لماذا أطلق القرآن ( بكة ) على ( مكة ) ؟

إنضم
8 سبتمبر 2009
المشاركات
1,159
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
القاهرة
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

قال تعالى فى الآية 96 من سورة آل عمران :

( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ )

بينما قال في الآية 24 من سورة الفتح :

( وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)

والسؤال الآن :
لماذا ورد اسم (مكة) المكرمة بالباء ( بكة ) في الآية المذكورة من سورة آل عمران بوجه خاص ؟
وهل تخصيص هذا الموضع بذلك الاسم ( بكة ) ينطوى على سر دقيق من أسرار القرآن البيانية أو من أسراره التاريخية ؟
أم أن لفظ ( بكة ) هو مجرد لغة فى ( مكة ) ؟
ثم أيهما هو الأسبق ذكرا فى التاريخ مكة أم بكة ؟

سوف أؤجل الجواب عن هذا كله ريثما استطلع آراء الأخوة والأخوات واجتهاداتهم فى تلك المسألة وبخاصة السؤال الأول عن سر اختصاص آية آل عمران بلفظ ( بكة ) ، ومن بعد ذلك ان شاء الله تعالى سوف أعرض لما فتح به العليم الخبير فيها على العبد الفقير ، والموفق هو الله
 
الأخ الكريم العليمي،

إليك تلخيصاً لما ذهب إليه شيخي في هذه المسألة:

1. المدينة اللبنانية بعلبك، اسمها يتألف من مقطعين: (بعل) و (بك)، أي بلد بعل. فقد كانوا يعبدون بعلاً. وعليه فمعنى بكة هو بلدة. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك:"لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد..".
2. قوله تعالى:"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة.."، الكلام، كما هو واضح، عن أسبقية المسجد الحرام في الوجود، وهذا مغرق في القدم، فناسب أن يذكر الاسم القديم لمكة. أما ذكر مكة في قوله تعالى:" ببطن مكة.." فلأن الكلام عن حدث معاصر للرسول عليه السلام، ومن هنا لا يناسب ذكر الإسم القديم، بل الاسم المتداول، أي مكة.
3. الباء والميم حرفان شفويان (يخرجان من الشفة)، واتحاد المخرج يجعل من السهل تحويل الباء إلى ميم. وأمثلة ذلك كثيرة في اللغة العربية، ليس في المتحد مخرجاً بل بالمتقارب أيضاً؛ فاسم برهان مثلاً يلفظه البعض برهام. ومعلوم أن الميم أسهل في اللفظ من الباء ومن هنا يغلب أن يكون قد تم قلب الباء إلى ميم فأصبحت مكة، والعبرة بما ينطق الناس.
 
أحسنت أخى البيراوى ، بارك الله فيك ، وكلامك قريب مما وجدته ، واليك نص الجواب الذى كنت قد أعددته بالفعل :

(( ان ( بك) كانت تعنى ( البيت المقدس ) فى اللغة السامية القديمة ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك معبد " بعلبك " فى لبنان حيث نجد أن كلمة بعلبك مكونة من مقطعين هما : ( بعل ) و ( بك ) ويعنيان معا : ( بيت البعل ) أى ( معبد البعل ) فالبيت هنا ( بك ) يكتسب معنى القداسة لأنه بمعنى ( المعبد ) أو المكان الذى تقام فيه طقوس وشعائر عبادة البعل ، ثم تم اطلاق اسمه بعد ذلك على المدينة بأسرها فأصبحت تعرف باسم مدينة بعلبك
والبعل كان يعد قديما الها كنعانيا فينيقيّا فى تلك البقاع ، حيث كانوا يتخذونه الها للخصب والنماء وربّا للمطر والمياه ، وقد أشار القرآن اليه فى قوله تعالى على لسان الياس عليه السلام : " أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين " ( الصافات - 125 )
ويمكن أن نلمس هنا قبسا آخر من اعجاز القرآن الكريم فى اختياره لصفة ( أحسن الخالقين ) على وجه الخصوص فى معرض المقابلة بين البعل من جهة ، والله عز وجل من جهة أخرى ، ذلك أن البعل كما قلنا كان يعد عند من عبدوه اله الخصب والنماء وهما من مقومات الخلق الحسن ، ومن هنا ناسب ذكر الله عز وجل بصفته ( أحسن الخالقين ) لتمام المقابلة وابرازها فى أقوى صورة
ونعود الى اسم بكة فنقول :
على ضوء ما سلف ذكره من معطيات تاريخية وقياسا على أصل اسم مدينة بعلبك فانه يمكن لنا أن نستنبط كذلك أن مكة المكرمة انما كان اسمها القديم ( بكة ) لوجود البيت المحرم فيها ، وأنه لذلك سميت البلدة كلها على اسم البيت مثلما سميت مدينة بعلبك كلها باسم بيتها المقدس ( بعل - بك )
وهنا يتبدى لنا وجه الاعجاز القرآنى حين قرن بين اسم ( بكة ) وبين ( أول بيت ) من حيث أن لفظ ( أول ) يشير بطرف خفى الى الناحية التاريخية لأصل لفظ ( بيت ) والذى عرفنا الآن أنه كان ينطق ( بك ) فى اللسان السامى القديم الذى هو أصل اللسان العربى الفصيح
ومن هنا ندرك تمام المناسبة بين لفظ ( بكة ) وتعبير ( أول بيت ) فى آية آل عمران حيث لفظ ( بيت ) هنا يعنى ( بيت عبادة ) تحديدا وهو نفس ما يعنيه لفظ ( بك ) السامى القديم ))

كان هذا ما وجدته ، وهو لا يبعد عما ذكرته الا فى أمور يسيرة مع بعض الاضافات الأخرى

ولكن يبقى اعجاز آخر فى هذا الاسم يتعلق بمقارنة الأديان ، و هذا ما سوف أعرض له فى مداخلة قادمة ان شاء الله
 
على الرابط التالى :

http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=94680&postcount=1

تجدون فقرة بعنوان ( الابدال ) تتعرض لتفسير الاسم ( بكة ) ، أدعوكم لقراءتها ومن ثم يمكن بعد ذلك أن نبدأ بمناقشة التفسير الوارد فيها والذى يعزى الاسم ( بكة ) الى ( البك ) بمعنى الزحام
فهل هذا التفسير له شواهد قديمة من لسان العرب ومن أشعارهم ؟
أم أن تلك الشواهد مستحدثة وجاءت بعد نزول الآية لا قبل نزولها ؟
هذا ما يمكن أن نتناقش فيه ، والله الموفق
 
ولكن يبقى اعجاز آخر فى هذا الاسم يتعلق بمقارنة الأديان ، و هذا ما سوف أعرض له فى مداخلة قادمة ان شاء الله


[align=center]اسم ( بكة ) فى الزبور[/align]

مما يدل على قدم اسم ( بكة ) أننا نجدها مذكورة بالاسم فى زبور داود عليه السلام والذى كان يعيش قبل ميلاد المسيح عليه السلام بنحو ألف سنة تقريبا
ففى المزمور رقم 84 من مزامير داود نجد وصفا للحجيج فى رحلة الحج الى بكة ( هكذا ورد اسمها ولا يزال باقيا الى اليوم فى المزامير )
ونجد الاسم واضحا فى كل ترجمات المزامير الى سائر اللغات ، نجده كما هو ولا يتغير مطلقا مما يدل على أنه اسم علم لمكان معروف
ففى الترجمة الانجليزية مثلا نجد التالى :

(Blessed are they that dwell in thy house. they will be still praising thee, blessed is the man whose strength is in thee, in whose heart are ways of them who passing through the valley of Baca make it awell, The rain also filleth the pools, they go from strength to strength, every one of them in Zion appeareth before God)

وتلك هى ترجمته :
طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك ، طوبى لأناس عزهم بك ، طرق بيتك في قلوبهم . عابرين فى واد بكة يصيرونه ينبوعا المطر ، أيضا يغطيه بالبركات . يذهبون من قوة إلي قوة ، يرون قدام الله في الأرض المقدسة لله

هذا ما نجده فى مختلف الترجمات ، لكن الترجمة العربية للأسف قد انحرفت باللفظ الى ( وادى البكاء ) بدلا من ( وادى بكة ) مع أنه اسم علم كما قلنا ولا يجوز التصرف فيه !!
ولكن لا عجب فى قوم هذا دأبهم ، ألم يقل الله تعالى فيهم : " يحرفون الكلم عن مواضعه " ؟!!
 
حياكم الله

لي رأي قد يختلف عن الآراء التي عرضها أخوتي الأفاضل.

في كلام العرب الحي ما يغني عن الألسنة البائدة.

ولا دلالة في أن ( بعل بك) [وهي تكتب وتنطق ممزوجة] تعني مدينة بعل، وذلك لأن اللغات السامية لا تختلف عن العربية في الإضافة ؛ فلو كانت بعلبك تعني بلد بعل، لكانت ترجمتها المباشرة: (بعل بلد)، ولا داعيَ لتغيير التركيب؛ لأنها كلها ساميات.
وهل ثم دليل على أن إلياس إرسل إلى أهل بعلبك، وهل بعل كان فيها أم في مدينة صور الفينيقية؟.
وليس في كلام العرب ما يدل على أن لفظ بكة تعني: البلد.. بحسب المعجمات العربية والتفاسير، ولم نسمع أن العرب حتى الآن تقول : كلمة ( بك ) لبلد أو قرية أو مدينة ونحوها. ولم ترد ( بكة ) في كتب المعرَّب الواقع في القرآن.
خلاصة ما نقله ابن جرير وغيره أن ( بكة ) هي المسجد وأن ( مكة ) هي البيوت المحيطة بها. وأن بكة (البقعة) سميت بذلك لأنها موطن ازحام الناس ومطافهم وتصادمهم.
وذكرُ ( بكة ) في آل عمران دون ( مكة ) فيه دلالة على أن الكلام عن البقعة التي هي أصل المسجد، وذكر مكة بالميم في الفتح لأن الكلام على سكان بطن مكة (قريش) المظفور بهم المكفوف عنهم.
ولو قال في آل عمران: (مكة) لكان جعل البيت في غير محله أو فيما هو أكثر من محله؛ بدليل أن مكة مساجد أخرى غير المسجد الحرام، ولو قال في الفتح: ( بكة ) لجعل قريشاً في موضع البيت، وليس ذلك هو المقصود حتماً!. ومن هنا كانت الدقة.
والكلام عن أولية البيت الحرام الذي وضع للناس في ( بكة ) متأت من الآية بكمالها، وليس من اللفظ وحده؛ أنه لفظ قديم.. فهو قديم على كل حال.
وأورد ابن جرير أيضاً أن العرب كانوا يسمون المزدحم بكة .
وأما حمل باء بكة أو ميم مكة على أن إحداهما مبدلة من الأخرى فلا حجة فيه، لأنهما كلاهما وردا في القرآن ؛ فأيهما مبدلة من الأخرى؟.

والله أعلم.
 
لو تأذنون لي وإن تأخرت في المشاركة..
لعل بكة أوسع من مكة؛ لذلك وضع أول بيت للناس في بكة. وحوله كانت مكة، دل عليه قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس ببكة) وقوله: (ببطن مكة).
لكني لم أستخرج معنى الاسمين حتى كتابة هذه المشاركة ولعلها بعيدة عن معنى (بعل) لاختلاف الجذر.
تشترك (مكة) و(بكة) بالكاف المضعفة، فجذرهما (ب ك ك) و (م ك ك).
وإن نفكر قليلا في المعنى أبذل وسعي الآن:
كأن البكّ من الشق المفلطح المستوي.
و المكّ من الغطاء المستوي في الأفق.
فبكة هي الأرض ومكة هي سماء بكة المعمورة بالسكان..والله أعلم
وشكر الله لكم إفادتكم
 
أخبار أبي القاسم الزجاجي:
"وفي اشتقاق مكة قولان، قال بعضهم: هو من قولك أمتك الصيف ما في خلف الناقة من اللبن: إذا شربه اجمع كأنها تجذب الناس إليها من جميع الآفاق. وقال آخرون أصلها بكّة والميم مبدلة من الباء كما قيل سمد رأسه وسبده إذا استأصل شعره. وسميت بذلك لأنها تبكّ أعناق الجبابرة أي تدقها. وقال بعضهم: سميت بذلك لأن الناس يتباكون فيها أي يتزاحمون."

الروض المعطار في أخبار الأقطار للحميري :
"بكة:
هو اسم من أسماء مكة شرفها الله تعالى تبدل الميم من الباء، قال تعالى: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة" . قيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئا، وقيل بكة اسم لبطن مكة لأنهم كانوا يتباكون فيها أي يزدحمون، وقيل بكة موضع البيت ومكة ما حواليه، وقيل بكة ما ولي البيت ومكة ما حواليه، والذي عليه أهل اللغة
أن بكة ومكة شيء واحد.

السيرة النبوية لابن هشام:
"بكة لغة
قال بن هشام أخبرني أبو عبيدة
أن بكة أسم لبطن مكة لأنهم يتباكون فيها أي يزدحمون وأنشدني:
إذا الشريب أخذته أكه فخله حتى يبك بكة
أي فدعه حتى يبك إبله أي يخليها إلى الماء فتزدحم عليه وهو موضع البيت والمسجد وهذان البيتان لعامان بن كعب بن عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم ."

المستطرف:
"ومما جاء في صلة الرحم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلة الرحم منهاة للولد مثراة للمال"، وقيل: وجد حجر حين حفر إبراهيم الخليل عليه السلام أساس البيت، مكتوب عليه بالعبرانية، أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها أسماً من أسمائي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته أي قطعته."

وفي نهاية الأرب:
"وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وجد في المقام كتاب فيه هذا بيت الله الحرام بمكة، توكل الله برزق أهله من ثلاث سبل، مبارك لأهله في اللحم واللبن ووجد في حجر في الحجر كتاب من خلقة الحجر أنا الله ذو بكة الحرم صغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها في اللحم والماء.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما هدموا البيت وبلغوا أساس إبراهيم عليه السلام وجدوا في حجر من الأساس كتاباً، فدعوا له رجلا من أهل اليمن، وآخر من الرهبان، فإذا فيه: أنا الله ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض والشمس والقمر ويوم صغت هذين الجبلين وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها في الماء واللبن.

وعن مجاهد رضي الله عنه قال: وجد في بعض الزبور أما الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل فليس يوتا أهل مكة إلا من ثلاثة طرق أعلى الوادي وأسفله وكدى وباركت لأهلها في اللحم والماء.

أسماء الكعبة ومكة
عن ابن أبي نجيح قال: إنما سميت الكعبة لأنها مكعبة على خلقة الكعب. قال:وكان الناس يبنون بيوتهم مدورة تعظيم للكعبة. فأول من بنى بيتاً مربعاً حميد بن زهير، فقالت قريش: ربع حميد بن زهير بيتاً، إما حياتاً إما موتاً.

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: إنما سميت بكة لأنه يجتمع فيها الرجال والنساء جميعاً. وقالوا: بكة موضع البيت، ومكة القرية.
وقال ابن أبي أنيسة: بكة موضع البيت، ومكة هو الحرم كله.
وكان ابن جريح يقول: إنما سميت بكة لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة.
ويقال: إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة."
 
