كيف يُمكن أنْ أتدبَّر القُرآن ؟. الشيخ / عبد الكريم الخضير

المسيطير

New member
إنضم
14/04/2006
المشاركات
145
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]كيف يُمكن أنْ أتدبَّر القُرآن؟

الشيخ / عبد الكريم الخضير[/align]



لا شكَّ أنَّ القراءة على الوجه المأمور به هي القراءة التي تُورث القلب من العلم والإيمان والطمأنينة ؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ، والهدى كما قال ابن القيم :


[align=center]فتدبَّر القرآن إنْ رُمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآنِ[/align]

وجاء الأمرُ بالتَّدبر في آيات ، في النِّساء ، وفي المؤمنين ، وفي ص ، وفي محمد ، في أربع آيات جاء الأمر بالتدبر ،

وجاء الأمرُ بالتَّرتيل ، فقراءة القرآن مع التدبر والترتيل هذا هو الوجه المأمُور به ، المُشار إليه في كلام شيخ الإسلام .


[align=center]كيف يتدبَّر القرآن؟.[/align]

وليت مثل هذا السؤال يُلقى على أهل القُرآن ، الذين هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ ، الذين يتعاملون مع القُرآن ، وهو بالنِّسبة لهم ديدنهم وهجيراهم ، أما غيرهم مثلي أصحاب تخليط ، مرة تفسير ، ومرة تاريخ ، ومرة حديث ، ومرة أدب ، ومرة ثقافة عامَّة ؛ لكن يُحسن مثل هذا الجواب مع مثل هذا السُّؤال أهل القرآن ، وإنْ كان ابن القيم - رحمه الله تعالى - لهُ نظر و رأي في أهل القرآن ، وأنَّ أهل القرآن هُم المُعتنون به قراءةً وإقراءً وفهماً وعملاً ، وإنْ لم يحفظُوه ، يقول :

لكنْ من عُرف بأنَّهُ من أهل القرآن و شاع وعُرف بين النَّاس أنَّهُ من أهلهِ هو الطَّبيب المُداوي في مثل هذا الدَّاء .

كثير من النَّاس يشكُو أنَّهُ قد يقرأ القُرآن ولا يستحضر شيء ، ويحصل معنا ومع غيرنا وإلى المُشتكى أنَّ الإنسان يستفتح سورة يونس فما يُفيق إلا وهو في يوسف مُتجاوزاً سُورة هًود ما كأنَّهُ قرأ منها حرف .

وجاء في الحديث أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال لهُ أبو بكر : أراكَ شِبْتَ يا رسُول الله ، قال : (( شيَّبتني هُود وأخواتها )) .

والكلام ليس من فراغ ، هذا الكلام له واقع ، يدخل الإنسان في الصَّلاة ويخرج وما كأنَّهُ صلَّى ، ويفتح المُصحف ولا يدري هُو في الصَّفحة اليُمنى أو في اليُسرى ، هذا لا شكَّ أنَّهُ خلل يحتاج إلى علاج ، يحتاج إلى عناية .

هذا كلام الله ، نقرأ بقلُوبٍ مُنصرفة !! ، ونحنُ لو جاءنا تعميم من المسؤول الأرفع إلى المُدير ؛ لابدَّ أنْ يُجمع لهُ الوُكلاء ، ويُجمع لهُ رُؤساء الأقسام وينظرُون في منطُوقِهِ ، ومفهُومِهِ ، ووش يُستنبط منه ؟ وماذا يُستفاد منه ؟ يجتمعُون عليه اللَّيالي والأيَّام .

لو صدر نظام جديد يفعلون به هكذا ، وإذا أشكل عليهم شيء استفسرُوا ، وجاءت المُذكَّرات التَّفسيريَّة ، وهذا كلامُ ربِّنا يقرأ الإنسان وكأنَّهُ يقرأ جريدة .

ولا شكَّ أنَّ القُلُوب مُنصرِفَة ، تجد الإنسان في صلاتِهِ لا يُدْرِك منها شيء ، في تلاوتِهِ لا يُدرك شيء ، في ذِكرِهِ باللِّسان فقط .

والحسن البصري - رحمه الله - يقول : " تفقَّد قلبك في ثلاثة مواطنْ ؛ فإنْ وجدته و إلاَّ فاعلم أنَّ الباب مُغلق :
- في الصَّلاة .
- في قراءة القرآن .
- في الذِكر .

كثير من طُلاَّب العلم لو قُلتَ لهُ : { فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُور ِ} [(8) سورة المدثر] في أي سُورة ؟ هو حافِظ للقُرآن ، أخذ يستذكِر ، ويسترجع ، وكم آية بعدها وقبلها ، فضلاً عنها هل تُؤثِّر فيه أو لا تُؤثِّر؟.

أحياناً لا تُحرِّك شعرة ، في كثير من طُلاب العلم مع الأسف ، وزُرارة بن أوفى سمعها من الإمام في صلاة الصُّبح ومات ، وبعض النَّاس يُشكِّك في مثل هذهِ القصص ؛ لأنَّهُ ما أدْرك حقيقة الأمر ، و لا يعرف معناها ، وهذا كُلُّهُ سبَبُهُ البُعد والإعراض عنْ النَّظر فيما يُعينُ على فهم كلام الله - جل وعلا - .

