لماذا قال عيسى عليه السلام:" و إن تغفر لهم" مع أن الكلام عن كفرة؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
لماذا قال عيسى عليه السلام:" و إن تغفر لهم" مع أن الكلام عن كفرة؟

قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:" إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"- المائدة:118-.
وقفت عند هذه الآية فتساءلت لماذا قال:" إن تغفر لهم" مع أن السياق يدل على الأمر يتعلق بمن أشرك بالله تعالى و اتخذ عيسى عليه السلام و أمه إلهين من دونه سبحانه، كما قال تعالى قبلها:" ءأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله"، إذن فالكلام حول كفار أو مشركين، فكيف قال:" إن تغفر لهم"، مع أن فعلهم هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، كما صرح عيسى عليه السلام محذرا قومه من ذلك بقوله:" إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار-المائدة:72-؟

- قد يقال: أن الكلام خرج مخرج العموم، فقوله:" إن تعذبهم فإنهم عبادك..."الآية، الضمير يعود على عموم الناس، لكن يرد على هذا أن اعتبار السياق مهم في فهم كلام الله تعالى، و السياق كما سبق يدل على أن الكلام بخصوص من اتخذ عيسى و أمه إلهين من دونه سبحانه.
-كما يمكن القول كجواب: أن عيسى عليه السلام قال:" إن تغفر لهم" و لم يقل:"اغفر لهم" أو نحوها، بل استعمل أداة الشرط، و جواب الشرط- و الله أعلم- قوله: " فإنك أنت العزيز الحكيم"، و لم يقل:"فإنك أنت الغفور الرحيم"، لأن المقام مقام عزة لا مقام مغفرة، إذ كيف يغفر لمثل هؤلاء.
كما أن تعليق شيء على شرط لا يقتضي الوقوع.
- و قد اطلعت على بعض أقوال أهل التفسير فوجدت ما يلي:
يقول الألوسي رحمه الله تعالى:" { وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم } أي فإن تغفر لهم ما كان منهم لا يلحقك عجز بذلك ولا استقباح فإنك القوي القادر على جميع المقدورات التي من جملتها الثواب والعقاب الحكيم الذي لا يريد ولا يفعل إلا ما فيه حكمة ، والمغفرة للكافر لم يعدم فيها وجه حكمة لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في المعقول بل متى كان المجرم أعظم جرماً كان العفو عنه أحسن لأنه أدخل في الكرم وإن كانت العقوبة أحسن في حكم الشرع من جهات أخر ، وعدم المغفرة للكافر بحكم النص والإجماع لا للامتناع الذاتي فيه ليمتنع الترديد والتعليق بإن ."اهـ.
و هذا الكلام فيه نظر لأن الكافرلم يستوجب أسباب المغفرة، فكفره مانع كبير لها، و هذا لا تختلف فيه الشرائع إطلاقا.، و الآية الثانية و السبعون من سورة المائدة من الأدلة على ذلك.
- و قال إمام المفسرين ابن جرير رحمه الله تعالى:" قوله تعالى ذكره: إنْ تعذب هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة، بإماتتك إياهم عليها ="فإنهم عبادك"، مستسلمون لك، لا يمتنعون مما أردت بهم، ولا يدفعون عن أنفسهم ضرًّا ولا أمرًا تنالهم به ="وإن تغفر لهم"، بهدايتك إياهم إلى التوبة منها، فتستر عليهم ="فإنك أنت العزيز"..".
ثم حكى عن السدي أنه قال:" "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم" ، فتخرجهم من النصرانية، وتهديهم إلى الإسلام ="فإنك أنت العزيز الحكيم""اهـ.
و قد تعقبه الإمام الألوسي بقوله أنه مخالف لما يقتضيه السباق و السياق.
- و من أهل العلم من قال باختلاف العائد عليه الضمير، فقال أن الضمير-أي الهاء و الميم- في :"تعذبهم" يعود على من مات منهم كافرا، و الضمير في:" تغفر لهم" يعود على من مات تائبا.
-و قد ذكر الفخر الرازي في تفسيره، كجواب على هذا التساءل أربعة وجوه:
الأول : أنه تعالى لما قال لعيسى عليه السلام : {قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـاهَيْنِ مِن دُونِ اللَّه قَالَ} (المائدة : 116) علم أن قوماً من النصارى حكوا هذا الكلام عنه ، والحاكي لهذا الكفر عنه لا يكون كافراً بل يكون مذنباً حيث كذب في هذه الحكاية وغفران الذنب جائز ، فلهذا المعنى : طلب المغفرة من الله تعالى.
لكن هذا الوجه بين الضعف، و قد تعقبه الشيخ راشد رضا في مناره بقوله:" وَهَذَا وَجْهٌ أَمْلَاهُ عَلَيْهِ مَا اعْتَادَ مِنَ الْجَدَلِ فِي الْأَلْفَاظِ وَهُوَ غَافِلٌ عَنْ حَالِ مَنْ حَكَى الله عَنْهُمْ ذَلِكَ الْقَوْلَ..."
الثاني : أنه يجوز على مذهبنا-أي مذهب الأشاعرة- من الله تعالى أن يدخل الكفار الجنة وأن يدخل الزهاد والعباد النار ، لأن الملك ملكه ولا اعتراض لأحد عليه.
و هذا مذهب من مذاهبهم، فهم ينفون الحكمة و يقولون أن الله تعالى يفعل لمجرد المشيئة-تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك-، و هو ما يسميه بعضهم بنفي الغرض عن الله، و لذلك لم يثبتوا الحكمة ضمن الصفات السبع.
ثم ذكر وجهين آخرين قريبين من بعض الأقوال التي سبق ذكرها.
و الذي يظهر و الله أعلم أن قول عيسى عليه السلام :" و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم"، ليس فيه سؤال المغفرة لهؤلاء المشركين، فإن الجملة شرطية و تعليق الشيء بالشرط كا سبق لا يستلزم وقوعه، خاصة إذا أمعنا النظر في جواب هذا الشرط، فإنه جاء باسمين كريمين: اسم العزيز الدال على كمال عزته سبحانه، و اسم الحكيم الدال على كمال حكمته، و الحكمة وضع الشيء موضعه المناسب له، و لا شك أن المغفرة لمن اتخذ عيسى و أمه إلهين من دونه جل في علاه ليس من الحكمة في شيء.
و مع هذا، فإن القول بأن الكلام و إن كان يوم القيامة- و هو الصحيح- يتعلق بمن من الله عليه بالتوبة و الهداية في الدنيا، فهذا لا شك أن مغفرته سبحانه شاملة له.
و الله أعلم و أحكم.
 
