قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
مناظرة

في حكم

الاحتفال بالمولد النبوي




هذا شريط صوتي تم تفريغه فيه مناظرة للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- مع شخص يرى جواز الاحتفال بمولد النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- بيَّن فيه الشيخ كعادته في مناظراته بالدليل والبرهان مخالفة هذا الاحتفال لهدي نبيِّنا -عليه الصلاة والسلام- وأن هذا الاحتفال من محدثات الأمور بما يُقنع المنصف ويَقمع المتعسِّف

الشيخ الألباني : الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ : خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير ، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ : لا .
الشيخ الألباني : أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ : إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني : هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس ، هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟


محاور الشيخ : التوحيد .

الشيخ الألباني : أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة ، نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً . ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام :
1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) . فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه . صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟

محاور الشيخ : معك تماماً .

الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً . إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد : هذا المولد خيرٌ - في زعمكم - ؛فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي وغير العلوي في هذا الصدد وهم لا يستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟

محاور الشيخ : من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور .

الشيخ الألباني : عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم ، هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟

محاور الشيخ : لا .


الشيخ الألباني : إذاً نحن لا نتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحظى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية . فأقول : هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟

محاور الشيخ : هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟

الشيخ الألباني : هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .

محاور الشيخ : بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية (( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور ، هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .

الشيخ الألباني : إذاً أنت تريدنا - ولا مؤاخذة - أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً : الإسلام ككل من هو أعلم به ؟

محاور الشيخ : طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .

الشيخ الألباني : هذا الذي نريده منك بارك الله فيك . ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد . وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها ، لكن ما الذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف . وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟

محاور الشيخ : لا ، لا شك فيه .

الشيخ الألباني : فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح . الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل - إذاً هذا الخير ما كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ، كيف خفي هذا الخير عليهم ؟! لابد أن نقول أحد شيئين : علموا هذا الخير كما علمناه - وهم أعلم منا - ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟! ؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! - لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟! هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ! أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ : (( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) . أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟! لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود . " غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لا يمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير . لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟

محاور الشيخ : الحمد لله .

الشيخ الألباني : جزاك الله خيراً . هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل . وأذكرك بمثل قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً )) الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم - أي السلف الصالح - أعلم منا وأعبد . هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ما كان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم - هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟ ويوم أُنزلت هذه الآية : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟ أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع . فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام . وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال : " من ابتدع في الإسلام بدعة - لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة - يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " . وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟ قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً )) فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه . متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية ! فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟! هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين . هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فما لم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً". اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟! الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث : (( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) . يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل : (( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلا وأمرتكم به )) . لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب : هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين : أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة . هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع . وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .)) ما معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ . وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين . وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه )) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه . الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه . الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟ لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون . فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر ٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) . فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه . وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) . والله تعالى يقول : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة .

محاور الشيخ : قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، أليس تكريماً له ؟

الشيخ الألباني : نعم .

محاور الشيخ : فيه ثواب هذا الخير من الله ؟

الشيخ الألباني : كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟ أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟

محاور الشيخ : لا، لا جواب عندي .

الشيخ الألباني : قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)) وكذلك يقول الله تعالى : ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية - وقد كان قبل إسلامه نصرانياً - أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه ؟ ) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))). وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .

انتهى ..



**وصلني على البريد الإلكتروني
 
جزاكم الله خيرآ


لكن لي سؤال خارج عن هذاالموضوع لكن في صميم القرآن:

يأتي القرآن بالتوجيه الرباني ناهيآ عن فعل مرغبآ في آخر ومع هذا نقدم عقولنا

عليه..!!

أليس الإسلام هو الأستسلام..!!

لما لم تزجر هذه الآية ( ذلك أدنى أن يعرفن ) من يفتي بجواز كشف الوجه؟

وغيرها كثير تقدم أقوال فيها شطط على القرآن والسنة خاصة إذا أتت مباشرة كهذه الآية..

كم هو مؤسف أن يكون آخر المراجع القرآن..!!
 
رحم الله الشيخ ناصر الدين الألباني , وجزاكم الله خيرا على هذا النقل.
 
