كيف تطاول الزمخشري على بعض الأنبياء في كشافه؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

كيف تطاول الزمخشري على بعض الأنبياء في كشافه؟

قد يلاحظ البعض نوعا من التطاول من طرف العلامة الزمخشري على بعض الأنبياء في تفسيره الكشاف، من ذلك قوله في تأويل قوله تعالى:" عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَآءَهُ الاٌّ عْمَى":
"وفي الإخبار عما فرط منه ، ثم الإقبال عليه بالخطاب : دليل على زيادة الإنكار ، كمن يشكو إلى الناس جانباً جنى عليه ، تم يقبل على الجاني إذا حمى في الشكاية مواجهاً له بالتوبيخ وإلزام الحجة ."-الكشاف:4/702-.
فانظر كيف عبر بكلمة التوبيخ -في حق سيد الخلق وخاتم النبيين- وقارنه بكلام غيره من علماء السنة وما قاله ابن عياض رحمه الله في شفاءه.

وقال عند تفسير قوله تعالى:"وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى وَلَاكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِى فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ"-القصص:143-:

"وَلَكنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ( بما قبله ؟ قلت : اتصل به على معنى أنّ النظر إليّ محال فلا تطلبه ولكن عليك بنظر آخر : وهو أن تنظر إلى الجبل الذي يرجف بك وبمن طلبت الرؤية لأجلهم ، كيف أفعل به وكيف أجعله دكاً بسبب طلبك الرؤية ؟ لتستعظم ما أقدمت عليه بما أريك من علم أثره ، كأنه عزّ وعلا حقق عند طلب الرؤية ما مثله عند نسبة الولد إليه في قوله : ) وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَانِ وَلَداً ( ( مريم : 91 )... وروي : أنّ الملائكة مرّت عليه وهو مغشي عليه فجعلوا يلكزونه بأرجلهم ويقولون : يا ابن النساء الحيض أطمعت في رؤية رب العزّة ؟ )"2/146-147.

فانظر إلى إيراده هذا الحديث الباطل الذي لا يشك مؤمن عاقل أنه مختلق موضوع وغالب الظن أنه من وضع اليهود الحاقدين أعداء الأنبياء والمرسلين الذين لم يسلم من لمزهم وتنقيصهم حتى رب العالمين.-وهذا كثير في قسم الإسرئليات المردود-.


والسؤال هنا: هل هذا النوع من قلة الأدب في حق الأنبياء الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام يندرج في أصل من أصول المعتزلة الخمسة؟ أم هو أمر خاص بالزمخشري غفر الله له؟
 
هذا يندرج تحت إثبات عقيدة المعتزلة بأن الملائكة أفضل من البشر
والأنبياء من البشر
وبالتالي: الأنبياء أقل مرتبة من الملائكة

فلا يألوا جهداً في نسبة الانتقاص إلى الأنبياء ومدح الملائكة (وبخاصة جبريل عليه السلام) تعريضاً من الزمخشري؛ لتقابل به زلل بعض النبيين..
وهذا من دفائنه الاعتزالية - غفر الله له - التي اقتضت منع غير المختصين من قراءته بدون الاطلاع على الحواشي عليه مثل حاشية ابن المنير المطبوعة معه في كثير من النسخ.
ومن المفيد الاطلاع على حاشية الطيبي على الكشاف لمعرفة تلك الدفائن الاعتزالية.

انظر مثلا
تعقيب ابن المنير على الزمخشري في تفسيره لآية 50 من سورة الأنعام
" قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) ".
 
حتى لا يحدث لبس في المسألة، فمن المفيد الاطلاع على تعقيب من محمد رشيد رضا على الخلاف بين المعتزلة والأشاعرة في المفاضلة بين الأنبياء والملائكة:

" وقرر الزمخشري ذلك في ضمن تفسير الآية، فقال: أي لا أدعي ما يستبعد في العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله - وهي قسمه بين الخلق أرزاقه وعلم الغيب - وأني من الملائكة الذين هم أشرف جنس خلقه الله تعالى وأفضله وأقربه منزلة منه، أي لم أدع إلهية ولا ملكية؛ لأنه ليس بعد الإلهية منزلة أرفع من منزلة الملائكة حتى تستبعدوا دعواي وتستنكروها، وإنما أدعي ما كان مثله لكثير من البشر وهو النبوة. اهـ.


وقال أحمد بن المنير في تعقبه له: وهو ينبني على القاعدة المتقدمة في تفضيل الملائكة على الأنبياء، ولعمري إن ظاهر هذه الآية يؤيده، فلذلك انتهز الفرصة في الاستدلال بها، ثم ذكر أن لمخالفه أن يجعلها ردا على إنكارهم الشئون البشرية على الرسول كأكل الطعام والمشي في الأسواق، بأن يقال: إنه لم يدع الملكية حتى يستنكر منه ذلك، وهذه التفرقة بين الرسول والملك لا تستلزم تفضيلا.

وقد أراد ابن المنير بالقاعدة المتقدمة له ما ذكره في تفسير: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون) (النساء 172) وقد ذكرنا ملخص ما قرره الزمخشري فيها وما رد به عليه ابن المنير في تفسيرها، وهي في أواخر " سورة النساء " من أوائل الجزء السادس.


