كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
في عام 2008م استحدث في باريس كرسي (بيئات الكتاب المقدس) Milieux Bibliques وانتخب لأستاذيته السويسري من أصل ألماني توماس كريستيان رومر T.C.Romer وكان ذلك بداية توجه جديد في أشهر مؤسسة بحثية فرنسية هي الكوليج دو فرانس Collège de France أشيع أنه يهدف الى دراسة النصوص الدينية دراسة تاريخية نقدية،ولاكمال هذا المشروع أعلن عام 2014م عن تأسيس كرسي ثان هو:
"تاريخ القرآن:النص وطرق نقله Histoire du Coran. Texte et transmission "
وانتخب لأستاذيته فرانسوا ديروش،وينتظر أن يؤسس كرسي ثالث هو "التاريخ القديم والعالم البيزنطي" ،لتختص هذه الكراسي الثلاثة -تبعا للمؤسسين- بكل ما يتعلق بالعلاقة بين القرآن والأناجيل والتوراة خلال العصر الوسيط بالتقسيم التاريخي الأوربي.
يهمنا هنا كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" الذي افتتح أول أبريل 2015م،ويخدم في اطار المشروع السابق المعلن عنه هدفين اثنين:
1- فهم الحقبة الأولى من تاريخ المصحف.
2- خدمة المشروع الأوربي (كوربيس كورانيكوم Corpus Coranicum) أو ان شئنا بالعربية(اعادة تحقيق المصحف).
لقد قدر لي أن أتابع دروس هذا الكرسي،وبعد طول تفكير ارتأيت أن ألخصها -رغم طولها- بالعربية ليطلع على مضمونها ويناقشها المهتمون بالدراسات الاستشراقية في أيامنا الحالية ...،هذه الدراسات التي تسعى حثيثا بزعمها لـ"تحقيق" المصحف الشريف كما حقق المستشرقون "الأغاني" لأبي الفرج،و"كليلة ودمنة" لابن المقفع و"رسالة التدوير" للجاحظ...
لقد كان الرأي الغالب قبل عقود في دوائر الاستشراق أن القرآن نتاج القرن العاشر الميلادي أي الرابع للهجرة...،والآن بعد أن تأكد انطلاقا من الأرشيف المتوافر وجود رقع و مصاحف ترجع الى القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)اصبح الاهتمام متجها للبحث عن (الفروق) الموجودة بين مختلف مخطوطات المصاحف ثم عن علاقة هذه المصاحف بالتراث الديني للأمم السابقة عليه
( l Héritage de lantiquite tardive).
ومشروع جمع مخطوطات المصاحف سبق أن تفرغ له براجستراسر تـ1932 ثم بريتزل تـ1941 في ألمانيا وجفري تـ1959 في الولايات المتحدة وبلاشير تـ1973 في فرنسا،لكن السبل انقطعت بهم لأسباب شتى...،ثم بعث هذا الاهتمام حديثا مع أنجيليكا نويفرت في ألمانيا وفرانسوا ديروش في فرنسا،ولقد قدر لهذا الأخير أن يرحل وراء مخطوطات المصاحف من باريس الى استنبول ثم القاهرة ثم سانت بترسبورغ ثم أوزبكستان ثم اسبانيا،وأهم الوثائق التي اشتغل عليها مصدرها جامع عمرو بن العاص بالقاهرة وجامع صنعاء باليمن.
والحلقة الأولى باذن الله ستعرض للدرس الافتتاحي للكرسي وموضوعه:
"صوت وقلم:طرق التدوين المقدس للقرآن
la voix et le calame:les chemins de la canonisation du Coran"

La voix et le calame. Les chemins de la canonisation du Coran - Histoire du Coran. Texte et transmission - François Déroche - Collège de France - 02 avril 2015 18:00
 
(كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا)




((((بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!))))


corpus coranicum — Coranica


( The German-French collaboration, Coranica, is designed as a long-term project in order to publish a critical edition of the Qur’an based on systematic documentation of the earliest manuscripts of the Qur’an, epigraphic evidence, and textual variants recorded by Muslim scholars (‘readings’, Ar. qira’at). In other words, the Qur'an is revived and situated in its own milieu.)
 
إن العبارة :
chemins de la canonisation du Coran
لا يعني شيئا مقدسا أو "تقديسا" في العلوم الفيلولوجية . بل المعنى هنا : طُرُق (إلى) التدوين (أو الإخراج) الثابت (أو النهائي) لنص القرآن ، ما يسمى أيضا بــ critical edition
édition critique
الطبعة النقدية للنصّ كما جاء ذكره أعلاه .
العبارة "المقدس" لا تستعمل إلا في لغة الكنيسة .
 
صناعة مصحف جديد هدف غير معلن عنه حسب ما جاء في هذه الورقة .. وتدور حول التساؤل الآتي: Dans quelle mesure sont-ils compatibles avec ce que nous pouvons savoir par ailleurs?

أي: إلى أي مدى تتفق أو تختلف الرواية الإسلامية مع ما توصلوا اليه من معلومات حول جمع (la compilation) ونقل (la transmission) و ترسيم (la canonisation ) المصحف الشريف؟ اظن هذا الهدف المعلن، اما الهدف المبطن فإما محاولة صناعة مصحف جديد، واما التوقف في الامر، واما الاستمرار فيما هم عليه، واما الاذعان للحقيقة وهي ان القرآن قد تم جمعه ونقله وترسيمه قراءة (مع اصول تلاوته وتجويده واداءه) ونصا (مع اصول رسمه وضبطه) بطرق واساليب لم يعرفوها ولن يعرفوها اذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد احسنت استاذنا د. بن هرماس في ترجمة canonisation سواء علمت بذلك ام لم تعلم، فالظاهر انها تؤدي المعنى العلماني، اما في الحقيقة فلا يمكن فصل هذا المعنى العلماني عن المعنى الكنسي اذ ان الانسان ابن بيئته مهما ثار وانفصل فان الآثار باقية حتى لو كان علمانيا لادينيا ملحدا يعادي كل شيء يتصل بالكنيسة، على الاقل من ناحية الشعور او العقل الباطني، ولذلك هم "متطرفون كتابيا" اذ لم تنقل كتبهم الدينية كما نقل القرآن، وما اضفي على كتبهم الدينية من اصالة (صحة النقل) ليس الا من باب التقديس من غير تحقيق .. احسن عبارة للتعبير عن المقام قولك: " وخلاصة الأمر أن القوم يؤرقهم أن للقرآن نسخة واحدة وللانجيل نسخ متعددة فأرادوا أن يختلقوا مصاحف أخرى بهذه الطريقة حتى يشاركهم أهل القرآن في وعيهم الشقي الراجع الى تعدد واختلاف كتبهم (المقدسة)". http://vb.tafsir.net/tafsir36309/#post202744

هذا، والله اعلم.
 
Connotation?
لم يتحدث أحد عن هذه العبارة حتى الآن ، ولم يترجمها أحد حتى الآن ....
لكل مصطلح مكانه وأهميته بعد فهمه .
 
حسن ! قد قام شايب زاوشثتي
بتصحيح العبارة من connotation إلى
canonisation
إلا أن العبارة لا علاقة لها بتقديس ما ولا " بالتدوين المقدس" . لا "قدوسية" في معنى المصطلح في هذا المكان . وشكرا .
 
للسهو فاعليته!

connotation كمصطلح فكّرت فيه لأشرح به العلاقة بين المعنى الظاهر (لا علاقة لها بتقديس) لـ canonisation والمعاني الثانوية، اي المعاني الاضافية significations secondes، التي توجه الكلمة في معناها اللغوي والاصطلاحي، وهي مبطنة في دلالات ثقافية وفكرية، شعورية و لاشعورية، مثل المعنى الكنسي او الارتباط بطريقة تفكّر ما زالت الثقافة الكنسية مؤثرة فيه؛ والعملية هذه تضمين مترابط ذهنيا وقد لا يصرح بها المخاطب لكن خطابه تتحكم فيه عوامل متعددة فهو ابن بيئته.
 
مرحبا بالدكتور موراني
وشكرا على المتابعة...

لفظ " Canonisation"
مثله مثل ألفاظ أخرى ذات أصول لاتينية تستعمل في الدراسات الاستشراقية كألفاظ: " Vulgate"و " Corpus " و" Liturgie"...لا تنفصل في دلالتها الفيلولوجية عن معناها في المعجم التاريخي الذي نجد له جذورا فيما سميته (لغة الكنيسة)...
واذا أردت أن اساير فهمك أعلاه وما ذكرته بالحرف: عن لفظ "Canonisation" الذي ترجمته أنا بـ"التدوين المقدس للقرآن"،وعقبتم عليه بالقول:"لا يعني شيئا مقدسا أو "تقديسا" في العلوم الفيلولوجية . بل المعنى هنا : طُرُق (إلى) التدوين (أو الإخراج) الثابت (أو النهائي) ل نص القرآن "
فهذه الألفاظ التي كتبتها بالأحمر من كلامك لا علاقة لها بفعل "canoniser " أو اسم " canonisation"في اللغة الفرنسية على الأقل.

وعندي سؤال مرتبط بالموضوع:بماذا نترجم هذا اللفظ في عنوان دراسة منشورة بالألمانية لأنجيليكا نويفرت في ندوة (القرآن باعتباره نصا)؟؟؟ والعنوان الألماني كالآتي:
Vom rezitationstext uber die liturgie zum Kanon

لقد ترجمت:
"la voix et le calame:les chemins de la canonisation du Coran
بعبارة:"صوت وقلم:طرق التدوين المقدس للقرآن "،لأن القصد من استعمال هذا العنوان بالنسبة للدكتور ديروش والجمهور الفرنسي الذين يخاطبهم (تدوين المصحف الذي يقدسه المسلمون)، وأنا من المسلمين الذين يؤمنون بأن تدوين المصحف كان تبعا للترتيب والطريقة التي كان يدون بها بين يدي رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم كما بلغه ذلك عن أمين الوحي جبريل،واللفظ المستعمل canonisation في وسط استشراقي لائكي اختير عن قصد وبعد "تفكير وتقدير" لاعطاء صورة معينة للسامع والمتلقي تشي بأن تدوين القرآن كان مثل تدوين أسفار التوراة والآناجيل التي يعرف اللائكيون أن تدوينها كان بعد عصر موسى وعيسى بقرون...فهل كان القرآن كذلك؟؟؟
 
كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

الأستاذ هرماس المحترم ،
لا أريد إطالة الحديث في البديهيات . ولا أتدخل في التوراة أو الإنجليل ولا في موسى وعيسى . ولا في الأهداف التي تقصدها الفئات البحثية المذكورة حول القرآن . معنى العبارة كما ذكرته أعلاه .
أما العنوان لدى نويفرت فمعنى عبارة Kanon
النص المثبت "القانوني" (من جانب الإسلامي!) ، ولا علاقة لها باستخدام العبارة في لغة الكنيسة من قريب أو بعيد .
الباحثون يريدون تدوين النص أو تحقيق النص (ولا الوحي!) ، أي الطبعة النقدية للنص . وذلك لهم . هذا هو canonisation . العبارة جارية عندنا مستقلا من أي تأثير كنيسيّ .
وأنا شخصيا أرضى بما بين يديّ من المصحف المطبوع ....غير أنني أتابع ما يجرى في الفئات البحثية الأخرى ..... وللجميع الحرية لطرح الأسئلة عن هذا وذاك .
 
..اختير عن قصد وبعد "تفكير وتقدير" لاعطاء صورة معينة للسامع والمتلقي
لهذا السبب لابد من التفكير والتقدير مرات ومرات قبل نقل اي مصطلح اسلامي الى لغة اعجمية لان المتلقي تتحكم في عملية فهمه واستيعابه الاطر المرجعية في تأويل ظواهر التواصل .. احسنت بارك الله فيك.

واذا قلنا لهم اخطأتم في التعبير والترجمة، قالوا نحن لا نريد هذه المعاني.. يريدون ما هو اضل سبيلا: أرخنة القرآن اي وضعه في بيئته ومحيطه (هذا المحيط في الغالب متخيل على نهج المضنون به على غير اهله هههههه) .. مع ان القرآن عندنا وحي، لكن لا يحق لنا نحن ان نربط الشبكة الدلالية التي يتواصلون بها بالتاريخ، ولا يحق لنا أرخنة وتسييق وتبيئة أجهزتهم المفهومية، منها canonisation على سبيل المثال؟ يا له من كيل بمكيالين، ويا لها من طارت ولو نعجة!!!!
 
