كيف تتعد وجوه التفسير بتعدد وجوه القراءات لقوله تعالى:(وقيله يارب)؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال تعالى:(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ).
هل قُرأت الآية بأكثر من ثلاثة أوجه؟
وماهو وجه التفسير لكل قراءة؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أنقل لك أقوال العلماء المكثرين الذين نقلوا لنا الروايات والطرق الكثيرة
قال المرندي :{وَقِيلِهِû يَــ»ـرَبَّ} قرأ حمزة وعاصم إلا أبانا عنه وجبلة عن المفضل عنه وأبو رزين والعبسي والأعمش وطلحة وبن الحصين والضرير عن يعقوب بكسر اللام والهاء ,وبرفع اللام خارجة عن نافع وبن مقسم وحميد والزعفراني وقتادة وأبو رزين والزعفراني عن روح وقرأت أيضا روح {وَقِيلَهُ[SUB]و [/SUB]يَــ»ـرَبَّ} بفتح الباء ,الآخرون {وَقِيلَهُ[SUB]و[/SUB]} بفتح اللام ورفع الهاء
وقال الكرماني : وعن الأعرج وقتادة ومجاهد {وَقِيلُهُ[SUB]و[/SUB]} برفع اللام وهو اختيار أحمد بن حنبل
وقال الهذلي : {وَقِيلُهُ[SUB]و[/SUB]} برفع اللام بن مقسم والزعفراني وقتادة وخارجة وحميد وهو الاختيار على المبتدأ وبجر اللام الزيات والعبسي والأعمش وطلحة والضرير عن يعقوب وعاصم غير أبان وأبي زيد عن المفضل ,قال أبو علي إلا جبلة والأول أصح للمفرد ,الباقون بنصب اللام
وقال أبو معشر : {وَقِيلِهِû} جر حمزة وعاصم وأبان وجبلة عن المفضل –هكذا ذكر وصوابه إلا أبانا وجبلة عن المفضل- وقال الخزاعي المفضل ,بجر اللام الخزاعي عن الضرير عن يعقوب ,غيرهم بنصب اللام
وقال الخزاعي : {وَقِيلِهِû} جر حمزة وعاصم والضرير عن يعقوب ,مخير المفضل
وقال الروذباري : {وَقِيلِهِû} جر حمزة والأعمش وطلحة وعاصم إلا المازني والخليل وأبان وهارون عنه وجبلة والحسن بن مسلم عن يعقوب ,مخير المفضل من طريق الخزاعي عنه
ويظهر لك من أقوال هؤلاء المكثرين أن هذا الحرف لم يقرأ إلا بالأوجه الثلاثة أعلاه وهي الرفع والنصب والجر والرفع شاذ
والذي يختلف هو الأعراب وأما المعنى الإجمالي للاية فلقصري في علم التفسير أدعه لأهل ولا يخفى عليك أنه إذا اختلف الاعراب قد يختلف معنى الآية ولكن التفسير الإجمالي واحد والله تعالى أعلى وأعلم
 
