د/ سعيد جمعة
New member
- إنضم
- 27/11/2003
- المشاركات
- 24
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=justify]لا أجد من يصلح
تلك العبارة التي ترسخت في النفس البشرية حتى صار كل واحد من الناس احتل منصبا أو عين في وظيفة يرى أنه الوحيد في هذا العالم القادر على إداترة شؤو نها وأنه لو ترك هذا المكان لانهار كل شيء ليس المنصب وحده بل انهارت الدنيا كلها لذلك فهو متمسك بهذا المنصب يدافع عنه دفاع الحريص – كما يرى – على المصلحة العامة .
وحقيقة لقد شغلني هذا الأمر كثيرا حين أرى الكثير من أصحاب المناصب أيا كان نوعها يقاتلون من أجل بقائهم فيها معتقدين أنهم وحدهم على الحق وأن كل الناس لا تفهم ما يفهمونه ولا تحسن ما يحسنونه
وأخذت أقلب في ذاكرتي , وأقول هذا عجيب من أين جاءنا هذا الشيء وهل هو طبع في الإنسان جبل عليه أم أنه مكتسب ؟
وتضحكون يحن تعرفون أن هذا الأمر ليس في البشر وحدهم فلقد سبقهم إليه الملائكة حين قالوا لله عز وجل " أتجعل فيها من يفسد فيها "
تلك هي نظرة صاحب المنصب لمن يريد أن يخلفه .
إنه مفسد
إنه لايعرف شيئا .
إنه مستجد بلغة عساكر الجيش
فالملائكة تتعجب من إشراك غيرهم في عبادة الله تعالى وهم الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
وإذا كنا نلتمس للملائكة بعض العذر , لكننا للأسف لم نتعلم الدرس الذي علمه الله تعالى للملائكة وللخلق جميعا حين بين لهم أن الأمر ليس حكرا عليهم ولايمكن لأحد أن يحتكر المنصب الذي شغره حتى وإن كان هذا المنصب هو عبادة الله تعالى , ودوام طاعته .
ولذلك أنظر كثيرا بعين المعتبر إلى مواضع كثيرة في السنة المطهرة وأنا أري رب العزة يباهي ببعض عباده الملائكة ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي .
وهذا متكرر كثيرا في نصوص السنة :
تراه في وقفة عرفات
وتراه في صلاة الجماعة
وتر اه في صيام الصائمين
وتراه في كثير من المواضع وكأن الله تعالى يبرهن لملائكته أن الإنسان جدير بهذا المنصب منصب العبودية لله تعالى , وليس الأمر حكرا عليهم .
هذا الاحتكار الذي رأته الملائكة تسلل إلى بني الإنسان فكل صاحب منصب لايرى غيره قادرا على أداء حقه فقط هو وحده القادر على ذلك .
حتى أن صاحب منصب سئل يوما لم لا تختار نائبا من بين سبعين مليونا .؟
قال لا أجد من يصلح !!!!!
تخيل معي هذا .
سبعون مليونا لا يوجد فيه واحد فقط يمكن أن يفهم ما يفهمه صاحب هذا المنصب أو يستطيع القيام بمهامه .
فقط هو وحده ’ وكذلك سولت له نفسه .
ولكن لاتعجب فليس الأمر غريبا , ولا بعيدا عنك وعني , فكلنا ذلك الرجل .
نعم كلنا , كل واحد منا يرى في نفسه الأكفأ والأقدر , والأعرف ........ إلخ
وسل نفسك , ولو كنت بوابا لعمارة , أو موظفا في إدارة أو رئيسا لمدرسة , أو أي شيء كان , أقول سل نفسك هل هنا ك من هو أقدر منك ؟ !, هل هناك من هو أفضل منك لهذا المكان ؟
هه , هل جاوبت على السؤال ؟
إذا لا تلم صاحب هذا المنصب فكلنا في الهم سواء .
بل إنني وأنا أكتب هذه الخواطر أبتسم حين أتذكر ما نفعله في بيوتنا ومع أولا دنا .
إننا نفعل نفس الشيء . نعتقد اعتقادا جازما بأننا الأقدر على فهم الأمور وتسييرها , وأن أولادنا لا يفهمون ولا يعرفون , ولا يستطيعون تسيير حالهم .
وكم من مرة كان يناقشني أولادي في قررات اتخذتها _ وهي خاطئة _ فقليلا ما كنت أتراجع عنها أو على الأقل أسكت وأواري قلة خبرتي وسوء تصرفي , وكثيرا ما كنت أستخدم أسلوب أنني هنا الأب وصاحب المنصب الأبوي الواجب الاحترام والتقدير .
وأن كل من في المملكة_ أقصد بيتي _ ملكي أنا , فلا رأي لأحد هنا إلا رأيي , ولا صوت يعلو على صوتي , فأنا الفاهم وهم لا يفهمون , وأنا الخبرة الكبيرة وهم لا يعرفون شيئا .
