للدكتور غانم وللمهرة فى القراءات

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع عائشة
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

عائشة

New member
إنضم
19/01/2006
المشاركات
38
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
يقول الامام الشاطبى:-
فإن ينفصل فالقصر بادره طالباً ...........بخلفهما يرويك دراً ومخضلا .
ومما جاء فى شرح هذا النظم أن لقالون القصر والتوسط فى المد المنفصل كما شرحه تلميذه السخاوى فى هذا النظم .
ومن المعلوم أننا إذا قرأنا لقالون بالقصر فلا يترتب عليه اعتبارات اخرى فى التلاوة.
ولكن هل علينا إذا قرأنا بالتوسط لقالون فى المنفصل فعلينا أن نأخذ ببعض الاعتبارات كما هو معلوم لحفص إذا قرأنا له بالقصر أم أننا نقرأ بالتوسط لقالون هكذا دون تقييد؟
 
التعديل الأخير:
أختي الكريمة"عائشة" حفظك الله وأسعدك :
الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بجزئية متعلقة بعلم القراءات وهي ماتسمى ب " التحريرات " وفيها كلام طويل عريض ونوقشت فيه عدة قضايا في هذا الملتقى المبارك .
لكن باختصار وجواباً لقولك :
"فعلينا أن نأخذ ببعض الاعتبارات كما هو معلوم لحفص إذا قرأنا له بالقصر أم أننا نقرأ بالتوسط لقالون هكذا دون تقييد؟
أقول :
من يلتزم بالشاطبية فقط دون الرجوع إلى التحريرات فلا شي عليه إلا الالتزام بها ، أما من يلتزم بالتحريرات ومناهجها واختلافاتها فكان الله في عونه في الالتزام بكل وجه وما يترتب عليه وما يمتنع عليه .
وأحسن من هذا كله أقول لك الطريقة المثلى والأسلم :
اقرئي والتزمي بما ألزمك به شيخك الذي تقرئين عليه ؛ فالقراءة بالتلقي وليس عن طريق الكتب .
والأخوة المشايخ قد يثرون الموضوع والإجابة .
وفقك الله .
 
والسلام عليكم
هل تقصدين مسألة المنفصل مع ميم الجمع لقالون ؟؟ أم ماذا تقصدين ؟؟
والسلام عليكم
 
نحن نقرأ لقالون من طريق ابى نشيط وهى تقريبا ً نفس منهج الشاطبية وان كانت فيه اختلاف فى بعض المسائل ولكن أقول لو اردنا ان نأخذ بالوجه الاخر وهو توسط المنفصل فماذا علينا ان نفعل
لا ليس القراءة هنا مع ميم الجمع وان كانت المسالة تحتاج الى القراءة بميم الجمع بالوجه الآخر وهذا سؤال آخر اثار فضولى الان هل اذا قرأنا بتوسط المنفصل فيجب علينا ان ناتى بميم الجمع على اوجهها الاخرى
 
الأخت عائشة

الأخت عائشة

أولا أعتذر للانقطاع عن هذا الموقع ذو المواضيع المفيدة جدا لضيق الوقت :

أحببت أن أذكر هنا تحريرات قالون باختصار سواء من طريق الطيبة والشاطبية جزء منها :
والشكر للأستاذ د.الجنكي على إفادته
وأحب أن أضيف أنه لا يجب الالتزام بالتحريرات إلا في جلسات أداء الروايات والطرق لأنها علم خاص يقوم على أمانة النقل وعدم التخليط بين الكتب لكن في قراءة التعبد لا إشكال بعدم الالتزام بالتحريرات فكل ما قرئ ثابت إلى الرواي عن القارئ .

قالون : طريقاه المشهوران اللذان أخذهما ابن الجزري :
أبو نشيط ، الحلواني
أبو نشيط عنه طريقان : ابن بويان ، القزاز ...وهما أخذا عن أبي بكر الأشعث وهو عن أبي نشيط .
الحلواني عنه طريقان : ابن أبي مهران ، جعفر ابن محمد وهما أخذا عنه .
وطريق صاحب الحرز هو : أبي نشيط من طريقيه .
ثم تتبع ابن الجزري كل الطرق من الكتب التي بين يديه إلى هذه الطرق الأربعة عن قالون وكذلك الطرق الأربعة لكل قارئ – حيث أخذ ابن الجزري أربعة طرق فرعية إلى كل قارئ .
بينما الشاطبي في حرزه تناول فقط الطريق المذكور عنه من كتاب التيسير إضافة أحيانا إلى بعض الأحكام ضمن هذه الطريق تلقاها عن شيوخه ، لكن هذا قليل جدا .