الأخوة الكرام،

1. بما أن أهل التفسير أكثروا من قول قيل وقيل فإن ذلك يدل على أنهم يقدِّمون فرضيات في تفسير الاسم بكة. ونحن بدورنا نقدم محاولات تستند إلى أدلة.
2. إذا كان الاسم مغرق في القدم فليس بالضرورة أن نجد له استعمالاً في العربية.
3. ما قاله الأخ عصام في اللغات السامية نقبله منه إذا كان جازماً بالمعلومة. ولكن إذا علمنا أن بعل أيضاً بمعنى سيد فيصح أن يكون المعنى (سيد بلد).
4. الإله بعل كان معبود لأكثر من أمة منها: (الكنعانيون، الفنيقنيون، الإسرائيليون) وإلياس عليه السلام جاء لبني إسرائيل، ويدعونه إيليّا.
 
حياكم الله

لي رأي قد يختلف عن الآراء التي عرضها أخوتي الأفاضل.

في كلام العرب الحي ما يغني عن الألسنة البائدة.

ولا دلالة في أن ( بعل بك) [وهي تكتب وتنطق ممزوجة] تعني مدينة بعل، وذلك لأن اللغات السامية لا تختلف عن العربية في الإضافة ؛ فلو كانت بعلبك تعني بلد بعل، لكانت ترجمتها المباشرة: (بعل بلد)، ولا داعيَ لتغيير التركيب؛ لأنها كلها ساميات.
وهل ثم دليل على أن إلياس إرسل إلى أهل بعلبك، وهل بعل كان فيها أم في مدينة صور الفينيقية؟.
وليس في كلام العرب ما يدل على أن لفظ بكة تعني: البلد.. بحسب المعجمات العربية والتفاسير، ولم نسمع أن العرب حتى الآن تقول : كلمة ( بك ) لبلد أو قرية أو مدينة ونحوها. ولم ترد ( بكة ) في كتب المعرَّب الواقع في القرآن.
خلاصة ما نقله ابن جرير وغيره أن ( بكة ) هي المسجد وأن ( مكة ) هي البيوت المحيطة بها. وأن بكة (البقعة) سميت بذلك لأنها موطن ازحام الناس ومطافهم وتصادمهم.
وذكرُ ( بكة ) في آل عمران دون ( مكة ) فيه دلالة على أن الكلام عن البقعة التي هي أصل المسجد، وذكر مكة بالميم في الفتح لأن الكلام على سكان بطن مكة (قريش) المظفور بهم المكفوف عنهم.
ولو قال في آل عمران: (مكة) لكان جعل البيت في غير محله أو فيما هو أكثر من محله؛ بدليل أن مكة مساجد أخرى غير المسجد الحرام، ولو قال في الفتح: ( بكة ) لجعل قريشاً في موضع البيت، وليس ذلك هو المقصود حتماً!. ومن هنا كانت الدقة.
والكلام عن أولية البيت الحرام الذي وضع للناس في ( بكة ) متأت من الآية بكمالها، وليس من اللفظ وحده؛ أنه لفظ قديم.. فهو قديم على كل حال.
وأورد ابن جرير أيضاً أن العرب كانوا يسمون المزدحم بكة .
وأما حمل باء بكة أو ميم مكة على أن إحداهما مبدلة من الأخرى فلا حجة فيه، لأنهما كلاهما وردا في القرآن ؛ فأيهما مبدلة من الأخرى؟.

والله أعلم.


بارك الله فيك شيخ عصام ,,,,
 
3. ما قاله الأخ عصام في اللغات السامية نقبله منه إذا كان جازماً بالمعلومة. ولكن إذا علمنا أن بعل أيضاً بمعنى سيد فيصح أن يكون المعنى (سيد بلد)

تقديم المضاف على المضاف إليه من سمات الساميات كما أن العكس من سمات الهندوأوربيات..
ولإبعاد أن ( بكّ ) تعني بلد في مقابل أن ( بكة ) تعني بلدة = نرى ما يأتي.
في معجم البلدان لياقوت 1/455 أن مدينة بعلبك بناها اليونان وجعلوا فيها هيكلاً عظيماً يعظمون فيه صنماً عظيماً عندهم (بعل).
وفي معجم الحضارات السامية لهنزي س عبودي ص 229 وما بعدها، أن بعلاً اسم مشترك للإله في السامية القديمة.. وأن هناك ملوكاً في الشام كانوا يتسمون باسم بعل ، ومنهم بعل الأول ت669ق م، وبعل اوتسور ت919ق م الذي عاصر النبيء سليمان عليه السلام، وغيرهما كثيرون.
وذكر المعجم ، وهذا الأهم، أن بعلبك تعني في الأصل (بعل البقاع): (baal bekaa)، وهذا يبين أن الكلمة الحالية مأخوذة من أصل آخر، واشتهرت على ذلك منذ القديم.
وجاءت في شعر عمرو بن كلثوم:
وكأس قد شربت ببعلبكٍّ..
وهي تدخل عند النحويين في باب الأسماء المركبة تركيب مزج لفظاً وخطاً كحضرموت ومعديكرب وسيبويه.. ولا يشيرون إلى أنها معرّبة.. ولا كذلك ( بكة ).. فهي معلومة الأصل..
والغريب أن أن الفيروزآبادي في القاموس أحال بعلبك من ( بعل ) إلى ( بكك ) ثم أضرب عنها صفحاً..
وأشار الأزهري في التهذيب إلى أنهما اسمان جُعلا اسماً واحداً لمدينة بالشام، والنسبة إليها بعلي أو بكّي.
وحكى ابن جرير وأبو حيان ما يعزز أن ملوك الشام في عهد النبيء إلياس عليه السلام كانوا يعبدون الأوثان (البعول) آلهةً من دون الله، وأن قومه من بني إسرائيل قد دعوا منها بعلاً وعبدوه من دون الله.. فدعاهم نبيئهم إلياس إلى عبادة الله تعالى وحده وهو أحسن الخالقين إلخ.
وحكيا أن ( بعل ) لغة يمانية تعني رباً، والعلاقة اللغوية بين اليمن والشام قديمة مشهورة.
 
حياكم الله
لي رأي قد يختلف عن الآراء التي عرضها أخوتي الأفاضل.
في كلام العرب الحي ما يغني عن الألسنة البائدة.
ولا دلالة في أن ( بعل بك) [وهي تكتب وتنطق ممزوجة] تعني مدينة بعل، وذلك لأن اللغات السامية لا تختلف عن العربية في الإضافة ؛ فلو كانت بعلبك تعني بلد بعل، لكانت ترجمتها المباشرة: (بعل بلد)، ولا داعيَ لتغيير التركيب؛ لأنها كلها ساميات.
وهل ثم دليل على أن إلياس إرسل إلى أهل بعلبك، وهل بعل كان فيها أم في مدينة صور الفينيقية؟.
وليس في كلام العرب ما يدل على أن لفظ بكة تعني: البلد.. بحسب المعجمات العربية والتفاسير،
الأخ الكريم عصام
حياك الله وجزاك خيرا على مداخلتك ونقاشك المفصل
ولكن اسمح لى بابداء الملاحظات التالية :

ما ذكرته أنا مفاده أن ( بك ) بمعنى ( بيت ) وليس بمعنى ( بلدة )
وقد استندت فى قولى هذا الى بعض أقوال الباحثين المعاصرين ولم أت به من فراغ
واليك كمثال ما جاء فى كتاب ( النبى ابراهيم عليه السلام والتاريخ المجهول ) حيث قال مؤلفه فى معرض تحليله لاسم ( المقة ) الى ( ال - مكة ) أى اله مكة أو رب البيت ، قال ما يلى :

(( فيما يبدو كانت كلمة ( مك ) أو ( بك ) تعنى البيت ، أو ربما ( البيت المقدس ) فى اللسان السامى ، ومثال لذلك معبد ( بعلبك ) فى لبنان ، والكلمة ( بعل - بك ) تعنى بيت البعل . . . وعادة ما تواتر فى تاريخ العبادات القديمة اطلاق اسم بيت الرب على محيطه بالكامل ، وهو ما حدث فى حالة بعلبك ))
وهو يريد بذلك أن يقول أن مكة تعنى بيت الله ، كما انه يرى أن التاء المربوطة فى نهاية كلمة ( مكة ) هى تاء التأنيث ، وذلك للدلالة على أنها تشير الى بقعة من الأرض ، وبذلك يكون معنى مكة : مكان البيت ، وهو ما يتفق مع قوله تعالى : " واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت "
وقد رأيت أن ما ذكره الكاتب ينسحب كذلك على لفظة ( بكة ) رغم أنه لم يصرح بذلك ، حيث كان تركيزه ينصب على لفظة ( مكة )

أما ما ذكرته أنت عن مسألة المضاف والمضاف اليه فى اللغات السامية فهذا صحيح بوجه عام ولكنه غير مطرد فى كل الأحوال ، ومن الأمثلة على ذلك ما جاء فى ( قاموس الكتاب المقدس : مادة بعل ص 183 ) من أن :
(( بعل جاد : اسم عبرى معناه " معسكر البعل " ، وكان بعل جاد منتهى فتوحات يشوع شمالا ... ))
فهنا نجد أن ترتيب المضاف اليه قد خرج عن القاعدة العامة المعروفة ، فما الذى يمنع أن تكون بعلبك من هذا القبيل فيكون معناها : بيت البعل ( بمعنى معبده )
وحتى اذا سلمت معك بأن القاعدة مطردة ولا تتخلف فلا تنسى أخى الكريم أن كلمة بعل فى اللغات السامية تأتى كثيرا بمعنى رب أو سيد ، وعلى ذلك فمن المحتمل جدا أن يكون معنى بعلبك هو : رب البيت

أما عن الياس عليه السلام فانه رسالته كانت الى مملكة اسرائيل الشمالية ، وكانوا فى هذا الوقت يعبدون البعل ، وكلامى السابق لا يستفاد منه أن الياس أرسل الى أهل بعلبك ، ولم تكن عبادة البعل قاصرة على بعلبك أو مدينة صور فحسب ، بل كانت منتشرة فى بقاع عديدة فى العصور القديمة

وأخيرا فان ما ذكرته عن الأصل العربى لكلمة ( بكة ) أجد أن فيه نظر ، لأن اللغويين وأصحاب المعاجم لم يتفقوا على معنى واحد يردون اليه هذه الكلمة ، مما يعنى أنها مجرد اجتهادات وافتراضات من بنات أفكارهم كما ألمح الى ذلك بحق أخى البيراوى ، فأنت تجد أن بعضهم قد أرجع معنى هذه اللفظة الى الزحام ، بينما أرجعها بعضهم الى غير ذلك من المعانى ، كما أنهم لم يأتوا بشواهد قوية تدعم ما ذهبوا اليه

وعن نفسى فانى لا أقطع بأن لفظة ( بك ) تعنى بيت ، ولكنى فى نفس الوقت لا أرتاح الى التفسيرات التى قدمها المعجميون العرب للأسباب السابق ذكرها توا
والذى أرجحه أن تكون لهذه اللفظة أصل سامى قديم نظرا لوجودها فى الألسن الأخرى بخلاف العربية

وفى الختام أقول : أرجو منك ومن باقى الأخوة الكرام أن تعطوا اهتماما أكثر لما ذكرته عن ورود اسم بكة فى الزبور ، لأن من الممكن أن يقودنا ذلك الى المعنى الحقيقى لاسم بكة من خلال تتبع تعليقات مفسرى وشراح العهد القديم على هذا الاسم ، وهذا ما سوف أعرض له فى مداخلة قادمة ان شاء الله
 
شكر الله لكم
إن الأصل الذي ينبغي الخروج منه لمعرفة معاني الألفاظ في نصوص الوحي، والذي ينبغي أن يعض عليه بالنواجذ..هو أن كل ألفاظ الوحي بلسان عربي مبين.
من هذا الأصل ينبغي الأخذ بأن الترادف لا يقع في لفظ ولفظ، إذ لا ترادف بين الألفاظ، ولكن لفظ وسياق، وسياق وسياق.
والله أعلم
 
الروض المعطار في أخبار الأقطار للحميري :
"بكة: . . . قيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها شيئا، وقيل بكة اسم لبطن مكة لأنهم كانوا يتباكون فيها أي يزدحمون، وقيل بكة موضع البيت ومكة ما حواليه، وقيل بكة ما ولي البيت ومكة ما حواليه، والذي عليه أهل اللغة أن بكة ومكة شيء واحد.

وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: إنما سميت بكة لأنه يجتمع فيها الرجال والنساء جميعاً. وقالوا: بكة موضع البيت، ومكة القرية.
وقال ابن أبي أنيسة: بكة موضع البيت، ومكة هو الحرم كله.
وكان ابن جريح يقول: إنما سميت بكة لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة.
ويقال: إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة."

وهكذا ترى أخى الكريم أنه ما أكثر ما قيل فى تفسير هذا الاسم الكريم

ويحار المرء : أى تلك الأقوال هو الصحيح ؟

فلا يوجد من بينها شىء مؤكد تركن اليه النفس ويستريح اليه الفهم

شكر الله لك مداخلتك
 
كأن البكّ من الشق المفلطح المستوي.
و المكّ من الغطاء المستوي في الأفق.
فبكة هي الأرض ومكة هي سماء بكة المعمورة بالسكان..والله أعلم
وشكر الله لكم إفادتكم

الأخت الكريمة

أشكرك على اجتهادك هذا
ولكن معذرة ، لا أستطيع أن أقرك عليه

أما قولك :

إن الأصل الذي ينبغي الخروج منه لمعرفة معاني الألفاظ في نصوص الوحي، والذي ينبغي أن يعض عليه بالنواجذ..هو أن كل ألفاظ الوحي بلسان عربي مبين

فهذا حق ، ولكن اللسان العربى المبين لم يك بمعزل عن باقى الألسنة ، فانه قد أخذ عنها ، كما أخذت هى عنه ، فالألسنة تتفاعل مع بعضها البعض ، والأمثلة تند عن الحصر
 
الأخوة الكرام،
1. بما أن أهل التفسير أكثروا من قول قيل وقيل فإن ذلك يدل على أنهم يقدِّمون فرضيات في تفسير الاسم بكة. ونحن بدورنا نقدم محاولات تستند إلى أدلة..
.

بارك الله فيك أخى البيراوى

بالصواب نطقت
 
بكة ومكة :

اللغة العربية هي أعظم لغة نطقها الإنسان , ففيها الرمز الصوتي ( اسم الحرف ) له معنى , بل إن موضع الحرف من الكلمة يعطي معنى مختلفا . فإذا كان في أول الكلمة فإن له معنى يختلف عما إذا كان في آخر الكلمة .

فالرمز الصوتي لحرف ( الباء ) يدل على البداية ( لعمل او خلق او بناء لم يكن موجودا من قبل ) .
ومن هنا نستطيع ان نفهم لماذا قال الله ( بكة ) ولم يقل ( مكة ) في الآية 96 آل عمران :
( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للمسلمين ) .
لأن الآية تتحدث عن أول بيت وضع للناس على هذه الأرض , وهذا يتفق مع معنى حرف الباء في بداية الكلمة : رمز البداية .

