[FONT="]منذ أيام اتصلت بي إحدى الباحثات من أعضاء ملتقى أهل التفسير ، وتكلمت معي بخصوص مشاركتي المعنونة : كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار المطبوع بتحقيق الدكتور الضامن ليس لشمس الدين السمرقندي على هذين الرابطين منذ ما يقرب من عام ونصف [ 13/ 5/ 2010 = 30/ 5/ 1431 م ] :[/FONT]
[FONT="]وقبل ذلك ذكر الباحث يحيى ماجد شاحوذ علي ساجر الرفاعي في السي في الخاص به في جامعة الأنبار أن موضوع بحثه التكميلي الأول للماجستير كان بعنوان : مخطوط كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار للسمرقندي " دراسة وشرح وتحقيق. من كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد – تخصص لغة عربية سنة 2005 م. [/FONT]
[FONT="]ومنذ أيام [ 3/ 9/ 2012 ] ذكرت الباحثة فائزة حميدي هنا :[/FONT]
[FONT="]تحقيق كتاب كشف الاسرار في رسم مصاحف الأمصار للشيرازي - ملتقى أهل الحديث[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]أنها [/FONT][FONT="]ا[/FONT][FONT="]نته[/FONT][FONT="]ت[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بعون الله تعالى من تحقيق كتاب كشف الاسرار في رسم مصاحف الأمصار للشيرازي ، و[/FONT][FONT="]أن الكتاب [/FONT][FONT="]سيتم نشره وتوزيعه إن شاء الله[/FONT][FONT="].[/FONT] [FONT="]أسأل الله لها التوفيق والسداد ، وأرجو أن تطلع على هذه المشاركة قبل نشر الكتاب.[/FONT] [FONT="] [/FONT]
[FONT="]فعاودت النظر في الكتاب ونسخه الخطية ، بل في العديد من مصنفات شمس الدين السمرقندي – وقد توفر لدي منها الكثير بفضل الله - ، وكذا في المصادر التي ترجمت له.[/FONT]
[FONT="] فوجدت أن شمس الدين السمرقندي يذكر الكتاب في مقدمة كتابه " المبسوط في بيان القراءات السبع والمضبوط من إضاءات الطبع " ؛ حيث يقول – وهو يتحدث عن أنواع العلوم التي صنف فيها - : (( ... وما يتعلق بالكتابة دون اللفظ غالباً ، وهو : رسم كتابة المصحف على رسم كاتب الوحي زيد بن ثابت وعثمان وعلي – رضي الله عنهم - ، وأنا بَيَّنْتُ رسمهم على طريق الشاطبي في القصيدة الموسومة بـ " الرائية " ، و" كتاب المقنع " لأبي عمرو بياناً واضحاً في ثلاثة كتب : " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار " ، و" إيضاح الخوالف في رسم مصاحف السوالف مجدول " ، و" كتاباً مشجراً مبيناً ".[/FONT] [FONT="] وكتبت على الرسم مصاحف بالصنائع اللطيفة الغريبة ؛ ترغيباً للطالبين. [/FONT]
[FONT="]وصنائعها :[/FONT]
[FONT="] داخلة كتابة القرآن : ما روعي في أوائل السطور من أسماء الله والتسبيحات والتهليلات والتحميدات وأسماء النبي – [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="]- ، والخطاب إليه وغير ذلك مائة صنعة ... وجميع ذلك مكتوب مجدول في كتاب " التبيان في تزيين كتابة القرآن " )).[/FONT] [FONT="] ثم يأتي النص القاطع بصحة نسبة كتاب " كشف الأسرار " لشمس الدين السمرقندي ؛ حيث يقول في كتابه التبيان في تزيين كتابة القرآن : (( فصل : وحذفت الألف في التثنية ؛ نحو : رجلن وامرأتن وأضلنا ، ما لم يقع طرفاً ، وكذا حذفت من جمع السالم الكثير الدور ؛ نحو : العلمين ، الصبرين ، الظالمون ، والمؤنث نحو : المسلمت ، المؤمنت ، إلا إذا كان بعد الألف همزة أو مشدد ؛ نحو : القائمين ، الضالين ، وحذفت الألف أيضاً في مواضع كثيرة يطول شرحها. وقد كتبناها في كتاب " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار " )).[/FONT] [FONT="]وفي المقابل يقول في كتابه " كشف الأسرار " : (( فصل : وحذفت الألف في التثنية المرفوعة ؛ نحو : امرأتن ورجلن وساحرن ويحكمن ويقتلن وأضلنا وشبهه ، ما لم يقع طرفاً ، وكذا حذفت من جمع السالم الكثير الدور في المذكر والمؤنث ؛ نحو : العلمين ، الصبرين ، الصدقين ... والمؤنث نحو : المسلمت ، المؤمنت ... إلا إذا كان بعد الألف همزة أو حرف مشدد ؛ نحو : القائمين ، الصائمين ، الخائنين ، الضالين ، الظانين ... )).[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT] [FONT="] كما أحال إليه في كتابه الذي صنفه باللغة الفارسية : " عين الترتيل في بيان حروف التنزيل " ، وهو شرح على منظومته بالفارسية أيضاً : " كفاية المتعلم في تصحيح حروف المتكلم " في بيان أن الهمزة ليست لها صورة واحدة ، بل تكتب واواً وياء وألفاً.[/FONT] الذريعة إلى تصانيف الشيعة 18/ 18 ، 23/ 95 ، وذيل كشف الظنون لآغا بزرك صـ 80. [FONT="]
[/FONT]
[FONT="] أخيراً .. انفردت نسخة قبرص بزيادة لم أقف عليها في سائر النسخ التي وقفت عليها ؛ حيث ورد فيها ما يلي : [/FONT] [FONT="](( الحمد الذي كرم بني آدم بأشرف عطائه ، وهو كلام الله المنزل من السماء ... وبعد : [/FONT] [FONT="]فلما فضلني الله على كثير من عباده بحفظ كتابه المجيد .... [/FONT][FONT="]ولما كان أخي من أمي وأبي – رحمهما الله - ، وهو أحمد بن محمد بن محمود الحافظ السمرقندي ... يريد أن يكتب المصحف الكريم على رسم الإمام ، حثني على ذلك حتى كتبت ما كان في خاطري[/FONT][FONT="] ، وجعلته خمسة وعشرين باباً ، وسميته بـ : " كشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار " ... )).[/FONT] [FONT="] نستخلص من ذلك : أن خطأ ما توارد عليه جل نساخ نسخ كتاب كشف الأسرار ؛ حيث اختلط عليهم شمس الدين السمرقندي بأبي الخطاب الشيرازي ، فأوردوا اسم المؤلف هكذا : [/FONT] [FONT="](( أبو الخطاب محمد بن محمود بن محمود الشيرازي مولداً ، الشافعي مذهباً ، المقرئ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]برباط قطب الأولياء والأقطاب ، الهادي إلى طريق الحق والصواب أبي عبد الله محمد بن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الخفيف [/FONT][FONT="]– [/FONT][FONT="]قدِّس اللهم روحه [/FONT][FONT="]-[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]... )).[/FONT] [FONT="] والصواب : (( شمس الدين محمد بن محمود بن محمد السمرقندي الأصل ، الهمذاني المولد ، البغدادي الإقامة ، الحنفي [/FONT][FONT="]مذهباً [/FONT][FONT="]...[/FONT][FONT="] )).[/FONT] [FONT="]والله أعلم.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]وبالرغم من أن ثلاثة من كتب شمس الدين السمرقندي قد حظيت باهتمام الدارسين ، وهي : جمع نجوم البيان في الوقوف وماءات القرآن ، وروح المريد في شرح العقد الفريد ، وكشف الأسرار في رسم مصاحف الأمصار فإن شمس الدين السمرقندي صاحب المصنفات العديدة في القراءات والتجويد وعد الآي والوقف والابتداء وماءات القرآن ورسم المصحف والتفسير والفقه والعقيدة لم ينل حقه الكافي من الترجمة.