كيف ندم ابن آدم الأول على قتل أخيه ولم تقبل توبته؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

كيف ندم ابن آدم الأول على قتل أخيه ولم تقبل توبته؟

قال الله تعالى:" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)"-المائدة-.

لا ريب في إثم ابن آدم الأول الذي قتل أخاه واستحقاقه للوعيد الشديد الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:" لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل." –متفق عليه-، وقوله تعالى عنه:" فأصبح من الخاسرين" يكفي في بيان عظم جرمه عند ربه خاصة وأن الوصف جاء مطلقا ليفيد العموم أي: أنه من الخاسرين في الدنيا والآخرة –عياذا بالله-.

وقد تكون هذه الآية مشكلة عند البعض منا، وهذا ما حدث فعلا معي، حيث أوقفتني هذه الآية في الأيام القليلة الخالية، متسائلا في نفسي:
ألم يقل الله تعالى عن ابن آدم الأول:" فأصبح من النادمين"، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الندم توبة"؟
وقد قتل أحدهم فيمن كان قبلنا مائة نفس فندم وتاب الله عليه كما هو ثابت في حديث أبي سعيد الخدري الصحيح.
فلم لم يكن ندم ابن آدم الأول كافيا لتوبته؟

وقد ظهر لي بعض الأجوبة، منها:

- أن ندمه لم يكف لعظم جرمه لكونه أول من سفك دما حراما على وجه هذه البسيطة وأول من سن القتل لمن بعده إلى قيام الساعة...

- أن قوله تعالى عنه:"فأصبح من النادمين" لا يتعلق بالدنيا وإنما بالآخرة، وأنه إنما ندم على فعله الشنيع حينما عاين عقوبة الله تعالى يوم القيامة.

- أن ندمه لم يكن نابعا من قلبه وإنما كان متظاهرا به، والله تعالى يعلم السر وأخفى وهو العليم سبحانه بذات الصدور.

- ويمكن القول أن اعتبار الندم توبة لم يكن شرعا في ذلك الوقت، وهذا ما ألفيته عند الإمام القرطبي رحمه الله تعالى حيث قال في جامعه:" قد قيل : إن الندم في ذلك الوقت لم يكن توبة"-الجامع لأحكام القرآن:6/142-.

- ويحتمل أن يكون ابن آدم الأول كافرا فلم ينفعه ندمه من معصيته لتلبسه بما لا يغفره الله من الكفر به سبحانه.

- ومن الأجوبة ما ذكره العلامة التونسي ابن عاشور رحمه الله تعالى:" ويحتمل أن هذا النّدم لم يكن ناشئاً عن خوف عذاب الله ولا قصد توبة ، فلذلك لم ينفعه ... ويحتمل أن يكون دليلاً لمن قالوا : إنّ القاتل لا تقبل توبته وهو مروي عن ابن عبّاس –رضي الله عنهما-" – التحرير والتنوير:6/174-.

- ومن الأجوبة المحتملة ما ذكره الإمام القرطبي في جامعه:"وقيل : إنما ندمه كان على فقده لا على قتله[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP] ، وإن كان فلم يكن موفيا شروطه. أو ندم ولم يستمر ندمه ؛ فقال ابن عباس : ولو كانت ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه."-الجامع في أحكام القرآن:6/142-.

- ومن ذلك ما ذكره العلامة ابن حيان في بحره المحيط:" وقيل من النادمين على حمله ، وقيل من النادمين خوف الفضيحة ، وقال الزمخشري : من النادمين على قتله لما تعب فيه من حمله وتحيره في أمره ، وتبين له من عجزه ، وتلمذته للغراب ، واسوداد لونه ، وسخط أبيه ولم يندم ندم التائبين."-البحر المحيط:3/481-.

- ومن الأجوبة ما ذكره الحسين بن الفضل:" يجوز ألا يكون الندم توبة في تلك الأمة ، ويكون توبة في هذه الأمة ، لأن الله تعالى خص هذه الأمة بخصائص لم تشاركهم فيها الأمم" – الجامع لأحكام القرآن:17/167-.

لكن هذا القول غير مسلم، فكون الندم توبة خاص بهذه الأمة يرده حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه، فقد ندم وتاب رجل من قتل مائة نفس، وقبل الله توبته-كما أسلفت-.
لكن يمكن القول بأن الندم لم يكن توبة في ذلك الوقت دون غيره.
وبنفس الحديث –أي حديث أبي سعيد رضي الله عنه- يمكن الرد على ما ذكره العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى بقوله:"ويحتمل أن يكون دليلاً لمن قالوا : إنّ القاتل لا تقبل توبته وهو مروي عن ابن عبّاس –رضي الله عنهما-".

والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.



([1] ) وهذا ما أشار إليه الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى:" أنه ندم على فوات أخيه لا على ركوب الذنب"- زاد المسير:2/339-.
 
تعليق سريع على نقطة في المنشور:
لم يكن كافرا، حيث كل القرون بين آدم ونوح كانت على الإسلام.
 
الذنب يغتفر بالندم والتوبة ، فظلم الإنسان لنفسه يعتبر ذنبا ، أما ظلمه لغيره فلا يغتفر بالاستغفار وإنما بالكفارة، فالنفس بالنفس ، لو قتل نفسه عقابا لها على قتله نفسا لكان في ذلك كفارة له ولقبلت توبته، لو فعلها وقتل نفسه فهو لا يكون بذلك قد قتل نفسه ظلما وعدوانا وإنما عدلا ، فالانتحار الذي توعد الله فاعله بالنار هو للذي فعل ذلك ظلما وعدوانا ( ومَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)
قتل نفس تستحق القتل لا يعتبر ظلما ولا عدوانا. ولا شك أن نفس ابن آدم القاتل تستحق القتل قصاصا ، لو طبقها على نفسه ندما وكفارة عن جريمته لما كان من الذين قال الله فيهم (ومَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا).
 
