أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 596
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
[FONT="]الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله...أما بعد ،[/FONT]
[FONT="]فقد جاء في أثر لابن عباس أن التفسير على أربعة أوجه : "وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله".[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]لعل عند ابن عباس في هذه النمذجة نية الترتيب التصاعدي( أو الهرمي) من الموسع إلى المضيق:[/FONT]
[FONT="]فمن تفسير عريض القاعدة يشغلها كل العرب، إلى تفسير أقل شيوعا هو تفسير الخاصة من العلماء، وانتهاء بتفسير ممتنع عن العامة والخاصة يختص بالله وحده.[/FONT]
[FONT="]ولو صحت هذه النية لكان من المتعين زحلقة القسم الأول( في ترتيب ابن عباس) إلى مكان القسم الثاني، لتبدأ قاعدة الهرم من القسم الذي سماه " تفسير لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته" وهذه المسألة في نظرنا ذات غور يتجاوز المقتضى الجمالي الصرف:[/FONT]
[FONT="]فمن هم مصاديق المجموعة التي لا يعذر أحد منهم بجهالته![/FONT]
[FONT="]قد يقول بادي الرأي :[/FONT]
[FONT="]"العرب"[/FONT]
[FONT="]بسند أن الكلام قد سيق في معرض تفسير القرآن، والقرآن عربي ،فيترتب عنه أن التفسير شأن عربي محض!![/FONT]
[FONT="]بيد أن هذا الرأي ضعيف من وجهين:[/FONT]
[FONT="]أما –أولا- فلأنه يدخل اللغو في التقسيم كله، لأن ما لا يعذر أحد بجهالته مندرج بالضرورة في قسم ما تعرفه العرب من كلامها .[/FONT]
[FONT="]وأما -ثانيا- فلأن عبارة "لا يعذر أحد" اشتملت على نكرة في سياق النفي فتعم كل الناس ..ولا يصح أن يكون التعميم في العرب وحدهم بسبب الوجه الأول المذكور...أما التذرع بنية التأكيد فمعارض بالحمل على التأسيس وهو الأليق بكلام العقلاء.[/FONT]
[FONT="]وبناء على هذا التوجيه تبدو تراتبية التفسير على النحو الهرمي التالي:[/FONT]
[FONT="]1-ما يعرفه المسلمون أو كل الناس (لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته)[/FONT]
[FONT="]2-ما يعرفه العرب عامة من لغتهم[/FONT]
[FONT="]3-ما يعرفه الخاصة من العلماء[/FONT]
[FONT="]4-ما لا يعلمه إلا الله..[/FONT]
[FONT="]بقي الاعتراض ب"الشأن العربي في التفسير" فيُرد عليه ب"عموم الرسالة"! وإن الواقع لشاهد على أن الأعاجم- الذين لا يكادون يعرفون حرفا من العربية- يعلمون إجمالا أن القرآن حرم الزنا، وأن الصلاة مكتوبة عليهم ،وأن الجنة محرمة على المشركين ،وأن القرآن أنزله الله على عبده، وأن هذا العبد هو محمد رسول الله... وغيرها كثير مما ينطبق عليه مقولة" لا يعذر أحد بجهالته" أو عبارة "المعلوم من الدين بالضرورة ".[/FONT]
[FONT="]بقي في هذا الأثر إشكال المرتبة الرابعة:[/FONT]
[FONT="]" وتفسير لا يعلمه إلا الله"[/FONT]
[FONT="]فالتمسك بالمعنى الحرفي لكلمة "تفسير " يفضي لا محالة إلى المحال...فمقتضى الظاهر أن الله يفسر لنفسه وهذا التفسير مغيب عن المخلوقات لا يعلمه إلا الله!![/FONT]
[FONT="]ولا يقال إن هذا التفسير هو مابينه الله تعالى في كتابه ،إذ القرآن يفسر بعضه بعضا ،أو على لسان رسوله ،إذ السنة مبينة للكتاب، لأنا نقول عندئذ يكون التفسير معلوما لغير الله...[/FONT]
[FONT="]لا يستقيم الأمر إلا إذا جعلنا "المعنى" مكان "التفسير" فيؤول التصنيف إلى :[/FONT]
[FONT="]معنى تعرفه العرب من كلامها،[/FONT]
[FONT="]ومعنى لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته ،[/FONT]
[FONT="]ومعنى يعلمه العلماء ،[/FONT]
[FONT="]ومعنى لا يعلمه إلا الله.[/FONT]
[FONT="]لكن كيف يخلط ابن عباس بين المتباينين: المعنى والكشف عن المعنى (أي التفسير) ؟[/FONT]
[FONT="]ولو كان المقصود هو المعنى (لا التفسير) لكان مقام هذا الأثر هوعلم أصول الفقه لا علوم القرآن فتدبر![/FONT]
[FONT="]ثم ظهر لي أن حبر الأمة قد قصد التفسير وليس المعنى، لكن على وجه لا ينشأ عنه المحال الذي أشرنا إليه..وهذا بيانه:[/FONT]
[FONT="]لنلحظ أولا صنفا غائبا ،أو مسكوتا عنه، في النمذجة العباسية :[/FONT]
[FONT="] "أصحاب التفسير المردود" [/FONT]
[FONT="]وهم أولى بالذكر ،على قاعدة التعرف على الشر لاجتنابه، خاصة وأن حبر الأمة قد ابتلي بهم شخصيا، فقد ثبت عنه أنه ناظر الحرورية!![/FONT]
[FONT="]أفلا يكون قوله "وتفسير لا يعلمه إلا الله" تعريضا بهذا المنهج الفاسد الذي اقتحم مواضع لا ينبغي له أن يقربها![/FONT]
[FONT="]فيكون تأويل هذا القسم:[/FONT]
[FONT="]وتفسير مردود لأنهم طمعوا في تفسير ما لا يعلمه إلا الله...[/FONT]
[FONT="]إذا صح منا هذا التوجيه أمكن لنا أن ننظر إلى أثر ابن عباس من منظور أكثر شمولية فنرتب أقسامه على النحو التالي:[/FONT]
[FONT="]التفسير نوعان معروف ومنكر[/FONT]
[FONT="]أما المعروف فما لا يعذر أحد بجهله، وما تعرفه العرب من كلامها، وما يستنبطه العلماء .[/FONT]
[FONT="]أما المنكر فهو القول على الله بدون علم لأن تفسير ما لا يعلمه إلا الله كذب على الله بالضرورة..[/FONT]
[FONT="]فقد جاء في أثر لابن عباس أن التفسير على أربعة أوجه : "وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته ، وتفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعلمه إلا الله".[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]لعل عند ابن عباس في هذه النمذجة نية الترتيب التصاعدي( أو الهرمي) من الموسع إلى المضيق:[/FONT]
[FONT="]فمن تفسير عريض القاعدة يشغلها كل العرب، إلى تفسير أقل شيوعا هو تفسير الخاصة من العلماء، وانتهاء بتفسير ممتنع عن العامة والخاصة يختص بالله وحده.[/FONT]
[FONT="]ولو صحت هذه النية لكان من المتعين زحلقة القسم الأول( في ترتيب ابن عباس) إلى مكان القسم الثاني، لتبدأ قاعدة الهرم من القسم الذي سماه " تفسير لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته" وهذه المسألة في نظرنا ذات غور يتجاوز المقتضى الجمالي الصرف:[/FONT]
[FONT="]فمن هم مصاديق المجموعة التي لا يعذر أحد منهم بجهالته![/FONT]
[FONT="]قد يقول بادي الرأي :[/FONT]
[FONT="]"العرب"[/FONT]
[FONT="]بسند أن الكلام قد سيق في معرض تفسير القرآن، والقرآن عربي ،فيترتب عنه أن التفسير شأن عربي محض!![/FONT]
[FONT="]بيد أن هذا الرأي ضعيف من وجهين:[/FONT]
[FONT="]أما –أولا- فلأنه يدخل اللغو في التقسيم كله، لأن ما لا يعذر أحد بجهالته مندرج بالضرورة في قسم ما تعرفه العرب من كلامها .[/FONT]