وقد ورد لفظ ( مكة ) في الآية 24 سورة الفتح ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا )
إن معنى اللفظ ( مكة ) وقد بدأت الكلمة بحرف( الميم ) وليس حرف الباء هو الثبات والمكث والبقاء الطويل . أي أنه قد بني ليدوم ويمكث طويلا حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
(التفسير العلمي لحروف أوائل سور القرآن الكريم – تحية عبد العزيز – القاهرة 1990 )
 
يا أخي جزاك الله خيرا
لا يمكن أن نرجع للتفكير أين يكون موقفنا من لغة النص من الوحي، وقد ثبت أنه لسان عربي مبين، وقد ذم الله الذين يلحدون للسان أعجمي فقال: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين).
إذن هو لسان عربي مبين هو موقفنا الأوحد.
إن دعوى أن اللغة العربية أخذت من ألسن ليست عربية وتفاعلت معها، لا يصح. بل الذي يصح هو تحكيم كل لغة إلى جذورها العربية فإن وافقتها أقرت على اشتقاقاتها إذا استقر لها الاشتقاق في المعنى. وإن لم توافق جذورها فهي لغة أعجمية.

لذلك لو رجعنا مثلا للفظين (بكة) و(مكة) :
سنلاحظ أن (بكة) جاءت في سياق البناء في موضع لم يسكن من قبل، ومعلوم أن الآدميين لا يسكنون أرضا غير مبسوطة. كما أشار الأخ عبدالله جلغوم في نقولاته ومشاركته. جزاه الله خيرا.
وسياق الآية : (ببطن مكة) فيه مفاد الاحتواء من الجهات الست: من الأمام والخلف واليمين والشمال والأعلى والأسفل..ودل أن المك هو الغطاء الأفقي من الأعلى لفظ (ببطن).
ولكن العهد بهما للبلد الطيب، من غير (ال) التعريفية، يجعلني أظن أنه لا يوجد بقعة تشبه بكة في وسطها مكة، إلا البلد الطيب على وجه البسيطة. والله أعلم
 
شيخنا الفاضل العليمي المصري

أشكر لك اهتمامك بما كتبت ونقاشه العلمي الوقور.

سأناقش مسألتين قبل أن تسترسل في عرض الأدلة من الزبور، ومن غيره من الكتب الحديثة التي تنهج في بحثها اللغوي نهج علم اللغة المقارن الحديث.

والمسألتان هما:
1) الاحتجاج بالساميات غير العربية على اللسان العربي (والوارد منه في القرآن على الأخص):
2) أصل كلمة ( بكة ) في اللسان العربي.

التفصيل:
1) الاحتجاج بالساميات غير العربية على اللسان العربي:
الألسنة السامية (العبرية السريانية) تعد من الألسنة الأعجمية ، فلا يجوز الاحتجاج بها على لغة القرآن، لأسباب كثيرة، أهمها أنها ألسنة فسدت وانحلت عقدها وفارقت اللسان العربي منذ زمن بعيد (آلاف السنين). "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا"..
فكيف يحمل العربي في التأويل على الأعجمي؟ أو العكس؟، وكيف يكون في القرآن لفظ ليس هو من العربية المستعملة حين تنزله؟.
ثم إن اللغات سماعية نقلية في الأصل.. فلا يجوز فيها القول بلا نص مأثور .
والاستعاضة عنه بقول : "يمكن أن يكون" و"يمكن أن لا يكون".. مثل استشهاد صاحب الكتاب المشار إليه، على أن (مكة) كانت (مقة).. لا حجة فيه ولا هو مقنع؛ لأن الإمكان بلا دليل باب واسع متنوع الاحتمالات.
ثم هذه الطريقة في تحليل الألفاظ (لأدني شبه بين الحروف) التي دأب عليها المستشرقون تخالف فنون التصريف والإبدال في العربية، فلم نسمع أن ميم (مكة) كانت قبل باءً ولا أن كافها كانت قافاً!..
والذي قال: إن (بكة) لغة في ( مكة ) فعليه الدليل [ولو كان مفسراً مشهوراً]؛ لأنها دعوى بلا برهان نقلي، ولا حجة في قول بعض المفسرين إنها لغة في مكة!، فمن قال إنها لغة ؟، ولغة من هي ؟.. أليس هذا الحكم بتعدد اللغات في هذه المسألة دليلاً ضعيفاً في أحسن أحواله؟.
وهل عُهد أن يستعمل القرآن لغتين للفظ واحد في معنى واحد، كما يفعله المتشدق منا ؛ أقصد من البشر؟.. معاذ الله.. لا أراه إلا خطأً .
ولا ينقص هذا من قدر الدراسات اللغوية المقارنة كلها ولا من فوائدها الكثيرة..

2) أصل كلمة ( بكة ) في اللسان العربي:
جاء في معجم المقاييس أن (بكك) أصل واحد يجمع : التزاحم والمغالبة .
وفي التهذيب والقاموس واللسان والتاج معان كلها تعد لوازم للمعني المشار إليه في معجم المقاييس.. وهذا لا يتناقض مع مستجدات الأيام ومكتشفات العلم.. فكيف تتعارض المعجمات في ذلك العرض؟.
المعجمات تورد للأصل معاني كثيرة ليست متعارضة .. ولكنها متلازمة راجعة إلى أصل معنوي واحد في الغالب.. وهذا اللفظ هنا من ذلك الغالب.
وذلك إذا أخذنا في الاعتبار طبيعة البقعة التي هي أصل المسجد الحرام ، والتي بنيت عليها الكعبة التي جعلها الله قياما للناس..
وقد روي الكثير عن تلك البقعة في التاريخ وفي السنة النبوية واكتشفت أمور أخرى في الحديث.
كانت الكعبة في الأصل خُشعة فوق الماء (منقول عن غريب الحديث) .. وهي أول جزيرة ظهرت فوق الماء .. وأن هذه البقعة هي وسط الكرة الأرضية، وأنها قلب اليابسة وبؤرتها ومركزها، وأن الانحراف المغناطيسي معدوم عند خط الطول المار عندها، وأن الكعبة موضوعة وضعاً موافقاً للاتجاهات الأربعة من انحراف، .. إلخ.
هذا ما جاء العلم الحديث ليكشف عنه ( نقلته نقلاً مختصراً عن د زغلول النجار / تفسير الآيات الكونية 1 / 149 وما بعدها )..
وقال بأن هذه الاكتشافات وقف عليها علماء مسلمون ذكرهم، وذكر أدلة شرعية وعلمية مفيدة في تصور هذه المسألة ، منها الآيات التي تذكر (أمّ القرى)!.
ونقل عن علماء من الشرق والغرب مسلمين وغير مسلمين ما فهمتُ منه أن الازدحام حول الكعبة هو أعظم ازدحام بشري على بقعة من الأرض تعرف في الدنيا..
فكيف إذا عرفت أن الملائكة هناك أيضاً مع ملائكة البيت المعمور المسامت للكعبة.. والذي جاء فيه أن في كل سماء بيتا يحاذي الكعبة وكل منها معمور بالملائكة .
وقد أقول أيضاً بناء على ذلك :
الباء في ( بكة ) لأنها شديدة مجهورة أقوى وأصلب من الميم في ( مكة ) ، وهذا والله أعلم لأن ( بكة ) هي مركز ( مكة ) وبؤرتها ومن طبيعة كتلة المركز أن تكون أقوى وأصلب مما سواها؛ حتى تجتذب إليها ما حولها، .....
وهذا يجعلنا نفكر في أن مخالفة الحرفين في الكلمتين هو تخالف معنوي وليس لفظيا فقط.. وليس لأنهما لغتان.
وجاء في سيرة ابن هشام أن قريشاً حين هدمت البيت وجدت في أصله (مكان البيت) حجارة لم تكن رأت مثلها من قبل ولا كان لهم قبل بإزالتها كأنياب الفيلة أو شيئاً نحوها.
وكان العرب يراعونها في ( جغرافية ) الجزيرة؛ فاليمن سميت كذلك لأنها عن يمين الكعبة، والشام لأنها يسارها (اليد اليسرى : الشؤمى).. وهذا يعضد ما نقله د النجار.
ومن هذا سميت ريح الصَّبا التي تهب من المشرق: القبول؛ لأنها تقابل باب الكعبة، وهي ريح نصر، وضدها الدبور التي أهلكت عاداً.
والكعبة هي القبلة إليها تتجه الوجوه والقلوب في كل وقت، أليس هذا من الازدحام أيضاً.
والغائب عنا من حكمة الله أكثر مما أدركنا.
 
أخي عصام جزاك الله خيرا
لعل العبرانية كانت لغة أهل بابل وهي من جذور العربية ونزل فيها الوحي أول ما نزل على نبي بالعبرانية كانت على هاروت وماروت عليهما السلام ولعله نزل بها الوحي على غيرهما من الأنبياء مثل داود وسليمان عليهما السلام والله أعلم
لكن قد تكون دخلها لحن أو ألصق فيها عجمة ثم نسبت لليهود واحتكرت لهم. والصواب أنها من جذور عربية وباشتقاقات مستقرة في العربية والله أعلم

بينما ثم مسألة جديدة أضفت محورها أنت؛ وهي متى تبدل العرب النطق في الحروف للكلمة؟
فلعل الجواب: إن ثبت أن لفظ (بكة) رسم بالباء وقرئ في لسان من الأحرف السبعة بالميم فهو مما تقلبه العرب؛ مثل كلمة (الرجز) تقرأ في بعض الألسن (الرجس) بالسين. والله أعلم
ومما هو دارج في الألسن الآن؛ لسان الشام يقول بالعامية: كادر، يريد قادرا.
والحقيقة أن اللفظ يصح بالكاف وهو أبلغ في معهود الشام؛ لأن الشاميين يعتدون بالخبرة في ترشيحهم أنفسهم، فصارت القدرة للمؤهل الشخصي، والكاف أضافت الكادر في الخبرة العلمية.
ولم أصل حتى الآن للفظ الذي أدخل الكاف؛ غير أني قارنت اللفظين فظهر لي ما كتبته.
ويشبهه في لسان القصيم في نجد تسهيل الهمزة هاء، يقولون: هيت..بمعنى إيت. ولعله مما درج في لسان أعراب مصر، لقول المرأة: (هيت) تعني: أتيت.
والله أعلم
 
الأخ الكريم عصام والأخوة الكرام،

1. نلاحظ في عالم أسماء الأعلام أن الكثير منها ليس له اشتقاق، والكثير منها لا يُعلم أصله. ولا شك أنه يُقدّم البحث في اللسان العربي أولاً.
2. حتى أسماء الأعلام الأعجمية تُعرّب، فاسم بكين مثلاً هو معرب بيجين عاصمة الصين، وينطبق هذا على كل أسماء الأعلام قديماً وحديثاً.
3. تفيد الدراسات الحديثة أن اللغة العربية هي اللغة الأقرب إلى السامية الأم. وهناك ألفاظ عربية في المعلقات اندثرت ولم تعد مستخدمة. وحتى جذر بكك الذي نجده في المعاجم لا نجد له اشتقاقاً في استخدام العرب منذ الإسلام حتى اليوم. (لم نقصد هنا النفي المطلق وإنما لم نصادف هذا الجذر في دراساتنا الإسلامية إلا عند بحث معنى بكة).
4. اسم جبريل وميكائيل وإسرافيل وإبليس ويأجوج ومأجوج هل هي عربية؟. وما الداعي أن تكون؟! وإبليس مثلاً يطلق عليه هذا الاسم قبل خلق آدم. والصحف العربية التي تكتب اسم بوش ونتنياهو لا تخرج عن كونها عربية حتى تشتق من هذه الأسماء أو تستخدم أفعالاً غير عربية...ألخ.
5. إجماع العلماء على أن البيت المذكور في قوله تعالى:"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً" هو الكعبة جعلنا نميل، وعدد غير قليل من المفسرين، إلى القول إن بكة هي مكة، وأن القلب ممكن، ومن هنا تجد بعض المفسرين يقدم مثلاً على القلب مثل كلمة لازب التي أصبحت في النطق العربي لازم، مع إقرارنا بزيادة معنى في لازب.
6. اضطراب المفسرين في كلمة بكة يفتح الباب لوضع الفرضيات في اسم لا يترتب عليه حكماً شرعياً. وكذلك نجد اضطراباً عند من يكتب في اللغات القديمة، فكلمة إسرائيل مثلاً اختلف في معناها، وكذلك بعلبك....ألخ.
 
بكة ومكة :
(التفسير العلمي لحروف أوائل سور القرآن الكريم – تحية عبد العزيز – القاهرة 1990 )


سعيد بمشاركتك لنا فى النقاش الدائر أخى الأستاذ جلغوم

أما عن الكتاب المشار اليه فقد قرأته فور صدوره ( سنة 1990 ) نظرا لاهتمامى الشديد بموضوع الحروف المقطعة منذ ذلك التاريخ والى أن وفقنى الله تعالى بكرمه البالغ وفضله العظيم الى اماطة اللثام عن معانيها بعد بحث استمر قرابة تسعة عشر عاما

وأرى أن الكتاب الذى أقتبست منه أخى الكريم جاء عنوانه أوسع كثيرا من مضمونه ، اذ أجد أن تفسيرات المؤلفة هى أقرب الى التأملات منها الى التفسير العلمى الذى يدعيه العنوان
والناظر فى تعليلها لاسمى : بكة ومكة تبدو له بوضوح هذه النزعة التأملية التى لا ترقى الى التفسير العلمى بمعناه الصحيح ، وان لم يخل الكتاب اجمالا من فوائد
 
أخى الكريم عصام

أوافقك فى كثير مما ذكرته ، بل فى أكثره وبارك الله فيك
أما القليل الذى أخالفك فيه فمنه قولك :

وكيف يكون في القرآن لفظ ليس هو من العربية المستعملة حين تنزله؟.
وأقول :
بل توجد فى القرآن الكريم ألفاظ لم تكن من العربية المستعملة وقت نزوله ، مع أنها ألفاظ عربية الاشتقاق
ومن ذلك مثلا لفظتى : الصراط و القسطاس ، فهما باجماع علماء العربية الكبار من محدثات القرآن التى لم يستعملها العرب من قبل
بل ان القرآن الكريم قد انفرد بذكر ألفاظ ومصطلحات جديدة خاصة به ولم تكن تجرى على ألسنة العرب من قبل ، ومن ذلك مثلا لفظ ( النفاق ) بجميع مشتقاته : منافقون - منافقات . . . الخ
هذا الكلام لا أقوله من تلقاء نفسى ، بل انه كلام علماء كبار فى اللغة من طبقة الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين ، واللغوى الكبير العلامة رؤوف أبو سعدة وغيرهما
أما الأمر الثانى الذى أخالفك فيه فهو اختيارك لمعنى ( الزحام ) لتفسر به مادة ( ب ك ك ) والزعم بأن هذا المعنى عليه اجماع من المعجميين العرب
فدعوى الاجماع التام مرفوضة ابتداءا
ثم هل قدم هؤلاء شواهد على صحة هذا المعنى من الشعر العربى القديم السابق على نزول القرآن ؟
ثم اننى اتساءل متعجبا : عن أى زحام يتحدثون ؟!
وهل كان المسجد الحرام يشهد فى العصور الغابرة البعيدة مثل هذا الزحام الذى يشهده اليوم ؟!
هل كان مزدحما الى هذا الحد يوم أن أطلقوا على بقعته الشريفة اسم بكة ؟ ولا شك أنه كان يوما بعيدا جدا وضارب فى القدم

على أية حال لقد سررت بالحوار معك أخى عصام ، وشاكر لك تجاوبك وأسلوبك المتحضر الراقى فى النقاش
 
لعل كلام الأخ العليمي المصري له وجهه من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل على سائر الأنبياء عليهم السلام بزيادة في الوحي، فآدم عليه السلام علمه الله الأسماء كلها.
فلعل الإضافة التي أضيفت مما فضل فيه محمد صلى الله عليه وسلم ليست من جذر واحد، لأن النص أن آدم علمه الله الأسماء كلها (وعلم آدم الأسماء كلها).
ولكن لعلها في الأسماء المشتقة من فعلين مركبين، بجذر ثلاثي، كقوله تعالى: (وقب) كأن جذره (و ق ب) ومعناه من فعلين: ورى؛ يعني توارى مختبئا، و(ق ب ب) بمعنى خرج منتشرا بعد لبده في ساسه مجتمعا.
فصار جذره مركبا من الجذرين(و ق ب). والله أعلم
لا أجزم أن (وقب) لم يستعمله غير محمد صلى الله عليه وسلم من الأنبياء عليهم السلام قبله. ولكنه مثال تقريبي للجذر المركب من جذرين باجتهادي الشخصي غير منقول. والله أعلم
 
تنبيه مفيد للمفسرين
النبى ابراهيم عليه السلام والتاريخ المجهول
صاحبه سيد القمني ، كتاب سيئ مليء بالمغالطات اللغوية والتاريخية والجغرافية (المفيدة)!.
وليس له نظير في سوء المأخذ والإفادة إلا كتاب فقه اللغة للويس عوض..
خذ مثلاً تاريخياً منه باختصار رياضي، فهو يرى أن :
عاد = العماليق = جرهم = مهاجرو مصر إلى جزيرة العرب = المصريون = الفراعنة .
ويرى أن الكاسيين وهم كانوا إبراهيم = القيسيين وهم من ذرية عدنان الذي هو من ولد إبراهيم.
ويرى أن أم القرى تعني فيما تعني ( أم الدنيا ) يعني مصر !
ويرى أن اليمن الإيمان من جذر لغوي واحد.
وأن فلسطين في أصلها من ( فلس ) وهي مقلوب افلسات وطيّئ القبيلة القاطنة عند جبل أجا.
وأن الحور العين أصلهن من بلاد الحور في أرمينيا.
وأن هناك علاقة بين منف (مدينة فرعون) ومناف (عبدمناف جد النبيء محمد).
فاحرص على هذه الفوائد فإنها أنفس من !!! جائزة نوبل للتاريخ.
 
