كتاب: اللحن في قراءة القرآن الكريم، للشيخ: علي بن سعد الغامدي (تعريفٌ وفوائدُ منتقاة)

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1​
الجمعة 4 محرم 1435
[align=justify]
صدر حديثاً ضمن سلسلة إصدارات كرسي تعليم القرآن الكريم وإقرائه بجامعة الملك سعود = الطبعة الأولى 1434هـ من كتاب: "اللحن في قراءة القرآن الكريم" لفضيلة شيخنا الكريم: علي بن سعد الغامدي المكي - المقرئ بالقراءات العشر الصُّغرى والكُبرى، والمحاضر بقسم القراءات بجامعة أم القُرَى بمكة الـمُكَرَّمة-.
وقد اختار المؤلِّفُ البحث في هذا الموضوع للأسباب الآتية:
1. حاجة الموضوع إلى التأصيل والتحرير في عدد من قضاياه.
2. انتشار اللحن الجليّ –فضلاً عن الخفيّ- حتى طالَ أناسيَّ كثيراً من طبقات المتعلِّمين –بل والمعلِّمين- في مراحل الدراسة العليا.
3. احتياج كثير من المختصِّين –من القراء والمقرئين- إلى الموضوع.
4. عدم وجود بحث مؤصَّل محرَّر في الموضوع.
وقد اشتملت خطة البحث على مقدِّمة، وثمانية مباحث، وخاتمة:
المقدِّمة: وفيها أسباب اختيار الموضوع.
المبحث الأول: حدُّ اللَّحْن.
المبحث الثاني: أسباب اللحن.
المبحث الثالث: معرفة اللحن، وفيه مطلبان:
الملطلب الأول: بمَ يُعرَف اللحنُ؟
المطلب الثاني: فضلُ معرفة اللحن.
المبحث الرابع: التحذير من الوقوع في اللحن.
المبحث الخامس: تأريخُ اللحن.
المبحث السادس: حُجِّيّةُ اللحن المستند إلى التلقّي.
المبحث السابع: حُكم اللحن.
المبحث الثامن: سبل الصيانة من اللحن.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج، والوصايا.
وتم تذييل البحث بفهرس للمصادر، وفهرس للموضوعات.
وقد اشتملَ الكتاب على (145) صفحة من الحجم العادي، وقد قرأتُه فوجدتُه نفيساً مُتْقَناً محرَّرَاً، وسأوردُ ما يتيسّرُ من فوائده وفرائده بإذن الله تعالى.
[/align]
 
[align=justify]

1. اللحن الجلي: هو الخطأ البَيِّنُ في الحروف والشَّكْل.
والخفيُّ: هو الخطأ فيما سوى ذلك.
ويكون الخطأ في الحروف بالزيادة أو النقصان أو الإبدال.
فزيادةُ الحروف في اللحن الجلي: كقوله تعالى: (الكوثر) بزيادة ألف بعد بعد الثاء، يفعل ذلك –أحياناً- من يرومُ تفخيم الراء، فيبالغُ في ذلك حتى يتولَّدَ من فتحة الثاء ألفٌ.
ونقص الحروف: كمن يقرأ (مما كانا فيه) بنقص الألف من (كانا).
وإبدال الحروف: كمن يقرأ (الحمد لله) بإبدال الحاء هاءً.
ومرادي بـ(الشَّكْل): هو الحركة والسكون.
ويكون الخطأ في الحركة بالإبدال، ومثاله ظاهرٌ.
ويكون الخطأ في السكون بالزيادة أو النقصان أو الإبدال.
فالزيادة: نحو: (نستعين) بتشديد النون وقفاً.
أو نحو: (آل يعقوب كما) يتنوين الباء وصلاً.
والنقصان: نحو: (في اليم) بتخفيف الميم وقفاً ووصلاً.
والإبدال يكون بحركة، والمثال ظاهرٌ.
ومرادي بــ(البَيِّن): أي الواضح، فلو أخطأ القارئ خطأ ليس ببيِّن = فليس هذا من اللحن الجلي.
مثل: من يقرأ (الحمد لله) بشَوْب الحاء هاءً ليست صريحة، وحرف الحاء باقٍ في الجملة.
ومثل: النقصان والزيادة في الحركات، وقد تقدَّم قريباً بيانُ ذلك.
والخفيُّ: هو الخطأ فيما سوى ذلك: أي: ما لا تعلُّقَ له بالخطأ البَيِّن في الحروف والشَّكْل. ص19-21
2. قد يختلفُ اللحنُ باختلاف القراءات والرِّوايات، فما يكون لحناً جلياً في قراءة = قد لا يكون لحناً في غيرها، وهكذا في اللحن الخفيّ.
مثل: من قرأ (الصراط) بالسين بدل الصاد، فإن هذا يُعدّ لحناً جليّاً عند القراء، ولكنه عند قنبل –بخلف عنه- ورويس عينُ الصواب.
أو غَلَّظَ لام (الصلاة) فإن هذا يُعدُّ لحناً خفيّاً عند القراء؛ولكنه عند ورش –من طريق الأزرق- هو الصوابُ بعينه. ص24
3. أما سببُ فشوّ اللحن –أول الأمر- فهو كما بيّن عبد الوهاب القرطبي (ت461هـ): مخالطة العربِ العجمَ، ما أدّى إلى فساد عربيّة الناس. ص25
[/align]