إقرار الألباني بمشروعية أصل الاحتفال بالمولد النبوي ، و خالف في صورته و ما ُيعمل

إقرار الألباني بمشروعية أصل الاحتفال بالمولد النبوي ، و خالف في صورته و ما ُيعمل

مناظرة

في حكم

الاحتفال بالمولد النبوي




هذا شريط صوتي تم تفريغه فيه مناظرة للشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- مع شخص يرى جواز الاحتفال بمولد النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- بيَّن فيه الشيخ كعادته في مناظراته بالدليل والبرهان مخالفة هذا الاحتفال لهدي نبيِّنا -عليه الصلاة والسلام- وأن هذا الاحتفال من محدثات الأمور بما يُقنع المنصف ويَقمع المتعسِّف

الشيخ الألباني : الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ : خير
...
الشيخ الألباني : ... ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ! والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل : (( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلا وأمرتكم به )) . لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب : هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين : أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة . هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع . وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .)) ما معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ . وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين . وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه )) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه . الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه . الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟ لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون . فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر ٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) . فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .

الأخ العزيز
سلام الله عليكم

تحيةً طيبةً ، و تهنئةً بيوم مولده صلى الله عليه و سلم

- كنتُ قد آثرْتُ عدم الدخول في الجدل الموْسمي المتكرر بشأن مسألة جواز الاحتفال بيوم مولده - صلوات ربي و سلامه عليه - أو عدم جواز ذلك ؛ لِما يشوب ذلك الجدل من تجاوزات في لغة الحوار و الخطاب ، و لنزوع البعض إلى الانتصار لرأيٍّ قيل ، و ليس للاستبصار بالدليل المؤيِّد للرأي المخالف . و أنا حسَنُ الظن بكم ، و لا أَعدّكّ منهم .

فإن أرَدْناها مدارسةً و مناظرةً علميةً ، فنِعِمَّ هيَ ، إن شاء الله
و غَنِيٌٌّ عن الذِكْر التزامُ آداب الحوار ، لِمَن أراد من الإخوة الدخول في المناقشة و المراجعة

* * *

بسم الله و بعد حمد الله ، و الصلاة و السلام على رسول الله - نبدأ
يقول كاتب هذه السطور - عفا الله عنه ، و عافاه في الداريْن - :

* أَقَرَّ الشيخ الألباني ، رحمه الله - في ذلك الحوار المذكور في الاقتباس أعلاه ، و المنسوب له ؛ بالتسجيل الصوتي - بأصل مشروعية الاحتفال بالولد النبوي ، و أن (( هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم )) ؛ قال :

(( لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب : هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،
مع بَون شاسع بين الاحتفالين : أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .

ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين . وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه )) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه . الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه )) . انتهى كلام الألباني هنا

* فالشيخ الألباني يرى - هنا - مشروعية الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف ؛ بصيام ذلك اليوم ؛ شكراً لله تعالى على خلقه له و مولده فيه _ و هذا ظاهرٌ ، و بِنَّص كلامه .

* و هو عَيْن كلام الإمام الحافظ ابن حجر في بيان مشروعية عمل المولد و الاحتفال به ؛ قال : ( وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم ، فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله تعالى . فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة . والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم ) . اهـ
[ حكى الإمام السيوطي كلام الحافط ابن حجر هذا ، في كتابه " الحاوي للفتاوي " ، حسن المقصد في عمل المَوْلد ]

- فالاتفاق بين القوْليْن على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي - في ذكرى يوم مولده الشريف - ظاهرٌ واضح
و الحافظ ابن حجر لا شك في تقدّمه على الشيخ الألباني ، و تكفينا هنا موافقة الألباني له في هذا الأصل - مشروعية أصل الاحتفال بالمولد النبوي

- و الاختلاف بينهما في صورته ، و ما يُعمل فيه ؛ قال ابن حجر - عقب كلامه المذكور آنفا - :
( فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه : فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة ، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال : ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به ، وما كان حراما أو مكروها فيمنع ، وكذا ما كان خلاف الأولى ) . انتهى

- بينما يرى الألباني أن العمل المشروع في ذلك الاحتفال هو الصوم فحَسْب ؛ مقتصراً على ظاهر النصّ ، و تلك ظاهريةٌ مَحْضة

- بينما نظر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى عِلّة النَص و حِكمته ، و هي شكر الله تعالى على هذه النعمة المُهداة ؛ فرأى أنّ (( الشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة و الإطعام والتلاوة )) .

