لماذا ذكر (الكوافر) لا الكافرات ؟

إنضم
09/09/2009
المشاركات
363
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لماذا ذكر الله تعالى كفر النساء فقال (لولا تمسكوا بعصم الكوافر) الممتحنة 10 بجمع التكسير .
ولم يقل : الكافرات ، بجمع السلامة ؟.
في حين يذكر : المؤمنات المسلمات التائبات إلخ بجمع السلامة ..
 
لماذا ذكر الله تعالى كفر النساء فقال (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) الممتحنة 10 بجمع التكسير .
ولم يقل : الكافرات ، بجمع السلامة ؟.
في حين يذكر : المؤمنات المسلمات التائبات إلخ بجمع السلامة ..
لاطراد ذلك في العربية قال العلماء:" الكوافر جمع كافرة ، كضوارب جمع ضاربة وجمع فاعلة على فواعل مطرد وهو وصف جماعة الإناث. والله الموفق.
 
بارك الله فيك يا أبا عمر
السؤال بالأساس كان عن السر البلاغي وراء ذلك ؟.
لماذا عدل عن السلامة إلى التكسير ؟.
لماذا : (عصم الكوافر) بالتكسير .
"صواحب يوسف" بالتكسير أيضاً .
في حين ( قانتات ) تجمع على قوانت وقانتات فعدل بالسلامة عن التكسير ، وكلاهما مطرد ؟.
 
قال ابن عطية: رأيت لأبي علي الفارسي إنه قال: سمعت الفقيه أبا الحسن الكرخي يقول في تفسير قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} أنه في الرجال والنسوان، فقلت له: النحويون لا يرونه إلا في النساء لأن كوافر جمع كافرة، فقال: وماذا يمنع من هذا، أليس الناس يقولون: طائفة كافرة، وفرقة كافرة،.
قلت : وإضافة الى أن الكوافر تشمل المرأة والرجل فإن فائدة جمع التكسير هنا أيضاً تفيد اختلاف العقائد فقد كانت النساء كل تتخذ صنماً أو معبوداً خاصاً لها . فاختلاف العقائد يناسبه جمع التكسير أكثر من الجمع السالم . والله أعلم
 
أجاب الدكتور جمال السيد في برنامج لمسات بيانية على هذا السؤال قائلاً:

[FONT=&quot]القرآن إستخدم كفار وكوافر (وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ (10) الممتحنة) كوافر على وزن فواعل هذه على سنن العربية مثل صاعقة وصواعق لكنها غير منتشرة. جمع فواعل هو من جموع الكثرة وكلمة كوافر لم تستخدم كثيرة، (وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) لم يقل كافرات العدول عن الصيغة لم تقل الآية ولا تمسكوا بعضم الكافرات العدول عن الصيغة من الكافرات جمع المؤنث إلى الكوافر جمع التكسير هنا الإشارة إلى أن الإمساك بعصمة هذه المرأة الكافرة شيء غير مقبول وشيء غير معتاد فاتركوهن ونتيجة الأمر بتركهن تركت الآية أيضاً الجمع المتداول (كافرات) واستخدمت الجمع غير المتداول (الكوافر).[/FONT]
 
ما نقله ابن عطية معترض بما تجده في التحرير والتنوير وروح المعاني، والمعروف عند أهل العلم أن جمع التكسير للكثرة - إلا ما استُثني من الصيغ- وأن جمعي السلامة للقلة ، فإذا لاحظنا أن الكوافر أكثر من المسلمات في واقع الأمر عرفنا - والله أعلم - سر التغاير ، ولهذا المعنى نظائر قرآنية تجدونها في كتاب ( معاني الأبنية ) للدكتور فاضل السامرائي، وأنا بعيد عهد به فلعله يكون قد تطرق لهذه الآية تحديداً،و الله أعلم.
 
أمهلني بعض الوقت أخي الفاضل محمد لأبحث في كتاب معاني الأبنية للدكتور فاضل فالكتاب ليس بين يدي الآن. لكني أعدك بأن أنقل لكم ما فيه حول الموضوع إن وجدته.
 
