كيف تضبط همزة الوصل بعد السكت ؟؟

إنضم
09/02/2009
المشاركات
92
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.alwa7y.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا كانت الكلمة المسكوت عليها (عند من يقرأ بالسكت) تليها همزة وصل , فهل تضبط هذه الهمزة على أنها همزة وصل على الأصل أم تضبط على أنها همزة قطع لأنها لم تعد همزة وصل بما أننا نسكت على ما قبلها وصلا ؟؟؟ فالقاعدة تقول أن الضبط مبني على الوصل, وهنا الوصل (السكت) يكون فيه قطع للهمزة ...
يعني مثلا في مطلع سورة آل عمران (الم الله) في قراءة أبي جعفر , وهو يسكت على حروف التهجي , هل توضع فوق ألف لفظ الجلالة همزة مفتوحة أم علامة الوصل ؟؟

وكذلك إذا كنا نكتب مثلا مصحفا للسوسي على تقديم وجه السكت بلا بسملة بين السورتين, فكيف يكون الضبط حينئذ ؟؟
هل إذا كان آخر السورة حرفا متحركا يضبط بعلامتي السكون والسكت, أم يضبط على الحركة ؟؟
وإذا كان أول السورة التالية يبدأ بهمزة وصل مثل (الحمد) في سورة الأنعام, فهل يكون الضبط على أنهما همزة وصل أم قطع (نفس السؤال رأس النقاش) ؟؟
 
"طول الخشبة في الماء لا يحولها إلى تمساح" محبكم: همزة الوصل.

"طول الخشبة في الماء لا يحولها إلى تمساح" محبكم: همزة الوصل.

سيدي حازم حماده علي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فلا أدري لماذا دائما في غوصاتك العميقة تتعمد تحرش فتِيّاتِ سمكات القرش ؟ يا أخي ! لأنك مصر على أن تسكن ظلمات البحر فلا تنس قراءة تعويذات البحارة القدماء. كان لهم تحصين، يعرف ب: "الضبط هو التمييز لفروق تتعلق باللفظ، لذلك بني على الوصل"، وكانوا يقرءونه قبل تحصينيْ "الضبط مبني على الوصل" "الرسم مبني على الوقف والابتداء" وكانوا يختمونه بدعاء قصير، نصه: "عروض الشكل لا يغير ذات الحرف". وما علمنا أحدا تحصن بهذه التحصينات فغرق، أو اغتالته سمكة قرش، أو غير ذلك من عوادي البحر. حفظك الله ورعاك يا حازم حماده علي !
سيدي حازم الحازم:
الوصل الذي يعنيه الضباط يختلف عن الذي يعنيه القراء.
الضباط يعنون الوصل الذي مقابله الوقفُ والسكتُ على أواخر السور فقط المقتضيان تسكين كل حركة وإبدال نون تنوين نحو {عظيما} ألفاً.
القراء يعنون الوصلَ الذي مقابلُه السكتُ والبسملةُ عند الأزرق وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب، والسكتُ فقط عند إسحاق عن خلف العاشر، ولا مقابل له عند حمزة.
وحيث أن تنوينَ الرفع سبق همزة الوصل مطلعها سورتي الأنعام والقارعة، وتنوينَ الجر سبق مطلعها سور فاطر والرحمن واقرأ، وتنوينَ النصب سبق مطلعها سورتي الكهف وسبإ، والحركةَ سبقت مطلعها سورة القتال، والألفَ المقصورة سبقت مطلعها سورة الأنبياء فإنه لا بد من قطع الهمزة لفظا ووصلهاخطا، كما تفعل تماما عند بدئك بقول الله تعالى: {الذين ءامنوا وعملوا الصلحت طوبى لهم وحسن مئاب}.
ألم تر إلى أن قطعك همزة الوصل عند بدئك بها في الآية الكريمة لا يبرر كتابتها همزة قطع ؟ لعروض القطع. وكذلك السكت قبلها على أواخر السور لا يغير شيئا من حقيقة همزة الوصل أول السورة. إنها همزة وصل حقيقة وخطاً لكنها قطعت للتوصل إلى السكون بعدها كما هو معلوم.
الأزرق وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب في أوجههم الثلاثة وخلف العاشر في وجهيه يبنون الضبط على الوصل على غرار ما ذكرناه هنا، سواء سكتوا أم وصلوا أم بسمل الأربعة.
 
