ما ترسله إليه العين....فلا وجود للون في الجسم الخارجي بل هو من إنتاج الناظرفقط...فلا غرابة أن يختلف الناظران إلى جسم واحد في لونه، فالوردة التي يراها الأنسان زرقاء مثلا قد تراها النحلة بنفسجية بسبب اختلاف تركيبة العينين الناظرتين ...ومن الناس من عندهم عمى الألوان فلا يرون بعض الألوان أو يرونها على نحو مختلف كل ذلك رهين بالمعطيات التي ترسلها العين إلى الدماغ المؤول!
هذا سر من أسراراقترن صفرة بقرة بني إسرائيل بالناظرين؟
واستقراء اللون الأصفر في التنزيل يثبت هذا الاقتران بين اللون وفعل الرؤية:
1-
وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ [الروم : 51]
2-
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [الزمر : 21]
3-
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد : 20]
جاءت الصفرة في الآيتين مقترنة بالرؤية والموضوع فيهما واحد ، هو استعراض تعاقب الحالات المختلفة على النبات ، إلا أننا نلحظ أن في حالة الحطام قد تغير الفعل العامل ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا- ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا) هذا التفنن ممكن في صفة الحطام لأنها صفة موضوعية مستقلة عن الملاحظ فالزرع حطام في نفسه سواء أكان هناك مشاهد أم لا أما اللون فصفة نسبية لا جود لها إلا بوجود عين باصرة!
4-
كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ [المرسلات : 33]
لم تذكر هنا الرؤية ، لكن هذا الاستثناء تأكيد للقاعدة وليس نقضا لها ، كما سنبين إن شاء الله.
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ [البقرة : 69]
لماذا زاد في الوصف" تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" مع أنهم لم يطلبوا إلا معرفة لون البقرة ؟
لا شك أن عبارة "صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا" قيد مميز كاف لأنه حسي موضوعي ، أما تسر الناظرين فهو قيد ذاتي نفسي لن يعول عليه في التمييز لأن اليهود – وهم قوم بهت - سيقولون دائما هذه البقرة الصفراء ليست هي المطلوبة لأنها لا تسرنا في النظر!
لكن القرآن أنزله الله بعلم فجملة " تَسُرُّ النَّاظِرِينَ" ليست موجهة إلى قوم موسى بصدد نازلة خاصة فحسب ، بل هي موجهة لكل متدبر للقرآن ستقوده في نهاية المطاف إلى الوقوف على آية علمية باهرة تتعلق بطبيعة الألوان .
ذلك أن اللون تخترعه العين وليس له وجود موضوعي في الجسم المرئي !
بيان ذلك باختزال:
أن شعاع الضوء يسقط على الجسم ...وهنا ثلاث حالات:
1- إما أن يمتص الجسم الشعاع كله فلا يرجع منه إلى العين شيء فيكون الجسم أسود،
2- إما أن يعكس الجسم الشعاع كله ولا يمتص منه شيء فيكون الجسم أبيض،
3- إما أن يمتص الجسم بعض الشعاع ويعكس بعضه ،وسيتحدد اللون فيما بعد بحسب طول موجة الضوء المنعكس.
ثم تستقبل العين الضوء المنعكس من الجسم الخارجي بحسب تركيبتها العضوية (القرنية، الشبكية،الوريقات العصبية...الخ)
وعليه فلا يكون البياض والسواد لونين بل حالتين: فالبياض مثلا يتحلل إلى ألوان الطيف ،وألوان الطيف (ألوان قوس قزح) تصبح بياضا - كما أثبت نيوتن في تجربته ونظريته الشهيرة-.فالبياض ليس قسيما للصفرة والحمرة والخضرة لأنها من مكوناته ولا يمكن للشيء أن يكون قسيما لجزئه!
قالوا:
"نرى الأشياء في صورة معتدلة. ولكن في الحقيقة تكوّن العدسة صورة مصغرة مقلوبة على البقعة الحساسة من الشبكية؛ وتترجم تلك الصورة بألوانها في الشبكية إلى إشارات كهروكيميائية تنتقل عن طريق عصب العين إلى الدماغ لمعاملتها. ترى كل عين من العينين صورة للشيء ويقوم الدماغ بدمج الصورتين فنرى صورة مجسمة للشيء..تتم رؤية الألوان بواسطة نوع معين من الخلايا الحساسة لألوان الضوء، تلك هي خلية مخروطية: نوع من تلك الخلايا المخروطية يرى اللون الأحمر، ونوع يرى اللون الأزرق ونوع ثالث يرى اللون الأخضر. هذا يكفي العين أن تميز جميع الألوان التي نراها للأشياء..."
حاصل هذا الكلام التقني أن اللون هو مجرد تأويل للدماغ بحسب ما ترسله إليه العين....فلا وجود للون في الجسم الخارجي بل هو من إنتاج الناظرفقط...فلا غرابة أن يختلف الناظران إلى جسم واحد في لونه، فالوردة التي يراها الأنسان زرقاء مثلا قد تراها النحلة بنفسجية بسبب اختلاف تركيبة العينين الناظرتين ...ومن الناس من عندهم عمى الألوان فلا يرون بعض الألوان أو يرونها على نحو مختلف كل ذلك رهين بالمعطيات التي ترسلها العين إلى الدماغ المؤول!
هذا سر من أسراراقترن صفرة بقرة بني إسرائيل بالناظرين؟
واستقراء اللون الأصفر في التنزيل يثبت هذا الاقتران بين اللون وفعل الرؤية:
1-
وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ [الروم : 51]
2-
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ [الزمر : 21]
3-
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد : 20]
جاءت الصفرة في الآيتين مقترنة بالرؤية والموضوع فيهما واحد ، هو استعراض تعاقب الحالات المختلفة على النبات ، إلا أننا نلحظ أن في حالة الحطام قد تغير الفعل العامل ( ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا- ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا) هذا التفنن ممكن في صفة الحطام لأنها صفة موضوعية مستقلة عن الملاحظ فالزرع حطام في نفسه سواء أكان هناك مشاهد أم لا أما اللون فصفة نسبية لا جود لها إلا بوجود عين باصرة!
4-
كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ [المرسلات : 33]
لم تذكر هنا الرؤية ، لكن هذا الاستثناء تأكيد للقاعدة وليس نقضا لها ، كما سنبين إن شاء الله.