قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ

عمر احمد

New member
إنضم
20/02/2013
المشاركات
707
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
59
الإقامة
الامارات
بسم1​
{ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) } (سورة الحجر )

يقول ابن عطيه رحمه الله في المحرر توجيها لقول لوط عليه السلام في قوله تعالى (قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ) . يقول
ويحتمل أن يريد بقوله عليه السلام هؤلاء بناتي بنات صلبه ، ويكون ذلك على طريق المجاز ، وهو لا يحقق في إباحة بناته وهذا كما تقول لإنسان تراه يريد قتل آخر اقتلني ولا تقتله فإنما ذلك على جهة التشنيع عليه والاستنزال من جهة ما واستدعاء الحياء منه ، وهذا كله من مبالغة القول الذي لا يدخله معنى الكذب بل الغرض منه مفهوم
لمن راى وجاهة قول الامام ، يكون السؤال كالتالي هل يوجد مجال للترجيج والانتصار لقوله من السياق القراني مارايكم ، وقد جاء ذكر البنات مرتين في هذه السورة وسورة (هود) .
 
قال السعدي "قال لهم لوط من شدة الأمر الذي اصابه (هؤلاء بناتي) فلم يبالوا بقوله".
كأنّ الشيخ عبدالرحمن السعدي قد رآى هذا الرأي والذي فهمته من كلامه أنّ لوطاً عليه السلام أراد أن يختبر عقول قومه فقال لهم "هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم" ثم قيل لمحمد عليه الصلاة والسلام "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" ودلالة السياق عند السعدي هي قوله تعالى "سكرتهم" أي إنهم من شدة انغماسهم لم يدركوا قول لوط، كمثل السكران يقال له أشياء ولا يعبأ وذلك لشدة سكره، فكذلك قوم لوط.
ولا أدري كيف يصح قول السعدي إذا ذكرنا جوابهم في الآية الاخرى "لقد علمت ما لنا في بناتك من حق".
 
ارى والله اعلم أن تفسير ابن عطيه رحمه الله اقرب للصواب ، ويريح من أقوال لاتتناسب ومقام الانبياء عليهم السلام ، فتفسيره يرتكز في ظني على علم لوط عليه السلام المسبق بأن قومه لن يقدموا على اذية بناته أبدا ، ولكن كيف ..
لان الانبياء عليهم السلام لايبعثوا إلا في نسب اقوامهم قوله تعالى ( وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) (سورة ق ) فله نسب في قومه ، فبناته لهن أعمام وصلة مع قومه لذلك قالوا إنك تعلم أنه لاحق لنا في بناتك وقوله تعالى { قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ } (سورة هود ) .
فكان قول لوط عليه السلام من قبيل إستدعاء النخوة والحياء منهم ، وتذكيرا لهم بشنيع إرادتهم فالوقوع بضيوفه لاشبه الا كالوقوع ببناته ولكنهم في سكرتهم يعمهون

والامر الثاني : قد يكون لبنات لوط عليه السلام نسب أخر قوي من جهة أمهم ، فنلاحظ في سورة الحجر وصول عشيره اخرى (اهل المدينة ) لبيت لوط عليه السلام وقد كان وصولهم مبكرا سبقوا به قبيلة لوط عليه السلام ، ويتم ذلك بملاحظة أمرين الاول الفرق بين القرية والمدينة و والثاني الفرق بين (لما وفلما ) (فلما ) في الحجر تسبق (ولما) في هود وذلك ترتيبا للاحداث
ونعرف كذلك أن من أخبر (اهل المدينة ) هي زوجة لوط عليه السلام فلابد إذن من علاقة ما تربطها مع أهل المدينة (وهم عشيرة أخرى ) ، فقول لوط عليه السلام لهم هؤلاء بناتي ، دل ذلك على أنهم اخوال البنات من جهة النسب فلن يقدموا كذلك على أذيتهن وضخم لهم صورة مرادهم الفاحش واظهره لهم ، ببناته وبين لهم حرمه الضيوف التي توازي حرمة بناته أو بناتهم نسبا .

والامر الثالث : في سورة هود وصف لتحرك قوم لوط عليه السلام (قبيلته) وصف أقرب للنجدة فهم لم يتبينوا الخبر إلا عند وصولهم لبيت لوط عليه السلام ، اما أهل المدينة رافقهم الفرح و الاستبشار فدل ذلك على علمهم بفحوى الرسالة الواصلة اليهم من زوجة لوط عليه السلام .


والله اعلم
 
جزاك الله خيرا.
قولك قبيلة لوط، لا ادري كيف يكون، لأن لوطا هو ابن أخي ابراهيم وكان معه في العراق وهاجر معه الى الشام فكيف صارت له قبيلة؟ وهو الذي قال لو أن لي بكم قوة أو آوي الى ركن شديد، أي: عشيرة تمنعني.
 
اخي الامين ..
- هل يوجد دليل على صلة القرابة بين ابراهيم ولوط عليه السلام
- كان لوط عليه السلام في العراق غريبا ، وأمن وصدق بدعوة ابراهيم عليه السلام هناك
- نعم ..هاجر مع ابراهيم عليه السلام ولكنه ذهب الي موطنه الاصلي
- لو ان لي بكم قوة ..
لوط عليه السلام يملك قوة (نسبه ) تدفع عنه فكل نبي يبعث في نسب قومه { قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) } (سورة الشعراء ) ولكنه تمنى القوة والركن لكي يدفع بهما عن ضيوفه ، فالقرية كلها كانت ضده ولاتوافقه على مايريد من إحترام الضيف وعدم الاعتداء عليهم .

والله اعلم
 
عودة
أعلى