أحسنت أخي ناصر فيما أوردته آخرًا، وكلام ابن جرير هو أوضح الأقوال وهو المتبادر للذهن، فالآية دالة على أن عيسى عليه الصلاة والسلام كان في حالة مناجاة ودعاء، وهذه الحال تقتضي الاستسلام والخضوع، فكأنه يقول: هؤلاء عبادك تفعل بهم ما تشاء، إن عذبتهم فبعدلك، وإن هديتهم بفضلك..والله أعلم.​
 
لست مفسرا ولاحتى ربع مفسر الا ان لي خاطرة حول الامر قد تكون صوابا وقد يكون غير ذلك، وماكان خطأ فمني ومن الشيطان وأسأل الله السلامة منه والمغفرة.
فالمسيح عليه السلام كان يعلم من اخبار الله له ان من امته فرق ومذاهب كثيرة وغفيرة ومنها من هو واقع في الشرك والكفر ومنها ماهو دون ذلك ومنها ماهو واقع في البدع غير الكفرية والخرافات والاختلافات لكنهم لم يشركوا كشرك الفرق الكافرة ، وكل هؤلاء ظهروا قبل الإسلام واما من لم يشرك فهم يوم ينفع الصادقين صدقهم من اهل المغفرة ان شاء الله اي الذين لم يشركوا.
وهؤلاء في الجملة هم من جمعهم المسيح في الدعاء وقد يكون فيهم من له موانع تلحقه بالشرك مع انه من طائفة فيها شرك الا انه غير متابع لهم فيه وإن كان متابع لهم في البدع وبعض الخرافات، مثل العوام من اهل الفرق عندنا او عوام الشيعة فقد حكم لهم الكثير من العلماء بالاسلام
فالمسيح كان يتكلم عن جملة من آمن به، ومنهم من كفر.. ومنهم الفرق والمذاهب.. اي عن كل ماانتسب اليه .. ومن هذه الفرق من كانوا مسلمين رغم وجود خلل في أمور ... غير كفرية...كانوا قبل الإسلام. وهؤلاء جميعا كان الله رقيب عليهم واعلم بهم
والنص كله هنا
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)