وقال الرازي في ذلك: قال الجبائي: الآية دالة على أن الملك أفضل من الأنبياء؛ لأن معنى الكلام لا أدعي منزلة فوق منزلتي، ولولا أن الملك أفضل لم يتم ذلك. قال القاضي: إن كان الغرض بما نفي طريقة التواضع فالأقرب أن يدل ذلك على أن الملك أفضل، وإن كان المراد نفي قدرته عن أفعال لا يقوى عليها إلا الملائكة لم يدل على كونهم أفضل. اهـ.


واختار أبو السعود وتبعه الألوسي ما ذهب إليه ابن المنير من كون نفي دعوى
الملكية للرد على استنكارهم أكل الطعام والمشي في الأسواق، وتكليفهم إياه نحو الرقي في السماء وكون هذا لا يقتضي التفضيل فيما هو محل النزاع.

قال الألوسي: وهذا الجواب أظهر مما نقل عن القاضي زكريا من أن هذا القول منه - صلى الله عليه وسلم - من باب التواضع وإظهار العبودية نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تفضلوني على ابن متى " في رأي، بل هو ليس بشيء كما لا يخفى. وقيل: إن الأفضلية مبنية على زعم المخاطبين، وهو من ضيق العطن. اهـ.


وما نقله الألوسي عن القاضي زكريا لا بد أن يكون غير ما نقله الرازي عن القاضي.
وإذا أطلق القاضي عند متكلمي الأشاعرة كالرازي ينصرف إلى أبي بكر الباقلاني، والقاضي زكريا عند المتأخرين. كالألوسي هو زكريا الأنصاري، وقد علمت أن القاضي الذي ذكره الرازي جعل إرادة التواضع بنفي الملكية مقتضيا تفضيل الملك على الرسول، وما نقله الألوسي عن القاضي زكريا ضده.


وقد ذكروا في المقام الفرق بين الانتقال هنا من نفي دعوى الإلهية إلى نفي دعوى الملكية، والانتقال في آية " سورة النساء " من عدم استنكاف المسيح من العبودية لله إلى نفي استنكاف الملائكة عنها على طريقة الترقي، وقد بين المحققون أن كلا من الانتقالين وقع في موقعه الذي اقتضته البلاغة؛ فإن مقام الاستنكاف يقتضي أن يكون المتأخر فيه هو الأعلى؛ لئلا يكون ذكره لغوا، ومقام نفي الادعاء يقتضي العكس لا من لا يتجزأ على دعوى الإلهية قد يتجزأ على ما دونها ولا عكس، أي أن من لا يتسامى إلى دعوى الملكية لا يتسامى إلى ما فوقها من دعوى الإلهية بالأولى. هذا صفوة ما قالوا في هذه المسألة.


والحق أن ظواهر القرآن الواردة في الملائكة والرسل تدل على أن الملائكة أفضل من البشر، ولعله لولا ذلك لما قال تعالى في بني آدم: (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (17: 70) بل لقال على جميع من خلقنا، ومقتضى ذلك أن خواص الملائكة - كالمقربين - أفضل من خواص البشر كالرسل، ولا يتحتم أن يقتضي كون عوام الملائكة أفضل من خواص البشر كالرسل.

وقد ينافيه كون بعض الملائكة مسخرين لمصالح البشر، ولكن ليس في المسألة نص قاطع في المعنى الذي جعلوه محل الخلاف كما قلنا في تفسير آية النساء المشار إليها هنا.
وإن النفي هنا وارد في بيان تحقيق معنى الرسالة ووظيفة الرسول وكونها لا تستلزم أن يقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله، أو أن يعلم بكسبه ما لا يعلمه إلا الله، ولا تستلزم أن يكون من الملائكة؛ يقدر على ما يقدرون، ويعلم ما يعلمون.

والأشاعرة لا ينكرون تفضيل الملائكة من هذه الجهة، وإنما يفضلون الأنبياء عليهم بكثرة الثواب في الآخرة لما احتملوه من المشقة في سبيل الله، والأولى أن يفوض هذا الأمر إلى الله تعالى، ولا يجعل محل القيل والقال؛ إذ لا فائدة لنا في ذلك، ولا علم لنا بما يترتب على أعمال الملائكة من الجزاء عند الله تعالى ".
-------------------------------------------------------
وستجد في حاشية ابن المنير على الكشاف التعقيب التالي:
[سورة التكوير (81) : آية 22]
وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)
وَما صاحِبُكُمْ يعنى: محمدا صلى الله عليه وسلم بِمَجْنُونٍ كما تبهته الكفرة «1» ، وناهيك بهذا دليلا على جلالة مكان جبريل عليه السلام وفضله على الملائكة، ومباينة منزلته «2» أفضل الإنس محمد صلى الله عليه وسلم: إذا وازنت بين الذكرين حين قرن بينهما، وقايست بين قوله إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وبين قوله وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ.
__________
(1) . قوله «كما تبهته الكفرة» أى تتهمه بما ليس فيه.
(2) . قوله «ومباينة منزلته ... الخ» يعنى ارتفاع منزلته على منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مبنى على مذهب المعتزلة من تفضيل الملك على البشر. ومذهب أهل السنة: تفضيل رؤساء البشر. وإنما ذكر جبريل بتلك الصفات واقتصر على نفى الجنون عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن جبريل مجهول لهم، بخلاف محمد صلى الله عليه وسلم فاقه صاحبهم، ولذا اقتصر على نفى ما بهتوه به.
 
