لقائي مع مجلة المعرفة السعودية ( مجموعة من الأسئلة المتنوعة في القرآن وعلومه)

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,318
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
هذه مقابلة أجرتها معي مجلة المعرفة في عددها (162) وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتنوعة في القرآن وعلومه وبعض القضايا المعاصرة .
س1 : فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم» (حديث نبوي شريف عن القرآن الكريم).
ــ كلامٌ صحيحُ المعنى، لكنه لا يَصِحُّ مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ مع شهرته وكثرة تداوله، فقد رواه الترمذي والدارمي عن عليّ رضي الله عنه مرفوعًا وفي إسناده الحارث الأعور مُتَكَلَّمٌ فيه.
س2: «القرآن الكريم على رفوف من ذهب في منازل أثرياء المسلمين».
ــ لو أدَّوْا زكاتها التي أمرهم بها القرآنُ ما بَقِيَ فقيرٌ، وإلاَّ فليقرؤا الآية الرابعة والثلاثين وما بعدها من سورة التوبة.
س3: «أكثر من إذاعة للقرآن الكريم في أكثر من بلد عربي».
ــ ظاهرةٌ تدعو للتفاؤل بوجود أكثر من قناة تلفزيونية للقرآن الكريم في جميع البلدان الإسلامية.
س4:«بعض إذاعات القرآن الكريم تغلب عليها مواد التلاوات بشكل كبير جدًا».
ــ العبرةُ بتمام النهايات لا بنقص البدايات، والمؤمّل أن يكون ذلكَ مرحلة للانطلاق، وفي كُلٍّ خَيْر.
س5: «الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة تصدر أول مجلة علمية محكمة في مجال علوم القرآن الكريم».
ــ إضافةٌ مهمّة لخدمة القرآن وخطةٌ موفّقة فَتَحَتْ آفاقًا واسعةً للجمعيّات الخيرية لتحفيظ القرآن للقيام بالدور الشمولي دون الاقتصار على التحفيظ فقط.
س6: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة لم يصدر مجلة علمية متخصصة في علوم القرآن الكريم إلا بعد أكثر من عقدين من تأسيسه.
ــ تَأنَّ ولا تَعْجَلْ بِلَوْمِكَ صَاحِبًا لَعَلَّ لَهُ عُذْرًا وأَنْتَ تَلُومُه
س7: «تلاوات بصوت مرتفع تنبعث من سماعات مسجلات منصوبة على بوابات محلات لبيع الأشرطة الإسلامية كنوع من الدعاية والإعلان، متداخلة مع هرج السوق».
ــ أساؤوا مع ظنهم الإحسان فقد ذكر البهوتي رحمه الله في «كشاف القناع» (1/433) عن ابن عقيل رحمه الله أنه قال بتحريم القراءة في الأسواق يصيح أهلها فيها بالنداء والبيع، ونقل عنه أنه قال: «قال ابن حنبل: كثير من أقوال وأفعال يخرج مخرج الطاعات عند العامة, وهي مآثم عند العلماء, مثل القراءة في الأسواق, يصيح فيها أهل الأسواق بالنداء والبيع، ولا أهل السوق يمكنهم الاستماع، وذلك امتهان».
س8: «القرآن الكريم لدى بعض المسلمين في المآتم والأحزان فقط».
ــ قراءةُ القرآن في المآتم من البدَع والمحدثات، وعلى المسلم أن يتجنب ذلك، فقد جاءَ في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَحْدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَد) ومَن جعلَ القرآنَ خاصًّا بذلكَ فقد أضافَ على بِدْعَتِهِ سُوءَ فهمٍ لما أُنْزِلَ مِن أجله القرآن.
س9: «البعض يعتقد أن هجر القرآن الكريم هو هجر التلاوة فقط».
ــ هجر التلاوة هو أحد أنواع الهجر وصوره، فتركُ الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك العمل به من هجرانه، وترك تدبر معانيه من هجرانه، وعدم التحاكم إليه من هجرانه، وعدم الاستشفاء به من هجرانه، قال تعالى: }وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا{ سورة الفرقان (30).
