لماذا تركوا هذا الشاهد الشعري ؟!

أبو مالك العوضي

فريق إشراف الملتقى المفتوح
إنضم
12/08/2006
المشاركات
737
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
قال لبيد رضي الله عنه في معلقته:
فالضيف والجار الجنيب كأنما ................ هبطا تبالة مخصبا أهضامها

وفي نظري القاصر أن هذا البيت يصلح شاهدا لغويا في تفسير قوله تعالى: {والجار الجنب}.

ولكن العجيب أني لم أر أحدا من المفسرين استشهد بهذا البيت في تفسير الآية.

وكذلك في معجمات اللغة لم أر أحدا استشهد بهذا البيت في شرح معنى الجنب.

مع أن شراح المعلقات يتعرضون عند شرح هذا البيت إلى هذه الآية، كما فعل ابن الأنباري، وكما فعل الزوزني.

فلا أدري حقيقة ما السبب في هذا الهِجران، فإن كان ذلك بسبب قصور في بحثي، فأرجو إحالتي على أحد التفاسير التي استشهدت بهذا البيت.

وإن كان هذا الهجران حقا، فهل له سبب، أو هو مجرد الاكتفاء بغيره من الشواهد؟

وجزاكم الله خيرا.
 
لد تتبعت بعض شروح الأشعار ، ووجدت أمثلة كثيرة من الأبيات التي يمكن أن يُستشهد بها ، وقد لا تجدها عند المفسرين ، ويظهر لي في ذلك أمران :
الأول : أن المفسرين المتقدمين لم يقصدوا استقصاء الشواهد ، بل ربما فاتهم ذكر بعضها القريب المتداول ، كما ذكرت في هذا البيت .
الثاني : أن كثيرًا من المتأخرين نقلوا عن السابقين ، ولم يكن من عنايتهم الإضافة على ما قاله السابقون ، ففات بذلك شيء كثير .
ومن ثَمَّ ، فإنه لو انبرى أحد لجمع الشواهد الشعرية ، ورتبها على ألفاظ القران ترتيبًا ألأفبائيًا ؛ لخرجت بذلك شواهد عديدة لم يتطرق لها المفسرون .
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه ( الشاهد الشعري عند المفسرين ) .
سؤال : من ابن الأنباري ، وما كتابه ؟
 
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه ( الشاهد الشعري عند المفسرين ) .
لقد اطلعت على هذه الرسالة في مكتبة جامعة الإمام، ووجدتها أفضل مما كنت أظن بكثير، وإني لنسختها المطبوعة بالأشواق.

سؤال : من ابن الأنباري ، وما كتابه ؟

أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار، الإمام العلامة السلفي الكوفي اللغوي.
وكتابه (شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات) وهو أفضل شرح للمعلقات فيما أحسب.

ولا أظنه يخفى عليكم يا شيخنا الفاضل، ولكنكم أردتم إفادة القراء.
 
[وهو أفضل شرح للمعلقات فيما أحسب.]

بل هو أفضلها من غير ما تحسب.... :)
 
الإعراض عن ذكرٍ شاهدٍ قد يكون لعلة وقد لا يكون , فإذا تركوا شيئاً لعلة فقد تبيّن وقد لا تبيّن , ومجال الاختيار في الشواهد واسعٌ جداً , وللذوق والاستحسان أثرٌ ظاهرٌ فيه .
 
معذرة أبا مالك ، فقد كنت أقرأ ما في رأسي ، وليس ما كتبتم ، فقد قرأت ( الملعلقات ) : ( المفضليات ) ، والذي عندي من شرحها هو للأب ( القاسم ) ، وليس للابن ( محمد ) ، لذا وقع سؤالي لكم .
 
والذي في نفسي أن هذا الحرف (الجنيب) هو التابع أما الجنيب في موضع الغريب فربما كان غير محفوظ لا من كلام لبيد ولا من كلام العرب فليبحث...بل الجنيب في بعض شعرهم -إن ثبت- هو القريبُ المجاور..

