كيف يمكر القرآن بمن يريد المكر به...!

إنضم
20/04/2003
المشاركات
566
مستوى التفاعل
24
النقاط
18
من ملاحظات (ابن تيمية ) الثاقبة أن من يستشهد بآية على باطل أو بدعة فإن تلك الآية نفسها لو تأملتها حق تأملها لوجدتها حجة عليه...

ولنا أن نعمم هذه القاعدة فنقول :

كل من نسب لآية خطأ أو ركاكة أو ضعفا فإن في تلك الآية نفسها ما يخرسه ويبهته...

وهذا مثال :

إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [القصص : 4]

قد يقول الماكر إن فرعون علا في بلده وليس في الأرض كلها، فلم يكن له سلطان في الصين أو فارس أو اليمن... فكيف يتحكم في أهل الأرض ويجعلهم شيعا...فعبارة القرآن ليست صادقة في المعنى ، ولا ينفع المنافح أن يقول إن الآية وظفت آلية المبالغة والمبالغة مقبولة وشائعة في كلام الناس...لأننا نقول إن المبالغة من جنس الكذب وإنكار ما في الواقع لا يقل كذبا عن تضخيمه فلو أقرضت جارك دينارا وقال لم تقرضني شيئا وقلت بل أقرضتك دينارين فكلاكما كاذب...ثم إن المبالغة أسلوب مبتذل يحسنه أي عامي فكيف تقولون إن بلاغة القرآن تنقطع دونها الأعناق! فلا مفر لكم من نسبة القرآن للكذب أو الابتذال...

للأستاذ ( رؤوف أبو سعدة ) فرضية عن استعمال القرآن للاسم الأعجمي بينها في كتابه (العلم الأعجمي في القرآن مفسرا بالقرآن ) ،وخلاصة الفرضية أن القرآن عندما يستعمل العلم الأعجمي فهو يبين معناه في اللغة الأصل من خلال ذكر المقابل العربي في السياق تلميحا لا تصريحا...وهذا الأسلوب – حسب الأستاذ - مطرد في القرآن حيثما جاء العلم الأعجمي...فاسم "فرعون" مثلا في اللغة القبطية تعني "البيت الكبير" ...لكن القرآن لا يقول صراحة عندما يستعمل لفظ فرعون ومعناه في لغتهم البيت الكبير - كما يفعل الناس- بل يذكر المعنى تلميحا في سياق مختلف عن سياق تفسير الاسم :

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [التحريم : 11]

ذكر لفظ "بيت "إشارة إلى معنى "فرعون"...فكأن هذه المؤمنة تقول في دعائها:اجعل لي بيتا عندك بديلا عن هذا البيت (أي فرعون)

وكذلك سمى المصريون بلدهم "الأرض" ، فإذا قالوا (اخرج من الأرض ) فمرادهم (اخرج من مصر) فالأرض يراد بها المعنى الجزئي الخاص لا الكلي العام ...وهكذا جاءت اسم مصر في كثير من المواضع في القرآن بالمقابل العربي لمعنى الاسم الأصلي : الأرض ...

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [يوسف : 80]

فقول كبير إخوة يوسف" لن أبرح الأرض " مراد به البلد مصربالضرورة ...وليس التربة أو الكوكب الذي يعيش فيه بنو آدم ...فلو رجع إلى أبيه مع اخوته لما برح الأرض أيضا لأنه لم يصعد في سماء!

مقصوده لن يبرح منفاه الاختياري ،وهذا المنفى هو القطر المصري الذي معنى اسمه في لغة أهله : الأرض.

إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا...

علا في الأرض أي في مصر...

يريد الماكر أن يخطىء القرأن فيبهته بالإعجاز!!!
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
وتنوع الاستخدام هذا، في دلالة كلمة "أرض"، مما يفوت على كثير ممن يتبنون نظرية الأرض المسطحة..
حيث كلما وجدوا إشارة لتسوية الأرض في القرآن ظنوها تشير لجِرم الأرض ككل، لا لبقعة من سطحها! فاعتبروها دليلا - زعموا - على أن الأرض ككل مسطحة لا كروية.
ونفس الشيء في كلمة "سماء". فقد تبدأ معانيها من سقف البيت (كل ما علاك فهو سما) مرورا بالهواء فالأجرام ثم وصولا للسقف السماوي ذاته وما يليه من سموات أخر.