س10: «القرآن الكريم تمائم تعلق في أعناق الأطفال لدى بعض المسلمين».
ــ يقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن تَعَلَّقَ تميمةً فلا أَتَمَّ الله له) أيْ لا أتَمَّ له ما أراد، وليت فاعل ذلك يستعيض عن ذلك بتعليم وتحفيظ أولاده التعاويذ والأذكار المشروعة كأذكار الصباح والمساء والنوم.
س11: «مسلمون يقرؤون القرآن الكريم ولا يجاوز حناجرهم إلى أي مظهر سلوكي».
ــ أخرج الشيخان عن أبي وائل ـ رحمه الله ـ قال: جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقال: إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال ابن مسعود - رحمه الله -: هذًا كهذا الشعر، إن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن القرآن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
فينبغي لقارىء القرآن أن يرى أثره عليه، قال محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه، يشير إلى سهره وطول تهجده.وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام؟ قال: إن عجائب القرآن أطرن نومي. وأنشد ذو النون قوله:
منع القرآن بوعده ووعيده مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه فهمًا تذل له الرقاب وتخضع
س12: «مسلمون قراءتهم للقرآن الكريم عشوائية – غير منتظمة- كيف ما اتفق».
ــ إن كان المراد تقديم بعض الآيات على بعض فحرام وإن كان المراد السور فجائز والأولى أن يقرأ القرآن مرتبًا وأن يجعل له حزبًا يوميًا فهو أنشط له وعلى ذلك عمل السلف فعن أوس قال: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده) أبو داود. والمعدود يراد بها سور القرآن.
وفي الجدول التالي تفصيل ذلك :

اليوم مقدار الحزب اليومي
الأول : من أول سورة البقرة إلى نهاية النساء. (ثلاث سور)
الثاني : من أول سورة المائدة إلى نهاية سورة التوبة.(خمس سور)
الثالث : من أول سورة يونس إلى نهاية سورة النحل.(سبع سور)
الرابع :من أول سورة الإسراء إلى نهاية سورة الفرقان.(تسع سور)
الخامس : من أول سورة الشعراء إلى نهاية سورة يس.(إحدى عشرة سورة )
السادس : من أول سورة الصافات إلى نهاية سورة الحجرات.(ثلاث عشرة سورة)
السابع: من أول سورة ق إلى نهاية سورة الناس.( حزب المفصل )
هذا لمن أراد أن يختم القرآن في أسبوع ومن أراد في شهر فليقرأ كل يوم جزءًا من القرآن.
س13: «الخلاف المذهبي بين المسلمين طال مسألة حفظ القرآن الكريم من الزيادة أو النقص في بعض الأحيان».
ــ يقول الله عز وجل: }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{ سورة الحجر (9) هذا الوعد الإلهي قائمٌ منذ نزول القرآن إلى قيام الساعة، والذكر: القرآنُ المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، فمن قال بخلاف ذلك فهو مكذب للقرآن.
س14: «إننا كمسلمين قرآنيين نؤمن فقط بالقرآن الكريم كمصدر وحيد مقدس للشريعة الإسلامية» (جماعة تسمي نفسها بالقرآنيين).
ــ هؤلاء حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكشفَ عَوَاَرَهُم قبل مجيئهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا إنِّي أوتيت الكتاب ومثله معه – يعني السنّة – ألا يوشكُ رجلٌ شبعان يتكئ على أريكته يُحدَّث بحديث مِن حديثي فيقول : بيننا وبينهم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال حللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه) رواه أحمد وأبو داود بإسناد جيد.
س15: «القرآن لم يأتِ بجديد عما جاء في الكتب السابقة» (شبهة طالما أثيرت حول القرآن الكريم من قبل غير المؤمنين به).