والطَّريقة التي ذكرناها في منهجيَّة القراءة في كُتب التَّفسير تُعينهُ - بإذن الله تعالى - على التَّدبُّر .أهـ.






http://www.khudheir.com/ref/136
 
قال سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى :

( فعليك بتدبر القرآن حتى تعرف هذا المعنى ، تدبر القرآن من أوله إلى آخره ؛ من الفاتحة - وهي أعظم سورة في القرآن ، وأفضل سورة فيه - إلى آخر ما في المصحف : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، والمعوذتين .

تدبر القرآن ، واقرأه بتدبر وتعقل ، ورغبة في العمل والفائدة ، لا تقرأه بقلب غافل ، اقرأه بقلب حاضر بتفهم وبتعقل ، واسأل عما أشكل عليك ؛ اسأل أهل العلم عما أشكل عليك ، مع أن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية .

مثل قوله - جل وعلا - : {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[57] ، وقوله - تعالى - : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [58] ، وقوله - سبحانه - : {من يطع الرسول فقد أطاع الله}[59] ، وقوله - عز وجل - : {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[60] ، وقوله - تعالى - : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [61] ، وقوله - سبحانه - : {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}[62] ، وقوله - تعالى - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[63] ، وقوله - عز وجل - : {وأحل الله البيع وحرم الربا}[64] .

فكله آيات واضحات ، بيّن الله سبحانه وتعالى فيها ما حرم على عباده وما أحل لهم ، وما أمرهم به وما نهاهم عنه ) أ.هـ.

http://www.ibnbaz.org.sa/index.php?p...article&id=364
 
الشيخ الحبيب / أحمد بن حنبل
جزاك الله خير الجزاء ، وأجزله ، وأوفاه .

---


آيات ينبغي للمُسلم تأملها

الشيخ/ عبد الكريم الخضير


فَعَلى المُسْلِم أنْ يَتَأَمَّلْ مِثْل هذهِ الآيَاتْ ، وهذهِ السُّوَرْ القَصِيرَة فِيها العَجَائِبْ ، فِيها العَجَائِبْ لاسِيَّما السُّوَرْ المَكِّيَّة التِّي فِيها هذهِ الأهْوال ، السُّوَرْ المَدَنِيَّة فِيها شَيء مِمَّا ذُكِرْ مِمَّا يُوعظُ بِهِ ويُذَكَّرُ بِهِ ؛ لَكِنْ الغالِب فيها بَيَانْ الأحكام والشَّرَائِع ، أمَّا السُّور المَكِّيَّة فَعَلَى قِصَرِها فَفِيها ما يَسُوطُ القُلُوبْ ، ويَزْجُرُ القُلُوبْ ، ويَدْفَعُ القُلُوب إلى العَمَلْ ؛ لَكِنْ قَلْبُ من ؟ اللهُ -جلَّ وعَلا- يقُول : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }[(45) سورة ق] ، فالذِّي يَخَافُ الوَعِيدْ هُو الذِّي يُذَكَّرْ بالقُرْآنْ ، أمَّا الذِّي لا يَخَافْ مِمَّنْ مَاتَ قَلْبُهُ ، نَسْأل الله السَّلامة والعَافِيَة ، مِثل هذا يَقْرَأ قُرآنْ ، أوْ يَسْمَع قُرآنْ ، أوْ يَسْمَعْ جَرِيدَة ، ويَسْمَع تَحْلِيلْ صَحَفِي أوْ غَيْرُهُ لا فَرْق عِنْدَهُ ، والله -جلَّ وعَلا- يقول : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ }[(17) سورة القمر] ، لَكِنْ لِمَنْ ؟ يعنِي هَلْ هُو للغَافِلْ واللاَّهِي والسَّاهِي ؟ أو كما قَال الله -جلَّ وعَلا- : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }[(17) سورة القمر] ؟ يَعْنِي هل مِنْ مُتَذَكِّرْ ؟ ، هل مِنْ مُتَّعِظْ ؟ ، هل مِنْ مُنْزَجِرْ ؟ نعم إذا وُجِدَ هذا فالقُرآنْ مُيَسَّرٌ عليهِ ، يُسِّرَتْ قِرَاءَتُهُ ، يُسِّرَ حِفْظُهُ ، يُسِّرَ فَهْمُهُ ، يُسِّرَ العَمَلُ بِهِ ؛ لَكِنْ لِمَنْ أَرَادَ أنْ يَذَّكَّرْ ، لِمَنْ أرادَ أنْ يَتَذَكَّر بالقُرآنْ ، يَتَّعِظْ بالقُرآنْ يَسْتَفِيدْ ، أمَّا الذِّي يَقْرَأ القُرآنْ لا بهذهِ النِّيَّة فَإنَّ فَائِدَتُهُ وإنْ اسْتَفَادَ أجْرَ قِرَاءةِ الحُرُوفْ فإنَّهُ لا يَسْتَفِيدْ قَلْبُهُ شيء من هذهِ القِرَاءة إلاَّ بِقَدْرِ مَا يَعْقِلُ منها .






http://www.khudheir.com/ref/121
 
عودة
أعلى