(يتبع إن شاء الله)​
 
[align=justify]
4. بدأ اللحنُ في عصر النبي صلى الله عليه وسلم:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً قرأ فلحنَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرشِدوا أخاكم)).
والذي يظهرُ أن اللحنَ هنا في القراءة لا في العربية، فلم يكن في وقتهم لحنٌ في العربية، بل ما قاله المرء حينها فهو عربي، وإن كان نادراً عُدَّ لغة، إلا أن يكون اللاحنُ أعجمياً.
ويغني عن ضعف هذا الخبر ما أخرجه أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرجَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: ((اقرؤوا، فكل حسنٌ، وسيجيء أقوامٌ يقيمونه كما يُقامُ القِدْح، يتعجّلونه ولا يتأجَّلونه)).
فحسَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم قراءةَ الأعجمي، وقراءته لا تخلو من لحن، ويدلُّ على هذا دليلان:
1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((فكل حسن)): يدلُّ على أن هؤلاء الأعاجم –رضي الله عنهم- يلحنون، وإلا لما احتاجَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحسين قراءاتهم مع قراءة العرب، ويوضِّحهُ الدليلُ الآخَر، وهو:
2. قوله صلى الله عليه وسلم: ((وسيجيء أقوامٌ يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)): يُفهَم منه أن هؤلاء الأعاجم لا يقيمون القرآنَ كما يُقام القدح، فسلاّهم النبي صلى الله عليه وسلم –عند فوت هذا- بإخلاصهم.
وإنما ذمَّ مَن بعدَهم لعدم إخلاصهم، لا لأجل إقامتهم القراءة، وآية ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((يتعجلونه ولا يتأجلونه)): أي يتعجَّلون أجرَه في الدنيا، ولا يتأجَّلونه إلى الآخرة.
ولكن مع هذا: لا يُقطَع بأن هذا اللحنَ الواقعَ من أعاجم الصحابة –رضي الله عنهم- لحنٌ جليٌّ، وإن كان هذا وارداً من الأعجمي.
فإن قيلَ: ألم تقرِّر قريباً أن أعاجم الصحابة –رضي الله عنهم- لا يقيمون القرآن كما يُقام القدح؟
قلتُ: هذا ما يُفهَم من الحديث الآنف، ولكن لا يُفهَم منه وقوعُهم في اللحن الجليّ، بل قد يكون في اللحن الخفيّ.
ويرشِّحهُ مقارنتُهم بمن يقيم قراءته إقامة القِدْح، فإنه يحرص على إقامته حرصاً شديداً حتى يكونَ ذلك أوفقَ لسرعته وإصابته، وفي هذا إشارة إلى أن عدمَ إقامة القراءة إقامة القِدْح = لا يعني ترك الصواب، وإنما يشير إلى مجانبة الكمال، أو على أقصى حد إلى الوقوع في المكروه.
وشاهدُ المقال: أن الحديثَ لا مستمسَكَ فيه على وقوع اللحن من أعاجم الصحابة –رضي الله عنهم- وإن كان محتملاً.
فإن قيلَ: كيف يحسِّن صلى الله عليه وسلم قراءتهم إذا كان لحنُهم لحناً جليّاً؟
قيلَ: لا يكون ذلك إلا مع استصحاب أنهم بذلوا وسعهم في إقامة ألسنتهم، فحسَّنَ صلى الله عليه وسلم قراءتهم لانتفاء التكليف بما لا يُطاق. 33-36
5. وإذا عَلِمَ القراءُ أن المهارة في إتقان القراءة درجات حتى في عصر النبوة = اطمأنَّ قلبُ من انحطَّ عن منتهاها، وعَذَرَ من بلغ ذروتها من قصر عنها، ولم يشنِّعْ عليه، كما يفعلُ بعضُ مَن قلَّ نصيبُه من العلم، فلا هَمَّ له إلا الحطُّ على المهرة! وأما الحطُّ على غيرهم فحدِّث ولا حرج! 37
[/align]


(يتبع إن شاء الله)​
 
جزاكم الله خيراً كثيراً ، هل يمكننى اقتباس بعض هذه المباحث الهامة وأذكرها فىى كتاب يتعلق بأحكام التجويد مع الإشارة إلى المرجع وجهد المؤلف حفظه الله ، وهل هذا الكتاب مطبوع أو الكترونى ؟
 
سنحاول بمشيئة الله تعالى تصوير الكتاب ونشره في الملتقى، بعد استئذان المؤلِّف -وفَّقه الله-.

جزاكم الله والمؤلف خيراً وبارك فيكم ، أنا يومياً أتابع هذا الموضوع وأنتظر باقى المتابعة - حفظكم الله -​
 
جزاكم الله والمؤلف خيراً وبارك فيكم ، أنا يومياً أتابع هذا الموضوع وأنتظر باقى المتابعة - حفظكم الله -​
مرحباً بك أخي الكريم، سرّني اهتمامك ومتابعتك، وقد شغلتُ عن إكمال الموضوع خلال الأيام الماضية، وسأعود له غداً إن شاء الله.
 
مرحباً بك أخي الكريم، سرّني اهتمامك ومتابعتك، وقد شغلتُ عن إكمال الموضوع خلال الأيام الماضية، وسأعود له غداً إن شاء الله.

الله يسعدك ويرفع قدرك فى الدارين وييسر أمرك يارب العالمين ، وانا فى انتظار متابعة مشاركتكم الكريمة ، نفع الله بكم وجزاكم عنا خيراً​
 
أحببت تذكيرك شيخنا الكريم بالموضوع .. لأنى أتابعه شبه يومى وجزاكم الله عنا خيراً
 
عودة
أعلى