ــ قال الله تعالى : }وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ{ سورة المائدة (48)، ومعنى ذلك أنَّ القرآن قد جَمَعَ محاسن ما قبله وزاده من الكمالات ما ليس في غيره، كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره، فالقرآنُ متَّفِقُ مع الكتب السماويّة في الكلِّيَّاتِ والأصول، وتفرَّد عنها في الجزئيات والفروع، ولا يقول بهذه الشبهة مَن قرأَ القرآنَ وقارنه بغيره لا من جهة أسلوبه ولا من جهة مضمونه.
س16: «في الإمارات العربية المتحدة تم تشييد أكبر مصحف بالعالم مكتوب وموشى بالذهب».
ــ وهكذا فعلت سوريا عام 2005 وأخشى أن ندخل في سباقِ الأكبر والأطول كناطحات السحاب، وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن مكتوب على الحجار والرقاع وعسب النخل.
س17: «بعض المسلمين إذا حيّره أمر، يفتح المصحف فيفعل أو يحجم بحسب ما توحي إليه أول آية تصادفه».
ــ لا ينبغي فعل هذا، فهو من الأخطاء العقدية التي يقع فيها بعض عوام المسلمين، وهو من التطير المنهي عنه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( لا عَدْوَى ولا طِيَرَة) وفيه إساءةٌ للقرآن، وتقليد للرافضة؛ إذ إنَّ هذه الصورة هي إحدى صور الاستخارة عندهم ويسمونها: الاستخارة بالمصحف.
س18: «تلاوة خاشعة لآيات من القرآن الكريم، متداولة على نطاق واسع في منتديات الإنترنت.. بصوت طلال مداح!»
ــ قطرةٌ في بحر من الغناء المحرّم، وقد أفضى إلى رَبِّه، وهو بين يَدَيْ حَكَمٍ عَدْل.
س19: «عرب قرؤوا القرآن الكريم وسجلوا إعجابهم به، وما زالوا معتنقين لديانات أخرى غير الإسلام».
ــ لهم سلف بحكيم العرب الوليد بن المغيرة حين قال واصفًا القرآن بعد سماعه له:والله لقد سمعت كلامًا ما هو من كلام الإنس و لا من كلام الجن و إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، و ما يقول هذا بشر.
ومع وصفه للقرآن بهذه الأوصاف وإعجابه به مات كافرًا وصدق الله : «من يضلل الله فلا هادي له».
س20: «خبرات مهنية في مجال الطباعة من غير المسلمين، عملت في بعض مطابع القرآن الكريم».
ــ دعوة لهم ولغيرهم أن ينظروا إلى القرآن نظر الباحث إلى الحقيقة، إن فعلوا ذلك ما خرجوا من هذه المطابع إلا وقد شع في قلوبهم نور القرآن.
وأن يحذروا من أن يكونوا كما قال الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
وصدق الله: }مثـَل الذين حُمِلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدي القوم الظالمين{.
س21: «ترجمات القرآن الكريم من أكثر الكتب قراءة في الغرب.. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م».
ــ نعم بعد الحادي عشر من سبتمر كان هناك إقبال متزايد من غير المسلمين في أوروبا وأمريكا على معرفة طبيعة الإسلام.
ومن بين أهم نوافذ هؤلاء لمعرفة الإسلام قراءة ترجمات معاني القرآن بلغاتهم, بل أصبحت هذه الترجمات الجسر الذي يربط المسلمين من غير ناطقي العربية أو مجيديها بالإسلام, وتفهم أوامره ونواهيه، وأشارت التقارير إلى نفاد ترجمات القرآن من المكتبات، وهذا يدعونا إلى الاجتهاد لاستغلال هذا الطلب في تقديم الصورة الحقيقية للإسلام والتي تعرضت لتشويه كبير بعد هذه الأحداث.
س22: «زجاجة زيت حبة البركة سعتها ربع لتر قيمتها 500 ريال... والسبب أنه قد قُرأ عليها بآيات من القرآن الكريم».