هذا لا يقتصر على الزمخشري ، فابن جرير أيضا في نسبة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم من زينب ما لا ينبغي أن يرى وأن ذلك أعجبه فأراد أن يطلقها زيد كي يتزوجها هو ، ولا شك أن ذلك أظهر الباطل وأسوأ القول وأفحشه في جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول غفر الله له :
يقول تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عتابا من الله له (و) اذكر يا محمد (إذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ) بالهداية (وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق، يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقِي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم زيد، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها(وَاتَّقِ اللَّهَ) وخف الله في الواجب له عليك في زوجتك ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها، والله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها، والله أحق أن تخشاه من الناس.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ) وهو زيد أنعم الله عليه بالإسلام (وَأنْعَمْتَ عَلَيْهِ) أعتقه رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) قال: وكان يخفي في نفسه ودَّ أنه طلقها. قال الحسن: ما أنـزلت عليه آية كانت أشد عليه منها؛ قوله (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) ولو كان نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كاتما شيئا من الوحي لكتمها( وَتَخْشَى &; 20-274 &; النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) قال: خشِي نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مقالة الناس.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: ما ذاك، أرابك منها شيء؟ " قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أمسك عليك زوجك واتق الله، فذلك قول الله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها.

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يشتهيها وحاشاه ، بل أمره الله قدر حصول ذلك والنبي يشعر بالحرج ويخفي علمه بأمر الله ولم يخف رغبته في طلاقها فهذا أعظم سوءا وجرأة في حق رسول الله من قول الزمخشري ، بل قد يعذر الزمخشري أنه حدث عن بني اسرائيل ونقل من تراثهم ولكن ماذا يعذر الطبري ومن أسند إليهم ؟؟
الخلاف العقدي لا ينبغي أن يلفت رقابنا عن جمع من العلماء إلى سواهم لخصومة ظاهرة أو خلاف معلوم
 
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحيم الشريف، ولعلي أعقب -مستفسرا- على كلامك لاحقا، كما سأعقب على قول الأخ عدنان الذي استغربت منه كثيرا ولكن حقيقة لا غرابة وقد كانت لي معه جولات وجولات في هذا الملتقى الكريم وألفت شذوذه...

فقط كثرة المشاغل وتسارع الزمن...وإلا فقد وددت ألا أفارق ملتقانا ولو لحظة والله المستعان.
 
أما قول الطبري في حق نبي الله فمقبول عندك والإنكار عليه شذوذ ، بدلا من اعتبار قوله هو الشذوذ والتجاوز الذميم.
سبحان الله .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذ الكريم عدنان الغامدي ان الاستاذ الفاضل ناصر عبد الغفور كتب عنوانا لمشاركته تتعلق بالزمخشري فهل من المعقول تذكر انت مفسرا آخرا وتناقش موضوعه ...؟
أعتقد ان الصحيح هو مناقشة اقوال الزمخشري ومن الممكن أن تكتب انت مشاركة مستقلة حول كلام الطبري والذي سأكتب ان شاء الله تعالى ردا حول ماكتبته عنه وارجو ان لا اكون قد اغضبتك ...وفقنا الله تعالى وإياكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد ماذكره الاستاذ المكرم عدنان حول قول الطبري رحمه الله تعالى ان : (
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها)
ذكر أصحاب موسوعة التفسير بالمأثور : ( أُختلف في تأويل الآية على قولين : أولها: ان الذي أخفاه في نفسه ميله اليها ، وحبه لفراق زيد لها ، ليتزوجها إن طلقها وهو قول قتادة وابن زيد ومقاتل وغيرهم ، والثاني : ان الذي أخفاه في نفسه أن الله أعلمه أنها ستكون من أزواجه وهذا قول علي بن الحسين والسدي وغيرهما واختار الطبري القول الاول اعتماداً عل سبب النزول واقوال اهل التأويل ومال ابن كثير وابن القيم الى القول الثاني ، قال ابن القيم : أما ما زعمه بعض من لم يقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم حق قدره انه أُبتلي في شأن زينب وأنه رآها فقال : سبحان مقلب القلوب ...وكان يخشى من مقالة الناس أنه تزوج إمرأة إبنه...فهذا هو الذي أخفاه في نفسه ) ج 18 ص 23
اذن المسألة فيها قول تفسيري سابق للطبري وانه بشر أخطأ في ذلك علينا ان نترحم عليه لا ان ننكر عليه انكاراً شديداً وكأنما هو اراد أن يحط من مقام النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نعرفه انه سليم العقيدة ومن اهل السنة والجماعة فلا ينبغي ان نظن به الظنون والله تعالى اعلم .
 