قال صاحب إعراب القرآن محي الدين درويش:
"بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) العصم جمع عصمة وهي هنا عقد النكاح وكل ما عصم به الشي ء فهو عصام وعصمة وقد مرّت خصائص العين والصاد فاء وعينا ، والكوافر جمع كافرة كضوارب في ضاربة ، وعبارة أبي حيان « و قال الكرخي : الكوافر يشمل الرجال والنساء فقال له أبو علي الفارسي النحويون لا يرون هذا إلا في النساء جمع كافرة فقال أليس يقال : طائفة كافرة وفرقة كافرة قال أبو علي : فبهت فقلت هذا تأييد » والكرخي هذا معتزلي فقيه وأبو علي معتزلي أيضا فأعجبه هذا التخريج وليس بشي ء لأنه لا يقال كافرة في وصف الرجال إلا تابعا لموصوفها أو يكون محذوفا مرادا أما بغير ذلك فلا يجمع فاعلة على فواعل إلا ويكون للمؤنث."
 
*ذكر التأنيث والتذكير في القرآن المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات والصابرين والصابرات والمنافقين والمنافقات وذكر الكافرين ولم يذكر الكافرات وإنما ورد الكافرين فقط؟(د.فاضل السامرائي



وردت الكوافر في القرآن(وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ (10) الممتحنة) الكوافر أشمل وأعم من الكافرات.

الكوافر أكثر من الكافرات لأنه جمع تكسير والكافرات أقل لأنه جمع قلة، الكافرات دخلت في الكوافر أما المؤمنين والمؤمنات فليس هناك جمع قلة وكثرة.


نحن مضطرون أن نقول المنافقين والمنافقات لكنا لسنا مضطرين لقول الكافرين والكافرات.


الكوافر جمع كافرة تحديداً وهو جمع تكسير جمع كثرة.

جمع منافق منافقون ومنافقة منافقات، جمع ساجد ساجدون سُجّد سجود، هذه ليس فيها اختيار وهذا ما ورد في اللغة العربية.

ميّت جمعها موتى وأموات وميّتون لكن مسلم جمعها مسلمون ليس عندنا اختيار.

يقول العرب إن لم يكن جمع آخر فالجمع السالم يدل على الكثرة والقلة، هذا نص.


http://www.5odary.net/vb/showthread.php?t=23702
 
جزى الله الإخوة على مشاركاتهم ..

وقد استفدت منها في تلخيص الآتي ، بعد قراءة الدر المنثور والتحرير والتنوير :
= في السياق:
1- هذا الجمع التكسيري (الكوافر) ورد في سورة الممتحنة ولم يرد في غيرها .
2- سورة الممتحنة سميت بأمر يتعلق بامتحان النساء ليتبين حكمهن من الإيمان : ( المؤمنات ) والكفر (كوافر).
3- السياق الذي وردت فيه الكلمة بهذا الجمع كله في أمر النساء الممتحنات بعد مقدمهم على المدينة مهاجرات .
4- بدأ هذا السياق بقوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاحرات فامتحنوهن ... ) إلى آخر السورة .. وهو سياق تفصيل لإجمال ما ورد في صلح الحديبية .
5- جاء ذكر المؤمنات في سياق الأمر ( فامتحنوهن ) ، وجاء ذكر (الكوافر) في سياق النهي (لا تمسكوا ..).
6- الأمر بالامتحان يتحقق في المؤمنات ابتداء من القلة حتى لا يتبادر الاستثناء منها ، أي : ولو كانت المهاجرات قليلات فامتحنوهن .
7- النهي عن الإمساك بعصم الكوافر يشمل كل النساء اللاتي جئن مهاجرات لأسباب أخرى غير الإيمان أو كن في مكة ، فلا تستثنوا منهن كافرة مهما كانت وأين كانت وكيف كانت .. ولذا طلق بعض الصحابة رضي الله عنهمامن تحته من النسوة كعمر رضي الله عنه، وآجلَ بعضٌ آخر إلى الحول ليطلق ..
= في اللفظ :
لفظ الكوافر يدل على أمور :
1/ أنهن نسوة ، وهو ظاهر من السياق بلا عناء ، وإن كانت الكوافرُ جزءاً من الكفار .
2/ أنهن كثيرات ، لأن فواعل من صيغ الكثرة ، وهذا يبين أن شأن الكفر في النساء أكثر ، إما من ناحية النوع وإما من ناحية العدد ، وعليه الحديث : ( إني رأيتكن أكثر أهل النار ..) و( إنكن لتكفرن العشير ..)، وهذه الكثرة تجعل المؤمنين يتأهبون ويبالغوا في الانتباه من أمر النساء ( إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم ).. وهذا الامتحان تحقق في زمن النبيء صل1بالبيعة .

