كيف نحقق الحوار الإيماني .. الذي يجمع بين الاستفادة العلمية والحب في الله ..

إنضم
18/10/2016
المشاركات
302
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وبعد..،
= اللهم اهدنا في من هديت وعافنا في من عافيت وتولنا في من توليت وبارك لنا في من أعطيت وقنا شر ما قضيت .. رب اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى .. رب لا تجعل مصيبتنا في ديننا .. رب أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع .... وبعد ،
= نصيحة لنفسي أولا والله ..ثم لإخواني وأحبتي الفضلاء .. ولا بأس أن ينصح المفضول الفاضل .. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .. وإني دائما أردد أني أعتبر نفسي أصغر طويلب علم في هذا المنتدى المبارك ..
= بعد ان رأيت عدة محاورات ومساجلات .. سألت نفسي كيف نجمع بين الحوار والمناقشة .. والحب في الله ؟.. وبعد تفكير وتأمل .. توصلت للآتي ..
= للإنتفاع بالعلم يجب علاج القلب أولا من آفاته .. فكل منا يفتش في قلبه من أين أوتي .. لأن القلب هو بيت القصيد وعليه مدار الأمر فإذا صلح صلحت سائر الجوارح وإذا فسد فسدت سائر الجوارح .. وبغير القلب السليم لن ينتفع المرء بالأدلة الشرعية ولو جئت له بألوف منها ولن ينتفع بنصيحة ولا غيرها .. علاج قسوة القلب وصلابته لأن القلب القاسي بعيد عن الله بعيد عن الناس فهو محروم من تأييد الله محروم من دعاء الصالحين وبركة مجاورة ومحاورة العلماء والجزاء من جنس العمل .. ومع الجفاء والشدة والحدّة يعاقب المرء بالحرمان والانغلاق .. والقسوة تجعل القلب رؤيته مشوشا فلا ينتفع بنور الهدى ..
ـ عدم الاغترار بكثرة العلم والقدرة على البحث والاطلاع .. واحتقار الآخرين .. فكم من عالم موسوعي لم ينفعه علمه .. بل كان حجة عليه لا له .. فرأس العلم الخشية .. وكلما ازداد التقي علما ازداد تواضعا .. ولنا في قصة سورة الاعراف عبرة .. فالرجل قد وصل علمه انه كان يعلم اسم الله الأعظم ويكفي شهادة الله تعالى ( ءاتيناه آياتنا ) .. وكانت نهايته كما علمنا .. وقد ينفعك الله تعالى بمن هو اقل منك علما بكثير ..
ـ عدم النظر للأدلة الشرعية بالعقل وحده .. فتقديم العقل وجعله هو القائد كان سببا في ضلال قطاع عريض من الأقدمين .. فالأدلة الشرعية لا تقاس بقواعد المعادلات الرياضية أو المنطق العقلاني البحت .. فهو ليس حوار عقلاني فقط .. أو حوار منطقي بحت.. إنما حوار ايماني عقلاني منطقي .. فالحق والهدى يوصل اليهما بالقلب السليم والعقل تابع له .. فتدبُر آيات الله تعالى يكون بالقلب والعقل معا .. ولكن يكون القلب هو القائد .. لأنه محل الفطرة السليمة .. وعليه يتنزل الهدى ( نزله على قلبك ) .. ( لمن كان له قلب) .. ويتفاضل الناس في الآخرة بالقلوب ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) ..
ـ البعد عن التعصب الفكري .. ووالله لهو شؤم على صاحبه وهو سبب حرمان المرء من الهدى فكأنه يسد على نفسه نوافذ النور ليعيش في الظلام .. و نقل عن سلفنا الصالح أن رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .. فخفض الجناح ولين العريكة من علامة الفلاح ..
= حسن الخلق وعذوبة اللسان .. وحدث عن الخلق وأهميته ولاحرج .. حسن الخلق يرفع المرء درجات عالية وإن قل علمه .. مع حسن الخلق يضاهي المرء الصائم القائم .. والمجاهد في سبيل الله .. ومع عدمه يحبط عمله .. إن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل .. وإن الجفاء في النار .. فمع حسن الخلق واللين والسهولة يفتح الله على المرء أبوابا من الرحمة والنور والفهم ..
= خفض الجناح مع أهل القرءان .. كل منا يقدّر حرمة هذا المنتدى المبارك وأعضائه فهي من حرمة القرءان .. ينل من بركتهم ونورهم ..الحب في الله والدعاء المتبادل علانية وبظهر الغيب .. لا تؤذ أحدا بلسانك .. فقد تعاقب بدعاء أحد الصالحين عليك بأذيتك اياه .. فلله من عباده أولياء يغضب لغضبهم ويرضى لرضاهم ..
= احرص على ان تخرج من المناقشات بقلب سليم ومن قبل تدخله بقلب سليم .. لأن تنتهي المحاورة بتسامح ودعاء.. خير من ان تنتهي بشقاق ونفرة .. فلا تفرح الشيطان بالوقيعة بين الأخوة .. لا تتخذ أسلوب بدء الهجوم واستفزاز الخصم مسلكا ..فهي ليست حربا .. وكفى بهذا الأسلوب شؤما أنه مخالف لوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ) .. (إن الله تعالى يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ) .. فدع الحرب للمنافقين والكافرين .. أما إخوانك فمعهم العفو والصفح واللين .. والجنة قربية من كل هين لين سهل ..
= عظّم حرمات الله عز وجل .. وتأدب مع كتاب الله عز وجل .. فكثير الأدب مع قليل العلم .. خير من كثير العلم مع قليل الأدب .. والأدب العالي يورث المعالي .. ولا تتجرأ على كتاب الله فلا تتكلم في ما لاتحسن .. وإن أخطأت فبادر بالاعتذار .. استفد بنصائح إخوانك وتعلّم منهم ولا تحتقرهم .. فهي والله كنوز ولآليء قد سيقت لك .. دون مجهود منك .. فضلا ونعمة من الله تعالى .. فلا تستقبل نعمة الله بكفرانها فتعاقب بحرمانها .. فتتحول لنقمة وحجة عليك ..
= وأنا أدعو لكل مشارك وأقول أصلح الله قلبك وعقلك ويسر أمرك ورزقك من حيث لا تحتسب .. وهدانا وإياك إلى صراطه المستقيم .. وجمعنا في جناته جنات النعيم ..،،
= وأعوذ بالله الرحيم الرحمن أن أذكّر غيري وأنسى نفسي .. وأن أقول شيئا أنا أبعد الناس عنه ..
فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...، أبو عبيدة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ابو عبيدة

