كلام للرازي في تفسيره عن فصاحة وبلاغة القرآن

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,299
مستوى التفاعل
115
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
١. فصاحة العرب أكثرها في وصف مشاهدات مثل وصف بعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة، أو وصف حرب أو وصف غارة، وليس في القرآن من هذه الأشياء شيء فكان يجب أن لا تحصل فيه الألفاظ الفصيحة التي اتفقت العرب عليها في كلامهم.


٢. أنه تعالى راعى فيه طريقة الصدق وتنزه عن الكذب في جميعه، وكل شاعر ترك الكذب والتزم الصدق نزل شعره ولم يكن جيدا، ألا ترى أن لبيد بن ربيعة وحسان بن ثابت لما أسلما نزل شعرهما. ولم يكن شعرهما الإسلامي في الجودة كشعرهما الجاهلي، وأن الله تعالى مع ما تنزه عن الكذب والمجازفة جاء بالقرآن فصيحا كما ترى.


٣. الكلام الفصيح والشعر الفصيح إنما يتفق في القصيدة في البيت والبيتين. والباقي لا يكون كذلك، وليس كذلك القرآن لأنه كله فصيح بحيث يعجز الخلق عنه كما عجزوا عن جملته.


٤. أن كل من قال شعرا فصيحا في وصف شيء فإنه إذا كرره لم يكن كلامه الثاني في وصف ذلك الشيء بمنزلة كلامه الأول. وفي القرآن التكرار الكثير ومع ذلك كل واحد منها في نهاية الفصاحة ولم يظهر التفاوت أصلا.


٥. أنه اقتصر على إيجاب العبادات وتحريم القبائح والحث على مكارم الأخلاق وترك الدنيا واختيار الآخرة، وأمثال هذه الكلمات توجب تقليل الفصاحة.


٦. أنهم قالوا: إن شعر امرئ القيس يحسن عند الطرب وذكر النساء وصفة الخيل، وشعر النابغة عند الخوف، وشعر الأعشى عند الطلب ووصف الخمر، وشعر زهير عند الرغبة والرجاء، وبالجملة فكل شاعر يحسن كلامه في فن فإنه يضعف كلامه في غير ذلك الفن. أما القرآن فإنه جاء فصيحا في كل الفنون على غاية الفصاحة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته جزاكم الله تعالى خيرا الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري المشرف العام
قال الرازي رحمه الله تعالى: ( فصاحة العرب أكثرها في وصف مشاهدات مثل وصف بعير أو فرس أو جارية أو ملك أو ضربة أو طعنة، أو وصف حرب أو وصف غارة، وليس في القرآن من هذه الأشياء شيء فكان يجب أن لا تحصل فيه الألفاظ الفصيحة التي اتفقت العرب عليها في كلامهم )
1- فصاحة العرب في أمور أخرى لم يذكرها وأهمها في نظري تأملاتهم عن الحياة الدنيا وإزدرائهم لها كقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ ) ، وكذلك أقوال وشعر قس بن ساعدة وأمثاله .
2- ( وليس في القرآن من هذه الأشياء شيء ) هذا القول لا يصح بل وصف القرآن الكريم ما ذكره قال تعالى: ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) ) الغاشية ، وكذلك في وصف الفرس وملك سليمان عليه الصلاة
والسلام ، ووصف أحداث معركة بدر وأحد والخندق وغيرها .
3- والغريب قوله : ( فكان يجب أن لا تحصل فيه ...) يجب على من ؟ إذا كان يقصد القرآن الكريم فهو قول الله تعالى والوجوب عليه سبحانه وهذا الكلام
لا يجوز بحق خالق السموات والأرض تعالى الله عما يقول ، والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري يرجى توضيح أين ذكر الرازي رحمه الله تعالى أقواله في تفسيره وجزاكم الله تعالى خيرا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد جزى الله تعالى خيراً الأخوة العلماء في موقع إسلام ويب بإجابتهم لإحد السائلين الذي سأل : هل يوجد ما أحذر
منه أثناء قراءتي لتفسير الرازي ؟
الجواب :
( فإن الرازي رحمه الله تعالى من أئمة الأشاعرة وعلماء الكلام الذين جانبوا منهج أهل السنة والجماعة في كثير من أبواب الاعتقاد، ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرازي وأمثاله: أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاة ، ولقد تصدى له رحمه الله في كتابه" بيان تلبيس الجهمية" وبين أحواله وتناقضه وقواعده التي أسس عليها بنيانه ، وهي أوهن من بيت العنكبوت ، كما خصص له جزءاً كبيراً من كتابه " درء تعارض العقل والنقل"وأما تفسير الرازي فإنه يعتبر مرجعاً كبيراً في علم الكلام عموماً وفي العقيدة الأشعرية خصوصاً، ثم إنه انشغل بذكر أقوال المعتزلة المذمومة والرد عليها، إلا أن رده لم يكن كافياً ولا شافياً، فقد قال الحافظ ابن حجر ـ كما في " لسان الميزان": وكان يعاب بإيراد الشبهة الشديدة، ويقصر في حلها، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبهة نقداً ويحلها نسيئة ، اهـ. وأورد ابن حجر في : لسان الميزان" أيضاً عن الرازي في تفسيره أنه: يورد شبهات المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الوهاء. اهـ )
ومعنى قولهم : ( يورد الشبهة نقداً ويحلها نسيئة ) أي: يذكر الشبهة بوضوح تام ، ويرد عليها بغموض وبقلة علم .
ومن الأفضل عدم الإنشغال به وبأقواله ، فإيراد أقوال أهل التفسير من المعتبرين من أهل السنة والجماعة أولى والله تعالى أعلم .
 
 
عودة
أعلى