كلام شيخنا الفاضل الدكتور: أيمن رشدي سويد-حفظه الله- عن قراءة القرآن الكريم بالمقامات

إنضم
2 ديسمبر 2007
المشاركات
115
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائرالعاصمة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:

يقول شيخنا الفاضل الدكتور أيمن:

أقول أنا خادم القرآن الكريم أيمن سويد وبالله التوفيق: قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية بدعة لا أصل لها في الدين، وهو علم فارسي الأصل يستعمل في الغناء والإنشاد، وله موازن تتعارض تماما مع موازين الأداء القرآني، وحكم قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية دائر بين الكراهة إن حصلت المحافظة على أحكام القراءة ولا يكاد يوجد هذا، وبين الحرمة إن حصل الإخلال بها وهو الغالب على القارئين بالمقامات الموسيقية، ولا يغرنكم العبث بالقرآن الكريم الذي نشاهده على قناة الفجر التي انحرفت عن مسارها لتجني الأرباح بالباطل عن طريق رسائلsms.
جزى الله من ساهم بنشر هذا الكلام بين طلاب العلم حتى يعلم الناس حقيقة هذه المهزلة.


انتهى كلامه وفقه الله ورعاه.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي :أبو عبد الله العاصمي على نقلك لهذه الفتوى العزيزة في مثل هذا الوقت الذي اغتر الناس بل وحتى بغض الملتزمين بهؤلاء القراء بالمقامات المبتدعة
والله المستعان
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي :أبو عبد الله العاصمي على نقلك لهذه الفتوى العزيزة في مثل هذا الوقت الذي اغتر الناس بل وحتى بغض الملتزمين بهؤلاء القراء بالمقامات المبتدعة
والله المستعان

أولاً: المقامات في ذاتها ليست مبتدعة، أما الالتزام بالمقام هو المبتدع.
ثانياً: هل هناك دليل على تحريم الالتزام بالمقام؟
أرجو الإفادة
 
جزاك الله خيراً شيخنا العاصمي على هذا النقل المفيد ، ولقد ضاق صدري كثيراً لما رأيته في هذه القناة.

لقد اعتنى أئمّتنا بالقرءان اعنناءً لا مثيل له من حيث الأداء والرسم والتفسير وعدّ الآي ، ولا يمكننا أن نسبقهم في هذا الاعتناء والحرص أبداً ، وما ثبت عنهم أنّهم اعتنوا بهذه المقامات والنغامات إلى هذه الدرجة مع أنّهم اكتفوا بتحسين أصواتهم ما استطاعوا من غير غلوّ وطغيان.

أسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا العلامة أيمن على هذا التنبيه والتحذير وأن يحفظه من كل مكروه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
 
أولاً: المقامات في ذاتها ليست مبتدعة، أما الالتزام بالمقام هو المبتدع.
ثانياً: هل هناك دليل على تحريم الالتزام بالمقام؟
أرجو الإفادة

كيف تورد السؤال في ثانيا، بعد ما قررت أولا أن الالتزام بهذه المقامات "المحدثة" هو المبتدع، فـ"ـكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"
 
السلام عليكم
هذه مسألة خلافية ولا ينكر الخلاف إلا من لم يطلع علي أقوال الأئمة قديما من أمثال الشافعي والنووي وابن حجر وغيرهم .

وقرأت كتاب د / أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في مسألة المقامات ووجدتُ فيه عدم الإنصاف وخاصة في الإكثار من أقوال من قالوا بالتحريم ، ولم يورد إلا قلة قليلة من أقوال القائلين بالجواز . مع أن القائلين بالجواز جهابذة

وأيضا قد أجاب علي شبهة أو شبهتين وترك بقية الأدلة دون جواب ..فتأمل أيها المنصف .

وهناك فرق بين المبالغات وبين أصل المسألة مع التزام القواعد .

أما القول بأن القواعد لا وجود لها مع المقامات فكلام عار عن الصحة ، والتسجيلات القديمة والحديثة المرتلة تثبت خلاف ذلك . والله أعلم
والسلام عليكم
 
أخي عبد الحكيم ، لسنا بصدد التحدّث عن أصل المسألة لأنّ القراءة بالمقامات والنغمات مع الإخلال بالأحكام لا شكّ أنّه محرّم وهذا محلّ اتفاق بيننا فيما أعتقد وإنّما المشكلة في الاعتناء ودراسة هذه المقامات وتتبعّها وضبطها وجعلها كمادّة مستقلّة و رسميّة وعلم من علوم الشريعة. وهذا الاهتمام والاعتناء لو استمرّ على هذه الصفة سيطغي يوماً ما على الإتقان والدراية وسيجانب السبيل الذي سطّره أئمّتنا للبلوغ إلى الصورة المثالية التي أرادوها للقارئ والمقرئ. وقد رأينا في هذه القناة أهمال المتنافسين لأحكام التجويد ، وزادت دهشتي عندما رأيت أحد المتنافسين يأتي بالنغمة لوحدها ثمّ يطبّقها على التلاوة. أليست هذه مصيبة ؟ لو قام ابن الجزري والداني من قبرهما وشاهدا هذا المشهد فكيف سيكون الموقف ؟؟؟

أخي عبد الحكيم إن أباح بعض فقهاء الأمّة كالشافعي والنووي وغيرهما التّغنّي بالقرءان فهل يعني من ذلك أن نفتح الباب على مصرعيه من غير وضع أيّ حدّ يُفضي إلى الطغيان والغلوّ ، ويُفضي إلى الخروج والانحراف عن المقرئ المثالي الذي أراده أسلافنا عليهم رحمة الله تعالى على ضوء ما أودعوه في كتبهم.
 
كيف تورد السؤال في ثانيا، بعد ما قررت أولا أن الالتزام بهذه المقامات "المحدثة" هو المبتدع، فـ"ـكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"