- كتاب العلم الأعجمي في القرآن من الكتب الفريدة فعلا، وصاحبه كان مترجما في الأمم المتحدة على ما أذكر.
- البيت الكبير في المصرية القديمة نطقها: بر عا، والتي تحولت إلى فرعوه في العبرية، ثم فرعون في العربية.
 
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [مريم : 28]


تجد لبعض الناس ما يشبه الهذيان في تخطئة القرآن في وصف مريم ب "أُخْتَ هَارُونَ" ، ولعل كل منصف اطلع على قولهم لا بد أن يجزم بأن هؤلاء لا ينطقون عن تحقيق أو علم إنما محركهم الحقد الدفين !

وقبل بيان ذلك نورد مقدمتين:

المقدمة الأولى

اعلم أن أكثر الأنبياء ذكرا في التنزيل هو موسى عليه السلام فقد ورد اسمه 131 مرة ورويت سيرته في جل مراحلها : من مولده في مصر، إلى التيه في سيناء، مرورا بمنفاه في مدين، ورحلته إلى مجمع البحرين...لكن ما يستغرب له حقا أن أباه لم يذكرفي هذه السيرة لا تصريحا ولا تلميحا ، بل لم يذكر حتى في ظروف ولادته...وقد يقال هذا الاستغراب غير متجه لأنه ليس من الضروري أن يذكر الأب في سيرة الابن ، لكننا نقول بل الاستغراب مشروع لأن كل أفراد عائلة موسى قد ذكروا إلا أباه.

ذكرت أمه :

وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص : 7]

ذكرت أخته :

إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ [طه : 40]

ذكرت زوجته :

إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ [النمل : 7]

وذكر أخوه هارون وهو مذكورباعتبارين : كفرد في سياق سلسلة الأنبياء ،وأيضا باعتبار قرابته لموسى- وهي التي تهمنا هنا-

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس : 87]

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا [الفرقان : 35]

فأين الأب!

بل تجد أخاه هارون عندما يستعطف موسى يذكره بأمه لا بأبيه:

وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأعراف : 150]

قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [طه : 94]

لاحظ كيف جاءت صيغة (ابن ام ) بالرسمين في المصحف!

أبو موسى اسمه عند أهل الكتاب (عمرام) وينطق في العربية (عمران ) وهو اسم شائع عند العرب يكفي أن نذكر من الصحابة (عمران بن حصين) ومن التابعين (عمران بن طلحة) - رضي الله عن الجميع- ...

وعمران المذكور في التنزيل عمران آخر، هو والد مريم، وبين العمرانين قرون....وهنا النكتة : كيف لا يذكر عمران أبا موسى وهو المشهور عند أهل الكتاب، وىذكر عمران أبا مريم وهو مجهول الاسم عند أهل الكتاب من النصارى خاصة!!

للحديث بقية...
 
للفائدة، اسم والد مريم عند النصارى: واقيم (يهوياقيم = الله يقيم)، وأظنه من مصادر خارجية غير إنجيلية

واسم عمران والد موسى مذكور في صحيح الحديث:
"مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ"

ولما وجد عمران (القرن الأول قبل الميلاد) اسمه يطابق اسم والد موسى (القرن السادس عشر قبل الميلاد، أو الثامن عشر) قرر تسمية أبنائه على أسماء أبناء عمران القديم. فسمى ابنه هارون، وابنته مريم، على اسم مريم وهارون إخوة موسى. وربما لو كان له ولد آخر لأسماه موسى أيضا.
وغالبا كان هذا تيمنا منه بأسماء الصالحين، كما نجد الرجل اليوم اسمه عبد الله فيختار لابنه اسم محمد كي يصير الاسم: محمد بن عبد الله، تيمنا باسم نبينا صلى الله عليه وسلم.

ومن الفوائد أيضا أنه ربما كان يرى أن قصة مريم أخت موسى في التوراة شابها تحريف وتشويه، حيث يصورها النص على أنها عوقبت بالبرص على ما أذكر (لم أراجع النص التوراتي منذ سنوات).. إذ كيف يختار لابنته هذا الاسم بالذات إن لم يكن يرى أن مريم القديمة كانت من الصالحات؟
 
المقدمة الثانية :

اعلم أن التنزيل لا ينسب علما إلى علم من أجل التعريف والتخصيص، فلا تجد بين العلمين ألفاظ الصلة من قبيل (أب) أو (ابن) أو (أخ) ... فليس في القرآن يوسف بن يعقوب، أو سليمان بن داود، أو إبراهيم أبو اسماعيل، أو أسحاق أخو اسماعيل....على عكس اسفارأهل الكتاب التي تلح كثيراعلى الانتساب .....