ومنه قول كثير :

وآتِى بُيوتًا حَوْلَكُم لا أُحِبُّها ... وأُكْثِرُ هَجْرَ البَيْتِ وهو جَنِيبُ
 
الشواهد الشعرية التي لم يستشهد بها المفسرون كثيرة، وقد حصلت من ذلك قدراً لا بأس به
وكنت قد دربت من بداية قراءتي في التفسير على تعليق ما أستحضره وأستفيده من الشواهد على نسختي من تفسير البغوي.
وكذلك أفعل إذا قرأت ديوان شعر من شعراء عصر الاحتجاج فأشير إلى مواضع الشواهد في آخره.
حتى اجتمع لي قدر لا بأس به من تلك الشواهد في سنوات عدة علمت فيما بعد استشهاد بعض المفسرين ببعضها ، ولم أر أثراً للاستشهاد ببعضها.

بل إن بعض القصائد ثرية بالشواهد ويندر الاستشهاد بأبياتها في كتب التفسير مع شهرتها عند أهل الأدب

كقصيدة لبيد:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع = وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

وقصيدة المثقب العبدي:
ألا إن هنداً أمس رث جديدها = وضنت وما كان المتاع يؤودها

وقصيدة امرئ القيس:
سما لك شوق بعد ما كان أقصرا = وحلت سليمى بطن قوٍّ فعرعرا

وقصيدة تأبط شراً:
يا عيد ما لك من شوق وإيراق = ومر طيف على الأهوال طراق

وقد رفعتها منشدة على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=62886

وقصيدة الحارث بن جحدر:
أتهجر أم لا اليوم من أنت عاشقه = ومن أنت مشتاق إليه وشائقه

وضادية طرفة، وطائية المتنخل، وميمية المتلمس، وغيرها من عيون القصائد التي استرعاني وفرة شواهدها ونفاستها وندرة الاستشهاد بها كتب التفسير فيما أحسب.


فلو جمعت هذه القصائد وأضرابها وشرحت لطالب علم التفسير شرحاً جيداً يُعتنى فيه بالتفسير اللغوي لرجوت أن يكون له أثر حسن.
 
ليس الإشكال في مجرد عدم الاستشهاد ولا أظن هذا وحده حرك أبي مالك..

وإنما محل الإشكال : هو نفاسة الشاهد وكونه فريداً في الدلالة على معناه..ولا بديل له تم الاستشهاد به...

وهذا أشبه بالقضية الحديثية : ترك رواية الخبر وهو أم في بابه ..
 
من شؤون الشاهد الشعري عدم دلالته على المعنى المراد في كثير من الأحيان،
فيحتاج هو أيضًا إلى استدلال أو شرح.
وهذا إشكال -عندي- ولعل شيخنا عبدالرحمن الشهري يفيدنا لعنايته بهذا.
هذا ومن خير شروح المعلقات المعاصرة، شرح الشيخ طه الدرة (شرح وإعراب)،
وقد سبق للشيخ الدرة أن أعرب القرآن كاملا.
 
ولعل أخانا أباعبد الله عبدالرحمن الشهري يتحفنا بما عنده من خلال رسالته في الدكتوراه ( الشاهد الشعري عند المفسرين ) .

إذا كان من يقول هذا: هو شيخنا وحبيبنا الدكتور مساعد وهو من هو، فلا اخال مداخلتنا مع وجود أبي عبدالله، إلا من باب أو في صميم " لا يُفتى ومالك في المدينة ".
فنحن أولاء نعطي القوس باريها، طلبا للحسم ورغبة في الفائدة، وطمعا في أسلوب الحكيم، فهلا لبيت النداء أبا عبدالله.
 