وكذلك إعراب القرآن مبتدع، وتدوين الأحكام التجويدية مبتدع ... إلخ
 
الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف

الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف

بَعَثَ الله - عَزَّ وَجَلَّ - نَبِّيَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم رَسُولاً وَهَادِيَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيْرَاً، فَمَا تَرَكَ شَيْئَاً يُقَرِّبُ إِلى اللهِ تَعَالى إِلاَّ دَلَّ أُمَّتَهُ عَلَيْهِ، وَمَا تَرَكَ شَيْئَاً فِيهِ شَرٌّ لأُمَّتِهِ إِلاَ وَحذَّرَهَا مِنْهُ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ((إنَّهُ لَـمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلي إلاَّ كَانَ حقّاً عليهِ أنْ يَدُلَّ أمَّتَهُ عَلى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، ويُنْذِرَهَمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ)). أخرجه مسلم في ((صحيحه)) رقم: (1844).
وقد كَمُل هذا الدِّين قبل وفاته صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3].
ولَمْ يَكِل لعقولنا القاصرة البعيدة عن وقت التنزيل أن تفهم المراد من النصوص الشرعية؛ ولكنَّه دلَّنا على الاقتداء بصحابته - رضوان الله عليهم -، قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبيْن لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلىَّ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيـراً} [النساء:115].
وقد فهم السلف الصالِح هذا وطبقوه، فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (من كان مُستناً فليستن بـمن قد مات فإنَّ الحيَّ لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب مُحمد ، أبرُّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلُّفاً. قوم اختارهم الله لصحبة نبيِّه، وإقامة دينه، فاعرفوا لَهم حقهم، وتَمسكوا بهديهم، فإنهم على الصراط المستقيم).
وقال حذيفة رضي الله عنه: (يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقاً بعيداً، فإن أخذتـم يَميناً وشـمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً).أخرجه البخاري في ((صحيحه)) رقم: (7282).
وكلما ابتعد الناس عن الوحي انتشرت وذاعت بيْنهم البدع، ومن تلك البدع (قراءة القرآن الكريم بالألحان الموسيقية والمقامات الغنائية)، وهذه البدعة نشأت في القرن الثالث الهجري، وما فَتِىءَ علماء السلف مُنْذُ ظهورها وهم ينكرونها، ولَهم مواقفهم المشهورة المشهودة مِمَّن ابتدع هذه البدعة.
وما زالت هذه البدعة تتطور شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في هذا الزمان [قال الإمام البربهاري (ت:329هـ): "واحذر صغار المُحدثات من الأمور، فإنَّ صغيْر البدع يعود حتى يصيْر كبيْراً، وكذلك كلُّ بدعة أُحدثت في هذه الأمة، كان أولُها صغيْراً يُشبه الحقَّ فاغتَرَّ بذلك من دخل فيها، ثمَّ لَم يستطع الخروج منَّها، فعظمت وصارت ديناً يُدانُ بها، فخالف الصراط المُستقيم؛ فخرج من الإسلام"اهـ. ((شرح السُّنَّة)): (ص68-69). ]، فتطور بهم الأمر إلى قراءة القرآن لا بالألحان فقط بل بالآلات والمزاميـر، ومن ذلك ما: ((نشرته مَجلة الأدب المصرية التي يُصْدِرها الأستاذ أمين الخولي في عدد مايو 1956م مقالاً بعنوان: (القرآن والفنون) تضمن ما يلي:-
ــ إن حق تلحين القرآن مقطوع به، وأنه يستمد شرعية وجوده من هذه القراءات السبع، وإننا في حاجة فقط إلى فنان عربي عظيم!! مثل: باخ، وهندل، وهايدن [هؤلاء الثلاثة موسيقيون ألـمان!]في أعمالِهم الدينية الرائعة.
ــ وإن خيْر موسيقى لتلحين القرآن هي: موسيقى الكنيسة المصرية، التي نَجدها في القُدَّاس القبطي القديم، وأن الأذان الإسلامي الحالي فيه جزء واضح من هذا القُدَّاس القبطي.
ــ ((ويقتَرح لتلحين القرآن)) آلات موسيقية أساسية، هي بصفة مبدئية: الناي، والمثلث، والأرغن.
ــ إن القرآن سيمفونية ضخمة من حركات كثِيْرة، وأقرب السمفونيات إلى هذه السمفونية الإلـهية السمفونية التاسعة، التي تَنْتَهِي إلى نشيد الفرح الذي يردده الناس!!)).
كما نشرت جريدة الأهرام في 7 أغسطس 1958م رأياً مُثِيْراً عن مَجلة الآداب - بالخط العريض - (خَمس سور من القرآن تَمَّ تلحينها)، وتَحت هذا العنون: ((أرسل وكيل وزارة التربية والتعليم إلى صالِح أمين مفتش موسيقي بالوزارة، الذي بدأ في تلحين القرآن خطاباً يقول فيه: إن الوزارة تبارك المشروع، وأنها مستعدة لدفع تكاليف تكوين فرقة موسيقية لتسجيل السور التي تَمَّ تلحينها، وعرضها على هيئة كبار العلماء، ثم تقديْمها للإذاعة، وقد أبدى عبدالوهاب حمودة - عضو لـجنة الاستماع بالإذاعة - إعجابه بالسور الملحنة بعد أن غنَّاها له على (العود) صالِح أمين، وقد أتَمَّ صالِح أمين تلحين خَمس سور هي: المدثر، والإنسان، والنور، والفرقان، والأنفال. ويقوم الآن بكتابة (نوتها) الموسيقية)).
- كما نشرت جريدة الأخبار في عدد 12 أكتوبر 1959م : أنَّ الموسيقار زكريا أحمد سيقوم بِمحاولة فَنِّيَّةٍ جديدة لتلحين القرآن، وأنَّ فكرته هي تصوير المعاني وضبط الأنغام في التَرتيل))اهـ. نقلاً من كـتاب ((الـجمع الصوتي للقرآن الكريم)) للدكتور لبيب السعيد: (ص269-270).
وفي هذه الأيام نجد دعوات بل مدارس بل برامج على الفضائيات بل مسابقات على الفضائيات في قراءة القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية، وكل ذلك تحت مسمّى: [فَنُّ التَّغنِّي بالقرآن الكريم]، مِمَّا أدَّى إلى افـتـتان كثيْر من الناس بهذا (الفنِّ) المُحدَث في دين الله؛ وذلك لانـتشار الجهل في أوساطهم؛ إما في مستوى ثقافَتِهم، أو لِجهل مثقفيهم بالموقف الشرعي من المحدثات والبدع.
والمقامات الفنِّيَّةِ التي يقرأون بها هي: الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيقا، والحجاز، والرست، واللامي، والبستنكار، والجهاركا، والحسينـي، والزنْجَرَان.
وهناك جهود مبذولة في هذا الموضوع؛ منها:
(البيان لِحُكم قراءة القرآن الكريم بالألحان) جمع/ د.أيْمن رشدي سويد
(فتح المجيد في حُكْم القراءة بالتَّغنِّي والتجويد)
تأليف الدكتور/ سعود بن عبدالله الفنيسان
(حديث ((ليس منا من لَم يتغنَّ بالقرآن)) رواية ودراية وأن التَّغنِّي ليس بِمعنى الاستغناء).تأليف/ ناصر آل سعيَّد الشريف الظاهري
(النصيحة لكتاب الله) تأليف الدكتور/ حافظ بن مُحمد الحكمي
(البرهان في معنى التجويد والتَّغنِّي بالقرآن، وأخذ الأجرة على تلاوة القرآن، وبيان ألفاظ الأذان والإقامة المشروعة، والتبليغ خلف الإمام)
تأليف الشيخ/ علي بن مُحمد بن سنان
 
جزى الله عز وجل خيرا الشيخ أيمن سويد على هذا الحق الذي صدع به في هذه الفتوى وفي كتابه القيم الذي قدم له الإمام ابن باز رحمه الله وجزى الله ناقل هذه الفتوى خير الجزاء ويمكن أن أضيف هنا هذا الكلام المهم :
فكيف تجوز تلاوة القرآن بهذه المقامات وهو كلام رب البريات ؟؟؟
كيف تجوز تلاوة كلام العزيز الجبار على طريقة أهل الموسيقى والفسقة والفجار ؟؟؟
ومن باب الاختصار على القارئ فالقول ببدعة القراءة بالمقامات وكراهتها تحريما هو الراجح الصحيح لأمور منها :
أولا : أن ذلك ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام رضي الله عنهم , وليس من طريقة السلف الصالح رحمهم الله , والأمر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصل المنع، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل، وهنا لادليل، بل الدليل على المنع منها والنهي عنها , وهذا يعني عدم الجواز .

ثانيا : الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمسلم العاقل ينأى بنفسه عن منزلق الشبهات، فمن حام حول الحمى أوشك أن يرتع فيه .
ثالثا : قدر كتاب الله في نفوسنا، وجلالته وعظمته ومنزلته في ديننا، كل ذلك يدفعنا لصون كتاب الله، عن ألحان أهل الفسق والمجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضين، وهذا من أعجب العجائب وأغرب الغرائب .
ألم يقل ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
حب القران وحب ألحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان .
فما بالهما يجتمعان في قراء زماننا هؤلاء , بل يتنافسون في ذلك ويتفاخرون به بلا أدنى حياء .
رابعا : إن كان في قراءة القرآن على تلكم المقامات مصلحة، فتركها أولى لما يترتّب عليها من مفاسد لا مفسدة، ودرء المفاسد مقدّم على جلب المصالح، والمفاسد المترتبة لا حصر لها لأن الأمر يوما عن يوم في ازدياد (( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ))، ومن تلكم المفاسد : أن القارئ ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامات الموسيقية وتلك الألحان ، كي يستطيع بعد ذلك القراءة على نفس المنوال، بل قد وصل الحدّ ببعض الناس أن يستمع الأغاني ويتطرّب بها ويلتذّ بزعم أنه يتعلّم المقامات ليقرأ القرآن بها، وهذا أمر مشاهد، وواقع محسوس، لامجال لإنكاره، ولاسبيل لإغفاله، وكفى به مفسدة للقول بالمنع، ويضاف للمفاسد أيضا أنه بدعة في الدين مذمومة كما أسلفت في الأمر الأول.
خامسا : تزيين الصوت بالقرآن مستحبّ وليس بواجب، فما بالنا نتكلّف فعل المستحب، فنقع في أمر في أقلّ حالاته مكروه وشبهة .
وقال شيخ الإسلام ـ رحمه  ـ : وقد صح عن النبى أنه قال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وقد فسره الشافعى وأحمد بن حنبل وغيرهما بأنه من الصوت فيحسنه بصوته ويترنم به بدون التلحين المكروه. مجموع الفتاوى ( ج: 11 ص532) .
وقال رحمه الله في الاستقامة : " ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
الحمد لله, النَّاس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع, كما كان يقرؤه السلف مِن الصحابة والتَّابعين لهم بإحسان, فإنَّ القراءة سنَّةٌ يأخذها الآخِرُ عن الأول, وقد تنازع النَّاس في قراءة الألحان, منهم مَن كرهها مطلقاً؛ بل حرَّمها, ومنهم مَن رخَّص فيها, وأعدل الأقوال فيها أنَّها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلف كانت مشروعة, وإن كانت مِن البدعِ المذمومةِ نهِيَ عنها, والسَّلف كانوا يُحسِّنون القرآن بأصواتهم مِن غير أن يتكلَّفوا أوزان الغناء, مثل ما كان أبو موسى الأشعري يفعل, فقد ثبتَ في الصحيح عن النبي أنَّه قال: (( لقد أُوتِيَ هذا مزماراً مِن مزامير آل داود )), وقال لأبي موسى الأشعري : (( مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأُ فَجَعَلْتُ أستمعُ لقراءتك )) فقال: لو علمتُ أنَّك تسمع لحَبَّرتُهُ لك تحبيراً. أي: لحسَّنتُهُ لك تحسيناً, وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري : يا أبا موسى ذكِّرنا ربَّنا, فيقرأُ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته, وقد قال النبي : (( زيِّنوا القرآن بأصواتكم)), وقال: (( للهُ أشدُّ أَذَناً إلى الرَّجلِ الحَسَنِ الصَّوتِ بالقرآنِ مِن صاحب القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِهِ)), وقال: (( ليس مِنَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن )), وتفسيره عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسينُ الصَّوتِ به, وقد فسَّره ابن عُيينة ووكيع وأبو عُبيد على الاستغناء به, فإذا حَسَّنَ الرَّجلُ صوته بالقرآن كما كان السَّلف يفعلونه - مثل أبي موسى الأشعري وغيره – فهذا حَسَنٌ, وأمَّا ما أُحدِثَ بعدَهم مِن تَكَلُّفِ القراءةِ على ألحان الغناء فهذا يُنهى عنه عند جمهور العلماء, لأنَّه بدعة, ولأنَّ ذلك فيه تشبيهُ القرءانِ بالغناء, ولأنَّ ذلك يُورِثُ أن يبقى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وَزْنِ اللَّفظِ بميزانِ الغناء, لا يتدبَّره ولا يعقله, وأن يَبْقَى المستمعون يُصْغُونَ إليه لأجل الصوتِ المُلَحَّنِ كما يُصْغَى إلى الغناء, لا لأجلِ استماعِ القرآن, وفهمِهِ, وتدبُّره, والانتفاع به, والله سبحانه أعلم.
( انتهى من جامع المسائل تحقيق محمد عزير شمس 3/ 301) .
- وكان محمد بن الهيثم، يقول: « لأن أسمع الغناء أحب إلي من أن أسمع قراءة الألحان » ( رواه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .
وصدق ابن الهيثم رحمه الله فإن سماع الغناء معصية وقراءة الألحان بدعة , والبدعة شر من المعصية , فليتأمل هذا قراءنا الذين يقرءون بهذه الألحان متفاخرين ليعلموا أين مكانهم في شرع الله عز وجل .
وقال الشيخ بكر أبو زيد: "التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر , وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة قَضَاءً , وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي". ( كتاب بدع القراء )
والقراءة بالمقامات والألحان إما أن تكون من الدين وإما أن لا تكون من الدين , فإن لم تكن من الدين ـ وهي كذلك ـ فلا شك في بدعيتها حينئذ لأن الدين قد اكتمل بانقطاع الوحي , وإن كانت من الدين ـ وليست كذلك ـ فهل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لم يعلمها ؟ فإن قالوا : لم يعلمها . فما أسوأ أدبهم أيعلمون من الدين ما لم يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وإن قالوا : علمها . فلماذا لم يعلمها لأمته إن كانت من الدين ؟ وهل يكتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الدين ؟ ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) أرءيتم إين تذهب البدعة بأصحابها , نسأل الله السلامة .
انتهى ملخصا من كتاب هداية الأحباب للفقير إلى الله ( محمد بن عيد الشعباني ) طبع بدار الصحابة ويعاد طبعه الآن بمكتبة السنة .
 
