من عادة القرآن ربط كل مقطوع به بالمشيئة، فليس يحدث في الكون شيء بلا مشيئة الخالق الحكيم القهار.
لو لم يتم تعليق عدم النسيان بالمشيئة قد يظن ظان أن عدم النسيان بسبب قوة ذاتية للرسول الكريم، ومن ثم قد يطري المغالون محمداً صلى الله عليه وسلم بما لا يجوز إلا للإله؛
لذا: التوحيد أولاً.
فائدة أفادني بها د. أحمد الطعان أثناء مناقشة أطروحة الدكتوراه عام 2007م معقباً على شبهة مثارة حول قوله تعالى: " خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ".
قال : وهنا قضية عقدية، فالقول بخلود أهل الجنة وأهل النار بقدرتهم هم، دون التعليق على المشيئة، يقتضي مشاركة الباري عز وجل بصفة تفرَّد بها عن الخلق وهي صفة البقاء والخلود. فقد يُقال: إن أهل الجنة أيضاً موصوفون بالبقاء ـ وأهل النار كذلك ـ. فجاءت الآية الكريمة لتفيد أن خلودهم بمشيئة الله، وتخليده لهم؛ لحكمته وعدله سبحانه وتعالى، لا بإرادتهم هم.