لماذا ذكر الله غلبة الروم في " بضع سنين" و لم يحدد عدد السنوات ؟

إنضم
29/12/2011
المشاركات
22
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
الإقامة
مصر
بسم1
سؤال حول سورة الروم..
لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى غلبة الروم في " بضع سنين" و لم يحدد عدد السنوات لتكون حجة دامغة أمام الكفار و المشركين ؟
جزاكم الله خيرا
 
بسم1
سؤال حول سورة الروم..
لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى غلبة الروم في " بضع سنين" و لم يحدد عدد السنوات لتكون حجة دامغة أمام الكفار و المشركين ؟
جزاكم الله خيرا
اعتقد ان الله سبحانه وتعالي يقصد مدة الانتصار اي محموعة المعارك التي يتاكد بها انتصار الروم وهي في مده من ثلاث الي تسع سنوات فاول اهم المعارك كانت في سنة 621 الي سنة 627 م اي مايقرب من سبع سنوات
 
كتبت بحثاً في تفسير الربع الأول لسورة الروم -نشر بحولية كلية أصول الدين بالمنوفية 2009-ومما جاء فيه لعله يفيد في الإجابة على السؤال
( وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ ) والروم من بعد هزيمتهم من فارس (سَيَغْلِبُونَ) فارس أما الوقت فهو(فِي بِضْعِ سِنِينَ) وفي قوله (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) إظهار القدرة فذلك بأمر الله لأن من غلب بعد غلبه لا يكون إلا ضعيفاً فلو كان غلبتهم بشوكتهم لكان الواجب أن يغلبوا قبل غلبهم فإذا غَلبوا بعد ما غُلبوا دل عليه أن ذلك بأمر الله وانظر إلى الدول التي انهارت هل قامت ولو بعد حين؟ وهذه الجيوش التي هُزمت في الحرب العالمية الثانية هل ترى لها من باقية؟ بعد مرور عشرات السنين ألمانيا واليابان تعتبران محتلتان من قبل أمريكا التي انتصرت عليهما.و لا جيش لهما الآن إلا ما ينظم الحياة فقط. فالروم من بعد غلبهم انتصروا بقدرة الله الذي يحيي الأرض بعد موتها فليتفكروا في ضعفهم ويتذكروا أنه ليس بقوتهم وإنما ذلك بأمرٍ هو من الله جل في علاه. ويوصلنا ذلك إلى الحديث عن حكمة إبهام عدد السنين أنه مقتضى حال كلام العظيم الحكيم أن يقتصر على المقصود إجمالاً وأن لا يتنازل إلى التفصيل؛ لأن ذلك التفصيل يتنزل منزلة الحشو عند أهل العقول الراجحة وليكون للمسلمين رجاء في مدة أقرب مما ظهر ففي ذلك تفريج عليهم.كذلك كانت هزيمة الروم منكرة وانتصار الفرس مفزع فمن الذي يجرؤ ويتخيل انتصار الروم على الفرس، ممكن تخيل انتصار الصين أو دولة أخرى لم تتعب في الحرب العالمية الثانية على أمريكا أما أن يقول أحد ممكن انتصار اليابان أو ألمانيا على أمريكا فهذا لا يقوله أحد.إنما العظمة تقول المغلوب سيغلب الغالب وعلى الغالب أن يستعد لذلك.الفرس هم الذين دخلوا بلاد الروم، فالتحدي العظيم أن يخبرنا القرآن أن هذا المغلوب المقهور المنهار الذي لا جيش له بل ولا عدة بل ولا أناس لهم رغبة في النصر. فيُعد المنتصر عدته وليستعد لعدوه فالمعركة ليست مفاجئة بل معارك متعددة قد ينهزم الفرس في معركة، وقد ينتصر في أخرى ،المعارك كثيرة والحروب طويلة.وبداية النصر الأكيد كانت مع انتصار المسلمين في بدر فكانت معارك متعددة ودخلتها دول كثيرة كادت تشمل نصف الأرض في عصرهم ونهاية المعركة الفاصلة كانت مع صلح الحديبية والله غالب على أمره.
 
