كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين ؟

طالِب

New member
إنضم
7 مارس 2006
المشاركات
48
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
سؤالي وضح جليا شيوخنا الكرام من خلال العنوان
كيف لي أن أبدأ رسالتي المتعلقة بترجيحات أحد المفسرين ؟
 
الأخ الكريم
هذه بعض النقاط وأرجو أن تكون مفيدة لك
1 - القيام باستقراء تفسيره أولا وجمع المسائل التي رجح فيها وترقيمها
2- النظر بعد ذلك في طرق ترجيحه والقواعد التي اعتمد عليها في ذلك من خلال المسائل المجموعة وذلك بالنظر فيها مسألة مسألة .
3- قراءة ما كتب حول منهجه في تفسيره .
4- التفريق بين القول الذي رجحه وأشار إلى إمكانية قبول غيره ، وبين ما رجحه وحكم بخطأ غيره من الأقوال . وهذه في نظري مهمة جدا ، فمن الترجيحات ما يكون ترجيحا للمعنى الأولى أو الأرجح وقد يكون غيره صحيحا مقبولا لكن ليس بدرجة القول المرجَّح .
5 - مقارنة ترجيحاته بترجيحات غيره من المفسرين .
6- رأيك أنت في ترجيحه هل هوالراجح أم أن غيره أرجح .
ومما يفيدك كثيرا في هذا الجانب كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين الحربي
ولعل المشايخ الفضلاء يفيدونك ببعض الجوانب الأخرى ، فما أنا إلا رضيع لبانهم
وفقك الله
 
إليك هذه المنهج المختصر المجمل :
1- جمع ترجيحات المفسر من تفسيره ، أو من جميع كتبه المطبوعة حسب الخطة المعتمدة لك .
2- دراسة هذه الاختيارات وفق المنهج التالي :
أ - ذكر الآية التي ورد فيها الخلاف .
ب - ذكر اختيار الشيخ في الآية .
جـ - ذكر كلام الشيخ في الاختيار أو الترجيح بنصه إن كان قليلاً ، أو اختصاره , وذكر مضمونه ، إن كان طويلاً .
د - إذا كان للشيخ عدة نصوص في اختيار مسألة معينة , فاختر نموذجاً , أو أكثر منها ، وأشر إلى بقيتها في الحاشية .
هـ - المقارنة بين اختيارات الشيخ واختيارات غيره من أئمة التفسير ، مع الاستدلال لكل قول من الأقوال , وذكر ما يرد عليه من اعتراضات . مبتدأً بالقول الراجح , ما لم يقتض الأمر خلاف ذلك , كأن يكون الراجح الجمع بين الأقوال وحمل الآية على كل ما ذكر فيها .
 
هناك أمر مهم في نظري ، وهو ضابط اختيار الترجيحات ، فبعض المفسرين يكون له في تفسيره ترجيحات متعددة ؛ كالقرطبي والألوسي وغيرهما ، وأرى أن الضابط واضح ، وهو أن يكون الترجيح في التفسير فحسب ، أما ترجيحاته في الفقه أو الأصول أو النحو أو غيرها ، فإنها لا تدخل في التفسير .
ويحسن ـ أصلا ـ وضع ضابط في دراسة الترجيحات على ما يأتي :
1 ـ ما الهدف من جمع الترجيحات ؟
2 ـ من المفسر الذي يحسن أن تُدرس ترجيحاته ؟
3 ـ هل الباحث عنده الملكة لدراسة ترجيحات المفسر ، والخلوص بنتيجة علمية سليمة ؟
لأن الأمر في نهاية المطاف سيكون ترجيحات الباحث ، وليس ترجيحات المفسر ؛ لأن الباحث سيكون حكمًا على ترجيحات المفسر .
 
شيخنا الكريم / أبو صفوت
أسأل الله العظيم أن يجعل ما قدمته لي من نصح في ميزان حسناتك ، وأن لا يحرمك الله الأجر..
وإن سمحتم لي أود أن أستفسر حيال النقطة الرابعة حيث أتمنى على فضيلتكم شرحها شرحا وافيا .
 
فضيلة الدكتور / إبراهيم الحميضي
بارك الله بكم وبعلمكم ، مع أمنية خاصة أن تتكرموا بالتمثيل للنقطة " د" بشكل أكبر حتى يتسنى لي فهم ذلك فهم دقيقا .
 