وأقول :
بل توجد فى القرآن الكريم ألفاظ لم تكن من العربية المستعملة وقت نزوله ، مع أنها ألفاظ عربية الاشتقاق
ومن ذلك مثلا لفظتى : الصراط و القسطاس ، فهما باجماع علماء العربية الكبار من محدثات القرآن التى لم يستعملها العرب من قبل

النابغة الذبياني:
النابِغَة الذُبياني
? - 18 ق. هـ / ? - 605 م
زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة.
شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
كان حظياً عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب منه النعمان، ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام، وغاب زمناً. ثم رضي عنه النعمان فعاد إليه.
شعره كثير وكان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره ولا حشو. عاش عمراً طويلاً.
تَخِفُّ الأَرضُ إِن تَفقِدكَ يَوماً وَتَبقى ما بَقيتَ بِها ثَقيلا
لِأَنَّكَ مَوضِعُ القُسطاسِ مِنها فَتَمنَعُ جانِبَيها أَن تَميلا

عدي بن زيد
? - 36 ق. هـ / ? - 587 م
عدي بن زيد بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي.
شاعر من دهاة الجاهليين، كان قروياً من أهل الحيرة، فصيحاً، يحسن العربية والفارسية، والرمي بالنشاب.
وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، الذي جعله ترجماناً بينه وبين العرب، فسكن المدائن ولما مات كسرى وولي الحكم هرمز أعلى شأنه ووجهه رسولاً إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية، فزار بلاد الشام، ثم تزوج هنداً بنت النعمان.
وشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه وقتله في سجنه بالحيرة.
أَبِلغا عامِراً وَأَبلِغ أَخاهُ أَنَّني موثَقٌ شَديدٌ وِثاقي
في حَديدِ القِسطاس يَرقُبُني الحا رِسُ وَالمَرءُ كُلَّ شَيءٍ يُلاقي

جاء في تهذيب اللغة:
" وقال الفراء: إذا كان بعد السين طاء أو قاف أو غين أو خاء فإن تلك السين تُقلب صاداً. قال: ونفر من بلعنبر يصيرون السين إذا كانت مقدَّمة ثم جاءت بعدها طاءٌ أو قاف أو غين أو خاء -صاداً. وذلك أن الطاء حرف تضع فيه لسانك في حنكك فينطبق به الصوت، فقُلبت السين صاداً صُورتها صورة الطاء، واستخفوها ليكون المخرج واحداً كما استخَفُّوا الإدغام؛ فمن ذلك قولهم: السِّراط والصِّراط، قال: وهي بالصاد لغة قريش الأولين التي جاء بها الكتاب؛ قال: وعامة العرب تجعلها سيناً."
 
صاحبه سيد القمني .


أخى الكريم عصام

دعك من القائل وانظر فيما قال ، أو بعبارة أخرى : لا تنظر الى من قال ، بل انظر الى ما قيل
هذا هو المبدأ الذى يأخذ به القاضى العادل
وهذا هو أيضا ما فعلته
ولا تنس أخى الحديث الشريف عن النبى صلى الله عليه وسلم :

" ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " ( رواه البخارى فى صحيحه )

ولا تنس كذلك أن " الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها "

وقد كان همى الأوحد أن أعثر على وجه الاعجاز فى اختيار القرآن لفظة ( بكة ) وأرجو أن تضع هذا فى اعتبارك قبل كل شىء
ومن هنا كان استشهادى بكلام الكاتب المذكور ، فما يهمنى أولا وأخيرا هو القرآن الكريم وبيان اعجازه ، وانما الأعمال بالنيات

وأقول لأخى الكريم حجازى الهوى :
العهدة على القائل ، وقد ذكرت أننى لم أقل هذا الكلام من تلقاء نفسى
وبخصوص لفظتى ( صراط وقسطاس ) تحديدا فقد أخذت ما قيل بشأنهما من كتاب " من اعجاز القرآن فى أعجمى القرآن " - الجزء الأول صفحة 78 وبامكانك أخى الكريم أن تتأكد من ذلك بنفسك

[align=center]والله من وراء القصد ، وهو خير الشاهدين[/align]
 
أخى الكريم عصام

دعك من القائل وانظر فيما قال ، أو بعبارة أخرى : لا تنظر الى من قال ، بل انظر الى ما قيل
هذا هو المبدأ الذى يأخذ به القاضى العادل
وهذا هو أيضا ما فعلته
ولا تنس أخى الحديث الشريف عن النبى صلى الله عليه وسلم :

" ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " ( رواه البخارى فى صحيحه )
ولا تنس كذلك أن " الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها "
وقد كان همى الأوحد أن أعثر على وجه الاعجاز فى اختيار القرآن لفظة ( بكة ) وأرجو أن تضع هذا فى اعتبارك قبل كل شىء
ومن هنا كان استشهادى بكلام الكاتب المذكور ، فما يهمنى أولا وأخيرا هو القرآن الكريم وبيان اعجازه ، وانما الأعمال بالنيات
[align=center]والله من وراء القصد ، وهو خير الشاهدين[/align]

شيخنا الفاضل حفظك الله
لست في مناظرة ولا أحب أن أكون في مناظرة.. لما فيها من نية الغلب والخصومة.. بل أتكلم مسترسلاً مع القضايا العلمية التي يكون العلم فيها فوق الجميع.. وأرجو أن لا أكون أسأت إلى أحد بغير قصد.
لم أتهم نيتك في شيء.. فالنية الطيبة في الصدارة..
ولم أعرض لصاحب الكتاب (الذي قال) إلا أني أظهرت اسمه فقط.. فلم أعرض لجرأته المذهلة مثلاً (التي يفتخر بها أي فخر) على تاريخ ينشعب على آلاف من السنين!.. ولا ميله إلى التوراة المترجمة، وإهماله لإشارات قرآنية تاريخية، ولا أخذه بمرويات تاريخية ضعيفة وباطلة.
وأغفلت أن هدف ذاك الكتاب هو أن يرجع كل مجريات التاريخ المنصرم إلى مصر، وأن مصر هي أم الدنيا.. وأن سبب أنها أم الدنيا هو فرعونيتها.. مهملاً كل الأطوار التاريخية التي سبقت الفراعنة والتي لحقتهم.
وهذا نوع من البحوث يخاطب به المثقفون يراد منه سحب البساط من تحت الحقائق التاريخية المتعلقة ببلاد العرب بلا برهان.
وإنما بعد أن رجعت إليه إثر المناقشة ووجدت ما وجدت وصُدمت بما صدمت = أردت التنبيه إلى فساد ( ما قيل ) في كتاب (النبى ابراهيم عليه السلام والتاريخ المجهول) في جملته، وفي كثير من تفاصيله.
وهذا الذي رأيته فيه مثل كلام قرأته للويس عوض في كتابه فقه اللغة.. فقرنت النظير بنظيره.
وجرأهما على ذلك هذا المنهج اللغوي الباطل الذي يقلب أحرف الكلمات حتى إنه أحيانا يبدل كل أحرف الكلمة لتتلاءم مع فكرته لأدنى شبه يعرض للكلمات.. كأنه في تناوله للتاريخ بصدد كتابة رواية درامية معروفة المبدأ والمنتهى!.
وباب التلاعب في الكلمات هذا لو أخذنا به لقلبنا الدنيا رأسا على عقب .
وأوردت شيئاً من مقولاته التي لا أصل لها للقارئ.
أمثلة أخرى:
راى أن ( مدين ) وهي في الحقيقة في الأردن ولا زالت إلى اليوم معروفة ، هي ميتان التي في أرمينيا، ودليله اللغوي غير النصي أن ميتان منقلبة إلى متيان، لأن مدين قريبة من الفراعنة وفي حدود مملكتهم!.. وهذا ليس صحيحاً.
أن اليمن مشتقة من أمين وأمين مشتقة من أيمن وأيمن مشتق من الإله المصري أمون.. وأن الإيمان مشتق من الجذر نفسه.
وهي في الحقيقة ثلاث كلمات من ثلاثة جذور لا من جذر واحد، فاليمن مشتقة من يمن ، والإيمان من أمن ، وأمون ليست عربية بل هي هيروغليفية، والهيروغليفية أبعد إلى العربية من العبرية.
ولا بأس أن يضرب بكلامي أول حائط.
مع كل احترامي وعرفاني لكم.
 
كلام الأخ عصام حول القمني وأمثاله عين الصواب، وأرجو أن لا يحملنا الانتصار للنفس على أن نذهل عن تهافت هؤلاء وانحرافهم وشعوذتهم الفكرية.
 
الأخوة الكرام
لنبقى داخل اطار الموضوع ونستكمل ما بدأناه أكرمكم الله

ذكرت من قبل فى المداخلة الخامسة و تحت عنوان " اسم بكة فى الزبور " النص الانجليزى لترجمة المزامير و كان هذا النص مقتبسا من الترجمة الشهيرة للعهد القديم والمعروفة باسم نسخة الملك جيمس King James Version
واليوم نستكمل البحث فى ترجمات أخرى أحدث عهدا ، ولعل من أحدثها جميعا تلك النسخة المسماة :
[align=left]New International Version [/align]
وفيها نجد النص المستشهد به قد ترجم على النحو التالى :
Psalm 84:6
[align=left]As they pass through the Valley of Baca, they make it a place of springs; the autumn rains also cover it with pools. [Orblessings][/align]
ومن المهم ملاحظة أن كلمة ( بكة ) هنا قد بدأت بحرف كبير ( كابيتال ) مما يعنى أنها اسم علم لمكان معروف
وبالبحث فى النسخة الفرنسية المسماة : Louis Segond
نجد أن النص قد ترجم كالتالى :
[align=left](84:7) Lorsqu'ils traversent la vallée de Baca, Ils la transforment en un lieu plein de sources, Et la pluie la couvre aussi de bénédictions[/align].
لنلحظ أن الحرف الأول من بكة جاء كذلك كبيرا مما يؤكد مرة أخرى أنها اسم علم لوادى معروف مثل باقى الوديان المذكورة بالتوراة والتى منها :
valley of Gerar= وادي جرار
valley of Eshcol= وادي اشكول
valley of Ajalon= وادي ايلون
وكونها موصوفة بأنها ( وادى جاف ) فى الزبور يلتقى مع نفس الوصف الوارد فى القرآن الكريم فى قول ابراهيم عليه السلام :

{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (37) سورة إبراهيم
ونستكمل البحث في النسخ الإنجليزية المتعددة ، ونأتى الى النسخة المسماة :
[align=left]( English Standard Version ) [/align]
. 6As they pass through the dry valley of Baca, they make it a place of good water. The early rain fills the pools with good also
وهذا ما نجده كذلك فى الترجمة المسماة :(New Life Version )
وعند الترجمة الصحيحة للعربية يصبح النص كالتالى :

5طُوبَى لأُنَاسٍ أَنْتَ قُوَّتُهُمْ. الْمُتَلَهِّفُونَ لاتِّبَاعِ طُرُقِكَ الْمُفْضِيَةِ إِلَى بَيْتِكَ المُقَدَّسِ. 6وَإِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي بُكَةِ الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ، وَيَغْمُرُهُمُ الْمَطَرُ الْخَرِيفِيُّ بِالْبَرَكَاتِ. 7يَنْمُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ،
 
أين هذا الوادى ؟

أين هذا الوادى ؟

أين هذا الوادي ( وادى بكة ) ؟

الملفت للنظر بداية أن أغلب قواميس الكتاب المقدس والموسوعات تتفق انه لا وجود حقيقي لهذا المكان أساسا . بل نجدهم يصرحون انه مكان خيالي او مجرد تعبير تصويري وليس موقعا جغرافيا له وجود :
ففي قاموس آنجرز الجديد للكتاب المقدس جاء ما يلى :
Moody Press of Chicago, Illinois
بكة : ( بكة : " شجر البلسم " أو " بكاء ") وادي غير معرف في فلسطين ( المزامير 84/6). من الممكن ان يكون مكانا خياليا لا وجود له وله هذا الإسم الشاعري الخيالي , وليس المقصود ان يصف مكانا حقيقا على ارض الواقع.

كما جاء في الموسوعة القياسية الدولية للكتاب المقدس ما يلى :
( وادي البكاء ليس موقعا جغرافيا , ولكنه تعبير تصويري لمن يتقوون يهوه .)

