لا أجد من يصلح!!

إنضم
27/11/2003
المشاركات
24
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=justify]لا أجد من يصلح

تلك العبارة التي ترسخت في النفس البشرية حتى صار كل واحد من الناس احتل منصبا أو عين في وظيفة يرى أنه الوحيد في هذا العالم القادر على إداترة شؤو نها وأنه لو ترك هذا المكان لانهار كل شيء ليس المنصب وحده بل انهارت الدنيا كلها لذلك فهو متمسك بهذا المنصب يدافع عنه دفاع الحريص – كما يرى – على المصلحة العامة .
وحقيقة لقد شغلني هذا الأمر كثيرا حين أرى الكثير من أصحاب المناصب أيا كان نوعها يقاتلون من أجل بقائهم فيها معتقدين أنهم وحدهم على الحق وأن كل الناس لا تفهم ما يفهمونه ولا تحسن ما يحسنونه
وأخذت أقلب في ذاكرتي , وأقول هذا عجيب من أين جاءنا هذا الشيء وهل هو طبع في الإنسان جبل عليه أم أنه مكتسب ؟
وتضحكون يحن تعرفون أن هذا الأمر ليس في البشر وحدهم فلقد سبقهم إليه الملائكة حين قالوا لله عز وجل " أتجعل فيها من يفسد فيها "
تلك هي نظرة صاحب المنصب لمن يريد أن يخلفه .
إنه مفسد
إنه لايعرف شيئا .
إنه مستجد بلغة عساكر الجيش
فالملائكة تتعجب من إشراك غيرهم في عبادة الله تعالى وهم الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
وإذا كنا نلتمس للملائكة بعض العذر , لكننا للأسف لم نتعلم الدرس الذي علمه الله تعالى للملائكة وللخلق جميعا حين بين لهم أن الأمر ليس حكرا عليهم ولايمكن لأحد أن يحتكر المنصب الذي شغره حتى وإن كان هذا المنصب هو عبادة الله تعالى , ودوام طاعته .
ولذلك أنظر كثيرا بعين المعتبر إلى مواضع كثيرة في السنة المطهرة وأنا أري رب العزة يباهي ببعض عباده الملائكة ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي .
وهذا متكرر كثيرا في نصوص السنة :
تراه في وقفة عرفات
وتراه في صلاة الجماعة
وتر اه في صيام الصائمين
وتراه في كثير من المواضع وكأن الله تعالى يبرهن لملائكته أن الإنسان جدير بهذا المنصب منصب العبودية لله تعالى , وليس الأمر حكرا عليهم .
هذا الاحتكار الذي رأته الملائكة تسلل إلى بني الإنسان فكل صاحب منصب لايرى غيره قادرا على أداء حقه فقط هو وحده القادر على ذلك .
حتى أن صاحب منصب سئل يوما لم لا تختار نائبا من بين سبعين مليونا .؟
قال لا أجد من يصلح !!!!!
تخيل معي هذا .
سبعون مليونا لا يوجد فيه واحد فقط يمكن أن يفهم ما يفهمه صاحب هذا المنصب أو يستطيع القيام بمهامه .
فقط هو وحده ’ وكذلك سولت له نفسه .
ولكن لاتعجب فليس الأمر غريبا , ولا بعيدا عنك وعني , فكلنا ذلك الرجل .
نعم كلنا , كل واحد منا يرى في نفسه الأكفأ والأقدر , والأعرف ........ إلخ
وسل نفسك , ولو كنت بوابا لعمارة , أو موظفا في إدارة أو رئيسا لمدرسة , أو أي شيء كان , أقول سل نفسك هل هنا ك من هو أقدر منك ؟ !, هل هناك من هو أفضل منك لهذا المكان ؟
هه , هل جاوبت على السؤال ؟
إذا لا تلم صاحب هذا المنصب فكلنا في الهم سواء .
بل إنني وأنا أكتب هذه الخواطر أبتسم حين أتذكر ما نفعله في بيوتنا ومع أولا دنا .
إننا نفعل نفس الشيء . نعتقد اعتقادا جازما بأننا الأقدر على فهم الأمور وتسييرها , وأن أولادنا لا يفهمون ولا يعرفون , ولا يستطيعون تسيير حالهم .
وكم من مرة كان يناقشني أولادي في قررات اتخذتها _ وهي خاطئة _ فقليلا ما كنت أتراجع عنها أو على الأقل أسكت وأواري قلة خبرتي وسوء تصرفي , وكثيرا ما كنت أستخدم أسلوب أنني هنا الأب وصاحب المنصب الأبوي الواجب الاحترام والتقدير .
وأن كل من في المملكة_ أقصد بيتي _ ملكي أنا , فلا رأي لأحد هنا إلا رأيي , ولا صوت يعلو على صوتي , فأنا الفاهم وهم لا يفهمون , وأنا الخبرة الكبيرة وهم لا يعرفون شيئا .
هكذا كنت أقول , ثم أنظر إلى عيني طفلي الصغير صاحب الست سنوات و نظرته المليئة بكثير من المعاني والدلالات وصمته العجيب , وكأنه يقول لي راجع نفسك لترى خطأك .
فمن منا يتراجع ؟
إن أصحاب المناصب لا يتراجعون حتى ولو شهد السابقون واللاحقون على خطئها , تعرفون لماذا ؟
لأنهم وحدهم الفاهمون العارفون وكل الناس لاتفهم , وكل الناس لا تعرف .
العجيب أن صاحب هذا المنصب إذا زال عن منصبه أو أزيل عنه لأي سبب تبين للجميع أنه لم يكن يفهم ولم يكن يعرف ولم يكن شيئا .
ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى علاج أو إن شئت قل يحتاج إلى تربية وإعادة صياغة للعقلية الإنسانية وبخاصة العقلية العربية .
ولا تندهش حين أذكر لك أن الإسلام ورسول الإسلام "صلى الله عليه وسلم " علم الناس هذا الأمر في كثير من المواقف
فتجد مثلا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يولي القيادة لزيد بن ثابت ثم لجعفر ابن أبي طالب ثم لعبد الله بن رواحة
وهذا درس عظيم قل من ينتبه إليه , أن يكون هناك للقيادة نائب بل ونائبان ,وتعلم المسلمون الدرس حتى أنهم حين استشهد الثلاثة اختاروا لأنفسهم هم القائد وكان خير اختيار .
وترى ذلك أيضا حين يولي رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة لخالد بن الوليد بعد إسلامه بقليل وفي الجيش أبو بكر وعمر وكبار الصحابة .
بل تراه أوضح حين يولي القيادة لشاب حديث السن وهو أسامة بن زيد وفي الجيش أيضا كبار الصحابة .
ما معنى هذا ؟
معناه أن القيادة ليست حكرا على أحد .
ولا علاقة لها بكبر سن , ولا كثير تواجد في المكان ولا أسبقية ولا أقدمية .
إنما هي مؤهلات , وقدرات , مع الوضع في الاعتبار أن غيرك قد يكون أقدر منك على الأمر وهم كثير بل كثير جدا ولذلك عليك بأخذ آرائهم واستشارتهم في أمورك , وتنصيب نائب ونائبين , والأخذ برأي الشورى وإن خالف رأيك , والاستماع لآراء الجميع وتفهم تلك الآراء .