قصر ـــ عدم صلة الميم ـــ غنة النون عند اللام والراء .........زيادة على الشاطبية
ـــ بلا غنة
قصر ـــ صلة ميم ـــــ غنة ........ممنوعة ( لاتجتمع عنده الغنة
والصلة )
ـــــ عدم غنة

توسط ــ عدم صلة ـــــ غنة ..........زيادة
ـــــ بلا غنة
توسط ــ صلة ميم ـــــ غنة......... ممنوعة
ـــــ عدم غنة
وبالتالي الزيادات ( الإجمالية ) على الشاطبية له هي :
قصر ــــ عدم صلة ـــ غنة
توسط ــــ عدم صلة ـــ غنة
 
أخي أيمن العبد حفظك الله :
1- الحمد لله على سلامتك وعودتك الميمونة لهذا الملتقى المبارك .
2- شكراً لك على الشكر .
3 قولك حفظك الله :
"وطريق صاحب الحرز هو : أبي نشيط من طريقيه"
نكتة بديعة جداً ومهمة وهي انك قلت "صاحب الحرز " يعني الشاطبي وهذا لا إشكال فيه ولا عليه ، لكن لو كان التعبير ب "طريق الشاطبية" لكان الأمر مختلفاً بل وغير صواب ؛ لأن الشاطبية كما ذكرتم ليس فيها إلا طريق ابن بويان أما القزاز فليس من طرقها باعتبار أن طرق الشاطبية هي طرق التيسير ،أما من يعتبر الشاطبية كتاباً مفرداً فممكن عنده ذلك لكنه ليس مما اصطلح عليه . .
لذا أحببت التنويه على أهمية المحافظة على المصطلحات العلمية والانتباه منها خاصة الدقيقة منها .
وفقكم الله .
 
أستاذي الجنكي

أستاذي الجنكي

شكرا لك على ترحيبك وتنويهك لكن أظن أن طريق صاحب الحرز هو من طريقي أبي نشيط وليس أبو بويان فقط لأن الشاطبي قرأها على شيخه النفزي كما ذكر ابن الجزري في النشر برغم أنها ليست من طريق صاحب التيسير ، - الله أعلم - ولا أجزم ، لكن أظن أن الشاطبي اعتمدها عندما نظم الحرز برغم أن المشهور والمعروف طريق أبو بويان فقط والله أعلم بالصواب .
 
نعم أخي أيمن العبد .
كلامك صحيح باعتبار " الشاطبي " أما باعتبار " الشاطبية " فليس إلا طريق ابن بويان .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم


طريق القزاز من طرق الشاطبية ، قال ابن الجزري في النشر عنذ ذكر سند رواية قالون من طريق أبي نشيط : "ومن طريق القزاز طريقان الأولى طريق صالح بن إدريس عنه ثمان طرق.الأولى: طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك ين شفيع على عبد الله بن هل على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي. الثانية طريق طاهر بن غلبون من كتابه التذكرة. الثالثة طيق ابن سفيان من ثلاث طرق......"

والعلم عند الله تعالى
 
أخي الكريم :محمد يحي شريف :
لو اعتبرنا أن كل طرق " الشاطبي " هي طرق " الشاطبية" - وهذا ما أميل إليه شخصياً - لما كان هناك شيء اسمه "تحريرات" .
آمل التكرم بالوقوف عند تعبير ابن الجزري رحمه الله :
أحيان يقول :طريق الشاطبي كما هنا .
وأحيانا يقول :"الشاطبية " وما ذاك - والله أعلم إلا للفرق بين الاثنين .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

مسألة اجتماع المنفصل وميم الجمع و { التوراة } لقالون من طريق الشاطبية :

اعلم حفظك الله أنّه ورد عن قالون من طريق الشاطبية والتيسير الإسكان والصلة في ميم الجمع ، والقصر والتوسّط في المنفصل ، والفتح والتقليل في راء { توراة } وعلى هذا الأساس فيكون عدد الأوجه ثمانية ولا يمنع منها شيء عملاً بظاهر التيسير والشاطبية والنشر.
فأمّا ميم الجمع فقد قال أبوعمرو الداني في كتابه التيسير : ابن كثير وقالون بخلاف عنه يضمّان الميم التي للجمع ويصلانها بواو مع الهمزة وغيرها نحو ( عليهمو ءانذرتهموا أم لم تنذرهمو ).
وقال الشاطبيّ عليه رحمة الله تعالى : وصل ضمّ ميم الحمع قبل محرّك ...........دراكاً وقالون بتخييره جلى
وقال ابن الجزري في النشر " ونصّ على الخلاف صاحب التيسير من طريق أبي نشيط وأطلق التخيير له في الشاطبية وكذا جمهور الأئمّة العراقيين من الطريقين " النشر 1/273.