كنت أعلم والله أن أول من سيشرفني بالرد هو فضيلة الشيخ والأستاذ والمعلم/ محمد الحسن بوصو ... وكنت أعلم أيضًا أنه سيصف هذا السؤال بالغوص (ابتسامة).
سيدي ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
لي رد على ما تفضلتم به, ولكن اسمحوا لي بتأخيره للمساء لأنني في عمل الآن ...
 
الغوص هواية أحاول تعلمها منكم , فأنتم من أشهر فطاحل الغوص يا مولانا

الغوص هواية أحاول تعلمها منكم , فأنتم من أشهر فطاحل الغوص يا مولانا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأزرق وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب في أوجههم الثلاثة وخلف العاشر في وجهيه يبنون الضبط على الوصل على غرار ما ذكرناه هنا، سواء سكتوا أم وصلوا أم بسمل الأربعة.

سيدي وأستاذي في الغوص / محمد الحسن بوصو ...
معذرة على قصر بصيرتي, فلم أفهم هذه النقطة ويبدو أن اسطوانة الأكسجين قد تعطلت! ... هل كان لهؤلاء القراء الذين ذكرتموهم رواية في الضبط كما لهم في القراءة ؟؟ أو هل كان لهم مصاحف مكتوبة عُلِمّ منها كيفية ضبطهم لأواخر السور ؟؟ أم ماذا تقصدون ؟؟

فإنه لا بد من قطع الهمزة لفظا ووصلهاخطا، كما تفعل تماما عند بدئك بقول الله تعالى: {الذين ءامنوا وعملوا الصلحت طوبى لهم وحسن مئاب}.
ألم تر إلى أن قطعك همزة الوصل عند بدئك بها في الآية الكريمة لا يبرر كتابتها همزة قطع ؟ لعروض القطع. وكذلك السكت قبلها على أواخر السور لا يغير شيئا من حقيقة همزة الوصل أول السورة. إنها همزة وصل حقيقة وخطاً لكنها قطعت للتوصل إلى السكون بعدها كما هو معلوم.

أعلم يا مولانا أن قطع الهمزة عند البدء لا يبرر كتابتها همزة قطع لعروض القطع , لأن عروض القطع هنا هو نتيجة الابتداء , والضبط أصلا لا يُبنى على الابتداء ... ولذلك أسال عن عروض القطع نتيجة الوصل الذي يُبنى عليه الضبط.

الوصل الذي يعنيه الضباط يختلف عن الذي يعنيه القراء.
الضباط يعنون الوصل الذي مقابله الوقفُ والسكتُ على أواخر السور فقط المقتضيان تسكين كل حركة وإبدال نون تنوين نحو {عظيما} ألفاً.
القراء يعنون الوصلَ الذي مقابلُه السكتُ والبسملةُ عند الأزرق وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب، والسكتُ فقط عند إسحاق عن خلف العاشر، ولا مقابل له عند حمزة.

اقتصرتم يا مولانا على ذكر حال ما بين السورتين, بينما استفساري عن همزة الوصل بعد السكت بوجه عام , ومثَّلتُ بهمزة الوصل في لفظ الجلالة بعد حروف التهجي في (الم الله) "آل عمران" إذا كان المصحف المكتوب لأبي جعفر ...