يقول الإمام ابن كثير في كتابه فضائل القرآن:
" و الغرض أن المطلوب شرعاً إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن و تفهمه و الخشوع والخضوع والانقياد للطاعة .
فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي، فالقرآن ينزّه عن هذا ويجلّ، و يعظم أن يُسْلك في أدائه هذا المذهب، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك ". انتهى 1/ 19 طبعة دار ابن حزم للتفسير.
 
السلام عليكم
مقالة أعجبت به في الرد علي هذه المداخلة إليكم نصها :

أراى أن هذه المسألة يتكلم فيها الفقهاء وليس أهل التجويد والقراءات مثل الشيخ الفاضل أيمن سويد حفظه الله وبارك الله فيه ولا أقلل من قدر الشيخ
ومن الملاحظ في كتاب الشيخ ( البيان لحكم قراءة القرآن بالالحان ) أنه ناقل فقط لأقوال أهل العلم فقط ومثل هذا لا يعد مناقشة للمسائل الفقهية بل المناقشة تقوم بتحرير أقوال أهل العلم ومعرفة موطن النزاع ومعرفة الخلاف في المسألة أما النقل فقط فنحن نعرف أقوال أهل العلم
حتي أن الشيخ لم يتطرق إلي الاختلاف في المسألة

ثانيا الشيخ الفاضل أيمن سويد حفظه الله أعتمد في كتابه وإصدار الحكم على احاديث منكرة منها أقرؤوا القرآن بلحون العرب
و هذا الحديث منكر
والحديث معلول بعلتين
أولهما : بقية بن الوليد مدلس ولم يصرح بالسماع بل رواه معنعنا عن حصين بن مالك الفزاري
ثانيهما : أبو محمد شيخ مجهول وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (196/7) ونسبه للطبراني في الاوسط وقال : فيه راو ولم يسم وفية بقية ايضا

قال المناوي : قال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، وأبو محمد مجهول وبقية يروى عن الضعفاء ويدلسهم وقال الذهبي في ميزانه تفرد عن أبي حصين بقية وليس بمعتمد والخبر منكر

وهناك بعض الإستدراكات على كلام الشيخ حفظه الله منها


وهذا كلام غير صحيح لأن بعض اهل العلم قال بالجواز في حالة المحافظة على أحكام القرآن
ومنهم ابن حجر رحمه الله
في الفتح (690/8)
قال رحمه الله
((ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم ))

وهناك أيضا في كلام الشيخ


وهو في قوله ولا يكاد يوجد هذا
بحيث انه ثبت أن بعض الذين يستخدمون المقامات يحافظون على الأحكام
مثال
إذا سمعت أنا الشيخ المنشاوي يقرأ آية فسالت ما هو المقام الذي يقرأ به فقالوا مثلاً نهاوند
فقمت بتقليد الشيخ في نفس المقام وبنفس الأسلوب هل يعتبر ذلك بأنني خالفت أحكام القرآن كلا بالطبع لأن الشيخ المنشاوي يحافظ على الاحكام ( مع وجود الخلاف في وجوب التجويد )

ومن الأسباب التي ذكرها الشيخ في حرمة القراءة بالمقامات على قناة الرحمة بالأمس
أنه يشغل القارئ عن التدبر
وهذا كلام الجواب عليه سهل بأن يستطيع القارئ أن يستخدم المقامات ويتدبر ولا يمكن ان يكون هذا سبباً في التحريم
ويمكن أن يقال أيضا أن التجويد يمكن أن يشغل عن تدبر القرآن وهذا حاصل موجود بين الناس بل ونبه أهل العلم في ذلك
ومنهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

وَلَا يَجْعَلُ هِمَّتَهُ فِيمَا حُجِبَ بِهِ أَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ الْعُلُومِ عَنْ حَقَائِقِ الْقُرْآنِ إمَّا بِالْوَسْوَسَةِ فِي خُرُوجِ حُرُوفِهِ وَتَرْقِيقِهَا وَتَفْخِيمِهَا وَإِمَالَتِهَا وَالنُّطْقِ بِالْمَدِّ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ وَالْمُتَوَسِّطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . فَإِنَّ هَذَا حَائِلٌ لِلْقُلُوبِ قَاطِعٌ لَهَا عَنْ فَهْمِ مُرَادِ الرَّبِّ مِنْ كَلَامِهِ وَكَذَلِكَ شَغْلُ النُّطْقِ بـ { أَأَنْذَرْتَهُمْ } وَضَمُّ الْمِيمِ مِنْ ( عَلَيْهِمْ وَوَصْلُهَا بِالْوَاوِ وَكَسْرُ الْهَاءِ أَوْ ضَمُّهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ . وَكَذَلِكَ مُرَاعَاةُ النَّغَمِ وَتَحْسِينُ الصَّوْتِ ." ( مجموع الفتاوى) (16/50)
وقال ابن القيم :
(( فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم

قال أبو الفرج بن الجوزي :
قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس

فهل هذا سيكون سبب في في تحريم التجويد أو أنه بدعة كلا

والسلام عليكم
 


وعلى هذا الرابط تجدون حلقة أمس على قناة الرحمة للشيخ أيمن سويد والشيخ المعصراوي ومداخلات المشايخ سعد الغامدي وعبد الرشيد صوفي وغيرهما .

وكان حديثهم عن المقامات الموسيقية .
 
السلام عليكم
مقالة أعجبت به في الرد علي هذه المداخلة إليكم نصها :



والسلام عليكم

أتفق معك تماماً شيخ عبد الحكيم ؛ فالحسم في هذه المسألة للمتخصصين من الفقهاء وليس للقراء ، مع احترامي للشيخ سويد ومن وافقه .
 
أتفق معك تماماً شيخ عبد الحكيم ؛ فالحسم في هذه المسألة للمتخصصين من الفقهاء وليس للقراء ، مع احترامي للشيخ سويد ومن وافقه .
وما المانع أن يكون القارئ فقيها والفقيه قارئا , وما المانع أن يقبل الحق إذا كان بدليله ولو كان من غير المتخصصين , ألم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق من اليهودي الذي جاءه فقال له : إنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشاء محمد فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلك المقالة ؟ والحديث في الصحيح .ألم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحق من الشيطان الذي قال لأبي هريرة رضي الله عنه : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ؟ والحديث في الصحيح .
فالصواب يقبل ممن قاله ولو كان الشيطان, والخطأ يرد على من قاله ولو كان علامة الزمان .
والشيخ أيمن سويد أصاب الحق في هذه المسألة فالصحيح أن نوافقه ونؤيده عليها وإن كان قد أخطأ في مسألة الإطباق وكلامه عن الشيخ عامر ولذلك رددنا عليه ما أخطأ فيه ولكن بالحجة والدليل , فمن كان مفندا لما جاء به في كتابه القيم فليأت بالحجج والأدلة أما هذا الكلام فهو دليل على عدم وجود حجة مفندة لما قال , ويكفي أن إمام الفقهاء في وقته ابن باز رحمه الله قدم له كتابه وأثنى على ما فيه فماذا نقول عن ابن باز رحمه الله ؟
وقد نقلت ولله الحمد في كتاب هداية الأحباب ما يؤكد أن القائلين بإباحة القراءة بالألحان قد اشترطوا شرطين لإباحة ذلك - والشرطان مفقودان في قراء زماننا إلا من رحم الله -وهما : عدم الخروج عن أحكام التجويد , وعدم تعلم هذه الألحان من وتكلفها بل إذا أتت عفوا لتحسين التلاوة فلا بأس .
ونقلت كلام كثير من الفقهاء والأئمة في تحريم هذه القراءة المبتدعة ومنهم : ابن تيمية وابن القيم والمناوي والقرطبي وغيرهما .
محمد بن عيد الشعباني .
 