وأمّا مد المنفصل فقال الداني في التيسير : "وقالون من طريق أبي نشيط بخلاف عنه " - أي بالقصر على خلاف عنه -
وقال الشاطبيّ : فإن ينفصل فالقصر بادره طالباً.....بخلفهما يرويك دَراً ومخضلا

وأمّا التقليل في راء { توراة } فقال الداني في التيسير :" قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي {التوراة } باللإمالة في جميع القرءان ونافع وحمزة بين اللفظين والباقون بالفتح وقد قرأت لقالون بذلك.
وقال الشاطبيّ رحمه الله تعالى :
وإضجاعك التوراة ما رُدَّ حسنه......وقلّل في جود وبالخلف بلّلا

قد اختلف المحررون عند اجتماع ميم الجمع ومدّ المنفصل وراء { توراة } لقالون من طريق الشاطبية إلى مذهبين :

المذهب الأوّل وهو إثبات جميع الأوجه الثمانية ولا يمنع منها شيء وهو أكثر المحققين.

المذهب الثاني وهو إثبات خمسة أوجه فقط من طريق الشاطبية وهي : الأوّل : الفتح مع القصر والصلة ، الثاني : فتحها مع المدّ والسكون ، الثالث : التقليل مع القصر والسكون ، الرابع والخامس التقليل مع المدّ مع السكون والصلة. وهو مذهب صاحب إتحاف البرية وحلّ المشكلات والبدور الزاهرة وغيرهم وهو مذهب مشايخ الشام الآن وبه كان يُقرئ الشيخ أبو الحسن الكردي كما أخبرني حفظه الله تعالى.

قد يتسائل البعض ما هو سبب الخلاف مع أنّ الأوجه الثمانية ثابتة في التيسير والشاطبية.
.الجواب : عندما نرجع إلى النشر نجد أنّ الداني قرأ على أبي الحسن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة من طريق أبي نشيط بالسكون في ميم الجمع بينما قرأ بالصلة على أبي الفتح فارس بن أحمد من الطريقين أي من طريق أبي نشيط والحلواني. وقد تأكدتّ من ذلك عند رجوعي إلى جامع البيان للداني حيث قال : " وبالإسكان قرأت على أبي الحسن بن غلبون عن قراءته في رواية أبي نشيط عن قالون "ص158. وقال : " وقرأت أنا للثلاثة - ويبدو أنّهم أبو نشيط والحلواني وأبو مهران - من جميع طرقهم على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه بضمّ الميم ووصلها بواو وعن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه بالإسكان". قال في النشر : " وبه - أي بوجه الصلة - قرأ الداني على أبي الفتح من الطريقين عن قراءته على عبد الباقي وعن قراءته على عبد الله بن الحسين من طريق الجمال عن الحلواني " النشر 1/273.
وأمّا ما يتعلّق بمدّ المنفصل فقد قرأ الداني بقصر المنفصل على أبي الفتح فارس بن أحمد انظر النشر 1/321. وقرأ على أبي الحسن طاهر ابن غلبون بالمدّ انظر النشر 1/322. قال ابن غلبون في التذكرة : " وقرأ الباقون وقالون من طريق أبي نشيط وأبو عمرو في رواية الدوري بمدّ حروف المدّ واللين هذه في هذين الضربين - أي المنفصل والمتصل - مداً واحداً مشبعاً ، غير أنهم يتفاضلون في المدّ " التذكرة 1/107 تحقيق صاحب الفضيلة أيمن سويد.

وأمّا ما يتعلّق براء لفظ { التوراة } فقد قرأ الداني على أبي الحسن طاهر ابن غلبون بالتقليل وعلى ابي الفتح فارس بالفتح. انظر النشر ص2/61. قال ابن غلبون في التذكرة : " فأمالها النحويان وابن ذكوان ، وقرأ حمزة ورجال نافع سوى المسيّبي بين اللفظين وفتحها الباقون " التذكرة 1/210.