ان اعتراف هؤلاء النصارى بعدم وجود مثل هذا الوادي حقيقة يدعمه عدم وجود أي إشارة لهذا الوادي في اقدم خرائطهم. ولعل هذا السبب هو الذي دعى القائمين على قاموس نلسون المصور للكتاب المقدس للإعتراف التالى :
( وادي بكة : المعنى غير معروف )
على الرغم من ان بعض الباحثين يزعمون انه هو نفسه وادي الرفائيين المذكور في ( صموائيل الثاني 5/22 -24) والمزامير 84/6 )
قاموس نلسون المصور للكتاب المقدس.
1986, Thomas Nelson Publishers

إذا فهم غير متيقنين من وجود حقيقي لهذا المكان ولا يستطيعون الجزم بمعنى صحيح لإسمه ! على العكس من التفسيرات الأكثر مصداقية ووضوحا والتي يقدمها المسلمين
.
شجر البلسان :
لكن هناك ايضا من يقول ان بكة هي شجيرة البلسم او البلسان. وبالعبرية هي : بكايم :
( فمن المحتمل انها سميت بذلك بسبب اشجار البلسم التي فيه, التي تفرز صمغا شبيها بالدمع ( قارن. وادي الرفائيين, صموائيل الثاني 5/22-23, حيث وجدت امثال هذه الشجرة) - قاموس آنجرز الجديد للكتاب المقدس.
وايضا ورد في الموسوعة القياسية الدولية للكتاب المقدس 1996:
بكة: بخا: في ترجمة الملك جيمس في المزامير 84/6, حيث النسخ المنقحة ( البريطانية والامريكية) تكتبها " وادي البكاء "the valley of Weeping مع ملاحظة هامشية تقول ان افضل صيغة لها هي " وادي شجر البلسم." والكلمة مستخدمة في مكان آخر بتطابق معها في احدى معارك داود ( صموائيل الثاني 5/23-24 . اخبار الأيام الأول 14 /14-15). هناك الترجمة " اشجار التوت" مع " اشجار البلسم" في الهامش في النسخ المنقحة ( البريطانية والأميريكية). وظنيا فان الكلمة بالتهجئات المختلفة, لساق ( الشجيرة) الذي يصدر نشيجا, الشجرة تسمى " باكية " بسبب مجرى سيلان صمغها او بسبب اللزوجة عليه
وأخيرا نجد هذا الاعتراف الوارد في تفسير كييل ودلزتش للعهد القديم
Keil & Delitzsch Commentary on the Old Testament
نجد فيه :
( and such a tree is the Arab. baka'un, resembling the balsam-tree, which is very common in the arid valley of Mecca, )
وتلك ترجمته :
(وهذه الشجرة في العربية بكائون, تمثل شجرة البلسم , والتي هي شائعة في وادي مكة القاحل)

فها هم إذا يعترفون ان هذه الشجيرة توجد في وادي مكة كذلك !!
فاذا قال النصارى ان هذا الوادي هو في الحقيقة اسمه وادي البكاء فلا مكان آخر على وجه هذه الارض يحمل هذا الاسم ويعني هذا المعنى سوى وادي مكة المكرمة. وإن قالوا انها سميت بذلك بسبب تلك الشجرة فهذه الشجيرة كذلك شائعة ومتوفرة في وادي مكة باعترافهم.
[align=left] http://www.trutheye.com/news.php?action=view&id=3284 [/align]
[align=center]( يتبع )[/align]
 
والآن بعد هذا العرض التفصيلى يمكن أن نستنتج ما يلى :

1 - أن بكة هو الاسم القديم لمكة الذى كانت معروفة به زمن النبى داود عليه السلام والذى ذكرها به فى زبوره
2 - أن هذا الاسم كان معروفا لبنى اسرائيل الذين استوطنوا فى جزيرة العرب قبل الاسلام وأنهم عرفوا به من الزبور الذى هو أحد أهم كتبهم المقدسة
3 - أن العرب قد سمعوا منهم هذا الاسم ( بكة ) واستعملوه فى محادثاتهم معهم فصار هذا الاسم معربا قبل نزول القرآن
4 - أن ذكر القرآن لمكة بهذا الاسم جاء ليؤكد لأهل الكتاب قداسة المسجد الحرام وليذكرهم بما ورد عنه فى كتبهم المقدسة ، وخاصة وأنهم كانوا يعطون كل القداسة للمسجد الأقصى ولا يقبلون أن يتخذوا غيره قبلة لهم ، ومعلوم موقفهم من المسلمين ازاء تحويل القبلة والذى فصلته لنا سورة البقرة
بل لماذا نذهب بعيدا الى سورة البقرة ؟!
ان هذه الآية بذاتها ( آل عمران - 96 ) والتى أوردت اسم ( بكة ) الشريفة انما ترد هى كذلك على اعتراض اليهود على تحويل القبلة
والنظر الى السياق الذى وردت فيه يؤكد ذلك ، بل وأقوال المفسرين أيضا تؤكد ذلك

يقول الشهيد سيد قطب يرحمه الله فى تفسيره لهذه الآية الكريمة ما يلى :

(( في هذا الدرس تبلغ المعركة ذروتها. معركة الجدل والمناظرة مع أهل الكتاب . . . . ويبدأ الدرس بتقرير أن كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل - إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة . . . ثم يرد كذلك على اعتراضهم على تحويل القبلة - ذلك الموضوع الذي استغرق مساحة واسعة في سورة البقرة من قبل - فيبين لهم أن الكعبة هي بيت إبراهيم؛ وهي أول بيت وضع للناس في الأرض للعبادة، فالاعتراض عليه مستنكر ممن يدعون وراثة إبراهيم!وعقب هذا البيان يندد بأهل الكتاب لكفرهم بآيات الله، وصدهم عن سبيل الله؛ ورفضهم الاستقامة، وميلهم إلى الخطة العوجاء، ورغبتهم في سيطرتها على الحياة، وهم يعرفون الحق ولا يجهلونه ))

ثم يزيد الأمر تفصيلا بقوله :

(( كذلك كان اليهود يبدئون ويعيدون في مسألة تحويل القبلة إلى الكعبة ، بعد أن صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس حتى الشهر السادس عشر أو السابع عشر من الهجرة.. ومع أن هذا الموضوع قد نوقش مناقشة كاملة وافية في سورة البقرة من قبل، وتبين أن اتخاذ الكعبة قبلة للمسلمين هو الأصل وهو الأوْلى، وأن اتخاذ بيت المقدس هذه الفترة كان لحكمة معينة بينها الله في حينها.. مع هذا فقد ظل اليهود يبدئون في هذا الموضوع ويعيدون، ابتغاء البلبلة والتشكيك واللبس للحق الواضح الصريح . . . وهنا يرد الله عليهم كيدهم ببيان جديد :

{ قل: صدق الله، فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً، وما كان من المشركين. إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين. فيه آيات بينات: مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }..

ولعل الإشارة هنا في قوله: { قل صدق الله.. } تعني ما سبق تقريره في هذا الأمر، من أن هذا البيت بناه إبراهيم وإسماعيل ليكون مثابة للناس وأمناً، وليكون للمؤمنين بدينه قبلة ومصلى: ومن ثم يجيء الأمر باتباع إبراهيم في ملته. وهي التوحيد الخالص المبرأ من الشرك في كل صورة:
{ فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً، وما كان من المشركين }.
ثم يقرر أن الاتجاه للكعبة هو الأصل. فهي أول بيت وضع في الأرض للعبادة وخصص لها، مذ أمر الله إبراهيم أن يرفع قواعده.. وأن يخصصه للطائفين والعاكفين والركع السجود. وجعله مباركاً وجعله هدى للعالمين، يجدون عنده الهدى بدين الله ملة إبراهيم. وفيه علامات بينة على أنه مقام إبراهيم
ثم يقرر أن الله فرض على الناس أن يحجوا إلى هذا البيت ما تيسر لهم ذلك ، وإلا فهو الكفر الذي لا يضر الله شيئا :

{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }.

ويلفت النظر - في التعبير - هذا التعميم الشامل في فرضية الحج: { على الناس }.. ففيه أولاً إيحاء بأن هذا الحج مكتوب على هؤلاء اليهود الذين يجادلون في توجه المسلمين إليه في الصلاة. على حين أنهم هم أنفسهم مطالبون من الله بالحج إلى هذا البيت والتوجه إليه، بوصفه بيت أبيهم إبراهيم، وبوصفه أول بيت وضع للناس للعبادة. فهم - اليهود - المنحرفون المقصرون العاصون
بعد هذا البيان يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتجه إلى أهل الكتاب بالتنديد والتهديد، على موقفهم من الحق الذي يعلمونه، ثم يصدون عنه، ويكفرون بآيات الله. وهم شهداء على صحتها، وهم من صدقها على يقين:
قل: يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله، والله شهيد على ما تعملون؟ قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجاً وأنتم شهداء؟ وما الله بغافل عما تعملون )) انتهى : من تفسير الظلال .

أعتقد أن الأمر قد أصبح الآن من الوضوح بعد الذى نقلناه من تفسير الظلال ، حيث تبين لنا سر ايثار القرآن لهذه اللفظة فى هذا السياق الذى يخاطب بنى اسرائيل ويذكرهم فيه بقداسة بيت الله الحرام منذ أيام الخليل ابراهيم صلى الله عليه وسلم والذى يدعون أنه أبوهم وقدوتهم وأسوتهم
ومع ذلك أقول : هذا اجتهادى الشخصى ، فان أصبت فيه فبتوفيق منه سبحانه وله الحمد من قبل ومن بعد
وان كانت الأخرى فمن نفسى ، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد
 
الغريب أن تنسب تلك الشجرة (البكاء) إلى مكة، والآية تقول إن وادي مكة غير ذي زرع.
وفي تاج العروس : البلسان شجيرة مصرية تنبت بالمطرية، ثم انقطعت من هناك مع القرن الثامن، ثم استنبتت في وادي القرى بالحجاز بعد القرن الثامن ولم تكن فيه قبلاً، والزبور يتكلم عن شجرة معروفة للمخاطبين به.
واليهود إنما سكنوا في وادي القرى بدأً من مشارف الشام وانتهاء بيثرب وخيبر .. لا في مكة.
والمعروف أن مكة من تهامة لا من الحجاز.. كما في وصف جزيرة العرب للهمداني . كيف يأخذ القريشيون سكان أم القرى اسم مكة مدينتهم ومدينة الأشياخ من اليهود .
ولعل أخذ اليهود القادمين (اللاجئين) من العرب الفصحاء (أي أنهم تعربوا) أقرب إلى القبول والتصديق من أن العرب أخذوا اسم أقدس مكان عندهم ( مكة ) أو ( بكة ) من ملة أخرى وافدة ليس لهم بها شأن ..
سؤال آخر : أيهما أقدم .. لسان إسماعيل المتصل السند المدون في المعجمات ، أم لسان الزبور المحرّف والمترجم؟.
 
الأخ الكريم عصام
بداية أسكرك على تفاعلك مع الموضوع ومناقشتك لى ولو بالنقد والتفنيد ، فهذا على كل حال أفضل من السكوت التام
ثم أجيبك عن اسئلتك المطروحة فأقول :
نعم الأية تقول ان وادى مكة غير ذى زرع ، ولكن ألم تلاحظ أن هذا ما قاله نص الفقرة التى ترجمناها من الزبور ، بل ان هذا هو ما قالته بأسلوب صريح احدى الترجمات التى ذكرتها حيث وصفته بأنه :
The dry valley of Baca
أى : وادى بكة الجاف ، هكذا بشكل صريح

ثانيا : تقول : " لسان الزبور المحرف " ، بينما تنسى يا أخى أن هذا الذى تصفه بالمحرف قد أثنى عليه ربنا جل وعلا ، بل وأحال اليه بعض الآيات القرآنية ، وهى آيات لا زالت موجودة فى الزبور الى يومنا هذا ، فمن ذلك مثلا قوله تعالى فى سورة الأنبياء :
(( ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون )) - الأنبياء - 105

فهل تعلم أخى الكريم أن هذه الآية بنصها القرآنى لا تزال موجودة فى الزبور الذى تصفه بأنه محرف :
حين تفتش فى سفر المزامير بحثا عن مصداق هذه الآية القرآنية تجد أن القرآن الكريم كان صادقا تماما فى اشارته لذلك ، وفى احالته الى الزبور
افتح الزبورعلى المزمور ( السابع والثلاثون ) تجد فيه ما يلى :

" كف عن الغضب واترك السخط ولا تغر لفعل الشر . لأن عاملى الشر يقطعون ، والذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض . بعد قليل لا يكون الشرير تطلع فى مكانه فلا يكون . أما الودعاء فيرثون الأرض ويتلذذون فى كثرة السلامة " 8 - 11
وتجد فيه أيضا :
" الشرير يستقرض ولا يفى أما الصديق فيترأف ويعطى . لأن المباركين منه يرثون الأرض والملعونين منه يقطعون " 21 - 22
وتجد فيه أيضا :
" الصديقون يرثون الرض ويسكنونها الى الأبد " 29
وتجد فيه أيضا :
" انتظر الرب واحفظ طريقه فيرفعك لترث الأرض . الى انقراض الأشرار تنظر " 34

وهكذا تتأكد بنفسك أن القرآن كان صادقا فى احالته الى الزبور، فلا يصح أن نصفه بأكمله بكونه محرف ، لأن هذا فيه تكذيب للقرآن نفسه والعياذ بالله ، والصواب أن نقول أنه قد شابه التحريف فى بعض المواضع ، أما اطلاق الحكم على هذا النحو فقد تبين لك أنه لا يصح

ولن أحدثك عما هو أهم من هذا ، عن النبؤات التى استخرجها علماء مقارنة الأديان المسلمين من الزبور عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن البراهين العديدة التى استخرجوها منه والتى تنفى صلب المسيح عليه السلام وتؤكد نجاته من القتل والصلب
لن أحدثك عن هذا كله وغيره لأن المقام لا يتسع لذلك وحتى لا نخرج عن الموضوع
ولكن يكفى أن أقول لك : ان رمى الزبور كله بالتحريف يعد خطأ كبيرا

أما قولك أن اليهود لم يسكنوا مكة فهذا لا ينفى أنهم كانوا على صلة بقريش ، أو أنهم كانوا يسافرون اليها ، وكان لهم اختلاط بأهلها ولو على سبيل التجارة ، أليس كذلك يا أخى الفاضل ؟ فلم يكونوا فى عزلة تامة عما حولهم والشواهد على هذا كثيرة فى كتب التاريخ
وأخيرا : أنا لم أقل أن العرب قد اخذوا اسم بلدهم ( مكة ) من اليهود ، وانما كان حديثى عن ( بكة ) تحديدا لا عن مكة ، فأرجو الانتباه أخى الكريم
وأعتقد أنى قد بينت الدلائل على معرفة اليهود بهذا الاسم بما يغنى عن اعادته ثانية

أشكرك مرة أخرى ، وأقول هو اجتهاد لا غير، ويبقى العلم اليقين عند علام الغيوب سبحانه وتعالى
 
