كلام شيخ الإسلام حول الرجوع الى تفسير السلف

الان عثمان

New member
إنضم
13/01/2012
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
43
الإقامة
السليمانية
بسم1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله و أصحابه الى يوم الدين , أما بعد
فهذه نقولات من نفائس كلام شيخ الإسلام حول الرجوع الى تفسير السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله .

1- قال رحمه الله الفتاوى(243/13): ( وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ).

2- وقال في (مقدمة التفسير) :
( من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئاً في ذلك، بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً .

3- وقال (380/13) وَأَمَّا إنْ أَرَادَ بِإِجْرَائِهِ عَلَى الظَّاهِرِ الَّذِي هُوَ الظَّاهِرُ فِي عُرْفِ سَلَفِ الْأُمَّةِ لَا يُحَرِّفُ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَلَا يُلْحِدُ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ بِمَا يُخَالِفُ تَفْسِيرَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ؛ بَلْ يَجْرِي ذَلِكَ عَلَى مَا اقْتَضَتْهُ النُّصُوصُ وَتَطَابَقَ عَلَيْهِ دَلَائِلُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَجْمَعَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ فَهَذَا مُصِيبٌ فِي ذَلِكَ وَهُوَ الْحَقُّ. وَهَذِهِ جُمْلَةٌ لَا يَسَعُ هَذَا الْمَوْضِعُ تَفْصِيلَهَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
إليكم نقولات من جواب الإعتراضات المصرية على الفتيا الحموية.
(وبالمناسبة إن في هذا الكتاب على صغر حجمه و قلة صفحاته من القواعد والبراهين يعيننا على فهم كتاب الله سبحانه
وقال
4- (... فمن لم يأخذ معاني الكتاب والسنة من الصحابة التابعين ومن أخذ عنهم لم يكن له طريق أصلا إلا ما يَرِدُ عليه من الآفات أضعافُ ما يرد على هذا الطريق , فلا يجوز له ترجيح غيرها عليها فيكون أحد الأمرين لازما له :
إما أن يستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير.......إلى أن قال
وإما أن يعرض عن ذلك كله ولا يجعل للقرآن معنى مفهوما وقد قال تعالى:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فلا يعقله,
وقال (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) فلا يتدبره ,
وقال (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فلا يتدبر ولا يتذكر
وقال (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) فلا يكون من العالمين العاقلين لها.
وإذا سلك هذا استطار شرره وتعدّى ضرره فيلزم تعطيل معاني الكتاب والسنة و فتورُ الرسالة , إذ الرسول الذي لم يبين بمنزلة عدم الرسول , والكلام الذي بلَغه الرسول ولم يعقل معناه يدخل في حد الأصوات المسموعة التي ليس فيها حروف مبيِّنة للمعاني وقد ذم الله تعالى في كتابه من كان حاله هكذا وجعلهم كفارا بمنزلة الأموات وحمد من سمع كلامه فعقله ووعاه وجعل ذلك صفة المؤمن الحي فقال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )
وقال تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
وقال رحمه الله ....(( وإذا كان من عدل عما فسّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون القرآنَ فأخذ الأمرين لازم له: إما أن يعدل إلى تفسيره بما هو دون ذلك , فيكون محرف للكلم عن مواضعه , وإما أن يبقى أصمَّ أبكم لا يسمعُ من كلام رسوله إلا الصوت المجرد الذي يَشرَكه فيه البهائم ولا يعقله. وكل ذهين الأمرين باطل محرم, ثبت تعيّنُ الطريقة النبوية السلفية وبطلان الطريقة التحريفية والأمّيّة, فالتحريفية لها الجهل المركب والكفر المركب, والأمية لها الجهل البسيط والكفر البسيط)) .( ص 20)
وقال رحمه الله :
((... فهذه أربعة أمور ذمها الله تعالى:
1- تحريف ما أنزل الله,
2- وكتمانه
3-وكتابة ما ينسب إليه مما يخالفه,
4- والإعراض عن تدبر كلامه.
فمن الناس من يجمع الأربعة وهمرؤوس أهل البدع وأئمتهم الذين وضعوا مذاهب تخالف الكتاب والسنة وجعلوها من دين الله وأصول الدين وفروعه التي أوجب الله قولها واعتقادها.... ) (ص22)
وقال:
5- ومما يجب أن يعلم أن من أعظم أبواب الصد عن سبيل الله وإطفاء نور الله والإلحاد في آيات الله و إبطال رسالة الله دعوى كون القرآن لا يفهم معناه, ولا طريق لنا إلى العلم بمعناه, أو لا سبيل إلى ذلك إلا الطرق الظنية .
ولهذا يسلك هذا الطريق من نافق هنا من المتكلمة والمتفلسفة ونحوهم, فإنهم إذا انسدَّ عليهم باب الرسالة والأخذ منها رجع كل منهم إلى ما يوحيه الشيطان إليه,
إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ .
6- ثم إن القرآن إما أن يحرفوه , فيكونون في معناه منافقين , يظهرون الإيمان بلفظه وهم بمعناه كافرون, وإما أن يعرضوا عن معناه فيكونوا به كافرون كما قال تعالى:
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿123﴾ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿124﴾قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً﴿125﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى.