وعلى ما سبق فتكون قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون بإسكان ميم الجمع مع مدّ المنفصل والتقليل في { التوراة } وأمّا قراءته على أبي الفتح فارس بن أحمد فهي بصلة ميم الجمع مع قصر المنفصل والفتح في { التوراة }.

وما ذكرناه يعدّ وجهان عن قالون. السؤال من أين جاءت بقية الأوجه ؟ الجواب هناك طرق أخرى سنعرّفك عليها إن شاء الله تعالى ولا يتأتّى ذلك إلاّّ بذكر أصول وطرق الشاطبية المتعلّقة برواية قالون :

قال ابن الجزري في كتابه النشر : "رواية قالون طريق أبي نشيط عن قالون من طريق ابن بويان من سبع طرق (الأولى) إبراهيم بن عمر عنه من طريق الشاطبية والتيسير. فمن التيسير قال الداني قرأت القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقري الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري وقال قرأت على إبراهيم بن عمر المقري.
ومن الشاطبية قرأ بها الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلام الفرس وقرأ بها على أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البياز وقرؤا بها على الداني وقرأ بها الشاطبي أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرأ بها على أبي داود على الداني بسنده. طريق الحسن بن محمد بن الحباب وهي (الثانية) عن ابن بويان من طريقي الهداية والكافي قال كل من ابن شريح والمهدوي قرأت بها على أبي الحسن أحمد بن محمد المقري القنطري بمكة في المسجد الحرام وقرأ على أبي الحسن بن محمد بن الحباب البزاز البغدادي المقري.

ثمّ قال : "ومن طريق القزاز طريقان الأولى طريق صالح بن إدريس عنه ثمان طرق.الأولى: طريق ابن غصن قرأ بها الشاطبي على النفزي على ابن غلام الفرس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك ين شفيع على عبد الله بن هل على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي. الثانية طريق طاهر بن غلبون من كتابه التذكرة. الثالثة طيق ابن سفيان من ثلاث طرق من كتابه الهادي ومن كتاب الهداية قرأ بهاالمهدوي على علي بن سفيان ومن كتاب تلخيص العبارات قرأ بها ابن بليمة على شيوخه عثمان بن بلال وغيره عنه. الرابعة طريق مكي من كتابه التبصرة. الخامسة طريق ابن أبي الربيع من كتاب الإعلان قرأ بها الصفراوي على اليسع بن حزم على القصيبي على أبي عمران اللخمي على أبي عمر أحمد أبي الربيع الأندلسي. السادسة طريق ابن نفيس من كتاب التجريد قرأ بها ابن الفحام على أبي العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المصري. السابعة طريق الطلمنكي من كتابه الروضة. الثامنة طريق ابن هاشم من كتابه الكامل قرأ بها الهذلي على أبي العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري وقرأ بها ابن غصن وطاهر وابن سفيان ومكي وابن أبي الربيع وابن نفيس الطلمنكي وابن هاشم ثمانيتهم على الإمام أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غليون بن المبارك الحلبي وقرأ على أبي سهل صالح بن إدريس بن صالح بن شعيب البغدادي الوراق نزيل دمشق."

ثمّ قال "وقرأ هو - أي أبي الحسن علي ابن عمر بن أحمد بن مهدي الدار قطني - وصالح بن إدريس على أبي الحسن علي ابن سعيد ابن الحسن بن ذؤابة البغدادي القزاز (فهذه) إحدى عشر طريقا عن القزاز وقرأ القزاز وابن بويان على القاضي أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث بن حسان العنزي البغدادي المعروف بأبي حسان وقرأ على أبي جعفر محمد بن هارون الربعي البغدادي المعروف بأبي نشيط (فهذه) أربع وثلاثون طريقاً لأبي نشيط."

أقول : من خلال ما ذكره ابن الجزري في كتابه النشر يمكنّ أن نوضّح ما يلي :

أوّلاً : كتاب الهداية للمهدوي والكافي لابن شريح من أصول الشاطبية في رواية قالون لاتصال سندهما بأبي الحسن بن محمد بن الحباب البزاز البغدادي المقري وهو الذي يمرّ عليه سند الشاطبي والداني عليهما رحمة الله تعالى كما مرّ من كلام ابن الجزريّ في الفقرة الأولى.