* و مرجعُه - فيما أحسَب - الاختلاف بين طائفتيْن : طائفة الظاهرية المحضة ، و غيرهم من بقية أهل السُّنة و الجماعة .
و ليس هذا قدحاً في أحد ، و إنما بيانٌ لمرجع الخلاف

و الله أعلم
 
- - بينما يرى الألباني أن العمل المشروع في ذلك الاحتفال هو الصوم فحَسْب ؛ مقتصراً على ظاهر النصّ ، و تلك ظاهريةٌ مَحْضة
.....
مرجعُه - فيما أحسَب - الاختلاف بين طائفتيْن : طائفة الظاهرية المحضة ، و غيرهم من بقية أهل السُّنة و الجماعة .
و ليس هذا قدحاً في أحد ، و إنما بيانٌ لمرجع الخلاف

و الله أعلم

الأخذ بظاهر النص من أصول المذاهب الأربعة، وهو المتعين دائما ، ولا يخرج منه إلى المؤول إلا بدليل أقوى، يبين أن المقصود خلاف الظاهر، ولا ينبغي أن ترد على مخالفك بالظاهرية كما يحلو لك بل المسألة علمية فلا بد من العلم، والظاهرية مذهب سني، والشيخ الألباني رحمه الله ليس ظاهريا، ولكنه وقاف عند النصوص، وهذا لا يسمى ظاهرية،

وحاولت أن تجعل الخلاف في هذه المسألة بين الظاهرية وأهل السنة والجماعة، وهذه مغالطة واضحة، بل الخلاف بين أهل السنة والجماعة المانعين (وهم طائفة من المذاهب الأربعة) وطائفة الصوفية والطرقية. هذه هي الحقيقة.

ولقد أصلت أنت أصلا في كلامك فقلت (و الحافظ ابن حجر لا شك في تقدّمه على الشيخ الألباني ) فاسمح لي أن أقلبه عليك فأقول (و الشيخ الألباني رحمه الله لا شك في تقدّمه على د. أبي بكر خليل)

وهذا كما ذكرت لنا -جزاك الله خيرا- ليس قدحا في أحد، ولكنه بيان لرد ما جعلت مرجعا للخلاف
والله أعلم بالصواب.
 
معارضةٌ خاليةٌ من الأدلّة

معارضةٌ خاليةٌ من الأدلّة

1 - الأخذ بظاهر النص من أصول المذاهب الأربعة، وهو المتعين دائما ، ولا يخرج منه إلى المؤول إلا بدليل أقوى، يبين أن المقصود خلاف الظاهر،

2 - ولا ينبغي أن ترد على مخالفك بالظاهرية كما يحلو لك بل المسألة علمية فلا بد من العلم، والظاهرية مذهب سني، والشيخ الألباني رحمه الله ليس ظاهريا، ولكنه وقاف عند النصوص، وهذا لا يسمى ظاهرية،

3 - وحاولت أن تجعل الخلاف في هذه المسألة بين الظاهرية وأهل السنة والجماعة، وهذه مغالطة واضحة، بل الخلاف بين أهل السنة والجماعة المانعين (وهم طائفة من المذاهب الأربعة) وطائفة الصوفية والطرقية. هذه هي الحقيقة.

4 - ولقد أصلت أنت أصلا في كلامك فقلت (و الحافظ ابن حجر لا شك في تقدّمه على الشيخ الألباني ) فاسمح لي أن أقلبه عليك فأقول (و الشيخ الألباني رحمه الله لا شك في تقدّمه على د. أبي بكر خليل)

5- وهذا كما ذكرت لنا -جزاك الله خيرا- ليس قدحا في أحد، ولكنه بيان لرد ما جعلت مرجعا للخلاف
والله أعلم بالصواب.

يا أخي ( حكيم )

أراكَ تركتَ أصل المسألة المتفق عليها هنا - أعني : موافقة الشيخ الألباني للإمام الحافظ ابن حجر ( رحمهما الله ) - و هي مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي ، بمناسبة يوم مولده صلى الله عليه و سلم ، و تعَلّقتَ بما علّلتُ به مرجع الاختلاف في صورته .

