ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
أثر عن بعض السلف أنهم كانوا يختمون القرآن في أقل من ثلاث.
يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في إتقانه:" وقد كان للسلف في قدر القراءة عادات فأكثر ما ورد في كثرة القراءة من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار ويليه من كان يختم في اليوم والليلة أربعا ويليه ثلاثا ويليه ختمين ويليه ختمة ... ويلي ذلك من كان يختم في ليلتين ويليه من كان يختم في كل ثلاث وهو حسن" اهــ.
و من النماذج:
ما روي عن الأسود أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة، و عن قتادة أنه كان يختم في سبع فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة –السير-
و روي أن مجاهدا كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة كما في التبيان للإمام النووي.
و في السير: قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة.
لكن قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يرفعه:" من قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ لم يفقهه ".
و قد بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب فضائل القرآن من صحيحه:" باب في كم يقرأ القرآن.." و ذكرحديث عبد الله بن عمرو قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرإ القرآن في شهر قلت إني أجد قوة حتى قال فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"
و في رواية: " اقرأ القرآن في كل شهر، اقرأه في خمس و عشرين، اقرأه في عشرين، اقرأه في
خمس عشرة، اقرأه في سبع، لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث "- السلسلة الصحيحة:1513-
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
كيف كان بعض السلف يختمون في ليلة مع ورود النهي عن قراءته في أقل من ثلاث؟
و من الأجوبة:
1- أن النهي في تلك الأحاديث ليس للتحريم:
يقول الحافظ في الفتح:" وكأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب وعرف ذلك من قرائن الحال التي ارشد إليها السياق وهو النظر إلى عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المآل وأغرب بعض الظاهرية فقال يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث"
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى:" والاختيار أن ذلك يختلف بالاشخاص فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني وكذا من كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرؤه هذرمة والله أعلم "- التبيان في آداب حملة القرآن-.
و قال أيضا كما نقل عنه الحافظ في الفتح:" أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك وإنما هو بحسب النشاط والقوة فعلي هذا يختلف باختلاف الأحوال والاشخاص والله أعلم.
2- و يمكن أن يقال أن هؤلاء السلف الذين كانوا يختمون في أقل من ثلاث لم تبلغهم تلك الأحاديث، أو أنهم حملوا النهي على غير التحريم.
3- و يحتمل أنهم رأوا استثناء الأوقات الفاضلة كشهر رمضان، لما فيه من الخصوصية عن غيره من الشهور.
و على كل،فبما أنه صح عن النبي صلى الله علي و سلم ألا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فالأولى و الأفضل الوقوف عند قوله صلى الله عليه و سلم،- و إن سلمنا أن النهي ليس للتحريم- فخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم، و الخير كل الخير في الاقتداء به صلى الله عليه و سلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث" صحيح الجامع:4866
قال تعالى:" أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" - الأحزاب:21-
و رحم الله العلامة الألباني إذ يقول معلقا على صنيع الإمام الترمذي في سننه:" وروي (1) عن عثمان بن عفان : أنه كان يقرأ القرآن في ركعة يوتر بها..."
قال:" أحسن الإمام الترمذي برواية هذا الخبر والذي بعده بصيغة التضعيف.
لان الركعة مهما طالت لا يمكن أن يقرأ فيها القرآن الكريم كاملا.
فضلا عما في ذلك من مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الركوع والسجود والقيام ، وحاشا لسيدنا عثمان أن يفعل مثل ذلك."اهـ - من ضعيف الترمذي-
و بنحو هذا يمكن التعليق على ما نقله الإمام السيوطي :"فأكثر ما ورد في كثرة القراءة من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار ويليه من كان يختم في اليوم والليلة أربعا.."
فمهما طال الليل و النهار فيستبعد كل البعد بل لا يتصور ختم القرآن بهذا القدر.
و الله أعلم و أحكم.