قال الدكتور موراني:"لا أريد إطالة الحديث في البديهيات... "
وأنا أكتب في حدود هذه البدهيات...العلمية في مجال علم اللغة،وأبدأ بالقول ان المعجم الفرنسي باعتباره لغة ثم باعتباره اصطلاحات يحرسه علماء اللغة الفرنسيون كما يحرس الجيش الفرنسي حدود الجمهورية الخامسة (دولة فرنسا الحديثة) لذلك أوجدوا هيئة تسمى (المجلس الدولي للغة الفرنسية C.I.L.F)،وهو الذي يتولى ضبط معاجم هذه اللغة وفرنسة الألفاظ الأجنبية أو المستحدثة التي يمكن أن تدخلها،و لا يوجد لهذا المجلس نظير فيما أعلم.
و لعل أهم معجم فرنسي حديث هو ROBERT الذي يرد كل لفظ فرنسي الى أصله اللاتيني،ثم يتعقب المعاني التي يدل عليها على مر التاريخ حتى زماننا الحالي،وحين نرجع فيه الى فعل: "Canoniser "نجد المعجم يقول:" mettre au nombre des saint"أي: لما نصف الشيء بهذا الفعل فاننا نضيفه الى "القداسة"...

أما قول د.موراني بـأن ذلك يعني: "النص المثبت "القانوني" (من جانب الإسلامي!) "فالمصحف في الدراسات القرآنية ليس نصا مثبتا قانونيا أبدا...انه كلام الوحي المتلقى من مشكاة النبوة التي أكرم الله بها من يشاء من عباده،وهو ليس "نصا" بالمعنى الذي تفيده نظرية " Théorie de texte"في الدراسة الأدبية الغربية.
و لفظ "قانوني" في اللغات ذات الأصل اللاتيني لا يعني canoniser اذ أن لفظ قانوني يترجم الى أحد معنيين:juridique أو légal فيما أعلم.

وفي هذا السياق أقف عند قول د.موراني" وأنا شخصيا أرضى بما بين يديّ من المصحف المطبوع ....غير أنني أتابع ما يجرى في الفئات البحثية الأخرى ..... وللجميع الحرية لطرح الأسئلة عن هذا وذاك ."
وأسأل:نحن هنا في الملتقى نتابع جانبا مما يجري في الأوساط البحثية،فهل كل ما يجري هناك نسلم به ولو كان خاطئا؟؟؟
ما يكتبه في ألمانيا اللبناني (المتألمن) الذي يسمي نفسه الآن (لوكسمبورغ) كما كان يسمي نفسه قبل 20 سنة (ابن الوراق)..
وما ينشره (لولينج) هل يدخل فيما "تنتجه الفئات البحثية"؟
وهل ما ينشره أمثال هذين يدخل في "حرية" البحث؟؟؟
أم أنه "العبث" يمشي على قدمين؟؟؟

وسأتوقف عند هذا الحد للاهتمام بتلخيص محاضرة :
"la voix et le calame:les chemins de la canonisation du Coran"
راجيا من الله العلي القدير أن يوفقني فهو حسبي وهو محاسبي...
 
بارك الله فيك أستاذنا القدير د. عبد الرزاق هرماس
وسنتابع الترجمات التي تقدمها لنا ..
واسأل الله أن يبارك في علمك وأن يهبك من واسع فضله على هذه الجهود المتميزة .
 
نعم ، للأستاذ هرماس عرض ملخص هذه المحاضرة (الافتتحاية) في سلسلة المحاضرات حول تدوين القرآن أو حول تحقيق النص النقدي للقرآني ( وهذا هو معنى canonisation ) من خلال الابحاث الغربية .
وذلك بالعلم أنّ القرآن نصّ في تلك الأبحاث التي لا تبالي ان كان وحيا ، ولا يسيئ إيمان الآخرين . ومن هذا الموقف ينتطلق ، حسب نظري ، البحث الاستشراقي الأكاديمي العلمي .
 
الباحثون يريدون تدوين النص أو تحقيق النص (ولا الوحي!) ، أي الطبعة النقدية للنص . وذلك لهم . هذا هو canonisation . العبارة جارية عندنا مستقلا من أي تأثير كنيسيّ .
وأنا شخصيا أرضى بما بين يديّ من المصحف المطبوع ....غير أنني أتابع ما يجرى في الفئات البحثية الأخرى ..... وللجميع الحرية لطرح الأسئلة عن هذا وذاك .
السيد المحترم موراني، ولماذا يريدون تحقيق النص؟
اليس لإثبات أنه لاوحي ولاتنزيل، ولا شئ غيبي، ومن ثم فالكتب المقدسة عند أهلها، هي عند المحققين هؤلاء ، من عمل المؤلفين الأرضيين، وأنه يجب دراستها داخل هذا الإطار، وقد يكون النص الديني ، ممتاز في لغته، أو تعبيراته عن أساطيره!، أو أساطير زمنكانه، أو علوم وقته، وأحلام زمنه، وتطلعات عنصره وجنسه، وقد تتوغل الدراسات في أبعد من ذلك كما يفعل محمد اركون وتلاميذه، تبعاً لفكر مابعد الحداثة عن " الدين" فيجعلون الأمر تطلع للمطلق، وأن الخيال الرطب للبشرية فعال في كل زمان ومكان، وأننا يجب أن لايفتنا ذلك، وإن فتنتنا بلاغته، وعرض روايته، وإبداع ثقافته أو مؤلفه.(أو التدخلات في النص، أو تشكله في زمن بعدي مثلاً لأسباب سياسية أو سيادية أو أو)
وبذلك ينشرون في عوالمنا فكرة أننا-قالوا- نراعي المقدسات، ونحب الطقوس والشعائر ، لأنها من طبيعة الخيال الإنساني، وطلاقة الروح!
وهم لايفعلون هذا إلا بعد أن تجاوزوا التصورات العلمانية التي جعلت الدين خرافة يجب التخلص منها!
والآن تعاملت العلمانية مع الدين وكتبه على أنها تراث بشري -اي النصوص المقدسة!-تعرض مراحل الروح الإنساني وتطوره وأشواقه وأحلاقه، وهي كتب تحمل التاريخ والثقافة، كما تحمل الصراع الزمنكاني لكل حالة، وأنه يجب إفساح المجال للدين بإعتباره روحانيات وشعائر وطقوس جميلة، في إنسانية مشتركة ، تقودها الدول الكبرى من خلال مركزية واضحة!
إن دراسة المصحف تدور اليوم تبعاً لدراسة الوثائق المكتوبة، ومنها المعبرة عن ثقافة شعوب قديمة وحديثة..
بيد أن الأمر سياسيا يتجاوز هذه العتبة إلى بوابات الشرق!
 
("صوت وقلم:طرق التدوين المقدس للقرآن
la voix et le calame:les chemins de la canonisation du Coran" )
هذا هو عنوان الدرس الافتتاحي الذي ألقاه د.ديروش يوم الخميس 2015/4/2م،وقد قدمه الى الحاضرين زميله في الكوليج دوفرانس نيكولاس كريمال N.Grimal أستاذ كرسي الحضارة الفرعونية بنفس المؤسسة في عشر دقائق الأولى من الفيديو.
1- عنوان الدرس:
"صوت voix"و "قلم calame" القصد من هذا المركب الاضافي الاشارة الى أن نقل القرآن تم بواسطة (الصوت/التلاوة)و(القلم/الكتابة)،لكن يجب التنبيه الى أن المحاضر لا يقصد بالتلاوة "الأداء"كما في علم القراءات بل مراده القراءة الحرة غير المقيدة بما هو معروف في اقراء القرآن؛كما أنه لا يقصد بـ"الكتابة" رسم القرآن كما سيظهر ذلك في ثنايا الدرس.
2- مقدمة الدرس:
استهله د.ديروش بالتنبيه الى أن كرسيه هو أول كرسي في تاريخ الكوليج دوفرانس خصص للقرآن فقط،ثم تكلم طويلا عن تاريخ الدراسات العربية وكراسيها في هذه المؤسسة منذ تأسيسها عام 1530م من قبل ملك فرنسا فرانسوا الأول حيث كان يسمى آنذاك "الكوليج الملكي"وكيف كانت هذه الكراسي تقترب أو تبتعد من القرآن العربي ارتباطا بميولات المستشرقين الذين يتولون الأستاذية.كما عرض ديروش لعلاقة هذا الكرسي بكرسي يهتم بالتوراة والأناجيل هو كرسي "بيئات الكتاب المقدس".

3- العرض:
ابتدأ عرضه بالاشارة الى أن أبحاث الكرسي تهدف الى تقديم دراسة جديدة عن "النص المؤسس للاسلام"والبحث في "كتابة تاريخ المصحف منذ بدايته"كما "يطرح السؤال عن (المصادر العربية)للقرآن في هذه الفترة"؟؟؟
وبحسبه فان اللغة والكتابة حظيت في الاسلام بالتقدير بسبب تدوين المصحف،وقد وصلت الينا الكثير من وثائق كتابة المصاحف الأولى لكن من يسميهم "المستعربين" لم يعطوها سابقا قيمتها رغم اكتشاف ذخائر من رقاع قديمة كانت مخزونة في المساجد كقبو مسجد عمرو بالفسطاط وفراغ سقف مسجد صنعاء،فهذه الرقاع بحسبه يختلف المصحف الذي دون فيها عن القرآن بين أيدي الناس اليوم الشيء الذي جعله يخلص الى أنه "في منتصف القرن السابع للميلاد-الأول للهجرة-كانت للقرآن نسخ مختلفة يتداولها الناس وتنافس المصحف العثماني بزعمه،واستمر الأمر حتى العاشر الميلادي حيث كان فيه التدوين الرسمي الثاني مع ابن مجاهد الذي حصر القراءات بدعم من الخليفة العباسي -الفيديو دقيقة 26-
و يسعى ديروش الى دراسة تاريخ القرآن ما بين هاتين الفترتين (القرن7م/1هـ)الى (القرن10م/4هـ)وذلك بعرض روايات التدوين عند المسلمين على ما توصل اليه هو في دراسته للرقاع القديمة.
ودراسة تاريخ القرآن خلال هذه القرون يؤسسها على مجموعة فرضيات هي:
1-استحالة وجود "كتاب"أو "كراسة cedex"لجمع القرآن زمن النبوة طالما أن القرآن ظل يتنزل مجزءا.
2- حاجة الاسلام بعد ذلك الى مثل الذي عند اليهود والنصارى (أهل الكتاب).
3- احتواء الاسلام لأهل الكتاب في فترة تغلبه،وانتشار العربية بدعم من الأمويين أدى ذلك الى ابتلاع الاسلام للتراث الدينى للشرق الأدنى ليمحو الأمم الكتابية وظهر ذلك الاحتواء أو الابتلاع حتى في سك النقود التي أصبحت اسلامية،يشهد لذلك نقش سورة الاخلاص في الدينار المضروب زمن عبدالملك الأموي- الفيديو دقيقة31-
ويذهب ديروش الى أن المسلمين لجؤوا الى تقنيات الامم السابقة لوضع مصحف،فأخذوا منهم:
- صناعة الكراسات.
- طرق ووسائل زخرفة وتزيين المصاحف.
- وضع فواصل بين السور لاعطاء المصاحف مكانتها الخاصة.
وفي وقت متأخر -بزعمه-وجد من جمع الروايات التي يتداولها المسلمون عن تدوين المصحف التي وصلت الى أبي عمرو الداني.
ويتساءل ديروش كيف أن أكثر المصاحف المخطوطة في المكتبة الوطنية الفرنسية ترجع الى بداية الدولة العباسية؟؟؟
وحاول أن يوجد لذلك صلة بأعداد مخطوطات الكتاب (المقدس) لنفس الفترة التاريخية في نفس المكتبة،حيث كان هارون الرشيد خليفة للمسلمين وكان شارلمان الامبراطور الروماني حاكما للعالم المسيحي!!! -الفيديو دقيقة34-
وكثرة المصاحف هذه أراد د.ديروش بذكرها أن يمهد للطعن في القراءات عن طريق الطعن في المصاحف،حيث حكى لمستمعيه رواية واهية لم يعتبرها أحد ،ينسب فيها لحمزة الزيات تـ 156هـ أنه قرأ أول سورة البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه) بـ"ذلك الكتاب لا زيت فيه" -الفيديو دقيقة 52-
4- خلاصات واستنتاجات ديروش في درسه:
خلص ديروش من خلال كلامه السابق الى ما يلي:
أ- أن المصاحف في القرن السابع الميلادي (الأول للهجرة)كتبت بطريقة قاصرة défectueuse وبدون طريقة موحدة في الاملاء .
ب -كما اختلفت كتابتها باختلاف النساخ.
ج -هذا اضافة الى عدم ضبط حروف العلة فيها.
ونتج عن ذلك بحسبه الاختلاف بين القرآن المتلو والقرآن المكتوب فكان ذلك سببا لظهور اختلاف القراءات القرآنية التي لم يستقر عددها الا في القرن التاسع الميلادي الذي ظهر فيه ابن مجاهد وسيكون بعد ذلك على علماء القرون الوسطى تبرير هذا الاختلاف الذي سلم لهم به علماء الأزهر المعاصرون حين أجازوا أقدم طبعة رسمية للمصحف عام 1923م "مصحف الملك فؤاد".
كما استنتج ديروش أن علماء القراءات منذ الداني لما واجهوا مشكلات رسم المصاحف جمعوا روايات السابقين وانتهوا الى انتقاء شواهد القراءات منها لكنهم لم يحفظوا كل اختلافات المصاحف،ويجب علينا أن نبحث عن ذلك لندرجه ضمن عملنا في نقد نص المصحف.وقد جهد ديروش نفسه من أجل البرهنة لمستمعيه في الكوليج دوفرانس على أن القرآن -بغض النظر عما في تدوينه في المصحف من اختلاف- لم يكن نصا واحدا مستدلا على مذهبه بما ادعاه من اختلاف فيه بين عثمان وابن مسعود رضي الله عنهما،معززا ذلك بما يدعيه بعض الرافضة من حذف سورة (الولاية)،مضيفا أن من أسباب قتل عثمان رضي الله عنه ما نسب الى قتلته أنهم قالوا:"جعل القرآن واحدا"-الفيديو دقيقة 46-
وسبيل (نقد المصحف)يبتدىء بدراسة رقع مسجد صنعاء التي تختلف -بزعمه- عن القرآن،ثم الاعتبار بما وصف بـ"القراءات الشاذة" التي ردها من سماهم "الأرثوذكسية"-يعني باللفظ أهل السنة-الذين جعلوا اختلاف القراءات محدودا في عدد معين فقط،ويضرب مثالا لذلك الاختلاف الواسع بـفعل (قال) و(قل)فقد كتبا معا برسم واحد حتى يقرأ كل واحد بما يهواه،لكن هذا الاختلاف اختفى بسبب عمل ابن مجاهد وتوقف نساخ المصاحف عن مسايرة واقعهم بعد الغاء حرية القراءة -الفيديو دقيقة 48-ودراسة الوسائل المادية لنقل القرآن خلال القرون الثلاثة الأولى ستبين لنا كيف تطور المصحف...و هذا هو موضوع بحثنا خلال السنوات القادمة الذي نرجو من ورائه الوصول الى (نسخة محققة) للقرآن.
الفيديو لأجل الاطلاع:
La voix et le calame. Les chemins de la canonisation du Coran - Histoire du Coran. Texte et transmission - François Déroche - Collège de France - 02 avril 2015 18:00
وان شاء ربنا لنا وقفة مع ما تضمنه هذا الدرس الافتتاحي للكرسي قبل الانتقال الى الدرس الثاني.
 
كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

الأستاذ هرماس المحترم
في مشاركتكم ١٢ رفعتم أسئلة، فأعتقد انه من مجرد باب الأدب الإجابة الموجزة عليها ، نعم ، بالإيجاز "خوفا" من إغلاق هذا
الرابط أيضا كما رأينا،
نعم ، كل من ذكرتموهم من أعضاء تلك الفئة ،وغيرهم، يتمتعون بحرية البحث عندنا وهم أنفسهم يتحملون المسؤولية لما ينشرون ، بحثا كان أو عبثا كما تقولون
لهم أيضا حرية النشر عندنا وهم يتعرضون للنقد والرفض المستمر من جوانب أخرى ليس من الجانب الإسلامي فحسب
هل تعتبرون المحاضرة الافتتاحية بحثا أم عبثا ؟
هل تعلمون أن الكنيسة التي امر ببنائه Charlemagne
الذي ذكرتموه بمدينة Aachen
بين ٧٩٥ و٨١٤ أنها بنيت على صيغة داخل قبة الصخرة بالقدس؟ وأترك لكم الباقي للتفكير فيه ومتمنيا ألا ترى في كل ما ينشر في الغرب عدوانا أو تخريبا لمعتقدات الآخرين
 
لتعميم فائدة هذا الموضوع الرائع سنوقف التداخلات والتعليقات لغير د. هرماس.
حتى يفتح د. هرماس المجال للأسئلة والتعليقات، وذلك حتى تتحقق أكبر فائدة من الموضوع .
وقد تم تثبت الموضوع لأهميته ..
وأكرر شكري لأستاذنا القدير هرماس
 
شيخنا الدكتور حاتم
لا معنى لطلبك من الأساتذة التوقف عن المشاركة
إذا أقفل الملتقى وحوله إلى مجلة علمية ليس فيه إلا كلام صاحب الموضوع ..
وإن من طبيعة الملتقيات العلمية المناقشات في نقاط دقيقة محددة يفترض في من يخوض فيها الخلفية المؤهلة لذلك الخوض ..
وليس من طبيعته المقالات والبحوث الطويلة !
وهكذا عودنا وتخولنا الأستاذ هرماس بارك الله فيكما .
 
نزولاً عند رغبة الأعضاء الكرام أتراجع عما ذكرته من منع التعليقات والنقاشات ..
وسيبقى المجال مفتوحاً كالعادة لما كان مرتبطاً بذات موضوع د. هرماس، وأما النقاشات الجانبية فأرجو البعد عنها هنا، ويمكن فتح مواضيع جديدة لأي فكرة أو نقاش ...
 
قبل تقديم ملخص معرب للدرس الثاني من دروس ديروش أود أن أشير الى أنني في آخر كل درس سأحدد العناصر التي يمكن أن تثير المناقشة ،وللاخوة المشاركين اضافة ما يرون...على أساس أنني أفضل مناقشتها بعد اكتمال سلسلة دروس السنة الماضية حتى تكون متتابعة بالنسبة للقارىء بما يفيده في تصور هذا التوجه في الدراسات الغربية..
اذ أن هذه الدروس ألقيت خلال أيام:2و7و14 أبريل ثم 19و26 ماي ثم2 يونيو ثم جاء المؤتمر الذي ختمت به عن (مصاحف مسجد عمرو بالفسطاط) في 25/6/2015 كما تقدم الحديث عنه،وكل تلك الدروس والمحاضرات مسجلة بالصوت والصورة في موقع الكوليج دوفرانس.
ولعل أهم ما يثير المناقشة في الدرس الأول:
-ادعاء أن القراءة الحرة أصل اختلاف القراءات القرآنية.
- مصطلح "النص المؤسس للاسلام".
-دعوى اختلاف رقاع مسجد صنعاء عن المصحف الذي بين أيدينا.
-دعوى كون تنجيم القرآن يناقض جمعه زمن الرسالة.
-احتواء المسلمين لأهل الكتاب واستفادتهم من تراثهم الديني
-تأسيس ديروش لفرضياته على أساس روايات واهية في كتب التراث الاسلامي.
-شبهة عدم حفظ اختلافات المصاحف القديمة مما كان من قبيل الشاذ.

أما الدرس الثاني وعنوانه:
la tradition musulmane et la canonisation
أي "التدوين المقدس للمصحف في الروايات الاسلامية" فقد ألقي بتاريخ 7/4/2015
رابطه للمتابعة:
Page non trouvée - Accueil - Collège de France
deroche/course-2015-04-07-14h30.htm
وسينزل ملخصه ان شاء الله بعد حين.
 
(التدوين المقدس للمصحف في الروايات الاسلامية)
أود أن ابتدىء الكلام بنقل ما استهل به ديروش درسه بالفرنسية ثم أترجمه، قال:
c est par analogie avec le texte de la Bible que les mots CANON et VULGATE étaient appliques au Coran
معنى الكلام:
"بسبب التشابه مع نص التوراة والأناجيل فاننا نطبق على القرآن لفظي (مقدس Canon)و(النسخة الرسمية Vulgate )"

ثم يذكر ديروش الحاضرين بأن لفظ (مقدس) بهذا المعنى أطلق على "مجموع التوراة والأناجيل زمن نزولها"
أما "vulgate أي النسخة الرسمية،فهي الأناجيل القديمة المكتوبة باللاتينية"...بعد زمن المسيح.
هذه المقدمة بنى عليها النتيجة التي سيخلص اليها في آخر درسه والتي قدمها مسبقا في أوله وهي:
أن مصحف ابن مسعود الذي انتهى بزعمه الى ابن شنبوذ هو القرآن كما هو زمن نزوله وهو المقدس.
أما المصحف العثماني فهو القرآن الرسمي وهو الموجود بين أيدي الناس اليوم.

وليسمح لي القارىء...أن أستطرد هنا خارج الدرس الثاني لديروش:
لقد طالت صحبتي لمثل هذا الكلام في كتابات المستشرقين الرهبان أمثال ج.جومييه وكلود جيليو...كما عثرت عليه في كتابات المستشرقين المصنفين ضمن توجه(علم الاسلاميات الكاثوليكي) أمثال كليمان هوار ولويس ماسنيون...لكن أن يكرره هنا مستشرق معروف بلائكيته فهذا يعني أن القوم يستسقون من نفس البئر ويسعون الى نفس الغاية...

عقب ذلك أشار ديروش الى أشهر من استعمل هذه المصطلحات وهو المستشرق الفرنسي ريجس بلاشير (تـ1973م)في كتاب "مدخل الى القرآن"الصادر 1958،لكن بلاشير بحسبه لم يستطع البرهنة على وجه اختيار تلك المصطلحات الشيء الذي أتمه هو !!!
ولأجل تلك البرهنة أخبر ديروش مستمعيه بأن مصحف عثمان انما سمي "مجمعا عليه لغاية اقرار نص واحد للقرآن ورد مصاحف أخرى أشار اليها عدد من علماء القرآن خاصة السيوطي،وبحسب ديروش فانه "يتوجب علينا تتبع روايات مسار اقرار نسخة واحدة من القرآن باعتبارها "مقدسة" انطلاقا من تجميع كافة الروايات المتعلقة بانتاج (محمد) للقرآن كما تلقاه الرواة عنه.
ويذكر أن مستشرقي القرنين 17و18 لم يعتنوا بالموضوع،لكن مع تزايد رصيد الغرب من "ذخائرالتراث الاسلامي" مكن من اكتشاف الاختلاف والتناقض بين مرويات تدوين المصحف الشيء الذي قاد مستشرقين مثل جولد تسيهر تـ1921 الى التساؤل عن قيمة هذه المرويات...كما دفع ذلك نولدكه في "تاريخ القرآن"الصادر 1860للمقارنة بين تلك الروايات...،وهذه الجهود الاستشراقية هي التي دفعت ديروش للبحث من أجل تحديد مسار (تقديس)المصحف العثماني وذلك اعتمادا على الروايات التي نقلها المسلمون في كتبهم.
أول ما ابتدأ به ديروش ضبط الألفاظ التي استعملت للدلالة على تدوين هذا المصحف، وهنا وقف طويلا عند لفظي (الجمع) و(العرض)، منبها السامع الى أن المفردات المستعملة في القرآن يطغى عليها الغريب؛ولأن اللغة العربية بزعمه تفتقر الى معجم تاريخي فقد اتخذ معجم العربية للمستشرق دوزي وترجمة كازيمرسكي للقرآن مصدرا لمعرفة لغة القرآن!!!
بالنسبة للفظ (جمع)أي جمع القرآن فقد حدد له معنيين:
1- حشد أو كتل rassembler
2- لم الشمل réunir.
وبحسب ديروش كان ذلك بطريقة انتقائية حيث تم استبعاد écarter رواية آيات وقبول أخرى تم تثبيتها collecter كتابة.
أما لفظ (عرض) الذي ورد في كيفية تلقي القرآن فقد جعل له معنيين:
1- تعلم apprentissage
2- تعليم enseignement.
ليخلص من ذلك الى القول بأن "عرض الكتاب هو مقابلته بعد نسخه، و(عرض)بذلك المعنى هو قراءة الناسخ على غيره لغاية مقابلة المنسوخ.