أخي العليمي حياك الله
وشكر الله مسعاك وبارك فيك
اجتهادك مشكور بإذن الله.
وليست الغاية تفنيد رأي أحد.. ولكن هنا إشكال يحول دون تصور ما تفضلت به عن لغة تتعلق بالقرآن واعتقاد صحته بعد ذلك..
فأرجو أن تكون كما عهد فيك واسع الصدر لسؤال مستفيد من المحاورة ومستجيب لدعوتك إلى المشاركة في مطلع هذا البحث.
الكتب السماوية السابقة على القرآن صحيحة في الأصل الذي هو وحي الله .. وهذا هو الذي نؤمن به (وآتينا داوود زبوراً).
وقال تعالى (يحرفون الكلم عن مواضعه) و(من بعد مواضعه) و(نسوا حظاً مما ذكروا به) و(تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا).
= هذه الآيات توجهنا إلى أن ذلك الأصل قد دخله في واقع أهل الكتاب تحريف كثير وترجمات بعد ترجمات وإخفاءات وإلقاءات وتلبيسات للحق بالباطل ونسيان بعد ذلك كثير.
وهذا الحكم يجعل مصداقية تلك الكتب في محك النقد تسقط من قائمة اليقين والعلم الذي تبنى عليه الحقيقة العلمية.
فلا نستطيع أن نقسم بالبر يقيناً على أن الآيات التي نقلتها أخي الفاضل (من نسخة الزبور أو المزامير) هي كلام الله لفظاً ومعنى؛ بخلاف القرآن الكريم الذي نقسم أن كل حرف فيه إنما هو تنزيل الحكيم الحميد الذي لا يغسله الماء والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أقول هذا وأنا أستعرض منهج الصحابة في كتابة المصحف القريبة العهد بوحي السماء.
بل وأنا أستعرض الشعر الجاهلي المنسوج على منوال (لسان إسماعيل) الذي نقل عن المهلهل وامرئ القيس بمشافهة الأعراب والذي هو هو لسان إسماعيل عليه السلام = أوثق في الدلالة اللغوية على العربية من الكتب السابقة.. التي دخلها التحريف والتناقض المعنوي زيادة على التحريف اللفظي، ولو في الجملة.
وليس القصد أن أقول إنها كلها بجملتها وتفصيلها محرفة، بل فيها مواضع ثابتة غير محرفة، ومنها قوله تعالى : (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين).. "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
وهذا الصدق في التوراة بعد ثبوت التحريف ليس هو الأصل بل الأصل الشك والجرح حتى يثبت العكس، كموافقتها للقرآن مثلاً.
ثم هناك سؤال مهم .. ما هي اللغة التي كتبت بها تلك الكتب أول الأمر، وإلى كم لغة ترجمت؟؟ وما هي أصح الترجمات والطبعات؟؟؟؟
هل نحدث عنهم أن الله عز وجل تشاجر مع يعقوب فصرعه يعقوب؟..
وهل نقول داوود أم ديفيد؟، عيسى أم يسوع؟، موسى أم موشي؟، التوراة أم العهد؟، الإنجيل أم بايبل؟.
والقول بأن كلمة ( بكة ) منقولة من زمن داوود يحتاج إلى أدلة أكثر دقة مما تفضلت به، حتى تزحزح الاعتقاد السائد أنها عربية الأصل والجذر والاشتقاق والأحرف والصرف والإعراب والعلمية والتأنيث.
لئن قبلت بضعف القول الذي يقول هي مبدلة من مكة لأكونن عربيّ الفهم في آخر الأمر لا أعجميه.
أخي الكريم إن خطر الإسرائيليات اللغوية في نظري أخطر من الإسرائيليات القصصية..
لأن القصة يدركها الجميع ولو بأدنى تنبيه إلى ضعفها أو وضعها، وأما اللغويات منها فهي ملتبسة متشابهة محيرة..
وهذا غير أن الريبة الاحتجاجية تحيط بكل من ثبت اتصاله من العرب بأهل الكتاب كابن أبي الصلت وغيره.. فكيف بأهل الكتاب أنفسهم (المستعجمين).. كما جاء ذلك في كتاب الاقتراح للسيوطي وشرحه فيض نشر الانشراح لابن الطيب الفاسي.
والله من وراء القصد..
 
أخي العليمي حياك الله
وشكر الله مسعاك وبارك فيك
اجتهادك مشكور بإذن الله.
وليست الغاية تفنيد رأي أحد.. ولكن هنا إشكال يحول دون تصور ما تفضلت به عن لغة تتعلق بالقرآن واعتقاد صحته بعد ذلك..
فأرجو أن تكون كما عهد فيك واسع الصدر لسؤال مستفيد من المحاورة ومستجيب لدعوتك إلى المشاركة في مطلع هذا البحث..

يا أخى الكريم : تجدنى واسع الصدر بحول الله وقوته ، طالما أن محدثى رجل فاضل مهذب مثلك ، ولكن أرجو أن يتسع صدرك أنت لما أقول وستجدنى أتحرى معك ما يليق بك من تهذيب وأدب أنت أهل لهما بلا أدنى مجاملة.
تقول أخى :

الكتب السماوية السابقة على القرآن صحيحة في الأصل الذي هو وحي الله .. وهذا هو الذي نؤمن به ( وآتينا داوود زبوراً )

تقول أنك تؤمن بها ( الكتب السماوية ) وحسنا ما قلت ، ولكن كما قيل : لكل حق حقيقة ، فما حقيقة ايمانك ؟
والجواب الذى يدل عليه كلامك هو : لا شىء !!
أنت تؤمن بها اسما فقط ، ايمانا صوريا اسميا لا يتنزل على الواقع وانما على - كما قلت - الأصل الذى هو وحى الله
وبالطبع فان هذا الأصل فى حكم المحال ، اذ لا سبيل للوصول اليه على الاطلاق !!
والنتيجة الصحيحة أنه ايمان اسمى لا حقيقى ، والدليل على هذا ما قلت أنت بعد ذلك ، وهذا هو نصه :
وهذا الحكم يجعل مصداقية تلك الكتب في محك النقد تسقط من قائمة اليقين والعلم الذي تبنى عليه الحقيقة العلمية.
فلا نستطيع أن نقسم بالبر يقيناً على أن الآيات التي نقلتها أخي الفاضل (من نسخة الزبور أو المزامير) هي كلام الله لفظاً ومعنى؛ بخلاف القرآن

فتقول أن فقرة الزبور التى نقلتها لك ليست قطعا كلام الله لا لفظا ولا معنى !!
فترفض حتى الايمان بها من جهة المعنى ، رغم أن تلك الفقرة تصف رحلة الحج الى بكة أيام داود عليه السلام ، وهو ما يوافق الآيات القرآنية التى ذكرتها لك من قبل والتى تطالب اليهود بالحج اليها ( الى بكة ) كما أبان عن ذلك المفسر سيد قطب يرحمه الله ، ولا بأس من اعادة كلامه حتى نتذكره جميعا ، قال يرحمه الله فى تفسيره للآية التى جاءت بلفظ ( بكة ) ما يلى :

ويلفت النظر - في التعبير - هذا التعميم الشامل في فرضية الحج: { على الناس }.. ففيه أولاً إيحاء بأن هذا الحج مكتوب على هؤلاء اليهود الذين يجادلون في توجه المسلمين إليه في الصلاة. على حين أنهم هم أنفسهم مطالبون من الله بالحج إلى هذا البيت والتوجه إليه، بوصفه بيت أبيهم إبراهيم، وبوصفه أول بيت وضع للناس للعبادة. فهم - اليهود - المنحرفون المقصرون العاصون
بعد هذا البيان يلقن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتجه إلى أهل الكتاب بالتنديد والتهديد، على موقفهم من الحق الذي يعلمونه، ثم يصدون عنه، ويكفرون بآيات الله. وهم شهداء على صحتها،

ان هذا الكلام يوافق ما نقلته عن الزبور ، ويجعلنا نطمئن الى صدقه ولو على جهة المعنى ، ثم الأهم من هذا أنه يبين لنا سر ايثار القرآن للفظة ( بكة ) هنا على ( مكة ) من حيث أنه يخاطب أهل الكتاب الذين يعرفون ( بكة ) جيدا من كتابهم الزبور ويعرفون ما ورد فيه عن رحة الحج الي بكة
فلماذا نرفض الاستشهاد بنص كهذا من الزبور ان كان يشهد بصدق القرآن الكريم ، بل ويكشف عن اعجازه العظيم ؟!
وهذا الصدق في التوراة بعد ثبوت التحريف ليس هو الأصل بل الأصل الشك والجرح حتى يثبت العكس، كموافقتها للقرآن مثلاً
أعتقد أن العكس المطلوب قد ثبت وأنه قد تبين موافقة ما نقلته من الزبور لما فى القرآن
واعلم أخى أننى لست وحدى الذى قال بأن فقرة الزبور المذكورة تدل على رحلة الحج القديمة الى بكة ، بل تجد كثيرا من الأخوة الأفاضل قد سبقونى الى ذلك على مواقع الانترنت الاسلامية ذات الاتجاه المحافظ ، بل الأصولى ، فلست بدعا من القائلين بهذا ، ولكنى قد أكون أول من فطن الى دلالة اسم ( بكة ) فى سياقها الوارد بسورة آل عمران ، وهذا من فضل الله وتوفيقه ليس الا

ثم هناك سؤال مهم .. ما هي اللغة التي كتبت بها تلك الكتب أول الأمر، وإلى كم لغة ترجمت؟؟ وما هي أصح الترجمات والطبعات؟؟؟؟
هل نحدث عنهم أن الله عز وجل تشاجر مع يعقوب فصرعه يعقوب؟..
وهل نقول داوود أم ديفيد؟، عيسى أم يسوع؟، موسى أم موشي؟، التوراة أم العهد؟، الإنجيل أم بايبل؟

والجواب ببساطة - ولا أشك فى أنك تعرفه - هى اللغة العبرية ( بالنسبة الى الزبور ) وأنت تعرف جيدا أن العبرية تمت بصلة قرابة وثيقة الى لغتنا العربية ، فهما من أصل واحد وينتميان معا الى أسرة واحدة ، هى أسرة الساميات ، أما عن الترجمة فلا شك كذلك أنك تعرف أنها قد ترجمت الى كل اللغات الحية التى يتكلمها أهل الأرض
أنت تعرف هذا كله ، ومن هنا يبدو لى أن أسئلتك استنكارية وليست استفهامية !!!
فما الذى تستنكره أخى الفاضل ؟
تريد أن تقول أنه لا ثقة مطلقا فى تلك الكتب السماوية على ما هى عليه الآن ؟
والجواب سبق ذكره ، بل لقد ذكرته أنت ، حين قلت :
وهذا الصدق في التوراة بعد ثبوت التحريف ليس هو الأصل بل الأصل الشك والجرح حتى يثبت العكس، كموافقتها للقرآن مثلاً
فأنت حكمت بأن الميزان هو موافقتها للقرآن ، وقد سبق أن أجبتك منذ قليل على كلامك المذكور ، وها نحن نلف وندور فى نفس الحلقة !!
أما بقية اسئلتك فأرى أنك قد وسعت من دائرة الموضوع الى مدى بعيد ، فما لنا وللحديث عما ذكرته التوراة عن مشاجرة يعقوب عليه السلام مع رب العزة ؟! ما صلة هذه الترهات والهرطقات بموضوع حديثنا ؟!
يا أخى الكريم : تخطىء اذا تصورت أننى أؤمن بكل ما جاء فى التوراة ، حاشا لله ، ولم أقل ولو مرة واحدة أنها وحى معصوم ، ولا يمكن لى أو لغيرى من المسلمين أن يجعلها مساوية للقرآن من أى جهة كانت ، فالرجاء ألا تسىء فهم كلامى لأن هذا من الأمور التى تؤسفنى كثيرا بينما أنا أعتز بك وبحوارك ونقاشك العلمى الرصين ، وهذه شهادة لله وليست مجاملة على الاطلاق ، أنت بالفعل تحظى بتقديرى واحترامى ، ولا أحب أن يتغير هذا مثقال ذرة ، فالرجاء مرة أخرى ألا تسىء فهمى ولا تتوسع بدائرة الحديث كما حدث من قبل حين اقتبست أنا سطرين اثنين لا غير من كتاب لا ترضى أنت عنه ولا عن مؤلفه ( وكذلك لا أرضاه أنا الآخر ) فما كان منك الا أن غضبت وأغضبت معك من أعتز بهم مثلك وأخذت تذكر مقولات الكتاب كله ومحتواه الكامل مع أننى لم أذكر منه غير سطرين اثنين لا غير !!
بل ولم أذكرهما ( هذين السطرين ) الا لاؤيد بهما ما رأيت أن فيه انتصار للقرآن واعجاز له ، فاذا بأحد الأخوة الأفاضل يتصور أن هذا الانتصار ليس للقرآن وانما لشخصى !!!
والقول بأن كلمة ( بكة ) منقولة من زمن داوود يحتاج إلى أدلة أكثر دقة مما تفضلت به، حتى تزحزح الاعتقاد السائد أنها عربية الأصل والجذر والاشتقاق والأحرف والصرف والإعراب والعلمية والتأنيث
جيد جدا ، هذا هو الكلام
حسنا يا أخى فان كنت ترى أن هذه اللفظة عربية الأصل والجذر والاشتقاق والأحرف والصرف والاعراب
ان كنت ترى هذا كله فلماذا جعلتنى أسترسل أنا وغيرى فى هذا الموضوع ولم تدلنا منذ البداية على الشواهد التى تؤيد بها ما ذكرت كله ، وخاصة من الجهات الثلاثة المذكورة أولا ( الأصل والجذر والاشتقاق ) وصلة هذا بمعناها ؟

لئن قبلت بضعف القول الذي يقول هي مبدلة من مكة لأكونن عربيّ الفهم في آخر الأمر لا أعجميه
لا أدرى ؟ هل أعتبرأن فى هذا القول تعريض لا يليق ؟ أم أعتبره من قبيل سؤ الفهم ؟
فأنا لم أقل أبدا أن ( بكة ) لفظة أعجمية ، بل قلت بالنص انها معربة ( أى دخلت فى العربية قبل نزول القرآن ) ، وشتان بين القولين
وفى الختام أحييك أخى ، وأرجو لك التوفيق والسداد فى القول والعمل
 
جيد جدا ، هذا هو الكلام
حسنا يا أخى فان كنت ترى أن هذه اللفظة عربية الأصل والجذر والاشتقاق والأحرف والصرف والاعراب
ان كنت ترى هذا كله فلماذا جعلتنى أسترسل أنا وغيرى فى هذا الموضوع ولم تدلنا منذ البداية على الشواهد التى تؤيد بها ما ذكرت كله ، وخاصة من الجهات الثلاثة المذكورة أولا ( الأصل والجذر والاشتقاق ) وصلة هذا بمعناها ؟

أخانا الفاضل العليمى المصرى

اسمح لي بهذه المداخلة :

جاء في : العين - (ج 1 / ص 425)
بك: البَكُّ: دق العنق، وسميت مكة: بكّة، لأن الناس يبكًّ بعضهم بعضاً في الطواف، أي: يدفع بعضهم بعضاً بالازدحام. ويقال: بل سميت، لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم.

وفي : المحيط في اللغة - (ج 2 / ص 23)
بك
البَكُّ: دَك العُنُقِ.
وسُمِّيَتْ مَكَّةُ بَكَّةَ: لأنَها تَبكُّ أعْنَاقَ الجَبَابِرَةِ الظَّلَمَةِ. وقيل: سُمِّيَتْ لأن الناسَ يَبُكُّ بَعْضُهم بَعْضاً في الطَّواف. وقيل: هي فَعْلَةُ من بَكَكْتُ الرجُلَ إذا رَدَدْتَه ووَضَعْتَ منه.
والمُبكَةُ والبَكَّةُ: مَوْضِعُ الطَّوافِ.
وبَكَةُ: ما بَيْنَ الجَبَلَيْن أيضاً.

وفي : جمهرة اللغة - (ج 1 / ص 13)
ب - ك - ك
بكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكُّاً، إذا خرّقه أو فرّقه. والبَكُّ: الازدحام، وكأنه من الأضداد عندهم، من قولهم: تَباكّ القومُ، إِذا ازدحموا وركب بعضهم بعضاً. قال الراجز:
إذا الشَّريبُ أخَذَتْه أكه ... فخلّه حتي يَبُكَّ بكهْ
الشَريب: الذي يورد إبلَه مع إبلك. قال أبو بكر: الأكَة: الحرّ الشديد مع سكون الريح. يقول: فخلَه حتى يورد إبلَه حتى يتباكّ على الحوض، أي يزدحم.
وسُمِّيت مكَّةُ بكَّةَ لازدحام الناس بها، والله أعلم.