المهم أن تعرف أنك لست وحدك .[/align]
 
جزاك الله خيراً

جزاك الله خيراً

الأمر كما ذكرت أخي الكريم وهو داءٌ دويّ، وقد ذكرتني بنصين تختزنهما ذاكرتي الأول هو بيت شعر يقول:
[align=center]نتوهمُ الدنيا لفرط غرورنا كملت بنا ، وبغيرنا لا تكمل[/align]ُ
وثانيهما نصّ فلسفي للمؤرخ الأمريكي لين وايت ينتقد الأنانية البشرية ويقر ر مكتشفا جديدا"اكتشفنا أن أهواءنا ورغباتنا تتقنع بقناع العقل" يعني أننا نقدم للناس بعقلانية أموراً هي في الواقع تعبير عن رغبات كامنة في أعماقنا دون أن نشعر نحن بذلك. ولعلّ من محاسن فرضية (اللاشعور) التي جاء بها علم النفس أو إحدى مدارسه هي محاولة لاكتشاف هذا العيب فينا، العيب الذي ركزت عليه مقالتك.
ومن دعاة الموضوعية الكبار والشجعان جدّاً في نقد الذات أبو العلاء المعريّ رحمه الله ، ومن أقواله مما يصلح أن يوظَّف في أسيقة مختلفة:
[align=center]مَينٌ يُردَّدُ لم يَرْضَوْا بباطله حتى أبانوا إلى تصديقهِ طُرُقا[/align][align=center]
وكُلُّنا قوم سوءٍ لا أخُصُّ به بعضَ الأنامِ ولِكنْ أجمعُ الفِرَقا
والنفسُ شرٌّ من الأعداءِ كلهمُ وإنْ خلتْ بك يوماً فاحترزْ فَرقاَ[/align]
جزاك اللهُ خيراً
 