هكذا كنت أقول , ثم أنظر إلى عيني طفلي الصغير صاحب الست سنوات و نظرته المليئة بكثير من المعاني والدلالات وصمته العجيب , وكأنه يقول لي راجع نفسك لترى خطأك .
فمن منا يتراجع ؟
إن أصحاب المناصب لا يتراجعون حتى ولو شهد السابقون واللاحقون على خطئها , تعرفون لماذا ؟
لأنهم وحدهم الفاهمون العارفون وكل الناس لاتفهم , وكل الناس لا تعرف .
العجيب أن صاحب هذا المنصب إذا زال عن منصبه أو أزيل عنه لأي سبب تبين للجميع أنه لم يكن يفهم ولم يكن يعرف ولم يكن شيئا .
ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى علاج أو إن شئت قل يحتاج إلى تربية وإعادة صياغة للعقلية الإنسانية وبخاصة العقلية العربية .
ولا تندهش حين أذكر لك أن الإسلام ورسول الإسلام "صلى الله عليه وسلم " علم الناس هذا الأمر في كثير من المواقف
فتجد مثلا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يولي القيادة لزيد بن ثابت ثم لجعفر ابن أبي طالب ثم لعبد الله بن رواحة
وهذا درس عظيم قل من ينتبه إليه , أن يكون هناك للقيادة نائب بل ونائبان ,وتعلم المسلمون الدرس حتى أنهم حين استشهد الثلاثة اختاروا لأنفسهم هم القائد وكان خير اختيار .
وترى ذلك أيضا حين يولي رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة لخالد بن الوليد بعد إسلامه بقليل وفي الجيش أبو بكر وعمر وكبار الصحابة .
بل تراه أوضح حين يولي القيادة لشاب حديث السن وهو أسامة بن زيد وفي الجيش أيضا كبار الصحابة .
ما معنى هذا ؟
معناه أن القيادة ليست حكرا على أحد .
ولا علاقة لها بكبر سن , ولا كثير تواجد في المكان ولا أسبقية ولا أقدمية .
إنما هي مؤهلات , وقدرات , مع الوضع في الاعتبار أن غيرك قد يكون أقدر منك على الأمر وهم كثير بل كثير جدا ولذلك عليك بأخذ آرائهم واستشارتهم في أمورك , وتنصيب نائب ونائبين , والأخذ برأي الشورى وإن خالف رأيك , والاستماع لآراء الجميع وتفهم تلك الآراء .
المهم أن تعرف أنك لست وحدك .[/align]
تلك العبارة التي ترسخت في النفس البشرية حتى صار كل واحد من الناس احتل منصبا أو عين في وظيفة يرى أنه الوحيد في هذا العالم القادر على إداترة شؤو نها وأنه لو ترك هذا المكان لانهار كل شيء ليس المنصب وحده بل انهارت الدنيا كلها لذلك فهو متمسك بهذا المنصب يدافع عنه دفاع الحريص – كما يرى – على المصلحة العامة .
وحقيقة لقد شغلني هذا الأمر كثيرا حين أرى الكثير من أصحاب المناصب أيا كان نوعها يقاتلون من أجل بقائهم فيها معتقدين أنهم وحدهم على الحق وأن كل الناس لا تفهم ما يفهمونه ولا تحسن ما يحسنونه
وأخذت أقلب في ذاكرتي , وأقول هذا عجيب من أين جاءنا هذا الشيء وهل هو طبع في الإنسان جبل عليه أم أنه مكتسب ؟
وتضحكون يحن تعرفون أن هذا الأمر ليس في البشر وحدهم فلقد سبقهم إليه الملائكة حين قالوا لله عز وجل " أتجعل فيها من يفسد فيها "
تلك هي نظرة صاحب المنصب لمن يريد أن يخلفه .
إنه مفسد
إنه لايعرف شيئا .
إنه مستجد بلغة عساكر الجيش
فالملائكة تتعجب من إشراك غيرهم في عبادة الله تعالى وهم الذين لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون .
وإذا كنا نلتمس للملائكة بعض العذر , لكننا للأسف لم نتعلم الدرس الذي علمه الله تعالى للملائكة وللخلق جميعا حين بين لهم أن الأمر ليس حكرا عليهم ولايمكن لأحد أن يحتكر المنصب الذي شغره حتى وإن كان هذا المنصب هو عبادة الله تعالى , ودوام طاعته .
ولذلك أنظر كثيرا بعين المعتبر إلى مواضع كثيرة في السنة المطهرة وأنا أري رب العزة يباهي ببعض عباده الملائكة ويقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي .
وهذا متكرر كثيرا في نصوص السنة :
تراه في وقفة عرفات
وتراه في صلاة الجماعة
وتر اه في صيام الصائمين
وتراه في كثير من المواضع وكأن الله تعالى يبرهن لملائكته أن الإنسان جدير بهذا المنصب منصب العبودية لله تعالى , وليس الأمر حكرا عليهم .