وفي : تهذيب اللغة - (ج 3 / ص 310)
بك
قال الليث: البَكُّ: دق العنق. ويقال سميت مكَّة بكة لأنها كانت تبكُّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها.
ويقال: بل سميت بكة لأنَّ الناس يَبُكُّ بعضهم بعضاً في الطُّرق، أي يدفع.
عمرو عن أبيه: بَكَّ الشيء. أي فسخه؛ ومنه أخذت بكَّة لأنها كانت تبكُّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها.
ويقال: بل سمِّيت بكة لأنّ الناس يبكُّبعضهم بعضاً في الطُّرُق.
قال: وبَكَّ الرجل، إذا افتقر، وبَكَّ إذا خشُن بدنه شجاعة.
ويقال للجارية السمينة: بكباكة، وكبكابة، وكواكة، وكوكاءَة، ومرمارء، ورجراجة.
وقال الزجاج في قول الله: )إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للناسِ لَلَّذِي بِبَكَّةُ مُبارَكاً(.
قيل: إن بَكّة موضع البيت، وسائر ما حوله مكّة.
قال: والإجماع أن مكة وبكة الموضع الذي يحج الناس إليه، وهي البلدة.
قال الله جل وعز: )ببطن مَكةَ( وقال: )لَلذّي ببكة مباركاً(. فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتُقّ من بكَّ الناسُ بعضهم بعضاً في الطَّواف، أي دفع بعضهم بعضاً.
وقيل: إنما سميت بكّة لأنها تبكُّ أعناق الجبابرة.


وفي : لسان العرب - (ج 10 / ص 402)
( بكك ) البَكُّ دق العنق بَكَّ الشيءَ يَبُكُّه بَكاً خرقه أو فرقه وبَكَّ فلان يَبُكُّ بَكَّةً أي زحم وبَكَّ الرجلُ صاحبه يَبُكُّه بَكاً زاحمه أو زَحمَهُ قال إذا الشَّرِيبُ أخذَتْه أكَّهُ فَخَلِّهِ حتى يَبُكَّ بَكَّهْ يقول إذا ضجر الذي يُورِدُ إبله مع إبلك لشدة الحر انتظاراً فخلِّه حتى يزاحمك وقال ابن دريد كأ من الأَضداد يذهب في ذلك إلى أنه التفريق والازدحام وكل شيء تراكب فقد تَباكَّ وتباكَّ القوم تزاحموا وفي الحديث فتَباكَّ الناس عليه أي ازدحموا والبَكْبَكةُ الازدحام وقد تَبَكْبَكُوا وبَكْبَكَ الشيءَ طرح بعضه على بعض ككَبْكَبه وجمعٌ بَكْباك كثير ورجل بَكْباك غليظ وقيل الضَّكْضاك الرجل القصير وهو البَكْباكُ والبُكْكُ الأَحداث الأَشِدَّاء والبُكُك الحُمُرُ النشيطة وأنشد صَلامة كحُمُرِ الأَبَكِّ ويقال فلان أبَكُّ بني فلان إذا كان عَسِيفاً لهم يسعى في أمورهم وبَكَّ الرجل المرأة إذا جهدها في الجماع وبَكَّ الشيء يَبُكُّه بَكّاً رد نَخْوَته ووضَعَهُ ويقال بَكَكْت الرجل وضعت منه ورددت نَخْوَته ذكره ابن بري في ترجمة ركك وبَكَّ عنقه يَبُكُّها بعكّاً دقها وبَكَّةُ مَكَّةُ سميت ذلك لأنها كانت تَبُكّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم وقيل لأن الناس يتباكّون فيها من كل وجه أي يتزاحمون وقال يعقوب بَكَّةُ ما بين جبلي مَكَّة لأن الناس يبكُّ بعضهم بعضاً في الطواف أي يَزْحَمُ حكاه في البدل وقيل سميت بَكَّة لأن الناس يبك بعضهم بعضاً في الطرق أي يدفع وقال الزجاج في قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببَكَّة مباركاً قيل إن بَكَّة موضع البيت وسائر ما حوله مَكَّة قال للذي ببَكَّة فأما اشتقاقه في اللغة فيصلح أن يكون الاسم اشتق من بَكَّ الناسُ بعضهم بعضاً في الطواف أي دفع بعضهم بعضاً وقيل بَكة اسم بطن مَكَّة سميت بذلك لازدحام الناس وفي حديث مجاهد من أسماء مَكَّةَ بَكَّةُ قيل بَكَّة موضع البيت ومكةُ سائر البلد وقيل هما اسما البلدة والباء والميم يتعاقبان

المراجع من الشاملة وقد لا تكون موافقة للمطبوع.
 
أخي الكريم العليمي
والله أخجلتني بأدبك الجم وحلمك على أخيك الضعيف فجزاك الله خيراً وبارك فيك أخا وشيخاً.
وقد جرأني حلمك على أن أستفيد من سعة اطلاعك في هذا الباب ومن أدبك الكريم.
راجياً منك أن لا تجعلني بغير قصد محافظاً أو أصولياً!!.. فالغاية هي الوصول إلى الحق قدر الإمكان بوسائله المشروعة.
لا أنكر أن الأنبئاء حجوا كلهم أو جلهم إلى بيت الله بيت إبراهيم بمكة حرسها الله وشرفها للأخبار الواردة في ذلك..
ولا أنكر أن الحج فرض على الناس حكماً أتى في القرآن ، مخاطباً يهود المدينة وغيرهم في العهد النبوي وما بعده.
ولكن كلمات المزامير لا تدل بنصها قطعاً ولا جاء في التاريخ أنها في تفيد أن وادي وادي مكة كان جافاً ثم انقلب نهراً أو ينبوعاً كما في قوله : (وَإِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي بُكَةِ الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ)..
ولأنها تصح أن تكون مهيئة لبني إسرائيل ليعبروا النهر (نهر الأردن) والوادي المذكور قد يكون من أودية الأردن أو نهرها التي كان فيها بنو إسرائيل بصحبة نبيئهم داوود عليه السلام، متوجهين إلى بيت المقدس ، وذلك ما كان حصل فعلاً ..
هذه الكلمات في المزامبر هي أشبه بالآيات التي ذكرت في سورة البقرة (إلم تر إلى الملإ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبيء لهم) .. (إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فإنه مني ولم لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم). ما المانع.
على أن آية القرآن (سورة إبراهيم) لا تتطابق تماماً مع كلمات المزامير.. فآية إبراهيم ليس فيها لفظ العبور، والعبور قد يطلق كما قد نفهم على عبور النهر في التراث العبري.
وأما الترجمة من لغة إلى لغة فمفسدة للنص أيّ مفسدة.. والكتب السماوية السابقة نقلت من العبرية ومنها إلى الآرامية ومنها إلى السريانية ومنها إلى اليونانية واللاتينية ومنها إلى الانجليزية القديمة ومنها إلى الانجليزية الحديثة.....
وهذه الترجمات مخلة بالنظام اللفظي للنص الأصيل (الذي هو الوحي قطعاً) إذا استبقينا الحكم على الجانب المعنوي. وهذا قصدتُّه ليس غير.
وأظن أنه لا خلاف في أن ترجمة الكلام ليست هي الكلام نفسه، وإلا لكانت ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى وهي جائزة، تأخذ أحكام النص الأصيل. وليس كذلك.
أما كتاب (القمني) فأردت أن أنبه على منهجه غير الصحيح وعرضت نماذج للتوضيح؛ لأن ذلك المنهج بدأ ينتشر في بعض الدراسات الحديثة.

وشكري للأخ الكريم حجازي على نقله من المعجمات العربية المتفقة إلى حد كبير على أن ( بكة ) عربية لا معربة.
 
للفائدة أيها الإخوان؛ فقد كتب الأخ : فيصل بن علي الكاملي، مقال بعنوان : "بكة" ولو كره الكافرون، في مجلة البيان فليُرجع إليه.
 
أخانا الفاضل العليمى المصرى

اسمح لي بهذه المداخلة : .[/color]

وهل هذا كلام يا اخانا الفاضل ؟!

كيف تقول : اسمح لى بمداخلة ؟!!

البيت بيتك يا أخى ، تدخل وتخرج منه وقتما تشاء ، ونحن ضيوف عليك ( بسمة )

جاء في : العين - (ج 1 / ص 425)
بك: البَكُّ: دق العنق، وسميت مكة: بكّة، لأن الناس يبكًّ بعضهم بعضاً في الطواف، أي: يدفع بعضهم بعضاً بالازدحام. ويقال: بل سميت، لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم
. . . . .
وفي : تهذيب اللغة - (ج 3 / ص 310 )
قال الليث: البَكُّ: دق العنق. ويقال سميت مكَّة بكة لأنها كانت تبكُّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها.
ويقال: بل سميت بكة لأنَّ الناس يَبُكُّ بعضهم بعضاً في الطُّرق، أي يدفع..
قال: وبَكَّ الرجل، إذا افتقر، وبَكَّ إذا خشُن بدنه شجاعة.
ويقال للجارية السمينة : بكباكة، وكبكابة، وكواكة، وكوكاءَة، ومرمارء، ورجراجة . . .

يا أخى الفاضل : ان ما تفضلت بنقله لا يعدو أن يكون اجتهادات وفروض ، وليس من بينها قول مؤكد وموثق لا بالكتاب ولا بالسنة
واذا تأملت فيها تجد أنهم يوردون قولا من تلك الأقاويل ثم يعقبون عليه بعبارة موحية تقول : ويقال بل سميت بكة لأن . . . الخ
فانظر الى حرف الاضراب ( بل ) الوارد فى أقوالهم لتدرك منه أنها أقوال متعارضة ينسخ بعضها بعضا
ومن هنا أقول : أليس الأولى من هذا كله أن نقول : بل سميت بكة لأن الله عز وجل هو الذى أسماها بذلك الاسم فى وحيه المنزل الى نبيه داود عليه السلام والذى نجده مكتوبا فى الزبور
ثم لا تزال توجد مسألة هامة لم يفطن اليها أحد فى أقوال أصحاب المعاجم وتخريجاتهم ، وهى :
ان أقوالهم المذكورة تحاول أن تفسر الاسم ( بكة ) بمعزل عن اسم ( مكة ) ، وهذا يعنى أنهم لا يرون أن احداهما مبدلة من الأخرى
فلم نجد فيمن ذكرت أقوالهم أخى الكريم أحدا قال أن بكة مبدلة من مكة ، أو حتى العكس ( مكة هى المبدلة )
لم نجد من ذهب الى ذلك فى كافة من أوردت أقوالهم ، وهذا بدوره يعطى طرحى حجة ودعما ، لأن هذا الطرح يقول بالمثل أن بكة هى اسم خاص لمكة وليست مبدلة منها ، وأن التشابه الكبير بين الاسمين لا يقطع بوجود ابدال بينهما ، أو لا يقطع بأن احداهما هى لغة فى الأخرى ( بحسب اصطلاح أهل اللغة ) وعلى هذا فلا يوجد ما يمنع من القول بأن اسم ( مكة ) - حرسها الله وحفظها - كان هو الاسم الأكثر شهرة لها عند أهلها ، وأن الاسم الآخر لها ( بكة ) قد جاءهم من طريق آخر ، ثم بمرور الزمن ألفوه وأقروه فى لسانهم وأدخلوه فى لغتهم فصار عربيا من قبل أن ينزل القرآن الكريم

وفى المداخلة القادمة ان شاء الله سوف نرى مفاجأة لم أتوقعها ، حيث عثرت بتوفيق الله تعالى على قول من أقوال السلف الصالح يدعم طرحى ويصرح بأن اسم بكة مذكور فى الزبور

[align=center]( يتبع )[/align]
 
عن مجاهد رضي الله عنه قال : وجد في بعض الزبور : أنا الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل وباركت لأهلها في اللحم والماء
 
أخى الكريم عصام

لن أستطيع أن أرد على كلماتك المهذبة التى أصابتنى أنا - لا أنت - بالخجل ، أشكرك أخى وأرجو من الله تعالى أن يوفقنى دائما الى أن أكون عند حسن ظن الجميع بى ، انه ولى ذلك والقادر عليه

ثم أقول :
بعد الذى ذكرته فى المداخلتين السابقتين - ردا على أخى حجازى - لم يعد لدى ما يمكن أن أزيد عليه

أشكرك أخى على نقاشك المثمر البناء الذى ربما قد يكون هو الذى وجهنى وجهة جديدة فى تفسير هذا الاسم الكريم ( بكة ) بعد أن كنت أسلك فى تفسيره مسلكا أخر مختلف تماما
بارك الله فيك ، وفى جميع الأخوة الأفاضل الذين شاركوا فى هذا النقاش ، وكان آخرهم أخانا التويجرى جزاه الله خيرا

سبحانك الله وبحمدك ، نشهد أن لا اله الا أنت ، نستغفرك ونتوب اليك
 
بارك الله فيك أخي العليمي وأحسن إليك وضاعف لك المثوبة

وقد سبق الأخ الفاضل حجازي إلى هذا الأثر في مشاركة سلفت:
"أنا الله ذو بكة.."..
لكن نقله كان عن دواوين الأدب، وهي مظنة شك، وتحتاج إلى توثيق:
رواية المستطرف:
وقيل: وجد حجر حين حفر إبراهيم الخليل عليه السلام أساس البيت، مكتوب عليه بالعبرانية، أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها أسماً من أسمائي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته أي قطعته."
وروايات نهاية الأرب:
"(1) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وجد في المقام كتاب فيه هذا بيت الله الحرام بمكة، توكل الله برزق أهله من ثلاث سبل، مبارك لأهله في اللحم واللبن
(2) ووجد في حجر في الحجر كتاب من خلقة الحجر أنا الله ذو بكة الحرم صغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها في اللحم والماء.
(3) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما هدموا البيت وبلغوا أساس إبراهيم عليه السلام وجدوا في حجر من الأساس كتاباً، فدعوا له رجلا من أهل اليمن، وآخر من الرهبان، فإذا فيه: أنا الله ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض والشمس والقمر ويوم صغت هذين الجبلين وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها في الماء واللبن.
(4) وعن مجاهد رضي الله عنه قال: وجد في بعض الزبور أنا الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل فليس يوتا أهل مكة إلا من ثلاثة طرق أعلى الوادي وأسفله وكدى وباركت لأهلها في اللحم والماء.

وقول مجاهد المنقول: في بعض الزّبور لا يعني الزَّبور كتاب داوود عليه السلام، بل يعني الكتاب فحسب؛ من زبر إذا كتب.

وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف [كتاب الحج] بثلاث طرق، كلها تؤيد أن ذلك المكتوب (المزبور) كان تحت الكعبة، مكتوباً في كتاب أو في صخرة أو في حجر:

(1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا الاعمش عن مجاهد قال : لما هدم البيت وجد فيه صخرة مكتوب فيها : أنا الله ذو بكة صغته يوم صغت الشمس والقمر ، حففته بسبعة أملاك حلقا ، باركت لاهله في السمن والسمين ، لا يزول حتى تزول الاخشبان يعني الجبلين ، وأول من يحلها أهلها .
(2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم قال : لما كسر البيت جاء سيل فقلب حجرا من حجارة البيت فإذا مكتوب فيه : أنا الله ذو بكة صغته يوم صغت الجبلين ، بنيته على وجوه سبعة أملاك حنفاء ليسوا يهودا ولا نصارى .
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا زكريا عن عامر قال : حدثني من قرأ كتابا في سقف البيت أو أسفل مقام إبراهيم : أنا الله ذو بكة بنيته على وجوه سبعة أملاك حنفاء ، باركت لاهله في اللحم والماء وجعلت رزق أهله من ثلاثة سبل ، ولا يستحل حرمته أول من أهله .