ثانياً : كتاب التذكرة لابن غلبون ، والهادي والهداية كلاهما للمهدوي ، وتلخيص العبارات لابن بلّيمة والتبصرة لمكي القيسي وكتاب الإعلان للصفراوي وكتاب التجريد لابن الفحّام ، وكتاب الروضة للظلمنكي والكامل للهذلي. وهؤلاء جميعاً يتصل سندهم بالإمام أبي الطيّب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي وهو والد طاهر ابن غلبون شيخ الداني وقرأ أبو الطيّب عبد المنعم على أبي سهل صالح بن إدريس بن صالح بن شعيب البغدادي الوراق نزيل دمشق وهو قرأ على أبي الحسن علي ابن سعيد ابن الحسن بن ذؤابة البغدادي القزاز وقرأ القزاز وابن بويان على القاضي أبي بكر أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث بن حسان العنزي البغدادي المعروف بأبي حسان وقرأ على أبي جعفر محمد بن هارون الربعي البغدادي المعروف بأبي نشيط وهو قرأ على قالون.

وعلى ما سبق يتضح أنّ الكتب المذكورة أعلاه تلتقي بسند الإمام الشاطبيّ من طريق القزاز من جهة ، وتلتقي أيضاً بأبي الطيّب عند المنعم والد طاهر ابن غلبون شيخ الداني من جهة أخرى. قال العلامة المنصوري رحمه الله تعالى " ولأنّ الشاطبيّ كما أخذ رواية قالون من طريق ابن بويان عن شيخه محمد بن علي بن أبي العاص النفزي ، وعليّ بن محمد بن هذيل ، بسندهما إلى الداني ، أخذها أيضاً من طريق القزاز ، على أبي نشيط قرأ بها على النفزي على عبد الله بن سهل على ابن عصن ، على عبد المنعم ، على صالح بن إدريس على القزاز ، وشارك الشاطبيّ في هذا الطريق ابن بليمة ومكي وغيرهما وابن بليمة ومكي لهما المدّ والصلة " انتهى كلامه رحمه الله تعالى من كتاب إرشاد الطلبة ص12


وبعد هذا التوضيح سنحاول أثباب مذاهب هذه الكتب في ما يتعلّق بمدّ المنفصل وميم الجمع و{ التوراة } لقالون من الطرق المذكورة :

- كتاب تلخيص العبارات لابن بليمة : إسكان والصلة جميعاً في ميم الجمع ، قال ابن الجزري : " وأطلق الوجهين عن قالون ابن بليمة صاحب التلخيص من الطريقين " النشر 1/273. قال صاحب التلخيص " ...وقرأ قالون إذا سكن الميمان –أي بالصلة - ، والباقون إسكان هذه الميم " التلخيص ص10. وأمّا ما ذكره ابن الجزري من إطلاق الوجهين فلم أجده في تلخيص العبارات والعلم عند الله. أمّا المدّ المنفصل فبالمدّ قرأ صاحب التلخيص لقالون من طريق أبي نشيط كما في النشر وتلخيص العبارات. وأمّا { التوراة } فقرأ صاحب التلخيص بالتقليل. قال ابن بلّيمة :"..وقرأ نافع وحمزة بين اللفظين " التلخيص ص27. وهو ظاهر كلام النشر. فيظهر مّما سبق أنّ الأوجه لقالون من طريق أبي نشيط من كتاب تلخيص العبارات هي كالتالي :
أوّلاً : الصلة مم المدّ والتقليل
ثانيا : الإسكان مع المدّ والتقليل إذا أخذنا بظاهر كلام النشر. واعتمده المتولي في روض النضير انظر الروض ص330.

- كتاب الكافي : قرأ بن شريح بإسكان ميم الجمع كما هو واضح في الكافي وقال في النشر : " فقطع له بالإسكان صاحب الكافي " النشر 1/273. أما المنفصل فقد قرأ بالقصر والمدّ جميعاً . قال بن شريح : " فابن كثير وأبوشعيب يمكنان حرف المد واللين ولا يمدانه ، والباقون يمدونه على ما تتبنا من طباعهم ، وأعْلمك أنّي قرأت لقالون والدوري عن اليزيدي كابن كثير وأبي شعيب " الكافي ص40. وأمّا { التوراة } فقد قرأها بالتقليل. قال ابن شريح : " أمال أبوعمرو وابن ذكوان والكسائي { التوراة } حيث وقعت وقرأها نافع وحمزة بين اللفظين ، وفتحها الباقون" الكافي ص91. وعلى ما سبق فإن الأوجه من كتاب الكافي هي :
أوّلا : الإسكان مع قصر والتقليل.
ثانياً : الإسكان مع المد والتقليل.