اريد ان اسال سؤالين
الاول: من هو القاتل الذي تقبل منه ام الذي لم يتقبل منه فانا اميل ان القاتل هو الذي تقبل منه ولست متاكدا
الثاني : ما علاقة الغراب بالموضوع
 
إضافة لما تفضل به أخي ابا علي :

هناك فرق بين الذنب والسيئة ، فالذنب ماكان بينك وبين الله تعالى ، وهذا مما يغفره الله فلا تحاسب عليه إن غفر لك ، أما السيئة فهو ماكان بينك وبين الخلق ، وهذا لا يغفر وإنما يكفر عنه ، فالحقوق بين الله وخلقه قائمة على المسامحة أما الحقوق بين الخلق فقائمة على المشاحة ، والسيئات كما قلنا لا تغفر ولكن (يكفر عنها) ويكون التكفير يوم الحساب فيؤخذ من حسنات المسيء وتعطى للمساء إليه فإن نفذت حسناته أخذ من سيئات خصمه فتطرح عليه حتى يلقى في النار.
وفي قصة ابني آدم فإن الله وإن قبل توبته التي هي ظاهرة في قوله (فأصبح من النادمين) فلا تلغي حق خصمه الذي قتل ظلما وعدوانا ، فإن مغفرة الله فيما بين هذا القاتل وبين الله أما فيما بين القاتل والمقتول فيكون الحكم يوم الوقوف بين يدي الله ، لذلك فنقول رداً على ما تفضلت به :

أن ندمه لم يكف لعظم جرمه لكونه أول من سفك دما حراما على وجه هذه البسيطة وأول من سن القتل لمن بعده إلى قيام الساعة

كما قلنا فإن تبعة اثمه ترجع عليه حتى لو غفر الله ذنوبه لأن فعله سيئة وليس ذنباً ، ويشتمل على حق من حقوق العباد ، فيكفر الله السيئات والآثام بمعالجة الميزان ونقل الحسنات والسيئات بين الخصوم.

أن قوله تعالى عنه:"فأصبح من النادمين" لا يتعلق بالدنيا وإنما بالآخرة، وأنه إنما ندم على فعله الشنيع حينما عاين عقوبة الله تعالى يوم القيامة.

(فأصبح من النادمين) الفاء للتعقيب الفوري والسريع ، فالأظهر أنه ندم على فعله بعد أن افضى اليه مباشرة ، ولا ينفع الندم إن كان فعله سيئة لأن الأمر معلق بالخصم وحقه فلا يمنع انه ندم بعد فعله.
ولو تتبعنا مواضع الندم في كتاب الله لوجدناه شعور مباشر بعد الوقوع في السيئات والذنوب بدلالة السياق وحقيقة الحدث وفاء التعقيب يقول تعالى :

{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } [المائدة:31]

{ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ } [المائدة:52]

{ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ } [المؤمنون:40]

{ فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ } [الشعراء:157]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات:6]


أن ندمه لم يكن نابعا من قلبه وإنما كان متظاهرا به، والله تعالى يعلم السر وأخفى وهو العليم سبحانه بذات الصدور.

كيف لك أن تقرر أمراً في قلبه لا تعلمه ؟؟ وأنه كان متظاهراً به بدون قرينة ولا دليل فإن قلت لأنه لا تنفعه توبة قلنا نعم ولكن لا ينفي ذلك توبته وندمه ولكن حق العباد لا يمحى بالتوبة ولكن بالحساب أو القصاص.

ويمكن القول أن اعتبار الندم توبة لم يكن شرعا في ذلك الوقت، وهذا ما ألفيته عند الإمام القرطبي تعالى حيث قال في جامعه:" قد قيل : إن الندم في ذلك الوقت لم يكن توبة"-الجامع لأحكام القرآن:6/142-

ماهو الدليل على أن الندم لا يعد توبة ؟؟ لابد من قرآن يتلى أو حديث صحيح ليقرر امراً كهذا.

ويحتمل أن يكون ابن آدم الأول كافرا فلم ينفعه ندمه من معصيته لتلبسه بما لا يغفره الله من الكفر به سبحانه.

كيف يكون كافراً وهو قد قرب لله قربانا مثل أخيه وما ملأ قلبه حسداً وغلا إلا أنه قرب مثل ماقرب أخيه ولكن لم يقبل منه فكيف تقرر أنه كان كافراً والسياق يثبت غير ذلك؟؟.

وفي هذا ما يكفي عن الاستمرار في بقية النقاط لإثبات أن النص لا لبس فيه ولا إشكال والله تعالى أعلم.
 
كلام "أبي علي" خطأ فقهيا.
لا يجب على القاتل قتل نفسه!
وتطبيق الحدود ليس متروكا للأشخاص أصلا.
ولا يجب اليأس من التوبة أصلا.
 
كلام "أبي علي" خطأ فقهيا.
لا يجب على القاتل قتل نفسه!
وتطبيق الحدود ليس متروكا للأشخاص أصلا.
ولا يجب اليأس من التوبة أصلا.
يا أخي ، حين ارتكب ابن آدم جريمته لم يكن في ذلك الوقت مجتمع تحكمه دولة ، لم يكن يعيش في الأرض إلا أولاد آدم عليه السلام، فإن كان قتل ابن آدم نفسه يعتبر خطأ فقهيا فهو بلا شك خطأ هين مقارنة بقتله لأخيه ، فقتل النفس عدوانا وظلما سواء كانت نفسا أخرى أو نفس القاتل نفسه هي التي توعد الله قاتلها بالنار. وقول الله تعالى : ومَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) نفهم منه أن الوعيد بتصلية النار هو حصرا لمن قتل نفسه عدوانا وظلما، وأنه ليس كل قاتل لنفسه سيصلى النار وإنما فقط من فعل ذلك عدوانا وظلما، ولا شك أن ابن آدم القاتل لو أنبه ضميره وأراد أن يكفر عن جريمته فقال يا رب اغفر لي فأنا أكفر عن جريمتي بقتل نفسي قصاصا عن قتل أخي لكان قتله لنفسه في هذه الحالة ليس عدوانا وظلما وإنما عدلا وجزاء وفاقا.
 