قاعدة مطردة في القرآن إلا في موضعين: في موضع نسبة علم ذكر إلى علم أنثى، وموضع نسبة علم أنثى إلى علم ذكر ...

- عيسى بن مريم

- مريم ابنة عمران

ويمكن اختزال الموردين في صيغة جامعة (عيسى بن مريم ابنة عمران) .

وهنا ننبه على قاعدة في التدبر من شأنها أن تكشف كثيرا من أسرار القرآن...إن القرآن المبين لا يطلب من المرء التدبر فحسب بل يدفعه إليه دفعا ،عن طريق وسائل يصوغها لهذا المقصد... منها أن تجد القرآن- مثلا- يؤسس عادة تعبيرية مطردة ،ثم تصطدم فجأة بتخلف هذه العادة في موضع أو موضعين ، فيكون السؤال "لماذا" لزاما...وإذا دفعك القرآن الكريم إلى السؤال فلإنه يريد أن يحذيك!

لماذا عيسى بن مريم ومريم ابنة عمران انفردا في القرآن بنسبة علم إلى علم!

انفرد عيسى عليه السلام عن باقي إخوته من الرسل بكونه مورد اختلافين اثنين...فالناس اختلفوا في الرسل اختلافا واحدا أعني من حيث ادعاء النبوة فمنهم مصدقون ومنهم مكذبون وهذا الاختلاف ثابت في شأن المسيح أيضا لكن الناس زادوا فيه اختلافا ثانيا بصدد هويته هل هو بشر أم إله...فكان على القرآن آخر الكتب والمهيمن على ما سبق أن يزيل الإشكال باللفظ والمعنى والبرهان وقد فعل...

يذكر عيسى في التنزيل على أربعة أنحاء تارة متفرقة وتارة مجتمعة:

يذكر باللقب فقط :"المسيح"

لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ [النساء : 172]

يذكر بالاسم فقط :"عِيسَى"

فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ [آل عمران : 52]

يذكربالنسب فقط: "ابن مريم"

وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ [الزخرف : 57]

وقد يجمع بين اللقب والنسب:

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا [المائدة : 17]

لم يرد جمع بين اللقب والاسم فقط " المسيح عيسى" إلا مع ذكر البنوة لمريم:

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ [النساء : 171]

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45]

وجاء جمع اللقب والاسم والنسب والوصف:

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء : 157]

واضح أن الجمع هنا عند يهود على سبيل الوقاحة والاستهزاء....

فلماذا انفرد رسول الله بهذا الجمع والتنويع !

للحديث بقية فيها بيان إن شاء الله...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ
أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150)) الأعراف
( قَالَ يَا
ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)) طه
وفقنا الله تعالى وإياكم .
 
عيسى بن مريم تركيب إضافي لكنه مسكوك في قوة علم مفرد وأعتقد أن مريم – عليها السلام - لو سئلت : من هذا ؟ لأجابت : هو عيسى بن مريم ،وليس عيسى ابني.

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45]

فاسمه (عيسى بن مريم ) قبل أن تحمل به أمه وتضعه...والملائكة في الآية تخاطب مريم وكان القياس أن تقول "اسمه المسيح عيسى ابنك" لكنها عدلت عن ذلك إلى الاسم المسكوك: هو عيسى بن مريم في كل الأحوال فيصبح التركيب الإضافي كأنه مزجي...

تحمل الصيغة العَلَمية (المسيح عيسى بن مريم ) ردا على المغضوب عليهم وعلى الضالين معا : فالشق الأول من الاسم "المسيح عيسى" موجه إلى اليهود لأنهم أنكروا نبوته مع أن هذا الاسم مذكور في كتبهم وجاءهم المسيح بكل الآيات التي تثبت أنه المسيح الموعود المنتظر، لكنهم كفروا ، فاعجب لهؤلاء الأقوام ينتظرون شخصا بمواصفات محددة فإذا جاءهم على شروطهم تلك أنكروه ...وقد تكرر منهم هذا السلوك بعينه مع الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم:

وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة : 89]

أما الشق الثاني في الاسم "عيسى بن مريم" فهو موجه إلى النصارى خاصة، فاليهود على كفرهم لم يتهوروا في شأن هوية عيسى، فهو عندهم جميعا ابن مريم قطعا ، فلم ينكروا النسبة إنما أنكروا المعجزة...

أما النصارى فكلهم مثبتون لمسيحية عيسى فهو رسول الله قطعا المبشر به في الكتب لكنهم ضلوا في جعلهم إياه ابنا لله....فتكرر في التنزيل تركيب (عيسى بن مريم) مرات ومرات...تنديدا وتصحيحا : تنديدا بعقيدة اليهود وتصحيحا لعقيدة النصارى!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاستاذ الفاضل أبو عبد المعز يرجى الانتباه الى النص الذي
كتبته وهو : ( فاليهود على كفرهم لم يتهوروا في شأن هوية عيسى، فهو عندهم جميعا ابن مريم قطعا ، فلم ينكروا النسبة إنما أنكروا المعجزة...)
قال الطبري رحمه الله تعالى : (

القول في تأويل قوله : وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: وبكفر هؤلاء الذين وصف صفتهم=" وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا "، يعني: بفريتهم عليها، ورميهم إياها بالزنا، وهو " البهتان العظيم "، لأنهم رموها بذلك، وهي مما رموها به بغير ثَبَتٍ ولا برهان بريئة، فبهتوها بالباطل من القول. (11)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
10776- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: " وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا "، يعني: أنهم رموها بالزنا.
10777- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله: " وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا "، حين قذفوها بالزنا )

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura4-aya156.html
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
ذكر (عمران) في التنزيل ثلاث مرات، مضافا إليه دائما، أضيف إليه الآل ،والزوجة ،والبنت، على هذا الترتيب في المصحف:

إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ [آل عمران : 33]

إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [آل عمران : 35]

وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم : 12]

والباحث - غير المؤمن - لا بد أن يرجع إلى الأناجيل ليختبر صحة القرآن لكنه سيفاجؤ بكون عمران ابي مريم غير مسمى فيها البتة...

ولقائل أن يقول كيف لا يذكر فيها اسم جد المسيح وقد وردت شجرة نسب عيسى كاملة مرتين :

- في فاتحة انجيل (متى) جاءت الشجرة نازلة من ابراهيم إلى عيسى.

قال ناسخ الإنجيل:

"هذا سجل نسب يسوع المسيح ابن داود بن ابراهيم :

ابراهيم أنجب اسحاق. واسحاق انجب يعقوب. ويعقوب انجب يهوذا واخوته . ويهوذا انجب فارص وزاراح من ثمار .وفارص أنجب حصرون ......"

إلى أن يقول في الحصيلة:

"فجملة الأجيال من ابراهيم إلى داود اربعة عشر جيلا ،ومن داود إلى السبي البابلي اربعة عشرجيلا ،ومن السبي البابلي إلى المسيح اربعة عشر جيلا..."

وعندما نصل إلى مكان المسيح في الشجرة نجد "الفضيحة":

"ومتان انجب يعقوب ويعقوب انجب يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح..."

لا تبحث عن عمران في السلسلة لأن الشجرة ليوسف النجار زوج مريم وليس للمسيح!!

- هذه الفضيحة بعينها ستتكرر في انجيل لوقا الذي يعطيك نسب المسيح صاعدا ليس إلى ابراهيم فقط بل إلى آدم

قال الناسخ:

"ولما بدأ يسوع (خدمته ) كان في الثلاثين من العمر تقريبا، وكان معروفا انه بن يوسف بن هالي بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا ......"

ويستمر صاعدا إلى أن يقول:

"ابن نوش بن شيث بن آدم ابن الله"

حاولوا التخفيف من وقع صدمة الفضيحة فزادوا في الطين بلة....