- كتاب الهداية :قرأ المهدوي ميم الجمع بالإسكان. قال بن الجزري : " وكذا قطع في الهداية من طريق أبي نشيط - أي بالإسكان - "النشر 1/273. وقرأ بمدّ المنفصل. انظر إرشاد الطلبة للمنصوري ص14. ورسالة الشيخ سلطان مزاحي ص40. وروض النضير ص 362. وقرأ بالتقليل في { التوراة } كما قال ابن الجزري : " وأما قالون فروى عنه الإمالة بين اللفظين المغاربة قاطبة " النشر 1/61. والمهدوي من بلاد المغرب. وانظر إلى كتاب أرشاد الطلبة ورسالة الشيخ سلطان. وعلى ما سبق فإن الأوجه من كتاب الهداية هي : الإسكان مع المدّ والتقليل.

- كتاب التجريد : قرأ بن الفحّام بمدّ المنفصل كما في التجريد ص137. وبالفتح في { التوراة } كما في التجريد والنشر 2/61. وله الإسكان في ميم الجمع كما صرّح ذلك ابن الجزري في النشر حيث روى صاحب التجريد الإسكان على ابن النفيس من طريق أبي نشيط انظر النشر 1/273 وروض النضير ص362. وعلى ما سبق فإن الأوجه من كتاب التجريد هي : الإسكان مع المد والفتح.

- كتاب التبصرة : اختار مكي القيسي الإسكان في ميم الجمع لأبي نشيط حيث قال : " والاختيار عند القراء ضم الميمات كلها للحلواني ، وإسكانها كلها لأبي نشيط " التبصرة ص62. قال ابن الجزري : " وهو الاختيار له في التبصرة ". وقرأ بالمدّ في المنفصل حيث قال في التبصرة "وقرأ أبو نشيط عن قالون وأبي عمرو في رواية العراقيين عنه بالمدّ مداً كتمكّناً " التبصرة ص70. انظر النشر 1/322 وروض النضير ص362. وقرأ بالتقليل في{التوراة }. قال في التبصرة "وقرأ حمزة ونافع بين اللفظين " ص176. انظر النشر 2/60. وعلى ما سبق فإن الأوجه من كتاب التبصرة هي : الإسكان مع المد والتقليل. وله كذللك الصلة إلاّ أنّه اختار الإسكان وقدّمه.

- كتاب التذكرة وهو قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون وقد سبق ذكره في البداية

- كتاب الإعلان : لم يذكر المحررون شيء من مذهب الصفراوي لأنّ مذهبه في ميم الجمع مجهول عندهم. قال المتولّي في روض النضير : " وأمّا الإعلان والمجتبى وسبعة ابن مجاهد وإن كانوا من طريق الطيّبة فلم نذكر عنهم شيئاً لأنّ مذهبهم في ميم الجمع مجهول عندنا " الروض النضير ص330.

- كتاب الكامل : قرأ الهذلي بإسكان ميم الجمع من طريق أبي نشيط. قال بن الجزري : " وبه - أي بالإسكان قرأ الهذلي من طريق أبي نشيط " النشر 1/273. وقرأ بالمدّ على ما يظهر في النشر أنظر 1/322. وروى الفتح في { التوراة } انظر إرشاد الطلبة ورسالة الشيخ سلطان مزاحي. وعلى ما سبق فإن الأوجه من كتاب الكامل هي : الإسكان مع المد والفتح.

- كتاب الروضة للظلمنكي : فلم يعتمده الأزميري وكذا المتولّي في تحريراتهما.