7- والنسيان تركها والإعراض عنها وكذلك ترك استماعها وترك تدبرها وفهمها وترك الإيمان بها والعمل بها, كل ذلك من نسيانها . وقراءة مجرد حروفها وحفظه واستماع مجرد صوت القاريء بها لايمنع النسيان المذموم, فلابد من الإيمان الذي يتضمن معرفتها والعمل بها , وهذا إن لم يكن واجبا على كل أحد في كل آية على سبيل التفصيل ,لكن الإيمان بالله أوجب مجموع هذا على مجوع الأمة . (ص 24, 25 و الترقيم مني ليسهل النقل منها)
وللنقل من الكتاب بقية أعانني الله على كتابته ونقله من المطبوع (ط دار عالم الفوائد)وجعله خالصا لوجه وصلى الله وسلم على نبيه وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
رحمه الله فلقد كان حقا وصدقا مجدد بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
لعله يقصد هنا، أخي العزيز، ما يتعلق بنقل مصدق عن المعصوم، لا ما يرتبط بقول عليه دليل معلوم لأن القرآن صالح لكل زمان ومكان، وإذا كان القرآن كائن حي لا مادة متحفية فإن التفاسير ستتجدد مع تجدد أحوال المعاش وإستطرادات المعارف. إن قضايا الإيمان وقضايا الغيب والإنسان أشياء ثابته، وهذا لا ينطبق على محيط الإنسان ولا معارفه.

المهم أن نتخذ الحيطة والحذر في مثل هذه النقولات ونضع جزئيات المنقولات في كلياتها لكيلا نقول دون أن نشعر بتاريخية القرآن.

جزاك الله خيرا.
 