ــ قال تعالى: }وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ{ وقال تعالى }قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ{ فالاستشفاء بالقرآن مشروع، والفتوى على جواز قراءته في ماء أو زيت والتداوي به، لكن لا ينبغي المبالغة في سعره وأن يكون القصد منه التجارة.
س23: «العلاج بالقرآن الكريم قد يأخذ أشكالا غير مشروعة، وأحيانا يكون مجالا لابتزاز البسطاء والدجل».
ــ الأولى بالإنسان أن يَرْقِي نفسه بنفسه، أو يذهب إلى من يثق به، والمريض نظرًا لحاجته يتعلق بخيوط أوهى من خيوط العنكبوت بحثًا عن الشفاء، فأصبح المرض ميدانًا رحبًا للابتزاز، والذي أقترحه أن يكون هناك تنظيم لعيادات الرقية الشرعية تشرف عليها الجهات الحكومية المعنية.
س24: «القرآن الكريم نزل باللغة العربية ولكنه ليس كتاب لغة وأدب».
ــ القرآنُ نزل بلغة العرب وأساليبهم، وبَلَغَ مِن البلاغةِ أعلاها، والإعجازُ اللغوي هو أحد أوجه إعجاز القرآن، هذا الواجب اعتقاده.
س25: «بعض اللغويين اشترط عزل القداسة عن القرآن الكريم لدراسته دراسة لغوية موضوعية... وإن ادعوا أن ذلك لإثبات الإعجاز اللغوي فيه».
ــ الهدف من هذه الدعوى التحرّر من قداسة النص القرآني وهيبته، لأنَّ بقاء قداسة القرآن حاجزٌ كبير أمام العبث فيه، وسدٌّ عظيمٌ يَحُول دون اللعب بالنصوص، فهي دعوى ماكرة ؛ فقداسةَ القرآن لا تناقض أبدًا شرحه وفهمه وبيان وجه إعجازه.
س26: «حركة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أخذت منحى لي أعناق الآيات لتوائم نظرية أو مكتشفا علميا جديدا».
ــ سبب ذلك اعتقادُ الشيء ثم البحث عن إشارات القرآن له، فيحصل التكلف ويقع الزلل، وليت الناس اشتغلوا بما أُمِرُوا به وتَرَكُوا ما لَمْ يُؤْمَرُوا به.
س27: «نظريات علمية ربطت ببعض الآيات القرآنية لفترة من الزمن.. ولكن النظريات نفسها ثبت بطلانها».
ــ سبب ذلك تكلُّف بعض المشتغلين في إثبات دلالة القرآن على كل ما يصدر من نظريات مع عدم وصولها إلى الحقيقة، وهذا موطن الزلل، ولا يضير القرآن عدم ذكره لهذه النظريات، والتأصيل الواجب أن نقول : لا يلزم من كل حقيقة علمية أن تُذكر في القرآن، كما أنه لا يمكن التعارض بين الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية.
س28: «القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاب علوم طبيعية».
ــ هذا صحيح، لقوله تعالى: }إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ{ سورة الإسراء (9) لكن يجب أن لا يغيب عن الأذهان ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية والعلوم الطبيعية.
س29: «القرآن الكريم كتاب عبادة وليس كتاب نبوءات».
ــ لا تعارض بين الأمرين، فكون القرآن نزل للتعبّد لا ينفي وجود نبوءات فيه، لكن تعسّف بعض الناس في استخراج هذه التنبؤات من عدد كلمات القرآن وحروفه وجَزْمِهِم بحصول ذلك هو المحذور.
س30: «أنزل الله القرآن الكريم للتعبّد بتلاوته لا النظر إليه ككتاب طلاسم وأسرار».
ــ بعض الناس تَرَكَ ما أُمِرَ به واشتغل بما لم يُؤْمَر به.
س31: «مبحث الإعجاز العددي في القرآن الكريم مبحث عبثي في نظر البعض».