لا. قتل النفس حرام أصلا!
تكفير عن القتل بالانتحار؟!.. هل هذا فقه هندوسي مثلا أم فقه الساموراي الياباني؟؟
 
لا. قتل النفس حرام أصلا!
تكفير عن القتل بالانتحار؟!.. هل هذا فقه هندوسي مثلا أم فقه الساموراي الياباني؟؟
أنا تكلمت عن جريمة القتل التي ارتكبها ابن آدم في عصره حيث لم يكن يعيش على الأرض إلا بضعة أفراد، فالقاتل الصادق في ندمه والذي يرجو المغفرة من الله هو الذي يسلم نفسه ويعترف بجريمته لينال جزاءه، في بداية البشرية لم يكن قد تكون مجتمع تحكمه سلطة لكي يسلم نفسه فيقر بجريمته لينال عقابه ، فماذا عليه أن يفعل ليعبر عن ندمه وطلبه المغفرة من الله؟
قياسا على حال القاتل في عصرنا فإن القاتل باعترافه بجريمته يكون قد تسبب في قتل نفسه قصاصا، والمتسبب في الشيء كفاعله، فكأنه قتل نفسه، ليس بيده ولكن بيد السلطة ، فالذي هدم بيته بيده أو هدمه غيره بأمر منه يعتبر في كلتا الحالتين هو الهادم، كذلك الذي سلم نفسه واعترف بذنبه فهو بهذا يقول أنا أستحق القتل . فهو باعترافه يكون قد قتل نفسه. وابن آدم لو قتل نفسه ندما وطلبا لمغفرة الله يكون كمن ندم على ارتكابه جريمة قتل وسلم نفسه للسلطة لكي ينال جزاءه.
 
قال في مفاتيح الغيب:
"المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: لَفْظُ النَّدَمِ وُضِعَ لِلُّزُومِ، ومِنهُ سُمِّيَ النَّدِيمُ نَدِيمًا؛ لِأنَّهُ يُلازِمُ المَجْلِسَ. وفِيهِ سُؤالٌ: وهُوَ أنَّهُ ﷺ قالَ: ”«النَّدَمُ تَوْبَةٌ» “ فَلَمّا كانَ مِنَ النّادِمِينَ كانَ مِنَ التّائِبِينَ فَلِمَ لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ ؟
أجابُوا عَنْهُ مِن وُجُوهٍ:
أحَدُها: أنَّهُ لَمّا لَمْ يَعْلَمِ الدَّفْنَ إلّا مِنَ الغُرابِ صارَ مِنَ النّادِمِينَ عَلى حَمْلِهِ عَلى ظَهْرِهِ سَنَةً.
والثّانِي: أنَّهُ صارَ مِنَ النّادِمِينَ عَلى قَتْلِ أخِيهِ؛ لِأنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ بِقَتْلِهِ، وسَخِطَ عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ أبُوهُ وإخْوَتُهُ، فَكانَ نَدَمُهُ لِأجْلِ هَذِهِ الأسْبابِ لا لِكَوْنِهِ مَعْصِيَةً.
والثّالِثُ: أنَّ نَدَمَهُ كانَ لِأجْلِ أنَّهُ تَرَكَهُ بِالعَراءِ اسْتِخْفافًا بِهِ بَعْدَ قَتْلِهِ، فَلَمّا رَأى أنَّ الغُرابَ لَمّا قَتَلَ الغُرابَ دَفَنَهُ نَدِمَ عَلى قَساوَةِ قَلْبِهِ، وقالَ: هَذا أخِي وشَقِيقِي ولَحْمُهُ مُخْتَلِطٌ بِلَحْمِي ودَمُهُ مُخْتَلِطٌ بِدَمِي، فَإذا ظَهَرَتِ الشَّفَقَةُ مِنَ الغُرابِ عَلى الغُرابِ ولَمْ تَظْهَرْ مِنِّي عَلى أخِي كَنْتُ دُونَ الغُرابِ في الرَّحْمَةِ والأخْلاقِ الحَمِيدَةِ فَكانَ نَدَمُهُ لِهَذِهِ الأسْبابِ، لا لِأجْلِ الخَوْفِ مِنَ اللَّهِ تَعالى فَلا جَرَمَ لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ النَّدَمُ." اهـ.
 
مجرد الندم ليس بتوبة بل الندم احد اركان التوبة الثلاثة فقد يندم الانسان علي المعصية ولا يتوب منها وكل العصاة تصيبهم حسرات من افعالهم لكن المقبول منهم من تاب اي رجع عن طريق المعصية الخلاصة الندم هو احد اركان التوبة الثلاثة الاقلاع عن الذنب والندم علي فعل المعصية والعزم علي عدم العودة ومن ثم فلا اشكال في الاية
 
فقهك منحرف يا أبا علي. وقياسك فاسد.
الانتحار ليس توبة!
كلامك هذا سأعتبره صحيحا في حالة إثبات أن قتله لنفسه لا يعتبر عدوانا ولا ظلما.
إن استطعت أن تثبت أنه إن قتل نفسه فقد ظلمها واعتدى عليها فكلامك صحيح، انتبه إى قوله تعالى (عُدْوَانًا وَظُلْمًا)، لفظ (عدوان واعتداء ) لا يتخذ هذا الوصف إلا إذا كان الذي وقع عليه الاعتداء بريئا ، فهل نفس القاتل بريئة ؟ إن كان بريئا فقتله لنفسه يعتبر عدوانا. والظلم لفظ يتخذ هذا الوصف إن كان جزاء لمن لا يستحقه ، إن كان القاتل لا يستحق القتل فقتله يعتبر ظلما، فهل إن قتل ابن آدم نفسه قصاصا تعتبره قد قتل نفسه ظلما؟
 
المفسرون تحدثوا ان الغراب حفر في الارض ليدفن غرابا اخر لكن القران لم بذكر انه كان هناك غرابين من اين جاء المفسرون بهذا القول
 
مرة أخرى يا أبا علي تخرف فيما لا تعرف!
الانتحار ليس معتمدا فقط على هذه الآية.
حفظ النفس من الأصول!
لا تأخذ الفقه من أفلام الساموراي و"الانتحار المشرف" :)

جدال فارغ في أمور من المسلمات!
 
المفسرون تحدثوا ان الغراب حفر في الارض ليدفن غرابا اخر لكن القران لم بذكر انه كان هناك غرابين من اين جاء المفسرون بهذا القول

غالبا الغراب (بحث) في الارض الى ان وصل الى غراب ميت دفنه مسبقا ليريه كيفية التخلص أو معاملة جسد من يموت، وهذا يعني أنه لم يمت فرد من أسرة آدم عليه السلام بعد ومعرفة عملية الدفن، أو أنه من شدة غضبه على أخيه قتله وتركه فى العراء ولم يهتم بدفنه الى ان بعث الله تعالى غرابا يريه ان يدفنه، وهذا يعتبر نوعا من الوحى.
 