لعلك أخي ما فهمت كلامه رحمه الله , أعذرني لأنك من الأول مدحت شيخ الإسلام لكن بعدها بكلمات رميت بقذيفات و صواريخ ما تهدم علم السلف.
وأحسن واليق بكتابة في منتدى تعني بشؤون القرآن والتفسير أن نشتغل بنقل تفاسيرهم بدلا من إهمال ما علمونا
قل لي بربك : ما معنى كلامك هذا " لا ما يرتبط بقول عليه دليل معلوم" ؟
ما يتعلق :"بنقل مصدق عن المعصوم" , هل تؤمن أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس بالفقه في الدين واستجاب الله دعاءه يقينا ،ويأتي ابن عباس بتفسير لآيات ولا ينكرها عليه أحد من الصحابة و يأتي معاصر لا يفهم أي شيء من علم الحديث والتفسير و يفسر آيات من الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه الكرام وهم قرأوه بين يديه وجمعوه وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم و لا فهمه الصحابة والتابعون وفهمه هؤلاء الدكاترة في علوم الفيزياء والكيمياء و علم الجيولوجيا ويفسر كلام ربنا بالنظريات الكيمياء والفيزياء والتقسيم والضرب ؟!
وكثيرا ما نسمع من المفسرين المتأخرين يقولون " ما لنا دليل عن معصوم " يعني أن الآيات القليلة التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم فقط تأخذ تفسيرها؟ فمن نقلها لنا؟ أليس هم الصحابة ؟ فإذا أئتمنوا لنقل أخباره و سننه وأيامه و شهد لهم النبي بذلك , فما يمنعهم من أن يفسروا القرآن بأمانة ؟ بل هل يجتريء أحد أن ينسب اليهم تفسير القرآن برأيهم لا بما علموه من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
إن لم يكن هذا تعالي على الصحابة اولتابعين فما هي التعالي يا أخي الغالي؟
إن الصحابة و التابعون الذين فهم شيخ الإسلام كلامهم ودافع عن تفاسيرهم و كتبه مليئة بالدفاع عنهم و نصرة آثارهم وسننهم هم الذين بلغونا هذا القرآن , أفيعقل أن يكون في هذا العصر بزعمك يأتي من هو أفهم منهم للقرآن ؟

قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1-240) عن تفسير الصحابة : هم أعلم الأمة بمراد الله عز و جل من كتابه فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة وقد شاهدوا تفسيره من الرسول صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل . ا.هـ
" القرآن صالح لكل زمان ومكان" ، لكن بفهم سلف الأمة لا بفهم المتأخر لا سيما المؤل المحرف للكلم عن مواضعه .
وصفك للقرآن بهذا الوصف لا ينبغي , فهو كلام الله يعني وحي من الله فوصفه بعبارات الغير اللائقة به جرأة غير محمودة.
فإن التفاسير ستتجدد (ليس كذلك يا أخي ) ولا مجال للعقلانيين هنا لكي أقول لك نعم تتجدد لهم , فإن تفاسير السلف من خير القرون ثابتة باتفاق أهل السنة ولا أعلم منازع إلا من جهل مكانة السلف .
وكلامك " المهم أن نتخذ الحيطة والحذر في مثل هذه النقولات ونضع جزئيات المنقولات في كلياتها لكيلا نقول دون أن نشعر بتاريخية القرآن" هنا يناقض ما كتبتَه أولا من مدح شيخ الإسلام ومردود .واستعمال هذه العبارة " بتاريخية القرآن " لا يليق بأي شكل ولا يجد مكانا في المجال العلم الشرعي.
أقصد العقيدة الإسلامية مستمدة من القرآن والسنة بفهم سلف الأمة .فمن يكن لنا سلف ,إن لم يكن الصحابة والتابعون . هم نقلوا لنا القرآن والسنة بأمانة كما دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم واستجيب دعاؤه يقينا و وَعوها كما سمعوها منه صلى الله عليه وسلم و شهد لهم التابعون ومن تبعهم بإحسان الى يومنا هذا , أفنكون عقلاء أن نقول هم حملوها وجهلوها و نحن نأخذها بعد أربعة عشر قرنا تلقيا ونقلا , لكننا نفهمه ونفسره أحسن مما فسروها و فهموها ؟؟؟
إن هذا المذهب من أشنع المذاهب في تفسير القرآن و أخطره لإسقاط علم السلف و تفضيل علم الخلف , أرجو التنبه لهذا فهو مسلك سلكه كثير من المتأخرين و لا عبرة بقول من خالف اجماع الصحابة فما بالك بمن جاء في عصور متأخرة!
 