ــ مصطلح الإعجاز العددي في القرآن مصطلحٌ متأخّر، بدأ تناوله في العصر الحديث، وهو مصطلحٌ شَابَهُ كثيرٌ مِن الدَّخَن، إذ اتسمت كثيرٌ من الدراسات المتعلّقة به بمظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المنضبطة التي يجلّ القرآن الكريم عنه. والإعجاز العددي مصطلحٌ يتكوّن من جزئين : الإعجاز و العدد، والأمر المعجز هو : الذي لا يُسْتَطاع، ومن هنا تَعْلَم أن أكثر ما يذكر في كتب الإعجاز العددي ليس داخلًا في هذا النوع بل هي أقرب إلى الظواهر العددية التي هي مما يستطاع.
س32: «البحث عن مفارقات وتوافقات الأعداد والأرقام في القرآن الكريم آخر مظاهر لي أعناق آيات الذكر الحكيم».
ــ سبب ذلك اعتقادُ الشيء ثم البحث عن إشارات القرآن له، فيحصل التكلف ويقع الزلل، وليت الناس اشتغلوا بما أُمِرُوا به وتَرَكُوا ما لَمْ يُؤْمَرُوا به.
س33: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.. قد يشكل مدخلا لتحميل القرآن الكريم ما لا يحتمل».
ــ هذه القاعدة قررها جمهور الأصوليين، ومرادهم بها أن الحكم لا يختص بعين الذي ورد من أجله وإنما يعمُّ مَن كان مثل حاله، فإذا نزلت لسبب خاص، ولفظها عامٌّ كانَ حكمها شاملًا لسببها ولكل ما يتناوله لفظها ؛ لأنَّ القرآنَ نَزَلَ تشريعًا عامًّا لجميع الأمّة، فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه، أمَّا تحميل القرآن ما لا يحتمل استنادًا على هذه القاعدة فهو تطبيقٌ خاطئ لمراد أهل العلم منها.
س34: «البعض يرى الوسائط الحديثة تغني عن حفظ القرآن الكريم واتجاه الحفظة للتفسير وعلوم القرآن الأخرى».
ــ الوسائط الحديثة معينةٌ وميسِّرةٌ وليست مُغْنِيَةً عن حفظ القرآن، فحفظ القرآن مقصودٌ لذاته، وكان الصبيُّ في العهد الأول يَؤُمُّ الأشياخ ويُقَدَّمُ عليهم لأنَّه أكثر منهم حفظًا.
س35: «علم نفس قرآني جديد»(عنوان كتاب حديث نسبيا للدكتور مصطفى محمود).
الله تعالى يقول:}سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ{ سورة فصلت (53) أما كتاب الدكتور فلم أطلع عليه.
س36: «مادة القرآن الكريم اختيارية في معظم نظم التعليم في الدول الإسلامية».
ــ وهذا من أسباب خروج جيل ليس عليهم سمات أهل القرآن.
روى مسلمٌ عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع : «وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللَّهِ».
س37: «وزارة التعليم الدانماركية تقرر تدريس القرآن الكريم كمادة أساسية في مدارسها للمرحلة الثانوية» (خبر نشر عام 2005م).
ــ لعل ذلك يطلعهم على الحقائق الغائبة عن أذهانهم والتصورات الخاطئة ويكفوا عن الإساءة لنبينا صلى الله عليه وسلم، كما أن هذا الخبر رد على من يدعو لجعل القرآن مادة اختيارية في مدارس المسلمين.
س38:«مدرسو حلقات التحفيظ في معزل تماما عن مستجدات التعليم والتعلم وطرق التدريس وتقنياته الحديثة».
ــ عجلة التغيير والتحديث سائرةٌ رغم نَقصِ الإمكانات وفي المُشَاهَدِ وواقع الحلق بعض ما يخفف من وطأة هذا الحكم العام.
س39:«ارتبطت حلقات تحفيظ القرآن الكريم بالصبية والصغار دون الكبار».
