كِتابُ سِبيويهَ لايُعلِّمُ طالبَ العلمِ النحوَ [نَظَرِيَّة رَصِينَةٌ غَرَّاء]

إنضم
01/06/2007
المشاركات
73
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
لك أن تجعل هذه النظرية الغرّاء (أو سمِّها ماشئت) نبراسًا مجيدًا لكل طالب علم يريد الاهتداء إلى أقوم سبيل ينال فيه العلم على أصوله المحرَّرَة إذا علمت أنها خرجت من رجلٍ فذٍّ -يندب حاضرنا حظه من فقدان أمثاله- في إثر ردمهِ أولَ صدعٍ حدث في تراث الأمة العربية الإسلامية(1) ...

أبو فهر.. وما أدراك ماأبو فهر ..

لله أبو العربية إذ أتت بمثله ..
ماأعظم شأوه .. وماأجل قدره .. وماأرسخ قدمه ..

نظرة خاطفة في كلمات سطرتها أنامله تنبيك عنه..وتجعلك تَرِد إليه قسرًا بلا إجبار ومُرغمًا بلا إعسار ..
فأنت إذ ذاك .. منه إليه .. وعن غيره به ..


لما أخذ أبو فهر(محمود محمد شاكر) يعالج قضية الاستهانة بعلوم الأوائل في مطلع تحقيقه لكتاب(أسرار البلاغة) للجرجاني انتثرت من مكنونِ فرائدهِ بعضُ قواعدَ كانت قبل انكشافها دفينةً لم يرعَها كثير من أدعياء العلم..

أذكر منها :-
(الاستهانة داء وبيل يطمس الطرق المؤدية إلى العلم والفهم)
(ذهبت نظرية الدكتور طه في الشعر الجاهلي بددًا لأنها لم تقم على أساس صحيح من العلم والنظر)

وليس المقام مقام استقصاء فماذكرته إنما هو في مقدمة يسيرة لسِفر من الأسفار .. فما الظن بغيرها مما هو على نسجها ، بل فوق ذلك؟!



أقول:
أعجبتني عبارة أملاها الشبخ أبو فهر تمثل منهجًا عظيمًا ينبغي لكل طالب علم أن يترسمّه..
قال رحمه الله تعالى:
(كتاب سبيويه لايعلم طالبَ العلمِ النحوَ،إلا إذا مهَّد له الطريق ابنُ عقيل وابنُ هشام والأشموني،وإلا فقد قذف نفسه في المهالك) [مقدمة تحقيق كتاب أسرار البلاغة/27]


أيها الأحبة..
طرحت هذا الموضوع لأنهل من مكنون تجاربكم ماستبدونه بإذن الله ...
فهاهو أبو فهر قد بين المنهج في دراسة علم من علوم الشريعة..أعني به علمَ النحو ..
والأمر يحتاج منكم أيها المباركون إلى إسهام في طرح منهجية قويمة لفهم كتب الأسلاف من العلماء ..

ماالسبيل إلى فقه منهاج شيخ الإسلام،وماالسبيل إلى فقه موافقات الشاطبي،وهلم جرّا ..

إن هذا الموضوع لمن الأهمية بمكان .. فإن كثيرا من طلبة العلم يتخبطون في معمعة من التصانيف .. لاتستقيم لهم في معاملتها قناة .. ولاتَبينُ لهم في سبل فهمها جادة ..

قال العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى بعد أن رأى معالم ماذكرتُ في فن من فنون العلم:
(... فإني رأيت طلبة العلم يزاولون علم البلاغة بطريقة بعيدة عن الإيفاء بالمقصود إذ يبتدؤون بمزاولة رسالة الاستعارات لأبي القاسم الليثي السمرقندي وهي زبدة مستخلصة من تحقيقات المطول والمفتاح يحتسونها قبل إبانها ثم يتناولون مختصر التفتازاني قبل أن يأخذوا شيئا من علم المعاني وفي ابتدائهم شوط وفي انتقالهم طفرة) [موجز البلاغة/2]



من هنا أحببت أن أطرح هذا الموضوع بين أيديكم..
وآمل منكم الإسهامَ في إثراء هذا الموضوع بما منَّ به اللهُ عليكم،وخصوصا مايتعلق من ذلك بكتب علوم القرآن بفروعه من تفسير ونحو ذلك ..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيه ..


-----------------------------------------------------------

(1) انظر تفاصيل ذلك في مقدمة أبي فهر لكتاب(أسرار البلاغة)للجرجاني
 
حياك الله أبا عبد العزيز .. وأشكرك على ما قلت من فرائد .
وأحب أن أقول : إن هناك كتبًا في تراثنا أسست المعرفة ، كالرسالة للشافعي ، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر ، وكتاب سيبويه ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ، وتفسير ابن جرير الطبري .. وغيرهم مما نعده أمًّا في بابه ، ومن جاء بعدهم فهو عالة عليهم .
وهذه الكتب هي حياض العلم وروضه ونبعه ولبّه ، وغيرها من الكتب لايعدو أن يكون اختصارًا أو شرحًا أو تهذيبًا ونحو ذلك .. ولهذا تجدها مليئة بالتكرار والإعادة .. بل إن من مظاهر ضعفها التأنق في العبارات والاهتمام بالشكليات على حساب المعرفة !.

فالوصية هي أن تقصد البحر وتترك القنوات .

ولكن هنا تنبيهًا مهمًا وهو : أن هؤلاء الأفذاذ إنما كتبوا لمن هم في طبقتهم . فيحتاج قارئها إلى أرضية علمية مؤهلة لاستيعاب مافيها من علم ، وهذه المقدمات يجب أن تكون ملائمة لمستوى المتعلم من ناحية ، وشاملة لأصول مسائل العلم من ناحية أخرى ، بمعنى أن نجعل المتعلم ينظر إلى العلم الذي يدرسه نظرة الطائر ، من علوٍّ ونظرة كلية إلى العلم .
 
فيحتاج قارئها إلى أرضية علمية مؤهلة لاستيعاب مافيها من علم

تحديد ذلك هو المقصود من الموضوع ..

ولاأعني أن نحدد أصول كل فن وفقط ..

بل نتحدث كذلك عن الكتب الممهدة لفقه تلك الكتب التي هي في حقيقتها أصول لذاك الفن ..

فيطرح كل منا كتابا معينا هو عُمدة في بابه..ويتحدث عنه باختصار .. ثم يتكلم عن سبيل فقهه..وهكذا...
وكلٌ بحسب ماعنده..
وإني لإخالكم كالإخاذ الذي يروي المئين من الناس ..
فلا تبخلوا علينا بمشاركتكم ..


بوركت أيها المبارك على إسهامك ..
 
عودة
أعلى