اتذكر ان بن تيمية قال في قوله تعالى (أتجعل فيها من يفسد فيها)، وهو من قول الملائكة، ان الله أخبرهم أنه سيحدث إفساد في الأرض... مع أنه ،على مااظن، لم يرد نص أن الله أخبر الملائكة بذلك، ولكن هذا مافهمه شيخ الإسلام من السياق.
والأمر كله لله: "قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ "
وهو أعلى وأعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يفسر الامر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم اذ قال : (تحشرون حفاةً عراةً غرلًا ، ثم قرأ : كما بدأْنا أولَ خلقٍ نُعيدُه وعدًا علينا إنا كنا فاعلين . فأولُ من يُكسى إبراهيمُ ، ثم يؤخذُ برجالٍ من أصحابي ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمالِ ، فأقولُ : أصحابي ، فيقالُ : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابِهم منذ فارقتهم ، فأقولُ كما قال العبدُ الصالحُ عيسى ابنُ مريمَ : وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . قال محمدُ بنُ يوسفَ : ذكر عن أبي عبدِ اللهِ ، عن قَبيصةَ قال : هم المرتدون الذين ارتدوا على عهدِ أبي بكرٍ ، فقاتلهم أبو بكرٍ رضي الله عنه . صحيح البخاري), فليس قول عيسى عليه السلام استغفارا للمشركين من الناس كما انه ليس كل الناس الذين ارسل اليهم عيسى عليه السلام على الشرك وقوله ان تعذبهم : أي تعذب المشركين منهم ( من الناس) وان تغفر لهم: أي تغفر لمن اساء منهم دون ان يلبس عمله بالشرك ... ومثل ذلك حين رأى الرسول صلى الله عليه وسلم بعض من اصحابه يؤخذون يمنة وشمالا فكان قوله عن عمومهم ( عموم اصحابه) ان تعذبهم: أي تعذب المرتد منهم عن الاسلام أو تغفر لهم: أي تغفر لمن اصاب منهم من الذنوب دون الشرك او من تاب بعد الردة والا فأنه قد نهاه ربه جل وعلا عن الاستغفار للمشركين فخلاصة القول ان الكلام منصب على عموم الناس ومنهم المشرك ومنهم من ذنبه دون الشرك, هذا والله اعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله
سعداء بعودة الدكتور احمد منصور
شاكرين طرح هذا الأمر للمدارسة ولي نظرة استميحكم العذر في ابداءها وهي أن في هذه الآية محمل مباشر بيّن فعيسى عليه السلام لم يدعو بعذاب ولا بمغفرة بل ارجع الأمر كله لله فلو اراد الله المغفرة لأي من خلقه كافراً او مؤمناً لما امتنع ذلك عليه البتة ولو اراد عذاب خلقه فلا راد لحكمه ولا معقب له ولعلنا نعود لقوله تعالى سورة هود ( خالدين فيها مادامت السموات والأرض الا ماشاء ربك عطاءً غير مجذوذ) فلو قال قائل أيخرج الله أحداً من الجنة بعد إذ أدخله فيها ؟ فيقال له إنما أتت هنا من باب بيان مطلق القدرة وشمول الارادة واتساع المشيئة وخروج ذاته جلت قدرته عن الالزام بأي أمر لأن دخول الناس للجنة برحمتة وكرمه ومنة منه وليس لزاماً عليه جلت قدرته ولا يطالبه خلق من خلقه بشيء فإن أعطى فإن عطاءه ليس كعطاء خلقه له احوال فيها اشتراط وعقد وكذلك قال عيسى عليه السلام إذ رد القدرة للمقتدر ولم يكن في قوله سؤال لله ان يغفر للمشركين علما بأن المقصود والله اعلم في الآية هم من بقوا على الايمان اثناء حياته وبعد رفعه وايضا المثلثون المشركون به بعد رفعه
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول الله تعالى : {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[المائدة:119]
يقول مقاتل (ت:150ه) : "{ قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } ، يعني النبيين بما قالوا في الدنيا ، فكان عيسى صادقا فيما قال لربه في الآخرة . "
هذه الآية تؤكد أن عيسى عليه السلام أدى الأمانة كما هي وكان صادقا في دعوته كجميع الأنبياء والرسل . أما ما يفعل الله بعباده فشأنه سبحانه وتعالى ، ولا دخل لأحد من عباده فيه .
يقول الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سورة آل عمران : [لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ{127} لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ{128} وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{129}]
والله أعلم وأحكم
 
اتفاقاً ما تفضل به استاذنا الشيخ عبدالكريم واعقب ايضاً بأنه من الدلالة على ما ذكرت قوله جلت قدرته وتقدس اسمه في ختام هذا الموقف المهيب فيقول:
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)
فإن غفر فهو أهل المغفرة وإن عذب فله ملكوت السموات والأرض وله منتهى الحكم وهو على كل شيء قدير بمطلق القدرة على التجاوز أيا كان الذنب والعقاب مهما بلغت الطاعة
والله أعلى وأعلم
 
السلام عليكم
لقد أجاب عيسى عليه السلام اجابة تفصيلية على السؤال الموجه إليه ، ونص الآية 118 ليس من اجابة هذا السؤال ، فهل قاله لأنه سُئل عن رأيه فيما يجب أن يُفعل معهم ؟،أم لماذا قال هذا الكلام وهو يعلم يقينا أن الله لايغفر أن يُشرك به ،وهؤلاء أشركوا باتخاذه وأمه إلهين من دون الله ؟
أرى أنه - حتى الآن - لم يُجب أحد ،
وإن قصرنا الأمر على طلاقة القدرة فى المغفرة لكلهم أو لبعضهم ....لقلنا أن من أتباع المسيح هؤلاء بل ممن أشركوا به مَن سيُغفر له ، لأن الله لايُسأل عما يفعل ، وهذا أمر عجيب !!
 