ــ الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر.
س40: «حلقات القرآن الكريم تقتصر على الحفظ والتسميع دون التفسير والتدبر واستنباط الأحكام والتوجيهات.... »
ــ الواجب أن لا تقتصر على ذلك وفي واقع بعض الحلقات بعض البوادر التي تُبشِّر بخير.
س41: «يندر تخصص طرق تدريس القرآن الكريم في مؤسسات إعداد المعلم العربية والإسلامية».
ــ وأنا بدوري أوجه هذا السؤال لكليات التربية وأن يقوموا بواجبهم لسد هذه الثغرة.
س42: البعض يعتقد أن إجازة الحفظ كافية لتدريس القرآن الكريم.
ــ إجازةُ الحفْظ هي أُولَى ما يحتاجه المدرس، ويضم إليها المهارة والخبرة، وفوق ذلك كُلِّه التخلُّق بأخلاق القرآن.
س43:«منح الشهادة الجامعية (بكالوريوس – ماجستير- دكتوراه) مشروط بحفظ أجزاء من القرآن الكريم في جامعة أم القرى السعودية مهما كان تخصص الخريج!»
ــ خصوصيةٌ لا غرابةَ فيها، ففي أم القرى بدأ نزول القرآن ومنها شَعَّ النُّور.
س44: «تعليم القرآن الكريم يجب أن يكون مشافهة، ولا يمكن الاكتفاء بالوسائط الإلكترونية في مجاله مهما تطورت الوسائط» (أستاذ قراءات) .
ــ صَدَقْ، فالقرآن أُخِذَ بالتَّلَقِّي، والوسائطُ الالكترونية مُسَاعِدَةٌ ومهمة لكنها لا تستقل بنفسها؛ إذْ يُغْنِي غَيْرُهَا عَنْهَا ولا تُغْنِي عَنْ غَيْرِهَا.
وقيل قديمًا: مَن كانَ شَيْخُهُ كِتَابه كَانَ خَطَؤُهُ أَكْثَرَ مِنْ صَوَابِه.
فَكَيْفَ بكتَابِ رَبِّنَا !
س45: «في كثير من مدارسنا يحفظ التلاميذ حروف الإدغام والإظهار والإخفاء... قبل معرفة معنى هذه الأحكام وتطبيقاتها»
ــ بالممارسةِ تَثْبُتُ المعلومةُ، إذْ إنَّ أركان العلْم هي: (الحفظُ والفهْمُ والتطبيقُ).
س46: «في كثير من مدارسنا يحفظ التلاميذ تعاريف الإظهار والإخفاء والإقلاب والإدغام دون أن يستطيع ذكر مثال واحد على كل منها».
ــ هي مراتب متعددة، معرفةٌ وتمثيلٌ واستنباطٌ.
س47: «مدرس لغة عربية أو مدرس رياضيات أو دراسات إسلامية.. غير متخصص في التلاوة، يدرّس مادة القرآن الكريم في الصفوف الأولية بمدارسنا (إشارة إلى الخلاف حول فكرة معلم صف خصوصا في المراحل الأولية)...
- الذي أعرفه أن للوزارة جهدا مميّزا في رفع كفاءة معلمي الصفوف الأولية من خلال دوراتٍ متخصصة في القرآن الكريم تلاوةً وتجويدًا.
س48:حفظ القرآن الكريم كاملا شرط للالتحاق بأقسام القراءات ببعض الكليات... فماذا سيدرس الطالب طوال 4 سنوات؟
ــ الحفْظ ما هو إلاَّ قطرةٌ في بحر علوم القرآن المتعدِّدة.
س49: تقويم محتوى مقرر تفسير القرآن الكريم بالمرحلة الثانوية في ضوء اتجاهات الطلاب ومطالب نموهم (عنوان دراسة علمية) .
ــ التفسير هو: فهمُ الآياتِ وبيانُ معناها، وكلما كانت الآياتُ قريبةً مِن المستوى العقلي للطالبِ آتَتْ ثمارها.