وليسمح لي القارىء بهذا الاستطراد الثاني:
الذي يفهمه السامع من كلام ديروش السابق بالفرنسية أن رسول الاسلام صلى الله عليه وسلم كان يستنسخ القرآن عن غيره...لأن لفظ (عرض) في كلامه جاءت معزوة اليه عليه السلام حين كان يعرض على جبريل كما جاءت في عرض الصحابة رضي الله عنهم عليه...

وقبل انتقال ديروش الى قراءة عدد من روايات التدوين على مستمعيه مهد لذلك بالطعن فيها رغم أن ذلك لم يمنعه من الاستدلال بها على (قصته مع ابن شنبوذ)،فهذه الروايات عند المسلمين بحسبه:
- كثيرة جدا.
-معناها غير متطابق.
-علماء المسلمين ظلوا يوجهونها،بل وصف عملهم بأنهم قاموا:
" بعملية تنظيفها faire le ménage"-وهو تعبير عامي في هذا السياق-
فكان الجمع العثماني بذلك عبارة عن اقصاء للنصوص الأخرى المنافسة خاصة مصحف ابن مسعود.
هنا قرأ ديروش في درسة بالكوليج دوفرانس عشرات الروايات الصحيحة والمردودة كتلك التي نقلها الاخباريون خاصة ابن شبة في تاريخ المدينة وابن أبي داود في كتاب المصاحف لا أريد أن أطيل بها الكلام...ليخلص الى أن هناك أكثر من (جمع)كما أن هناك أكثر من (مصحف).
فبحسبه هناك جمع المصحف الأول مع أبي بكر ثم المصحف الثاني مع عمر ثم الثالث مع عثمان ثم الرابع مع علي ثم الخامس مع عبدالملك بن مروان...كما أن هناك مصاحف عدة لأبي بن كعب وأبي موسى وابن مسعود والمقداد...وأنه تم تدميرها détruire بانتظام...،لكن في الكوفة عارض الناس مصحف عثمان متمسكين بمصحف ابن مسعود لأن هذا الأخير سمع القرآن من محمد -صلى الله عليه وسلم- كاملا خلافا لمصحف عثمان لأن زيدا كان صغيرا ولم يتلق القرآن منذ البداية في مكة كما أن الشكوك أثيرت حوله لعلاقته بيهود المدينة!!!
وعبثا جهد ديروش نفسه في درسه لاثبات أن ابن مسعود أخذ مباشرة عن محمد -عليه الصلاة والسلام-محتجا في ذلك بكتابات:
- كريستوف لوكسمبورغ -الفيديو د:48،42-
- عمر حمدان -الفيديو د:41،49-
ليصل الى خلاصته،وهي :
1- أنه لم يكن هناك عند المسلمين قرآن واحد بل كانت نسخ versions متعددة.
2-أن ابن مسعود هو الذي تلقى القرآن مباشرة وأن مصحفه في أعلى درجات الصحة plus authentique وأن هذا المصحف ظل متناقلا الى زمن الدولة العباسية حيث انتهى الى ابن شنبوذ.
3-لأجل التخلص من مصحف ابن شنبوذ تحالف ضده ابن مجاهد بدعم من الخلافة العباسية فتم التخلص منه كما سبق لمروان بن الحكم أن تخلص من المصحف الذي أعاده عثمان-رضي الله عنه-الى حفصة.ويريد ديروش الآن وقد بلغ 63 سنة أن يعيد نقد تاريخ المصحف من أجل الوصول الى نسخة محققة منه ليست هي التي تنتهي الى عمل الصحابة واجماعهم زمن خلافة ذي النورين رضي الله عنه !!!
هذا وقد أكثر ديروش من الاحتجاج بروايات السيوطي في الاتقان،ومنها الصحيح ومنها الباطل،لكن المستغرب أن الروايات التي طعن فيها السيوطي نفسه في كتابه احتج بها هذا المستشرق على مزاعمه.
 
شكرا جزيﻻ للدكتور هرماس على وضعه الرابط للمحاضرات الملقاة في الكوليج دو فرانس وقد شاهدتها. ولي تنبيه بشأن بعض المصطلحات الواردة فيها والمستعارة في خطاب ديروش من قاموس الدراسات الكتابية Biblical Studies لكنها بقيت في كﻻمه تحت تأثير التعريفات الخاصة بكنيسة روما أي مفاهيم متكثلكة فﻻ تستغرب تشبيهه لجمع القرآن في زمن عثمان بقيام جيروم مطلع القرن الخامس للميﻻد بإعادة انتاج ترجمة ﻻتينية للعهد القديم والعهد الجديد (بتكليف من البابا داماسيوس ) ستحل بعد ذلك محل الترجمة الﻻتينية العتيقة The Old Latin المعمولة عن الترجمة اليونانية السبعينية لذلك سميت نسخته بالفولغاتا Vulgata يعني الشائعة والمنتشرة. وليس هذا بيت القصيد ولكن أفتح قوسا بعد إذنكم لبيان مصلح Canon ومشتقاته ك لفظة Canoniser أو لفظة Canonique.
Canon حسب ما جاء في كتاب ألفريد لوازي
Histoire du Canon de l Ancien Testament : لفظة يونانية معنها القصبة أو العصا التي تستعمل كمقياس ومن هنا نجد معنى الشيئ يتخذ معيارا يقاس عليه ويضبط ما سواه وقد استعير هذا اللفظ في النصف الثاني من القرن الرابع في كتابات اﻷب أثناسيوس للدﻻلة على ﻻئحة اﻷسفار التي يجب أن تعتمد وتقرأ ويفزع إليها في مسائل اﻹيمان والتزكية الروحية وليست تلك الﻻئحة سوى ما سيقدس فيما بعد ككتب لدى الكنيسة. وفي اﻻدب اليوناني الكﻻسيكي وردت اللفظة للدﻻلة على تآليف الكتاب الذين يجب أن يحتدى حدوهم في الكتابة الفصيحة.
( كما جعل الجاحظ وابن المقفع وابن قتيية نماذج تتحدى في اﻷدب العربي.)
ثم استعير اللفظ في الدراسات الكتابية اﻻروبية ليدل بعد ذلك على ﻻئحة اﻻسفار المقدسة عند اليهود (The Hebrew Bible) وعلى الﻻئحة المقدسة عند طائفة السامريين التي تعترف فقط باﻷسفار الخمسة حسب الرواية السامرية.
لذلك حينما يقال le Canon juif فالمراد به ﻻئحة 24 سفرا في النص العبراني المقدس. ( وهي ﻻئحة مضغوطة إذا فككت تصير 39 سفرا كما تجدها عند البروتستانت )
وحينما يقال le Canon de la Septante فيقصد به ﻻئحة اﻷسفار المقدسة التي اشتمل عليها الترجمة اليونانية التي تعرف بالسبعينية والتي تزيد بجملة أسفار ﻻ مقابل لها في النص العبراني وبزيادات في أسفار أخرى مثل سفر إستير ودانيال ﻻتوجد كذلك في النص العبراني. فصارت اللفظة تدل فهرست الكتب المقدسة الواردة لدى طائفة دينية معينة وتسمى أسفارا قانونية بمعنى حجة في اﻻيمان والعقيدة إلهامية المصدر حسب اعتقاد أصحابها. ومسألة التقنين أو تاريخ تقنين اﻷسفار أو قانون اﻷسفار علم قائم بذاته .
لذالك عدت اﻷسفار التي داخل الﻻئحة أسفارا قانونية Canonical Books(ليس بالمعنى الحقوقي للكلمة) لكن بمعنى الكتب التي لها الحجية والمعيارية في الشرائع والسلوك .
لكن أيضا دخولها في تلك الﻻئحة سيمنحها فيما بعد تثبيت نصها نسبيا و الحجر على الغير من أن يزيد فيها أو أن ينقص. وهذا هو معنى تقنينها Canonisation يعني قيام سلطة دينية عليا بحماية النص ومنع التدخل فيه شكﻻ أو مضمونا ونشره على نطاق واسع وحضر كل ما خالفة مما استبعد من اﻻئحة من كتب وسمي
أسفارا أبوكريفية apocryphal books يعني مخفية وسرية وﻻ تتاح للعامة لخطورتها على اﻻيمان والعقائد .
وسأعود فيما بعد لشرح تلك المفاهيم كما عرفها ديروش.
 
التعديل الأخير:
إن كان سؤالك له صلة بما قلته هنا فجوابي لكم حاضر إن شاء الله تعالى بعد إذن الدكتور هرماس كي لا نتسور على حقه في تسيير الموضوع الذي طرحه وإن وجدت أن سؤالك خارج عن ذلك استحدثت لللإجابة عنه موضوعا جديدا أخص به إفراد سؤالك بالجواب إن شاء الله تعالى.
 
بارك الله فيك وزادك الله حرصاً .
إنما قصدت سؤال الدكتور هرماس صاحب الموضوع. وكل الشكر والتقدير لكليكما . فلن نعدم فائدة من إجابتكما معاً .
 
ننتظر جواب د. هرماس فهو الأحق بالجواب مني :)
وشكر خاص للدكتور سمير قدوري على مشاركاته النافعة واثارته للفوائدة المنثورة ..
 
الدرس الثالث عنوانه:[h=1]Les témoins oubliés[/h]القي يوم الثلاثاء 14 أبريل 2015م...
الترجمة المعنوية لعنوان الدرس:"مصاحف شاهدة منسية"
لا أدري كيف أن هذا الدرس شدني اليه حتى كررت سماع مقاطعه مرات.. .وموضوع هذا الدرس:المصاحف والرقاع والقطع والرقوق التي كتب فيها القرآن وادخرتها خزانات الجوامع قبل أن تنتقل خلال قرنين من الزمان الى المكتبات الأوربية،لكن -وهذا هو بيت القصيد- لم تهتم بها الدراسات الاستشراقية التي أرخت للمصحف،فهي تبعا لذلك بحسب ديروش "منسية [h=1]oubliés"أي لم يبدأ المستشرقون في استثمارها الا أخيرا...[/h]استهل ديروش درسه محاولا استثارة مستمعيه بأنه خلال احدى محاضراته السابقة عن تاريخ المصحف عقب عليه أحد المستمعين من المسلمين بأن هناك في استمبول مصحفا عثمانيا محفوظا،لكن المعقب خرج قبل أن يجيبه بأن الأمر يتعلق بحوالي ست مصاحف يدعى أنها عثمانية...
لينطلق بعد ذلك ديروش في درسه حيث جال بمستمعيه في تاريخ مديد يبتدىء بأواخر القرن 18 الميلادي حين ظهر اهتمام الأوربيين بمخطوطات المصاحف فطفقوا يجمعونها بكل الوسائل الممكنة من الخزائن والجوامع وعند خواص الناس في دمشق والفسطاط والقاهرة...وخلال ذلك قدم سردا تاريخيا وصفيا لسعي عشرات الغربيين الذين جمعوا الرصيد الوثائقي الذي تحتفظ به الخزانات الأوربية.
ابتدأ بجان جوزيف مارسيل الذي رافق نابليون في حملته العسكرية لاستعمار مصر،وكيف استغل المعاهدة التي فرضها نابليون عام 1801م لتهريب مخطوطات قسم منها دخل المكتبة الفرنسية (مصاحف أزهرية)،و الآخر(رقع مصاحف الفسطاط) باعتها وريثته الى المستشرق الروسي كانيكوف N.Khanykov الذي نقلها الى بلده حيث دخلت خزانة سانت بترسبورغ عام 1864م...لكن المستشرقين الروس أهملوها.
سرد عقب ذلك أخبار مستشرقين وقناصل ممن اغتنت المكتبة الوطنية في باريس وكوبنهاجن ...فضلا عن مكتبات عدد من الجامعات بما وصلوا اليه كما هو حال مكتبة جامعة برلين وكامبريدج وتوبنجن...
وحدد ديروش ثلاث حواضر توفرت على رصيد كبير من مخطوطات المصاحف فتردد عليها المستشرقون وهي:دمشق واستنبول والقيروان،وقد توسع في الكلام عن هذه الأخيرة.
وفي آخر الدرس عرض ديروش لأعمال المستشرقين جفري وبراجستراسر لجمع مخطوطات القرآن ثم توقف تلك الجهود بعد ذلك عقودا من الزمان حتى استؤنفت أخيرا،لكنه أكد أن الأمل جد ضعيف في الوصول الى أحد المصاحف المنسوبة الى الخليفة عثمان -رضي الله عنه- والمصاحف والرقع التي بين أيدينا الآن تقربنا من هذا المصحف كما تقربنا من معرفة المحيط الذي كتبت فيه.