فإذا كان الوصل الذي يعنيه الضباط يختلف عن الذي يعنيه القراء في ما بين السورتين خاصة, فهما لا يختلفان في غير ذلك ... ومثال على ذلك سكتات حفص (عوجا قيما - من راق - بل ران) وكذلك (ماليه هلك) للجميع عدا حمزة ويعقوب, حيث أن ضبط هذه المواضع (آخر الكلمة المسكوت عليها وأول الكلمة التي تليها) في جميع المصاحف المتداولة لحفص مبني على السكت.
فإذا كان رأيكم بالنسبة لما بين السورتين عند كتابة مصحف للأزرق أو أبي عمرو أو ابن عامر أو يعقوب أن يكون الضبط مبنيًا على الوصل حتى إذا كان كاتب المصحف يأخذ بالقول بتقديم وجه السكت, فما رأيكم بالنسبة لـ(الم الله) لأبي جعفر؟؟

أعتذر للإطالة ... أحاول أن أتعلم لا أن أجادل وربي يعلم ...
تلميذكم ومحبكم ...
 
أكثر البناة مغاربة

أكثر البناة مغاربة

فيما أعلم ليس للمذكورين قول فيما نحن فيه، إنما المراد أن وصلهم وسكتهم وبسملة الأكثر منهم تُبنى على وصل القراءة.
قاعدة "الضبط مبني على الوصل" تعني أنه لا يراعى في الحرف الأخير ما يحدث عند الوقف والسكت على أواخر السور. إنها لا تعني غير هذا.
وعلى أن تغييرات الوقف والسكت لا تراعى في الضبط يستوي جميع القراء في ضبط ميم {ألم} من {ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
ومعلوم لدى حضرتكم أن الضباط مختلفون في تشكيل هجاء أوائل السور المعروفة، فبعضهم رأى تشكيلها، وبعضهم رأى تعريتها من الشكل، في تعليلات لا يتسع المقام لبسطها.
في حال التشكيل توضع كسرة تحت الميم، لكل القراء، أبي جعفر أو غيره.
أما همزة الوصل بعدها فتقطع نطقا، لأن الزمن الفاصل بين الحرفين في السكت بقوة السكون، والذي بعد همزة الوصل ساكن، وعليه يلتقي سكون وساكن، - هنا لم يلتق ساكنان - ولأن الأول منهما سكون، والسكون لا يتحرك، فلا بد من الاعتماد على همزة الوصل - اي قطعها - للتوصل إلى الساكن بعدها.
 
فيما أعلم ليس للمذكورين قول فيما نحن فيه، إنما المراد أن وصلهم وسكتهم وبسملة الأكثر منهم تُبنى على وصل القراءة.

كنت أظن أن ضبط المغاربة أواخر السور بناءً على الوصل في مصاحف ورش هو تقديمًا منهم لوجه الوصل على وجهي السكت والبسملة.
كما أن مصحف الدوري عن أبي عمرو ضبطت فيه أواخر السور كحفص وقالون تقديمًا لوجه البسملة.

وعلى أن تغييرات الوقف والسكت لا تراعى في الضبط

ألا ترَوْن أنها روعيت في مصحف حفص يا شيخنا ؟
 
أي مصحف حفص راعاها ؟ وأين راعاها ؟

سكتات حفص (عوجا قيما - من راق - بل ران) وكذلك (ماليه هلك), حيث أن ضبط هذه المواضع (آخر الكلمة المسكوت عليها وأول الكلمة التي تليها) في جميع المصاحف المتداولة لحفص مبني على السكت.
...
وعذرًا ... يبدو أني قمت بالتعديل على مشاركتي الأخيرة قبل رؤيتي لتعقيبكم الكريم بعدها, فوجب عليَّ التنبيه للعلم ...
 