أليس هذا حط وقدح وإساءة لجناب نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ ولو قيل ذلك اليوم الا تكون صفة النصب والكذب والفسوق اقل صفات القائل ؟
اصابة في مقتل يطوف بها اعداء الملة في كل منبر لتجريح عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في طبق من ذهب فحسبنا الله ونعم الوكيل ، لماذا لا ننكر هذا المنكر العظيم ونغيره بأيدينا في كل طبعات التفسير اللاحقة ؟ أم ان هناك من يرضى بهذا الزور ويقره ؟ هل هذا موضع اختلاف اصلا حتى يترك ؟.
لماذا يشنع ناصر عبدالغفور على الزمخشري ويصف قوله بالتطاول ثم يصاب بالبكم والصمم ويدخل في غيبوبة عندما قرأ الرد ؟
لماذا التشنيع على التوراة واهل الكتاب والتهليل لافترائهم على داود عليه السلام باتهامه انه ارسل احد قواده في معركة ليقتل ويتزوج أمة كانت في ملكه ونحن لدينا ماهو أسوأ واشنع ؟.
لماذا نجد الاعتراض الشديد على تطهير التفاسير من الاكاذيب وكأننا سنحذف شيئا من القرآن ؟
قوله باطل وحسابه على الله ولا كرامة له في ذلك ولا لمن يدافع عن قول السوء الذي نقله واحياه حتى يومنا هذا ومن يدافع عنه فهو راضٍ عن هذا الجرم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله أهكذا ينظر أهل العلم بعضهم إلى بعض ...ألم تتبنى أنت رأياً شاذاً وهو نفيك لوقوع النسخ في القرآن الكريم ...ولكني تحاورت معك بخلق ولم أتهجم عليك كما تتهجم أنت على الطبري ألا تجد عذراً للرجل وليس وحده بل معه من هو خير مني ومنك معه قتادة والحسن البصري وغيرهم ...هل قرأت رسالة رفع الملام عن الائمة الاعلام لابن تيمية حتى تعذر من أخطأ ...اللهم أهدنا واغفر لنا ياأرحم الراحمين .
 
[QUOTE=عدنان الغامدي;295735]أليس هذا حط وقدح وإساءة لجناب نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ ولو قيل ذلك اليوم الا تكون صفة النصب والكذب والفسوق اقل صفات القائل ؟
اصابة في مقتل يطوف بها اعداء الملة في كل منبر لتجريح عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في طبق من ذهب فحسبنا الله ونعم الوكيل ، لماذا لا ننكر هذا المنكر العظيم ونغيره بأيدينا في كل طبعات التفسير اللاحقة ؟ أم ان هناك من يرضى بهذا الزور ويقره ؟ هل هذا موضع اختلاف اصلا حتى يترك ؟.
لماذا يشنع ناصر عبدالغفور على الزمخشري ويصف قوله بالتطاول ثم يصاب بالبكم والصمم ويدخل في غيبوبة عندما قرأ الرد ؟
لماذا التشنيع على التوراة واهل الكتاب والتهليل لافترائهم على داود عليه السلام باتهامه انه ارسل احد قواده في معركة ليقتل ويتزوج أمة كانت في ملكه ونحن لدينا ماهو أسوأ واشنع ؟.
لماذا نجد الاعتراض الشديد على تطهير التفاسير من الاكاذيب وكأننا سنحذف شيئا من القرآن ؟
قوله باطل وحسابه على الله ولا كرامة له في ذلك ولا لمن يدافع عن قول السوء الذي نقله واحياه حتى يومنا هذا ومن يدافع عنه فهو راضٍ عن هذا الجرم.[/QUOTE]



السلام عليكم،
معلوم تماما سبب التهجم من ناصر عبدالغفور على الزمخشرى :)

أنظر قوله :

والسؤال هنا: هل
هذا النوع من قلة الأدب في حق الأنبياء الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام يندرج في أصل من أصول المعتزلة الخمسة؟ أم هو أمر خاص بالزمخشري غفر الله له؟


ولكن الأخ البهيجى لم يقل له لماذا تتطاول وتصف ذلك العلامة
تصفه بقلة الأدب؟!
ولكن عندما وجهت نقدك أنت أخ الغامدى للطبرى
قال لك البهيجى :
وانه بشر أخطأ في ذلك علينا ان نترحم عليه لا ان ننكر عليه انكاراً شديداً !!!

ولاحول ولاقوة إلا بالله،
اللهم ربنا أجعلنا من المؤمنين المنصفين فى أحكامنا

 
ازدواجية المعايير برغم ان شطط الطبري واساءته لنبينا بينها وبين قول الزمخشري بون شاسع فالزمخشري حدث عن بني إسرائيل وهو أمر احله النبي صلى الله عليه وسلم فاعتبر ناصر ان ذلك قلة ادب ، فماذا تسمي إذن اساءة الطبري ؟؟
 
لا حول ولا قوة إلا بالله أهكذا ينظر أهل العلم بعضهم إلى بعض ...ألم تتبنى أنت رأياً شاذاً وهو نفيك لوقوع النسخ في القرآن الكريم ...ولكني تحاورت معك بخلق ولم أتهجم عليك كما تتهجم أنت على الطبري ألا تجد عذراً للرجل وليس وحده بل معه من هو خير مني ومنك معه قتادة والحسن البصري وغيرهم ...هل قرأت رسالة رفع الملام عن الائمة الاعلام لابن تيمية حتى تعذر من أخطأ ...اللهم أهدنا واغفر لنا ياأرحم الراحمين .

رأيي في نسخ القرآن هو قول الله تعالى وقول نبيه "وهو قول أشْرُف به واعتز ببحثي فيه " وعجزتم عن اجابة مقالي والرد عليه الذي ينافح عن كتاب الله من فرية النسخ ولم اتهم رسول الله في نيته ، الاخ ناصر نسب قلة الحياء للزمخشري واتبعها بقوله "غفر الله له" ، وأنا أقول الطبري جمع في قوله هذا قلة الحياء مع قلة الأدب غفر الله له ورحمه وتجاوز عنه.
ورطة كبيرة تقعون فيها فليس أمامكم الا الصمت أو عواء المصاب ومسكنة الأسير فأعانكم الله على ما أصابكم ولديكم مخرج بسيط أن تقولوا أن الطبري أتى منكراً من القول وزوراً وندعوا أن يصحح خطأه وتمسح هذه الوصمة من كتب التفسير وتهذب من هذا الفحش ولكنكم تقدسونه فوق نبيكم كعادتكم مع غيره .
آخرردودي في هذا الموضع لأني كلما تذكرته فار غضبي لعرض رسول الله.