وعلى ما تقدّم نخلص إلى ما يلي :

- قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون بالإسكان مع مدّ والتقليل
- قراءته على أبي الفتح فارس بالصلة والقصر مع الفتح .
- تلخيص العبارات بالصلة والمدّ والتقليل وكذلك الإسكان مع المدّ والتقليل
- الكافي : الإسكان مع قصر والتقليل وكذلك الإسكان مع المدّ والتقليل.
- الهداية : الإسكان مه المدّ والتقليل.
- التجريد : الإسكان مع المدّ والفتح
- التبصرة : الإسكان مع المدّ والتقليل. وله الصلة أيضاً
- الكامل : الإسكان مع المدّ والفتح

إذن :
فالإسكان مع المدّ والتقليل هي قراءة الداني على أبي الحسن وأحد الوجهين لابن بليمة في التلخيص وابن شريح في الكافي
والإسكان مع القصر والتقليل من الكافي
والإسكان مع المدّ والفتح من الكامل والتجريد
والصلة والقصر مع الفتح هي قراءة الداني على أبي الفتح.
والصلة مع المدّ والتقليل من طريق الوجه الثاني التلخيص لابن بليمة وصاحب التبصرة.

وهذه النتيجة التي توصلنا إليها هي نفسها الأوجه الخمسة التي حررها أصحاب المذهب الثاني. وهذا ما يبيّن أنّ المذهب الثاني لم يأخذوا برأيهم في المسألة بل كان لهم مستند معتبر وهو الذي بيّناه وأثبتناه.

والراجح في المسألة والعلم عند الله هو ما ذهب إليه أكثر المحققين وهو الأخذ بجميع الأوجه الثمانية لعدّة أسباب :

أوّلاً : ثبوت جميع الأوجه في الشاطبية والتيسير بحلاف ما إذا كان الوجه ثابتاً في الشاطبية دون التيسير كقصر البدل وطوله لورش إذ يلزم من ذلك التحرير والتحقيق في المسألة.

ثانياً : إذا قرأ الداني على أبي الفتح بالصلة والقصر مثلاً هذا لا يعني أنّه لم يقرأ عليه غيرهما إذ الحصر يحتاج إلى دليل. وهذا ما استدلّ به المنصوري في كتابه إرشاد الطلبة.

ثالثاً : جرى عمل أكثر المحققين على الأخذ بالأوجه الثمانية لا سيما أولائك الذين يطلق عليهم بالمتشددين في التحريرات كالأزميري والمتولّي عليهما رحمة الله تعالى.

رابعاً : هناك بعض مصادر الشاطبية التي مذاهبها مجهولة في هذه المسألة ككتاب الإعلان والروضة للظلمنكي ولم يتعرّض لها المحررون. فيحتمل أن يكون فيها ما ليس موجوداً في الأوجه الخمسة.

سادساً : أكثر المشايخ قد تلقوا رواية قالون من طريق الشاطبية بالأوجه الثمانية وبذلك قرأت.

وهذه الأوجه الثمانية تجري مع جميع ما ورد الخلاف فيه لقالون من طريق الشاطبية كالإدخال وعدمه في { أؤشهدوا } ، والإبدال والتحقيق في { لأهب } ، والإدغام والإظهار في { اركب معنا } و { يلهث ذلك } وغير ذلك. والعلم عند الله تعالى.

وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

محمد يحيى شريف الجزائري.
 
أخي الكريم :محمد يحي شريف :
لو اعتبرنا أن كل طرق " الشاطبي " هي طرق " الشاطبية" - وهذا ما أميل إليه شخصياً - لما كان هناك شيء اسمه "تحريرات" .
آمل التكرم بالوقوف عند تعبير ابن الجزري رحمه الله :
أحيان يقول :طريق الشاطبي كما هنا .
وأحيانا يقول :"الشاطبية " وما ذاك - والله أعلم إلا للفرق بين الاثنين .


السلام عليكم
قال في النشر :
أما قراءة نافع
من روايتي قالون وورش عنه. رواية قالون طريق أبي نشيط عن قالون من طريق ابن بويان من سبع طرق (الأولى) إبراهيم بن عمر عنه من طريق الشاطبية والتيسير. فمن التيسير قال الداني قرأت القرآن كله على شيخي أبي الفتح فارس بن أحمد بن موسى المقري الضرير وقال لي قرأت بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقري وقال قرأت على إبراهيم بن عمر المقري.

ومن الشاطبية قرأ بها الشاطبي على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي وقرأ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن غلام الفرس وقرأ بها على أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن ابن الدوش وأبي الحسين يحيى بن إبراهيم بن البياز وقرؤا بها على الداني
وقرأ بها الشاطبي أيضاً على أبي الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرأ بها على أبي داود على الداني بسنده.
فلا أظن شيخنا أن هناك فرقا بين التعبير بالشاطبي والشاطبية كما سبق .والله أعلم
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى