كيف يرجح الإمام ابن جرير قراءة على قراءة؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1بسم1

كيف يرجح الإمام ابن جرير قراءة على قراءة؟

لاحظت من خلال تفسير سورتي الأعلى والغاشية اختلاف تعامل الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فيما يتعلق باختلاف القراء:
ففي قوله تعالى:" وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى" ذكر أن القراء الستة قرؤا (قدّر) بالتشديد، إلا الكسائي فقد قرأها بالتخفيف، ثم اختار قراءة الجماعة قائلا:" واجتمعت قرّاء الأمصار على تشديد الدال من قدّر، غير الكسائي فإنه خفَّفها. والصواب في ذلك التشديد، لإجماع الحجة عليه."[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].

وفي قوله تعالى:" بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" ذكر أن القراء قرءوا (تؤثرون) بالتاء، وخالفهم أبو عمرو فقد قرأ بالياء، ثم رجح قراءة الجماعة قائلا:" واختلفت القرّاء في قراءة قوله:( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الأمصار:( بَلْ تُؤْثِرُونَ ) بالتاء، إلا أبا عمرو فإنه قرأه بالياء، وقال: يعني الأشقياء. والذي لا أوثر عليه في قراءة ذلك التاء، لإجماع الحجة من القرّاء عليه."[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].

ففي هاتين الآتين رجح قراءة الستة على الواحد، لكنه خالف هذا المنهج في آية الغاشية وهي قوله تعالى:" تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً":
فقد قال رحمه الله تعالى عند تأويلها:"واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة( تَصْلَى ) بفتح التاء، بمعنى: تصلى الوجوه. وقرأ ذلك أبو عمرو( تُصْلَى ) بضم التاء اعتبارًا بقوله:( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) ، والقول في ذلك أنهما قراءتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP].

فهل الأمر يعود إلى الانفراد، فالكسائي انفرد بالتخفيف في (قدر)، وأبو عمرو انفرد بالياء في (تؤثرون)، بخلاف قوله تعالى(تصلى) من سورة الغاشية فليس هناك انفراد في المخالفة حيث أن أبا عمرو وافقه في الضم-أي ضم التاء- شعبة ويعقوب؟

لكن إن كان الأمر كذلك، فقراءة الواحد من السبعة كما هو معلوم قراءة معتبرة صحيحة ثابتة أخذها ممن أخذها يقينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا مجال للترجيح، فمن قواعد التفسير: "أنه إذا ثبتت القراءتان لم ترجح إحداهما -في التوجيه- ترجيحا يكاد يسقط الأخرى.." .
يقول الإمام الزركشي رحمه الله: "إلا أنه ينبغي التنبيه على شيء وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى، وهذا غير مرضي، لأن كلتيهما متواترة."[SUP]([/SUP][4][SUP])[/SUP].





([1] ) جامع البيان:24/369.

([2] ) جامع البيان:24/375.

([3] ) جامع البيان:24/383.

([4] ) البرهان في علوم القرآن:1/339-340.
 
بسم1بسم1

كيف يرجح الإمام ابن جرير قراءة على قراءة؟

لاحظت من خلال تفسير سورتي الأعلى والغاشية اختلاف تعامل الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى فيما يتعلق باختلاف القراء:
ففي قوله تعالى:" وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى" ذكر أن القراء الستة قرؤا (قدّر) بالتشديد، إلا الكسائي فقد قرأها بالتخفيف، ثم اختار قراءة الجماعة قائلا:" واجتمعت قرّاء الأمصار على تشديد الدال من قدّر، غير الكسائي فإنه خفَّفها. والصواب في ذلك التشديد، لإجماع الحجة عليه."[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].

وفي قوله تعالى:" بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" ذكر أن القراء قرءوا (تؤثرون) بالتاء، وخالفهم أبو عمرو فقد قرأ بالياء، ثم رجح قراءة الجماعة قائلا:" واختلفت القرّاء في قراءة قوله:( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) فقرأ ذلك عامَّة قرّاء الأمصار:( بَلْ تُؤْثِرُونَ ) بالتاء، إلا أبا عمرو فإنه قرأه بالياء، وقال: يعني الأشقياء. والذي لا أوثر عليه في قراءة ذلك التاء، لإجماع الحجة من القرّاء عليه."[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].

ففي هاتين الآتين رجح قراءة الستة على الواحد، لكنه خالف هذا المنهج في آية الغاشية وهي قوله تعالى:" تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً":
فقد قال رحمه الله تعالى عند تأويلها:"واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الكوفة( تَصْلَى ) بفتح التاء، بمعنى: تصلى الوجوه. وقرأ ذلك أبو عمرو( تُصْلَى ) بضم التاء اعتبارًا بقوله:( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ) ، والقول في ذلك أنهما قراءتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب."[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP].

فهل الأمر يعود إلى الانفراد، فالكسائي انفرد بالتخفيف في (قدر)، وأبو عمرو انفرد بالياء في (تؤثرون)، بخلاف قوله تعالى(تصلى) من سورة الغاشية فليس هناك انفراد في المخالفة حيث أن أبا عمرو وافقه في الضم-أي ضم التاء- شعبة ويعقوب؟

لكن إن كان الأمر كذلك، فقراءة الواحد من السبعة كما هو معلوم قراءة معتبرة صحيحة ثابتة أخذها ممن أخذها يقينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا مجال للترجيح، فمن قواعد التفسير: "أنه إذا ثبتت القراءتان لم ترجح إحداهما -في التوجيه- ترجيحا يكاد يسقط الأخرى.." .
يقول الإمام الزركشي رحمه الله: "إلا أنه ينبغي التنبيه على شيء وهو أنه قد ترجح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى، وهذا غير مرضي، لأن كلتيهما متواترة."[SUP]([/SUP][4][SUP])[/SUP].





([1] ) جامع البيان:24/369.

([2] ) جامع البيان:24/375.

([3] ) جامع البيان:24/383.

([4] ) البرهان في علوم القرآن:1/339-340.


رجح ابن جرير قراءة على قراءة حسب اقتناعه الشخصي ورأيه ، وليس على أسس علم القراءات
فالقراءات الـ10 صحيحه وهو لم يعارض هذا..
بعض الأحيان يفضل قراءة على أخرى لانها تخدم سياق التفسير أي أن تفسير هذه القراءه لائق على السياق أكثر من الاخرى
والدليل تفسيره لهذه ([h=3]لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا)[/h]
 
من الطبيعي في نشأة أي علم أن لا تُقعَّد قواعده إلا بعد طول بحث في ذاك العلم، وأخذ ورد بين المشتغلين فيه، واستقراء الأعم الأغلب من استمداداته.
وعلم القراءات (باعتباره من علوم القرآن الكريم) أخذ وقته حتى استقرت قواعده الناظمة له كباقي علوم القرآن مثل المكي والمدني والنسخ وأسباب النزول والإسرائيليات.. الخ
ومن الظلم محاكمة من تعامل مع العلم (قبل استقراره) بأدوات القياس ذاتها التي نحاكم بها من يتعامل مع ذات العلم بعد استقراره وانتظام قواعده وسير الناس عليها متلقين لها بالقبول.
ومن يدرس مناهج المفسرين ويتتبع منهج الطبري في القراءات والإسرائيليات.. يعذره، مع تحذير الناس من الاقتداء به في ذلك المنهج.
والله من وراء القصد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد
https://journals.ju.edu.jo/DirasatLaw/article/download/5908/4465

والله تعالى اعلم .
 
ابن جرير له كتاب في القراءات ... ينقل منه، وهو سابق لمن سبَع السبع... فكيف يتهمه الناس برد المتواتر
 
استقر الإجماع على القراءات العشر بعد الطبري
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد
تَبْرِئَةُ الإِمَامِ الطَّبَرِيِّ المُفَسِّرِ مِنَ الطَّعْنِ فِي الْقِرَاءَاتِ.pdf
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
عودة
أعلى