وعلى هذا الرابط : حلقة قناة الناس أمس ، وقد جمعت كذلك الشيخين أيمن سويد وأحمد عيسى المعصراوي ، وكان حديثهم موضوع المقامات ذاته .​
 
السلام عليكم
يا شيخ طارق
القاعدة تقول : إن اختلف السلف في مسألة فيسعنا ما يسع السلف .
راجع فتح الباري لابن حجر : قال فيه : إن السلف اختلفوا في مسألة الألحان .
ونقل عن ابن بطال أن هناك صحابة وتابعين أجازوا القراءة بالألحان .
بل ابن حجر وجه كلام المانعين علي عدم مراعاة الأحكام . ( من قديم ما قرأت فراجعه )

والشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ يتحدث وكأن المسألة محسومة .

حتي المداخلات التي تمت كلها ممن يقولون بعدم الجواز ..فأين الإنصاف ؟؟؟

سيدي الفاضل إذا كان فضيلتكم ترون أن الشرطين فقدا في هذا الزمان (ـ إلا من رحم ـ ) فالحديث عن إلا من رحم ..هل يكون في المسألة خلاف أم لا ؟؟ فلماذا الحديث وكأن المسألة ما فيها خلاف عن سلف الأمة ؟؟

يا شيخ طارق المسألة واضحة . بارك الله فيك
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
يا شيخ طارق
وعليكم السلام وحمة الله وبركاته
كيف حال فضيلتكم ؟ عساكم بخير حال .

القاعدة تقول : إن اختلف السلف في مسألة فيسعنا ما يسع السلف .
لا يخفى على فضيلتكم أن الخلاف نوعان : الأول : خلاف تنوع وهذا الذي تنطبق عليه القاعدة المذكورة , والثاني : خلاف تضاد وهو لا يدخل ي هذه القاعدة , ولو دخل فيها لكان لازما أن لا ننكر نكاح المتعة فإن ابن عباس رضي الله عنهما - وهو من هو الحبر والترجمان - يقول بجوازه . وهناك أمثلة كثيرة على أن اختلاف التضاد لابد فيه أن يكون أحد القولين صحيح والآخر ليس كذلك , ومسألة المقامات من هذا النوع فالخلاف فيها تضاد وليس تنوع فلابد فيه من الحسم ولو بعد حكاية القولين , فلو اختصر المؤلف أو المتكلم كلامه بذكر ما ترجح في المسألة فما المانع من ذلك ؟
راجع فتح الباري لابن حجر : قال فيه : إن السلف اختلفوا في مسألة الألحان .
ونقل عن ابن بطال أن هناك صحابة وتابعين أجازوا القراءة بالألحان .
بل ابن حجر وجه كلام المانعين علي عدم مراعاة الأحكام . ( من قديم ما قرأت فراجعه ) والشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ يتحدث وكأن المسألة محسومة .

حتي المداخلات التي تمت كلها ممن يقولون بعدم الجواز ..فأين الإنصاف ؟؟؟

سيدي الفاضل إذا كان فضيلتكم ترون أن الشرطين فقدا في هذا الزمان (ـ إلا من رحم ـ ) فالحديث عن إلا من رحم ..هل يكون في المسألة خلاف أم لا ؟؟ فلماذا الحديث وكأن المسألة ما فيها خلاف عن سلف الأمة ؟؟
لا أحد يعارض أو ينكر أن المسألة خلافية كسائر المسائل الفقهية فمسائل الإجماع قليلة جدا في الفقه , وكلما ابتعدت عن زمن الصحابة كلما زاد الخلاف تضادا ولكن العبرة في الخلاف أي القولين صحيحا موافق لأصول وأدلة الشريعة التي قامت على التمايز التام بين الحق والباطل ؟ والقرءان حق والألحان باطل فكيف يجتمعان ؟
ورحم الله من قال :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وليس كل خلاف جاء معتبرا=إلا خلافا له حظ من النظر[/poem]
ورحم الله ابن القيم حيث قال :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حب القران وحب ألحان الغنا = في قلب عبد ليس يجتمعان .[/poem]
أليس السيكا والنهاوند والحجاز والبياتي والعجم من ألحان الغناء فما بالها تجتمع في قلوب وقراءة بعض قرائنا للقرءان ؟
والسلام عليكم
أخوكم : محمد بن عيد الشعباني .
 
لماذا التفريق بين القراء والفقهاء؟!

لماذا التفريق بين القراء والفقهاء؟!

سبق أن ذكرت طرفاً يتعلق بمسألة المقامات وقراءة القرآن بالألحان، وبعض الجهود المعاصرة في بيان حكم هذه المسألة، وأنا أسوق الآن طرفاً من أقوال الفقهاء.
وقد كتبت قبل أكثر من عشر سنوات كتاباً حول الموضوع أسميته ((تيسير الكريم الرحمن في حكم قراءة القرآن بالمقامات والألحان)) جمعت فيه أطراف الموضوع، وهو قرابة الـ(300) صفحة، لعل الله تعالى ييسر لي نشره بعد الانتهاء من أطروحة الدكتوراه.
أولاً: الحنفية:
قال أبو بكر أحمد بن علي الجصاص الرازي (ت:370هـ):
"[292] في تَحسيْن الصوت بالقرآن:
قال: كان أبو حنيفة وأبو يوسف ومُحمد: يستمعون القرآن بالألحان
وقال أبو جعفر: وهذا على أن اللحن لا يكون فيه زيادة هجاء الحروف"اهـ.
((مُختصر اختلاف العلماء)): (1/327) تصنيف أبي جعفر أحمد بن مُحمد بن سلامة الطحاوي (ت:321هـ)، اختصار أبي بكر الجصاص.
وقال مُحمد بن أحمد السرخسي (ت:490هـ): "قال (والتلحين في الأذان مكروه) لِما رُويَ أن رجلاً جاء إلى عمر رضي الله عنه فقال: إني أحبك في الله، فقال: إني أبغضك في الله. فقال: لِمَ؟ قال: لأنَّه بلغني أنك تُغنِّي في أذانك. يعني: التلحين"اهـ.
((المبسوط)): (1/138).
وقال الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي الملقب بِملك العلماء (ت:587هـ): "فصل: وأما بيان سنن الأذان ... (ومنها) ترك التلحين في الأذان لِما روي أن رجلاً جاء إلى ابن عمر رضي الله عنه فقال إنِّي أحبك في الله، فقال ابن عمر: إنِّي أبغضك في الله تعالى، فقال: لِمَ؟ قال: لأنَّه بلغني أنك تُغنِّي في أذانك. يعني: التلحين"اهـ
((بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع)): (1/150).
ثانياً: المالكية:
قال ابن القاسم في ((المدونة)): "قال ابن القاسم: سئل مالك عن الألحان في الصلاة؟ فقال: لا يُعجبني - وأعْظَمَ القول فيه - وإنَّما هذا غناء يتغنَّون به ليأخذوا الدراهم عليه.
وقال ابن وهب: سُئل مالك عن النفر في المسجد يقولون لرجل حسن الصوت: اقرأ علينا - يريدون حُسن صوته -، فكره ذلك، وقال: إنَّما هو يُشبه الغناء. فقيل له: أرأيت الذي قال عمر بن الخطاب لأبي موسى رضي الله عنهما: ذكِّرنا ربنا! قال: إن من الأحاديث سمعناها وأنا أنفيها، والله ما سمعت هذا قبل هذا المجلس، وقراءة القرآن بالألحان"اهـ
((المدونة)): (2/486)
وقال مُحمد بن رشد القرطبي (ت:520هـ): "في قراءة القرآن بالألحان
وسُئل عن القراءة بالألحان، فقال: ما يُعجبني؛ لأنَّ ذلك يشبه الغناء ويضحك بالقرآن ويُسمَّى ويقال فلان أحسن قراءة من فلان. قال مالك: ولقد بلغني أن الجواري قد عُلِّمن ذلك كما يُعلَّمن الغناء، قال: ولا أحبُّ ذلك على حال من الأحوال في رمضان ولا في غيْره، أين القراءة التي يقرأ هؤلاء من القراءة التي كان يقرؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال مالك: وإنِّي لأكره التطريب في الأذان، ولقد هممت أن أكلِّم أميـر المؤمنين في ذلك لأني كنت أسمعهم يؤذنون"اهـ.
((البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة)) و ((ضمنه المستخرجة من الأسمعة المعروفة [بالعُتبيَّة] لِمحمد العُتبي القرطبي - ت:255هـ-)): (18/325).
وقال الشيخ الدردير في ((الشرح الصغيْر)): "وكره قراءة بتلحين؛ أي: تطريب".
((الشرح الصغيـر على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك)): (1/176).
ثالثاً: الشافعية:
قال الشافعي: "فأحب ترتيل الأذان وتبيِـيْنه بغيْر تَمطيط ولا تغنٍّ في الكلام ولا عجلة".
((الأم)): (1/88).
قال المزني: "(قال) وأُحبُّ أن لا يُجعل مؤذن الجماعة إلا عدلاً ثقة لإشرافه على الناس وأُحبُّ أن يكون صيِّتاً وأن يكون حسن الصوت أرق لسامعه، وأُحبُّ أن يؤذن مترسلاً بغيْر تَمطيط ولا يُغنِّي فيه، وأُحبُّ الإقامة إدراجاً مُبيْناً وكيفما جاء بهما أجزأ"اهـ.
((مُختصر المزني)): (ص12).
وقال النووي (ت:676هـ): "قلت: قال الشافعي في موضع: أكره القراءة بالألحان، وقال في موضع: لا أكرهها. قال أصحابنا: ليس له فيها خلاف، وإنَّما هو اختلاف حالين، فحيث كرهها أراد إذا مطط وأخرج الكلام عن موضعه؛ بزيادة، أو نقص، أو مدِّ غيْر ممدود، وإدغام ما لا يَجوز إدغامه، ونحو ذلك، وحيث أباحها أراد إذا لم يكن فيها تغيـيـر لموضوع الكلام، والله أعلم"اهـ.
((مسلم بشرح النووي)): (6/71).

