لماذا تكرر تعبير {الذين ظلموا} في آية البقرة (59) واستغني عن التكرار في آية الأعراف(162)؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
إن العربية تميل بطبيعتها إلى الإيجاز
فلماذا تكرر قول (الذين ظلموا) في آية البقرة (59) مرتين في حين أن الأُولى تغني عن الثانية وكان يكفي استعمال ضمير الغائبين (فأنزلنا عليهم)؟!
الآية:
{فَبَدَّلَ *ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟* قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى *ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟* رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡسُقُونَ})سورة البقرة 59(

لو تأملنا الآية السابقة لهذه الآية سنجد عدة أوامر وتكاليف من الله عز وجل لموسى عليه السلام وقومه، الأوامر للجميع في:
{وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُوا۟ هَـٰذِهِ ٱلۡقَرۡیَةَ فَكُلُوا۟ مِنۡهَا حَیۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُوا۟ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَـٰیَـٰكُمۡۚ وَسَنَزِیدُ ٱلۡمُحۡسِنِینَ} (سورة البقرة 58(
فاستجاب بعضهم لتلك الأوامر وأطاعوا، وبدل بعضهم وعصوا
قال الله عز وجل:
{فَبَدَّلَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ رِجۡزࣰا}
فلو قال في الثانية: (فأنزلنا عليهم) من غير تخصيص (الذين ظلموا) لوقع لَبْسٌ لدى بعض السامعين، ولَفَهِم البعض خطأً أن العذاب وقع على الجميع؛ لأن الأوامر كانت للجميع.
*فكان تكرار (الذين ظلموا) دفعا لهذا اللبس*.

وقد وردت آية أخرى مشابهة استغنت عن التكرار واكتفت بضمير الغائبين، وهي:

{فَبَدَّلَ *ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡ* قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَرۡسَلۡنَا *عَلَیۡهِمۡ* رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَظۡلِمُونَ} )سورة الأعراف 162(
لقد قال في المرة الثانية: (فأرسلنا عليهم) ، ولم يقل: (فأرسلنا على الذين ظلموا) فلماذا تغير الحال في آية الأعراف عن آية البقرة السابقة؟!

أقول وأسأل الله السداد:
لو تأملنا سنجد في آية الأعراف زيادة ليست في آية البقرة، وهي قوله: (منهم) بعد (الذين ظلموا) في مطلع الآية،
*ضمير الغائبين في (منهم) خصص المقصودين، وأمن اللبس،*
فقال في الثانية: (فأرسلنا عليهم رجزا)، فلم يعد في حاجة إلى التكرار.

هذا والله أعلم
د. محمد الجبالي
 
جزاكم الله خيرا د.محمد
أعتقد بأن التكرار حاصل في الآية الثانية أيضاً ، فقد أشار لسبب الرجز وهو الظلم الحاصل منهم فقال تعالى (فَأَرۡسَلۡنَا *عَلَیۡهِمۡ* رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَظۡلِمُونَ) فتكرر الظلم مرتين لتعيين الظالمين دون سواهم فتحققت الغاية التي اشرتم إليها من التكرار. والله تعالى أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله

آيات سورة البقرة كانت (عند دخول القرية )
آيات سورة الاعراف وقعت أحداثها (بعد دخول القرية) ، فأختلفت بعض الوقائع.

آيات سورة البقرة
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) }


الذين ظلموا (الاولى) كل من خالف منهم امر السجود وقول حطه.
الذين ظلموا (الثانية) هي جزء أو فئة من الكل ، وقد كانوا أكثر فسوقا من غيرهم، فوقعت عليهم الموجة الاولى من الرجز، مفردة الانزال أخف دلت على التدرج في وقوع العذاب مقابل (الارسال) والشدة في الاعراف.

آيات سورة الاعراف

( وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)

هنا أنتقل بقية (الذين ظلموا ) المذكورين في آيات سورة البقرة وقد أخذوا فرصتهم وأنتقلوا الي داخل القرية وأمروا مرة أخرى بقول حطه والسجود فبدلوا فأرسل عليهم الرجز.

ومن أدلة الفاصل الزمني بين أحداث وآيات سورة البقرة وسورة الاعراف قوله تعالى(أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ) وقع ذلك بعد أيات سورة البقرة وقبل آيات سورة الاعراف وأحداثها.


والله أعلم
 
عودة
أعلى