لماذا حث الإسلام على الاستنجاء باليد اليسرى؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
*لماذا حث الإسلام على الاستنجاء باليد الشمال؟*

هذا السؤال ورد ضمن بعض أسئلة الإنشاء للشهادة الثانوية الدينية SMA
وجوابه كما جاء في الموضوع:
*لأن الإنسان يأكل ويشرب بيمينه.*

فهل هذا الجواب صحيح؟

*وأقول: لا ، غير صحيح*

فهذا ليس سببا للنهي عن الاستنجاء باليد اليسرى؛
فعادة إننا نتأكد ونستوثق ونغسل يدنا جيدا بعد الاستنجاء، كما أننا نستعمل اليد اليسرى في أشياء أخرى تشارك فيها اليد اليسرى اليمنى في كل شيء.

إنما السبب في النهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أبي قتادة: "إذا بال أحدكم فلا يأخُذَنَّ ذَكَرَهُ بيمينه، ولا يَسْتَنْجي بيمينه"
وحديث آخر عن سلمان: "نهانا رسول الله أن نستقبل القبلة لغائط أو لبَوْل، أو أن نَسْتَنجي باليمين.. "

*السبب في هذا النهي هو تكريم وتشريف اليمين.*

وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتيامُن في كل أمورنا عدا ما كان فيه أذى كالاستنجاء ودخول الخلاء والخروج من المسجد وخلع الخف ..
وغير ذلك فالسنة التيامُن في كل شيء:
الأكل، والشرب، والمصافحة، ودخول البيت، ودخول المسجد، وتناول الأدوات، وغيره لاستحباب اليمين.
أما عِلة الاستنجاء بالشمال بسبب أننا نأكل باليمين فليست في محلها، والصحيح هو تكريم اليمين وتشريفه وتنزيهه عن ذلك.

والله أعلم
د. محمد الجبالي
 
جزاك الله خيرا ونفع بك ..
ومادام الأمر تعبديا فالواجب الوقوف فيه عند حد النص ودلالته , ولم يتعبدنا الله بمعرفة الحكمة فيما شرع لنا من الأحكام التكليفية , فإن من الله بكشفها في بعض احكامه, فبها ونعمت, والا فلسنا مكلفين بتكلف البحث عنها ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذ الكريم محمد الجبالي ...وبارك الله تعالى بكم الاستاذ مسعود محمد
قال تعالى(
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)) قال ابن كثير :( : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) أي : سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقا منزلا من عند الله ، عز وجل ، على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بدلائل خارجية ( في الآفاق ) ، من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان .
قال مجاهد ، والحسن ، والسدي : ودلائل في أنفسهم ، قالوا : وقعة بدر ، وفتح مكة ، ونحو ذلك من الوقائع التي حلت بهم ، نصر الله فيها محمدا وصحبه ، وخذل فيها الباطل وحزبه )
فالتفكير بحكمة الله تعالى في العبادات وغيرها من الامور التعبدية التي يريدها ربنا سبحانه تعالى من خلقه ولهذا نرى الكثير من الآيات المتعلقة في التفكير قال تعالى(﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ ﴾
ولهذا فان قولكم يا أستاذ مسعود : ( ولم يتعبدنا الله بمعرفة الحكمة فيما شرع لنا من الأحكام التكليفية )
لا أتفق معكم لإن معرفة تلك الحكم مما يرغب النفس البشرية القيام بالعبادات بنشاط وعزيمة والله تعالى أعلم .
 
(Untitled)

الأخ البهيجي أنت على خطأ كبير .. فالأمر ليس بالسهولة هكذا و بهذه السطحية.....

.
..1.
التدبر في حكمة العبادات ليس فيه خير إلا ماذكر ه الله و لكن تبقى الحكمة الكبرى هي العبادة نفسها...

مثال : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر ...(فإذا أحببت أن تتدبر ماذكره الله فتدبر (النهي عن الفحشاء و المنكر )فلا أحد يمنعك و لكن الحكمة من الصلاة ليس هي النهي عن الفحشاء و المنكر و لكن هي العبادة (الإسلام) لأن ذكر الله أعظم .