لا أختلف معك أخي الان عثمان لأن "تفسير" السلف خير تفسير في الأمور الثابتة لأن القرآن نزل بلغتهم، وأما في الأمور المتغيّرة فتفسيرهم صالح في زمانهم وبمعهودهم، وكي أعطي لك مثالا، أقول لك إقرأ في تفسير {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} حيث إستنبطوا من تفسيرها أن الرّكوبَ أفضل ُمن الرّميِ. وفهم السلف من (تحرير الرقبة) هو عتق المملوك، وفي حاضرنا ليس هناك مملوك بالمعهود القديم، ولكن مملوكين بمفهوم آخر مثل 115 مليون طفل يتم إستغلالهم وهم يخضعون لهذا بسبب أو آخر (Child labour).

ثم إن تجديد إبن تيمية رحمه الله منه ما هو خاص بزمانه ومنه ما هو عام، فأما الخاص فما يتعلق بأمور كانت تخص الظروف التي عاش فيها هو بين مؤولة في الشام، ومتصوفة في مصر وباطنية اختلطت صفوف (من أسلم من) المغول. وأما في حاضرنا فليس هناك مشكلة تأويل الصفات وطبيعة حروف القرآن والظاهر والباطن إلا في حدود ضيقة بين طلبة العلم أو في مجال خاص مصبوغ بالتراث الثقافي أكثر من إرتباطه بالتعبّد الديني، حين أن مشاكل أخرى ظهرت في الساحة لها إرتباطات باللغة المتداولة والسياسة والمجتمع مثل تاريخية أو تاريخنية القرآن و الباطنية العصرانية في التوجهات العَلمانية الخـ.
 
خير الأمور الوسط فإهمال تفسير السلف ومقولاتهم واستدلالاتهم خطأ عظيم بلا شك وجهل بأصول علمية معتبرة وقواعد عامة ليست اساسية في التفسير فحسب بل في كافة العلوم بلا استثناء وهي في التفسير اوجه وآكد، كما أن الاكتفاء بما في كتب التفسير والتعامل معها كأنها في نفس منزلة الوحي بدون اعمال العقل ومقارنة الاقوال ودراستها واستنباط ما يظهر لطالب العلم وفق ما يراه من معطيات ، فكتب التفسير تحوي جل فروعه المختلفة فأما الثابت بالوحي فلا مناص عن الوقوف عند حدود ما فُسِّر بنص نبوي واما سواها فتبعاً لقواعد الاستنباط بدون الحاد في آيات الله او انحراف عن منهج وعقيدة السلف الصالح والله اعلى وأعلم
 
التعقيب من الأخ شايب و التوسط من الأخ الغامدي يحتاج الى الرد ايضا لكني احيلكما الى ما كتبه العلماء :

قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (6/ 398_ 404) :" قال الشيخ أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي الشافعي ، في كتابه الذي سماه ( الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لأهل البدع والفضول ) ذكر فيه الأئمة الأثني عشر المتبوعين في العلم ، وهم : الشافعي ومالك وسفيان الثوري وأحمد ابن حنبل والبخاري وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد وإسحاق بن راهويه ، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان .

وقد ذكر في ترجمة سفيان بن سعيد الثوري أنه سئل عن قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : علمه .

ثم ذكر في أثناء الترجمة : (( فإن قيل فقد منعتم من التأويل ، وعددتموه من الأباطيل ، فما قولكم في تأويل السلف ؟ وما وجهه ؟ نحو ما يروى عن ابن عباس في معنى ( استوى ) : استقر ، وما رويتم عن سفيان في قوله ( وهو معكم ) قال علمه