قالوا:

ولد يسوع المسيح بطريقة معجزية من العذراء مريم وكان ذلك في قرية خاضعة لحكم الرومان ، وإذ كان لا بد أن ينسب في السجلات الرسمية للدولة الى الرجل – كذا زعموا- فقد نسب الى يوسف بن يعقوب (يوسف النجار)

فيقال لهم :

أليس هذا تزوير وانتحال وكذب... ثم إنكم تقولون إن كتاب الأناجيل لم يكونوا ناطقين عن الهوى بل كان يكتبون ما ينفثه روح القدس في روعهم فكيف يزور روح القدس نسبا بأكمله ليقبله القانون الروماني الكافر!!

قالوا :

جاء نسب المسيح وفق معتقد الجماهير فقط : قال لوقا "وكان معروفا انه بن يوسف بن هالي..."

فيقال لهم :

أي وحي هذا الذي نزل من السماء ليساير معتقدات الرعاع....ثم إن القول بأن للمسيح أبا غير الله كفر بواح عندكم فكيف ينزل كفر أو إقرار بالكفر!!

نعم ، ليس للمسيح أب بشري لكن له أم من البشر فنسبه لا مناص من أن يكون من جهة أمه كما جاء في القرآن ...لكنهم استنكفوا...

والسر في ذلك ان لهم في العهد القديم نبوءات عن خروج المسيح الموعود من بيت داود ولما كانت مريم ليست من هذا البيت وكان زوجها من بيت داود فقد نسبوه إلى زوجها لتتحقق النبوءة فهل بعد هذا العبث والاستخفاف بعقول الناس نظير!...فإن كانت النبوءة صحيحة فليس عيسى هو المسيح ،وإن كان عيسى هو المسيح فالنبوءة كاذبة ..لا شك أنهم يعلمون هذا لكن المنافح عن الباطل يتمسك بأي قشة!

ولعل من حكمة نسبة مريم إلى عمران في القرآن أن يأخذ بيد المتدبر ويرشده إلى فضائح الأناجيل وبطلان نسبتها كلها إلى الله...كما في مسألة نسب عيسى عليه السلام...

لقد ورد في التراث النصراني أن أبا مريم اسمه يواقيم joachim ومعناه بالعبرية "الله يقيم" أو"الله يبعث" لكن المصدر غير معترف به عندهم فهو من انجيل يعقوب غير القانوني ومن انجيل "متى المزعوم" الذي يؤرخ لطفولة المسيح (وهو غير انجيل متى القانوني)

وزعم كاتب مادة عمران في الويكيبديا- بكل وقاحة- ان مصدر السورة الثالثة في القرن أي سورة ال عمران هو الأناجيل المحرفة ، وعلل تغيير الاسم بخلط نساخ القرآن بين عمران ابي موسى وعمران ابي مريم...رمتني بدائها وانسلت!
 
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [مريم : 28]

من دلائل صدق القرآن أنك تجد الكافر به - وقد أعياه مجابهة التنزيل- يتمسك بأدنى شيء ، فمثله كمثل الهارب من سبع هائج لا يستطيع رده فلا يجد ما يدفع به إلا قشة تبن فتراه يأخذها ويلوح بها في وجه السبع أفيظن أنها ترده عنه أم هي سكرات اليأس التي ترغم اليائس على فعل أي شيء !

هم يفترضون أن (مؤلف القرآن ):

- سمع من بعض أهل الكتاب أن أبا موسى اسمه عمران،

- وسمع ان لموسى اخا يسمى هارون،

- وسمع أن لهارون اختا تسمى مريم،

- وسمع من جهة أخرى أن مريم ولدت غلاما من غير أن يمسها رجل...

ثم بدأ (مؤلف القرآن) ينظم هذه المسموعات بدون فهم ولا تمييز ،

فاستتنتج أن مريم هي بنت عمران كيف لا وهي اخت هارون وهارون ابن عمران.....!

ثم يمضي (مؤلف القرآن) في استعراض تاريخ بني اسرائيل – بحسب مسموعه - فيذكر خروجهم من مصر بقيادة موسى الذي هو أصغر من أخته مريم ، ويموت موسى في زمن التيه وعمره 120 سنة (وسيكون عمر اخته مريم 130 سنة تقريبا ) ثم تمر القرون إلى زمن داود وسليمان ، ومريم لا زالت حية ترزق، ثم تمر القرون بعد سليمان إلى زمن زكريا، وكانت مريم حية ترزق يدخل عليها في المحراب وعمرها أزيد من 15 قرنا، ثم وضعت بعد ذلك ابنها عيسى...أو لعل مريم ماتت في التيه وظل ابنها حيا لمدة 14 قرنا ثم خرج على الناس مدعيا النبوة، فهو معاصر لخاله موسى لكنه أوحي اليه بعد 14 قرنا!!