3/ أنها جاءت على صيغة جمع مكسر ، ومما يفيده التكسير اختلافه عن صيغة واحِدهِ ، فكأنه اختلف في جمعه لما اختلفت أنواع آحاده ، بخلافها إذا كان على صيغة جمع السلامة .
4/ أن المعنى الذي تلبست به هذه الكلمة = ذو خطر ، وهو الكفر أو الكفران ، وهو المعنى الذي يجب أن يتحرر منه المجتمع المسلم أو بمعنى دقيق : الأسرة المسلمة .
5/ والكوافر هن اللائي قصرن عن العمل بالمذكورات في قوله تعالى ((( يأيها النبيء إذا جاك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً... فبايعهن ))).. وأمسكن أيديهن عن المبايعة لسبب رفضنه من بنود البيعة . أما المؤمنات فهن اللاتي استكملن ذلك كله من جهة القبول به والمبايعة عليه .

وما التوفيق إلا بالله .
 
أحب أن أضيف شيئا ربما هو في نظرى السر في العدول عن "الكافرات" إلى " الكوافر"
ألا وهو التناسق اللفظي.​
 
أحب أن أضيف شيئا ربما هو في نظرى السر في العدول عن "الكافرات" إلى " الكوافر"​




ألا وهو التناسق اللفظي.​

وضح أكثر يا شيخنا الفاضل
ما وجه ذلك التناسق الذي لمحه نظرك الكريم ؟
 
نعم التناسق اللفظي واختلاف مشارب العقائد عند الكوافر والله تعالى أعلم . رغم ان التناسق اللفظي يكون دوماً لصالح المعنى الذي لا يصلح لفظاً غيره له.
 
وقد جاء في القرآن الكريم على نفس وزن جمع التكسير " فواعل" لفظٌ آخر وهو " قواعد " فقال تعالى : ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ) النور 60 .ولم يقل " القاعدات".
وكأن هذه الصيغة أختصت للاناث فقط كما ورد في المشاركات السابقة .
الا أنني لا أجد الفرق في " القواعد " و " القاعدات" في الكثرة والقلة فقط ،وقد يصعب علي أن أبرر الكثرة المبررة في لفظي " الكوافر والقواعد " في الآيتين، بل أنني أجد أنّ قُرب لفظ الجمع السالم من لفظ المفرد الذي هو اسم الفاعل هنا " الكافرة " و " القاعدة " وما في ذلك من قرب من معنى الفعل أدعى لتفسير سبب العدول عن الجمع السالم .
وقد يتضح ذلك أكثر في " القواعد"، اذ لو جاء الجمع على "قاعدات" لتبادر الى ذهن القاريء فعل القعود والجلوس.
كما أن معنى القلة والكثرة يتعذر هنا، فلو أردنا أن نصف ثلاث نساء كبيرات السن لقلنا " القواعد" وكذا الحال لو وصفنا كل النساء كبيرات السن .
فهل يمكن النظر مجدداً من هذه الزاوية الى الفرق بين الكوافر والكافرات ؟
أم أن المثالين مختلفان ؟
 
جاء في كتاب معاني الأبنية للدكتور فاضل السامرائي في فصل جمع التكسير (صيغة فواعل) صفحة 155 ما يلي:

فواعل:

