نبذة وجيزة
نبذة وجيزة
الحمد لله ، وبعد ..
لقد اقتنيت هذا التفسير ، ونظرت فيه وكنت أتوقع أن يكون على منوال منهج المحدثين في التفسير ؛ كعَبْد بن حُمَيْد ، وابن جرير الطبري ، وابن أبي حاتم ، رحمهم الله وغيرهم . سِيَّما والطبراني من حفاظ الدنيا وأوعية الحديث ، رحمه الله تعالى .
والتفسير اسمه : ( التفسير الكبير ) ويقع في ستة مجلدات ، وهو من تحقيق هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي ، وحققه عن أصل خطي واحد ! فقط .
وإذا نظرتَ في التفسير تجده يتكلم في بداية السورة عن مكيتها أو مدنيتها ، وعدد كلماتها ، وحروفها ، وما فيها من فضائل الأحاديث ولو كانت منكرة . وهذا باختصار . وهذا أيضاً على منهج المتأخرين من المفسرين .
والأعجب من هذا أن ينقل الروايات بدون إسناد !! وهذا على خلاف عادة المحدثين وبالأخص الطبراني .
ويتكلم على الألفاظ تارة ، والمعاني أجمالاً تارات ، ويكثر النقل عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره .
وله كلام في القراءات ، واستشهاد بالشعر ، وكغيره لم يتخلص من الإسرائليات .
وقد تكلم المحقق في مقدمة تحقيقه ، وأجاب عن ما ذهب إليه المحقق إبراهيم باجس بأنه للغزنوي الحنفي ، وقد وقف على نسخة خطية لتفسير الغزنوي فوجد فرقاً كبيراً جداً بين التفسيرين ، وناقش حججه هناك .
وحقيقة القول : أن الدراسة التي عقدها المحقق وجيزة ولا تشفي غليلاً ، ولا يزال في النفس شيء من صحة هذه النسبة . خصوصاً وأنه ذكر معدو فهرست مصنفات تفسير القرآن في المجمع ( 1/ 531 ) أن الطبراني المؤلف غير معروف ، وليس بالطبراني صاحب المعاجم الثلاثة ، فالأمر بحاجة لمزيد بحث .
وكان ينبغي عليه أن تكون دراسته شاملة عن الكتاب ، بحيث تدرس مصادر المؤلف ، وموارده ، والجهد في محاولة وجود من نقل عن الطبراني في تفسيره وكثرة البحث والتنقيب ، لا الاقتصار على موضع أو موضعين .
على كل جزى الله المحقق خيراً على ما قدم ، وجعل ذلك في ميزان حسناته .
وهذا الكلام باختصار .
وسأفرد فائدة في الكلام على تفسير الطبراني في سلسلة النكت والمُلح من أخبار المفسرين من طبقات الداوودي رحمه الله في الرقم ( 22 ) وسأحتاج فقط للبحث والتنقيب في صحة هذه النسبة من عدمها ، ومحاولة الوقوف على من وقف عليه ومعرفة أوله من أخره ، من مظان ذلك .
والله يوفق لهذا إنه سبحانه خير مسؤول ، والله أعلم .