كراسي أبحاث القرآن الكريم والأمل المرجو

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,345
مستوى التفاعل
145
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com


01.png

يتنافس الباحثون في كافة التخصصات العلمية للارتقاء بتخصصاتهم وتطويرها والبحث عن مواطن النقص فيها؛ رغبة في تسديدها، وإغراء الآخرين بالتوجه إليها لما يجدونه من نجاح وفرص جاذبة في هذا الحقل، ولم يعد التواني والعجز مقبولا في ظل التسارع العلمي الذي يشهده العلم اليوم، ولا سيما مع القدرة على التطوير ، وقديماً قال المتنبي :
[poem=]ولم أرَ في عيوب الناس عيباً = كنقص القادرين على التمامِ[/poem]

وفي قطاع (القرآن الكريم وعلومه) تمس الحاجة اليوم إلى السعي نحو التطوير الجاد، وتوظيف إمكانيات العصر في خدمة كتاب الله توظيفاً مثالياً، وتطوير القائمين على خدمة كتاب الله بتأهيلهم واستدراك جوانب النقص لديهم، وتشجيع الباحثين والباحثات من أهل التميز للالتحاق بهذا التخصص حتى يكون التميز والجودة سمةً مرتبطة بالقرآن الكريم ومشروعاته، ولن يتحقق ذلك إلا بجهود متواصلة يبذلها أهل الهم والهمة في هذا الميدان .
وانطلاقاً من رؤية جامعة الملك سعود بتحقيق الريادة العالمية والتميز في بناء مجتمع المعرفة، وحرصها على الإجادة في جميع المجالات، فقد تم إنشاء كرسي القرآن الكريم وعلومه بتمويل من الشيخ محمد بن حسين العمودي وفقه الله ليشارك في هذه المهمة الطموحة، ثم وافق خادم الحرمين وفقه الله على إنشاء ثلاثة كراسي متخصصة في القرآن الكريم في ثلاث جامعات سعودية، إضافة إلى عدة كراسي بحثية سبقت هذا في بعض الجامعات، فكانت هذه فرصةً تاريخيةً لأهل القرآن لينهضوا بقطاع الدراسات القرآنية كاملاً بوضع خطة استراتيجية مشتركة لا تكتفي بالتخطيط الاستراتيجي لكرسي من هذه الكراسي، وإنما تتجاوز ذلك إلى التخطيط الاستراتيجي لقطاع الدراسات القرآنية كاملاً، بحيث تتقاسم هذه الكراسي والمراكز البحثية في الجامعات وخارجها الأدوار، وتختصر الزمن في تحقيق الطموحات، فالأهداف كثيرة وسامية ، والإمكانيات مهيئة، ولم يبق إلا أن نبدأ في العمل جادين مقبلين .
إن كراسي أبحاث القرآن الكريم في الجامعات السعودية فرصة لتوظيف إمكانيات الجامعات بمن فيها من المتخصصين للارتقاء والتطوير، وهذه دعوة للزملاء المشرفين على هذه الكراسي البحثية للتنسيق الجاد فيما بيننا ولو استغرق ذلك بعض الوقت؛ كي نبني شبكة بحثية متينة تنهض بقطاع الدراسات القرآنية بكافة جوانبه وهي كثيرة متشعبة، وتستثمر هذه الإمكانيات الاستثمار الأمثل، فيركز كل كرسي على جانب من جوانب قطاع الدراسات القرآنية، ويستفرغ جهده في تنفيذ مشروعات متخصصة فيه، وهكذا نحقق بمجموعنا الخطة الاستراتيجية للقطاع بنجاح، دون تشتيت للجهد، ولا هدر للموارد البشرية والمالية، مع اختصار الوقت، وسرعة الإنجاز، وأهل القرآن أولى الناس بالتعاون والتكامل والتنسيق وبناء الشراكات والتخطيط بعيد المدى لخدمة القرآن الكريم، وحسبنا قول الله تعالى:(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) .
إنني متفائل بأن بوصلة الدراسات القرآنية تتجه اليوم نحو التطوير والتميز، وأن السنوات العشر القادمة سوف تكون حافلةً بمشروعات عظيمة تخدم القرآن الكريم على مستوى الوطن والأمة، وتشارك كراسي الأبحاث في الجامعات السعودية فيها مشاركة فعالةً تليق بسمعة هذه الجامعات العريقة، وسمعة هذا البلد العظيم الذي تَشرُف قيادته بخدمة القرآن الكريم وخدمة الحرمين الشريفين، وقد تشرَّف قبل ذلك بنزول الوحي في رحابه، وانطلاق نور الرسالة من فجاجه إلى أرجاء الدنيا .
إنني ألمح في عيون الباحثين الجدد الذين يلتحقون بالدراسات القرآنية العليا تطلعاً لمن ينير لهم الطريق، ويستشرف لهم مستقبل الدراسات القرآنية خلال القرن القادم على الأقل ، ليبنوا خططهم وبحوثهم بناءً يحقق هذه الخطط، ويشاركون مشاركة فعالة في تطوير الدراسات القرآنية على مستوى الأمة ، وإذا لم نقم بهذه المهمة العظيمة في الجامعات فمن يقوم بها إذن ؟

المصدر : صحيفة رسالة الجامعة (العدد 1085) السبت 12 ربيع الأول 1433هـ (ص 10) ويمكن تصفح النسخة الورقية من هنا
 
جهود مباركة إن شاء الله .
ولعله قد آن الأوان لإعطاء الإعجاز العددي نصيبه من الاهتمام ، إن من غير المعقول استثناء الترتيب القرآني من مجموعة العلوم القرآنية . ولذلك فإنني أقترح أن يتبنى أحد هذه المراكز أبحاث الإعجاز العددي التي تتناول ترتيب سور القرآن وآياته ، وأن تتم مناقشة هذه الأبحاث دون مواقف مسبقة ، بموضوعية وعلمية .
 
...فكانت هذه فرصةً تاريخيةً لأهل القرآن لينهضوا بقطاع الدراسات القرآنية كاملاً بوضع خطة استراتيجية مشتركة لا تكتفي بالتخطيط الاستراتيجي لكرسي من هذه الكراسي، وإنما تتجاوز ذلك إلى التخطيط الاستراتيجي لقطاع الدراسات القرآنية كاملاً، بحيث تتقاسم هذه الكراسي والمراكز البحثية في الجامعات وخارجها الأدوار، وتختصر الزمن في تحقيق الطموحات.

إنني ألمح في عيون الباحثين الجدد الذين يلتحقون بالدراسات القرآنية العليا تطلعاً لمن ينير لهم الطريق، ويستشرف لهم مستقبل الدراسات القرآنية خلال القرن القادم على الأقل ، ليبنوا خططهم وبحوثهم بناءً يحقق هذه الخطط، ويشاركون مشاركة فعالة في تطوير الدراسات القرآنية على مستوى الأمة ، وإذا لم نقم بهذه المهمة العظيمة في الجامعات فمن يقوم بها إذن ؟

كلمات أسأل الله أن يبلغها كل من تقلد هذه المهمة العظيمة، مهمة القرآن، وأن يبارك الجهود ويزكي الأعمال ويحقق الآمال.
 
أنا أؤيِّد مُقتَرح أخي الشيخ عبد الله جلغوم في ضرورة دراسة الإعجاز العددي من حيثُ صدقُ الإعجاز عليه , وضرورة دراسات النقد والوصف والتصحيح لهذا النوع من الإيحاءات القرآنية التي اختلف فيها النَّاس اختلافاً كثيراً لم ينتهِ حتى اليوم إلى زاوية اجتماع.
ولو كانت تعيينات أعضاء ومُشرفي هذه الكراسي انتخابيَّـةً لكان الثمرةُ أنضجَ وأهنأَ لكي لا يكُون أمرُ البحوث المُنتقاة والدراسات المدعومة واستكتاب المتخصصين دولةً بين فئةٍ مخصوصةٍ جداً ممَّن يكرمهم الله فيحلُّ عليهم رضى الرئيس ومجلسه دون غيرهم من العالمين.
 
عودة
أعلى