بسم1
قوله تعالى ( الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) .
عدم تحديد السنوات فيه استدراج لصناديد الكفار ،كقوله تعالى ( واملي لهم ان كيدي متين ) فهو ( الحجة الدامغة ) على المشركين، وذلك بفتح طاقه لهم لمراوحاتهمالباطله ،فيتم محقهم . اما بالنسبه للصحابة رضوان الله عليهم فان عدم ذكر (بعد كم سنة سوف ينتصر الروم ) اضاف نوع من التنعم وعنصر التشويق والترقب لثقتهم بامر الله ، والدليل على ذلك حديث ابن عباس ( وكيف ان ابوبكر رضي الله عنه راهن قريش على أن (البضع) خمس سنوات ).
ثانيا : مسالة تحديد السنوات لاتؤثر في مسالة ايمان صناديد المشركين ، قال الله فيهم ( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)
ثالثا : أما من اراد منهم أن يعتبر ويذكر فالايات التالية في نفس السورة تشير الي عظمة الله وقدرته وانظر كيف اشار الله سبحانه وتعالى ونبه بقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ ) في اكثر من اية.

والله تعالى اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله .
 
جواب سؤالك اخ يحيى والله اعلم
ان الروم من اهل الكتاب والفرس وثنيين فكان المشركين من مناصري اشباههم من الفرس والمسلمين كانوا يناصرون الروم الذي يشتركون معهم في سماوية الرسالة وامتدادها فكان المشركين يسخرون من هزيمة الروم ويفخرون بنصر الفرس وغلبتهم ، فأخفى الله ذكر من يناصرهم المشركين احتقاراً وتجاهلاً وذكر الروم تسلية وحناناً بالمؤمنين وتثبيتاً لهم ففي مثل هذا الموضع تكون دلالة الذكر بالتنويه والتشريف والاضمار بالتحقير والتجاهل والله اعلى وأعلم
 
تحديد عدد السنوات سوف يخدم القائلين بتاريخية القرآن الكريم.
السؤال الذي يجب أن نطرحه هو ماذا تعنى هذه الآية المقدسة لنا نحن في يومنا هذا؟
ماذا نستفيد إلى جانب التعبد بتلاوتها و إضفاء الإطمئنانية بها على إيماننا (آيات التنبؤ بالغيب)؟
و ما علاقتها بـ {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} و ما حالة التوجية النفسي و التربوي بهذه العلاقات في موقف المؤمن من الصراع بين فئتين من الأمم بين فئة يتمنى المؤمنين في المجتمع المسلم أن تنتصر وفئة يتمنى المنافقين وأهل الأهواء في المجتمع المسلم أن تنتصر، و كذا في صراع المؤمن مع أهل الباطل، و كيف يستعيد ثقته بالنفس بعد ثقته بالله في مواصلة الإجتهاد و أن من حكم الله أن تتحقق الأماني في أيام عديدة؟ هذا و أسئلة أخرى يجب أن تطرح إلا أن يكون في الجواب على سؤال تحديد السنوات إمكانيات تتاح لطرح أسئلة عملية.

وسؤال لم أضمر ذكر الفرس كسؤال تحديد السنوات.
أظن هذا من الجمال الأسلوبي في لغة القرآن وهذا يختلف عن أسلوب التأريخ للأحداث. المنتصر هنا الروم (باللفظ) و المنتصر (بالإعتبار والموعظة) فريق يفرح المؤمنين بإنتصاره و هذا الذي ينفع الناس أن يظهر العامل الذي يخدم الإيمان وأهله ويكون بذلك عاملا يمكث في الأرض ترتقي به النفس وتزكى به أما الزبد فيذهب جفاء ولا يستحق أكثر من أن يشار إليه من خلال ما يقتضيه الإشارة إلى ما ينفع الناس إلا أن يكون في الإشارة إليه مباشرة شيء ينفع الناس ويخدم القضية القرآنية الأولى.

والسؤال النظري الذي يمكن أن يطرح هو هل هناك فعلا فرق بين التفسير الباطني الإشارتي و التفسير المعلوماتي الإشاري (حصد المعلومات من أجل المعلومات)؟
 
سؤالك أستاذنا غامض لم أقدر على تفكيكه ، لعل عبارته أكاديمية خالصة ، فهلا تكرمت بتقريب سؤالك لعلي أستفيد .
 
عودة
أعلى