بارك الله بكم ولكم، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تسكن مداخلتك هذه قلوب كافة الأعضاء في هذا الملتقى الكريم، فمنذ فترة ليست بالقصيرة وانا اتابع مشاركات الاخوة الاعضاء، ولا يخفى على أحد مستوى بعض هذه المشاركات والمداخلات التي لا ترقى لمستوى طالب العلم، لدرجة اصبحت اتردد كثيرا عند رغبتي بالمشاركة بموضوع ما أو حتى طرح موضوع أو تساؤل حول الموضوع خوفا من الردود السلبية من بعض الأعضاء والطعن بآراء الآخرين دون مبرر.

بارك الله بكم وفتح عليكم



ارسل من SM-J730F using ملتقى أهل التفسير
 
بارك الله فيك
أهم شي أن تقود كلماتنا وحوارتنا وسلوكنا أخلاق القرآن
ربنا آتنا الرشد والحكمة لنا جميعاً
واجعلنا جميعاً يارحمن من الأخلاء المتقين
 
= نقل عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ـ قال : ما ناظرت أحداً قط فأحببت أن يخطىء. وقال: ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان ويكون عليه رعاية من الله تعالي وحفظ ، وما كلمت أحداً قط وأنا أبالي أن يبين الله الحق علي لساني أو علي لسانه .
= وقال يونس الصَّدفي : (ما رأيت أعقل مِن الشَّافعي، ناظرته يومًا في مسألة ، ثمَّ افترقنا ، ولقيني ، فأخذ بيدي ، ثمَّ قال : يا أبا موسى ، ألَا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتَّفق في مسألة ) .
 
