قال ابن عاشور رحمه الله:
(({ لا أقسم } بمعنى: أقسم، و{ لا } مزيدة للتوكيد. وأصلها نافية تدل على أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
وبمعنى أنه غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت. ثم كثر هذا الاستعمال فصار مراداً تأكيد الخبر، فساوى القسم بدليل قوله عقبه:{ وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم } )).
أولاً- يصرح ابن عاشور في هذا النص بأن { لا أقسم } بمعنى:{ أقسم }، وأن { لا } مزيدة للتوكيد... ثم يذكر أن أصلها نافية، وأنها تدل على معنيين:
الأول: أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم.
والثاني: أن القائل غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت.
ثم جعل القسم الثاني مساوياً للقسم من حيث التأكيد، واستدل على ذلك بقوله تعالى عقبه:{ وإنه لقَسم لو تعلمون عظيم }.
وانتهى من ذلك إلى القول:( وهذا الوجه الثاني هو الأنسب بما وقع من مثله في القرآن ).
ثانياً- إذا كانت{ لا } } مزيدة للتوكيد- كما يقول ابن عاشور- فكيف يمكن التوفيق بين قوله هذا، وقوليه الأخيرين ؟؟؟
فإذا كان القائل لا يقدم على القسم- كأن يقول مثلاً: لا أقسم على أن هذا الشيء حق وصدق- خشية سوء عاقبة الكذب في القسم- كما يقول... فكيف يمكن اعتبار{ لا } في قوله السابق مزيدة للتوكيد ؟؟؟
وإذا كان الله تعالى غير محتاج إلى القسم؛ لأن الأمر واضح الثبوت- في نحو قوله تعالى:{ لا أقسم بمواقع النجوم ... إنه لقرآن كريم }- فكيف يمكن اعتبار{ لا } في هذه الآية الكريمة، ونحوها مزيدة للتوكيد ؟؟؟
وهل يدل قوله تعالى:{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } على أن { لا أقسم } بمعنى:{ أقسم }- كما قال ابن عاشور، وكثير غيره من المفسرين والنحويين- أو بمعنى:{ لأقسم }- كما قال أبو حيان في{ لا }:( والأولى عندي أنها لام أشبعت حركتها، فتولدت منها ألف؛ كقوله: أعوذ بالله من العقرَاب ) ؟؟؟
وكيف يمكن التوفيق بين قوله تعالى{ لا أقسم }، وقوله تعالى:{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } ؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقال الذي أشرتم إليه ليس فيه جواب على الأسئلة التي أثرتها، ولم تتعرض فيه صاحبته الأستاذة الفاضلة لقول ابن عاشور. وقد سبق لكم الإشارة إلى هذا المقال الذي تبنت فيه صاحبته رأي الدكتورة بنت الشاطىء رحمها الله، وفصلت فيه القول مع ذكرها للأقوال الأخرى، والرد عليها، وبينت فيه أن القسم في القرآن قسمان: مثبت، ومسبوق بـ( لا ) النافية. وذكرت أن القسم الأول هو الذي يكون فيه المقسم عليه من الأمور المحتملة للشك، أو الظن عند المخاطب، فيأتي القسم عليه؛ لـتأكيده في ذهن المخاطب. وذكرت أن القسم المسبوق بـ( لا ) يكون فيه المقسم عليه من الأمور التي لا تحتمل الشك، أو الظن، فالقسم عليه هو تقليل من شأنه، وإثارة للشك فيه... ولهذا جاء نفي الحاجة إلى القسم عليه بـ( لا ). وهذا التقسيم لم يكن موجوداً عند الدكتورة بنت الشاطىء، ولم يفصل أحد القول فيه على هذا النحو – كما أعلم – ومع ذلك فلم يلق قولها هذا قبولاً عند بعض الإخوة كما يفهم من مشاركاتهم التي تلت إشارتكم إلى هذا المقال، وإحالتكم عليه.
أما سؤالي الأخير من أسئلتي فلم أجد له جواباً في مقال الأخت الفاضلة.. فقوله تعالى:{ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } يدل على أنه قسم. فإذا كان قسماً، فكيف يكون قوله تعالى:{ لا أقسم } نفي للحاجة إلى القسم ؟؟؟
والشيء الآخر الذي يلتبس على القارىء في قول الدكتورة بنت الشاطىء:( وفرق بعيد أقصى البعد بين أن تكون( لا ) لنفي القسم- كما قال بعضهم- وبين أن تكون لنفي الحاجة إلى القسم، كما يهدي إليه البيان القرآني ).
