قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ؟

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
الصواع هو المكوك ( وحدة كيل عراقية)
يقول الله تعالى في سورة يوسف:
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {صواع الملك} قال : شيء يشبه المكوك من فضة كانوا يشربون فيه.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله {صواع الملك} قال : الصواع الكأس الذي يشرب فيه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال نعم ، أما سمعت الأعشى وهو يقول : له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق.
وَأخرَج ابن جرير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {صواع الملك} قال : هو المكوك الذي يلتقي طرفاه كانت تشرب فيه الأعاجم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {صواع الملك}قال : كان من فضة.
والمكوك وحدة كيل عراقيّة على الراجح وقد ورد هذا المكيال في حديث صحيح رواه مسلم :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
1.gif
يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ.
- وفي رواية :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
1.gif
يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ.
أخرجه أحمد 3/112 ورواه "مسلم" في صحيحه
والمكوك بفتح الميم وتشديد الكاف الأولى مضمومة ، مكيال لأهل العراق يسع صاعأَ ونصف صاع بالمدنى ، ويجمَع بمكاكيك ومكاكى ، وهو بمعنى قوله فى الحديث نفسه من الرواية الاخرى : (يتوضأ بالمد ، ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد وقيل أنه يسع المد المعروف عند أهل فارس والعراق .قال ابن الأثير: المكوك المد وقيل الصاع وقال أيضا المكوك اسم للمكيال ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد ويجمع على مكاكي بإبدال الياء بالكاف الاخيرة .
 
السلام عليكم
لقد ذكرت الآيات للذى فقدوه هذا اسمان :-
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ ...."

"قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ......"

" فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعآءِ أَخِيهِ......"

لماذا ذكرت له الآيات اسمان ... السقاية والصواع ؟!
 
السلام عليكم
لقد ذكرت الآيات للذى فقدوه هذا اسمان :-
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ ...."

"قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ......"

" فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعآءِ أَخِيهِ......"

لماذا ذكرت له الآيات اسمان ... السقاية والصواع ؟!
بارك الله بك على هذا السؤال الوجيه
والجواب والله أعلم إن كلمة سقاية كلمة عامة تعني أي مكيال . والصواع كلمة خاصة بمكيال معين وهو ما يشبه المكوك كما قال أهل العلم . وإذا كان لديكم قول آخر أتحفونا به مأجورين . وبارك الله بكم
 
بارك الله بك على هذا السؤال الوجيه
والجواب والله أعلم إن كلمة سقاية كلمة عامة تعني أي مكيال . والصواع كلمة خاصة بمكيال معين وهو ما يشبه المكوك كما قال أهل العلم . وإذا كان لديكم قول آخر أتحفونا به مأجورين . وبارك الله بكم


جاء في لسان العرب ما يلي:
المِسْقاة والمَسْقاة والسقاية: موضعُ السَّقْي.
وفي حديث عثمان: أَبلَغْتُ الرَّاتِعَ مَسْقاتَهُ؛ المَسْقاةُ، بالفتح: موضع الشُّرْب، وقيل: هو بالكسر آلةُ الشُّرْب، والميم زائدة؛
فيمكن ان نقول ان السقاية كلمة يراد بها الآلة التي تستخدم للسقي او الشرب وهي ذاتها الصاع الذي يكال به (وقد ذكر هذا في أول مشاركة)
والسقاية :الإناءُ يُسْقى به.
وقال ثعلب: هو الصاع والصُّواع بعينه.
والسقاية الموضع الذي يُتَّخذ فيه الشَّراب في المواسم وغيرها.
والسقاية في القرآن: الصُّواع الذي كان يَشْرَب فيه الملِك، وهو قوله تعالى: فلما جَهَّزَهم بجَهازِهم جَعل السِّقاية في رَحْل أَخيه، وكان إناءً من فِضَّةٍ كانوا يَكيلون الطعام به.

وسِقاية الحاجِّ: سَقْيُهم الشراب.
وفي حديث معاوية. أَنه باعَ سِقايةً من ذهب بأَكثر من وزْنِها؛ السقاية : إناءٌ يُشرب فيه.

أما الصواع ..
الصُّواعُ و الصِّواع والصَّوْعُ والصُّوعُ، كله: إِناء يشرب فيه.
وفي التنزيل: قالوا نَفْقِدُ صُواعَ الملِك؛ قال: هو الإِناء الذي كان الملك يشرب منه.
وقال سعيد بن جبير في قوله صُواعَ الملك، قال: هو المَكُّوكُ الفارسي الذي يلتقي طرَفاه، وقال الحسن: الصواع والسِّقايةُ شيء واحد، وقد قيل: إِنه كان من وَرِق فكان يُكالُ به، وربما شربوا به.