هذا الاحتكار الذي رأته الملائكة تسلل إلى بني الإنسان فكل صاحب منصب لايرى غيره قادرا على أداء حقه فقط هو وحده القادر على ذلك .
حتى أن صاحب منصب سئل يوما لم لا تختار نائبا من بين سبعين مليونا .؟
قال لا أجد من يصلح !!!!!
تخيل معي هذا .
سبعون مليونا لا يوجد فيه واحد فقط يمكن أن يفهم ما يفهمه صاحب هذا المنصب أو يستطيع القيام بمهامه .
فقط هو وحده ’ وكذلك سولت له نفسه .
ولكن لاتعجب فليس الأمر غريبا , ولا بعيدا عنك وعني , فكلنا ذلك الرجل .
نعم كلنا , كل واحد منا يرى في نفسه الأكفأ والأقدر , والأعرف ........ إلخ
وسل نفسك , ولو كنت بوابا لعمارة , أو موظفا في إدارة أو رئيسا لمدرسة , أو أي شيء كان , أقول سل نفسك هل هنا ك من هو أقدر منك ؟ !, هل هناك من هو أفضل منك لهذا المكان ؟
هه , هل جاوبت على السؤال ؟
إذا لا تلم صاحب هذا المنصب فكلنا في الهم سواء .
بل إنني وأنا أكتب هذه الخواطر أبتسم حين أتذكر ما نفعله في بيوتنا ومع أولا دنا .
إننا نفعل نفس الشيء . نعتقد اعتقادا جازما بأننا الأقدر على فهم الأمور وتسييرها , وأن أولادنا لا يفهمون ولا يعرفون , ولا يستطيعون تسيير حالهم .
وكم من مرة كان يناقشني أولادي في قررات اتخذتها _ وهي خاطئة _ فقليلا ما كنت أتراجع عنها أو على الأقل أسكت وأواري قلة خبرتي وسوء تصرفي , وكثيرا ما كنت أستخدم أسلوب أنني هنا الأب وصاحب المنصب الأبوي الواجب الاحترام والتقدير .
وأن كل من في المملكة_ أقصد بيتي _ ملكي أنا , فلا رأي لأحد هنا إلا رأيي , ولا صوت يعلو على صوتي , فأنا الفاهم وهم لا يفهمون , وأنا الخبرة الكبيرة وهم لا يعرفون شيئا .
هكذا كنت أقول , ثم أنظر إلى عيني طفلي الصغير صاحب الست سنوات و نظرته المليئة بكثير من المعاني والدلالات وصمته العجيب , وكأنه يقول لي راجع نفسك لترى خطأك .
فمن منا يتراجع ؟
إن أصحاب المناصب لا يتراجعون حتى ولو شهد السابقون واللاحقون على خطئها , تعرفون لماذا ؟
لأنهم وحدهم الفاهمون العارفون وكل الناس لاتفهم , وكل الناس لا تعرف .
العجيب أن صاحب هذا المنصب إذا زال عن منصبه أو أزيل عنه لأي سبب تبين للجميع أنه لم يكن يفهم ولم يكن يعرف ولم يكن شيئا .
ولا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى علاج أو إن شئت قل يحتاج إلى تربية وإعادة صياغة للعقلية الإنسانية وبخاصة العقلية العربية .
ولا تندهش حين أذكر لك أن الإسلام ورسول الإسلام "صلى الله عليه وسلم " علم الناس هذا الأمر في كثير من المواقف
فتجد مثلا رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يولي القيادة لزيد بن ثابت ثم لجعفر ابن أبي طالب ثم لعبد الله بن رواحة
وهذا درس عظيم قل من ينتبه إليه , أن يكون هناك للقيادة نائب بل ونائبان ,وتعلم المسلمون الدرس حتى أنهم حين استشهد الثلاثة اختاروا لأنفسهم هم القائد وكان خير اختيار .
وترى ذلك أيضا حين يولي رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة لخالد بن الوليد بعد إسلامه بقليل وفي الجيش أبو بكر وعمر وكبار الصحابة .
بل تراه أوضح حين يولي القيادة لشاب حديث السن وهو أسامة بن زيد وفي الجيش أيضا كبار الصحابة .
ما معنى هذا ؟
معناه أن القيادة ليست حكرا على أحد .
ولا علاقة لها بكبر سن , ولا كثير تواجد في المكان ولا أسبقية ولا أقدمية .
إنما هي مؤهلات , وقدرات , مع الوضع في الاعتبار أن غيرك قد يكون أقدر منك على الأمر وهم كثير بل كثير جدا ولذلك عليك بأخذ آرائهم واستشارتهم في أمورك , وتنصيب نائب ونائبين , والأخذ برأي الشورى وإن خالف رأيك , والاستماع لآراء الجميع وتفهم تلك الآراء .
المهم أن تعرف أنك لست وحدك .[/align]