لماذا اقتصر يوسف عليه السلام على ذكر نعمة الإخراج من السجن دون نعمة الإخراج من الجب ؟

إنضم
15/09/2008
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم

في سورة يوسف: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}.

لماذا اقتصر يوسف عليه السلام هنا على ذكر نعمة الإخراج من السجن دون نعمة الإخراج من الجب، مع أن المتبادر إلى الذهن أن نعمة الإخراج من الجب= أعظم؛ لأنه كان في الجب معرضا للموت ؟

-هناك عدة أجوبة ،،
وقد أوصلها ابن زاغ التلمساني -كما في"المعيار المعرب"للونشريسي 12/323 [وهو في الأصل كتاب فتاوى وفقهيات]- إلى ثمانية عشر جوابا [وهذه الأجوبة -التي في هذا الكتاب الذي ليس في علم التفسير- لا تكاد تجدها في كتب التفسير المتخصصة، خاصة بهذا الجمع الكبير]
بل ذكر ابن زاغ بأنه يستخرج على نهج بعض تلك الأجوبة التي ذكرها= أجوبة أخرى.

- وهناك أجوبة أخرى، غير التي ذكرها ابن زاغ، تجدها في"البرهان"للزركشي4/61، وتفسير القرطبي9/267
ومن أهم الأجوبة[مع المبالغة في اختصارها]:-

1/كراهة أن يخجل إخوته، بتذكيرهم بما فعلوه معه.
[وهذا هو أشهر الأجوبة،وكثير من المفسرين وغيرهم يقتصرون عليه]
2/مآل الإخراج من الجب كان إلى الرق، ثم إلى السجن.
3/الإخراج من الجب كان سببا للبعد عن الأهل والوطن.
4/الإخراج من الجب كان بعيد العهد.
5/لأنه كان في حال صغره؛ فلايعقل عظم المصيبة كحال الكبر.​
 
بارك الله فيك على هذه الفوائد العزيزية ، وكتاب الونشريسي مليء بمثل هذه الفرائد والنوادر العلمية رحمه الله .
 
جزاك الله خيراً

ويمكن القول أيضاً:
نعم الله على يوسف عظيمة وكثيرة واحسان الله إليه متصل ولكنه آثر ذكر إخراجه من السجن دون غيره لأنه كان خير المآلات وخاتمة الأحزان فيتميز بثلاث مزايا لم تتوفر في سواه وهي:
اولا : تغير به حاله فخرج إلى القوة بعد الضعف وإلى العزة بعد الذل وهذا مما لا يتوفر في سواه من الاخراج.
ثانياً: خرج من الفرقة والجدة والحقد من اخوان عليه فعادوا موالين له تابعين محبين مجتمعين بعد فراق مر.
ثالثاً : اجتمع بأبويه الذين استقر الحزن في قلبيهما حتى عمي الأب حزناً وخرجا من الحزن ومن شضف العيش في البدو لرغده في مصر

فكان اسعد مآل واجمل حال فعليه وعلى نبينا الأكرم أفضل صلاة وسلام
 
الأخوة الكرام
جزاكم الله خيرأ جميعأ ، ومع احترامى وتقديرى التام لما طرحتموه من آراء ، أرى أن السبب الحقيقى فى ذلك هو غير ما ذكرتم
لقد كان يوسف عليه السلام لا يريد أن يخرج من السجن قبل أن تتحقق براءته وتستعلن لكل لناس ، ولهذا فقد رفض الخروج حين جاءته الفرصة التى قد يتمناها أى سجين آخر غيره ، لأن ما كان يهمه أكثر هو أن يخرج منتصرأ وساحته بريئة تمامأ مما اتهموه به ظلمأ وبهتانأ
أنظروا قوله تعالى :
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)
من تلك الآيات الكريمة يتبين لنا أن يوسف عليه السلام كان يعلق أمر خروجه من السجن على تبرئة ساحته أولاً ، وهو ما أظهره التحقيق الذى أجراه الملك بنفسه ، ومن هنا نعلم أن دلالة الخروج من السجن هى ما جعلت يوسف عليه السلام يفرح بها أكثر من خروجه من الجب ، وأن يعتبرها من دلائل إحسان الله تعالى به
هذا ما أراه أليق بيوسف عليه السلام وبأخلاقه العالية الرفيعة ، والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا اقتصر يوسف
slm.png
هنا على ذكر نعمة الإخراج من السجن دون نعمة الإخراج من الجب، مع أن المتبادر إلى الذهن أن نعمة الإخراج من الجب= أعظم؛ لأنه كان في الجب معرضا للموت ؟
القصص يقوم على (سرد) الأحداث بشكل متوالية سببية يرتبط كل حدث بالذي قبله وبالذي يليه ولذلك فإن هذا النوع من الحديث يسمى قصص.
في قصة يوسف كان دخول يوسف إلى السجن بسبب رفضه طلب امرأة العزيز، هذا الحدث يرتبط و مبني على شراء يوسف من مصر وتربيته في بيت العزيز، وهذا الحدث مبني على اخراجه من الجب من قبل السيارة وجلبه إلى مصر؛ وهو حدث مبني على إلقائه في الجب من قبل أخوته. ومن بلاغة الايجاز في القصص أن يذكر يوسف إحسان الله به في الحدث الأخير الذي ينطوي على إحسان الله به في كل الأحداث التي ارتبطت وكونت ذلك الحدث الأخير، فكأن يوسف يحمد الله على إحسانه به في كل تلك الأحداث والظروف.
والله تعالى أعلم.
 
جزاك الله خيرًا ولعل الأولى قراءة الآية متصلة "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" لتكتمل الصورة
 
عودة
أعلى