اضافة بسيطة :

قلت اخي البهيجي :
[FONT=&quot]ألم تتبنى أنت رأياً شاذاً وهو نفيك لوقوع النسخ في القرآن الكريم[/FONT]
يعني تظن أن عيني مكسورة بسبب خلافي هذا ولذلك يجب ان اغمض عيني عن كل جريمة ؟؟ سبحان الله ما أسوأ هذا القول ، بدلا من أن تقول نعم نؤيد تطهير تفسيره من الخزعبلات تظن انك تعايرني برأيي والله انه المضحك المبكي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الا تخاف الله تعالى يا عدنان تجعلنا كلابا من هو الذي يعوي اللهم اليك نشكو عبدك عدنان الغامدي فنحن لا نقدر وانت تقدر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم أكن لأتدخل الآن لو لم أطلع على كلام الزيتونة ولمزها المعتاد في حقي، واصفة لي بالصمم والبكم وكأنني عجزت عن الرد على عدنان.
قلت لك -يا زيتونة- أكثر من مرة بأنني لست متفرغا تماما، فأنا موظف ورب لأسرتين -فأنا معدد ولله الحمد ههه-، ومشاغلي كثيرة، وكم وددت ألا أفارق الملتقى...
لذلك فلا داعي لتهجمك، فإذا قرأت بعض الردود ولم أجب عليها فليس لعجزي وإنما لضيق وقتي، وقد سبق لي أن نبهتك قبل هذه المناسبة، ولو تأملت مداخلتي حينما تقدمت بالشكر للأخ الدكتور الشريف لما تفوهت بما تفهوت به في حقي، والله المستعان.
أكتب هذه الكلمات وقد قربت الساعة الثانية صبحا عندنا بالمغرب، وغذا عندي عمل.
فاتق الله يا امرأة واعلمي أنك محاسبة فالجمي قلمك ليقل حملك يوم يود الكثيرون لو لم يحملوا شيئا.
أخي البهيجي، جزاك الله خيرا، لكن أنصحك ألا تهتم باللمز وربما الشتم الذي يكون من الأخ عدنان فتلك بضاعة مزجاة، وبعيدة كل البعد عن الأسلوب العلمي في الحوار بل عن الخلق الإسلامي الذي أمرنا بالتخلق به.
ولي عودة إن شاء الله تعالى والله المستعان وعليه التكلان.
 
السلام عليكم .
قال الأستاذ ناصر : وقارنه بكلام غيره من علماء السنة .
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره : هذه الآيات كما سمعتم فيها تأديب من الله عز وجل للخلق ألا يكون همهم هًّما شخصيًّا بل يكون همهم هًّما معنويًّا وألا يفضّلوا في الدعوة إلى الله شريفاً لشرفه، ولا عظيماً لعظمته، ولا قريباً لقربه، بل يكون الناس عندهم سواء في الدعوة إلى الله الفقير والغني، الكبير والصغير، القريب والبعيد، وفيها أيضاً تلطف الله عز وجل بمخاطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال في أولها: (( عبس وتولى. أن جاءه الأعمى )) ثلاث آيات لم يخاطب الله فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها توبيخ شديد فلو وجهت إلى الرسول بالخطاب لكان فيه ما فيه لكن جاءت بالغيبة (( عبس )) وإلا لكان مقتضى الحال أن يقول: عبست وتوليت، أن جاءك الأعمى،وما يدريك لعله يزكى، ولكنه قال: (( عبس وتولى )) فجعل الحكم للغائب كراهية أن يخاطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكلمات الغليظة الشديدة، ولأجل ألا يقع بمثل ذلك من يقع من هذه الأمة، والله سبحانه وتعالى وصف كتابه العزيز بأنه بلسان عربي مبين، وهذا من بيانه. انتهى

سؤال جميل ، وبعيدا عن تصفية الحسابات المذهبية ، نقرأ في " التمييز لما أودعه الزمخشري من الاعتزال في تفسير الكتاب العزيز ج٣ ص٣٠٤ " :

قوله تعالى : {عبس وتولى ٠ أن جاءه الأعمى} .
قال فيه : إنكار ، وهذا كله لا يجوز منه شيء في حق النبي عليه الصلاة والسلام .
ولم يقصد إلا إعلاء كلمة الله ، يقصد به الذي لابد من الإعراض عن غيره عند ذلك لاستحالة اجتماع النقيضين ضروريا لقصد جميل . لكن العزيز له المؤاخذة بالضروريات ولا سيما لمن عظم شأنه كما تقدم ذكره .
والعصمة ثابتة له ، فلا يقال إنكارا ولا فرطا منه لأن ذلك كله يوهم العصيان بصغير أو كبير وهو إعتزال .
ولم يكن شيء من ذلك كله ، بل يقال ورد ذلك على جهة التعليم . ثم عرض الزمخشري بالتوبيخ في المسألة ، وهو باطل لما علم من حسن خطابه تعالى له . وإنما هو تعليم من غير توبيخ ؛ لأن قصده عليه الصلاة والسلام جميل . انتهى

كيف قوله " يوهم العصيان .. وهو إعتزال " ؟ هل هذا من مفهوم العصمة عند المعتزلة ؟ محال.