مرة أخرى يا أبا علي تخرف فيما لا تعرف!
الانتحار ليس معتمدا فقط على هذه الآية.
حفظ النفس من الأصول!

لا تأخذ الفقه من أفلام الساموراي و"الانتحار المشرف" :)

جدال فارغ في أمور من المسلمات!

تجاهلت سؤالي متعمدا لتقول إني أخرف بما لا أعرف، وإني أراك أنت الذي تخرف بما لا تعرف ، فهل كل قاتل نفسه ساموراي؟
هناك من يقتل نفسه عند هزيمته فيعتبرها عارا، هذا قتل نفسه عدوانا وظلما ، والذي يخاف أن يذل بعد أن كان يظن نفسه عزيزا ، هذا قتل نفسه عدوانا وظلما، وقد يقتل أحد نفسه حين يشعر بالغبن والظلم فيقتل نفسه ، هذا قتل نفسه عدوانا وظلما، وهناك من يقتل نفسه بسبب إفلاسه كالذي يخسر أمواله في القمار، هذا قتل نفسه ظلما وعدوانا ... والأمثلة كثيرة.
هل يستوي هؤلاء والذين أمرهم الله بقتل أنفسهم تكفيرا عن عبادتهم العجل.
هل كان قتلهم لأنفسهم ظلما وعدوانا أم هو كفارة لهم عن جريمة تستحق القتل؟
نفس السؤال الذي تتهرب من الإجابة عليه، أعيده مرة أخرى :
هل ابن آدم القاتل إن كانت نية قتله لنفسه هي التكفير عن جريمته والتعبير عن ندمه معتقدا أن الله سيتوب عليه بذلك، هل يمكنك أن تقول عنه إنه قتل نفسه عدوانا وظلما؟
أريد الإجابة بلا مراوغة ، هل نيته هي نفس نية الساموراي ونية من قتل نفسه بعد إفلاسه ....؟
أنت وضعت الكل في سلة واحدة مع أن النيات مختلفة ،والله تعالى بين من سيصليهم النار من قاتلي أنفسهم وذلك بقوله (ومَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)، حصر تصلية النار في من قتل نفسه عدوانا وظلما يعني أنه قد يوجد مقابلهم من لم يفعل ذلك عدوانا ولا ظلما.
 
بعيدا عن بدعة الدعوة للانتحار التي تدعو إليها (!!) .. عبدة العجل لم يقتل كل شخص منهم نفسه!
بل هبطت غمامة، وأمرهم موسى بقتال بعضهم البعض.
مرة أخرى: لا انتحار في الإسلام. ولا تأخذ الفقه من الأفلام الياباني والهاراكيري :)
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لقد أصبح من النادمين بعد ما أصبح من الخاسرين.

و هل هناك توبة بعد الخسران


﴿فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِیهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ﴾ [المائدة ٣٠]


الله اعلم و احكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- بالنسبة للأخ أبي علي فإني أستغرب حقا من كلامك، كيف تعتقد أن قتل الإنسان لنفسه -أي انتحاره- يعتبر تكفيرا لقتله غيره؟
من سلفك في هذا القول المنكر؟
ألا تعلم أن الانتحار من أعظم الموبقات، وقد ورد فيه من الوعيد ما تنفطر له القلوب وتتصدع منه النفوس؟
عند قتل الإنسان لغيره، القصاص ليس بالانتحار ولكنه في يد أولياء المقتول إن شاؤوا أخذوا به وإن شاؤوا عفوا واكتفوا بالدية كما قال تعالى:"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)"-البقرة-.

- بالنسبة للأخ سائد صبح فجوابا لسؤالك: الذي تقبل الله منه هو المقتول، وهذا القبول كان هو السبب في غيرة القاتل وقتله لأخيه، كما هو ظاهر من الآية.
أما علاقة الغراب بالقصة فظاهر كذلك، والعبرة ليست بالغراب ولكن بتعلم ابن آدم سنة الدفن منه.

- بالنسبة للأخ سلامة المصري: قد روي عن الحبر ابن عباس رضي الله عنهما أن الناس كانوا على الإيمان عشرة قرون وهي المدة التي كانت بين آدم ونوح عليهما السلام،"كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التّوحيد".
لكن لا يلزم منه ألا يقع كفر أو شرك من البعض، والله تعالى أعلى وأعلم، وكان ذلك بعض مما ظهر لي، وذكرته بين الأجوبة احتمالا لا جزما.

- بالنسبة لصاحب الإيرادات الكثيرة، فأقول وبالله التوفيق:

* بالنسبة لما قلته في الفرق بين الذنب والسيئة فهذا قال به بعضهم من المتأخرين-فيما أظن- لكن ما دليلكم على هذا الفارق، فهذا كتاب الله تعالى يبطله، يقول الله تعالى:"بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)"-البقرة-، وقد فسرت السئية هنا بالشرك كما هو المأثور عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومعلوم أن الشرك هو أعظم معصية بين المخلوق وخالقه ولم يسمها الله ذنبا بل سيئة، قال علامة الحجاز السعدي رحمه الله تعالى:"ولكن { مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً } وهو نكرة في سياق الشرط، فيعم الشرك فما دونه، والمراد به هنا الشرك"، كما فسرت بالكبيرة، ومعلوم أن الكبيرة قد تتعلق بحقوق الله أو بحقوق العباد.

وقال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)"-الشورى-، في زعمك أن السيئات هي ما يتعلق بحقوق العباد ولا بد فيها من الكفارة، وهذا نص كلامك:"والسيئات كما قلنا لا تغفر ولكن (يكفر عنها) ويكون التكفير يوم الحساب فيؤخذ من حسنات المسيء وتعطى للمساء إليه فإن نفذت حسناته أخذ من سيئات خصمه فتطرح عليه حتى يلقى في النار."-بصرف النظر عن تعبيرك وما فيه- الشاهد أن السيئات ليست محل مغفرة الله وعفوه بخلاف الذنوب في زعمك، وتأمل قول الله تعالى:"وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25)" فلو كان السئيات تتعلق بحقوق العباد لاحتاج الأمر إلى تحلل وقصاص، ولم يكف فيها عفو الله تعالى.