[FONT="]وأما -ثانيا- فلأن عبارة "لا يعذر أحد" اشتملت على نكرة في سياق النفي فتعم كل الناس ..ولا يصح أن يكون التعميم في العرب وحدهم بسبب الوجه الأول المذكور...أما التذرع بنية التأكيد فمعارض بالحمل على التأسيس وهو الأليق بكلام العقلاء.[/FONT]
[FONT="]وبناء على هذا التوجيه تبدو تراتبية التفسير على النحو الهرمي التالي:[/FONT]
[FONT="]1-ما يعرفه المسلمون أو كل الناس (لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته)[/FONT]
[FONT="]2-ما يعرفه العرب عامة من لغتهم[/FONT]
[FONT="]3-ما يعرفه الخاصة من العلماء[/FONT]
[FONT="]4-ما لا يعلمه إلا الله..[/FONT]
[FONT="]بقي الاعتراض ب"الشأن العربي في التفسير" فيُرد عليه ب"عموم الرسالة"! وإن الواقع لشاهد على أن الأعاجم- الذين لا يكادون يعرفون حرفا من العربية- يعلمون إجمالا أن القرآن حرم الزنا، وأن الصلاة مكتوبة عليهم ،وأن الجنة محرمة على المشركين ،وأن القرآن أنزله الله على عبده، وأن هذا العبد هو محمد رسول الله... وغيرها كثير مما ينطبق عليه مقولة" لا يعذر أحد بجهالته" أو عبارة "المعلوم من الدين بالضرورة ".[/FONT]
[FONT="]بقي في هذا الأثر إشكال المرتبة الرابعة:[/FONT]
[FONT="]" وتفسير لا يعلمه إلا الله"[/FONT]
[FONT="]فالتمسك بالمعنى الحرفي لكلمة "تفسير " يفضي لا محالة إلى المحال...فمقتضى الظاهر أن الله يفسر لنفسه وهذا التفسير مغيب عن المخلوقات لا يعلمه إلا الله!![/FONT]
[FONT="]ولا يقال إن هذا التفسير هو مابينه الله تعالى في كتابه ،إذ القرآن يفسر بعضه بعضا ،أو على لسان رسوله ،إذ السنة مبينة للكتاب، لأنا نقول عندئذ يكون التفسير معلوما لغير الله...[/FONT]
[FONT="]لا يستقيم الأمر إلا إذا جعلنا "المعنى" مكان "التفسير" فيؤول التصنيف إلى :[/FONT]
[FONT="]معنى تعرفه العرب من كلامها،[/FONT]
[FONT="]ومعنى لا يعذر أحد [/FONT][FONT="]بجهالته ،[/FONT]
[FONT="]ومعنى يعلمه العلماء ،[/FONT]
[FONT="]ومعنى لا يعلمه إلا الله.[/FONT]
[FONT="]لكن كيف يخلط ابن عباس بين المتباينين: المعنى والكشف عن المعنى (أي التفسير) ؟[/FONT]
[FONT="]ولو كان المقصود هو المعنى (لا التفسير) لكان مقام هذا الأثر هوعلم أصول الفقه لا علوم القرآن فتدبر![/FONT]
[FONT="]ثم ظهر لي أن حبر الأمة قد قصد التفسير وليس المعنى، لكن على وجه لا ينشأ عنه المحال الذي أشرنا إليه..وهذا بيانه:[/FONT]
[FONT="]لنلحظ أولا صنفا غائبا ،أو مسكوتا عنه، في النمذجة العباسية :[/FONT]
[FONT="] "أصحاب التفسير المردود" [/FONT]
[FONT="]وهم أولى بالذكر ،على قاعدة التعرف على الشر لاجتنابه، خاصة وأن حبر الأمة قد ابتلي بهم شخصيا، فقد ثبت عنه أنه ناظر الحرورية!![/FONT]
[FONT="]أفلا يكون قوله "وتفسير لا يعلمه إلا الله" تعريضا بهذا المنهج الفاسد الذي اقتحم مواضع لا ينبغي له أن يقربها![/FONT]
[FONT="]فيكون تأويل هذا القسم:[/FONT]
[FONT="]وتفسير مردود لأنهم طمعوا في تفسير ما لا يعلمه إلا الله...[/FONT]
[FONT="]إذا صح منا هذا التوجيه أمكن لنا أن ننظر إلى أثر ابن عباس من منظور أكثر شمولية فنرتب أقسامه على النحو التالي:[/FONT]
[FONT="]التفسير نوعان معروف ومنكر[/FONT]
[FONT="]أما المعروف فما لا يعذر أحد بجهله، وما تعرفه العرب من كلامها، وما يستنبطه العلماء .[/FONT]
[FONT="]أما المنكر فهو القول على الله بدون علم لأن تفسير ما لا يعلمه إلا الله كذب على الله بالضرورة..[/FONT]