ذكر أستاذنا الدكتور عبدالرحيم الشريف مسألة المفاضلة بين الملك والنبي عند المعتزلة ، وهذا كلام مقبول إلى حد ما إذا تعلق الأمر بتلك الرواية " الباطلة التي لا يشك مؤمن عاقل أنها مختلقة موضوعة " حسب تعبير أستاذنا ناصر ، لكن ما علاقة هذه المسألة بما جاء في تفسير الزمخشري لعبس وتولى ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتأسف كثيرا حينما أقرأ بعض الردود مثل تلك التي تصدر عن عدنان والزيتونة، يتكلمان وكأنهما يعلمان الغيب أو يسترقان السمع.

كلامي إلى عدنان -وإلى الزيتونة تبعا-: أقول لك اتق الله فإنني حينما أنشر موضوعا أضعه في ذاكرتي وأعلم أنني سأعود للتعليق، بل قد فكرت منذ مدة أن أستقرأ كل مشاركاتي لعلي أجد ما نسيت أن أعلق عليه. وهذا ما سأفعله إن شاء الله تعالى.

بخصوص الإمام الزمخشري فأقول لك بكل اختصار: لقد ضللت-بالفتح- وزللت وأبعدت النجعة حينما ظننت أني أنقص من قدره أو أطعن فيه.
ليس كلامي هذا من باب إفحامك، وإنما هي الحقيقة، أقدر الزمخشري وأعلم أنه إمام كبير في عدة فنون كاللغة والبيان والبلاغة وغيرها، وإنني أترحم عليه كما أترحم على غيره من العلماء، وكم وددت لو كان سنيا ذا عقيدة صحيحة لا خلط فيها ولا زيغ.

فكتابه الكشاف لا شك في عظم شأنه لولا ما حواه من المخالفات العقدية التي تبناها تبعا لأصول المعتزلة الخمسة، وقد لا يهتدي لها إلا القليل، بل كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن من العلماء من قد تبنى بعض اعتزالياته دون شعور بأنها اعتزاليات وذلك لدقتها وصعوبة استخراجها، وقد قال بعض العلماء لعله ابن الملقن فيما أذكر: قال استخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش.

لكن، قدر الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى ورفعة شأنه في علوم البلاغة والنحو وغيرها لا تمنع من رد ما ظهر من أخطائه، كالتي سبق أن ذكرت في حق بعض الأنبياء وأضيف بهذا الخصوص قولا آخر له: يقول في قوله تعالى:"عَفَا اللَّهُ عَنكَ ( كناية عن الجناية ، لأن العفو رادف لها . ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت .".اهــ.
فهل يليق هذا القول في حق سيد ولد أدم صلى الله عليه وسلم، وهل يليق قبل هذا نسبة مثل هذا الكلام إلى رب العزة والجلال في حق خليله وصفيه من خلقه؟؟؟

أما طعنه ولمزه لأهل السنة فيما خالفوا فيه المعتزلة فكثير. واقرأ شيئا من ذلك في الكشاف إن شئت.

ولا أدري ما علاقة الإمام الطبري بالإمام الزمخشري؟ لما أدخلت ما لم أذكره أنا صاحب المنشور لا من قريب ولا من بعيد؟
لا أريد أن أسيء بك ظنا في مدى رؤيتك للإمام الطبري رحمه الله تعالى فكل نفس بما كسبت رهينة.
لكن لا مقارنة بين الإمامين: ولعل من أعظم الفروق: العقيدة التي أنت تستخف بها وتستهين بها وتدعو إلى تركها جانبا وألا تقيد رقابنا.

كيف تدعو يا عدنان إلى ترك الخلاف العقدي وألا نجعله يقيد رقابنا؟
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهلك بعظم شأن الاعتقاد.

اعلم أن الاعتقاد ليس الفيصل أو الحكم بين مفسر ومفسر أو عالم وعالم، ولكنه الفيصل بين أهل الجنة وأهل النار، الفيصل بين الأبرار والفجار، الفيصل بين حزب الرحمن وحزب الشيطان.

ألا تعلم أن تحقيق العقيدة التي تستهين بالاختلاف فيها هو الغاية من إنزال الكتب وإرسال الرسل، بل هو الغاية من خلق الثقلين؟؟؟

الإمام الطبري من أئمة السنة والإمام الزمحشري من أئمة المعتزلة: هذه حقيقة لا ينكرها إلا من كان في قلبه دغل.

وأنا لست هنا للدفاع عن الإمام الطبري رحمه الله تعالى فأنا دون ذلك بكثير، ولكن هذه هي الحقيقة الساطعة سطوع الشمس في واضحة النهار.

وهذا لا يعني اعتقاد العصمة في الإمام الطبري رحمه الله تعالى ولا غيره من العلماء، فالمعصوم من عصمه الله تعالى، وكل يؤخذ من قوله ويترك كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى.

وما ذكره الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسير آية الأحزاب وإن لم يكن بدعا من القول فقد سبقه غيره إليه كما نبه عليه الأخ البهيجي جزاه الله خيرا، لكن الذي أدين الله به وأعتقده عدم صحة تلك الرواية.