[/FONT] [FONT="] رحم الله شمس الدين السمرقندي ؛ حيث يقول : [/FONT][FONT="](( لما رأيت الناس قد أعرضوا عن كتاب الله تعالى والأحاديث النبوية والسنن المصطفوية – [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] - ... واشتغلوا بكتب الأوائل ، وبما لا يحتاج إليه ... واشتغل بعضهم بالصنائع الدنيوية ، والحرف الدنية ... [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][ فإني بعد توفيق الله لحفظ قراءة القرآن ، ومعرفة ما فيه من الأحكام والتبيان ، والناسخات والمنسوخات ، وسبب نزول الآيات البينات ، تعلقت بكتابته ، وحكم رسم آياته ، واختلاف القراءات من السبع المبينات المنصوص عليهم في الحديث المشهور ... وقد رأيت أن الناس يرغبون في الأسهل ، ومنهم من يبالغ في الأهم ، فأردت أن أكتب مصحفاً أجعل فيه القراءات والصناعات ، حتى ترى أهل كل فن وصنعة يبرزون فيه ويتفردون ، ويبالغون في أحكامه ويتفاخرون ، وكل حزب بما لديهم فرحون ]. [/FONT] [FONT="] ولما كان فن آباي الأنجاد ، وأسلافي وأجدادي الأمجاد تلاوة القرآن بالترتيل ، واستنباط معاني التنزيل ، أوجب ذلك علي أن أتحلى بحليتهم ، وأتزين بزينتهم ... وأيضاً فإني رأيت في عنفوان شبابي مصحفاً مكتوباً في بلدة ( بخارى ) - حماها الله من الآفات إلى يوم الدين - ، وكانت مملؤة من العلماء المتقنين ، والفقهاء المتفننين ، وفي ذلك من الصنائع ما يبلغ نحواً من ثلاثين صنعة ؛ بعضها في أوائل السطور ، وبعضها في أواخرها ، فأعجبني ذلك الأسلوب ، لكنه غير متناسب الوصف ، فإنه كان في بعض المواضع مجموعاً غاية الجمع ، وفي بعضها مفرقاً غاية التفريق ، والمناسبة أمر مطلوب ، والهمة العالية لا ترضى باليسير ، فانتهجت ذلك النهج ، واستخرجت من الصنائع العجائب والغرائب ما يبلغ ألوفاً ، تعد بعد ، مع تساوي الصفحات وارتسامها ، وتناسب السطور وانتظامها ، وكتبت على ذلك مصاحف ، وزدت في كل مصحف منها من لطائف الصنائع والقواعد قريب ألف صنعة ، حتى بلغ إلى هذا الذي أبينه – إن شاء الله تعالى - ، فتهيأ لهذا العبد الضعيف ما لم يتهيأ لغيره في كتابة المصحف من زمان النبي – [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] – إلى يومنا هذا ... )).[/FONT] [FONT="] ثم يقول : (( فرحم الله امرءاً عرف جدي واجتهادي ، وابتهج بقصدي واقتصادي ، وأمعن النظر فيما يراه مخالفاً لما عنده ، فإن هذا المصحف لم يكتب إلا عن إمعان وتحقيق واحتياط وتدقيق على نهج رسم المصحف ، واقتفاؤه سنة ومخالفته بدعة ، فمن استعجل بالتخطئة هو المخطئ ، ومن تأنَّى أصاب المَحَزَّ ، ومن أساء الظن بنفسه سلم من تخطئة المصيب ، ومن تجرَّأ بغير علم ألقى بيده إلى التهلكة ، ومع هذا فإن الإنسان لا يخلو من السهو والنسيان ... )). [/FONT]
أفدتنا كثيراً أحسن الله إليك ولا حرمك الله أجر ما أزلت عنا هذه الغمة ،
هكذا يكون التحقيق العلمي بالتجرد من الأهواء والآراء ، فأنتم ومن سار على منهجكم قدوة في بيان الحق وتوضيح ما أشكل على طلبة العلم .
فجزاك الله خيراً أختي الفاضلة.
وأقول : يدرك الأثر السلبي لما ورد في مقدمة كشف الأسرار كل من يقف على ترجمة شمس الدين السمرقندي عند الدكتور محمد مصطفى السيد في دراسته لكتابه نجوم البيان ، واضطرابه الواضح في كنيته ومكان ولادته ومذهبه الفقهي .. وغير ذلك ، وإني لأرجوه أن يراجع ما كتبه عن حياة المؤلف - خاصة - قبل أن يدفع الكتاب للطبع ؛ فإن بها أوهاماً كثيرة لا تصح ولا تليق.