ما أثار الانتباه مثل المقارنة

ما أثار الانتباه مثل المقارنة

سكتات حفص (عوجا قيما - من راق - بل ران) وكذلك (ماليه هلك), حيث أن ضبط هذه المواضع (آخر الكلمة المسكوت عليها وأول الكلمة التي تليها) في جميع المصاحف المتداولة لحفص مبني على السكت.
في {مرقدنا} و{من راق} و{بل ران} و{ماليه هلك} لم تنخرم قاعدة بناء الضبط على الوصل. كلها ضبطت على الوصل، ولله الحمد والمنة. أما {عوجا قيما} فقد نصوا على خرم القاعدة بخصوصها. وقال بعضهم لم تنخرم حتى مع ألف {عوجا}.
خذ مثلا {من راق}، فلنونه حالتان؛ الوقف والوصل. على الوقف يقرع اللسان مخرجها، وتكون مظهرة خالية من شائبة الإدغام، والنون الخالية من الإدغام وشائبته تشكل بعلامة سكون مستقلةٍ. أما في حال الوصل فالنون مدغمة إدغاما كاملا، وحيث لا ظهور لها في اللفظ فلا تشكل شكلا مستقلا بها، بل تعرى من الشكل. بهذا ضبطها قد انبنى على الوصل. وبعد هذا البناء على الوصل فما هذه السين فوقها ؟ إنها علامة أخرى غير المعنية بالقاعدة. فالقاعدة تتحدث عن الشكلات، وليس عن العلامات.
أرى أنبه على أن السكت على {ماليه هلك} غير مروي ، ولا نص يوجبه أو يثبته، وإنما هو سكت بالقوة.
 
ما زلت أتساءل !

ما زلت أتساءل !

في {مرقدنا} و{من راق} و{بل ران} و{ماليه هلك} لم تنخرم قاعدة بناء الضبط على الوصل. كلها ضبطت على الوصل، ولله الحمد والمنة. أما {عوجا قيما} فقد نصوا على خرم القاعدة بخصوصها. وقال بعضهم لم تنخرم حتى مع ألف {عوجا}.
خذ مثلا {من راق}، فلنونه حالتان؛ الوقف والوصل. على الوقف يقرع اللسان مخرجها، وتكون مظهرة خالية من شائبة الإدغام، والنون الخالية من الإدغام وشائبته تشكل بعلامة سكون مستقلةٍ. أما في حال الوصل فالنون مدغمة إدغاما كاملا، وحيث لا ظهور لها في اللفظ فلا تشكل شكلا مستقلا بها، بل تعرى من الشكل. بهذا ضبطها قد انبنى على الوصل. وبعد هذا البناء على الوصل فما هذه السين فوقها ؟ إنها علامة أخرى غير المعنية بالقاعدة. فالقاعدة تتحدث عن الشكلات، وليس عن العلامات.
أرى أنبه على أن السكت على {ماليه هلك} غير مروي ، ولا نص يوجبه أو يثبته، وإنما هو سكت بالقوة.

يا مولانا إذا كان ضبط (من راق) على الوصل فيجب أن يكون - كما ذكرتم - بتعرية النون من الشكل وفتح الراء دون علامة الشدة, ولكن في مصحف حفص النون فوقها علامة السكون بالإضافة إلى علامة السكت (السين), والراء فوق علامة الفتح فقط دون علامة الشدة, ونفس الحال مع (بل ران) ... أي أن الضبط في الموضعين مبني على السكت بوضوح, فكيف ترَوْن أنه مبني على الوصل فيهما ؟!
 
"ﻻ تقدسوني ! أنا أعلم بنفسي من كل أحد منكم: لست قديسا"نلسون منديلا

"ﻻ تقدسوني ! أنا أعلم بنفسي من كل أحد منكم: لست قديسا"نلسون منديلا

حاشاني أن أتهمكم بالوهم أو الغلط يا شيخنا !
أعتذر إن سببت لكم الضيق.
أرجو أن تكون هذه المرة اﻷخيرة في الاعتذار إلي بسبب اﻹحراج.
الحوار باﻷدلة لا يحرج إلا المتطاول، واعلم بأنه لا يخطئ إلا العالمون، وغيرهم إنما يجرم.
قد أرسلت لك شيئا من تحرير الموضوع على الخاص، وسبب إرساله على الخاص مرموز في العنوان
 
اعتذرت لأني ظننتُ أنكم تضايقتم من طول الجدال !
فإن لم يصبكم الضيق كما ظننت, فاسمحوا لي بالاستئناف ولعلها الأخيرة (ابتسامة).