فدَعْكَ من هذا التعليل ، و فَسِّرْه بما تراه أصوَب ، مع ملاحظة أنِّي لم أَقُل بتخطئة مَن يرى قصر ذلك الاحتفال على الصوم ، و إنما النكير على من يقول بتخطئة مَن يرى عدم القصر .

1 - و لا دخْلَ للمؤوَّ ل هنا ؛ فلم يخرج الحافظ ابن حجر بمعنى خلاف ذلك الظاهر ، و إنما راعَى معناه ، و رأى أنه لا يقتصر على الظاهر ، بل يدخلُ فيه ما كان في معناه -_أي : معنى الشكر لله تعالى من قُرُبات - .

2 - و الظاهرية من ضمن أهل السُّنة ، و القول ( ... غيرهم من بقية أهل السُّنة ) يعني دخولهم - الظاهرية - فيهم ؛ فتَريَّثْ و تثَبَّتْ ، و لا تتَسرَّع

3 - لا دخْلَ للحافظ ابن حجر و الإمام السيوطي ( المُجَوِّزين للاحتفال بالولد النبوي ) بالصوفية و لا بالطُرُقية ؛ فدَعْك مِن هذا المسلك المتهافت

4 - و لا شك فيما قُلته أنت في رقم ( 4 ) ، و لكنه لا يفيد شيئا في موضوعنا ؛ لأن الاستشهاد كان باستدلال الحافظ ابن حجر ، و هو ما وافقه الألباني في أصله

5 - و ما دام أن ذلك التعليل لم يكن قدحا ، فلِمَ الانتهاض للاعتراض ؟

* * *
و غابت المراجعة العلمية ؛ لغياب الدليل الصحيح ، السالِم مِن المعارض

و ما لهذا كتبت

و تبقى موافقة الشيخ الألباني للحافظ ابن حجر في مشروعية أصل الاحتفال بالمولد النبوي ، بمناسبة مولده صلى الله عليه و سلم

و هذا الأصل لا يلغيه فرْعُ الاختلاف في صورته
 
حياك الله دكتور أبا بكر

لقد صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأثنين وذكر العلة أنه فعله شكرا لله حيث أخرجه للحياة في ذلك اليوم وفيه أنزل عليه القرآن ، فصومنا لذلك اليوم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحق وهو السنة وهو الهدي النبوي وهذا لا نقاش فيه وما زاد عليه فهو محل النظر في المشروعية وعدمها.
وإذا قلنا بمشروعية الزيادة على الصوم فتحنا بابا لا يمكن سده أو حده بمقدار أو كيفية وإلا كان ذلك من باب التحكم لأن كل صاحب زيادة سيحتج بمشروعية الأصل.

وإذا قلنا بالوقوف عند فعل النبي صلى الله عليه وسلم تمسكنا بأصل مشروعية الاقتداء بالفعل الذي يسنده القول بمنع الزيادة من قوله صلى الله عليه وسلم:
"وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"
ولا شك أن الزيادة محدثة وليست من هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

وهذا وحده يكفي في رد قول من أجاز الزيادة ، فكيف إذا أضيف إلى ذلك ما جلبه فتح هذا الباب من البدع والخرافات والغلو الذي حذر منه الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟
 
سلام الله عليكم أخي الكريم

يومُ مولدِ النبي صلى الله عليه و سلم يومٌ مُعتَبَرٌ في الشرع ؛ بدلالة الإشارة في قوله صلى الله عليه و سلم : " ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه " .

و هذا ما أقرَّه الشيخ الألباني ؛ كما في الكلام المنسوب له في الشريط المذكور آنفا ؛ قال : ( هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، و قال : ( وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ) . اهـ

فَشُكْر الله تعالى هو عِلَّة ذلك الصوم ( الاحتفال المشروع ) . و لا خلاف في ذلك ، و هو الغَرَض المقصود من ذلك التعليل النبوي لصومه .

