قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً

احمد منصور

New member
إنضم
03/08/2012
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
رفح
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
قال تعالى: وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (49) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52) الاسراء. تفسيرالاية كما ورد في بعض كتب التفسير: (لو كنتم حجارة أو حديداً لأحياكم الله، لأنهم جعلوا كونهم عظاماً حجة لاستحالة الإعادة، فرد عليهم بأن الإعادة مقدرة لله تعالى ولو كنتم حجارة أو حديداً، لأن الحجارة والحديد أبعد عن قبول الحياة من العظام والرفات إذ لم يسبق فيهما حلول الحياة قط بخلاف الرفات والعظام), من تفسيرالتحرير والتنوير لابن عاشور. لكن السؤال: كيف يمكن ان يصير جسد الكافر حجارة أو حديدا؟ لو رجعنا لتركيب جسد الانسان والمخلوق من التراب بقدرة الله جل وعلا لعلمنا انه لا يكاد يخلو من أي عنصر من عناصر التربة, ففيه الكربون والاكسجين والهيدروجين والنيتروجين والكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والكبريت والكلور والصوديوم والمنجنيز والسليكون. وطبعا يحتوي على الحديد والفلور والخارسين والرصاص والنحاس والالمنيوم والكادميوم والباريوم والكوبلت واليود والسلينيوم والزرنيخ والزئبق والنيكل والكروم واليثيوم والبرون واليورانيوم والذهب والفضة والثاليوم وغيرها مما لا استطيع حصره هنا. وكل يوم يدخل الى جسد الانسان عناصر من التربة التي خلقه الله جل وعلا منها وكل يوم يخرج من الانسان عناصر لتعود للتربة وليس الاخراج مقتصرا على اخراج الفضلات بل ان جلد الانسان يفقد خلايا ليجدد اخرى وكذا شعره وعرقه بل وتنفسه. عندما يموت الكافر المعرض عن ذكر ربه والمنكر لنعمه جل وعلا فسيتحلل جسده وتتفرق العناصر في التربة فهاهي ذرات الحديد تعود لتلتحق بالتربة وهاهي ذرات السليكون والكربون والكالسيوم وهي المكونات الاساسية للحجارة تعود لتلتحق بالتربة. فاذا شاء الله لذرات الحديد والتي انبعثت من جسد الكافر ان تقع في ايدي مستخرجين الحديد لتنضم لغيرها من الذرات لتشكيل قطعة من الحديد, فلذلك لا تستغرب ان قطعة حديدية من سيارتك ربما بها عدد من ذرات كافر عاش قبل كذا أو كذا من الاف السنين. الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه الغير محدود اين ذهبت ذرات كل كافر وعناصر جسده وهو قادر على جمعها جميعا وقت شاء فسبحان الذي لم يفرط في الكتاب من شيء.
 
بارك الله فيك وشكر الله لك واضيف ان الاية الكريمة تحمل معنى آخر اقرب ليتبادر للذهن :
أي (كونوا بعد موتكم مما يكبر في نفوسكم اي (مما هو في ظنكم اصعب اعادةً وتشكيلاً من التراب والرفات) وهو الحجارة والحديد او اي عنصر قاس صعب التشكيل والاعادة فسوف نعيدكم كما بدأناكم أول مرة.

ولا شك ان تحلل جسم الانسان يعيده لعناصره الاساسية المكونة للتراب لذلك تتكرر مفردتين هما البدء والاعادة ، اي أن الله جل وعلا يبدأ خلق كل انسان في الارض من تراب ويعيده اذا مات الى التراب وينشئه عند البعث من التراب ايضا ، عندما ينمو الجنين في بطن أمه فإن مواد تخلقه الاساسية من تراب فما تأكل الام من خضروات نمت وامتصت العناصر من التراب واللحوم والالبان وكل شيء من تراب وماء (طين ) وليس آدم فقط هو من خلق من تراب فالله جلت قدرته يقول

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [الحج:5]

فالخلق كله من تراب وينمو من تراب وغذاءه من تراب ويعود الى التراب انسانا وحيوانا ونباتا ، ومن اعجب الآيات الدالة على هذا المبدأ العجيب قوله تعالى


{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا } [نوح:17]
فنحن من نبت الارض وما نأكل من شيء الا من نبت الارض لحما او فاكهة او حبا فأي نبات يمتص غذاؤه من الأرض فنأكله ، وتأكل الانعام ذلك النبات ونذبحها ونأكل لحمها فأصله من تراب ، ولو فهم الكافرين ذلك المبدأ كما خاطبهم به الله لما كان البعث عصيا على عقولهم ولكنهم قوم لا يعقلون
 
بارك الله فيك اخي عدنان بالفعل الامر مما يزيد ويقوي ايمان المؤمن ولا شك انه حجة بالغة على الكافر الجاحد وهو يعلم علم اليقين هذا الامر ولكنه يعرض عنه ويعزوه لطبيعة الاشياء فقط ليغلق عقله عن تصور ان لهذا الكون خالق. لو كان بمقدونا تصوير انسان تصويرا مستمرا بواسطة كاميرا خاصة ( افتراضا) يمكنها ان ترصد كل العناصر الداخلة والخارجة من الانسان وقمنا بأعادة مشاهدة الفيلم بسرعة لوجدنا ان اشياء تنبعث من التراب وتنتقل لجسم الانسان وفي نفس الوقت اشياء اخرى تغادره للارض مرة اخرى كل يوم, اي ما يشبه دائرة بين الانسان والارض ( cycle), فليس جلدك اليوم هو جلدك قبل عشرة سنوات, فسبحان الله العلي العظيم.
 
عودة
أعلى