الاستفادة من سياق الآيات لفهم دعاء عيسى - عليه السلام - للكفار

الاستفادة من سياق الآيات لفهم دعاء عيسى - عليه السلام - للكفار

الحمد لله والصلاة على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله. وبعد...ليسمح لي الإخوة الكرام بالمشاركة في هذا النقاش الماتع والمفيد، لأضم رأيي لرأي الأستاذين عدنان الغامدي وعبد الكريم عزيز ....
إنّ سياق الآيات يتحدث عن قوم كفروا بالله وأشركوا به، فأوجب هذا الكفر والشرك الخلود في النار...لا ينفع معه دعاء الداعين ولا شفاعة الشافعين...ولكن ذات السياق عبارة عن حوار بين ربّ الأرباب والنّبيّ الذي اتخذه قومه ربا عبدوه وأشركوه معه سبحانه وتعالى ... فالمقام مقام بيان فساد هذا الشرك وبطلانه، وليس أدلّ عليه من إقرار واعتراف من نُسبت إليه الألوهية - زيفا وكذبا - بوحدانية الله وتمام ربوبيته.... ولهذا تلخّص جواب عيسى عليه السلام في نقطتين اثنتين تناولهما من جوانب عدّة وطرق شتى:
1. تمجيد الله عزّ وجلّ وتعظيمه: (قال سبحانك)، (إن كنت قلته فقد علمته، تعلم ما في نفسي...)، (إنّك أنت علام الغيوب)، (اعبدوا الله ربي وربكم)، (أنت الرقيب عليهم)، (أنت على كل شيء شهيد)...
2. بيان بشريته وتأكيد ضعفه: (ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق)، (...ولا أعلم ما في نفسك)، (ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به)، (الله ربي وربكم)، (كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم)...
وهكذا إلى أن يقول: (وإن تغفر لهم...) فلعلّ في هذه الملاحظات ما يمكننا من الوقوف على مراد الله تعالى من هذه الآية:
1. أوّلاَ: ينبغي إدراج هذه المقولة ضمن السياق العام كمثيلاتها في بيان وحدانية الله وعظمته في مقابل ضعف وبشرية عيسى عليه السلام ...
2. ثانيا: لا يمكننا ابتداء فصلها عن قوله: (إن تعذبهم فإنّهم عبادك...) فالحديث ليس عن مغفرةٍ للكفار فقط، حتى نبحث عن مخرج لها وتأويل يجمع بين طلب المغفرة والخلود في النار... وإنّما الحديث عن قدرة الله وحقّه في العذاب والمغفرة دون سواه في الدنيا والآخرة ، تماما كعلمه المطلق (موضوع الآية قبلها) في الدنيا والآخرة، في حياة عيسى وبعد موته، بما يعلم عيسى عليه السلام وبما لا يعلم...
3. ثالثا: بمجموع ما قاله عيسى عليه السلام يبدو والله أعلم أنه لا يتحدث عن الكفار الذين خلدوا في النار التي وجبت لهم بسبب كفرهم وشركهم بقدر ما يتحدث عن ضعفه وبشريته في مقابل قوة الله وقدرته في الدنيا والآخرة...
4. توقف وقوع شيء ممتنع على شرط في باب المحاجات ليس غريبا عن كتاب الله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﭧ [/FONT]عزّ وجلّ[FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P286]ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الإسراء: ٤٢[FONT=QCF_BSML] ﭧ ﭨ ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P323]ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ[/FONT][FONT=QCF_P323]ﯦ[/FONT][FONT=QCF_P323] ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الأنبياء: ٢٢
هذه خاطرة عابرة كتبتها على عجل فما كان فيها من صواب فبتوفيق من الله وما كان فيها من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأرجو من الأحبة والإخوان النصح والتقويم والله أعلم بالحقّ والصواب وهو يهدي إلى سواء السبيل

[FONT=QCF_BSML]ﭧ ﭨ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P127]ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﮋ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﮗ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﮝ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﮧ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﯚ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﯡ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﯨ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﯳ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﰃ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﰍ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﰓ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ[/FONT][FONT=QCF_P127]ﰞ[/FONT][FONT=QCF_P127] ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]المائدة: ١١٦ - ١٢٠
 
عودة
أعلى