Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
ما معنى - نزلهم منزلة القلة مع أنهم كثرة -؟وغاية ما في الأمر أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين أن إخوة يوسف هم إخوة من حيث الفعل وليسوا إخوان، وهم إخوان من حيث العدد وليسوا إخوة، فنزلهم منزلة القلة مع أنهم كثرة ليرشدك أيها المؤمن إلى أن العبرة هي فيما يصدر عنهم من أفعال لا في عددهم، والله الموفق لكل خير.
فأخوة يوسف ليسوا اخوان لانتفاء المحبة والود بينهم ....، ولذلك هم أخوة بالنسب فقط .وقد يُقال أنهم أصبحوا "اخوانا " بعد السجود له والاقرار بأحقيته بالنبوة وبمحبة أبيه
وفى آية "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ"، كان هناك نزاع بين طائفتين من المؤمنين ... فهم عندئذ أخوة فقط وليسوا اخوانا، و " أخويكم "فى الآية لأنهم طائفتان متمايزتان فكانت كلمة "أخويكم " عند خطاب الطائفة الثالثة المُصلحة
،
لاأجد له شاهدا فى فصل العدد عن الفعل ، بل هذا يُفسد النحو كله ، فهل نتصور - مثلا -الواحد بصيغة الجمع دلالة على كثرة الفعل ؟أما فيما يخص التوجيه الذي ذكرته لك فواضح إن شاء الله، وهو أن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر إخوة ولم يذكر إخوان، لتنزيل الكثرة منزلة القلة، فهم وإن كانوا من حيث العدد جمع كثرة، إلا أنهم من حيث الفعل وأثرهم في أخيهم وأبيهم قلة قليلة، ولو كانوا من حيث العدد قلة واستعمل جمع القلة لما ظهر هذا الوجه البياني، وقد نطقت كلمة علماء التفسير أن القرآن إذا عدل من لفظ لآخر، أو من أسلوب لآخر، إنما يعدل لينبه على نكتة بيانية، يكون من ورائها معنى مقصود، فقف على المقصود.
السياق يختار الكلمة المناسبة له ،ذات المعنى المحدد سلفا الذى يختلف عن معنى ودلالة الأخرى .وبه يعلم أن الحكم في ذلك كله للسياق ؛ لأنه هو المحدد الأساس لدور الكلمة في الاستعمال اللغوي ، وليس للقوالب الجامدة التي تبتعد عن روح النص . وفرق كبير بين أن تقول : هم الإخوة والإخوان ، وهم إخوتي وإخواني ، وعندي إخوة وإخوان ، وكان لي إخوة أو إخوان أربعة .. والله تعالى أعلم !
.
ولقائل أن يقول : إذا كان ما بعد العشرة كثير بالاتفاق ، وأن ( إخوة ) من صيغ جموع القلة وهي موضوعة لما دون العشرة ، فكيف أخبر الله عز وجل عن إخوة يوسف بقوله :﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾(يوسف: 7) ، وهم أحدَ عشَرَ أخًا ؛ كما دل عليه قوله :﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾(يوسف: 4) ، والأحد عشر أخًا ليسوا بالقليل ؟
........
... وعلى ذلك يحمل قوله تعالى :﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾(يوسف: 7) ، وقوله تعالى :﴿ وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ ﴾(يوسف: 58) . فالمراد بإخوة يوسف- عليه السلام- الكثرة من غير قصد لعدد معين ، وليس المراد به القلة ؛ لأنهم أكثر من عشرة ، بدليل قوله :﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾(يوسف: 4) ، وما فوق العشرة كثير باتفاقهم .!
فمثلا :( فـسَبْعَةُ أَبْحُرٍ ) جمع قلة يراد به الكثرة من غير قصد لعدد معين . قال الألوسي :« والمراد بالسبعة الكثرة ، بحيث تشمل المائة والألف مثلاً ، لا خصوص العدد المعروف ........
فنسأل القائل ... لماذا حدد سبعة ، ولماذا لم يقل تسعة أو عشرة بدلا من سبعة ؟ وهل لو قيل مئة بحر يجعل البحر المفردة دليلا على القلة