قال الله تعالى :
ٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ۝٤٥

2.
لما ابراهيم عليه السلام في منامه أنه يذبح ابنه، فإن ابراهيم و اسماعيل عليهما السلام فعلوا ما أمرن به و لم يجروا وراء البحث عن الحكمة وراء الذبح لأن الحكمة العظمى من العبادة هي الإسلام فلهذا فإن دين الله هو الإسلام و لكن للآسف نرى الكثير من التبس عليهم الأمر و أحبوا أو ظلوا عن السبيل ليكون الدين عندهم هو الإعجاز ....




فطوبي للغرباء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم الاخت الفاضلة بهجة الرفاعي الموضوع لا يتعلق ب الاعجاز وليس من المناسب أن تخطئين غيرك
من بداية الكلام وانما برهني على خطأه أولاً...ومن حكمة الله تعالى أن جعل عبادته من توحيد وإتباع وصلاة وصوم
وغيرها تعود بفوائد كبيرة على المؤمن وارجو الاطلاع على الرابط التالي :
http://www.bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=04-05-0003
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
(Untitled)

الاخ البهيجي ، لقد قارنت الحكمة في خلق السموات و الارض بالحكمة في التدبر في العبادات، و هي مقارنة جد خاطئة ، فالأولى فيها خير و الثانية ليس فيها خير ....و كذلك لم تتفق و عارضت ما قاله الأخ مسعود مع العلم أن كلامه هو الحق .... و الله سبحانه تعالى بين ذلك في القرآن الكريم في أياته.

أما قضية الإعجاز فأنا لا أقصدك أنت أخي الكريم بل أقصد من استغل الخير الذي يأتي من العبادات ليبثه في إطار الإعجاز كالدكتور منصور الكيالي.
وباختصار الحكمة في العبادات هي الاسلام.
 
(Untitled)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي بهجة ليس هناك أي خطأ في المقارنة التي عقدها الأخ البهيجي.
فالله تعالى حكيم في أفعاله واقداره واحكامه وفي كل شيء. وبالجملة فهو سبحانه حكيم في خلقه وأمره. ومن الأول انه حكيم في خلقه للعالم السفلي والعلوي وقد أمرنا سبحانه بالسير في الأرض والنظر في الكون للتفكر والتدبر... من ذلك قوله جل جلاله :( قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) وقوله تعالى :(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدا الخلق). وقوله سبحانه :( او لم يتفكروا في أنفسهم)...
ومن الثاني انه سبحانه حكيم في شرعه وما امر به من العبادات امر ايجاب او استحباب فكل العبادات لم تشرع عبثا بل تتضمن حكما عظيمة قد نعلمها وقد نجهلها.
والحق في هذه المسألة كما يقول العلماء ان الامر اذا كان من الممكن الوقوف على الحكم من وراءه فذلك مرغوب فيه لان معرفة هذه الحكم له فوائد عدة اشار إلى بعضها الأخ البهيجي. وقد أضيف حكما اخرى قريبا ان شاء الله تعالى.
وان كان الأمر يتعذر معرفة الحكم من وراءه فهذا ما يدخل في القسم التعبدي لا يليق بالمومن التكلف والتنطع لاستخراج حكمه. بل يسلم الامر لصاحبه سبحانه.
في الحقيقة الموضوع يستحق تفصيلا اكثر.
لكن اعتذر لان الجهاز عاطل هذه الليلة واكتب من الهاتف وفيه صعوبة مقارنة مع الجهاز.
ولعلي ارجع الى الموضوع بتفصيل ان شاء الله تعالى.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقيقة، ماذكرته دكتور الجبالي من أن الحكمة من النهي عن الاستنجاء باليمين التشريف والتكريم صحيح، لكن حكمك على الجواب الآخر بأنه خطأ فيه نظر.

قلت:" فهذا ليس سببا للنهي عن الاستنجاء باليد اليسرى؛
فعادة إننا نتأكد ونستوثق ونغسل يدنا جيدا بعد الاستنجاء، كما أننا نستعمل اليد اليسرى في أشياء أخرى تشارك فيها اليد اليسرى اليمنى في كل شيء.".اهـــــــــ.

لكن رغم أن الإنسان يغسل يده جيدا فقد يتذكر وهو يأكل بيمينه أنه استنجى بها من قبل وهذا كفيل بأن يحدث له شيء من الأذى فينفر طبعه وربما يترك طعامه.

ولا مانع من وجود أكثر من سبب أو حكمة وراء النهي عن شيء ما.
ما لم يكن هناك أدنى تعارض بين الحكمتين.
وهذا ما أراه متحققا هنا.

والله أعلم وأحكم.
 
عودة
أعلى