رابعاً: الحنابلة:
قال عبدالله بن أَحْمَد بن حنبل: "سمعت أبِي - أي الإمام أَحْمَد - (ت:241هـ) وقد سُئل عن القراءة بالألحان، فقال: مُحدث؛ إلا أن يكون من طباع ذلك الرجل؛ يعني طبع الرجل كما كان أبو موسى".
((مسائل الإمام أحـمد بن حنبل برواية ابنه عبدالله)): رقم: (1837)
قال ابن قدامة المقدسي: "فصل: كره أبو عبدالله القراءة بالألحان، وقال: هي بدعة؛ وذلك لـما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه ذكر في أشراط الساعة ((أن يُتخذ القرآن مزاميـر يُقدِّمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء))؛ ولأنَّ القرآن مُعجز في لفظه ونظمه، والألحان تغيْره. وكلام أحمد في هذا مَحمول على الإفراط في ذلك بِحيث يَجعل الحركات حروفاً ويَمدُّ في غيْر موضعه، فأما تَحسيْن القراءة والتـرجيع فغيْر مكروه فإنَّ عبدالله بن مغفل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقرأ سورة الفتح، قال: فقرأ ابن مغفل ورجَّع في قراءته، وفي لفظ قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح في مسيـر له سورة الفتح على راحلته فرجَّع في قراءته، قال معاوية بن قرة: لولا أنِّي أخاف أن يَجتمع عليَّ الناس لَحكيت لكم قراءته، رواهما مسلم وفي بعض الألفاظ فقال: ((آآآ))، وروى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن، أي: يَجهر به))، يعني: [استمع] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لَم يتغنَّ بالقرآن))، وقد اختلف السلف في معنى قوله: يتغنَّى بالقرآن...، وعلى كل حال فقد ثبت أن تَحسيْن الصوت بالقرآن وتطريبه مستحب غيْر مكروه، ما لَم يَخرج ذلك إلى تغييـر لفظه وزيادة حروف فيه ..." اهـ
((المُغني)) لابن قُدامة: (2/615)، تحقيق: التركي والحلو.
 
التعديل الأخير:
جزاك الله خيرا , فالراجح من أقوال القراء والفقهاء هو بدعة القراءة بالمقامات والألحان , فبارك الله فيكم ونفع الله بما جمعتم ويسر الله طبعه .
 
وجزاك الله خيراً وبارك فيك، وجعلنا وإياكم وأصحاب هذا الملتقى المبارك من المنافحين عن السنة المدافعين عنها، الرادين على البدع وأهلها. اللهم آمين.
 
إخواني الكرام , السلام عليكم , لقد استمعت إلى هذه الحلقة الفضائية التي جمعت بين فضيلة الشيخ المعصراوي وفضيلة الشيخ أيمن حفظهما الله وكان كلامهما قيما فاصلا , ولكن لي تعقيب لابد منه نصحا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فقد لاحظت أن فضيلة الدكتور أيمن حفظه الله يكرر وبتأكيد على جواز استعمال الألحان والمقامات فيما يسمى بالأناشيد الدينية مع أن أئمة العلم في عصرنا الحاضر ( الألباني وابن باز وابن عثيمين ) رحمهم الله قد منعوا من ذلك في فتاويهم وعدوا ذلك من البدع وحتى من أباحها اشترط لها شروطا لا يراعيها أحد ممن ينشد اليوم فاشترطوا ألا يختار لها ذوي الأصوات الحسنة التي يلتذ بها السامع , وألا تؤدى على ألحان الغناء وألا تكون ديدنا وعادة بل تكون للمناسبات أو بين الفينة والفينة وأن تكون بكلام طيب فليس وبهذه الشروط تكون أناشيد القنوات الفضائية كلها أو أكثرها مما ينبغي الأعراض عنه لأنها ممنهوعة مطلقا عند كثير من الأئمة أو مباحة عند البعض ولكن بشروط غير متحققة واقعيا فكان ينبغي لدكتورنا الفاضل أن يدور مع أقوال أهل العلم أما أن يقول افعلوا في الأناشيد ما شئتم ولحنوها كيف شئتم فهذا خلاف ما قاله علماء السنة وهاكم كلامهم بنصه فإني ناقل عنهم :
قال الألباني رحمه الله تعالى :

كلمة في الأناشيد الإسلامية :

هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى وهي حول ما يسمونه ب( الأناشيد الإسلامية أو الدينية ) فأقول : قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء

ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع الله فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم ؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي واشتد إنكارهم على مستحليه فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية .
بل قد يكون في هذه آفة أخرى وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم فيكون المقصود هو اللحن والطرب وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان .

وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه كما في قوله تعالى : ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .

وإني لأذكر جيدا أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا ( عمان ) بسنتين - أن بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى قاصدا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيره وسجل ذلك في شريط فلم يلبث إلا قليلا حتى قرن معه الضرب على الدف ثم استعملوه في أول الأمر في حفلات الأعراس على أساس أن ( الدف ) جائز فيها ثم شاع الشريط واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت وأخذوا يستمعون إليه ليلا نهارا بمناسبة وبغير مناسبة وصار ذلك سلواهم وهجيراهم وما ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن وسماعه فضلا عن دراسته وصار عندهم مهجورا كما جاء في الآية الكريمة . قال الحافظ ابن كثير في " تفسيرها " ( 3 / 317 ) : " يقول تعالى مخبرا عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه كما قال تعالى : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ) الآية فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه فهذا من هجرانه وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب " . وهذا آخر ما يسر الله تبارك وتعالى تبييضه من هذه الرسالة نفع الله بها عباده وذلك أصيل يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة ( 1415 ه ) .

و" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " .

عمان 28 / 6 / 1415 ه محمد ناصر الدين الألباني
الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله
الأناشيد الإسلامية ليست من أمور الإسلام
قال رحمه الله في كتابه "إقامة الدليل على المنع من الأناشيد الملحنة والتمثيل":
"إن بعض الأناشيد التي يفعلها كثير من الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية
ويسمونها الأناشيد الإسلامية، ليست من أمور الإسلام لأنها مزجت بالتغني والتلحين والتطريب
الذي يستفز المنشدين والسامعين ويدعوهم للطرب ويصدهم عن ذكر الله وتلاوة القرآن وتدبر آياته
والتذكر بما جاء فيه من الوعد والوعيد وأخبار الانبياء وأممهم، وغير ذلك من الأمور النافعة لمن
تدبرها حق التدبر وعمل بما جاء فيها من الأمور، واجتنب ما فيها من المنهيات، وأراد بعلمه
وأعماله وجه الله عز وجل" ص6
وقال أيضاً - رحمه الله - :
"من قاس الأناشيد الملحنة بألحان الغناء على رجز الصحابة رضي الله عنهم حين كانوا
يبنون المسجد النبوي، وحين كانوا يحفرون الخندق، أو قاسها على الحداء الذي كان الصحابة
رضي الله عنهم يستحثون به على الإبل في السفر فقياسه فاسد، لأن الصحابة رضوان الله
عليهم لم يكونوا يتغنون بالأشعار ويستعملون فيها الألحان المطربة التي تستفز المنشدين
والسامعين كما يفعل ذلك الطلاب في الحفلات والمراكز الصيفية، وإنما كان الصحابة رضي
الله عنهم يقتصرون على مجرد الإنشاد للشعر مع رفع الصوت بذلك، ولم يذكر عنهم أنهم يجتمعون
على الإنشاد بصوت واحد كما يفعله الطلاب في زماننا.
والخير كل الخير في اتباع ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم،
والشر كل الشر في مخالفتهم، والأخذ بالمحدثات التي ليست من هديهم ولم تكن معروفة في زمانهم،
وإنما هي البدع الصوفية الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعبا، فقد ذكر عنهم أنهم كانوا يجتمعون
على إنشاد الشعر الملحن بألحان الغناء في الغلو والإطراء للنبي صلى الله عليه وسلم، و يجتمعون
على مثل ذلك فيما يسمونه بالأذكار، وهو في الحقيقة استهزاء بالله وذكره.
و من كانت الصوفية الضالة سلفاً لهم وقدوة فبئس ما اختاروا لأنفسهم " ص7/8

