بهجة الرفاعي
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كلمة النصارى قبل مجيء البينة في حد ذاتها تأخذ معنى الذم (الضالون)أو تاخذ معنى المدح(المسلمون) ، بحيث أن الصفات و الافعال التي بني عليها الإسم (أي ما نصروه) هو الذي يحدد أي معنى من المعنيين أصح، فهي تصنف إلى نوعين:
١.النوع الأول و هو النوع المذموم : هم النصارى الذي نصروا الباطل و قالوا إن المسيح ابن الله فهم يتميزون ب:
١.١دينهم ليس الإسلام:
{*{وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَ ٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡۖ یُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِن قَبۡلُۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ}
[التوبة:30].
١.٢ملتهم ليست ملة إبراهيم
*{ {{وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَىِٕنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِی جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ}}}[البقرة 120].
******************************************************
٢. النوع الممدوح هم النصارى الذي نصروا الحق و دينهم هو الاسلام و يتميزن عن غيرهم ب:
٢.١ نصر الحق هو من صفاتهم
{*{فَلَمَّاۤ أَحَسَّ عِیسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِیۤ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ}}
[آل عمران:52]
٢.٢ دين الإسلام هو دينهم.
*قال الله تعالى: *{{{{وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ}} }}[آل عمران:52].
إن هذه الفئة الممدوحة من الله تعالى آمنوا بالله و باليوم آخر و قد وعدهم الله تعالى بمغفرة و أجر عظيم و هم المعنيين في آيتين التاليتين:
*﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔینَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة:62].
*{{إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَادُوا۟ وَٱلصَّـٰبِـُٔونَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ}}
[المائدة:69].
فالصفة التي كانت تتحلى بها النصارى و ميزتهم عن النوع المذموم هي صفة أوجبها الله تعالى على الذين آمنوا أن يتحلون بها، قوله تعالى :
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