فضيلة الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار
نفع الله بكم ، والمفسر الذي أريد بحول الله أن أدرس ترجيحاته هو القرطبي ، ثم حقظكم الله شيخنا كيف لي أنا اعلم أن لدي ملكة لدراسة ترجيحات المفسر ؟
 
الأخ الفاضل . حفظك الله
4- التفريق بين القول الذي رجحه وأشار إلى إمكانية قبول غيره ، وبين ما رجحه وحكم بخطأ غيره من الأقوال . وهذه في نظري مهمة جدا ، فمن الترجيحات ما يكون ترجيحا للمعنى الأولى أو الأرجح وقد يكون غيره صحيحا مقبولا لكن ليس بدرجة القول المرجَّح .
بمعنى أنه قد يكون هناك قولين كلاهما صواب صحيح ، والآية تحتملهما لكن أحدهما أرجح وأولى بالقبول من الآخر ففي هذه الحال يكون الترجيح بين قولين صحيحين وذلك مثلا كقوله تعالى " ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل " فقد ورد فيها قولان :
1- أنهم يقطعون الرحم .
2- أنها عامة لكل ما أمر الله بوصله فقطعه هؤلاء القوم فيشمل قطع الرحم وغيرها من كل قطيعة كتفريقهم بين رسل الله .
ففي هذه الحال يكون الترجيح للأولى والأرجح ، ولا يلزم من ترجيح أحد القولين أن القول الآخر باطل
وأما في حالة ورود قولين او أكثر والآية لا تحتمل إلا قولا واحدا فيكون الترجيح في هذه الحالة حكما على ما عدا هذا القول بالخطأ .
فقوله تعالى " ثم بعثناكم من بعد موتكم " ظاهر أن معناه بعثهم من الموت للحياة ، وبالتالي فالقول الوارد أن معناها ثم بعثناكم أنبياء قول باطل . فالترجيح في هذه الحالة بين صواب وخطأ لا بين صوابين كالحالة الأولى
أرجو أن يكون مقصدي اتضح .
وفقك الله
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :فلا أكتمكم أيها الإخوة الفضلاء أنني أشف بالكتابة في هذا الموقع لأول مرة ، رغم أن استفادتي منه كثيرة فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء ..
غير أن مادفعني للكتابة في هذا الموضوع بالذات هو أني قد ابتدأت البحث في موضوع ( ترجيحات القرطبي في التفسير ) واول راضي سنة من يسيرها !!
ولي مشاركة حول ماذكر أجملها في النقاط الآتية :
1-أن موضوع دراسة ترجيحات أي مفسرلاأشك في فائدته للباحث ؛ وذلك لأنه يسطّلع -في كل مسألة ورد فيها للمفسر ترجيح- على أقوال غيره من المفسرين المتقدمين منهم والمتأخرين ، ومعلومٌ أن التفسير علم كثر فيه الخلاف وتعددت فيه الأقوال في معنى المفردة الواحدة لدرجة أنه لايمكن الجمع -أحيانًا- بين تلك الأقوال ، فعلى هذا فالتفسير بحاجة إلى مزيد من تحقيق تلك الأقوال ودراستها .
2-أن هذا البحث يعرّف الطالب -بدقّة- على مناهج المفسرين من خلال التطبيقات العملية وذلك بمقارنة ترجيحات أحد الأئمة بترجيحات غيره ومعرفة منهج كل واحد منهم وسبب ترجيحه لذلك القول .
3-أن قواعد الترجيح في التفسير قد أصّل لها ، ومثل هذه الدراسة تطبيق لتلك القواعد في بيان أثرها في الدلالة على أرجح الأقوال ..
4-أن ملكة الترجيح في التفسير يمكن أن يكتسبها الباحث من هذا الموضوع ، وذلك بعد اطلاعه على ماقاله المفسرون في المسألة موضع البحث وفهم تلك الأقوال وعرض أدلتها ومناقشة تلك الأدلة.
5-بالنسبة لما أشار إليه الدكتور مساعد -وفقه الله ونفعنا بعلمه- من أن الأمر في نهاية المطاف سيكون (ترجيحات الباحث وليس ترجيحات المفسر) فلي رأي قابل للخطأ في هذه المسألة وهو أن هذا الأمر مطلوب !!
فلو نظرنا إلى ترجيحات المفسرين أنفسهم لوجدنا بعضهم ينفرد بترجيح في المسألة الواحدة ، وقد يرد على غيره من المفسرين ويبين خطأ ماذهب إليه ، بل ويشنّع عليه في بعض الأحيان والأمثلة على ذلك معروفة ، ومن أسباب ذلك والله أعلم هو مااطلع عليه كل واحد منهم من مراجع في حينه ،، أَمَا وقد وقد توفرت لدينا أغلب كتب السابقين ولله الحمد ، فمن حقهم علينا -وقد كان مرادهم الحق- جمع تلك الأقوال وتحرير الخلاف فيها ؛ شأن التفسير في ذلك شأن غيره من علوم الشريعة المباركة ، لاسيما وقد وفر لنا الباحثون قواعد التفسير وقواعد الترجيح فيه وغير ذلك من أصول هذا العلم .
6- تأكيدًا على ماسبق أن ذكره الإخوة حول طريقة البحث في هذا الموضوع مايلي :
أ-النظر في الترجيحات التفسيرية فقط كما ذكر الدكتور مساعد.
ب-ذكر قول المفسر بنصه في الموضع المراد .
ج-وضع عنوان قبل ذلك يدل على مضمون المسالة .
د-دراسة هذا الترجيح دراسة تفصيلية مقارنة بأقوال غيره من المفسرين ، وبيان الموافقين له والمخالفين.
هـ-بيان أوجه القوة والضعف في تلك الأقوال معتمدًا على قواعد الترجيح وأقوال الأئمة .
و-الخلوص إلى نتيجة علمية في كل مسالة مع بيان أدلتها (وتطبيق قواعد البحث العلمي).
6-بالنسبة لمن يبحث في ترجيحات القرطبي خاصة يمكنه الاستفادة من البحوث الآتية :
أ-ترجيحات أبي بكربن العربي في التفسير
رسالة دكتوراة-محمد بن سيدي عبد القادر- مكتبة الجامعة الإسلامية 1424هـ .
ب-ترجيحات ابن عطيه في تفسيره
رسالة دكتوراة -عبد العزيز الخليفة-مكتبة جامعة الإمام بالرياض 1421هـ .
ج- ترجيحات النحاس في التفسير
رسالة دكتوراة - زيد علي مهارش - جامعة ام القرى 1425هـ .
........ وللحديث بقية ........