وأهم ما يمكن أن يستوقف السامع لهذا الدرس ما يلي:
1-ما أورده ديروش عن تيودور نولدكه وأنه "لم يكن جد مهتم بمتابعة أعماله حول تاريخ المصحف لأن الموضوع بالنسبة اليه مزعج ennuyeux " ... وهذا بالنسبة الي يفسر ما أشكل علي سابقا فهمه من أن (نواة كتاب "تاريخ القرآن" ظهرت 1859م،لكن تطلب الأمر انتظار 1909م ليكتب شوالي القسم الثاني منه...
2- ومما يستوقف في الدرس اهتمام هذا المستشرق بكتب الرحلات القديمة لمعرفة أرصدة المكتبات ووصفها،فديروش الذي يركز هذه الأيام على مكتبة جامع القيروان قدم في درسه ترجمة لنص من رحلة العبدري تـ700هـ،وقد رجعت اليها ص 160-162 فوجدت العبدري يصف بدقة مصاحف هذا الجامع الذي نكب بتحويل مخطوطاته عام 1965م الى متحف تونس العاصمة ثم في 1983 نقلت مرة أخرى الى رقادة قرب القيروان وخلال ذلك نهبت كثير من المخطوطات وبيعت لتجار التحف...
3- ومما يستوقف أيضا في الدرس "استباحة" أهل مصر والشام للمساجد العتيقة في هذه البلاد يدخل الى عمق حرمها القناصل والمستشرقون ...فالامبراطور غليوم مع مرافقيه استباحوا حتى قبة الخزانة في صحن المسجد الأموي...،والمستشرق زايتن تـ1811م ولج الى قبة مظلمة شمال مسجد الفسطاط مع طفل للبحث عن رقاع مصاحف...
 
الأستاذ هرماس المحترم ،
إنّ هذه الفقرة تحتاج إلى تعديل :
ومما يستوقف في الدرس اهتمام هذا المستشرق بكتب الرحلات القديمة لمعرفة أرصدة المكتبات ووصفها،فديروش الذي يركز هذه الأيام على مكتبة جامع القيروان قدم في درسه ترجمة لنص من رحلة العبدري تـ700هـ،وقد رجعت اليها ص 160-162 فوجدت العبدري يصف بدقة مصاحف هذا الجامع الذي نكب بتحويل مخطوطاته عام 1965م الى متحف تونس العاصمة ثم في 1983 نقلت مرة أخرى الى رقادة قرب القيروان وخلال ذلك نهبت كثير من المخطوطات وبيعت لتجار التحف...
وأقول : قام المستشرق المذكور بزيارته للقيروان ، أي لمركز دراسات الحضارة والفنون الإسلامية برقادة ، قبل أعوام ونظر في أهم المصاحف .
أما العبدري فلم يصف المصاحف بدقة . جدير بالذكر ما كتب : "فأخرجت لنا مصاحف كثيرة بخط مشرقي ، ومنها ما كتب كله بالذهب ، وفيها كتب محبّسة قديمة التأريخ من عهد سحنون وقبله ....
ورأيت بها مصحفا كاملا مضمونا بين لوحين مجلّدين غير منقوط ولا مشكول وخطه مشرقي بيّن جدا..." إلخ . ويزعم أنه المصحف الذي أرسله عثمان إلى المغرب .
ومعنى هذا الكلام أنّ المكتبة لم يكن لها وجود في عصر أبدري ، إذ يقول "أخرجت لنا مصاحف..." ، أي لم يدخل الرحال الزائر المقصورة ، المكان الذي كانت المخطوطات محفوظة فيها . والأول من وصف هذه المقصورة وما فيها من كنوز التراث هو محمد بك بيرم السادس عام ١٨٩٦ م ونشر قراره في المقتطف ، ج ٤ ، عام ١٣١٤ هـ ، ص ٢٤١ وما بعدها .
ومن أشهر التحبيسات ما حبّسه الأمير المعز بن بادس على جامع القيروان وأظهر فيه لعْن بني عبيد ( الفاطميين)
وكثير من تلك المصاحف مذكور في السجل القديم للمكتبة بإشارات إلى فقدان كثير منها في ذلك الوقت أيضا .
هذا ، تم تحويل جميع المخطوطات عام ١٩٦٨ إلى المكتبة الوطنية ، في سوق العطارين في ذلك العصر . أثار هذا النقل غضب كثير من العلماء داخل وخارج تونس إذ كانت المجموعة كلها مغلق عليها عبر أعوام طويلة إلا أنها حْبّست على جامع القيروان وعلى طلبة العلم وعلى من يقول بقول مالك وأصحابه .... إلخ . وفقا لمرسوم ١٢٥٠ من ١١ شهر سبتمبر عام ١٩٨٢ لرئيس الجمهورية تم نقل المخطوطات في مارس ١٩٨٣ إلى القيروان ، إلى قصر الرئيس برقادة . ولم تنهب ورقة واحدة من المخطوطات في طريق ما بين تونس ورقادة . لقد بيع عدد من المصاحف وأوراق متفرقة من المصاحف من الرق الأزرق أثناء وجود تلك المصاحف في المكتبة الوطنية ، وهذه الرقوق الزرقاء منتشرة اليوم في كثير من المكتبات والمتاحف وفي المجموعات عند الخواصّ....
 
مرحبا بالدكتور موراني...وأنتم أدرى بمكتبة رقادة التي قدر لكم انفاق زمن فيها قبل 40 سنة...
لكن قولكم:"ومعنى هذا الكلام أنّ المكتبة لم يكن لها وجود في عصر أبدري ، إذ يقول "أخرجت لنا مصاحف..." ، أي لم يدخل الرحال الزائر المقصورة ، المكان الذي كانت المخطوطات محفوظة فيها "
ففيه نظر لأن كلام العبدري عن جامع القيروان:(...ودخلنا به بيت الكتب فأخرجت لنا مصاحف كثيرة... )،أي المكتبة ...؛التي يظهر من قوله: (فأخرجت لنا مصاحف)أن الكتب كانت توضع على عادة أهل المغرب -ولا زال من هذه العادة بقية عندنا في المغرب-في صناديق كبيرة عوض الرفوف صيانة لها من وكف السقوف ومن الغبار...
أما قولكم "أما العبدري فلم يصف المصاحف بدقة "،فان كان المراد أنه لم يصفها واحدا واحدا فنعم،وانما قصدي بدقته رحمه الله ما حفظه لنا عن خطها ومواد كتابتها والألواح الخشبية التي تضمها وضبطها وطولها...ولكم أن تتصوروا رجلا خرج من (حاحة) قرب مدينة الصويرة على شاطىء المحيط الأطلسي بالمغرب قاصدا الحرمين الشريفين،لو أراد وصف هذه المصاحف تفصيلا... كم سيلزمه من المجلدات لكتابة رحلته ومن سيحملها له على طول طريق لا يعلمه الاالله؟؟؟
لذلك لم يتجاوز كلامه عن جامع القيروان 22 سطرا 7 منها خصصها لـ"بيت الكتب" بالجامع...
 
كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله" بفرنسا بين خدمة البحث وصناعة مصحف جديد!!!

صناديق كبيرة عِوَض الرفوف ....
اما حالة المخطوطات التي وصفها محمد بيرم بك السلدس فهي لا يتفق ما تقولون ولا يتفق وما شاهدته أنا في مكانس وفي القبة السعدية في فاس في المجموعة المسميات بالخرم
والله المستعان
وطبعا انتشار الرّق الأزرق عالميا هو قضية أخرى تماما
وعلى مدى ما يقرب ٣٠ عاما حتى عام ٢٠٠٤ شاهدت ما شاهدت ما بين القاهرة حتى إلى تمكروت
وأخطأ العبدري إذ لا يوجد تحبيس كتب من عصر سحنون ولم يكن له وجود في المقصورة التي يسميها بيت الكتب
 
مقتبس من قرار محمد بك في دراستي حول التحبيسات بالقيروان :
وفي هذه المقصورة أيضا خزانتان كبيرتان مَـمْلوءتان برزم من الورق مربوطة بالحبال والأمراس مختلطة بعضها ببعض اختلاط الحابل بالنابل ، يعلوها الغبار والتّراب ونسج العنكبوت ، وهي كلّ ما بقي من مكتبة القيروان التي اعتنى سلاطينها بجمْعها . وإذا نظر إليها النّاظر لم يخطر على باله ما فيها من الكنوز الثّمينة حتى أنّني لم أتحقق قط صدق الـمَثَل القائل [ في الزّوَايَا خَبَايَا ] كما تحققتُهُ هذه النّوبة ؛ فإنّ هذه الرّزم كلّها رقوق من جلد الغزال مكتوبة بالقلم الكوفيّ بخطّ جميل ومـموَّهة بالذّهب ومزدانة بأَبْدع النّقوش والألوان ، وهي قطع مصاحف قديمة وكُتُب حديثٍ وفقْهٍ مكتوبة كلّها في القرون الأولى من الهجرة . وقد عبثت بها الأيّامُ فجُمِعَتْ هذه الرّزم بلا ترتيب ولا نظام ، الكبيرُ مع الصّغيرِ والصّغيرُ مع الكبيرِ ، صَفْحَةٌ من هذا المصحف وصَفْحَةٌ من ذاك مع صفحاتٍ من كُتُبٍ أُخْرَى في مَـوَاضِـيعَ مُخْتَلِفَةٍ ، وهلمّ جرّا . رَأَيْتُ هذه الرّزم وفككتها وقلّبتها ، وقد انصدع فُؤَادي لِـمَا حلّ بها ، ثمّ فارقتها متحسّرا عليها متأسّفا في بقائها في مكان تضيع فيه ويُجْهَل قدْرُها .
وقد أُتيح لي أن زُرْتُ كثيرا من المدن بل أَكْـثَرَ العواصم الإسلاميّة ولم أشاهد قط مجموعة كوفيّة مثل هذه حتّى يـمكنني أنْ أَحْسبها نادرةً في بابها . [...] .
 
الدرس الرابع عنوانه:"النسخة الرسمية للمصحف والنقد التاريخي"
" Vulgate coranique et critique historique"
القي يوم الثلاثاء 19ماي 2015م.
كان الحضور في مدرج مارجريت دونافار لهذا الدرس ضعيفا،استهل ديروش كلامه بفقرة مقتبسة من كتاب (المكتبة الشرقية) لبارتيليمي ديربولو تـ1795م مضمونها "أن أبا بكر -رضي الله عنه- استحدث نسخة من المصحف للرجوع اليها حال الاختلاف،وقد آلت الى حفصة -رضي الله عنها-وفي زمن عثمان -رضي الله عنه- كان مصحف حفصة هذا مرجعا لتصحيح النسخ المتباينة من القرآن".
ثم عقب ديروش:قال بارتيلمي ذلك في زمن كانت مصادر دراسة المصحف قليلة بالغرب،لكن الوضعية تغيرت في القرن 19م حيث جلبت الى أوربا في حقبة الاستعمار الكثير من الوثائق منها أجزاء مصاحف استفاد منها الغربيون في تطوير دراساتهم عن القرآن،ومثل لذلك بـصنيع(أليوس سبرينجرAloys Sprenger ) المستشرق النمساوي، الذي جلب من الهند مكتبة مخطوطات ضمت في 1856م الى المكتبة الملكية في برلين واستفاد منها فيما بعد على سبيل تيودور نولدكه.
انطلق ديروش بعد ذلك مستعرضا الأعمال التي قدمها من يسميهم (الغربيون) في سياق نقدهم التاريخي للمصحف حتى يؤسس على آرائهم نقده هو لتدوين القرآن.
1-فابتدأ بـ"نولدكه"الذي اعتمد على (الروايات الاسلامية)في نقده تاريخ المصحف ضمن الجزء الأول من كتاب"تاريخ القرآن"حيث طرح التساؤل عن مصاحف كانت أخبارها متداولة وتضمنت مقاطع ليست داخلة ضمن التدوين الرسمي،وحسب الروايات الاسلامية فقد ردت تلك (المقاطع)لأنها غير مقبولة اسنادا أو متنا،وبحسب ديروش فان (العلماء الغربيون)اتجهوا في نقدهم التاريخي للمصحف الى "نقد علوم الرواية"التي اعتمد عليها المسلمون في تمييز الصحيح من المردود،وهؤلاء الغربيون هم بحسبه:
-اجنتس جولد تسيهر تـ1921م
-جوزيف شاخت تـ1969م.
-غوتييه جوينبول G.Juynboll تـ2010م.
-هرالد موتزكي Harald Motzki
فبالنسبة للأول فالأسانيد سواء تعلقت بالقراءات أو بالحديث ليست لها قيمة تاريخية باعتبارها عنده مختلقة (الجزء2 من دراسات محمدية).
أما شاخت فانه أكمل ما ادعاه سابقه بأن ربط اختلاق الأسانيد بزمن ظهور المذاهب الفقهية في القرن الثامن للميلاد الثاني للهجرة.
فلما جاء جوينبول سار على نفس المنوال الذي تقدم مع جولد تسيهر.
أما موتزكي (الأمريكي)فقد اختار بدءا بأطروحته للدكتوراه التوجه الى أصح الأسانيد التي عرضت لتدوين المصحف في جامع البخاري مدعيا أنها تدور جميعا -بزعمه- على ابن شهاب الزهري متهما اياه باختلاقها،رادا بذلك ما قرره شاخت من ربط الاختلاق المزعوم بزمن أئمة المذاهب(ق2هـ)ومقررا أن جميع مرويات الجمع زمن أبي بكر وعثمان هي من وضع الزهري (ق1هـ)وعنه رويت !!!
2- بعد هذه النقول الاستشراقية انتقل ديروش لبناء "نقده التاريخي"مبتدءا بشبهة أولى مؤداها حرص الخلافة الاسلامية على تدمير المصاحف الأولى كمصحف أبي بكر الذي ظل عند حفصة رضي الله عنها الى وفاتها ثم أتلفه مروان بن الحكم أيام ولايته على الحجاز زمن الأمويين وذلك انتصارا لمصحف عثمان ومصحف عائشة الذي كتب زمن النبوة وبقي الى زمن ابن الزبير...فقد أتلف ذلك بزعمه للقضاء على ظاهرة تعدد المصاحف واختلافها كما كان عليه الأمر أولا مستشهدا بحديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم.

وللاستدلال على شبهة تعدد المصاحف واختلافها تجول ديروش بمستمعيه -الذين أظن أكثرهم لا يفقهون تفاصيل كلامه-في افتراضات يرجو أن يبني عليها نقده التاريخي للمصحف.
فابتدأ بالطعن في روايات جمع المصحف:
أ- وأول ذلك أحاديث الامام البخاري في عدد المصاحف المرسلة الى الأمصار وأنها مرة خمسة وفي رواية ستة،فهذا يدل بحسبه على اضطراب وتناقض.
ب-ثم عرض لخبر جمع المصحف أيام أبي بكر وسببه،أي أحاديث مقتل القراء في حروب اليمامة،فادعى أن ذلك مختلق اعتمادا على ما ذهب اليه المستشرق شوالي من أننا لا نجد بين هؤلاء الشهداء سوى صحابيين من حفاظ القرآن...-مع العلم أنني بالرجوع الى كتاب شوالي ص 253 أجده بنى طعنه في روايات شهداء( معركة عقرباء )على فرية لمستشرق آخر هو ليون كايتاني في الحوليات الاسلامية...
ج-ثم عقب ديروش مرة أخرى على خبر مروان بن الحكم مع مصحف حفصة مدعيا أن المسلمين كانوا ينظرون الى مروان(بسليبة mal vue).
د-على أن كل ما سبق هو مجرد تقديم للوصول الى كبرى الأراجيف وهي الطعن في الرسم الذي كتب به المصحف،ولأن المستشرق بعيد عن "تخصص الرسم القرآني"فقد وقع في طامات...
أولها أنه سمى الرسم Squelette وهذه اللفظة تعني في الفرنسية معنى واحدا هو (الهيكل العظمي)للمخلوقات...
ثم كانت الطامة الثانية هي ادعاؤه أن المصاحف الموزعة على الأمصار وقعت فيها أخطاء fautes خلال مرحلة التدوين كما اختلف تنقيط حروفها في الأعلى أو الأسفل وأرجع سبب بزعمه ذلك الى اعتماد نساخ غير موهوبين.
"copiste qui n est pas spécialement DOUÉ"
وهذا يكشف جهل ديروش بعلم ثان من العلوم المتصلة بالقرآن الذي يدعي التخصص فيه وهو علم القراءات القرآنية.
وللتغطية على ذلك استنجد بنظرية كارل لاخمان Carl Lachmann للبحث في كيفية تفرع هذه الأخطاء بزعمه...وبحسبه فقد كان هناك المصحف الأول (الامام) بالمدينة الذي أخذت عنه المصاحف الأخرى وكلما نزلنا عن الأول ازدادت الأخطاء،ولشرح ذلك لمتتبعيه استخدم شاشة العرض لوضع رسم شجري لمصحف المدينة الذي تفرع منه مصحف البصرة والشام،ثم مصحف البصرة تفرع منه مصحف الكوفة شارحا اختلاف القراءات القرآنية على أنه في الأصل راجع الى اخطاء ارتكبها نساخ غير مؤهلين...
وقد حاول جاهدا تعزيز ما ادعاه من افتراءات عن طريق الاستظهار بكتابات غيره من المستشرقين (مايكل كوك +ريتشارد بيل+بلاشير)لن أطيل على القراء بها ليصل في خلاصة نقده التاريخي الى ما يلي:
"ان التدوين الرسمي للمصحف كان مجرد انتقاء sélection لنص من بين نصوص متعددة وهذا المسلسل استمر لفترة طويلة قبل الوصول الى النسخة التي بأيدي الناس".
وهنا ينتهي النقد التاريخي للمصحف في درس مقدم بالكوليج دوفرانس...الذي جعلني أتساءل:ما الفرق بين ما انتهى اليه المستشرق ديربولو في"المكتبة الشرقية"خلال القرن18م وما انتهى اليه ديروش في القرن21م الذي تجمعت بين يديه وثائق البحث؟؟؟
لمتابعة العرض بالفرنسية:
Vulgate coranique et critique historique - Histoire du Coran. Texte et transmission - François Déroche - Collège de France - 19 mai 2015 14:30
 
شكر الله لكم يا دكتور عبد الرزاق،
هل من تفسير لاقتصار المستشرقين على نظريات إخوانهم المستشرقين وإقصاء تحقيقات العلماء المسلمين المتخصصين؟
 
أنه سمى الرسم Squelette وهذه اللفظة تعني في الفرنسية معنى واحدا هو (الهيكل العظمي)للمخلوقات...
صحيح ! إلا أنّ العبارة تستخدم في دراسات الرسم القرآن هكذا ! وهو النص بدون ضبط الحركات .
أما موتزكي (الأمريكي) : ليس أمريكيا، بل هو ألماني ودرس معي في جامعة بون . ودراساته حول مصنف عبد الرزاق والحامع لمعمر بن راشد موضوع الحوار والدراسة حتى اليوم .
 
نعم موتزكي ألماني حصل على الدكتوراه من بون 1978م...

أما أن يسمى "الرسم Squelette "فهو عين الخطأ.
أما كونها " تستخدم في دراسات الرسم القرآن هكذا ! وهو النص بدون ضبط الحركات "
أعتقد أنه في الفرنسية كما في سائر اللغات اللاتينية يستعمل للكلمة غير المضبوطة بالحركات ( sans vocalisme).
وما دامت هذه اللغات اللاتينية لا تتوفر على مقابل لـ"الرسم" فالأولى ترجمته بجملة "écriture sans vocalisme ni diacritisme " أي كتابة بدون ضبط معجمي ولا تنقيط، مع أن هذه العبارة نفسها أراها (قاصرة) عن الدلالة على مصطلح "الرسم" القرآني الذي هو "طريقة كتابة كلمات القرآن في المصحف كما تمت زمن النبوة".
والأصل في ذلك أن اللغات (الحديثة) ذات الأصل اللاتيني تدمج ضمن حروف ألفاظها الأصلية حروف العلة الثلاثة وعلامات الاعراب ونقط الحروف،خلافا للعربية الذي جعل الله الاعراب -كما قال ابن قتيبة-( وشيا لكلامها وحلية لنظامها وفارقا في بعض الأحوال بين الكلامين المتكافئين والمعنيين المختلفين...)وهذا ما لا يفقهه من الأعاجم الا من علك العربية بلسانه...
 
لعل أستاذنا عبدالرزاق يستحسن :
Transcription primitive sans signes diacritiques du Coran
تعبيرا عن مفهوم رسم حروف القرآن أول كتابته
 
فكلمة Transcription لها دلالة على كتابة مايملى شفاهة Ecrire ce qui est oral
وألتمس منكم العذر فليست عندي الحروف الفرنسية بحركاتها على أزرار الكتابة .
 
أما تعبيركم vocalisme فيعني ضوابط تشكييل le voyelles .
بينما عبارة sans signes diacritiques تعني
دون علامات التشكيل أوالنقط !
هذا للعرض على أنظاركم
والله أعلم
 
وأيا كان التعبير الذي تقرونه في الفرنسية أستاذنا فهو لا شك تصحيح هام جدا لمصطلح رئيسي يرد كثيرا في محيط الإستشراق ..
وأغتنم هذه المناسبة لأشكر فضيلتكم لتنبيهكم على إنحراف مصطلحات الإستشراق في لغات عديدة ومنها هذا المصطلح في الفرنسية .
وأتمنى عليكم وعلى أساتذتنا الأفاضل العناية بتتبع وجمع أمثال هذه المصطلحات في تلك اللغات وبيان خطأها ووضع المصطلح المقابل أو المقارب ومن ثم عرضها على أساتذتنا من أهل الإستشراق لعلهم يبدأون مرحلة جديدة من تصحيح خطأ ما اصطلح عليه محيطهم الإستشراقي بعد تبين خطأه لهم.
كما أود أن أنبه على أن منشأ الخطأ عند المستشرقين قد يكون من إنحراف في فهم المصطلح بالعربية .
أو قد يكون محاولة من بعضهم لتقريب المصطلح لطلابهم المبتدئين ثم تصبح تلك المحاولة هي المصطلح الأصل وإن كان قد جاء على عجالة من واضعه .
والله أعلم
 
المصطلحات الجارية والمستخدمة في الاستشراق الآكاديمي واضحة لغةً في اللغات الغربية ولا تحتاج إلى تفسير ما أو تعديلها من الجوانب التي لا علم لها بتلك اللغات . وفي الاستشراق أيضا فرق بين :
transcription
transliteration
فانتبه .
من يزعم أنّ المستشرقين الجهلاء لا يفهمون عبارة "الرسم" وهذه المزعومة له ، فله أن فيزعم ما يشاء . لكن لا بتحديد هذه العبارة مثل: "طريقة كتابة كلمات القرآن في المصحف كما تمت زمن النبوة" .
نعم ؟ لا يوجد ورقة واحدة من هذه الكتابة ..." كما تمت (كذا! ) في زمن النبوة ".
وللعبارة "رسم" معاني أخرى أيضا...مثلا في كتب الفقه ...في ترسيم الكتب وتبويبها . وهنا أيضا : المستشرقون الجهلاء في جميع ميادين المصطلحات يعلمون بأهمية هذا التمييز .
 
كلمة transliteration ليس لها ذكر في كلامي
وتسمى في العربية النقحرة .
فماذا تريد بإقحامها أستاذنا د. موراني ؟
 
أهلا بكم ،
الأول شيء والثاني شيء آخر . والمصطلحات في الاستشراق واضحة ومفهومة بلا تدخلات سياسية أو "انحرافية" ...وتشابهية ... وهلم جرا .
 
لدي عدة أسئلة أو بالأحرى تساؤلات ، وأرجو من الأساتذة الكرام أن يفسروها لي وأخص بالذكر الدكتور هرماس والدكتور القدوري.