فملعوم أن جامع البيان فيه إسرائليات، يذكرها الإمام الطبري بالسند، وقد يقال: "من أسند لك فقد أحالك"، فيخرج رحمه الله تعالى من العهدة لأنه نقل بالسند، كما نبه على ذلك في مقدمة تاريخه-أقصد كتاب تاريخ الطبري-.

لكن هنا يرد على هذا شيء وهو عدم اكتفائه بالنقل، لو نقل الرواية بسندها دون ترجيح لهان الخطب ولصح تطبيق القاعدة التي ذكرها في مقدمة تاريخه، لكنه هنا رجح قولا وتبناه.

أرجو أن يكون كلامي واضحا.
وكفاك يا عدنان ويا زيتونة طعنا في بعض الأعضاء الذين يخالفونكما الوجهة والتحليل،فــ"لكل وجهة هو موليها".

والله المستعان.
 
بسم1​
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
رب اغفر لي ولأخواني جميعاً واهدنا لما اختلف فيه من الحق إنك تهدي إلى صراط مستقيم.
أولاً : فعنوان هذا الموضوع " كيف تطاول الزمخشري على بعض الأنبياء في كشافه؟" فالزمخشري عندك تطاول على الأنبياء والطبري غفر الله لنا وله تطاول على أفضل الأنبياء والمرسلين ولم ينكر على ما نقله أو يورده على سبيل الرد والدفاع بل على سبيل بيان سبب النزول وهو لا يضاهي ما قاله الزمخشري بل هو اسوأ منه بمراحل ثم ختمت موضوعك بالسؤال :
والسؤال هنا: هل هذا النوع من قلة الأدب في حق الأنبياء الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام يندرج في أصل من أصول المعتزلة الخمسة؟ أم هو أمر خاص بالزمخشري غفر الله له؟
جيد دفاعك عن أنبياء الله فما بالك انقلبت على عقبك عندما أتى الأمر عند أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ ، ففي تعقيب أخي الكريم البهيجي بدأ يسوق الأعذار للطبري حتى ظننت انه سيورثه ، وعندما أتيت لتكحلها أعميتها فقلت :

فملعوم أن جامع البيان فيه إسرائليات، يذكرها الإمام الطبري بالسند، وقد يقال: "من أسند لك فقد أحالك"، فيخرج
رحمه الله
تعالى من العهدة لأنه نقل بالسند، كما نبه على ذلك في مقدمة تاريخه-أقصد كتاب تاريخ الطبري-.

نحن لا نتحدث عن اسرائيليات ، بل روايات في العصر الاسلامي كما فاتك أن ما أورده الطبري في حق النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم كفر صراح فهل لأنه نقل الكفر بلا إنكار يبرأ من هذا الفعل ويلتمس له العذر ؟؟
فعلام الغضب من الزمخشري وهو ناقل للاسرائيليات حاله كحال الطبري في حين لا يرف لك جفن عندما يطعن في رسول الله فيتهم بالنظر في محارم غيره واشتهاء امرأة ليست زوجة له ؟؟ ثم يخفي في نفسه أنه يريدها وأن زيد سيقع كرهها في قلبه ليشبع رغبته ؟؟؟ .
فلماذا لا نقول كلمة الحق ونلوم الطبري على هذا النقل السام وهذه الرواية الباطلة التي يعترض الطبري عليها أو ينتقدها أو يتبرأ ممن قال بها ولم يظهر منه بغض من يتهم بها نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وكم من الروايات المتعلقة بنبي الله صلى الله عليه وسلم قشَّها قشاً كحاطب ليل وهي باطل لا حق فيها ؟؟
لو بدأ باحث في تأليف تفسير وبدأ ينقل من كل مكان حتى من أقوال المستشرقين على ما فيها من ظلم وكذب وطعن هل نقول من أسند لك فقد أحالك ؟؟؟.

فيتضح لنا صورة أخرى من صور التطاول على الأنبياء بل صورة فجة لا تقارن بما اوردته في الزمخشري لأن الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم كفر ونقض عصمته مروق من الدين ،وأنا أتسائل هل لأجل أن تنتصر لنفسك حتى أنك لم تكلف نفسك لم تدن هذا القول أو تنكره ؟؟ أم أنك لا تراه امراً يستحق الاهتمام ؟؟؟ مقارنة بعقائد المعتزلة والزمخشري .؟ أم أنك تقبل رواية الطبري ولا ترى بها بأساً وهذا الأوجه ؟
ثانياً : أمادعواك في اتهامي والزيتونة بالطعن في الأعضاء فحاشا لله أن يكون ذلك ، فلا أزكيكم على الله علماً وفضلاً ولكن تريد أن تقود الناس خلفك كالبهائم مثلا ولا يعترضون على ما تورده وكأنك المنزه الذي يحتكر الحق ؟؟ لا سننتقدك ليس لشخصك بل لما تأتي به إن كان حقاً هللنا وقلنا بارك الله فيك أو سكتنا ، وإن كان باطلا أطرناك إلى الحق أطراً وهذا حقك على إخوانك أصلا ، وحقنا عليكم أيضاً فإن قبلتم اهلا وسهلا وإن رفضتم فهذا حقكم أيضاً.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
 
بسم الله الرحمن الرحيم

كلامك ينم على عدم وعي ولا عدم تدبر لما كتبت-بالضم- آنفا، فكأنك تستعجل القراءة وتهذها هذا لتلقي العنان لأناملك لترد بالحق تارة وبالباطل تارات.
وتعليقي هذا سأختصره اختصارا لأنني للأسف أرى أنك لا تلقي اهتمام للردود أكثر مما تلقيه لكلامك. وهذا حيف وجور بعيد عن العدل الذي أمرنا به.