س50: تلوين بعض الحروف والحركات والمدود في بعض المصاحف وفق ترميز معين كأسلوب جديد في تعليم التلاوة.
ــ خدمةُ القرآن شرفٌ عظيمٌ، وما كانَ في دائرةِ المباح فهو نورٌ على نور، مع الأخذ بالاعتبار عدمَ التوسّع في ذلك.
س51: مقدار ما يحفظه الطالب في التعليم العام من القرآن الكريم في تناقص سنة بعد سنة.
ــ معلومةٌ تحتاجُ إلى إثبات، فما أعرفه – كمثال - أنَّ منهج القرآن في المرحلة المتوسطة ثابتٌ منذ عام 1416هـ.
س52: مقرأة إلكترونية كتطبيق لمفهوم التعليم عن بعد في مجال القرآن الكريم.
ــ الإبداعُ طريقُ النجاحِ، والاستفادةُ من وسائل التقنية مطلبٌ مُلِحٌ، ولا غنى عن التلقِّي مِن أفواه المقرئين.
س53:جمعيات تحفيظ القرآن الكريم من المؤسسات التي أشارت إليها أصابع الاتهام في أحداث الإرهاب الأخيرة.
ــ جمعيات تحفيظ القرآن من المؤسسات التي تأخذ بيد الطالب للاعتدال والوسطية وتربيه على أخلاق القرآن وأخطاءُ الأفراد إن وجدت يجب أنْ لا تُلْصَقَ بالمؤسسات والجمعيات.
س54:جفاء واضح بين البحث التربوي في كليات التربية في المملكة وبين حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
ــ عنوان يصلح أن يقدم كدراسة علمية لطلاب كليات التربية وننتظر النتائج وسبل العلاج.
س55: «جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ودورها في تحقيق الأمن» (ندوة نظمتها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية شارك فيها أكثر من 400 عضو من 110 جمعيات تحفيظ).
ــ هذا للرد على ما جاء في سؤال سابق والأمن مطلب الجميع، قال تعالى: }الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ{.
س56: «مسابقات القرآن تقتصر على الحفظ فقط دون العلوم والمهارات الأخرى المرتبطة به».
ــ ما لا يدرك جله لا يترك كله.
س57: «كثير من الطلبة الأوائل على مستوى الثانوية العامة (علمي وأدبي/شرعي) والحاصلون على جوائز محلية ودولية، هم من مدارس تحفيظ القرآن الكريم..فما المانع أن تكون جميع المدارس مدارس تحفيظ؟».
ــ أثبت الدراسات الحديثة أنَّ حفظ القرآن مِمَّا يُقَوِّي الذاكرة ويوسِّع المدَارِك، لكن لا يلزم أنْ يكونَ ذلكَ في المدرسة فقط، بلْ وسائلُ وأبواب الحفظ كثيرة.
س58: «الحوافز المادية لمدرسي حلقات تحفيظ القرآن الكريم غير كافية» (من نتائج دراسة علمية).
ــ المالُ هو عَصَبُ الحياة، وبدعم المحسنين تنهض المؤسسات والجمعيات، ورمضان فرصة طيبة لأهل الخير في دعم هذه المؤسسات لتقوم بواجبها.
المصدر : مجلة المعرفة السعودية
 
أسئلة محررة، وأجوبة مسددة ، بوركت أبا خالد .
 
بارك الله فيك أبا خالد ، وياليتك تتفرغ لإضافة إجابات متكاملة على بعض الأسئلة ، فهي بحاجة لكلام أمثالكم من المتخصصين .
 
نعم أبا عبد الملك كانت نوعية وطريقة الإجابة مناسبة للمجلة التي نشر فيها اللقاء ,مع أعترافي بقصوري بإجابة بعض الأسئلة التي تحتاج إلى مزيد بسط , ولعل الله ييسر ذلك .
 
عودة
أعلى