وأَما قوله تعالى: ثم استخرجها من وِعاء أَخيه، فإِنّ الضمير رجع إِلى السقاية من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه، وقال الزجاج: هو يذكر ويؤنث،

فنخلص إلى أن الصواع هو السقاية ولهما نفس الاستخدام إلا أن القرآن ذكرها باللفظين كليهما لسبب علمه من علمه وجهله من جهله وهذا من أسرار الإعجاز القرآني ..
فسبحان الله
والله أعلم
 
محاورة لطيفة وأجوبة جميلة ..
بارك الله فيكم جميعا.

فنخلص إلى أن الصواع هو السقاية ولهما نفس الاستخدام إلا أن القرآن ذكرها باللفظين كليهما لسبب علمه من علمه وجهله من جهله وهذا من أسرار الإعجاز القرآني

قال ابن عاشور:
" والسقاية: إناء كبير يسقى به الماء والخمر. والصواع: لغة في الصاع، وهو وعاء للكيل يقدر بوزن رطل وربع أو وثلث. وكانوا يشربون الخمر بالمقدار، يقدر كل شارب لنفسه ما اعتاد أنه لا يصرعه، ويجعلون آنية الخمر مقدرة بمقادير مختلفة، فيقول الشارب للساقي: رطلا أو صاعا أو نحو ذلك. فتسمية هذا الإناء سقاية وتسميته صواعا جارية على ذلك " ا.ه. التحرير والتنوير: 12/96

وأَما قوله تعالى: ثم استخرجها من وِعاء أَخيه، فإِنّ الضمير رجع إِلى السقاية من قوله جعل السقاية في رَحْل أَخيه، وقال الزجاج: هو يذكر ويؤنث

قال ابن عاشور:
" هذا التأنيث في تمام الرشاقة إذ كانت الحقيقة أنها سقاية جعلت صواعا. فهو كرد العجز على الصدر " ا.ه. التحرير والتنوير: 12/99
 
السلام عليكم
لقد ذكرت الآيات للذى فقدوه هذا اسمان :-
"فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ ...."

"قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ......"

" فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ ٱسْتَخْرَجَهَا مِن وِعآءِ أَخِيهِ......"

لماذا ذكرت له الآيات اسمان ... السقاية والصواع ؟!

محاولة في معرفة سبب ذكر اللفظين بدلاً من لفظ واحد:

{ فلَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم جَعَلَ السِّقايَةَ في رَحلِ أَخيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العيرُ إِنَّكُم لَسارِقونَ ﴿٧٠﴾ }
المتكلم هنا هو الله سبحانه وتعالى ... فإنه يخبرنا بما حدث.

{ قالوا وَأَقبَلوا عَلَيهِم ماذا تَفقِدونَ ﴿٧١﴾ قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَلِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعيرٍ وَأَنا بِهِ زَعيمٌ ﴿٧٢﴾ }
أما المتكلم هنا فهو المنادي ومن كان بحضرته (أي حاشية الملك الذين اكتشفوا السرقة) ... فكان مناسباً أن يحددوا بالضبط ما الذي سرق. فهو ليس أية "سقاية" بل "صواع" ذو وزن محدد. وليس صواع عادي، بل "صواع الملك".

فإذا دخلت المسجد وسرق حذاؤك . تقول للشرطي: سرقت جزمة طويلة الرقبة ذات لون بني غامق.

أما إذا قصصت القصة على أصدقائك يوماً ما فإنك تقول لهم: دخلت المسجد يوماً فسرق حذائي.


هذا ما جال في خاطري والله أعلم.
 
محاولة في معرفة سبب ذكر اللفظين بدلاً من لفظ واحد:

{ فلَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم جَعَلَ السِّقايَةَ في رَحلِ أَخيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العيرُ إِنَّكُم لَسارِقونَ ﴿٧٠﴾ }
المتكلم هنا هو الله سبحانه وتعالى ... فإنه يخبرنا بما حدث.

{ قالوا وَأَقبَلوا عَلَيهِم ماذا تَفقِدونَ ﴿٧١﴾ قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَلِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعيرٍ وَأَنا بِهِ زَعيمٌ ﴿٧٢﴾ }
أما المتكلم هنا فهو المنادي ومن كان بحضرته (أي حاشية الملك الذين اكتشفوا السرقة) ... فكان مناسباً أن يحددوا بالضبط ما الذي سرق. فهو ليس أية "سقاية" بل "صواع" ذو وزن محدد. وليس صواع عادي، بل "صواع الملك".