* و ليس في الحديث تخصيص ذلك الشكر بالصوم ، و إنما فيه تعليل ذلك الصوم بالشُكْر

و شُكْر الله تعالى ليس محصوراً في صوم التطوع وحده ، بل يشمل القُرُبات المشروعة ، فـ ( الشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة ) ؛ كما قال الحافظ ابن حجر في كلامه في عمل المولد . و قد تقَدَّم

* و لنا سعةٌ في إقرار النبي صلى الله عليه و سلم تَصَرُّف كلا الفريقيْن مِن الصحابة يوم الأحزاب ؛ أخرج البخاري بسنده ( عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ : " لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ " ، فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمْ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذَلِكَ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ ) .

قال ابن حجر في " الفتح " : ( في هذا الحديث من الفقه أنه لا يُعاب على من أخذ بظاهر حديث أو آية ، ولا على من استنبط من النص معنى يخصصه ، وفيه أن كل مختلفين في الفروع من المجتهدين مصيب ) . اهـ

و الله وليّ التوفيق
 
هل صوم النبي عليه الصلاة والسلام كان في يوم 12 ربيع الأول الذي يأتي مرة الإثنين وست مرات غير الإثنين ؟ أم أنه كان يصوم الإثنين وإن لم يكن الموافق لليوم من السنة التي ولد فيها ؟

أخي د ابو بكر كلام الألباني واضح .
 
انتقلتَ من مسألة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم - بما فيه معنى الشكر لله تعالى على نعمته هذه المهداة ، مِن أنواع القُرُبات التي ذكرها الحافظ بن حجر - إلى مسألة تحديد يوم الاحتفال ، و هذه مسألة فرعية ، متفرعة عن مشروعية أصل ذلك الاحتفال ، الذي أَقَرَّه الألباني آنفا ( أي : أصل الاحتفال بمولده الشريف ، الذي صرَّح بمشروعيته )
و هذا حَسَنٌ ، و لا بأس به

* و بشأن سؤالك المذكور ، يُجاب عنه بالآتي : مَن نظرَ في الاحتفال بيوم المَولد إلى مَوْضعه بالنسبة إلى أيام الأسبوع ؛ قال بالاحتفال به في يوم الإثنيْن من شهر ربيعٍ الأول

و مَن نظَرَ إلى مَوْضع يوم مَولده - صلى الله عليه و سلم - بالنسبة إلى أيام الشهر ؛ قال بالاحتفال به في يوم الثاني عشر مِنه ،

و هو نظير ما أَقَرّهُ النبي صلى الله عليه و سلم ، و فَعَلَهُ في الاحتفاء بيوم عاشوراء - شكراً لله تعالى على نجاة موسى عليه السلام و قومِه مِن فرعون - و كان ذلك في " عاشوراء " ( أي : اليوم العاشر من شهر المحرّم ) ، و هذا يومٌ واحدٌ في السَّنة ؛ كما لايخفى

فالاحتفاء بيوم الثاني عشر من ربيعٍ الأول نظيرُ هذا .

* * *

الشيخ الألباني : ... أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟ قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .)) ما معنى هذا الكلام ؟ كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟! أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ . وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين . وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى : (( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه )) . فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه . الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمدٍ و على آله و صحبه تسليماً كثيرا
 
للفائدة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :

إذا حملنا الزمان إلى تلك الأيام أيام كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤم المسلمين في مسجده ، هل يستطيع واحد من الذين يرون أنه لابأس بالاحتفال البسيط بهذه المناسبة أن يتخيل نفسه يتقدم نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة ،ويعرض عليه أن يقوم بأعمال معينة في يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، تعبيرا عن حبه له صلى الله عليه وسلم .

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لابد أن تكون أكبر من محبة الإنسان لنفسه وأهله والناس أجمعين .
ولا تنحصر في يوم ، ولا حتى في كل الأيام ، وأفضل تعبير عنها هو الالتزام بدعوته والسير على نهجه .