الذي فهمته أنكم توصلتم إلى أن المبني على الوصل هو السكت على أواخر السور فقط دون غيره من السكت ... فلي سؤالان الآن:
1- إذن بالنسبة لـ (الم الله) في مصحف أبي جعفر , تضبط ألف لفظ الجلالة بوضع علامة الهمزة فوقها ؟ أليس كذلك ؟
2- في مصاحف السودانيين ومصحف المدينة برواية دوري أبي عمرو, بنيت أواخر السور كمصاحف حفص وقالون, أي لم يُبنَ ضبطها على الوصل كما أصَّلتم بل على البسملة, فهل هذا لأنهم يقولون بتقديم وجه البسملة على وجهي الوصل والسكت أم هو خطأ منهم لأن الصحيح هو البناء على الوصل حتى لو قالوا بتقديم وجه البسملة ؟
 
"للصالحين صدور هي للأسرار قبور" صديقك المخلص

"للصالحين صدور هي للأسرار قبور" صديقك المخلص

١- في مصحف بقراءة أبي جعفر كغيرها من القراءات لا يتغير الضبط، بس تقطع همزة الوصل للساكن بعدها. الفرق في القراءة وليس في الضبط. كما أنك تقطع همزة أول سورة القتال لكل القراء لفظا دون ضبط. وهذا ما عنيته بالمثل الفلاني "طول مكث الخشبة في الماء لا يحولها إلى تمساح"، بمعنى أن قطعها لفظا لا يحولها إلى همزة قطع
٢- إثبات البسملة في أوائل السور غير التوبة واجب رسما في كل القراءات، المبسلمة والواصلة والجامعة بين السكت والوصل أو الجامعة للثلاثة في ذلك سواء. هذا من حيث الرسم، كما هو معلوم لديكم.
يبقى أن أكثر لجان المراجعة تضبط على البسملة، لأن آخر السورة مظنة وقف، ومن وقف على آخر السورة بسمل للتي تليها لا بد. الأزرق وقالون وحفص وحمزة وسائر القراء والرواة والطرق في ذلك سواء، نص عليه المنتوري في شرح الدرر، وابن القاضي في الفجر وغيرهما في غيرهما. وكان ينبغي النص على وجه الرواية التي طبع المصحف عليها في تقرير اللجنة، الملحقة غالبا في آخر المصحف.
قلت أكثر اللجان، لأن المصحف المغربي الذي راجعه العلامة أبو حسن عبد الهادي بن عبد الله حميتو، حفظه الله ورعاه، في آخرين، حذف منه الوقوف الهبطية أواخر السور لبنائهم طريق الأزرق عن ورش على السكت، وكان ذلك كافيا ليثير غضب العلامة عبد العزيز العيادي صاحب كتاب "الأنصاص القرآنية" وغيرها.
على ما شرحناه هنا تكون هذه المصاحف التي ذكرتها صحيحة الرسم والضبط معا.
٣- ما دمت قد اطلعت على "سر المعبد" فاحتفظ به ولا تفشه.
 
