قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ

أحمد طاهري

Well-known member
إنضم
05/04/2021
المشاركات
328
مستوى التفاعل
49
النقاط
28
العمر
38
الإقامة
الجزائر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
في الآية 61 من سورة البقرة جاء توبيخ موسى عليه السلام لقومه (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) ، وقد ذهب جل العلماء إلى أن طعام السلوى خير وأشهى مما يطلبون وقد وبخهم لهذا السبب .
هذا فقط المعنى الظاهر من سياق الآية حيث أن المعنى المراد أعمق بكثير وإن لم تتوقف عند هذه الآية لتأملها طويلاً فقد لا تنتبه لما فيها من حكمة بالغة .
أولاً تفضيلاتهم من الطعام ليس شيئاً يمكن أن يستدعي التوبيخ من النبي طالما أنهم لا يطلبون حراماً ولايطلبون ما يضرهم .
ثانياً ليس هناك ما يشير إلى أن حصولهم على تنوع في الطعام يستوجب بالضرورة حرمانهم من طعام السلوى فلماذا يفترض هذا الإستبدال ؟
إذاً ماذا يقصد موسى بالأدنى وماذا يقصد بالذي هو خير ؟
جاء في صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صلـى الله عليه وسلم فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذاكَ. قالَ: فأعِنِّي على نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ.) ،
ربيعة بن كعب حصل على فرصة لكي يدعو له النبي فطلب الذي هو خير بينما قوم موسى حصلو على مئات الفرص ليدعو لهم نبيهم فكانو يطلون ماهو أدنى ، فهم إستبدلو طلب الدنيا التي هي أدنى بالذي هو خير والذي هو طلب المغفرة وطلب الفردوس وطلب رضى رب العالمين .
 
ما أرمي إليه هو أن فهم القرآن الكريم لا ينبغي أن يتوقف عند ماتدبره السلف بل كلما تأملناه أكثر وتدبرنا معانيه زادنا من نوره وهدايته ، فتراكم العلم عند الخلف يوسع لهم من العلم والفهم وهذا بفضل ما بدأه السلف من تمهيد الطريق لهم .
 
ما أرمي إليه هو أن فهم القرآن الكريم لا ينبغي أن يتوقف عند ماتدبره السلف بل كلما تأملناه أكثر وتدبرنا معانيه زادنا من نوره وهدايته ، فتراكم العلم عند الخلف يوسع لهم من العلم والفهم وهذا بفضل ما بدأه السلف من تمهيد الطريق لهم .
أكيد وهذا رأي الطاهر ابن عاشور وغيره ورأي أيضا. وفقكم الله.
 
عودة
أعلى