وقال رحمه الله:
"إن تسمية الأناشيد الملحنة بألحان الغناء باسم الأناشيد الإسلامية يلزم عنه لوازم سيئة جداً و خطيرة.
منها: جعل هذه البدعة من أمور الإسلام ومكملاته، وهذا يتضمن الإستدراك على الشريعة الإسلامية،
ويتضمن القول بأنها لم تكن كامله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنها: معارضة قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) ففي هذه الآية الكريمة النص على
كمال الدين لهذه الامة، والقول بأن الأناشيد الملحنة أناشيد إسلامية يتضمن معارضة هذا
النص بإضافة الأناشيد التي ليست من دين الإسلام إلى دين الإسلام وجعلها جزءاً منه.
ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التقصير في التبليغ و البيان لأمته حيث
لم يأمرهم بالأناشيد الجماعية الملحنة و يخبرهم أنها أناشيد إسلامية.
ومنها: نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم إلى إهمال أمر
من أمور الإسلام و ترك العمل به.
ومنها: استحسان بدعة الإناشيد الملحنة بألحان الغناء، وإدخالها في أمور الإسلام. وقد ذكر
الشاطبي في كتاب الاعتصام ما رواه ابن حبيب عن ابن الماجشون قال: سمعت مالكاً يقول
( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة، لأن الله يقول
(اليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً)" ص11
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله ..
ماهو الحكم الشرعي في الأناشيد ( الإسلامية ) ؟
ارجوا التفصيل في المسألة ..
الجواب :ما يتعلق بالأناشيد الإسلامية فقد ورد فيها الخلاف بناء على طبيعة الأناشيد اليوم
والذي يترجح من خلال النظر في الأدلة أن الأناشيد إذا ضُبِطت بالضوابط التالية أنه لا حرج فيها
والضوابط هي :
1 – أن لا تشتمل على آلة موسيقية
2 – أن لا تشتمل على كلماتِ فُحش ودعوة إلى سفاسف الأمور
3 – أن لا تكون على ألحان الأغاني
4 – أن لا تُلهي عن العلم النافع
وقد دلّت الأدلة على جوازها في الأصل
--------
فقد روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِحَادِيهِ – الذي يحدو ويُنشد بصوت حسَن - : ويحك يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير . قال أبو قلابة : فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلّم بها بعضكم لعبتموها عليه قوله : سوقك بالقوارير .
وفي رواية لمسلم قال أنس : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حَادٍ حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : رويداً يا أنجشة لا تكسر القوارير . يعني ضعفة النساء
--------
كما كان عامر بن الأكوع ممن يُنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه سماع ذلك في السفر .
وروى البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فتسيرنا ليلا ، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنياتك ! وكان عامر رجلا شاعرا ، فنزل يحدو بالقوم يقول :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا == ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا == وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا == إنا إذا صِيح بنا أتينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا السائق ؟ قالوا : عامر . قال : يرحمه الله . فقال رجل من القوم : وجبت يا رسول الله ! لولا أمتعتنا به . الحديث
--------
وفي الصحيحين أيضا عن أنس – رضي الله عنه – قال : كانت الأنصار يوم الخندق تقول :
نحن الذين بايعوا محمدا == على الجهاد ما حيينا أبدا
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة == فأكرم الأنصار والمهاجرة

فالشاهد أن الحداء بالصوت الحسن كان معروفا
ويحتاج إلى تقييده بالقيود السابقة كما تقدّم .
أما الميوعة في الأناشيد كإنشاد الكلمات الرخوة والآهات !! فهو يخرجها عن مقصدها إلى الغناء والتّغنّي المذموم .
والله أعلم .

**************
فتوى لأبن جبرين ..

ما هو الإنشاد في العقيدة الإسلامية؟ وما حكمه بالنسبة للرجال والنساء والجويريات اللواتي لم يبلغن المحيض؟

الجواب /
النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديد جماعتين، وقد كرهه بعض المشايخ، وقالوا: إنه من طرق الصوفية، وأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز، ويحصل بها نشوة ومحبة لتلك النغمات، ولكن المختار عندي جواز ذلك إذا سلمت من المحذور، وكانت القصائد لا محذور في معانيها، كالحماسية والاشعار التي تحتوي على تشجيع المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي، وبعث الهمم إلى الجهاد، والمسابقة في فعل الخيرات، فإن مصلحتها ظاهرة وهي بعيدة عن الأغاني، وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد.

السؤال /
ما رأي سماحتكم في الأناشيد التي نسمعها في عصرنا هذا؟

الجواب /
الشعر مثل الكلام، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، ولا شك أن حكم هذه الأناشيد حكم نظم الشعر ثم إلقاؤه، فإن كان محتواها مفيداً كالترغيب في الخير، والتحذير من المعاصي، والزهديات، والحث على مكارم الأخلاق، والنهي عن سفاسفها، وذكر العبادات والنوافل ونحوها، فإن ذلك مباح، لكن يكون إنشادها عادياً، بدون ترنم وتمايل، ونغمات مثيرة للأشجان، أما إن احتوت على التشبيب ، والدفع إلى الغرام، ووصف الخدود والقدود، وإثارة الغرائز، والدعاية إلى الجرائم، وذكر المحرمات، والنداء إلى اقتراف الفواحش، وما إلى ذلك فهو محرم بأي صوت أو بأي لغة، فالعبرة بالمحتوى، ومعنى ذلك الشعر، وكذا بحال الإلقاء من الترنم والتغنج ونحوه .

**************

السؤال :
ما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقي ..؟

الجواب :
الحمد لله ..
جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق ، قال :
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :
" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة "
فقالوا مجيبين :
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
رواه البخاري 3/1043
وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " 8/711
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .
وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر :
عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد .
عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .
أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش .
وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون .
وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .
وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن . والله ولي التوفيق .
http://vb.maas1.com/t77756.html
 
السلام عليكم


قال ابن حجر : ((قال الحفظ ابن حجر: (والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنًا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبوداود بإسناد صحيح .

ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم،فإن الحَسَن الصوت يزداد حُسْنًا بذلك، وإن خرج عنها أَثَّر ذلك في حُسْنه، وغير الحَسَن ربما انجبَر بمراعاتها ما لم يخرج عن شَرْط الأداء المعتبر عند أهل القراءآت، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كرة القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء،فإن وُجِدَ من يراعيهما معًا فلا شك في أنه أرجح من غيره، لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حُرمة الأداء))

فهذا قطب في الفقه والحديث ويثبت الخلاف عن السلف ..ليت شعري ..................
والسلام عليكم
 
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم عبد الحكيم ولا أحد ينكر الخلاف في المسألة ولكن لنتأمل ثانية فيما نقله أمير المؤمنين في الحديث الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث قال :وسيأتي ما يتعلق بحسن الصوت بالقرآن في ترجمة مفردة ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم لان للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره فلا نزاع في ذلك فحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وبن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم وحكى بن بطال وعياض والقرطبي من المالكية والماوردي والبندنيجي والغزالي من الشافعية وصاحب الذخيرة من الحنفية الكراهة واختاره أبو يعلى وبن عقيل من الحنابلة وحكى بن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز وهو المنصوص للشافعي ونقله الطحاوي عن الحنفية وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة يجوز بل يستحب ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه فلو تغير قال النووي في التبيان أجمعوا على تحريمه ولفظه أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم قال وأما القراءة بالألحان فقد نص الشافعي في موضع على كراهته وقال في موضع آخر لا بأس به فقال أصحابه ليس على اختلاف قولين بل على اختلاف حالين فإن لم يخرج بالألحان على المنهج القويم جاز والا حرم وحكى الماوردي عن الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرم وكذا حكى بن حمدان الحنبلي في الرعاية وقال الغزالي والبندنيجي وصاحب الذخيرة من الحنفية إن لم يفرط في التمطيط الذي يشوش النظم استحب وإلا فلا وأغرب الرافعي فحكى عن أمالي السرخسي أنه لا يضر التمطيط مطلقا وحكاه بن حمدان رواية عن الحنابلة وهذا شذوذ لا يعرج عليه والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال بن أبي مليكة أحد رواة الحديث وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعى الأداء فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم.
ما دليل الإمام ابن حجر على أن من تحسين الصوت مراعاة قوانين النغم ؟ لأنه قدم اتفاقهم على استحباب تحسين الصوت واختلافهم في مراعاة النغم فلو كانت مراعة النغم من تحسين الصوت لكانت مستحبة عند الكل ؟
ثم إنه علق الجواز بشرط نعلم جميعا أنه لا يتحقق ولذلك قال رحمه الله : فإن وجد ومعلوم أن ( إن وجد ) تدل على الشك في وجوده ولذلك لم يقل ( فإذا وجد) فهو كتعليق النبي صلى الله عليه وسلم لجواز الخط على الرمل وربط ذلك بالغيب بقوله صلى الله عليه وسلم : كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك . رواه مسلم برقم( 537 ) , فهل يصح أن نحتج بذلك على جواز الخط في الرمل ؟ بالطبع لا لأنه تعليق بالمحال . فكذلك هنا , والله أعلم .
ثم ترجيح ابن حجر يقابله ترجيح أئمة مثله فيصار إلى الأصل في العبادات وهو التوقيف فهل قرأ النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه القرآن على السيكا أو النهاوند ؟
وفي المسألة بحث آخر : هل من أباح القراءة بالألحان أباح تعلمها أم أنه أباحها وفاقا للطبع دون أن يتعلمها من الملحنين وأهل الفن ؟
وهل قول ابن حجر :فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره .
يقصد به أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى أحكام القراءة بلا نغم أم أنه أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة ؟
أعتقد أن الجواب : أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة , وأن أرجح منهما من راعى أحكام القراءة بلا نغم لأنه أتى بالمتفق على استحبابه أو وجوبه ولم يلبسه بما اختلف في كراهته أو تحريمه أو إباحته .
وقارئ القرآن متقنا بلا نغم متفق على صحة قراءته وخلوها من البدعة وأما مع النغم فيكفي الخلاف ما بين محرم ومكروه ومباح .
 