مسألة (كتابيهْ * إِنِّي) مع (ماليَه * هَّلك) لورش

مسألة (كتابيهْ * إِنِّي) مع (ماليَه * هَّلك) لورش

السلام عليكم، أستسمح الأستاذ الفاضل حازم حمادة علي لأغتنم الفرصة وأطرح سؤالا على شيخنا الحبيب محمد الحسن بوصو حفظه الله تعالى، وموضوعه في الضبط أيضا :
شيخي الحبيب، كل مصاحف الأزرق عن ورش التي وقع عليها بصري ضبطت قوله تعالى (كتابيهْ * إِنِّي) بالتحقيق أي عدم النقل، وضبطت (ماليَه * هَّلك) بتعرية هاء السكت من الشكل، ووضع شدة هلى هاء (هلك) دلالة على الإدغام وصلًا.
سؤالي:
هل هذا الضبط:
- خطأ من أصحاب الضبط، لأن أهل الأداء ذكروا أن وجهي ورش في (ماليه * هلك) مفرَّعان على وجهيه في (كتابيهْ * إِنِّي).
- أم هو مبني على رأي الحافظ الداني في منبهته.
- أم هو مبني على رأي العلامة ابن آجُرُّوم الذي نص على أن الإدغام هو الصحيح هنا مع تحقيق (كتابيهْ * إِنِّي)، وبيان ذلك في شرحه على الشاطبية، وأورده ابن المجراد والثعالبي في شرح الدرر.
 