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .

أخوكم /
عبدالله بن عيدان الزهراني
الدراسات العليا - قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم
مرحلة الماجستير- جامعة أم القرى
 
أبو صفوت شيخنا المفضال / بارك الله فيك ونفعنا بعلمك .. وصلت معلومتكم القيمة واتضحت لي تمام الوضوح .. فجزاكم الله خير الجزاء .
 
الأخ المفضال / عبدالله الزهراني
استفدت تمام الفائدة مما سطرته أناملك فزدنا زادك الله خيرا .
 
أشير على الأخ (طالب) وغيره ممن يبحث في هذا الموضوع بأن يستكمل قراءة التفسير المراد دراسته ، أو يستكمل قراءة الجزء المخصص لبحثه على أقل تقدير قبل أن يبدأ البحث في هذا الموضوع ، ويسجّل خلال قراءته مايظن أنه له علاقة بخطة موضوعه ، وسيظهر للقارئ أنه ليس بحاجة للكثير مما يسأل عنه ؛ لأنه سيقف على طريقة مؤلِّف التفسير وأسلوبه في ترجيح بعض الأقوال على بعض ، أو ترك الأقوال جميعها في بعض المواضع بدون ترجيح لكونها كلها محتملة .
وصعوبة أي أمر تكون دائمًا في البداية أما إذا ابتدأ هذا الأمر - أيًا كانت قوة هذه البداية -فسيُعان عليه بإذن الله ، ثم لايكثر النظر فيما يكتبه لأول مرة لأنه سيظن أن ماكتبه لايصل إلى درجة البحث العلمي ، لكن : ابدأ واستعن بالله ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )...
 
الأخ المفضال / عبد الله شكرا لتواجدك مرة أخرى ولدي استفسار بعد جمع الترجيحات ما الخطوات التي تليها ؟ ثم هل أنا مطالب بتنفيذ الخطة بحذافيرها ؟ والله يرعاك ويسدد على طريق الخير خطاك .
 