احذر التبعية

احذر التبعية

قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ في أحكام القرآن :الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد مِنَّا فَضْلًا
$ الجزء الرابع < 3 > سُورَةُ سَبَأٍ [ مَكِّيَّةٌ فِيهَا ثَلَاثُ آيَاتٍ ] الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ } . [ فِيهَا مَسْأَلَتَانِ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى قَوْلُهُ : { فَضْلًا } : فِيهِ ] أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَوْلًا : الْأَوَّلُ : النُّبُوَّةُ . الثَّانِي : الزَّبُورُ . الثَّالِثُ : حُسْنُ الصَّوْتِ . الرَّابِعُ : تَسْخِيرُ الْجِبَالِ وَالنَّاسِ . الْخَامِسُ : التَّوْبَةُ . السَّادِسُ : الزِّيَادَةُ فِي الْعُمْرِ . السَّابِعُ : الطَّيْرُ . الثَّامِنُ : الْوَفَاءُ بِمَا وُعِدَ . التَّاسِعُ : حُسْنُ الْخُلُقِ . الْعَاشِرُ : الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ . الْحَادِيَ عَشَرَ : تَيْسِيرُ الْعِبَادَةِ . الثَّانِيَ عَشَرَ : الْعِلْمُ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا } . الثَّالِثَ عَشَرَ : الْقُوَّةُ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُد ذَا الْأَيْدِ إنَّهُ أَوَّابٌ } . < 4 > الرَّابِعَ عَشَرَ : قَوْلُهُ : { وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } . وَالْمُرَادُ هَاهُنَا مِنْ جُمْلَةِ الْأَقْوَالِ حُسْنُ الصَّوْتِ ; فَإِنَّ سَائِرَهَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي مَوْضِعِهِ فِي كِتَابِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الْمُشْكِلَيْنِ . وَكَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَا صَوْتٍ حَسَنٍ وَوَجْهٍ حَسَنٍ ، وَلَهُ { قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : لَقَدْ أُوتِيت مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد } ، وَهِيَ :
$ مستوى4 مَسْأَلَة الْإِعْجَابِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ
$ الجزء الرابع الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ وَفِيهِ دَلِيلُ الْإِعْجَابِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ ، وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ : { رَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ أَوْ جَمَلِهِ وَهِيَ تَسِيرُ بِهِ ، وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ قِرَاءَةً لَيِّنَةً وَهُوَ يُرَجِّعُ ، وَيَقُولُ آهٍ } ، وَاسْتَحْسَنَ كَثِيرٌ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ الْقِرَاءَةَ بِالْأَلْحَانِ وَالتَّرْجِيعِ ، وَكَرِهَهُ مَالِكٌ . وَهُوَ جَائِزٌ { لِقَوْلِ أَبِي مُوسَى لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَوْ عَلِمْت أَنَّك تَسْمَعُ لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا } ; يُرِيدُ لَجَعَلْته لَك أَنْوَاعًا حِسَانًا ، وَهُوَ التَّلْحِينُ ، مَأْخُوذٌ مِنْ الثَّوْبِ الْمُحَبَّرِ ، وَهُوَ الْمُخَطَّطُ بِالْأَلْوَانِ . وَقَدْ سَمِعْت تَاجَ الْقُرَّاءِ ابْنَ لُفْتَةَ بِجَامِعِ عَمْرٍو يَقْرَأُ : { وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك } . فَكَأَنِّي مَا سَمِعْت الْآيَةَ قَطُّ . وَسَمِعْت ابْنَ الرَّفَّاءِ وَكَانَ مِنْ الْقُرَّاءِ الْعِظَامِ يَقْرَأُ ، وَأَنَا حَاضِرٌ بِالْقَرَافَةِ : فَكَأَنِّي مَا سَمِعْتهَا قَطُّ . وَسَمِعْت بِمَدِينَةِ السَّلَامِ شَيْخَ الْقُرَّاءِ الْبَصْرِيِّينَ يَقْرَأُ فِي دَارٍ بِهَا الْمَلِكُ : { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ } فَكَأَنِّي مَا سَمِعْتهَا قَطُّ حَتَّى بَلَغَ إلَى قَوْله تَعَالَى : { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } فَكَأَنَّ الْإِيوَانَ قَدْ سَقَطَ عَلَيْنَا . وَالْقُلُوبُ تَخْشَعُ بِالصَّوْتِ الْحَسَنِ كَمَا تَخْضَعُ لِلْوَجْهِ الْحَسَنِ ، وَمَا تَتَأَثَّرُ بِهِ الْقُلُوبُ فِي التَّقْوَى فَهُوَ أَعْظَمُ فِي الْأَجْرِ وَأَقْرَبُ إلَى لِينِ الْقُلُوبِ وَذَهَابِ الْقَسْوَةِ مِنْهَا . وَكَانَ ابْنُ الْكَازَرُونِيِّ يَأْوِي إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ، ثُمَّ تَمَتَّعْنَا بِهِ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ ، وَلَقَدْ كَانَ يَقْرَأُ فِي مَهْدِ عِيسَى فَيُسْمَعُ مِنْ الطُّورِ ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا طُولَ قِرَاءَتِهِ إلَّا الِاسْتِمَاعَ إلَيْهِ . < 5 > وَكَانَ صَاحِبُ مِصْرَ الْمُلَقَّبُ بِالْأَفْضَلِ قَدْ دَخَلَهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَحَوَّلَهَا عَنْ أَيْدِي الْعَبَّاسِيَّةِ ، وَهُوَ حَنَقَ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا بِحِصَارِهِ لَهُمْ وَقِتَالِهِمْ لَهُ ، فَلَمَّا صَارَ فِيهَا ، وَتَدَانَى بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مِنْهَا ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَصَدَّى لَهُ ابْنُ الْكَازَرُونِيِّ ، وَقَرَأَ : { قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِك الْخَيْرُ إنَّك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فَمَا مَلَكَ نَفْسَهُ حِينَ سَمِعَهُ أَنْ قَالَ لِلنَّاسِ عَلَى عِظَمِ ذَنْبِهِمْ عِنْدَهُ ، وَكَثْرَةِ حِقْدِهِ عَلَيْهِمْ : { لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } . وَالْأَصْوَاتُ الْحَسَنَةُ نِعْمَةٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ، وَزِيَادَةٌ فِي الْخَلْقِ وَمِنَّةٌ . وَأَحَقُّ مَا لُبِّسَتْ هَذِهِ الْحُلَّةُ النَّفِيسَةُ وَالْمَوْهِبَةُ الْكَرِيمَةُ كِتَابُ اللَّهِ ; فَنِعَمُ اللَّهِ إذَا صُرِفَتْ فِي الطَّاعَةِ فَقَدْ قُضِيَ بِهَا حَقُّ النِّعْمَةِ)).

مسألة محل خلاف نحاير العلماء ، والرأي المقابل لا يلزم أخذه ولا يلزم رده , فأرجو ألا تجعل هذه المسألة وتر يدندن عليه ليكون دليلا على الديانة والتقوى والورع
( وعار وشنار أن ينكر هذه المسأله أهل مصر ، أصحاب الذوق الرفيع , وبلاد القراء , ومأرز الأداء ) ؟؟؟؟
 
مسألة محل خلاف نحاير العلماء ، والرأي المقابل لا يلزم أخذه ولا يلزم رده , فأرجو ألا تجعل هذه المسألة وتر يدندن عليه ليكون دليلا على الديانة والتقوى والورع
( وعار وشنار أن ينكر هذه المسأله أهل مصر ، أصحاب الذوق الرفيع , وبلاد القراء , ومأرز الأداء ) ؟؟؟؟

يا إخوان ما أحد أنكر الخلاف , فلماذا تكررون شيئا متقرر , ولا يخفاكم أن أكثر مسائل الفقه خلافية حتى نكاح المتعة صح عن ابن عباس أنه أباحه فهل يصح أن يستدل بخلاف ابن عباس وهو من هو حبر الأمة وترجمان القرآن رضي الله عنه ومع ذلك لا يستدل بخلافه في هذه المسألة .
فلابد من راجح ومرجوح وهذا هو محل النزاع .
وقد نقلت من كلم العلماء ما يرجح بدعية الألحان في القراءة .
 
السلام عليكم

أخي الحبيب الشيخ محمد الشعباني

أولا : قياس الخلاف في الألحان بقياس نكاح المتعة ..قياس مع الفارق

* هناك قول برجوع ابن عباس رضي الله عن ذلك .

* ولو قلنا بعدم رجوعه يكفي ردّ بعض الصحابة علي هذا القول . ثم اشتهار حرمة نكاح المتعة بين أهل السنة . ولا يخفي عليكم أن نكاح المتعة الحكم الوحيد الذي أبيح ثم حرم ثم أبيح ثم حرم ( وانتهي الأمر فيه بالتحريم )

ففي جميع الأحوال فالخلاف عند أهل السنة في المسألة غير معتبر ( كما لا يخفي عليكم ) .