قال السمين الحلبي رحمه الله:
قوله تعالى: { وَقِيلِهِ} : قرأ حمزةُ وعاصمٌ بالجرِّ.
والباقون بالنصب.
فأمَّا الجرُّ فعلى وجهَيْن، أحدهما: أنَّه عطفٌ على «الساعة» أي: عنده عِلْمُ قيلِه، أي: قولِ محمدٍ أو عيسى عليهما السلام.
والقَوْلُ والقالُ والقِيْلُ بمعنى واحد جاءَتْ المصادرُ على هذه الأوزانِ.
والثاني: أنَّ الواوَللقَسم.
والجوابُ: إمَّا محذوفٌ تقديرُه: لتُنْصَرُنَّ أو لأَفْعَلَنَّ بهم ما أريد، وإمَّا مذكورٌ وهو قولُه: { إِنَّ هؤلاء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ} ذكره الزمخشريُّ.
وأمَّا قراءةُ النصبِ ففيها ثمانيةُ أوجهٍ، أحدُها: أنَّه منصوبٌ على محلِّ «الساعة».
كأنَّه قيل: إنه يَعْلَمُ الساعةَ ويعْلَمُ قِيْله كذا.
الثاني: أنَّه معطوفٌ على «سِرَّهم ونجواهم» أي: لا نعلم سِرَّهم ونجواهم ولا نعلمُ قِيْلَه.
الثالث: عطفٌ على مفعولِ «يكتُبون» المحذوفِ أي: يكتبون ذلك ويكتبون قيلَه كذا أيضاً.
الرابع: أنَّه معطوفٌ على مفعولِ «يعلمون» المحذوفِ أي: يَعْلمون ذلك ويعلمون قيلَه.
الخامس: أنه مصدرٌ أي: قالَ قيلَه.
السادس: أَنْ ينتصِبَ بإضمارِ فعلٍ أي: اللَّهُ يعلمُ قيلَ رسولِه وهو محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم.
السابع: أَنْ ينتصِبَ على محلِّ «بالحق» أي: شَهِدَ بالحقِّ وبِقيْلِه.
الثامن: أَنْ ينتصِبَ على حَذْفِ حرفِ القسمِ كقوله: 4012 -........................ فذاك أمانةَ اللَّهِ الثَّريدُ وقرأ الأعرجُ وأبو قلابةَ ومجاهدٌ والحسنُ بالرفع، وفيه أوجه [أحدها:] الرفعُ عطفاً على «علمُ الساعةِ» بتقديرِ مضافٍ أي: وعنده عِلْمُ قِيْلِه، ثم حُذِفَ وأُقيم هذا مُقامَه.
الثاني: أنَّه مرفوعٌ بالابتداءِ، والجملةُ مِنْ قولِه: «يا رب» إلى آخره هي الخبر.
الثالث: أنه مبتدأٌ وخبرُه محذوفٌ تقديرِه: وقيلُه كيتَ وكيتَ مَسْموعٌ أو مُتَقَبَّلٌ.
الرابع: أنه مبتدأ وأصلُه القسمُ كقولِهم: «ايمُنُ الله» و «لَعَمْرُ الله» فيكونُ خبرُه محذوفاً.
والجوابُ كما تقدَّم، ذَكرَه الزمخشري أيضاً.
واختار القراءةَ بالنصب جماعةٌ.
قال النحاس: «القراءةُ البَيِّنَةُ بالنصب من جهتَيْن، إحداهما: أنَّ التفرقةَ بين المنصوبِ وما عُطِفَ عليه مُغْتَفَرَةٌ بخلافِها بين المخفوضِ وما عُطِفَ عليه.
والثانيةُ تفسيرُ أهلِ التأويل بمعنى النصب».
قلت: وكأنَّه يُريدُ ما قال أبو عبيدة قال: «إنما هي في التفسيرِ: أم يَحْسَبون أنَّا لا نَسْمع سِرَّهم ونجواهم ولا نسمعُ قِيْلَه يا رب.
ولم يَرْتَضِ الزمخشريُّ من الأوجهِ المتقدمةِ شيئاً، وإنما اختار أَنْ تكونَ قَسَماً في القراءاتِ الثلاثِ، وتقدَّم تحقيقُها.
وقرأ أبو قلابة» يا رَبَّ «بفتح الباءِ على قَلْب الياء ألفاً ثم حَذََفَها مُجْتَزِئاً عنها بالفتحة كقولِه: 4013 -.......................... بلَهْفَ ولا بِلَيْتَ................. والأخفشُ يَطَّرِدُها.
 
قال الشوكاني رحمه الله:
قرأ الجمهور "وقيله" بالنصب عطفاً على محل الساعة، كأنه قيل: إنه يعلم الساعة ويعلم قيله أو عطفاً على سرهم ونجواهم: أي يعلم سرهم ونجواهم ويعلم قيله، أو عطفاً على مفعول يكتبون المحذوف: أي يكتبون ذلك ويكتبون قيله، أو عطفاً على مفعول يعلمون المحذوف: أي يعلمون ذلك ويعلمون قيله أو هي مصدر: أي قال قيله، أو منصوب بإضمار فعل: أي الله يعلم قيل رسوله، أو هو معطوف على محل بالحق: أي شهد بالحق وبقيله، أو منصوب على حذف حرف القسم.
ومن المجوزين للوجه الأول المبرد وابن الأنباري، ومن المجوزين للثاني الفراء والأخفش، ومن المجوزين للنصب على المصدرية الفراء والأخفش أيضاً.
وقرأ حمزة وعاصم "وقيله ي" بالجر عطفاً على لفظ الساعة: أي وعنده علم الساعة وعلم قيله، والقول والقال والقيل بمعنى واحد، أو على أن الواو للقسم، وقرأ قتادة ومجاهد والحسن وأبو قلابة والأعرج وابن هرمز ومسلم بن جندب وقيله بالرفع عطفاً على علم الساعة: أي وعنده علم الساعة وعنده قيله، أو على الابتداء، وخبره الجملة المذكورة بعده، أو خبره محذوف تقديره وقيله كيت وكيت، أو وقيله مسموع.
قال أبو عبيد: يقال قلت قولاً وقيلاً وقالاً، والضمير في وقيله راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال قتادة: هذا نبيكم يشكو قومه إلى ربه، وقيل: الضمير عائد إلى المسيح، وعلى الوجهين فالمعنى: أنه قال منادياً لربه "يا رب إن هؤلاء" الذين أرسلتني إليهم " قوم لا يؤمنون ".
 
جزاك الله عني خيرا ياشيخ حسن على هذه الإفادة.
وجزاك الله الجنة شيخنا العزيز
بارك الله فيكم على توجيه الاعراب ولا يخفى عليكم أن الرفع كما قاله الهذلي على الابتداء
دمتم سالمين
 
فلم أنكر أبو حاتم السجستاني وجه القراءة بالجرّ؟
نقل الإنكار ابن عاشور عن ابن هشام.
اعتذر شيخي الكريم فليس لي دراية لم انكرها ابو حاتم سهل بن محمد السجستاني وأدعها لاخواني الذين هم أعلم مني لعلهم يجيبونك بسبب مقنع
دمتم سالمين
 
لعل الشيخ سعود الغنيم صاحب الرسالة في اختيارات السجستاني يفيدنا إن كان عضوا في هذا الملتقى المبارك!
 
عودة
أعلى