= عن عبدة بن لبابة قال لقيت مجاهدا فأخذ بيدي وقال إذا تراءى المتحابان في الله، فأخذ أحدهما بيد صاحبه وضحك إليه تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر. قال عبدة فقلت له إن هذا ليسير. قال لا تقل ذلك، فإن الله يقول (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) قال عبدة فعرفت أنه أفقه مني .
 
= كان نبينا الكريم ـ فداه أبي وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه يستعيذ بالله تعالى من أربع من علْمٍ لا ينفعُ ، ومن قلْبٍ لا يخشعُ ، ومن نفسٍ لا تشبعُ ، ومن دعاءٍ لا يُسْمَعُ
 
لؤلؤ ومرجان .. كلام شيخ الاسلام ...

لؤلؤ ومرجان .. كلام شيخ الاسلام ...

= ما يحدث قدرا بين الاخوة من مناقشات حادة خشنة قد تكون ورائها حكمة عظيمة ..
قال شيخ الاسلام ابن تيمية ..
( أن ما يجري من نوع تغليظ أو تخشين على بعض الأصحاب والإخوان : ما كان يجري بدمشق ومما جرى الآن بمصر فليس ذلك غضاضة ولا نقصا في حق صاحبه ولا حصل بسبب ذلك تغير منا ولا بغض . بل هو بعد ما عومل به من التغليظ والتخشين أرفع قدرا وأنبه ذكرا وأحب وأعظم وإنما هذه الأمور هي من مصالح المؤمنين التي يصلح الله بها بعضهم ببعض فإن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى . وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين ) .
سبحان الذي أفهمه وأنطقه بهذه الكلمات ...
= وتبقى المبادرة إلى الاعتذار عند الخطأ ، والشجاعة في إعلان ذلك .. من علامات سلامة القلب وقصد الحق ..
 
= إذا أردت اكتساب فضيلة .. صعب عليك منالها .. بعد جهاد ومشقة ..
فانشرها بين الناس بنية صادقة .. وانصح بها اخوانك ..
فالجزاء من جنس العمل ..
إن لم تنلها ببركة النصيحة .. وتُذلل لك ..
فلن تعدم حظا من ثوابها ..
 
اللسان ..

اللسان ..

قال بن مسعود رضي الله عنه " والله الذي لا إله إلا هو ، ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان " (حلية الأولياء لأبي نعيم )..
 
.. حتى لا تخرج الأضغان ..

.. حتى لا تخرج الأضغان ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
= الأسلوب الاستفزازي الهجومي يحرك ضغائن النفوس .. والنصيحة إذا خالطها جفاء وغلظة فهي مردودة مهما حملت من حق .. تأمل قول الله عز وجل {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ..} (159) سورة آل عمران
= كذلك عدم الصبر على غلظ المحاور وجفاءه أحيانا .. واتهامه بالظن .. والكيل بمكاييل .. يحول الأمر إلى ساحة حرب .. يضيع فيها الحق .. وتضيع معه أخوة الايمان .. وتعلو العصبية الجاهلية ..
= قدرا قد يكون أحدهما باغٍ عليه إثم بدء الفتنة .. والآخر حرٌ ينتصر .. ولكن ما هكذا اُمرنا شرعا ... إنما {.. وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} (20) سورة الفرقان .. أمرنا بالصبر والعفو والصفح .. بل والاحسان ..
= قد تكون خطيئة .. تتوب وتتعلم منها .. تتحول بقدر الله تعالى لمحطة تحول في حياتك .. والرحمن الرحيم قد وعد بتبديل السيئات حسنات .. مع التوبة النصوح ..
= قد تُوفق لمعانٍ وسلوك .. ما كنت لتنالها إلا بعد خطيئة ثم توبة .. تستشعر التربية الربانية بكيانك .. غيضٍ من فيضِ ربوبية "رب العالمين" لك .. وتصديق عملي لحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن..."
= القلب السليم .. يهفو للإصلاح دائما .. والحبّ والوفاق .. والعفو والصفح .. والمبادرة للإعتذار .. والرفق واللين .. ويتوج ذلك بدعاء عام وخاص بظهر الغيب ..
= يبكي القلب قبل العين .. من الفرقة والاختلاف .. والتناحر والتنافر .. تُحدُّ الألسنة وتقسو القلوب .. لتفرح الشياطين .. وترتفع البركة .. وينقطع مدد السماء .. بما كسبت أيدينا ..
= أقدار الله تعالى للمؤمنين خير كلها .. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. ولكن هل نتعلم من أقدار الله لنا ؟!..
= هل من تائب ، هل من مبادر للخير .. ولبدء صفحة جديدة بيضاء؟..
= أبدأ بنفسي .. أعتذر لكل الأعضاء الكرام ولكل من أسأت إليه .. وقد حذفت ردودي السابقة الخاصة بالأخ / محمد سلامة المصري ..
= أرجو من الإدارة الكريمة بذل الجهد والاهتمام مستقبلا .. للتوفيق بين الأعضاء .. والوقوف من البداية لمنع نشوء أية خصومة أو شحناء ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
وصلى الله وسلم على نبينا الكريم ..
 