ضد الأنانية

ضد الأنانية

ضد الأنانية ...
بسم الله الرحمن الرحيم

في الحقيقة هذه مشاركة لي موجودة في الملتقى في مكان آخر ولكن رأيت أنها تناسب هذا المكان فأحببت أن أنقلها إلى هنا ...
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأجمله وأكمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لو وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وانا خاتم النبيين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الحديث فوائد عظيمة :
الأولى : أن النبي صلى اله عليه وسلم رغم معرفته بأنه سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة وأول شفيع وأول مشفع .. كما في الروايات الصحيحة الأخرى إلا أنه ينبئنا هنا عن تواضعه العظيم بين إخوانه الأنبياء والمرسلين وأنه لبنة في بناء النبوة .. وهذا ينبغي أن يؤدب أولئك الذين لا يرضون أن يكونوا لبنة في بناء وإنما لا يقبلون إلا أن يكونوا البناء كله ... وهم من ؟ بجانب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
الثانية : أن النبي صلى الله عليه وسلم يلفت نظرنا إلى خطورة وأهمية العمل الجماعي أو العمل الفريقي وأن الإنسان بنفسه لا يستطيع أن يشكل بناء ولكنه مع إخوانه يمكنه أن يفعل ذلك . المؤمن قوي بأخيه - عليكم بالسواد الأعظم - يد الله مع الجماعة . هذه القضية من الأهمية بمكان بحيث على المسلمين اليوم في عصر اتساع المعلومات وتراكمها أن يتخلى كل واحد منهم عن عقلية المنقذ ويندمج بالفريق وهذا يحتاج إلى تواضع شديد وتخل عن الأنا التي تهيمن اليوم على كثير من العقليات العلمية وللأسف .
الثالثة : أن البناء الفردي مهما كان جميلاً إلا أن أوجه النقص فيه لا بد أن تكون فادحة إذا ما قورن بالعمل الجماعي ولذلك كانت اللبنات المتكاملة والمتراصة مثالاً للبناء الجميل البديع القريب من الكمال .
 
مقال جميل، وتحليل جيد لواقع كثيرين من الناس..

وهذا مقال له صلة بهذا الموضوع : علاج الإسلام للنرجسية
وأعجبني فيه قوله: (ويبلغ إعجاب بعض علمائنا وأساتذة الجامعات بإنتاجهم العلمي الحد الذي لا يقرأون إنتاج زملائهم من العلماء، ويقصرون طلابهم على الاطلاع على مؤلفاتهم وحدهم دون سواهم.)
 
كم عمر أصغر مسؤول لدينا؟! لعبدالله المغلوث

كم عمر أصغر مسؤول لدينا؟! لعبدالله المغلوث

مقال له صلة بهذا الموضوع، وقد تسبب في منع الكاتب من الكتابة في الصحافة

إن إصرارنا على بقاء مسؤول في منصب محدد سنوات عديدة وعصورا مديدة يشبه إصرارنا على بقاء نجم كرة قدم في الملاعب بعد أن استنفد كل مالديه. الاسم وحده لا يصنع الانتصارات. الانتصارات تحتاج إلى مجهود وشغف وطيش أحيانا. الطيش والمغامرة والاندفاع صفات لا تتوافر في كبار السن.