فالفرق الذي ذكرته تبعا لمن سبقك لا دليل عليه بل الدليل ينقضه من أسه، وهذا كلام الأئمة الأعلام كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، يستعملان لفظ الذنب والسيئة استعمالا ترادفيا، وأكتفي بذكر آثر من مجموع الفتاوى:"عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري أَنَّهُ قَالَ : إذَا عَمِلَ الْعَبْدُ حَسَنَةً فَقَالَ : أَيْ رَبِّي أَنَا فَعَلْت هَذِهِ الْحَسَنَةَ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَنَا يسرتك لَهَا وَأَنَا أَعَنْتُك عَلَيْهَا . فَإِنْ قَالَ : أَيْ رَبِّي أَنْتَ أَعَنْتَنِي عَلَيْهَا ويسرتني لَهَا قَالَ لَهُ رَبُّهُ : أَنْتَ عَمِلْتهَا وَأَجْرُهَا لَك . وَإِذَا فَعَلَ سَيِّئَةً فَقَالَ أَيْ رَبِّي أَنْتَ قَدَّرْت عَلَيَّ هَذِهِ السَّيِّئَةَ . قَالَ لَهُ رَبُّهُ : أَنْتَ اكْتَسَبْتهَا وَعَلَيْك وِزْرُهَا فَإِنْ قَالَ أَيْ رَبِّي إنِّي أَذْنَبْت هَذَا الذَّنْبَ وَأَنَا أَتُوبُ مِنْهُ قَالَ لَهُ رَبُّهُ : أَنَا قَدَّرْته عَلَيْك وَأَنَا أَغْفِرُهُ لَك."-2/328-.

* قلت:" وفي قصة ابني آدم فإن الله وإن قبل توبته التي هي ظاهرة في قوله (فأصبح من النادمين) فلا تلغي حق خصمه الذي قتل ظلما وعدوانا "،" ولكن حق العباد لا يمحى بالتوبة ولكن بالحساب أو القصاص"، هناك من بني البشر من قتل مائة نفس فغفر الله له ورحمه وأدخله جنته، فلما هذا التحكم المخالف لما ثبت من الأخبار عن المصطفى المختار؟

* أما تساؤلك:" كيف لك أن تقرر أمراً في قلبه لا تعلمه ؟؟".
فأنا لم أقرر شيئا، فلا يعلم ما في الصدور إلا العزيز الغفور، وما قلته لا يعدو أنا يكون مجرد احتمال، كغيره مما ذكرته احتمالا لا جزما أو تقريرا. فتنبه.

* قولك:" كيف يكون كافراً وهو قد قرب لله قربانا مثل أخيه وما ملأ قلبه حسداً وغلا إلا أنه قرب مثل ما قرب أخيه (الصواب: أخوه) ولكن لم يقبل منه فكيف تقرر أنه كان كافراً والسياق يثبت غير ذلك؟؟، فمردود من وجوه:

0 تقريب القربان لا يلزم منه إيمان صاحبه، لأنه لا يعدو أن يكون إقرارا بالربوبية، وهذا يشترك فيه كل الناس، وهو إقرار لا ينفع صاحبه ما لم يحقق إلهية الله سبحانه ويفرده بالعبودية دون غيره.

ومثل تقريب القربان الإلتجاء إلى الله تعالى عند الشدائد، فهل لجوء العبد إلى الله تعالى في حال الضر والشدة يلزم منه إيمانه؟
الجواب بالنفي، لا يلزم...قال تعالى:" وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)".-الإسراء-.

0 زعمت أن الذي ملأ قلبه حسدا وغلا هو أنه قربه قربانا مثل أخيه ولم يتقبل منه، وهذا مردود بما روي عن غير واحد من السلف، فالقربانين كانا مختلفين، المقتول قرب كبشا سمينا والقاتل قرب حزمة سنبل استخفافا بالأمر.
 
يا أخي أنا لست أدعو إلى الانتحار ، فصاحب الموضوع عنون مقاله بما يلي : كيف ندم ابن آدم الأول على قتل أخيه ولم تقبل توبته؟ فرأيت أن أصدق فعل يتبين منه أنه كان من النادمين حقا هو أنه لو قتل نفسه ندما على جريمته لكان ذلك تعبيرا صادقا على أنه كان نادما حقا، ولو قبل الله توبته لكان قتله لنفسه عدلا وليس عدوانا وظلما ، الندم يبينه الفعل وليس القول، فالذي قتل نفسا ولم يره أحد من الناس ولم يترك دليلا ضده إن سلم نفسه للقضاء واعترف بجريمته فهذا هو النادم حقا، أما الذي هرب ولم يسلم نفسه أو أخفى أدلة إدانته فهو ليس نادما حقا حتى وإن صرح بندمه. يوجد نادم قولا ويوجد نادم فعلا، فالفعل أوضح بيانا من القول.
جريمة ابن آدم وقعت قبل آلاف السنين في بداية الوجود الإنساني على الأرض ، فانا تكلمت عن حالة ابن آدم فقط وليس عن القتلة اليوم ليقال إني أدعو إلى الانتحار. فأنا لم أدعه إلى الانتحار وإنما كان الحديث عن حالة الندم الواضحة التي يتبين بها صدق ندمه ، ولا شك أن القاتل النادم حقا والذي يطمع أن يغفر الله له هو ذلك يبلغ عن نفسه ليقتص منه.
 
السلام عليكم ورحمة الله

الحقيقة الموضوع جميل ويستحق التوقف عنده وجزى الله الكاتب كل خير إلا أن مما يُنغِص هذا الجمال هو الردود الساقطة التي تفتقر إلى دليل لا سيما رد الأخ "محمد يزيد" زاده الله علما حيث قال في رده
أحَدُها: أنَّهُ لَمّا لَمْ يَعْلَمِ الدَّفْنَ إلّا مِنَ الغُرابِ صارَ مِنَ النّادِمِينَ عَلى حَمْلِهِ عَلى ظَهْرِهِ سَنَةً.
والثّالِثُ: أنَّ نَدَمَهُ كانَ لِأجْلِ أنَّهُ تَرَكَهُ بِالعَراءِ اسْتِخْفافًا بِهِ بَعْدَ قَتْلِهِ، فَلَمّا رَأى أنَّ الغُرابَ لَمّا قَتَلَ الغُرابَ دَفَنَهُ نَدِمَ عَلى قَساوَةِ قَلْبِهِ، وقالَ: هَذا أخِي وشَقِيقِي ولَحْمُهُ مُخْتَلِطٌ بِلَحْمِي ودَمُهُ مُخْتَلِطٌ بِدَمِي، فَإذا ظَهَرَتِ الشَّفَقَةُ مِنَ الغُرابِ عَلى الغُرابِ ولَمْ تَظْهَرْ مِنِّي عَلى أخِي كَنْتُ دُونَ الغُرابِ في الرَّحْمَةِ والأخْلاقِ الحَمِيدَةِ فَكانَ نَدَمُهُ لِهَذِهِ الأسْبابِ، لا لِأجْلِ الخَوْفِ مِنَ اللَّهِ تَعالى فَلا جَرَمَ لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ النَّدَمُ.".

" فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون "

وإليكم بعض النقاط والتساؤلات :

قال تعالى :" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ، لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ "

أولاً : اعلم إن اسمي قابيل وهابيل لم يردا باللفظ في كتاب الله تعالى ولا في الصحاح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ.. ، وفي الصحيحين وغيرهما مرفوعاً: لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل.

وإنما وردا بهذا اللفظ في بعض الآثار وفي كتب التفسير والأخبار وشراح الحديث وبعضها مرفوع وبعضها موقوف على بعض السلف، فمن ذلك ما جاء في زوائد مسند الحارث للحافظ نور الدين الهيثمي: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي: وما منزلة الأمير الجائر المعتد الذي لم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم بأمر الله، قال: هو رابع أربعة وهو أشد الناس عذاباً يوم القيامة إبليس وفرعون وقابيل قاتل النفس والأمير الجائر رابعهم..

وقد حكم الهيثمي وغيره على هذا الحديث بأنه موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلا حجة لمن قال " قابيل وهابيل " البتة .

ثانياً : " إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ "

من الذي قال لأقتلنك أهو الذي تقبل الله منه أم الذي لم يتقبل الله منه ؟

ثالثاً :
" قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "
هذا قول أحد ابني آدم وليس بالضرورة أن يكون صحيحاً حتى نقول أن الله لا يتقبل إلا من المتقين ، وعندنا من الأدلة ما يزيل هذا الاعتقاد السائد بين الناس بل وبين " العلماء " للأسف الشديد .
ولو كان الله لا يتقبل إلا من المتقين لما تقبل توبة عاصٍ أبداً إذ كيف يتقبل وهو ليس من المتقين . بل جاءت السنة أن امرأةً بغي من بني اسرائيل سقت كلباً فتقبل الله منها ذلك العمل فشكر لها فغفر لها . وهي بغي أي ليست من المتقين .
وشرط قبول العمل :
أولاً : الإخلاص في العمل .
ثانياً : الصواب ، أي ما كان صواباً .
ومن العلماء من قال النية والمتابعة وكلاهما أي "النية والمتابعة " يندرجان تحت الإخلاص والصواب .
فأين التقوى هاهنا ؟؟

رابعاً : قال "
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ "
قول الأخ لأخيه إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار فيه دليل أو اشارة إلى أن أبناء آدم يعلمون أن القتل فيه إثم و أن عقوبته النار وأن فاعله ظالم . ثم كيف نفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل."
كيف يعلم أبناء آدم أن القتل عقوبته النار و أن فاعله ظالم ويكون ابن آدم هو أول من سن القتل ؟ أي كيف يعلم بعقوبة الشيء والشيء نفسه ليس موجوداً ؟ هذا سؤال .

خامساً :
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ "
الله سبحانه وتعالى بعث غراباً فمن أين جاء المفسرون بالغراب الآخر ؟؟ !!!
فالمفسرون تحدثوا ان الغراب حفر في الارض ليدفن غرابا اخر لكن القران لم يذكر انه كان هناك غرابين .

سادساً : "
يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ "
قال الله يبحث ولم يقل يحفر في الأرض والله يعلم ما يقول ، من أين أتى المفسرون بالحفر؟! وقد يكون البحث هو استكشاف للمكان دون الحفر .

سابعاً :
لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ "
حسب كتب التفسير أن الله بعث الغراب ليُريَ أبن آدم أو يُعلمهُ كيف يدفن أخاه ، وهذا معناه أن ابن آدم كان أول من تم دفنه في ذلك الوقت و أنهم أي ( أبناء آدم ) لم يكونوا يعرفون الدفن إلا من الغراب ، وهذا عجيب إذ سياق الآيات ( والأدلة ) تشير الى معنى آخر .
فعندهم أن الله بعث الغراب لكي يعلم ابن آدم كيف يواري ويخفي سوءة أخيه بعدما قتله أي أن الله ساعد وألهم ابن آدم من الغراب كيف يدفن أخاه !! وهذا غريب وغير معهود عن الله ، فالله يكشف ويبين
ويفضح الظالم ولا يتستر عليه .

ثامناً : تدبروا معي قوله تعالى "
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
طوعت : أي سولت له نفسه أن قتل أخيه طاعةٌ لله تعالى فقتله .
وللموضوع بقية .... انتظرونا
 
=ناصر عبد الغفور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(قلت:" وفي قصة ابني آدم فإن الله وإن قبل توبته التي هي ظاهرة في قوله (فأصبح من النادمين) فلا تلغي حق خصمه الذي قتل ظلما وعدوانا "،" ولكن حق العباد لا يمحى بالتوبة ولكن بالحساب أو القصاص"، هناك من بني البشر من قتل مائة نفس فغفر الله له ورحمه وأدخله جنته، فلما هذا التحكم المخالف لما ثبت من الأخبار عن المصطفى المختار)



كيف عرفت أن الله تعالى غفر له ؟
 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قصته ثابتة في الصحيحين وغيرهما.
وهذا نص الحديث:
"عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم من يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه ملك الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة
وفي رواية ( صحيح ) فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها
وفي رواية ( صحيح ) فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال قيسوا بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له
وفي رواية قال قتادة قال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه ملك الموت نأى بصدره نحوها
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بنحوه .
 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قصته ثابتة في الصحيحين وغيرهما.
وهذا نص الحديث:
"عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم من يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه ملك الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة
وفي رواية ( صحيح ) فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها
وفي رواية ( صحيح ) فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي وقال قيسوا بينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر له
وفي رواية قال قتادة قال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه ملك الموت نأى بصدره نحوها
رواه البخاري ومسلم وابن ماجه بنحوه .
و كيف عرفت أنه تاب ؟
 
لو تأملت الحديث لعرفت كيف تاب.
"ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم من يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه ملك الموت".
فعمله بفتوى العالم وعزمه على هجر أرض الفسق والفجور والتوجه إلى أرض الطاعة بل وموته في الطريق إليها، هذا كله يدل على توبته.
وانظري إلى مجادلة ملائكة الرحمة عنه حيث قالت:"جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى"...
 