فكيف لهذا (المؤلف) بهذه المواصفات: تلقف الأخبار بدون علم وترتيبها بدون فهم ،أن يلفق مثل ذلك القرآن ويتحدى به الانس والجن، ويتحدى به على الخصوص الأحبار والرهبان والدارسين للكتب والعجيب أن منهم من يذعن ويؤمن به..!!

نعم قد يشك بعض العقلاء في المصدر الإلهي للقرآن لكنهم لا يستطيعون إنكار قوة بيانه وحسن سبكه وتميز أسلوبه....فإن فعلوا فقد شهدوا على انفسهم بالمكابرة أمام الملأ فتتساقط حججهم بسبب فقدانهم المصداقية!
 
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [مريم : 28]


نأتي الآن إلى الرد التفصيلي:

ما معنى "اخت هارون" في الآية ؟

نؤكد دائما على قاعدة في التفسير مبنية على نهج الاستنباط ، مفادها تفسير الجزئي على ضوء الكلي، فاستحضار المقصد العام للآية يكشف عن دلالة الجزئي ووظيفته وارتباطه بالجزئيات المجاورة...

مقصد الآية "التعيير" لا "التعريف"...

فليس المراد ذكر نسب مريم ووضعها في مكانها من شجرة العائلة ، بل المقصد ذكر بيئة خلقية طاهرة ليكون التعيير أشد، على اعتبار أن المقترف للذنب يكون ذنبه أقبح إذا كان محيطه منزها عن مثل ذلك الذنب ، فخطيئة بنت الفلاح الأمي مثلا أهون من خطيئة بنت إمام المسجد العالم، كما أن البقعة السوداء في الثوب الأبيض النقي تكون دائما أشد سوادا منها نفسها في ثوب ملطخ!

مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ ليس مقصودهم نفي عموم السوء ولكن نفي السوء الخاص المتعلق بالنازلة أي: لم يكن أبوك يلاحق النساء،

كما أن أمك لم تكن بغيا أي لم تكن تلاحق الرجال....

هذا عن أبيها وأمها فماذا عنها هي نفسها ...ذلك ما تضمنته عبارة "يَا أُخْتَ هَارُونَ" لذا يفترض أن تكون دلالتها متشاكلة مع ما قيل بشأن والديها:

سرد القرآن من قصة مريم فصلين:

فصل هي فيه والدة،

وفصل هي فيه مولودة.

الفصل الأول يتعلق بظروف ولادة عيسى ابتداء من بشارة الملائكة ،وانتباذها مكانا قصيا للمخاض ،ومجيئها إلى قومها تحمل وليدها وتواجه قالة السوء...

الفصل الثاني يتعلق بظروف حمل أمها بها، وكيف كانت منذورة لخدمة المعبد وهي في رحم أمها...وكونها جاءت أنثى لم يغير من النذر شيئا...فقد وجهت لسدانة المعبد كما لو كانت ذكرا:

فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [آل عمران : 37]

فالظاهرأنها مستقرة في المحراب للخدمة والعبادة والله يرزقها في تفرغها.....

هذه الخدمة للمعبد هي المرادة بعبارة "يَا أُخْتَ هَارُونَ"...ففي سفر الخروج يذكرون أن موسى ألبس أخاه هرون رداء الكهنوت الأعظم فلا كهانة إلا بهرون وأبناء هرون دون غيرهم من أسباط بني اسرائيل فريضة ابدية ....

ومن هنا نشأ مصطلح (أهاروني) أي الكاهن خادم المعبد (انظر مادة هارون في كتاب العلم الأعجمي المشار إليه سابقا)

يَا أُخْتَ هَارُونَ ،أي يا هارونية ، أي يا خادمة المعبد (كما تقول يا أخا العرب وتقصد يا عربي)

يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا [مريم : 28]

كيف تأتين الفاحشة وأنت راهبة، وما كان أبوك امْرَأَ سَوْءٍ، وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا....

فاتسقت الآية ضمن مقصد التعيير!

وتجلت رعونة من يقول إن مؤلف القرآن اختلط عليه أمر المريمين!
 
عودة
أعلى