إن ما نحن فيه دين وليس لنا أن نقيسه بالمناسبات الدنيوية ، وقد سرد لنا الذكر الحكيم أسباب انحراف أصحاب الديانات السابقة عن النهج القويم ، وخطوات ذلك ، وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن إطرائه كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ، واحتفالهم بيوم ميلاده ليس بخاف على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يقرهم عليه .
وللفائدة :
قد يقولون : إن الاحتفال بذكرى مولده -صلى الله عليه وسلم- ينبئ عن محبته -صلى الله عليه وسلم- فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته -صلى الله عليه وسلم- مشروع
والجواب أن نقول : لا شك أن محبته -صلى الله عليه وسلم- واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه -، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل :
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
فمحبته -صلى الله عليه وسلم- تقتضي إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع. وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين : الإخلاص، والمتابعة، قال - تعالى - ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة : 112]، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول وإصابة السنة.
وخلاصة القول : أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي بأنواعه واختلاف أشكاله بدعة منكرة يجب على المسلمين منعها ومنع غيرها من البدع، والاشتغال بإحياء السنن والتمسك بها، ولا يغتر بمن يروج هذه البدعة ويدافع عنها، فإن هذا الصنف يكون اهتمامهم بإحياء البدع أكثر من اهتمامهم بإحياء السنن، بل ربما لا يهتمون بالسنن أصلاً، ومن كان هذا شأنه فلا يجوز تقليده والاقتداء به، وإن كان هذا الصنف هم أكثر الناس، وإنما يقتدي بمن سار على نهج السنة من السلف الصالح وأتباعهم وإن كانوا قليلاً، فالحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
قال -صلى الله عليه وسلم- : فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة(4)، فبين لنا -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث الشريف بمن نقتدي عند الاختلاف، كما بين أن كل ما خالف السنة من الأقوال والأفعال فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.
وإذا عرضنا الاحتفال بالمولد النبوي لم نجد له أصلاً في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا في سنة خلفائه الراشدين، إذاً فهو من محدثات الأمور ومن البدع المضلة، وهذا الأصل الذي تضمنه هذا الحديث قد دل عليه قوله تعالى: ((فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ والرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء:59].
والرد إلى الله هو الرجوع إلى كتابه الكريم، والـــرد إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الرجوع إلى سنته بعد وفاته، فالكتاب والسنة هـمــــا المرجع عند التنازع، فأين في الكتاب والسنة ما يدل على مشروعية الاحتفال بالمولد الـنـبــوي؟ فالواجب على من يفعل ذلك أو يستحسنه أن يتوب إلى الله - تعالى - منه ومن غيره من البدع؛ فهذا هو شأن المؤمن الذي ينشد الحق، وأما من عاند وكابر بعد قيام الحجة فإنما حسابه عند ربه.
هذا؛ ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا التمسك بكتابه وسنة رسوله إلى يوم نلقاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.


http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/6.htm

وأسأل الله أن يهدي الجميع إلى خير ما يحب ويرضى .

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=204107
 
أَفيقُوا عباد الله !

أَفيقُوا عباد الله !

عجيبٌ أن يستيقظ البعضُ مِن السُبات العميق - بعد هذا الحوار و النقاش الطويل - ؛ ليسأل : أين هو دليل الاحتفال ؟!
و جوابُه مذكورٌ في أول مشاركة

* و لو صُرِفَت هذه الهِمّة و الحماسة في الانتفاع بهذه المناسبة الشريفة في التذكير بحال المسجد الأقصى ، مَسْرَى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، لكان أولى و أجدى - بدلاً من هذه الجموع المنتشرة في القرى و النجوع ، المشتغلة بالإنكار على المحتفيين و المحتفلين بمولد نبيّهم الكريم ، و ما في سيرته العطرة من عِبرةٍ و عِزّة

* { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . [ الإسراء:1 ]

و ها هو المسجد الأقصى - الذي تقَدَّس بذِكْر الله تعالى له في قرآنٍ يُتْلَى إلى يوم الدين - تم اقتحامه يوم الجمعة عقب الصلاة ، و اللاهون في شُغْلٍ عنه بما هو أولى و أقدس في نظرهم العليل الكليل !

* { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } . [ الحج:46 ]

أعاذنا الله و إياكم من أن نكون كذلك

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
"الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟ لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟! هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود : (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !! نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون . فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!! وصدق الله تعالى (( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر ٌ)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) . فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
"
 
يا د0 أبا بكر كلام الشيخ الألباني واضح , ثم أين أنت من بقية كلام الشيخ فلم تتعرض له بالقبول أو الرد أو التأييد ((إني أعظك أن تكون من الجاهلين))

يقضى على المرء في أيام محنته***حتى يرى حسنا ماليس بالحسن
 
عودة
أعلى