فإذا دخلت المسجد وسرق حذاؤك . تقول للشرطي: سرقت جزمة طويلة الرقبة ذات لون بني غامق.

أما إذا قصصت القصة على أصدقائك يوماً ما فإنك تقول لهم: دخلت المسجد يوماً فسرق حذائي.


هذا ما جال في خاطري والله أعلم.
وهذا ما قلته في البداية أخي الفاضل أن السقاية مكيال عام . والصواع مكيال خاص يشبه المكوك سعة وشكلاً.
 
أود لفت انتباه الإخوة إلى أمور مهمة في هذا الصدد:
أولا: الذي جعله يوسف في وعاء أخيه هو السقاية.
ثانيا: الذي فقدوه هو صواع الملك.
ثالثا: الحديث الذي دار بينهم وبين إخوة يوسف كله كان دائرا حول الصواع بدليل أنهم استخدموا ضمير المذكر الراجع إلى الصواع فقط وذلك مرتين.
رابعا: الذي أخرجوه من وعاء أخي يوسف هو السقاية بدليل ضمير المؤنث الراجع إلى السقاية.
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيئين مختلفان. وأن يوسف وضع السقاية إهداء لأخيه وتكريما له من حيث لم يعلم به أحد، وأن الذي فقدوه (وهم العاملون لدى يوسف وليس يوسف نفسه) فيما بعد فهو الصواع، ولما لم يجدوه ووجدوا السقاية ظنوا أنه سرق السقاية لأنهم لم يكونوا على علم بإهداء السقاية من يوسف، وسكت أخو يوسف لأنه علم أنه إذا فوض الأمر إلى القدر صامتا فإنه سوف يبقى عند أخيه يوسف. وكان هذا تدبير الله عزوجل كما قال الله: وكذلك كدنا ليوسف. ولم يقل كاد يوسف.
وهذا تأويل للشيخ أختر أحسن إصلاحي تلميذ العلامة حميد الدين الفراهي سوف أعرضه بتفاصيله فى مقال مستقل بإذن الله.
وأدعو الله التوفيق للصواب.
 
محاولة في معرفة سبب ذكر اللفظين بدلاً من لفظ واحد:

{ فلَمّا جَهَّزَهُم بِجَهازِهِم جَعَلَ السِّقايَةَ في رَحلِ أَخيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا العيرُ إِنَّكُم لَسارِقونَ ﴿70﴾ }
المتكلم هنا هو الله سبحانه وتعالى ... فإنه يخبرنا بما حدث.

{ قالوا وَأَقبَلوا عَلَيهِم ماذا تَفقِدونَ ﴿71﴾ قالوا نَفقِدُ صُواعَ المَلِكِ وَلِمَن جاءَ بِهِ حِملُ بَعيرٍ وَأَنا بِهِ زَعيمٌ ﴿72﴾ }
أما المتكلم هنا فهو المنادي ومن كان بحضرته (أي حاشية الملك الذين اكتشفوا السرقة) ... فكان مناسباً أن يحددوا بالضبط ما الذي سرق. فهو ليس أية "سقاية" بل "صواع" ذو وزن محدد. وليس صواع عادي، بل "صواع الملك".

فإذا دخلت المسجد وسرق حذاؤك . تقول للشرطي: سرقت جزمة طويلة الرقبة ذات لون بني غامق.

أما إذا قصصت القصة على أصدقائك يوماً ما فإنك تقول لهم: دخلت المسجد يوماً فسرق حذائي.


هذا ما جال في خاطري والله أعلم.

هذا أجمل جمع رأيته بين ألفاظ الآية .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرض للإخوة الكرام ملاحظة كنت سجلتها على كتاب عندي حول نفس المسألة المبحوثة هنا، وهي للأمانة وللتوضيح من كلامي، وهي:
(قد يُفهم من مجرد إطلاق (السقاية) أنها ليست إلا إناء عاديّا، فيُستنكر الإهتمام البالغ بها، أما (الصّواع) فله نوع خصوصيّة وذلك أنه إناء خاصّ لتقدير الصاع ،ويؤيد ذلك أنهم أضافوه للملك فقالوا (نفقد صواع الملك) للتنبيه لمكانة هذا المُعلن عن سرقته)
ومما قيل: كان يسقى بها الملك ثم جعلت صاعا يكال به.وقيل: كانت مرصعة بالجوهر.
وقد جعلوا مكافأة (لمن جاء به)، وهي حمل بعير.
وهذا مشابه لما تفضل به الأخ منيب.
والله أعلم
 
عودة
أعلى