أما الألحان بخلاف ذلك تماما ، فالخلاف فيه معتبر بين أهل السنة (كما أسلفنا ) .

قولكم ((وفي المسألة بحث آخر : هل من أباح القراءة بالألحان أباح تعلمها أم أنه أباحها وفاقا للطبع دون أن يتعلمها من الملحنين وأهل الفن ؟))

الجواب : شيخنا الفاضل تأمل كلام ابن حجر جيدا القراءة بالألحان من غير أن يتعلمها القارئ هذا ليس بمحل نزاع كما قررتم أنتم وقلتم :

((أعتقد أن الجواب : أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة , وأن أرجح منهما من راعى أحكام القراءة بلا نغم لأنه أتى بالمتفق على استحبابه أو وجوبه ولم يلبسه بما اختلف في كراهته أو تحريمه أو إباحته .)))

فكلام الأئمة عمن تعلم هذه الألحان وقرأ بها عن دراية بها ووعي ( وهو محل النزاع ) فإن تعلمها دون مباشرة لموسيقي ..فما المانع من تعلمها ؟؟ وهل قال أحد : إن تعلم الألحان ـ بدون الموسيقي ـ ليحسن بها صوته حرام ؟؟

قلتم ( وقد نقلت من كلام العلماء ما يرجح بدعية الألحان في القراءة .)

الجواب : القول بالبدعية ممن حرموا الألحان في شئ من الجور ، وخاصة أن مخالفيهم أئمة أصحاب اعتبار، قال ابن حجر ( وحكى بن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز وهو المنصوص للشافعي ونقله الطحاوي عن الحنفية وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة يجوز بل يستحب )

سيدي الفاضل تأمل القول بالاستحباب من قول الفوراني ..أليس فيه دعوة خفية لتعلم القراءة بالألحان ؟؟ والله أعلم


والسلام عليكم
 
هل كل ما ينسب إلى الأئمة الأربعة ويُنقل في كتب مذهبهم ثابت النسبة إليهم

هل كل ما ينسب إلى الأئمة الأربعة ويُنقل في كتب مذهبهم ثابت النسبة إليهم

قال مُلاَّ مُعين الدين الحنفيُّ: "وليس كلُّ ما يُنسبُ إلى الأئمة الأربعة ويُنقَلُ في كُتُبِ مذهبهم ثابتَ النِّسبةِ إليهم! بل أكثرُ ذلك أو كلُّه مِمَّا ارتكبه مَن غلبَ عليهِ الرَّأيُ مِنْ أتباعِهم. - إلى أن قال - ومَن ادَّعى أنَّ هذا مرويٌّ عن أبي حنيفة رحمه الله - مثلاً - أو مالك رحمه الله، أو الشافعيُّ رحمه الله، فَليُصِحَّ السَّندَ بكلِّ ما يُشترطُ في صحتِهِ، ولا أحسبُهم عن هذا إلا عاجزين!"اهـ.((دراسات اللَّبيب)): (ص156).
فنسبة القول بجواز قراءة القرآن بالألحان لبعض العلماء الكبار، يحتاج إلى مزيد بحث، وتحرير لمحل النزاع.
ولعلي أكتب إن شاء الله بعض ما توصلت إليه في هذه المسألة المهمة.
وأما قول الأخ الفاضل (عبدالحكيم عبدالرازق):
"سيدي الفاضل تأمل القول بالاستحباب من قول الفوراني ..أليس فيه دعوة خفية لتعلم القراءة بالألحان ؟؟".
فأقول له:
لماذا نبحث ونتلمس دعوة خفية؟
ولو فرضنا جدلاً أن هذا الأمر مستحب؛ ألم يكن من المفترض أن يكون جلياً واضحاً لا خفاء فيه؟
أين أثر هذه الدعوة الخفية على القراء والمقرئين؟
وللحديث بقية، والله الموفق.
 
لماذا نبحث ونتلمس دعوة خفية؟
ولو فرضنا جدلاً أن هذا الأمر مستحب؛ ألم يكن من المفترض أن يكون جلياً واضحاً لا خفاء فيه؟
أين أثر هذه الدعوة الخفية على القراء والمقرئين؟
وللحديث بقية، والله الموفق.

السلام عليكم
أخي الكريم اقرأ ما كُتب في هذا الموضوع جيدا قبل أن تعلق ومحل النزاع :

ماذا لو تعلم الألحان بدون آلات موسيقية .

ماذا لو قرأ بالألحان دون الخروج عن قواعد التجويد .

ولك تحياتي

والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أخي الكريم اقرأ ما كُتب في هذا الموضوع جيدا قبل أن تعلق ومحل النزاع

عفواً أخي الكريم أنت لم تجب على ما كتبت.
أرجو منك أن تجيب أولاً حتى أكمل معك النقاش؛ بغية الوصول إلى الحق إن شاء الله تعالى.
أما الموضوع فقد قرأته جيداً، بارك الله فيك.
أما تعليقي فكان على جزيئة من الموضوع.
ولي مشاركتان سبقتا فحبذا لو قرأتهما وأبديت رأيك فيهما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
السلام عليكم
أين الكلام الذي تريدني أن أجيب عليك ؟ انسخه لي سيدي الفاضل
والسلام عليكم
 
سيدي الفاضل تأمل القول بالاستحباب من قول الفوراني ..أليس فيه دعوة خفية لتعلم القراءة بالألحان ؟؟ والله أعلم

هذه الدعوة الخفية التي لمستها، ما أثرها؟
وهل هناك في ديننا ما تكون الدعوة إليه بخفاء؟
ثم من سبق الفوراني لهذا الأمر؟
القراءة سنة كما لا يخفى عليكم، فبينوا لنا سنة القراءة بالألحان لنتبعها، وبارك الله فيكم
 
السلام عليكم
بالنسبة للسؤال الأول ..لا أدري كيف فهمت مسألة الدعوة الخفية .. فالشيخ الشعباني ـ والله أعلم ـ يبدوا أنه فهم قصدي من الدعوة الخفية .

الإمام الفوراني يقول بالاستحباب فكيف يكون هذا الاستحباب إلا بتعلم الألحان ؟؟

وقولكم (( ثم من سبق الفوراني لهذا الأمر؟ )
الجواب : هل تقر بما قاله الفوراني أولا ؟

مسألة الغناء بالموسيقي وبغير موسيقي فرق في جواز الغناء بالألحان بغير مصاحبة للموسيقي ، وبين تحريم الغناء بالألحان مصاحبا للموسيقي . والأمر في ذلك ظاهر .

فماذا عليّ لو تعلمت المقامات بدون موسيقي لتحسين أدائي في القرآن ؟ .


وقولكم (( القراءة سنة كما لا يخفى عليكم، فبينوا لنا سنة القراءة بالألحان لنتبعها، وبارك الله فيكم )

الجواب : سبحان الله .. الإخوة يقحمون القول بأن ( القراءة سنة ..) في أي مسألة !!!.

ما دخل كون القراءة سنة في مسألتنا ؟؟!!!

وهل طريقة الأداء فيها سنة وغير سنة ؟!!!

اقرأ هذا الحديث :
أَيْ رَدَّدَ صَوْته بِالْقِرَاءَةِ ، وَقَدْ أَوْرَدَهُ فِي التَّوْحِيد مِنْ طَرِيق أُخْرَى بِلَفْظِ " كَيْف تَرْجِيعه ؟ قَالَ : أ أ أ ثَلَاث مَرَّات " قَالَ الْقُرْطُبِيّ : هُوَ مَحْمُول عَلَى إِشْبَاع الْمَدّ فِي مَوْضِعه ، وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ بِسَبَبِ كَوْنه رَاكِبًا فَحَصَلَ التَّرْجِيع مِنْ تَحْرِيك النَّاقَة . وَهَذَا فِيهِ نَظَر لِأَنَّ فِي رِوَايَة عَلِيّ بْن الْجَعْد عَنْ شُعْبَة عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ " وَهُوَ يَقْرَأ قِرَاءَة لَيِّنَة ، فَقَالَ : لَوْلَا أَنْ يَجْتَمِع النَّاس عَلَيْنَا لَقَرَأْت ذَلِكَ اللَّحْن " وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدَة فِي " فَضَائِل الْقُرْآن " عَنْ أَبِي النَّضْر عَنْ شُعْبَة ، وَسَأَذْكُرُ تَحْرِير هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي شَرْح حَدِيث " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "

فالصحابي في مقدوره تقليد طريقة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فلم يفعل ..فلو كانت طريقة القراءة سنة فلم لم يفعلها ؟


ففهم ما نسوقه من القول له أهمية في النقاش . والله أعلم
والسلام عليكم
 
نتابع نقاشكما ونستفيد أيها الفاضلان فجزاكما الله خيرا , وقد انتهيت إلى أن السلامة لا يعدلها شيء , والسلامة في ترك القراءة بالألحان الموسيقية لأنها لو كانت جائزة على قول قلة من علمائنا فترك الجائز لا إثم فيه ولو كانت مستحبة ـ ولا تبلغه - فترك المستحب لا إثم فيه , وأما إذا كانت بدعة محدثة فهي ضلالة محرمة والوقوع في المحرم ليس من السلامة في شيء , والسلامة فيما كان عليه الصدر الأول ولم يقرأوا بها والأسوة في النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقرأ بها , فالسلامة لا يعدلها شي .
 
عودة
أعلى