كلام ابن آجروم للفائدة

كلام ابن آجروم للفائدة

قال ابن آجروم رحمه الله: وحُجَّةُ مَن نَقَلَ "كتابيه إني" لوَرشٍ: أنه جعَلَهُ كسَائر الباب، وقد استوفى شُروطَ النَّقلِ، ولا فرقَ بين "كتابيه إني"، وبين قولِهِ تعالى: "قل إني" وشبهِهِ.
وحُجَّةُ مَن حقَّقه له أيضاً: أنَّ الهاءَ التي فيه، هي هاءُ السَّكتِ، لَحِقَت في الوقف لِبَيَان حركة ياءِ الإضافة، ثمَّ ثبتَتْ في الوصل إجراءً للوصل مُجرَى الوقف، وكأنهم وَصَلُوها بنيَّةِ الوقف، والهاءُ التي للسكت مُنافِرةٌ للحركة؛ إذ وَضعُهَا يقتضي ذلك، وإذا كان ذلك كذلك، فنَقْلُ الحركة إليها فيه نقيضُ المقصود بها.
فإن قيلَ: لِمَ نُقِلَت الحركةُ إلى تاءِ التَّأنيث والتَّنوينِ في نحو: "قالت إحداهما" و"عذاب أليم"، وهما زائدان في الكلمة كهاءِ السَّكت.
فالجوابُ: أنَّ التَّنوينَ وتاءَ التأنيث لَحِقَا لمعنىً يُوجَدُ في الوصل، وهما بمنزلة الحروف التي للمعاني كـ«قَد» و«مِن» و«أَن»، إلا أنهما متَّصلان؛ لكونهما على حرفٍ واحدٍ، ونَقْلُ الحركةِ إليهما وتحريكُهُمَا بها لا يُناقِضُ ما لأجله جِيءَ بهما.
وليسَت هاء السَّكت كذلك؛ لأنها وُضِعَت للوقوف عليها إذا شُحَّ على زوال الحركة التي تَدخلُ عليها، فتحريكُهَا نَقضُ الغرضِ المقصُودِ.
وأمَّا قولُ أبي محمَّدٍ مكيّ: ويَلزَمُ مِن نَقْلِ الحركة أَن يُدغَمَ "ماليه هلك"؛ لأنَّه قد أجراها مُجرَى الأصليِّ حين ألقَى عليها الحركةَ، وقدَّرَ ثُبوتَهَا في الوصل.
قلتُ: القياسُ يَقتَضي أن لا يكونَ "ماليه هلك" في رواية وَرشٍ كـ"كتابيه إني"؛ أعني أنَّ مَن حقق "كتابيه إني" أظهر "ماليه هلك"، ومَن نَقَلَ أَدغَمَ، بل يلزمُ في "ماليه هلك" الإدغامُ ليس إلا، وإنْ حقَّقَ "كتابيه إني".
والفرقُ بينهما، أنَّ النَّقلَ إلى الهاء مناقِضٌ لما سِيقَت من أجله؛ وهو الوُقوفُ عليها، والموقوفُ عليه لا يتحرَّكُ في الوقف، والإدغامُ للهاء لا يُناقضُ ما سِيقَت له؛ لأنَّ الإدغامَ لا يكونُ إلا في ساكن، وهذا ساكنٌ وإن أُدغِمَ، وقد حكى سيبويهِ أنَّ مثلَ هذا لا يُتَصَوَّرُ فيه إلا الإدغام.
وقد نقلْنَا كلامَ سيبويه في هذا في باب الإدغام الكبير، حيث تكلَّمْنَا على قوله:
وَقَبلَ "يئسن" اليَاءُ في "اللئ" عَارِضٌ
فليُنظَرْ هنالِك.
قال أبو جعفر: فأمَّا "ماليه هلك" لِمَن أثبَتَ هَاءَ السَّكت وَصلاً، فالأخْذُ لهم بالإظهار، إلاَّ وَرشاً، فالأخذُ له بالوجهين من الإظهار والإدغام؛ لأنه قد رُوِيَ عنه نصاً نَقلُ الحركةِ في "كتابيه إني" على التَّشبيه بالأصليِّ الثَّابت في جميع أحواله، وقياسُهُ الإدغام، ومَن أخَذَ له في ذلك بغير نَقلٍ، أخَذَ له في هذا بالإظهار، وهو الوجهُ، وكلاهما معمولٌ به. هذا مأخَذُ المقرِئِين.
قال لي أبي رضي الله عنه: وجهُ الإدغامِ في "ماليه هلك" أنه قَصَدَ إلى حمل الوَصلِ على الوقف، ثم اعترَضَ فيه التقاءُ المِثْلَين، فلم يكنْ بُدٌّ من الإدغام، فأمَّا مَن أظهرَ فإنه واقفٌ لا محالةَ وإن لم يَقطَعْ صوتَه.
قلتُ: الذي يقتضيه القياسُ في: "ماليه هلك" الإدغامُ لكلِّ من أثبتَ الهاءَ في الوصل، وهو الذي تقتضيه أصُولُ كلام العرَبِ الذي أُنزِلَ القرآنُ بها.
وأمَّا الإظهارُ، فشيءٌ لم يثبتْ من كلامِ العربِ.
وكلامُ المقرِئِين يقتضي أنَّ الإظهارَ عندهم غيرُ مأثورٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو نَظَرٌ منهم، فلا يُرجَعُ إليه؛ لمخالفته كلامَ العربِ وأسلوبَ فصاحتها، والله أعلَمُ.
قال أبو الفتح بنُ جني: «ومن الأمر الطَّبيعيِّ الذي لا بدَّ منه، أن يلتَقِيَ الحرفان الصَّحيحان، فيُسَكَّنَ الأوَّلُ منهما في الإدراج، فلا يكونَ حينئذ بدٌّ من الإدغام، متَّصِلَين كانا أو منفَصِلَين؛ فالمتصلان نحو قولك: شَدّ، وصَبّ، وحَلّ، فالإدغامُ واجبٌ لا محالةَ، ولا يوجدكَ اللفظُ به بُدّاً منه.
والمنفصلُ نحو قولك: خُذ ذَّا بتلك، ودَعْ عَّامراً.
قال: فإن قلتَ: فقد أقْدِرُ أن أقولَ: شُدْدَ وحُلْلَ، فلا أُدغِمُ.
قيلَ: متى تجشَّمْتَ ذلك وقفْتَ على الحرف الأوَّلِ وقفةً مَّا، وكلامُنَا إنما هو على الوصل.
فأمَّا قراءةُ عاصِمٍ: "وقيل من راق" بِبَيَان النُّون مِن "من"، فمَعِيبٌ في الإعراب؛ وذلك أنَّ النُّونَ السَّاكنةَ لا تَوَقُّفَ في وجوب إدغامها في الراء نحو: مَن رَّأيتَ، ومَن رَّآك».
فانظر كيف عِيبَتْ قراءةُ عاصِمٍ "من راق" وليس بمِثْلَين.
ويُؤخَذُ من قول النَّاظِمِ: «أصَحُّ تَقَبُّلا» أنَّ هنالكَ وجهاً آخَرَ دونه في الصَّحة؛ وهو نَقلُ الحركةِ، فاعلَمْ ذلك، وبالله التَّوفيقُ
 