تساؤلي الأول :أنا أستغرب جداً معاملتهم للنص القرآني كمثل تعاملهم مع "كتابهم المقدس" سهماً بسهم . مع أن الفرق والبون شاسع بينهما!
لا أظن أمثالهم يجهلونها . بل إن هناك فروقاً لا يمكن تجاهلها مثل ( معنى الوحي لدى الفريقين، التاريخ المسند عن كتابة القرآن، الفترة التي ظهر فيها القرآن وانتشر كانت فترة عز للإسلام فلم يكن شيء يُخفى ). كيف لهم أن يتجاهلوا هذه الأمور وهي عميقة ؟


الأمر الآخر هو هذا ، لأني أرى كثيراً من جهال عبدة الصلبان يدندون فيها، وهي أن أقدم نسخة للقرآن
كما هي لدينا اليوم هي من عام ١٩٢٤ ؟ لم أفهم


4- خلاصات واستنتاجات ديروش في درسه:
خلص ديروش من خلال كلامه السابق الى ما يلي:
أ- أن المصاحف في القرن السابع الميلادي (الأول للهجرة)كتبت بطريقة قاصرة défectueuse وبدون طريقة موحدة في الاملاء .
ب -كما اختلفت كتابتها باختلاف النساخ.
ج -هذا اضافة الى عدم ضبط حروف العلة فيها.
ونتج عن ذلك بحسبه الاختلاف بين القرآن المتلو والقرآن المكتوب فكان ذلك سببا لظهور اختلاف القراءات القرآنية التي لم يستقر عددها الا في القرن التاسع الميلادي الذي ظهر فيه ابن مجاهد وسيكون بعد ذلك على علماء القرون الوسطى تبرير هذا الاختلاف الذي سلم لهم به علماء الأزهر المعاصرون حين أجازوا أقدم طبعة رسمية للمصحف عام 1923م "مصحف الملك فؤاد".
توجد مصاحف كاملة على نفس الرسم الذي لدينا اليوم قبل هذا التاريخ إن أرادوا الشيء المكتوب، وآخرها المصحف المذهب في الهند الذي لا يختلف قيد أنملة عن طبعة مصحف الملك فهد .
أما إن كانوا يريدون ( قراءة ) فهذا مايدهشني حقاً ! ولاأجد لهذا الأمر إلا تفسيراً واحداً وهو (تضليل الرأي العام ).
 
الدرس الخامس لفرانسوا ديروش ألقي يوم الثلاثاء 26 ماي 2015م وعنوانه:
"فرضيات جديدة
Nouvelles hypothèses "

وهذه الفرضيات يراد بها انطلاقا مما ورد في الدرس مجمل "تخمينات"عدد من المستشرقين فيما يتعلق بـأمرين:
-أصل ومصدر القرآن.
-زمن تدوين المصحف.
وقد خصص ديروش جل درسه لعرض آراء سبعة من المستشرقين (أوالرهبان)هم على التوالي:
- بول كازانوفا تـ1926م
- الفونس مينجانا تـ1937م
- جوهن وانسبروغ تـ2002م
- جوهن بورتن.
- أنجيليكا نويفرت.
- جوتر لولينج.
- كريستوف لوكسمبورغ (اسم مستعار).
فطاف ديروش بمستمعيه حول كلام طويل لهؤلاء عن:
-أصل المصحف ومصدر تلقيه.
- تدوينه وهل كان ذلك في القرن 1هـ/7م أم في القرن 2هـ/8م؟؟؟
وأثار في خضم ذلك عددا من الأراجيف مثل (سريانية) أصل لغة القرآن، وعلاقته بنصارى العرب وبالأرمن؛ثم صلته من جهة ثانية بالوثنية المكية وطقوسها... الى غير ذلك مما يعد الاشتغال به هنا مضيعة للوقت طالما سبق التعرض له في مشاركات من قبل بالملتقى...
ليخلص ديروش بعد ذلك بمستمعيه الى جملة استنتاجات من (مشهد panorama) تتبع هذه الفرضيات،فقال:
"سواء اعتبرنا فرضية وجود القرآن قبل ظهور الاسلام أو بعده أو بحثنا له عن جذور في أحد الأديان السابقة عليه،فان معرفتنا لتاريخ الجزيرة العربية زمن ظهور الاسلام تبين لنا تغلغلا مهما لليهودية والمسيحية في البيئة العربية آنذاك".
ثم أضاف استنتاجا ثانيا مؤداه "أنه طيلة حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) لم تكن هناك نسخة من المصحف مكتوبة لأن القرآن بحسب فهمه الخاص للروايات الاسلامية لم يكتمل آنذاك.
وبناء على الاستنتاجين قرر أن القرآن لم يكن موجودا سوى بعد زمن محمد (صلى الله عليه وسلم)،يشهد لذلك -بحسبه- أن أقدم رقعة لمصحف بين ايدينا ترجع في أقدم تقديرالى 643م -أي 11 سنة بعد وفاة محمد (صلى الله عليه وسلم)-مع تذكير مستمعيه بأن اعتماده 643 م انما اعتبارا لعمر الرقعة الجلدية parchemin الأقدم فقط وليس عمر الكتابة.
اعتمادا على تقريره ذاك انتقل لتقديم صور عن طريق العاكس الضوئي لمستمعيه تخص رقعا ترتبط بالنصف الثاني من القرن الأول للهجرة (الربع الثالث من القرن السابع للميلاد)مركزا في تعليقه أثناء عرضها على:
- كون رسم كلمات القرآن لم يكن دقيقا ويثير اللبس،ممثلا لمستمعيه بأن:
* الحروف: ب،ن،ث،ي تكتب مثلا بنفس الرسم.
* ألفاظ القرآن أيضا يعتريها اللبس ذاته ممثلا لها بـ"كنت"و"كتب"حيث تكتبان بنفس الرسم.
* حروف العلة les voyelles محذوفة حيث تكتب مثلا: "قال"و"قل" بنفس الرسم،ومثل ذلك "الكتب" و"الكاتب" و"الكتاب"...
* الهمزة التي لها بزعمه وضع خاص في العربية فلم يكن لها رسم...وقد حرص ديروش في جميع الأمثلة التي قدمها على ترجمة الألفاظ السابقة بواسطة العاكس الضوئي الى الفرنسية ليظهر للمتلقي اللبس الذي يعتقده،فمثلا يضع: "كنت" وأمامها je fus ؛و"كتب" وأمامها un livre ...واذا أخذنا بعين الاعتبار أن دروس الكوليج دو فرانس يحضرها المشتغلون بالاستشراق كما يحضرها العموم بل حتى المتسكعون في الحي اللاتيني بباريس...فذلك يبين الصورة التي ترسمها هذه الدروس للقرآن وهي لا تكاد تختلف عن الصور النمطية التي تقدمها عن القرآن الصحف الهزلية الفرنسية عامة.
وللانتقال الى مستوى آخر يقدم ديروش بالعاكس الضوئي رقعا من المصاحف بعضها بالرسم فقط والآخر بالرسم+النقط (الشكل)،أو+ علامات ترقيم الآيات ليربط هذا (التغيير) في كتابة المصاحف بـ"النساخ copieurs" مقررا في آخر درسه أن المصحف في صدر الاسلام كان مرتهنا بالنساخ وبوسائل الكتابة وبالبيئة التي لعبت جميعا دورا في تشكيله خاصة في زمن الأمويين.
 
الدرس الخامس لفرانسوا ديروش ألقي يوم الثلاثاء 26 ماي 2015م وعنوانه:
"فرضيات جديدة
Nouvelles hypothèses "

وهذه الفرضيات يراد بها انطلاقا مما ورد في الدرس مجمل "تخمينات"عدد من المستشرقين فيما يتعلق بـأمرين:
-أصل ومصدر القرآن.
-زمن تدوين المصحف.
وقد خصص ديروش جل درسه لعرض آراء سبعة من المستشرقين (أوالرهبان)هم على التوالي:
- بول كازانوفا تـ1926م
- الفونس مينجانا تـ1937م
- جوهن وانسبروغ تـ2002م
- جوهن بورتن.
- أنجيليكا نويفرت.
- جوتر لولينج.
- كريستوف لوكسمبورغ (اسم مستعار).
فطاف ديروش بمستمعيه حول كلام طويل لهؤلاء عن:
-أصل المصحف ومصدر تلقيه.
- تدوينه وهل كان ذلك في القرن 1هـ/7م أم في القرن 2هـ/8م؟؟؟
وأثار في خضم ذلك عددا من الأراجيف مثل (سريانية) أصل لغة القرآن، وعلاقته بنصارى العرب وبالأرمن؛ثم صلته من جهة ثانية بالوثنية المكية وطقوسها... الى غير ذلك مما يعد الاشتغال به هنا مضيعة للوقت طالما سبق التعرض له في مشاركات من قبل بالملتقى...
ليخلص ديروش بعد ذلك بمستمعيه الى جملة استنتاجات من (مشهد panorama) تتبع هذه الفرضيات،فقال:
"سواء اعتبرنا فرضية وجود القرآن قبل ظهور الاسلام أو بعده أو بحثنا له عن جذور في أحد الأديان السابقة عليه،فان معرفتنا لتاريخ الجزيرة العربية زمن ظهور الاسلام تبين لنا تغلغلا مهما لليهودية والمسيحية في البيئة العربية آنذاك".
ثم أضاف استنتاجا ثانيا مؤداه "أنه طيلة حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) لم تكن هناك نسخة من المصحف مكتوبة لأن القرآن بحسب فهمه الخاص للروايات الاسلامية لم يكتمل آنذاك.
وبناء على الاستنتاجين قرر أن القرآن لم يكن موجودا سوى بعد زمن محمد (صلى الله عليه وسلم)،يشهد لذلك -بحسبه- أن أقدم رقعة لمصحف بين ايدينا ترجع في أقدم تقديرالى 643م -أي 11 سنة بعد وفاة محمد (صلى الله عليه وسلم)-مع تذكير مستمعيه بأن اعتماده 643 م انما اعتبارا لعمر الرقعة الجلدية parchemin الأقدم فقط وليس عمر الكتابة.
اعتمادا على تقريره ذاك انتقل لتقديم صور عن طريق العاكس الضوئي لمستمعيه تخص رقعا ترتبط بالنصف الثاني من القرن الأول للهجرة (الربع الثالث من القرن السابع للميلاد)مركزا في تعليقه أثناء عرضها على:
- كون رسم كلمات القرآن لم يكن دقيقا ويثير اللبس،ممثلا لمستمعيه بأن:
* الحروف: ب،ن،ث،ي تكتب مثلا بنفس الرسم.
* ألفاظ القرآن أيضا يعتريها اللبس ذاته ممثلا لها بـ"كنت"و"كتب"حيث تكتبان بنفس الرسم.
* حروف العلة les voyelles محذوفة حيث تكتب مثلا: "قال"و"قل" بنفس الرسم،ومثل ذلك "الكتب" و"الكاتب" و"الكتاب"...
* الهمزة التي لها بزعمه وضع خاص في العربية فلم يكن لها رسم...وقد حرص ديروش في جميع الأمثلة التي قدمها على ترجمة الألفاظ السابقة بواسطة العاكس الضوئي الى الفرنسية ليظهر للمتلقي اللبس الذي يعتقده،فمثلا يضع: "كنت" وأمامها je fus ؛و"كتب" وأمامها un livre ...واذا أخذنا بعين الاعتبار أن دروس الكوليج دو فرانس يحضرها المشتغلون بالاستشراق كما يحضرها العموم بل حتى المتسكعون في الحي اللاتيني بباريس...فذلك يبين الصورة التي ترسمها هذه الدروس للقرآن وهي لا تكاد تختلف عن الصور النمطية التي تقدمها عن القرآن الصحف الهزلية الفرنسية عامة.
وللانتقال الى مستوى آخر يقدم ديروش بالعاكس الضوئي رقعا من المصاحف بعضها بالرسم فقط والآخر بالرسم+النقط (الشكل)،أو+ علامات ترقيم الآيات ليربط هذا (التغيير) في كتابة المصاحف بـ"النساخ copieurs" مقررا في آخر درسه أن المصحف في صدر الاسلام كان مرتهنا بالنساخ وبوسائل الكتابة وبالبيئة التي لعبت جميعا دورا في تشكيله خاصة في زمن الأمويين.
جزاك الله خيرا.
لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون،
فلنذيقنّ الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوء الذي كانوا يعملون، ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء لما كانوا بآياتنا يجحدون.