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
هذه الظاهرة قد بحثت في هذا الملتقى أكثر من مرة، وكما ذكرت أنت فقد أشار الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري إلى مقال الأستاذة رفاه زيتوني. وقد فهمت من تعليقه على تلك الإشارة أنه يريد وضع حد لهذا الموضوع اكتفاء بما ذكرته الأستاذة الفاضلة في مقالها. ولكن يبدو من مشاركات بعض الأعضاء أنهم لم يقرؤوا المقال، أو أنهم قرؤوه، ولكن لم يجدوا فيه ما يشفي غليلهم، فاستمروا في النقاش والاختلاف. وكنت من المشاركين في ذلك الحوار. ولما رأيتهم مختلفين توقفت عن الحوار.
وكنت قد وجهت سؤالاً للأستاذ الفاضل محمد إسماعيل عتوك سألته فيه عن رأيه في هذه الظاهرة، فأجابني جواباً اقنعني، احتفظت به لنفسي، ولم أطلع عليه أحداً لأنني رأيت بعض الأعضاء في الملتقى تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسم الأستاذ محمد. ولست أدري لماذا ؟ وأذكر من بين هؤلاء واحداً اسمه المقرىء وكان قد وجه خطاباً إلى الأستاذ محمد يقول له فيه:( لقد ركبت مركباً لم تؤمر به. بل نهيت عنه ) لأنه ذكر أن جواب( فلما ) في قوله تعالى:( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه ) هو قوله تعالى:( وأوحينا ) وذكر أن الواو رابطة للجواب، واستشهد على ذلك بقوله تعالى:( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ) (يوسف : 102 ).
وهذا هو موضوع سؤالك الذي تسأل عليه على الرابط الآخر.
وأنصحك أن لا تطرح مثل هذه الأسئلة بعد الآن لأنك لن تجد من يجيبك عليها. أما عن أسئلتك هذه فسأضع بين يديك الجواب الذي احتفظت به طوال تلك الفترة، لأسباب ذكرت واحداً منها. وهذا هو الجواب:
أولاً- ينقسم القسم بحسب المقسَم عليه وبحسب الحاجة إليه إلى قسمين:
الأول: مثبت. وهو الذي يكون فيه المقسَم عليه من الأمور التي تكون مظنة للشك من قبل المخاطب. وأمثلته في القرآن كثيرة.. منها قوله تعالى: و( التين والزيتون ).. ( والشمس وضحاها ).. ( فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ).
وفي هذا القسم يكون المقسم هو الله تعالى. ويكون المقسم هو العبد. والفرق بينهما أن العبد يقسم بالله... وأن الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته.. وهذا لا خلاف فيه.
والثاني: منفي. وهو نوعان:
أولهما: يختص المقسِم فيه بالعبد يقول:( لا أقسم ) إما لسوء عاقبة الكذب في القسم. أو لسبب آخر.
فـ( لا ) هنا نافية للقسم. و( أقسم ) فعل منفي. وهذا واضح: تقول: أقسم، ولا أقسم. والأول مثبت، والثاني منفي. ( وهذا هو الذي قصده ابن عاشور، وذهب فيه إلى أن( لا ) فيه مزيدة للتوكيد. ولو كانت كما قال: لما عرف النفي من الإثبات ).
وثانيهما: يختص المقسِم فيه بالله تعالى. ومنه ما وقع في القرآن من أقسام مسبوقة بـ( لا ).
كما في قوله تعالى:
( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ* وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ )(الواقعة:75-77 ).
فهذا تلويح بالقسم. و( لا ) على أصلها الذي وضعت له من الدلالة على النفي، وأدخلت على الفعل ( أقسم ) لسر بديع من أسرار القرآن، وهو نفي الحاجة إلى القسم، كما ذهبت الدكتورة بنت الشاطىء، وفصلت القول فيه الأستاذة رفاه زيتوني.