كيف ترد على كلام لم تستوعبه بل ربما لم تكمل قرائته؟؟؟

وهذه بعض الأمور التي تدل على أنك حقا ترد لمجرد الرد:

- موضوعي حول تطاول الإمام الزمخشري رحمه الله تعالى على بعض الأنبياء وقد ذكرت نماذج ثلاث، ولا علاقة للإمام الطبري رحمه الله تعالى بالموضوع أصلا، لكنك أقحمته إقحاما كما هي عادتك، وارجع لبعض منشوراتي لترى كيف تغير وجهتها لما تحب وتشتهي وكأن الملتقى انحصر في منشوري ولا تجد فراغا لتبث فيه ما تريد، فكان الأولى بك كما نصحك الأخ البهيجي جزاه الله خيرا أن تخص الإمام الطبري بمنشور مستقل دون خلط كما هي عادتك.

- حينما ذكرت -بالضم- أن الإمام الطبري يذكر إسرائليات أقصد عموما الدخيل، وإن كان علي التفصيل أكثر فكما هو معلوم الدخيل في التفسير يشمل الإسرائليات –القسم المردود طبعا- والأحاديث الموضوعة والمختلقة وغيرها، وتلك الرواية لا أشك في كونها من الدخيل الذي يجب أن تطهر منه كتب التفسير.
ثم إن الإمام الطبري رحمه الله تعالى قال:" ذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته.."-طبري20/273-، تأمل قوله (فيما ذكر) وهذه صيغة تمريض في النقل وليست جزما.

- بخصوص قولي:"من أسند لك فقد أحالك"، فمعلوم معناها فإذا أسند المحدث الكلام فإنها يخرج من العهدة، ولهذا كانت الروايات عند السلف بالسند دون ذكر هذا صحيح وهذا ضعيف لأنهم يتركون ذلك للمتلقي.
وهذا ما بدأ به الإمام الطبري في تاريخه، أعيد في تاريخه وليس في تفسريه، وقلت أن هذه القاعدة :"من أسند لك فقد أحالك" يمكن تطبيقها فيما نقله الإمام الطبري في التفسير بخصوص تلك الرواية، لكن كونه تبنى القول وإن كان بصيغة التمريض يحول بين ذلك.

- قلت وبئس ما قلت:" ولكن تريد أن تقود الناس خلفك كالبهائم مثلا ولا يعترضون على ما تورده وكأنك المنزه الذي يحتكر الحق ؟؟"
أرجو أن تذكر هذه الكلمة جيدا فإنني سأحاجك بها عند ربك هناك حيث لا درهم ولا دينار وإنما الحسنات والأوزار.
هل شققت على قلبي لتعلم أرادتي؟ أم أنه التهور الزائد والطيش في الحكم على الناس؟

لا أريد أن أزكي نفسي، ولكن الذي أعتقده أنني طويلب علم يروم رفع الجهل عن نفسه وتعلم ما يقربه إلى ربه والذب حسب القدرة عن دينه، هذا حكمي على نفسي في هذا الملتقى وغيره.

أما أنني أريد قيادة الناس خلفي كالبهائم، فالناس ليسوا بهائم يا فيلسوف زمانه فهم خلق كرمهم الله تعالى(ولقد كرمنا بني آدم)، فكيف يكرمهم الله وأهينهم باعتبارهم بهائم أقودهم خلفي؟؟؟

إن كنت-بالضم- أردت أن أكحلها وأعميتها كما زعمت، فأنت افتريت وتعديت وبهتت، عن أبي هريرة رضي الله عنه:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ،
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،
و إن لم يكن فيه فقد بهته " . أخرجه مسلم.

فاذكر جيدا هذا الافتراء والبهتان حينما نلتقي بين يدي الديان، وتوضع مثاقيل الذر في الميزان.

-قلت أنني سأختصر الرد لكن قدر الله وما شاء فعل-.
 
أخواني أعضاء هذا الملتقى المبارك:
لا أقول لكم الا ماقاله:
البر بهاري:
‏المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة!
الآداب الشرعية.
وقال العباس بن الوراق:قلت لأحمد بن حنبل ياأبا عبدالله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري فيتكلم متكلم مبتدع أأردُّ عليه؟قال:لا تنصب نفسك لهذا، أخبر بالسنة ولا تخاصم،فأعدت عليه القول، فقال:ماأراك الا مخاصما.
‏وقال الشافعي:ماناظرتُ أهل الكلام إلا مرة وأنا استغفر الله من ذلك.

ثم لايوجد كاتب ولا كتاب غير كتاب الله وسنة رسوله لم يدخله الخطأ فكلنا بشر والبشر مجبولون على الخطأ، وإن أخطأ أحدهم فا نظر الى منطلقات من كتب ولا تقسها على أفكارك .. وهذا بشكل عام في شتى مجالات الحياة.. فنحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر..
فخذها قاعدة:
أخبر بالسنة ولا تخاصم ..

 
عودة
أعلى