استقال قبل عدة أشهر الأميركي إيفان ويليامز(38 عاما) من منصبه مديرا تنفيذيا لتويتر. غادر بملء إرادته الموقع الاجتماعي الشهير، الذي أسسه بعد أن بلغ عدد أعضائه نحو 190 مليونا، وإيراداته وصلت إلى 150 مليون دولار. ودع ويليامز أصدقاءه في تويتر قائلا: "إن بناء الأشياء هو شغفي. لم أكن يوماً شغوفاً بالإدارة. سأترك المكان لغيري وأعود إلى ممارسة هوايتي التي أحبها".
استوردنا من الأميركان والغرب هوايات عديدة. لكن نسينا أحد أهم الهوايات التي يبرعون فيها وهي الاستقالة. لا يكاد الشخص منا يتولى منصبا حتى يصبح المنصب أقرب له من أمه وأبيه وزوجته التي تؤويه. ففي حالات كثيرة لا نغادر المنصب إلا إلى القبر. نحرم أنفسنا من استكشاف حياة أخرى. ونحرم الآخرين من تجربة غيرنا.
الأمر لا يقتصر على المؤسسات الحكومية والخاصة، بل امتد إلى مؤسسات المجتمع المدني. الجميع شاهد كيف قاوم الرئيس السابق لجمعية حماية المستهلك قرار إعفائه. حاول بشتى الوسائل والطرق أن يبقى. لا أحد بيننا يغادر منصبه بملء إرادته. القليل جدا هو من يفعل ذلك. يعتبر الكثيرون قرار الاستقالة وحتى التقاعد المبكر هزيمة. لكن الهزيمة الحقيقية هي الاستمرار في مكان واحد لمدة طويلة دون جدوى. المشكلة مشكلة مجتمع. فحتى لو قرر أحدهم الاستقالة ستجد أبناءه وحتى أحفاده يتوسلون إليه لكي لا يفعلها. لن يسمحوا لوالدهم أن يجردهم من المتعة والسعادة التي تبدو جلية على ملامحهم عندما يسألهم أحد: هل يقرب لك هذا المسؤول؟
إن إصرارنا على بقاء مسؤول في منصب محدد سنوات عديدة وعصورا مديدة يشبه إصرارنا على بقاء نجم كرة قدم في الملاعب بعد أن استنفد كل مالديه. فلياقته وحيويته ونضارته لم تعد كما عهدناها. الاسم وحده لا يصنع الانتصارات. الانتصارات تحتاج إلى مجهود وشغف وطيش أحيانا. الطيش والمغامرة والاندفاع صفات لا تتوافر في كبار السن.
للأسف أصبحت بعض مؤسساتنا تسمى بأسماء مديريها المعمرين من فرط ارتباطهم بها .
قيادات واعدة عديدة أهدرناها إثر تغييبها لعقود حتى صدأت وتآكلت. لو التفتنا حولنا لن نجد مسؤولا واحدا شابا. ربما وجدنا واحدا أو اثنين. كأن المناصب لدينا خلقت لمن هم فوق الخمسين. نخلق مبررات واهية لغياب الأجيال الجديدة عن هذه المواقع ما صغر منها وما كبر. في المقابل هناك اندفاع دولي نحو التغيير وإحلال الوجوه الشابة. فرئيس وزراء بريطانيا الجديد، ديفيد كاميرون عمره 44 عاما، ونائبه نيك كليج يصغره بعام. وزعيم حزب العمال، إد ميلباند، لم يكمل الأربعين بعد.
لابد أن نسير في هذا الاتجاه. لابد أن نستثمر هذه الطاقات الهائلة قبل أن تخمد. لابد أن نمنحهم الفرصة قبل أن يذبلوا ونذبل.
الأجيال الجديدة لا تعد أجيالا جديدة عندما تبلغ الخمسين. إنها دون ذلك. لا أحد ينسى ماذا فعل الدكتور غازي القصيبي، رحمه الله، في وزارة الصناعة والكهرباء وعمره لم يتجاوز 36. الأميركي بيل جيتس، ثاني أثرياء العالم حاليا، أسس "مايكروسوفت" وهو في مطلع العشرين وتقاعد في مستهل الخمسين. والأميركي، مارك زوكربيرج، أسس الموقع الاجتماعي "فيسبوك" وهو في العشرين أيضا.
دراسات كثيرة تنتشر في العالم تحفز الشبان على اكتشاف أنفسهم ومقدراتهم مبكرا. صار من الصعب أن نبدأ حياتنا في هذا العالم متأخرين. أن نبدأها ونحن في الثلاثين من أعمارنا. من المؤسف أن تجد بعض شبابنا مازالوا يأخذون مصروفهم من آبائهم وهم في منتصف العشرينات، بينما أقرانهم من الشعوب الأخرى يصرفون على ذويهم. إذا أردنا اللحاق بركب المتقدمين علينا أن نتيح لصغارنا الفرصة لتشكيل شخصياتهم مبكرا. ونوفر لهم مساحات شاسعة يبحثون فيها عن ذواتهم ومستقبلهم. وأن نمنح شبابنا فرصة القيادة في العشرينات وفي الثلاثينات، سنوات الإنتاج والعطاء والإبداع. فربما حينها نقطف ثمار حصادنا تدريجيا، ونتخلص من معمري المناصب، بعد أن تسود ثقافة التغيير. فمن المحزن أن يكون متوسط أعمار قياديينا في الخمسينات، في وطن معظمه في العشرينات.

المصدر
 
عودة
أعلى