والمقسِم هو الله تعالى، والمقسَم عليه هو القرآن الكريم. وهو من الأمور اليقينية الثابتة التي لا يتطرق الشك إليها أبداً، والتي لا تحتاج إلى أن تؤكد بالقسم. فالمقام لا يحتاج إلى قسم، فضلاً عن أن المقسِم هو الله جل وعلا.
ولو سلمنا أنه قسم- كما يقولون- فكيف يقسم ربنا على قرآن كريم أعلن عجز الإنس والجن على الإتيان بمثله، ولو اجتمعوا على ذلك وتظاهروا عليه، أو الإتيان بسورة من مثله ؟ ألا ترى أن في القسم عليه وضعه موضع المشكوك فيه ؟ وممَّن ؟ من الله تعالى قائل هذا القرآن. والشك في القرآن هو شك في قائله، تعالى الله والقرآن عن ذلك علوًّا كبيرًا.
ومن يعرف هذا، يدرك خطورة القول بأنه ( لا أقسم ) قسم، سواء في ذلك قول من قال: إن( لا ) زائدة للتوكيد. أو أن أصلها لام أشبعت حركتها، فصارت ألفاً. أو أنها نافية لكلام سبق. ومن أصرَّ على واحد من هذه الأقوال التي تجعل من ( لا أقسم ): ( أقسم ). أو ( لأقسم ).أو ( لا ). ( أقسم ) بعد هذا البيان المفصل، فإنه ملحد بآيات الله جل وعلا دون أن يدري. فليتنبه إلى ذلك من يفسر القرآن، وليكن على حذر من أمره.
وأما عن تسميته قسماً لقوله تعالى:( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ )، فأجاب فضيلته:
إن قوله تعالى:( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) لا يدل على أن ( لا أقسم ) هو قسم- كما يوحي بذلك ظاهر اللفظ- وإنما يدل على أنه تلويح بالقسم. وبيان ذلك:
أن قوله تعالى:( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ) يحتمل أن يفهم منه المخاطب أن الله سبحانه لم يقسم بمواقع النجوم على أن القرآن كريم، لتفاهتها وحقارتها. فجاء قوله تعالى:( وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) معترضاً بين القسم والمقسم عليه لإزالة هذا الاحتمال.
وهذا كقول من قال: لا أقسم بزيد على أن فلاناً كريم. فيقال له: إنك لم تقسم بزيد؛ لأنه تافه وضيع حقير. فلدفع هذا الاحتمال، يقول: لا أقسم بزيد- وإنه لقسم عظيم لو تعلمون- إن فلاناً لكريم. وبذلك يكون قد صان المعنى من ذلك الاحتمال.
ولهذا قال تعالى:( لو تعلمون )، ولم يقل:( كما تعلمون ).
فمن عرف جوهر هذا الكلام الذي يتضمن هذه الأسرار الدقيقة البديعة لا بد وأن يسجد للخالق جل في علاه، وإن كان نصرانياًّ، أو يهوديًّا، أو مجوسيًّا، أو ملحداً... نسأل الله سبحانه أن يرزقنا نعمة الفهم لكلامه، والإدراك لأسرار بيانه.. والحمد لله رب العامين.
الأخ العزيز عبدالقادر يثرب وفقه الله
إنما وضعت الرابط لمشاركة الأستاذة رفاه زيتوني لكي تكتمل جوانب الموضوع للقارئ فحسب ، ولم أقصد ما أشار إليه أخي الأستاذ سليمان داود . وما تفضل به الأستاذ سليمان من جواب الأستاذ محمد عتوك كلام جيد ، وهو يفتح المجال للنظر في هذا الموضوع .
وأحب أن أخالفك في ما ذهبت إليه من قولك إن ذكر اسم الأستاذ محمد عتوك يثيربعض أعضاء الملتقى و(تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسمه ) ، ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها ، فتح المجال للنقاش والتساؤل والاعتراض أحياناً. وليس هذا في رأيي من الخطأ المعيب الذي ينبغي اجتنابه ، والأستاذ محمد يناقش بأدب وعلم دوماً ، وربما يحتد النقاش أحياناً إلا أنه لم يخرج عن حدود أدب الخلاف ولله الحمد . وفقكم الله جميعاً لكل خير ، ونفعنا جميعاً بالعلم .
أما عن قولك:( إنما وضعت الرابط لمشاركة الأستاذة رفاه زيتوني لكي تكتمل جوانب الموضوع للقارئ فحسب ، ولم أقصد ما أشار إليه أخي الأستاذ سليمان داود ).