لي سؤال لغوي إن شئت أن تجيب،
أيُنقل الاسم John الى جون أم جوهن إذا كانت الهاء غير منطوقة بالانجليزية؟
 
الدرس السادس والأخير للسنة الماضية ألقي في الكوليج دوفرانس يوم الثلاثاء 2يونيو 2015 عنوانه:
"تحرير المصحف Éditer le Coran"

الفكرة التي أراد ديروش ايصالها من خلال هذا الدرس هي أن القرآن كان متداولا زمن الصحابة رضي الله عنهم من خلال نصوص مختلفة ومتباينة ...،حتى كانت حادثة من سماه (الجنيرال Général)-أي اللواء العسكري- الذي وفد الى المدينة زمن عثمان على فرسه مطالبا اياه بكتابة مصحف للمسلمين!!!...والجنيرال في كلام ديروش هو الصحابي المجاهد حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
بعد هذا (التحرير الأول)كانت هناك بحسب ديروش (تحريرات للمصحف) زمن الحجاج ثم ما تلاه من أزمان الى عصر ابن مجاهد ومن جاء بعده... حتى العصر الحديث حين صدر مصحف الملك فؤاد 1925م الذي أشرف على تحريره الأزهر ومصحف المدينة المنورة.

ابتدأ ديروش كلامه ممهدا بالقول بأن التحرير الأول للقرآن زمن عثمان رضي الله عنه كان هدفه:
-ابعاد كل الاختلافات divergences الموجودة في القرآن.
-تسهيل simplification القراءة.
وأرفق كلامه في شاسة العرض بصفحة من مصحف مجمع الملك فهد كما هي في مصحف المدينة والى جانبها نفس الصفحة بعد أن حذف منها النقط والشكل وحروف العلة واصطلاحات الضبط حتى يعطي لسامعيه صورة معينة للمصاحف واستحالة قراءتها في صورتها القديمة،ثم بعد ذلك قدم لهم صورة من مصحف حجازي مخطوط يرجع الى القرن الأول للهجرة هو:
Parisino-métropolitaines
وبعد سياحة طويلة في سماه(تحريرات المسلمين) انتقل الى (تحريرات المستشرقين) عن طريق طبع وترجمة المصحف...الى أن انتهى الأمر الى براجستراسر ثم آرتر جيفري وهما واضعا دعامات التصور الاستشراقي المعاصرلاعادة تحرير نسخة(علمية Scientifique)من المصحف.
وحسب ديروش فان الوصول الى نص قرآني في صدر الاسلام كانت تكتنفها صعوبات جمة...
الصعوبة الأولى
نه لم يكن بين أيدي المسلمين مصحف كامل لسببين:
1-أنه لا يمكن جمع هذا النص من قطع رقاع صغيرة يتداولها الصحابة.
2- اختلاف وتباين مؤهلات النساخ.
الصعوبة الثانية الاختلاف في القراءات،فبحسبه أقرت سبع قراءات بأنها وحي وأبعد غيرها زمن ابن مجاهد،ثم ما لبث المسلمون أن أضافوا ثلاثا أخرى من التي أبعدت،ثم بعد ذلك قبلت أربع أخرى من القراءات التي ردت سابقا !!!
وأرفق كلامه بصورة رقعة قديمة من المصحف موجها الكلام الى مستمعيه بأنه لا يوجد في الرقعة ما يدل على وجود هذه القراءات.
عقب ذلك انتقل للكلام عن حديث الأحرف السبعة وما يدل عليه من وجود مصاحف متعددة بين أيدي الصحابة رضي الله عنهم الى جانب المصحف الرسمي،وحتى يقنع مخاطبيه بذلك قدم لهم في الشاشة صورة لـ "طرس palimpsest من مصاحف صنعاء"(*) متسائلا:
هل السورة الموجودة في الطرس هي نفسها في المصحف الذي بين أيدينا؟
هل نقل المصحف بأمانة أم تم التصرف فيه تبعا لطرق كتابته؟
مستطردا بأن العالم الأرثوذكسي (السني) جلال الدين السيوطي ذكر بأنه مما أنزل من القرآن سورتي "الحفد"و"الخلع" وهما غير موجودتين فيما بين أيدي المسلمين،مضيفا بأن المصادر العربية نفسها تذكر بأن سورة الأحزاب كانت آياتها في الأصل 200 وهي في المصحف اليوم76فقط وسورتي التوبة و ص كانتا أطول مما هما عليه في المصحف الرسمي...
ليخلص مما تقدم الى السؤال:
كيف نتعامل مع هذه المعطيات في مشروع نشرة (علمية)للمصحف؟؟؟
يستهل ديروش الجواب بالقول:
لو كان عندنا مخطوط نعتمده لسهل الأمر...
لكن بين أيدينا معطيات (عائمة qui flottent) والحل اذن التركيز على ما هو مكتوب بين أيدينا.
اذ بحسب ديروش طالما كان نقل القرآن كان سماعا مع صعوبة الاحتفاظ بنص متلو...وهو ما كان تحديا رئيسا في مجتمع عربي قديم ...فلم يسلم هذا النص من أن تطرأ عليه تغييرات في الأداء،وأول مصدر لهذه التغييرات بحسب افتراءات ديروش هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- نفسه حين يعيد قراءة الآيات فيغير فيها فيأخذها عنه المتلقون ويضيفون اليها تغييرات أخرى،هذا مع ادعائه الأخرق بـ (قصور) الكتابة العربية آنذاك...
وتبعا لذلك يدعو ديروش الى أن يدرج في (تحرير المصحف) جميع القراءات التي يحتملها الرسم وان اعتبرت عند المسلمين شاذة أو موضوعة...
أما السبيل الى (تحرير المصحف) -الاستشراقي فلن تكون عن طريق النشر الكتابي -كما هو حال المصاحف اليوم-بل عن طريق الاستفادة من التقنية الرقمية التي يمكن أن تبرز لنا جزئيات النص بطرق مختلفة وألوان متنوعة حتى يدخل في تحريرالمصحف جميع المعطيات المتوافرة(قراءات صحيحة و شاذة و...).
فالى جانب كل لفظ في المصحف تدرج تلك الاختلافات،و هذا (المصحف المحرر الرقمي) يجب أن يكون مشروعا يتطور مع الزمان لخدمة تاريخ القرآن وخدمة المعرفة وخدمة العربية!!! وان كان لن يعني المسلمين الذين يؤمنون في تسليم كامل بما بين أيديهم.

(*) لعله من الخبث أن يعرض ديروش على الشاشة أمام مستمعيه طرسا palimpseste من مصحف وليس رقعة مصحف parchemin ،اذ "الطرس"هو الرقعة التي استعملت للكتابة أكثر من مرة بعد أن تمحى،وهذه الطروس التي استعملت في المصاحف القديمة لا تمحى كتابتها تماما بل تظل بقية كتابة عالقة لايميز بينها الناظر غير الممارس خاصة اذا كان من غير أهل لغة الضاد فتتداخل عليه حروف الرسم المختلفة.

الحلقة الموالية ان شاء ربنا عن محاضرات المؤتمر الاستشراقي عن مصاحف مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط.
 
كتب د. عبدالرزاق هرماس،
((وبعد سياحة طويلة في سماه(تحريرات المسلمين) انتقل الى (تحريرات المستشرقين) عن طريق طبع وترجمة المصحف...الى أن انتهى الأمر الى براجستراسر ثم آرتر جيفري وهما واضعا دعامات التصور الاستشراقي المعاصرلاعادة تحرير نسخة(علمية Scientifique)من المصحف.))


و كذلك انتهى John Burton في مقاله عن جمع القران في دائرة معارف القران التي صدرت بين عام (٢٠٠١-٢٠٠٦) الى نتائج قريبة للنتائج التي توصل اليها ديروش ، بعد القيام بجولة تشبه جولة ديروش في تاريخ جمع القران مع التعرض للقراءات القرانية و النسخ في القران و اختلاف مصاحف الصحابة،
كتب Burton في دائرة معارف القران ئ، الجزء الاول/صفحة ٣٦١،
The Encyclopedia of the Quran


Encyclopaedia of the Qurʾān - Brill Reference


https://ia801403.us.archive.org/21/items/maosoua/Brill_-_Encyclopaedia_of_the_Qur_an_vol_1.pdf


( Interest has focused principally on the Qur'an as a literary monument and the labors of many outstanding experts might have resulted in a scholarly edition of the entire text. Such a project was, indeed, planned in the earlier years of the century by G. Bergsträsser, A. Jeffery and others)
المعنى الاجمالي للكلام اعلاه:
(الاهتمام الذي أعطي للقران باعتباره نصا أدبيا متميزا، و جهود خبراء بارزين ربما أدى الى إصدار نسخة علمية ((اي نسخة محققة)) للنص كله (اي نص القران).
و قد خطط لمثل هذا المشروع في أوائل القرن العشرين براجستراسر و آرتر جيفري و اخرين...)


ملاحظات:
الاستشراق في القرن الحادي و العشرين يستخدم المعطيات و النتائج التى توصل اليها الاستشراق في القرن العشرين بخصوص تاريخ القران الكريم.


و بالتالي ما هي النتائج التي يمكن ان يصل اليها في هذا القرن البحث الاستشراقي في تاريخ القران سواء في كتابات المستشرقين و المشاريع الاستشراقية مثل مشروع كوربس كورنيكوم الالماني؟


المفترض ان استخدام الباحث نفس معطيات بحث سابق بدون اعادة تفكير او تغير فيها ان يعطي نفس نتائج البحث الاول، وهكذا يدور الباحث في نفس الدائرة التي دار فيها الباحث الذي قبله و يصل الى نفس النتائج التي توصل اليها.
 
مؤتمر باريس في 25/6/2015 عن موضوع:

حول الفسطاط : السياق التاريخي لمكتبة مصاحف
[h=1] Autour de Fusṭāṭ. Une bibliotheca coranica en contexte[/h]
توطئة:
أنشطة الكراسي في أعراف المؤسسات البحثية الغربية كثيرة ومتنوعة،لكن أهم هذه الأنشطة:الدروس المنتظمة+الندوات أو المؤتمرات المتخصصة،وهما أول شروط اعتماد كرسي معين خاصة ان كان جديدا مثل كرسي "تاريخ القرآن:النص وطرق نقله".
وقد حرص ديروش على انتظام دروس كرسيه رغم ما قد يلاحظ من تناقص في متتبعيها بسبب "انكماش" الاستشراق الكلاسيكي في فرنسا خلال العقود الأربعة الأخيرة.
كما دأب أيضا-رغم حداثة الكرسي-على تنظيم ندوات في موضوعات فيها اثارة علمية،رغم أنه يعتمد في العروض المقدمة على ما يحرره غالبا تلاميذه الذين يشرف على أطروحاتهم للدكتوراه...لذلك يجد المستمع لهذه العروض في تسجيلاتها السمعية البصرية (الفيديو)على موقع الكوليج دوفرانس نفسه أمام "مقالات انشائية" وليس أمام أبحاث أكاديمية.
ولعل سبب الاقتصار في الغالب على التلاميذ راجع الى تضاءل الاعتمادات التي يمكن الحصول عليها لتنظيم هذه الندوات...فيتم الاكتفاء "بأهل الدار" الذين لن يكلفوا ضيافة أو تنظيما أو اجراءات متعبة.
ولأن أنشطة ندوات هذا الكرسي كذلك،فقد صارت تعقد كل ستة أشهر،فبعد ندوة يونيو 2015م سالفة الذكر،نظم الكرسي ندوته الثانية آخر دجنبر الماضي (7/12/2015) وكان موضوعها:
النص القرآني في محيطه:حالة الغرب الاسلامي ما بين القرنين 12الى 17 للميلاد
[h=1]Le texte coranique et son contexte : le cas de l'Occident musulman (XIIᵉ - XVIIᵉ s[/h]​ولنا أوبة الى موضوعات المؤتمر الأول.
 
الأستاذ هرماس لا يتابع أنشطة الباحثين في المصاحف بدقة مشكورا فحسب ، بل يعرضها هنا ملخصا لها مشكورا أيضا . وفي حينه ما زلتُ أتسائل منذ مدة عن سبب عدم اهتمام دوائر الباحثين المسلمين وعدم اشتغالهم في هذا الميدان ، وإنْ كان ذلك واردا فما هو السبب لعدم عرضه بنفس الدقة في هذا الملتقى ؟ وذلك بالعلم أنّ المصورات الرقمية لتلك المصاحف " في الغرب" في تناول الجميع وأغلبها منشور في الشبكة ، بما في ذلك الطلس في صنعاء الذي تم تحقيق النص السفلى منه عام ٢٠١٢ .
 
عودة
أعلى