الجواب : قلنا لعلتين لا ثالث لهما ، على أن الجواب عن السؤال أن يقال : إن كان السلف صحابياً فتأويله مقبول متبع ، لأنه شاهد الوحي والتنزيل ، وعرف التفسير والتأويل ، وابن عباس من علماء الصحابة وكانوا يرجعون إليه في التأويل ، وكان يقول أنا من الراسخين في العلم ، إذ كان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ظهراني الأئمة الأربعة ، وسائر المشايخ من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يدأب ليلاً ونهاراً في البحث والتسآل عن النساء والرجال الذين عرفوا تأويل ما لم يعرفه في صغره ، وشاهدوا تنزيل ما لم يشاهده في حاله من كبره ، وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة التأويل ، وكان رديفاً له فقال : ( اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين )
وكان لعمر مجلسان في كل يوم ، مجلس لكبار الصحابة ومشايخهم ، ومجلس لشبانهم وكان يأمر ابن عباس أن يحضر مع كبار الصحابة مجلسه ، فكانت إذا ألقيت عليهم مسألة يجيبون فيها ، قال لابن عباس : (( غص يا غواص دس يا دواس )) ، إذا أجاب ابن عباس بجواب صوبه وقرره .

وإذا تقرر أن تأويل الصحابة مقبول فتأويل ابن عباس أولى بالاتباع والقبول ، فإنه البحر العباب وبالتأويل أعلم الأصحاب ، فإذا صح عنه تأويل الاستواء بالاستقرار وضعنا له الحد بالإيمان والتصديق "

أقول : استحضر هذا الجليل في كل أثر غيبي يمر بك عن صحابي ، واستحضره عند نظرك في أثر ابن عباس ( الكرسي موضع القدمين ) وأثره في كبس الأرض على ظهر الحوت وأثره في تفسير الهم الوارد في سورة يوسف وأثره في أن إبليس من الملائكة وغيرها

ومسلك الكرجي هو مسلك الكبار مع الكبار

قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 702 - حدثنا أحمد بن قاسم ، وسعيد بن نصر قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ ، نا محمد بن إسماعيل الترمذي ، نا نعيم ، نا ابن المبارك ، أخبرنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي أمية الجمحي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن من أشراط الساعة ثلاثا إحداهن أن يلتمس العلم عند الأصاغر » قال نعيم : قيل لابن المبارك : من الأصاغر ؟ قال : « الذين يقولون برأيهم ، فأما صغير يروي عن كبير فليس بصغير » وذكر أبو عبيد في تأويل هذا الخبر عن ابن المبارك أنه كان يذهب بالأصاغر إلى أهل البدع ولا يذهب إلى السن ، قال أبو عبيد : وهذا وجه ، قال أبو عبيد : والذي أرى أنا في الأصاغر أن يؤخذ العلم عمن كان بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك أخذ العلم عن الأصاغر

وقال الكرجي بعد الكلام السابق نقله :" فأما إذا لم يكن السلف صحابياً نظرنا في تأويله فإن تابعه عليه الأئمة المشهورون ، من نقلة الحديث والسنة ، ووافقه الثقات الأثبات تابعناه ، وقبلناه ووافقناه فإنه وإن لم يكن إجماعاً حقيقة إلا أن فيه مشابهة الإجماع ، إذ هو سبيل المؤمنين وتوافق المتقين الذين لا يجتمعون على ضلالة ، ولأن الأئمة لو لم يعلموا ذلك عن الرسول والصحابة لم يتابعوه عليه "



قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص88 :" نحن نقول إنه ليس بمنكر أن يخالف ابن الحنفية ابن عباس ويخالف علي عمر وزيد بن ثابت ابن مسعود في التفسير وفي الأحكام وإنما المنكر أن يحكوا عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرين مختلفين من غير تأويل فأما اختلافهم فيما بينهم فكثير فمنهم من يعمل على شيء سمعه ومنهم من يستعمل ظنه ومنهم من يجتهد رأيه ولذلك اختلفوا في تأويل القرآن وفي أكثر الأحكام غير أن ابن عباس قال في الحجر بقول سمعه: ولا يجوز غير ذلك لأنه يستحيل أن يقول كان أبيض وهو من الجنة برأي نفسه "