لو تأملت الحديث لعرفت كيف تاب.
"ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم من يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق فأتاه ملك الموت".
فعمله بفتوى العالم وعزمه على هجر أرض الفسق والفجور والتوجه إلى أرض الطاعة بل وموته في الطريق إليها، هذا كله يدل على توبته.
وانظري إلى مجادلة ملائكة الرحمة عنه حيث قالت:"جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى"...

انا اقصد ابن ادم ... يعني كيف عرفت أنه تاب ؟

سأقول رأيي و انت اذا رأيت شيء غير صائب فصحح..

١ لا يوجد في القرآن الكريم ما يدل على قبول توبته ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: فَأَمَّا النَّدَمُ: فَإِنَّهُ لَا تَتَحَقَّقُ التَّوْبَةُ إِلَّا بِهِ، إِذْ مَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى الْقَبِيحِ فَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى رِضَاهُ بِهِ، وَإِصْرَارِهِ عَلَيْهِ، وَفِي الْمُسْنَدِ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ ـ وَأَمَّا الْإِقْلَاعُ: فَتَسْتَحِيلُ التَّوْبَةُ مَعَ مُبَاشَرَةِ الذَّنْبِ

.. كيف يتم امتحانه بأنه اقلع عن الذنب و هو قتل أخاه .... لكي تتحقق التوبة باقتلاع الذنب

٢. هل اذا اعطي له بين اختياران: الاختيار الاول :هو بقاء أخاه حي و الله يتقبل من أخيه و لم يتقبل منه أو إختياره أن يندم بعد قتل أخيه ..
فماذا سيختار...
إن القتل الذي فعله لم يفعله بجهالة فأخوه كان يذكره بالوعيد ...

و الله تعالى يقول ".. إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِن قَرِیبࣲ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا"
إن عدم تقبل الله له في قوله "فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ" كان له اشارة هو أن يصلح نفسه لانه ليس من المتقيين في قوله تعالى" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " لكن هو فعل شيء و هو القتل ما يزيده بعدا عن التقوى
و هذا اسنادا من قول أخيه المقتول
 
عفوا، اقتباسك جعلني أعتقد أنك تتكلمين عن قاتل المائة والحديث كما أشرت آنفا ثابت في الصحيحين.
أما بالنسبة لسؤالك: كيف عرفت أن ابن آدم الأول الذي قتل أخاه قد تاب من فعلته؟
أنا لم أجزم بهذا، وإلا فلو تاب لما استحق ذلك الوعيد الشديد -عياذا بالله-

وإنما طرحت الموضوع في شكل تساؤل، فكما تعلمين "الندم توبة" وظاهر القرآن الكريم أنه ندم، لكن الوعيد الذي ورد في حقه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع بعدم توبته وإلا لو تاب حقا لما تحمل كفلا من كل جريمة قتل تكون إلا يوم القيامة.
وهذا ما جعلني أورد مجموعة من الاقتراحات كجواب على ذلك التساؤل.

وهناك بعض الملاحاظات حول كلامك أختي:

- قلت:
(١ لا يوجد في القرآن الكريم ما يدل على قبول توبته ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: فَأَمَّا النَّدَمُ: فَإِنَّهُ لَا تَتَحَقَّقُ التَّوْبَةُ إِلَّا بِهِ، إِذْ مَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى الْقَبِيحِ فَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى رِضَاهُ بِهِ، وَإِصْرَارِهِ عَلَيْهِ، وَفِي الْمُسْنَدِ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ ـ ) اهـــــ

فأنت جزمت أولا بأنه ليس في القرآن الكريم ما يدل على توبته ثم استدللت على قولك هذا بكلام ابن القيم ولو تأملت لوجدت كلامه رحمه الله حجة عليك لا لك، فهو يقول:"
فَأَمَّا النَّدَمُ: فَإِنَّهُ لَا تَتَحَقَّقُ التَّوْبَةُ إِلَّا بِهِ"، ومعلوم أنه ندم بنص القرآن الكريم:"فأصبح من النادمين".

- أما بالنسبة للإقلاع: فإنه لا يرد عند مباشرة الذنب الذي يراد التوبة منه، فالإقلاع الذي يعتبر شرطا من شروط قبول التوبة إنما يخص ما بعد الذنب الأول.
فلا يتصور إذا إقلاعا لابن آدم من جريمة القتل الأول عند مباشرته، وإنما يتصور فيما بعد.
وليس هناك ما يدل على أنه اقترف هذا الذنب مرة أخرى.
 
جملة "الندم لا تتحقق التوبة إلا به" لا تعني "التوبة تتحقق بمجرد الندم".
فالصلاة لا تصح إلا بنية، لكن لا يعني هذا أن النية وحدها هي الصلاة!

ابحث عن معنى الندم في القرآن..
"فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ"
"قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ. قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"
"فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ. وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ"
 
عفوا، اقتباسك جعلني أعتقد أنك تتكلمين عن قاتل المائة والحديث كما أشرت آنفا ثابت في الصحيحين.
أما بالنسبة لسؤالك: كيف عرفت أن ابن آدم الأول الذي قتل أخاه قد تاب من فعلته؟
أنا لم أجزم بهذا، وإلا فلو تاب لما استحق ذلك الوعيد الشديد -عياذا بالله-

وإنما طرحت الموضوع في شكل تساؤل، فكما تعلمين "الندم توبة" وظاهر القرآن الكريم أنه ندم، لكن الوعيد الذي ورد في حقه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع بعدم توبته وإلا لو تاب حقا لما تحمل كفلا من كل جريمة قتل تكون إلا يوم القيامة.
وهذا ما جعلني أورد مجموعة من الاقتراحات كجواب على ذلك التساؤل.