كيف كان بعض السلف يختمون في ليلة مع ورود النهي عن قراءته في أقل من ثلاث؟
أثر عن بعض السلف أنهم كانوا يختمون القرآن في أقل من ثلاث.
يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في إتقانه:" وقد كان للسلف في قدر القراءة عادات فأكثر ما ورد في كثرة القراءة من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار ويليه من كان يختم في اليوم والليلة أربعا ويليه ثلاثا ويليه ختمين ويليه ختمة ... ويلي ذلك من كان يختم في ليلتين ويليه من كان يختم في كل ثلاث وهو حسن" اهــ.
و من النماذج:
ما روي عن الأسود أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة، و عن قتادة أنه كان يختم في سبع فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة –السير-
و روي أن مجاهدا كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة كما في التبيان للإمام النووي.
و في السير: قال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة.
لكن قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يرفعه:" من قرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ لم يفقهه ".
و قد بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب فضائل القرآن من صحيحه:" باب في كم يقرأ القرآن.." و ذكرحديث عبد الله بن عمرو قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرإ القرآن في شهر قلت إني أجد قوة حتى قال فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"
و في رواية: " اقرأ القرآن في كل شهر، اقرأه في خمس و عشرين، اقرأه في عشرين، اقرأه في
خمس عشرة، اقرأه في سبع، لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث "- السلسلة الصحيحة:1513-
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
كيف كان بعض السلف يختمون في ليلة مع ورود النهي عن قراءته في أقل من ثلاث؟
و من الأجوبة:
1- أن النهي في تلك الأحاديث ليس للتحريم:
يقول الحافظ في الفتح:" وكأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب وعرف ذلك من قرائن الحال التي ارشد إليها السياق وهو النظر إلى عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المآل وأغرب بعض الظاهرية فقال يحرم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث"
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى:" والاختيار أن ذلك يختلف بالاشخاص فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر واستخراج المعاني وكذا من كان له شغل بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرؤه هذرمة والله أعلم "- التبيان في آداب حملة القرآن-.
و قال أيضا كما نقل عنه الحافظ في الفتح:" أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك وإنما هو بحسب النشاط والقوة فعلي هذا يختلف باختلاف الأحوال والاشخاص والله أعلم.
2- و يمكن أن يقال أن هؤلاء السلف الذين كانوا يختمون في أقل من ثلاث لم تبلغهم تلك الأحاديث، أو أنهم حملوا النهي على غير التحريم.
3- و يحتمل أنهم رأوا استثناء الأوقات الفاضلة كشهر رمضان، لما فيه من الخصوصية عن غيره من الشهور.
و على كل،فبما أنه صح عن النبي صلى الله علي و سلم ألا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فالأولى و الأفضل الوقوف عند قوله صلى الله عليه و سلم،- و إن سلمنا أن النهي ليس للتحريم- فخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم، و الخير كل الخير في الاقتداء به صلى الله عليه و سلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث" صحيح الجامع:4866
قال تعالى:" أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا" - الأحزاب:21-
و رحم الله العلامة الألباني إذ يقول معلقا على صنيع الإمام الترمذي في سننه:" وروي (1) عن عثمان بن عفان : أنه كان يقرأ القرآن في ركعة يوتر بها..."
قال:" أحسن الإمام الترمذي برواية هذا الخبر والذي بعده بصيغة التضعيف.
لان الركعة مهما طالت لا يمكن أن يقرأ فيها القرآن الكريم كاملا.
فضلا عما في ذلك من مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الركوع والسجود والقيام ، وحاشا لسيدنا عثمان أن يفعل مثل ذلك."اهـ - من ضعيف الترمذي-
و بنحو هذا يمكن التعليق على ما نقله الإمام السيوطي :"فأكثر ما ورد في كثرة القراءة من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار ويليه من كان يختم في اليوم والليلة أربعا.."
فمهما طال الليل و النهار فيستبعد كل البعد بل لا يتصور ختم القرآن بهذا القدر.
و الله أعلم و أحكم.