الخطوات التي تتبع جمع الترجيحات قد سبقت الإشارة إليها ، ونعيدها للاستذكار:
1- كتابة الآية التي ورد الترجيح فيها .
2- ذكر الكلمة أو الموضع الذي ورد فيه الترجيح .
3- ذكر نص كلام المفسر في هذا الموضع .
4- استعراض كلام المفسرين السابقين واللاحقين للمؤلف وبيان مايلي :
أ- من وافق المؤلف من المفسرين في ترجيح المعنى الذي اختاره تفسيرًا للكلمة أو الآية (بذكر اسم المفسر فقط والإحالة إلى تفسيره في الهامش) .
ب- من خالفه في ذلك [بنفس الطريقة السابقة] .
ج- بيان أدلّة الفريق الأول ( المفسر ومن وافقه ).
د- بيان أدلة الفريق الثاني .
هـ- بيان أوجه القوة والضعف في تلك الأقوال معتمدًا على قواعد الترجيح وأقوال الأئمة.
و- الخلوص إلى نتيجة علمية في المسألة( سواءً وافقت المؤلف أوخالفته ) وذلك بعد النظر في أدلة الفريقين وبيان أوجه القوة والضعف فيها ، وتوضيح سبب اختيار ذلك القول.
أما عن تنفيذ الخطة بحذافيرها ؛ فليس ذلك بمطلوب ، بل قد يعنّ للباحث التقديم فيها والتأخير والزيادة والنقص حسب ما تقتضيه مصلحة البحث ، والله أعلم ...
 
الأخ المفضال / عبدالله وفقه الله لكل خير
ما ذكرته واضح تمام الوضوح ، ولكن يا أخي الكريم الخوف كل الخوف من النقطتين هـ / و فوالله إنني أحس أن يدي لا تستطيع الكتابة وأن الفكر منشل فبماذا تنصحني وتوجهني ؟
أسأل الله أن يوفقك ويسدد على طريق الخير خطاك
 
استفسار للأخ عبدالله

استفسار للأخ عبدالله

أولاً : جُزيت خيراً لتواجدك على هذا الموقع وإجابتك على استفساراتنا .
ثانياً : لدي بعض الاستفسارات حول موضوع ترجيحات القرطبي :
1- ركزت على أن تكون الترجيحات تفسيريه فقط مع العلم بأننا وقت الجمع جمع الترجيحات وارسالها للقسم كنا نجمع جميع الترجيحات في الأصول وفي القراءات وفي النحو وعلى هذا تم التقسيم

ن فإذا اعتمدنا على التفسيرية فقط سيصل عدد الترجيحات الى أقل من (150) ترجيحا وهو العدد المطلوب ألا يقل عنه الترجيحات في الرساله الواحده .
2- أثناء المقارنه ببقية التفاسير هل يجب أن أقارنها بجميع التفاسير وألتزم بها أم أكتفي بماتيسر لي فقط.علما بأن بعض المفسرين منهم من يسرد الأقوال دون ترجيح وفي بعض الأقوال يرجح فماالذي أفعله حياله.
3-قد ذكرت في خطتك المقدمه للقسم أن الترجيح من الأمام القرطبي قد يكون ضمنيا بأن يقول مثلا : معنى قوله :(ولايظلم ربك أحدا )
أي لا يأخذ أحدا بجرم أحد ولا يأخذه بما لم يعمله قاله الضحاك
وقيل لا ينقص طائعا من ثوابه ولا يزيد عاصيا في عقابه.
فهو هنا يرجح القول الأول لأنه ذكر الثاني بصيغة التمريض.وهذا الترجيح ضمني وليس صريح وأغلب ما استخرجناه في جزئيتنا من هذا القبيل ، ويقع لدينا الشك هل ستقبل لجنة المناقشه بهذه الترجيحات أم ستعتبرها ليست ترجيحا.
4- بالنسبه للأحالات هل نبحث عندما يحيل القرطبي الى ايات سابقه في غير السوره الملزمين بدراستها كأن يقول وتقدم في البقره وهكذا .
وجزاك الله خيرا على كل ماتقدمه لنا من مساعده.
 