أخي العزيز أحمد عبدالعزيز أبو عبيده حفظه الله
اشكرك لجميل نصحك وقولك اللين وحثك على الخلق الحسن ، ثم ألفت نظرك لحالة شائعة بين العلماء وبين طلبة العلم الشرعي يعرفها أهل هذه الصنعة من التحاسد والتباغض والحروب الضروس الطاحنة وأصناف الأسافين والوقائع بينهم وفي ذلك مؤلفات ، فهؤلاء برغم ما حازوه من العلم والرفعة لم يردعهم علمهم عن السعي في اعراض اقرانهم والطعن فيهم ولمزهم والوقيعة بهم عند السلطان وتشويه سمعة بعضهم البعض وهم يعلمون ما هو موقع ذلك من الشرع بل وربما يلتفت بعضهم لمن يؤمهم بعد العصر ليلقي موعظة وهو قد حطم مبادءها قبل الصلاة وسيكمل تحطيم ما تبقى منها بعد الصلاة .
فالشاهد أخي الفاضل لا تظن أن العوام أمثالنا أحسن حالاً من تلك الذئاب الضارية فالذكرى لابأس بها ولكن صدقني أنه يسب ويشتم ويحقر وينتقص وهو يعلم أنه يأتي منكراً من القول ولكن طمس الله على قلبه فيراه حسناً ، ثم أن حسن الخلق أدب وتربية يحوزها المرء من بيت أبيه وأمه لا تجزئ قراءتها عن التخلق بها .
أذكر أني كتبت موضوعاً عن حيلة يحتالها الدامغاني ليسقط الزكاة عن ماله فلم يتفاعل مع القصة أحد ، فلا يغرنك المظهر ولا تبتئس وتصدم بسوء الفعل والقول فمالامر عند البعض إلا تكسباً وحرفة لا تنطبع على سلوكه وخلقه والله المستعان.
 
الحمد لله رب العالمين ..
لن تعدم الأمة قديما وحديثا من نماذج واقعية يحتذى بها ..
ليس في الرفق واللين بداية فحسب ..
ولكن الشجاعة في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه .. وهذا في رأي أصعب وأعز من الأول ..
 
جزاكم الله خيرا ... وجمع قلوبنا على حبه، وابتغاء مرضاته

"أسند الطبري: أن مسلم بن يسار قال لسعيد بن جبير: يا أبا عبد الله، آية بلغت مني كل مبلغ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} فهذا هو الموت أن تظن الرسل أنهم قد كذبوا مخففة.
فقال له ابن جبير: يا أبا عبد الرحمن إنما يئس الرسل من قومهم أن يجيبوهم، وظن قومهم أن الرسل كَذَبتهم، فحينئذ جاء النصر.
فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال: فرجت عني فرج الله عنك".

قال ابن عطيةرحمه الله : "فـرضي الله عنهم كيف كان خلقهم في العلم" (المحرر الوجيز 3/288)
 
عودة
أعلى