فأنا يا أخي لم أقل: إنك تقصد ذلك.. بل قلت:( إنني فهمت من تعليقه على تلك الإشارة أنه يريد وضع حد لهذا الموضوع اكتفاء بما ذكرته الأستاذة الفاضلة في مقالها ).
وربما أكون قد أخطأت في هذا الفهم، وفي هذا التقدير.. وأنت أعلم بما في نفسك مني. فأرجو المعذرة.
وأما عن قولك:( وأحب أن أخالفك في ما ذهبت إليه من قولك إن ذكر اسم الأستاذ محمد عتوك يثير بعض أعضاء الملتقى و( تقشعر أبدانهم لمجرد سماعهم باسمه ).
فأنا عبرت بذلك عما رأيته، ولمسته، وقد ذكرت مثالاً على ذلك، وكنت من الذين اعترضوا على وصف الأستاذ محمد إسماعيل بما وصف به. فأنا لم أتجن على أحد فيما قلت، ويمكنك أن تتأكد بنفسك من صحة ما أقول.
وقد أعجبني قولك:( ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها، فتح المجال للنقاش والتساؤل والاعتراض أحياناً ). ( وليس هذا في رأيي من الخطأ المعيب الذي ينبغي اجتنابه ). وليت الأمر يقف عند هذا الحد، ولا يتعداه إلى النيل من شخصه الكريم!
وقد وضعت يدك أخي الفاضل على السبب بقولك:( ولكن لأن للأستاذ محمد عتوك نظرات اجتهادية ربما يكون من أول من عبر عنها ). هذه النظرات الاجتهادية التي لم يسبقه إليها أحد لا من الأولين ولا من الآخرين، لو افتقرت إلى الدليل لكانت مجرد نظرات لا قيمة لها، ولا يستحق عليها صاحبها أي تقدير، فكيف إذا كانت مدعمة بأقوى الأدلة من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وأقوال السلف من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ؟
ومع ذلك فأنا لا أنكر النقاش في هذه النظرات، أو الاعتراض عليها، أو التساؤل عنها، ولا أعيب شيئاً من ذلك على أحد؛ وإنما أنكر الاعتراض على شخص صاحب هذه النظرات، وتجريحه من دون أي سبب يذكر من قبل البعض، ولا أقول الكل. والأمثلة على ذلك كثيرة ذكرت لكم واحداً منها. ولو أنه قال كما يقول الآخرون لحظي بالإعجاب وصفق له الجميع، وقد كنت يوماً واحداً من هؤلاء الجميع الذين يصفقون لمجرد التصفيق، ويعجبون لمجرد الإعجاب. وأظن أنك تذكر ذلك جيدًّا يا أخي الفاضل.
أطال الله عمرك يا أخي، ومدك بالصحة والعافية، ووفقنا وإياك لخير ما يحب، ونفعنا وإياك بالعلم، وألف بين قلوبنا، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وله سبحانه الحمد كله على فضله وإنعامه. وأرجو منك المعذرة إن تماديت في التعبير، ومن ربي المغفرة.
بارك الله فيكم أخي سليمان . وما ذكرتموه مشكورين لم يغب عن بالي ، ولا يكاد يكتب في الملتقى شيء إلا وأقرأه وأتأمله ، ولكننا في أمس الحاجة إلى صفاء النفوس ، والإبحار في ملتقى أهل التفسير بنفوس متحابة ، تحرص على الوئام والاحترام ولو حدث الاختلاف في وجهات النظر العلمية ، وبهذا نستمر ونستفيد إن شاء الله.
شيخنا العزيز عبد الرحمن،
الشكر لله ثم لكم وأحمد لله أنكم كنتم على علم بما يجري، ولو كنت أعلم ذلك ما ذكرتكم به، فعهدي بكم أنكم أهل لأن تحكموا بين الناس بالعدل كما أمر الله جل وعز، وأن تعطوا كل صاحب حق حقه، ومن أمثالكم نستفيد. ولم أنس نصائحكم لي يوماً وأنكم وقفتم إلى جانبي عندما أحسستم أنني مظلوم. بارك الله فيكم وأعانكم على ما أنتم عليه من خدمة للعلم وطلابه.