رواية مجاهد التي في المصنف توضح أنه مكتوب في كتاب في موضع الشاهد الذي نحن فيه، وهو موضع البيت.
وفيه روايتان عن شيخه ابن عباس تبيان ذلك أيضاً.
وضمائر رواية ابن أبي شيبة تعامله معاملة مذكر (البيت): بنيته .. صغته.. باركت لأهله.. جعلت رزق أهله.. لا يستحل حرمته أول من أهله.. ولا تعامله معاملة مؤنث (قرية أو مدينة) إلا إذا كان المقصود دائرة أكبر من البيت (وأول من يحل أهلها).
وفي رواية نهاية الأرب جمع بين اللفظتين محل النزاع: (مكة) و(بكة) في سياق واحد، وهذا يبعد وهم تبادل الميم والباء، ويبعد وهم الاشتراك في دلالة الاسمين على مسمى واحد.
تأمل:
أنا الله ذو بكة جعلتها بين هذين الجبلين وصغتها يوم صغت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء وجعلت رزق أهلها من ثلاث سبل فليس يؤتى أهل مكة إلا من ثلاثة طرق أعلى الوادي وأسفله وكدى وباركت لأهلها في اللحم والماء

ورواية المستطرف توضح أن وجدانها كان منذ ما قبل زمان إبراهيم عليه السلام، لعله كان منذ زمان آدم ، أو قبله، لأنه ذكر أن الذي بناه كانوا ملائكة حنفاء ليسوا يهوداً ولا نصارى، وأنه مكتوب بالعبرانية..
وما العبرانية التي كانت في زمن إبراهيم عليه السلام؟.. لعلها السامية أو الآرامية أو العربية القديمة .. يؤيد أنها ليست العبرانية المتبادرة أنها قد قرأها يماني وراهب كتابي.
ولو وجد هذا الكتاب لكان أقدم وثيقة على ظهر الأرض!.
وكل هذه الروايات توضح أن ( بكة ) اسم قديم قدم صوغ الله تعالى للخليقة..
وكل هذه الآثار تتحدث عن قداسة البقعة التي أسس عليها البيت، الذي هو أول بيت وضع للناس.

والله ولي التوفيق
 
بارك الله فيك أخي العليمي وأحسن إليك وضاعف لك المثوبة
. . . . . .
وقول مجاهد المنقول: في بعض الزّبور لا يعني الزَّبور كتاب داوود عليه السلام، بل يعني الكتاب فحسب؛ من زبر إذا كتب.
. . . . .
وفي رواية نهاية الأرب جمع بين اللفظتين محل النزاع: (مكة) و(بكة) في سياق واحد، وهذا يبعد وهم تبادل الميم والباء، ويبعد وهم الاشتراك في دلالة الاسمين على مسمى واحد.

جزاك الله خيرا أخى الكريم
ومعذرة لتأخرى فى الرد عليك ، فقد انشغلت بتقدير درجات الامتحانات للطلاب طيلة الفترة الماضية ، وربما يستمر هذا ليومين آخرين
وليس لى من تعليق على ما ذكرت سوى ما يلى :
لفظة ( الزبور ) فى قول مجاهد رضى الله عنه وأرضاه مذكورة ب ( ال ) التعريف
ومن هنا فانها تجعل الذهن ينصرف تلقائيا الى الزبور الذى آتاه الله داود عليه السلام
وكان من الممكن أن تقال بأسلوب لا يحتمل اللبس بأن يقال مثلا : " وجد فى بعض الزبر " أو بأن يقال مثلا : " فى زبور من الزبر "
أما مسألة أنه كان مكتوبا باللغة العبرانية فان هذا مما يشهد لطرحى وليس مما يفنده
ولكنى أتفق معك تماما فى قولك :
(( وهذا يبعد وهم تبادل الميم والباء ، ويبعد وهم الاشتراك فى دلالة الاسمين على مسمى واحد ))
فهذا هو ما ذهبت أنا اليه فى طرحى كذلك

وأخيرا أكرر ما سبق أن قلته من قبل :
هو اجتهاد لا غير ، ويبقى العلم اليقين عند علام الغيوب سبحانه وتعالى
 
ولكنى أتفق معك تماما فى قولك :
(( وهذا يبعد وهم تبادل الميم والباء ، ويبعد وهم الاشتراك فى دلالة الاسمين على مسمى واحد ))
فهذا هو ما ذهبت أنا اليه فى طرحى كذلك

وأخيرا أكرر ما سبق أن قلته من قبل :
هو اجتهاد لا غير ، ويبقى العلم اليقين عند علام الغيوب سبحانه وتعالى

شكرا لك أخي العليمي
لكن لو تراجع إبدال الباء ميما في الزبور، ففي الحديث:"لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود".
وفقكم الله
 
الأخ الكريم العليمي،

1. ذِكرُ بكة في أي نص قديم يمكن الاحتجاج به على وجود هذا الاسم بغض النظر عن قيمة هذا النص من الناحية الدينية لأن المسألة هنا تاريخية.
2. من أين لنا أن سِفر المزامير المنسوبة لداود عليه السلام هي الزبور؟!
3. عندما نقرأ المزامير ندرك أنها أدعية وصلوات ومناجاة منسوبة لداود عليه السلام. فمن أين لنا أن الزبور كان أدعية وصلوات ومناجاة؟!
 
الأخ الكريم العليمي،

1. ذِكرُ بكة في أي نص قديم يمكن الاحتجاج به على وجود هذا الاسم بغض النظر عن قيمة هذا النص من الناحية الدينية لأن المسألة هنا تاريخية.

لا أختلف معك فى هذا ، وليس فيما قلته أنا ما يشترط ذكر بكة فى نص دينى فقط ، ومن هنا لا أجد وجها للاعتراض ، ان كان هناك اعتراض أصلا ، وعبارتك يكتنفها بعض الغموض وتحتاج الى توضيح
ثم هل أفهم من كلامك أن بكة قد ورد ذكرها فى نص غير دينى ، وأقدم من نص المزمور 84 من جهة ؟؟
لم توضح لنا هذه النقطة من قبل ، أو أنك تعنى شيئا آخر لم أتبينه بعد , فكما قلت العبارة غير واضحة

2. من أين لنا أن سِفر المزامير المنسوبة لداود عليه السلام هي الزبور؟!
أما هذه فلا
فلا يوجد أدنى شك فى أن الزبور لا يخرج عن نطاق المزامير
هذه مسألة من المسلمات التى لا شك فيها لدى علماء مقارنة الأديان المسلمين ، والأسباب التى دعتهم الى ذلك كثيرة ، لعل فى مقدمتها أنه لا يوجد لداود عليه السلام كتاب آخر ينسب اليه غير تلك المزامير
ومن تلك الأسباب أيضا أن القرآن الكريم أكد لنا ذلك حين أحال آية من القرآن الى الزبور وبالدراسة المقارنة ثبت أن ما أحال القرآن اليه لا يوجد الا فى سفر المزامير مما يؤكد أنه هو المقصود بالزبور ، الا اذا كنت ترى أن القرآن قد أحالنا الى ما لا يمكن التثبت منه والتحقق من وجوده !!
ويبدو أن أخى الكريم لا يقرأ مداخلاتى كلها ، لأننى ذكرت الشواهد على هذا فى احدى مداخلاتى السابقة ، وهذا هو رابطها :

http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=95210&postcount=35

أما كون الزبور كتاب تسابيح وصلوات مثل المزامير فهذا كذلك أمر ثابت بالقرآن نفسه ، وليس فيه أدنى شك أيضا ، ولتقرأ من القرآن ما يدلك على ذلك بأوضح عبارة وأقوى بيان ، قال تعالى :
" وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين " ( الأنبياء - 79 )
والعجيب أن هذه الآية قد وردت فى سورة الأنبياء ، وهى نفس السورة التى نجد فيها الاحالة الى الزبور بقوله تعالى :
" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
وقد رأينا مصداق هذا القول فى سفر المزامير بأقوى بيان كما أوضحت فى المداخلة التى ذكرت لك رابطها منذ قليل ، وهذا بحد ذاته يؤكد بقوة أن الزبور متضمن فى المزامير
وانظر كذلك الى قوله تعالى :
" ولقد آتينا داود منا فضلا ، يا جبال أوبى معه والطير " ( سبأ - 10 )

هذه الآيات تدل على أن ما اشتهر به داود عليه السلام وبرع فيه للغاية هو التسبيح والأدعية والمناجاة ، وأن هذا بالتالى كان مضمون كتابه الزبور ، وهذا أيضا هو نفس مضمون المزامير كما قلت أنت ، وبناءا عليه فلا تستبعد اذن أن تكون هويتهما واحدة
ثم دعنى أقول لك : دعك من مسألة هل المزامير هى الزبور أم لا ، دعك من هذا تماما وانظر الى الأمر نفس نظرتك التاريخية ، تعامل مع المزامير على أنها نصوص تراثية ، وهذا فى حد ذاته يعد كافيا جدا للدلالة على أن لفظة بكة الواردة فيها تعد لفظة قديمة فى التراث العبرى سواء أكان هذا التراث دينيا أم غير دينى
ان الأمر يسير يا أخى ، ولا يتطلب أن نجرى تحريا حول قداسة المزامير من عدمها ، الأمر أهون من هذا بكثير
يكفينا فحسب اثبات أن اسم بكة كان معروفا لبنى اسرائيل قبل ظهور الاسلام بقرون كثيرة ، وعلى أن الحج اليها كان معروفا لديهم ، وهذا هو ما فعلته
ومع هذا ففى المداخلة القادمة ان شاء الله سوف آتيك بنصين لاثنين من علماء الدين المرموقين يؤكدان لك أن سفر المزامير هو نفسه الزبور الذى آتاه الله عز وجل داود عليه السلام

[align=center]( يتبع )[/align]
 
قال فضيلة الشيخ الدكتور عبد الوهاب النجار يرحمه الله ( وكان أستاذا للتاريخ الاسلامى بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف ) فى كتابه المشتهر ( قصص الأنبياء ) ما يلى :
(( ان الله تعالى أعطى داود عليه السلام الزبور كما فى قوله تعالى " وآتينا داود زبورا " وهو عبارة عن قصائد وأناشيد تتضمن تسبيح الله وحمده والثناء عليه والتضرع له وبعض أخبار مستقبلة كما قال تعالى " ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون " أى أنه تضمن الأخبار بشأن النبى الآتى وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كما فى الزبور ( المزمور ) الخامس والأربعين ، والزبور يسمى عند أهل الكتاب : المزامير ، وعددها مائة وخمسون مزمورا ، وليست كلها لداود . . . ))
كان هذا ما قاله أحد العلماء الشرع المشهود لهم بالعلم الغزير والاطلاع الواسع ، وقد ذكرناه على سبيل التمثيل لا الحصر ، والا فما أكثر علماء الشرع الذين قالوا بمثل ما قال

وهذا هو الباحث الاسلامى وعضو هيئة الاعجاز العلمى الأستاذ هشام محمد طلبة يذكر فى كتابه ( محمد رسول الله فى الترجوم والتلمود والتوراة ) فقرة من مزامير داود تقول :
" الذين ينتظرون الرب هم يرثون الأرض . . .الصديقون يرثون الأرض ويسكنونها الى الأبد "
ثم يعلق عليها قائلا :
(( تشير هذه الفقرة بشكل قاطع الى قوله تعالى فى القرآن عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون " )) انظر صفحة 92 من الكتاب المذكور
وهكذا يتأكد لك أن المزامير هى الزبور وبشهادة القرآن نفسه ، وليس بعد كلام الله شهادة

ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب ، بل ان هذا الباحث الفاضل ( الأستاذ هشام ) قد ذكر فى نفس كتابه ذاك كلاما قريبا جدا من طرحى عن اسم بكة ، بل انه يكاد يكون عين هذا الطرح ، حيث قال فى 58 من كتابه سالف الذكر ما يلى :
(( ان التوراة نفسها تذكر ( مكة ) لكن باللفظ الذى ذكر فى القرآن ( بكة ) ، ولعل القرآن اختار هذا اللفظ دون الأول حتى يتذكره أهل الكتاب ، اذ تتكلم التوراة فى المزمور 84 : 5 ، 6 عن فرحة حاج يؤدى مناسك حجه ( هو فى تفسيرهم داود نفسه ) الى بيت الله ، وكيف أن هناك عيون ماء لسقيا الحجيج ، ويذكرنا ذلك ببئر زمزم فى المسجد الحرام ))
ثم يورد الباحث فقرة المزامير التى ذكرناها من قبل والتى نصت على اسم ( وادى بكة ) وينتقد الترجمات العربية التى ترجمته الى ( وادى البكاء ) معللا ذلك بخشية أهل الكتاب المعاصرين من هذا التشابه ، بل هذا التطابق بين هذا الاسم ومدينة الاسلام المقدسة

أعتقد أن هذا يكفى فى الدلالة على ما ذهبت اليه ، والله أحكم وأعلم
 
شكرا لك أخي العليمي
لكن لو تراجع إبدال الباء ميما في الزبور، ففي الحديث:"لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود".
وفقكم الله


الأخت الفاضلة

أشكرك على ملحوظتك المذكورة ، وأضيف الى ما تفضلتى بذكره أن ما ذهبتى اليه قد سبق أن ردده فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب النجار ( من علماء الأزهر الشريف ) حيث قال فى كتابه قصص الأنبياء وهو بصدد الحديث عن قصة اسماعيل عليه السلام ما يلى :

(( ومعلوم أن لفظ ( مكة ) عربى ، والعربية احدى اللغات السامية ، وقد قال جورجى زيدان بك فى كتابه ( العرب قبل الاسلام ) أن لفظ ( بيك ) معناه البيت ، وعزا ذلك الى لغة سامية ، ومعلوم أن اللغة العربية فيها ابدال الباء ميما وبالعكس ، ومن القبائل التى تفعل ذلك قبيلة ( مازن ) فيقولون فى بكر : مكر ، وفى مكان : بكان ، وعندنا فى بلاد الصعيد فى مصر أثر من ذلك الى اليوم ، وفى بلاد العرب كذلك كما نص عليه صديقنا البحاثة الرحالة محمد لبيب البتانونى بك فى رحلته الحجازية ، فمكة هى عين بكة ومعناه البيت وأطلق على ما جاوره توسعا ، وهذه كلمة بعل بك مركبة من كلمتين : بعل ومعناه الاله ، وبك ومعناه البيت ، أى بيت البعل ، اسم المعبد الذى أقيم باسم البعل ووضع به صنمه ، وقد أطلق هذا الاسم على المدينة التى فيها بيت البعل ، كما هو الواقع بمكة حيث أطلق الاسم فيما بعد على البلدة كلها ))

ومن الواضح من هذا الكلام لفضيلة الشيخ أنه يرى أن اسم ( بكة ) كان هو الأصل ، وأن قلب الباء ميما قد حدث بعد ذلك ، وقد عرضت لهذا الطرح بالتفصيل من قبل كما تعلمين ، ولا أجد مانعا من قبول هذا الرأى بالاضافة الى ما ذكرته بعد ذلك ، اذ يمكن التوفيق بين هذين الطرحين بيسر

وختاما أقول دائما : يبقى العلم اليقين عند علام الغيوب جل وعلا
 
عودة
أعلى