وهو لجمع (فاعلة) صفة أو اسماً نحو ضوارب جمع ضاربة وفاطمة وفواطم وناصية ونواصي. ولجمع (فواعل) نحو جوهر وجواهر و(فاعَل) بفتح العين نحو طابع وطوابع و(فاعلاء) نحو قاصعاء وقواصع و(فاعِل) اسماً لا وصفاً علماً أو غير علم نحو جابر وجوابر وكاهل وكواهل و(فاعل) صفة مؤنث نحو حائض وحوائض وصفة ما لا يعقل نحو صاهل وصواهل و(فوعلة) نحو صومعة وصوامع وندر في غير ذلك.
وقد مر بنا أن (فاعلة) وصفاً تُجمع على (فثعّل) أيضًا مثل ضرّب والفرق بين فُعّل وفواعل أن قُعّلا -كما مر- فيه عنصر الحركة بخلاف هذا الجمع الذي ليس فيه هذا العنصر بل هو أقرب إلى الاسمية وأدل على الثبوت فإنه -كما رأيت- وزن لجمع الاسماء أكثر مما هو لجمع الصفات.
فالرُحّل هم الذين يرتحلون كثيراً والرواحل جمع الراحلة وهي كل بعير نجيب، والرواسي هي الجبال وأما الراسيات فيقصد بها الدلالة على الحدث وقد مر بنا أن الرواسي وردت تسع مرات في القرآن الكريم كلها بمعنى الجبال بخلاف الراسيات التي فيها الدلالة على الفعلية، قال تعالى (وقدور راسيات).
ولذا يجمع على هذا الجمع ما تحوّل من الصفات إلى أسماء أو ما كان قريباً من ذلك كالنازلة واهي الشديدة التي تنزل بالقوم وجمعها النوازل لا النزّل، وقواعد البيت أي أساسه جمع قاعدة وهي أصل الأس ولا يقولون قعّد.
فهذا البناء ليس فيه عنصر الحركة الذي في فعّل فنحن إذا أردنا تكثير القيام بالفعل أو الدلالة على الحركة الظاهرة جمعناه على فعّل وإلا جمعناه على فواعل ولذا يقول العرب: الزواجر والنواهي والصواعق والخوالف والنوازل والعواصم والقواصم والدواهي والقوافي ورجال عوارف جمع عارفة وبواقع ودواه جمع باقعة وداهية لا يجمعونها على فعّل لأنهم يريدون بذلك الاسمية أو القرب من الاسمية.
 
أحب أن أضيف هذه الإضافة السيرة..
الأصل أن يعبر عن العشرة فما فوقها بجمع الكثرة، وعنها وما دونها بجمع القلة، ومن جمع القلة الجمع السالم، ولذا كان السؤال عند الأصوليين: كيف يعبر عن جمع الكثرة بالجمع السالم؟ ويجيبون بإجابات متعددة، منها أن الألف واللام الدالة على الجنس كافية في إرادة الكثرة، وناقلة الجمع من الدلالة على القلة إلى الدلالة على الكثرة..
ولذا فالجمع في الآية جاء على الأصل، ولا يُحتاج أن يسأل عن الأصل.
ويمكن أن يلتمس سبب لاختياره، وهو إضافة (عِصَم) إليه، وعصم جمع كثرة، فناسب أن يضاف جمع الكثرة لجمع الكثرة، دون أن يضاف إلى ما أصله القلة، واستفيدت الكثرة بقرائن أخرى.. والله أعلم.
 
بسم الله والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه تعالى وعظيم سلطانه،والصلاة والسلام على سيد الوجود الرحمة المهداة للعالمين
جزاكم الله خيرا
نسأل الله أن ينفعكم وينفع بكم
وشكرا
لكن أحب أن انبه إلى أخذ الحيطة والحذر عند مطالعة كتاب التنوير والتحرير حيث نصحني أحد المختصون أن فيه آراء معتزلية كما في الكشاف .
وأنا أهيب بالمشايخ وأرجوهم مراجعة هذا التفسير مراجعة علمية متأنية ووضع الحواشي الملائمة للتنبيه على مثل هذه الآراء
والله المستعان وعليه الأجر والتكلان
 
قال ابن عطية: رأيت لأبي علي الفارسي إنه قال: سمعت الفقيه أبا الحسن الكرخي يقول في تفسير قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} أنه في الرجال والنسوان، فقلت له: النحويون لا يرونه إلا في النساء لأن كوافر جمع كافرة، فقال: وماذا يمنع من هذا، أليس الناس يقولون: طائفة كافرة، وفرقة كافرة.
قلت : وإضافة الى أن الكوافر تشمل المرأة والرجل فإن فائدة جمع التكسير هنا أيضاً تفيد اختلاف العقائد فقد كانت النساء كل تتخذ صنماً أو معبوداً خاصاً لها . فاختلاف العقائد يناسبه جمع التكسير أكثر من الجمع السالم . والله أعلم
ألا يمكن أن يكون جمع: "كوافر" في الرجال والنسوان؟!
فـصيغة: (فواعِل) تكون جمعا (لفاعِل غير عاقل), أو: (لفاعِلة مؤنثة). ولا تكون (جمعًا لفاعِل عاقل)، وشذ من ذلك فارس وفوارس.
فإتيانها على "فواعل" يشعر بمعنى بلاغي نفيس, وهو: أن هؤلاء الرجال غير عقلاء؛ لاتصافهم بالكفر, وأما عن دخول النساء في هذه الصيغة, فأنتم تعلمون أنه إذا إطلق لفظ المذكر يدخل فيه جنس البشر كلُّهم؛ لأنهم من آدم.
مجرد رأي.
 