فهنا ابن قتيبة يجزم بأن أثر ابن عباس الموقوف في الحجر الأسود له حكم الرفع لأنه يستحيل أن يقول في هذه المسألة الغيبية برأي نفسه

وأزيد أنه يستحيل أن يأتي بخبر لا يصدق ولا يكذب كالاسرائيليات ثم يجزم بها ويتكلم بها معتقداً باثاً لذلك بين المسلمين

وقال الحافظ في العجاب في بيان الأسباب (1/340) :" وكيف يجزم بأن الذي ورد من ذلك إنما هو من افتراء اليهود مع أن عليا وابن عباس وابن عمر و غيرهم ثبت عنهم الإنكار على من سأل اليهود عن شيء من الأمور "

قال البخاري في صحيحه 7522 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ كُتُبِهِمْ وَعِنْدَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ أَقْرَبُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ

قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد (1/231) :" والعجيب أني رأيت بعض المتأخرين يحذرون الطلبة من تفسيره _ يعني تفسير الطبري _ ، لأنه مملوء على زعمهم بالإسرائيليات، ويقولون: عليكم بـ"تفسير الكشاف" للزمخشري وما أشبه ذلك، وهؤلاء مخطئون، لأنهم لجهلهم بفضل التفسير بالآثار عن السلف واعتزازهم بأنفسهم وإعجابهم بآرائهم صاروا يقولون هذا"
استفدته من كتابة أخي عبدالله الخليفي شبكة الورقات السلفية
 
أخي ألـان عثمان أهلا بك وحيّاك الله ،،

أظن أن ما قلته أنا في غير حاجة إلى رد إذ أني لا أختلف معك ولم أضع 'شبهة' أو سؤال. لكن ربما يحسّن كلامي تعليق ما ووضع تعليق بالإحالة إلى أقوال المتقدّمين لا يجدي نفعا في السيّاق بسبب إشارتي إلى أمور و قضايا مستجدّة وحديثة. أضف إلى هذا أن المتقدمين إشتغلوا في صناعة التفسير بالمأثور وفق مناهج علمية أبدعوها فأنتجوا و لكن هذه المنتوجات أصبحت الآن هي بدورها في حاجة إلى تفسير و لتفسيرها لابد من تحليل أصول المنتوج ومناهجه ذلك لأن هذه الأصول والمناهج أصبحت نصا مثلما أن المنتجات أيضا نصوص و كل هذه النصوص مرت عليها عصور وكل عصر بتحديّاته وظروفه ومشاكله. إن مشكلة عصرنا نحن هي الفتنة المفهومية و ما يتبع هذه الفتنة من تغيير كبير في (الفرق والردود) مثلا، وأنا أذكر هذا المثال لأنك أشرت إلى تفسير عقائدي لمعية الله لتبرر حاجة الرجوع إلى تفسير السلف وبهذا أنت مشتغل الآن بتاريخ الفرق والردود لا بفقه الفرق والردود. هذا الفرق سيتضح لك عند مقارنة مفهوم (التقريب) في تلك العصور و (التقريب) في عصرنا فالتقريب القديم له مقدماته وأسبابه الخاصة، و يمكن ترجمة ذاك التقريب - في سياق التفسير العقائدي بعد ظهور الكلام و الفرق - بالحدثنة وأعني حدثنة المعتقدات الكلامية والإشراقية (التي يخلّطها كثير من الباحثين بالتصوف) في معية الله لتكون موافقة لمعتقد (أهل الحديث) أو العكس، بينما التقريب في عصرنا نحن يمكن ترجمته بالأسلمة و أعني أسلمة نظريات و مناهج تفسير و تحليل النص إضافة لفقه اللغة و فلسفتها وعلومها إذ أن مقدمات و أسباب التقريب في هذا العصر تتميز بخصائص أخرى مختلفة تماما و أدت إلى ظهور فرق و فكرانيّات أخرى.
 
عودة
أعلى