"قَضِـيَّـةُ اللَّفْـظِ والمَـعْنى بينَ القُـراءِ والبلاغيِّـين"

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله وحدهُ والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:

فإنَّ من القضايا التي أفنى فيها أهلُ اللغةِ والبلاغيون على وجهِ الخصوص أزماناً وعهوداً لتجليتها قضيةَ اللفظِ والمعنى.
وهي قضيةٌ ترمي - فيما أفهمُهُ من طرحها - إلى تحديدِ فرقٍ بينَ اعتبارِ اللغة ويعبرونَ عنهُ بـ (اللفظ)، وفرقٍ بين اعتبارِ المضامينِ يعبرون عنهُ بـ (المعنى).

وهذان الاصطلاحانِ يكاد التداخُـلُ بينهما والنشابهُ يكونُ عائقاً كبيراً وثقيلاً يحولُ بين التفريقِ بينهما في كثيرٍ من الأوقاتِ , وهذا ما جعلَ القارئَ لبعضِ كتب العلم المعنيَّـةِ بهذا التفريق بين اللفظِ والمعنى يجدُ إشكـالاً غيرَ خفيٍّ عند العالمِ الواحدِ في الكتاب الواحدِ فضلاً عن نُظرائهِ من العلماءِ المشتغلين بنفس موضوعِ التأليفِ.

وعلماءُ البلاغةِ هم أوَّلُ او أكثرُ من أثـارَ هذه القضيَّـةَ وأطالوا فيها النقاشَ والحِجاج , واختلفوا في تحديد مطابقة الكلام مقتضياتِ الأحوال إلى غير ذلك من مباحثهم التي لا يخلو منها كتاب بلاغةٍ في قديم أو حديث.

من أجلِ ذلك وضعتُ هذا التساؤل بين الإخوة الأكـارم لأعرفَ مدى ارتباط هذا الخلاف البلاغي بعلمِ الوقف والابتداء الذي يهتمُّ اهتماماً بالغاً بقضية اللفظِ والمعنى عند التفريق بين الوقوف وتقسيمها , فهل كان هذا الخلافُ بين القراء نتيجةً طبيعيةً لخلاف البلاغيينَ وصادراً عنهُ , وهل يمكن أن تُعالج قضيةُ اللفظِ والمعنى عند القراءِ بما تناولها به أهل البلاغة , أمْ أنَّ القضية تختلفُ في علمِ البلاغة عنها في علم الوقف والابتداء.؟

وهل تنضبطُ هذه القسمةُ في النَّـاحية التطبيقيَّـةِ على الوقوفِ بعيداً عن التنظير , أم أنَّ التداخلَ بينها ظاهرٌ لدرجةٍ يصعبُ معها التفريقُ بين اللفظِ والمعنى عند تطبيقه على وقوف القرآن.؟
 
الأخ الكريم محمود
أود منك حفظك الله إيراد شيء من تناول المقرئين لهذه القضية، أو الإحالة على من تحدث عنها، لنتلمس أوجه المخالفة والموافقة.
ثم إنه من المعلوم أن كثيرا من مباحث علم البلاغة تتجاذبها فنون أخرى، لكن يختلف التناول للقضية الواحدة من فن لآخر.
فمثلا: الأمر والنهي والنداء والاستفهام والتمني: كلها أبواب نحوية، ةتدرس كذلك في البلاغية، لكن دراستها وتناولها في النحو يختلف عنه في البلاغة، فالنحو يعنى بتحديد أدواتها، وأساليبها، وصحة اتعمالها، والبلاغة تهدف إلى معرفة أغراضها واستعمالها وفق ظاهرها، أو العدول بها عن ظاهرها، وتعليل ذلك.
فربما كان اللفظ والمعنى كذلك، وربما كان التناول واحدا.
فلو ذكرت نقلت كلاما لأحد علماء القراءات.
 
عودة
أعلى