أشكر للإخوة تفاعلهم مع هذا الموضوع ؛ لكني في نفس الأمر أرى أنه لايمكن النقاش في جميع مايعرضه الزملاء ؛ وذلك لأن هذا الملتقى (عِلميٌّ) ، والأَولى أن يكون عامًّا لامجال للأسئلة الشخصية فيه ؛ حتى يستفيد منه كل مطلع عليه ، وقد رأيت بعض الأسئلة السابقة في موضوعنا لاتحمل هذه الصفة ، فلينتبه لهذا!!
ومحاولةً للخروج من هذه الملاحظة فإني أرى أن يعرض السؤال بصيغة العموم حتى يستفاد منه في موضوعات أخرى مشابهة .
والجدير بالذكر أن كثيرًا مما يُسأل عنه قد تعرّض له الإخوة من قبلنا في أدراج هذا الملتقى المبارك ، فلأن يكلّف اللاحق نفسه بالاطلاع على ماكتبه السابق أولى ، وذلك بالبحث عن كلمة واحدة مما يُراد السؤال عنه ، وستجد –غالبًا- أنه سبق طرح الموضوع في الملتقى فلا معنى لإعادته، وقد جربت ذلك كثيرًا واستفدت منه .
أما قول الأخ علاء :" ركزت على أن تكون الترجيحات تفسيريه فقط مع العلم بأننا وقت الجمع جمع الترجيحات وإرسالها للقسم كنا نجمع جميع الترجيحات في الأصول وفي القراءات وفي النحو وعلى هذا تم التقسيم ..." ، فأقول :
أنت مُلزم بالبحث في تخصصك وهو (التفسير وعلوم القرآن الكريم) فقط ، أما غيره من العلوم التي امتلأ بها ( الجامع ) فلا علاقة لك بها في صلب موضوعك إلا حين تعرض للاستشهاد بما يخص ترجيح الإمام لتفسير معيّن واستشهاده بما يعضّد ذلك مما ذكر أولم يذكر من علوم الآلة ، أما إذا جمعت كل ما ورد فيه الترجيح- سواءً من التفسير أو غيره – فلن يكون للتخصص فيه معنى ، ولا أظن أحدًا يقبل بذلك أَلْبَتَّةَ.
وما ذكرت بأن عدد الترجيحات سيقلّ ، فهذا شأنٌ أكاديميٌ بحتٌ يُرجع فيه لأهله ، ولا علاقة لنا به هنا .
وبالنسبة للمقارنة بالتفاسير فأرى أن تبدأ البحث لترى أنه ليس لكل المفسرين اختيار في مسألة البحث لديك ، وسينحصر نظرك بعد ذلك في أقوال من وافق المفسر الذي تدرس تفسيره وأقوال من خالفه ، وسيكون العدد بعد ذلك معقولًا .
أما ذكر المفسر لقول بصيغة الجزم والأقوال الأخرى بصيغة التمريض ، فلا يكون ذلك ترجيحًا منه-في نظري- للقول الأول دائمًا ، بل لابد من الرجوع لسياق الكلام ( وأرجو ألا يُقوّل المفسر مالم يقله !) .
وعن الإحالات فلا أرى الرجوع إليها –سابقةً كانت أو لاحقةً- لأنها من نصيب غيرك من الزملاء وهو المعني بدراستها ،، والله أعلم .
 
بارك الله في جميع المشاركين وأجزل لهم المثوبة، وأحب أن أضيف نقطة هي:
أن الذي يجعل الأمر صعبا علي الباحث في الترجيح وغيره أن القراءة الآن لدى معظمنا أضحت قراءة موسمية بحسب الوقائع والأحوال ، وقد نسينا أن طالب العلم يجب ألا يشبع من العلم أبدا .
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلى وإذا ما زدت علما زادني علمي بجهلي
وطالب الماجستير يجب أن يُترك لقراءة حرة حولين كاملين لتقوية الملكة وصقلها وبذا يخرج بقناعة معينة يضيف عن طريقها جديداً، اما نظام " السِّره " في الرسائل العلمية التي تقع علي خالي الذهن وقوع الصاعقة المرسلة فهذا هو الفقر العلمي الحاصل أو الذي يُخشي ، فما أروع هذه الموضوعات التي يغوص بسببها الطالب في لجج البحار العلمية لزمن ما ثم يخرجها غضة ندية طرية ثرية حافلة بقناعته مسيطرة علي فكره ليقوم على خدمتها مبدعا في عرضها ، فما أحوجنا إلي مثل هذا النمط الذي يحتاج إلي أستاذ جاد وطالب مستميت في سبيل الوصول إلى معرفة تطابق ميوله وعطاياه العلمية ، فليس كل طلاب العلم لديهم الملكات العلمية الصالحة لكل اختيارات القسم العلمي الذي يفرض موضوعا ما فرضا.
وأخيرا نصيحتي في هذا المقام هي : أن يتضلع الباحث أولا من كتب التفسير التى تُعنى بحدود ترجيحاته ومن نفس فصيل ومنهج الكتاب الذي سيعمل من خلاله في رسالته العلمية، وبعد أن يصل إلى قناعة معينة يدخل مباشرة على القطعة التي احتواها موضوعه من التفسير ، عند ذلك يستطيع أن يدلي بدلوه ، وهذا منهج من الصعوبة بمكان لمن أراد الإفادة والزيادة ، في زمن القص واللصق . مع تحياتي .
 
عودة
أعلى