شكرا على النقول الممتازة

شكرا على النقول الممتازة

هذا الذي نقلته عن ابن آجروم أقرب إلى قناعتي، وإن خالف الدرر اللوامع الذي لازم بين الإدغام والنقل، وبين الإظهار والتحقيق عند قوله: [وفي {كتابيه}@خلف ويجري في ادغام {ماليه}]، وخالف مكيا وابن الباذش.
وقد جرى العمل عندنا على التلازم على نحو ما ذكره ابن بري ومكي وابن الباذش.
ولما كان الحق أحق أن يتبع، فأرى أن ما عليه مصاحف ورش التي كشفتموها، وكشفتُ، أنا، بعضا منها ظهر اليوم من تحقيق الهمزة في {كتبيهْ إِني} مع الإدغام في {ماليه هَّلك} صحيح في الرواية موافق للعربية.
لذلك نرى أن يثبت في تقرير المصحف كل ما يتعلق بمميزات القراءة التي كُتب وضُبط عليها المصحف.
ملحوظة: هذه مسألة قرائية.
 
عذرًا شيخي محمد الحسن بوصو , فقد حرصت على الالتزام بغلق النقاش في الموضوع إلى أن تأذنوا بعودته, برغم أني -وسامحوني على ذلك- لم أقتنع بعدُ بوجهة نظركم, وما زالت لي حجة تساند وجهة نظر العبد الفقير إلى الله.
ولكن ما أجبرني على كتابة هذه الكلمات الآن هو رد أحد المشايخ على نفس الموضوع كنت قد كتبته أيضا في منتدى آخر غير منتدانا الموقر ...
وكان الرد كالآتي (بالأحمر):
الضبط كما هو معلومُ يراعي حالة الوصل ، فبناءً عليه :
• في حالة ضبط (الم) في مطلع سورة آل عمران على قراءة أبي جعفر: توضع علامة سكت فوق (ا) و( ل ) ولا توضع فوق ( م ) على أساس أنَّ القارئ إذا وصل لا يسكت ، ويترتب عليه أن يُضبط لفظ الجلالة على أنَّ أوَّله همزة وصل هكذا: ( ﭐلله ).
• في حالة ضبط مصحف على رواية السوسي على وجه السكت: يوضع على الحرف الأخير من آخر كلمةٍ في السُّورة الحركة إذا كان متحرِّكاً ، وتوضع فوقه علامة سكت. وإذا كان أوَّل السُّورة التالية مبدوءةً بهمزة وصل مثل (الحمد) في سورة الأنعام ، فتضبط بها هكذا : ( ﭐلحمد )، وليس بهمزة قطع. والله أعلم

وما أثار انتباهي بشدة هو قوله : ولا توضع فوق ( م ) على أساس أنَّ القارئ إذا وصل لا يسكت !

فهل السكت على حروف التهجي لا يشمل الحرف الأخير منها ؟؟!! هل قال أحد من المتقدمين أو المتأخرين بذلك ؟؟
وإذا كان الأمر كذلك فكيف تكون قراءة أبي جعفر لفاتحتي سورتي ص والقلم , وهما مفتتحتان بحرف واحد ؟!!
 
عودة
أعلى