وفقكم الله جميعاً لكل خير ، وقد استفدت من هذه المداخلات كثيراً كما هي عادة محاورات أمثالكم فأحسن الله إليكم وبارك في علمكم .
ما تفضل بذكره أخي أبو مالك حديث ذو شجون ، والإطالة فيه قد تكون مملة في هذا الموطن ، وقد فصلتُ في بحثي جوانب هذا الأمر بما ظهر لي حينها .
ويمكن القول هنا إن تقنين عملية الاستشهاد بالشعر في كتب أهل العلم لم تكن واضحة المعالم كما هي اليوم ، ولذلك فقد فإن الاستدراكات كثيرة جداً في باب الشواهد الشعرية ، وقد ظهر لي من صنيع أبي بكر بن الأنباري وهو الذي عرف بسعة محفوظه من شواهد الشعر على تفسير القرآن أنه يحاول بقدر الاستطاعة استقصاء الشواهد المباشرة الدالة على المقصود ، بخلاف غيره من المفسرين الذين ربما يكتفون بشاهد أو شاهدين وقد لا تكون مباشرة ، أو يعتريها سبب من أسباب إضعاف الاستشهاد بها أحياناً .
وقد يُدرك سبب الإغفال أحياناً وقد لا يُدرك ، والمفسر يكتب ويؤلف تفسيره وليس بين يديه مادة مهيأة في ذهنه للاستشهاد ، فربما نقل شاهداً ذكره غيره ولم يزد، وربما أتى بشاهد لم يسبق لغيره الاستشهاد به وهذا تميز به أبو عبيدة معمر بن المثنى ، والطبري له في ذلك جهود مشكورة .
وهذا باب ممتع لو استقصاه اليوم مستقصٍ لوجد مادة علمية مميزة ، وقد جمعت من ذلك الكثير ، وهذا أخي عبدالعزيز الداخل صنع ذلك أيضاً ، وأبومالك وقع له مثل ذلك ، ولعل أبا فهر أيضاً تتبع مثل هذه الشواهد .
وقد قسمت هذه الشواهد بعد اشتراط صحتها إلى :
- الشواهد المباشرة . وأعني بها الموثوقة من حيث عصر الاستشهاد ، والمباشرة من حيث الدلالة .
- الشواهد المساندة . وهي الشواهد التي تدل على المراد بنوع تأويل وشرح .
وقد وجدتُ شعر الجاهلية أحفل الحقول بهذه الشواهد ، وأغناها بما يبين لغة القرآن الكريم .
وكم وقع لي من الشواهد البديعة أثناء شرحي للمفضليات في إحدى الدورات العلمية وبيان شواهد التفسير فيها ، وكذلك في بعض دروس المعلقات .

ويمكنُ اليومَ صنعُ معجمٍ رائع لشواهد التفسير الموجودة والمستدركة وتشرح شرحاً موجزاً دقيقاً يكون فيه فوائد لطالب علم التفسير واللغة ، وقد شرعتُ في شرح شواهد الطبري شرحاً على هذا المنوال ، وفي نيتي أن أكمله إذا أعانني الله ويسر لي الوقت لذلك . أسأل الله أن يوفقني أو غيري ممن هم أقدر مني على ذلك لإنجاز هذه الفكرة . فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ .

ولأخي محمد بن عمر الضرير باع طويل في العناية بالشعر في كتب التفسير ورسالته للماجستير رسالة قيمة في هذا الباب يسر الله نشرها وطباعتها ، وكلامه في هذا الباب كلام أديب خبير .
 
[ويمكنُ اليومَ صنعُ معجمٍ رائع لشواهد التفسير الموجودة والمستدركة وتشرح شرحاً موجزاً دقيقاً يكون فيه فوائد لطالب علم التفسير واللغة ، وقد شرعتُ في شرح شواهد الطبري شرحاً على هذا المنوال ، وفي نيتي أن أكمله إذا أعانني الله ويسر لي الوقت لذلك . أسأل الله أن يوفقني أو غيري ممن هم أقدر مني على ذلك لإنجاز هذه الفكرة . فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ ].

[align=center]ليس من الألفة والمحبة فقط يا مولانا..