المعنى الآخر لجمع التكسير والجمع السالم

المعنى الآخر لجمع التكسير والجمع السالم

لاحظت في بعض الردود أنهم يفرقون بين الجمع السالم وجمع التكسير من حيث القلة والكثرة،ثم يبنون توجيهم بناء على ذلك،ولكن هذا معترض عليه بأن الفرق بين الجمعين من حيث القلة والكثرة إنما هو في حال التنكير لا في حال التعريف.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-:«فالتحقيق ما حرره علماء الأصول في مبحث التخصيص من أن جموع القلة وجموع الكثرة لا يكون الفرق بينها ألبتة إلا في التنكير،أما في التعريف فإن الألف واللام تفيد العموم،والإضافة إلى المعارف تفيد العموم ،وما صار عاماً استحال أن يقال هو جمع قلة ؛لأن العموم يستغرق جميع الأفراد»(العذب النمير 1/96) .
قال في الكوكب المنير:«استدل للذي عليه أكثر العلماء،والصحيح عنهم،بقول النبي صلى الله عليه وسلم في"السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"في التشهد،"فإنكم إذا قلتم ذلك:سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض"رواه البخاري ومسلم.(الكوكب المنير 3/ 131)
لكن ثمة فرق آخر قصدته العرب بين جمع التكسير والجمع السالم يقول السهيلي-رحمه الله-:«ومن حيث اختلفت معاني الجموع بالكثرة والقلة اختلفت ألفاظها.ولما كان الإخبار عن جمع ما لا يعقل يجري مجرى الجمّة( ) والأمة والثلة،لا يقصد به في الغالب إلا الأعيان المجتمعة على التخصيص،لا كل واحد منها على التعيين،كان الإخبار عنها بالفعل كالإخبار عن الأسماء المؤنثة،إذ الجمة والأمة وما هو في معنى ذلك أسماء مؤنثة،ولذلك قالوا في جموع ما لا يعقل:"الجمال ذهبت"،"الثياب بيعت"،و"الدور اشتريت"،وما أشبه ذلك؛إذ لا يتعين في قصد الضمير كل واحد منها في غالب الكلام ،والتفاهم بين الأنام.
ولما كان الإخبار عن جمع ما يعقل بخلاف ذلك،وكان كل واحد من الجمع فيه يتعين غالباً في القصد إليه والإشارة،وكان اجتماعهم في الغالب عن ملأ منهم وتدبير وأغراض عقلية،جُعلت لهم علامة تختص بهم تنبئ عن الجمع المعنوي كما هي في ذاتها جمع لفظي ،وهي "الواو"؛لأنها ضامّةٌ بين الشفتين وجامعة لهما،وكل محسوس يعبر به عن معقول فينبغي أن يكون مشاكلاً له،فما خلق الله تعالى الأجساد في صفاتها المحسوسة إلا مطابقة للأرواح في صفاتها المعقولة،ولا وضع الألفاظ في لسان آدم صلى الله عليه وسلم وذريته إلا موازنةً للمعاني التي هي أرواحها،فهذا سر "الواو" في اختصاصها بالجمع لمن يعقل»نتائج الفكر ص 108.
ثم قال-رحمه الله-في موضع آخر:«وسر المسألة أنك إذا جمعت وكان القصد إلى تعيين آحاد المجموع،والمخبر معتمد على كل واحد منهم في الإخبار،سلم لفظ بناء الواحد في الجمع كما سلم معناه في القصد إليه،فقلت:"فعلوا" أو"هم فاعلون" وأكثر ما يكون هذا فيمن يعقل...ولذلك جاءت جموع التكسير مغيَّراً فيها بناء الواحد،وجارية في الإعراب بالحركات مجرى الواحد حيث ضعف اعتمادهم على كل واحد بعينه،وصار الخبر كأنه عن الجنس الكثير الجاري في لفظه مجرى الواحد،ولذلك جمعوا ما قل فيه العدد من المؤنث جمع السلامة،وإن كان مما لا يعقل،كقولهم الثمرات والطلحات،إلا أنهم لم يجمعوا المذكر منه-وإن قل عدده-إلا جمع التكسير؛لأنهم في المؤنث لم يزيدوا غير "ألف" فرقاً بينه وبين الواحد،وأما "التاء"فقد كانت موجودة في الواحدة أو في وصفها؛فإن كثر جمعوه جمع تكسير كالمذكر»نتائج الفكر ص 152ـ153.
وعليه فيظهر والله أعلم أنه لما جمع في الآية جمع تكسير فإنه بين إعراضه عن هؤلاء الكوافر وأن شانهن شأن من لا يؤبه به،فكان من دلالة هذا الجمع التزهيد بأعيانهن وصرفهم عن آحادهن،حتى لا يبقى في نفوس المؤمنين أي تعلق بهن بعد ذلك.والله أعلم.
 