وهناك بعض الملاحاظات حول كلامك أختي:

- قلت:
(١ لا يوجد في القرآن الكريم ما يدل على قبول توبته ...
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: فَأَمَّا النَّدَمُ: فَإِنَّهُ لَا تَتَحَقَّقُ التَّوْبَةُ إِلَّا بِهِ، إِذْ مَنْ لَمْ يَنْدَمْ عَلَى الْقَبِيحِ فَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى رِضَاهُ بِهِ، وَإِصْرَارِهِ عَلَيْهِ، وَفِي الْمُسْنَدِ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ ـ ) اهـــــ

فأنت جزمت أولا بأنه ليس في القرآن الكريم ما يدل على توبته ثم استدللت على قولك هذا بكلام ابن القيم ولو تأملت لوجدت كلامه رحمه الله حجة عليك لا لك، فهو يقول:"
فَأَمَّا النَّدَمُ: فَإِنَّهُ لَا تَتَحَقَّقُ التَّوْبَةُ إِلَّا بِهِ"، ومعلوم أنه ندم بنص القرآن الكريم:"فأصبح من النادمين".

- أما بالنسبة للإقلاع: فإنه لا يرد عند مباشرة الذنب الذي يراد التوبة منه، فالإقلاع الذي يعتبر شرطا من شروط قبول التوبة إنما يخص ما بعد الذنب الأول.
فلا يتصور إذا إقلاعا لابن آدم من جريمة القتل الأول عند مباشرته، وإنما يتصور فيما بعد.
وليس هناك ما يدل على أنه اقترف هذا الذنب مرة أخرى.


نعم اخي ما زلت لا أرى أي دليل على توبته و قبول توبته
أما الندم فهو ركن من اركان التوبة ... و هذا ما قاله الأخ أبو العزايم المشاركة 12 و الاخ سلامة
شروط التوبة الصحيحة هي:
1 - الإقلاع عن الذنب.
2 - الندم على ما فات.
3 - العزم على عدم العودة إليه.

هل تحقق الشرط الاول و التالت ...

بالنسبة ما قلت عن الاقلاع . هل يمكن شرح ما قلت باسلوب أخر سهل ... فلم أفهم شيء و هذا قولك "أما بالنسبة للإقلاع: فإنه لا يرد عند مباشرة الذنب الذي يراد التوبة منه، فالإقلاع الذي يعتبر شرطا من شروط قبول التوبة إنما يخص ما بعد الذنب الأول.
فلا يتصور إذا إقلاعا لابن آدم من جريمة القتل الأول عند مباشرته، وإنما يتصور فيما بعد.
وليس هناك ما يدل على أنه اقترف هذا الذنب مرة أخرى"


و هناك شيء أخر ... حتى لو أعتمدنا على أنه تاب فهل الله تعالى قبل توبته ..
هناك شيئان ... هل تاب و هل قبل الله توبته ...

شكرا
 
بالنسبة لتدخل الأخ سلامة، فلم نقل أن التوبة تتم بالندم وحده، بل الندم ليس إلا شرطا من شروط التوبة، لكنه أهم شروطها، وهذا ما تدل عليه صيغة الحديث:"الندم توبة" أي الندم أعظم ركن في التوبة، كقوله صلى الله عليه وسلم:"الحج عرفة".

بالنسبة للأخت بهجة:
الإقلاع ركن من أركان التوبة، وهو إنما يرد بعد الذنب الأول ولا يتصور الحديث عن الإقلاع عند مباشرة هذا الذنب.
أشرح لك بمثال: شخص شرب قنينة خمر لأول مرة في حياته، فندم على ما فعل وأراد التوبة، نقول له: اعزم ألا تعود لشرب الخمر وأقلع عن شربه، أي لا تشربه مرة ثانية وثالثة وهكذا.
أما عند شربه للقنينة الأولى فليس هناك إقلاع، وإنما الإقلاع يخص شرب الخمر في المستقبل.-أرجو أن يكون الكلام مفهوما الآن-.
وهكذا بالنسبة لابن آدم الأول، فهو عند قتله أخاه لا يتصور إقلاع وإنما الإقلاع في المستقبل أي أنه لا يعود إلى القتل المحرم.
وهذا ما لا يمكن الجزم به، فليس لأحد أن يقول أن ابن آدم الأول عزم على ألا يعود لجريمة القتل وأنه أقلع عن هذه الجريمة، أو أنه لم يعزم ولم يقلع.

وبالنسبة لسؤالك: هل تاب وهل قبلت توبته؟
فهذا مربط الفرس، وهو ما نبحثه عبر هذا المنشور.
لكن بالنسة لقبول توبته فهذا ما لا أشك في انتفاءه، والوعيد الوارد بخصوصه يدل على أن توبته -إن تاب حقا- لم تقبل.
 
الندم وحده لا ينفع.
- قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
- فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ. فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ.
- قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
 
إن سبب تدخلي في المشاركة هو قولك :" وفي قصة ابني آدم فإن الله وإن قبل توبته التي هي ظاهرة في قوله (فأصبح من النادمين) "
و استدلت عليه ايضا بقصة الرجل الذي قتل المائة .


فكر في هذا ما سأقول الآن:

ركز على كلمة الضالمين و كلمة الخاسرين في الايات و اسم الله الحسن الثواب الرحيم

قوله تعالى :﴿"وَیَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ (١٩) سورة الاعراف
فاذا أكلا من الشجرة سيصبحا من الضالمين
الآن
قوله تعالى :قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَاۤ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ
الآية 23 سورة الاعراف

و قوله تعالى"﴿فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتࣲ فَتَابَ عَلَیۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ[البقرة ٣٧]


إن الله تعالى إن لم يغفر الله لادم عليه السلام أصبح من الخاسرين و لكن الله تاب عليه و في نفس الوقت اهبط من الجنة ...

اذا فالخاسرون هم الظالمون الذين لم يغفر الله لهم و لم يرحمهم.

و أزيد على هذا
قوله تعالى سورة البقرة "﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38

إن الله قال له اهبطوا منها بعد أن تاب عليه ....


و الان
هل الوعيد بالخسران كالوعيد بالضالمين

لا
 
الندم وحده لا ينفع.
- قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
- فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ. فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ.
- قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ


كلامك صحيح، لكن هل هناك ما يجزم أن ابن آدم لم يتب لربه
أو هل هناك ما يجزم أن ابن آدم قد تاب لربه ؟؟

أنا أرى أن الله ذكر لنا خطيئته، أما هل ندم وتاب فهذا لا نعلمه وعلمه عند الله
ونقول كما قال عيسى ( {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }المائدة118
 
عودة
أعلى