بل هو باب فقه العربية الذي لا باب لها غيره ![/align]
 
وأحب التنبيه على مسألة قبل أن أنساها ويذهب وقتها ، وهي ذات صلة بهذا الموضوع .
ممن عني بهذه المسألة وتتبع الشواهد الشعرية الدالة على كثير من مسائل التفسير العلامة عبدالحميد الفراهي العالم الهندي المتأخر المتوفى سنة 1349هـ رحمه الله وغفر له . فقد رأيتُ له ولتلاميذه عناية فائقة بتتبع شواهد الشعر الدقيقة التي تدل على كثير من معاني مفردات القرآن الكريم ، والتي لم يتطرق لها من قبله من العلماء . وقد سألتُ بعض تلاميذ مدرسته كالدكتور محمد أجمل الإصلاحي حفظه الله - وهو من أهل العناية بشواهد الشعر كذلك - فأخبرني بأن الفراهي رحمه الله كان يقرأ دواوين الشعراء الجاهليين وغيرهم ويعلق على الأبيات الشواهد ، ويهيئها تهيئة للاستشهاد بها في مواضعها من تفسيره وتحليله للمفردات اللغوية في القرآن الكريم .
وقد ظهر شيئ من ذلك في كتابه مفردات القرآن ، وفي تفسيره لعدد من السور . وهذا الجانب لدى عبدالحميد الفراهي جدير ببحث مختصر يسلط الضوء على هذا المنهج ويجليه ويبرزه للباحثين ، والطريقة المثلى للتعامل مع أمثال هذه الشواهد في دواوين الشعر وكيفية استخدامها في تفسير القرآن ، فهي ثروة لغوية لا تقدر بثمن .
 
فنحن أولاء نعطي القوس باريها، طلبا للحسم ورغبة في الفائدة، وطمعا في أسلوب الحكيم، فهلا لبيت النداء أبا عبدالله.

جزاك الله خيرنا شيخنا الحبيب، فقد لبيت نافعا مجيدا.

ولأخي محمد بن عمر الضرير باع طويل في العناية بالشعر في كتب التفسير ورسالته للماجستير رسالة قيمة في هذا الباب يسر الله نشرها وطباعتها ، وكلامه في هذا الباب كلام أديب خبير .

رعاك الله أبا عبدالله، وجزاك الخير على حسن ظنك بتلميذك، والفضل بعد الله لكم وأساتذتي الأفاضل الذي غمروني بكامل النصح وجميل التوجيه وكريم الإرشاد.
سائلا المولى أن يستجيب دعاءكم وييسر في طباعتها.

[align=center]ليس من الألفة والمحبة فقط يا مولانا..

بل هو باب فقه العربية الذي لا باب لها غيره ![/align]

حفظك الله يا أبا فهر، ويعجبني - غالبا - انتقاداتك( الصائب منها)، وتتبعك الدقيق للألفاظ الذي ينم عن دراية وفطنة وحب للعربية، ورغبة في البيان -على العموم- لطلبة العلم.

إلا أني هنا استسمح فضيلتك في رفض إضرابك، أو قل عدم استساغته، فالمتأمل للسياق في الجملة الأخيرة في قول الدكتور:" فهي تربط القارئ والمستمع بالتفسير من باب الشعر والأدب وهو باب تألفه النفوس وتُحبِّهُ" . مع ربطها بفكرة الشرح الذي هو نعم المعين على الفهم، في بداية عبارته، والتركيز على لفظة " تربط" في عبارته، يلحظ بوضوح إشارة الشيخ لباب فقه العربية، وزاد عليه بأسلوب الحكيم، توفر المحبة والأنس بذلك.

إذ أنه - وفي الغالب - لا يكون الفهم لمادة ما دون توفر محبتها، وأنس النفس بها، فمن ذا الذي فقه التفسير دون محبته وشغفه بمعرفة مراد الله، ومن ذا الذي فقه أقوال الرسول الكريم دون شغفه بشخصه القرآني المطبق خلقا وسلوكا، وهكذا قل في معظم العلوم.

وعليه أعتبر عبارتك السالفة زائدة لا ضرورة لها، إلا من باب مداعبة الأصدقاء، والمتقين الأخلاء.

ووفقني الله وإياك لكل مكرمة وخير.
 
الشيخ المكرم...

قصدي : أنه إذا كانت النفس تقبل على الشعر والعناية به في التفسير فقط ؛لأنها تألفه وتحبه وترى فيه متعة روحية وعقلية = فهذا لا يكفي بل لابد أن يُعلم أن ربط التفسير بالشعر حتم لازم وليس لمجرد الإيناس بل هو باب فقه العربية..

وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه..
 
عودة
أعلى