أشكر كل من أضاف الى هذا الموضوع وارجو الله عز جل أن يجزيه خيراً .

أخي فهد الشتوي الكريم :
جاء في مشاركتك بارك الله فيك نقلاً عن الشيخ الشنقيطي رحمه الله :
لاحظت في بعض الردود أنهم يفرقون بين الجمع السالم وجمع التكسير من حيث القلة والكثرة،ثم يبنون توجيهم بناء على ذلك،ولكن هذا معترض عليه بأن الفرق بين الجمعين من حيث القلة والكثرة إنما هو في حال التنكير لا في حال التعريف.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-:«فالتحقيق ما حرره علماء الأصول في مبحث التخصيص من أن جموع القلة وجموع الكثرة لا يكون الفرق بينها ألبتة إلا في التنكير،أما في التعريف فإن الألف واللام تفيد العموم،والإضافة إلى المعارف تفيد العموم ،وما صار عاماً استحال أن يقال هو جمع قلة ؛لأن العموم يستغرق جميع الأفراد»(العذب النمير 1/96) .
وأعتقد أن نفي معنى الكثرة والقلة عن جموع التكسير المعرّفة وانحسارها فقط على ما جاء بالتنكير فيه نظر . وللدكتور فاضل السامرائي أقوال عدة في اختيار الفاظ جموع التكسير المعرّفة بناءً على الكثرة والقلة .
الا أنني اتفق مع الأخ فريد الزامل في أن الألف واللام الدالة على الجنس هي فقط تفيد الكثرة وتنقل معنى جمع القلة الى الكثرة لعمومها . وأظن أن الشيخ الشنقيطي رحمه الله قد أراد هذا حيث قال " فان الألف واللام تفيد العموم" . ومن المعروف أن "ال" العهد لا تفيد العموم، بل ينحصر هذا في "ال" الدالة على الجنس . كما أن الاضافة لا تفيد العموم الا اذا أضيفت الى ما يدل على عموم الجنس .
ولايضاح ذلك نقول "جاء الفتية ". فيكون المعنى هو الاخبار بأن الفئة المعهودة التي لها عمر معين وعددها لا يتجاوز العشرة قد جاءت . ونقول "جاء الفتيان " فيكون المعنى أن الفئة المعهودة التي لها عمر معين وعددها يتجاوز العشرة قد جاءت . فكما تلاحظ هناك فرق . ويمكن التفريق في المعنى أيضاً عند الاضافة فنقول " جاء فتية القوم " و"جاء فتيان القوم "، على أنّ "ال" في القوم للعهد .
ارجو تصويبي اخي ان كنت تراه خاطئاً.
ودمتم في رعاية الله
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عذرا سأنحى بالموضوع في اتجاه آخر ألا وهو
في عنوان الموضوع كان السؤال عن عدم استعمال لفظة كافرات
والمتتبع للقرآن يجد أن الله لم يأت بهذا اللفظ في جميع الآيات التي تحدث فيها عن الكفار
وإنما يأتي بلفظة المشركات كما في قوله:
-(ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات)
-(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) وغيرها
فسؤالي ما الحكمة من مجيء الكوافر بدل المشركات؟
وجزاكم الله خيرا.
 
عودة
أعلى