قوله تعالى ( كلا إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى)

السلامي1

New member
إنضم
3 أبريل 2003
المشاركات
26
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
في تجاربي العملية في الحياة الدنيا وجدت كثير من الناس تتغير نفوسهم اذا دخل عليهم المال او حصلوا شيئا من متاع الدنيا كالوظيفة والزوجة والولد وكل ماهو من قبيل الفوز والحيازه ..... إن لم يصرحوا بذلك بألسنتهم فقد نطقت بذلك عيونهم وقد طال تعجبي من ذلك هل مرد ذلك الى سوء المعدن مع اني رأيت من ينتمي الى كريم الأرومة وشرف المحتد حتى قدر الله ان صليت خلف احد الأئمة في إحدى ليالي التهجد وأخذ يردد هذه الآية { كلا إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى } فتنبهت الى شي كنت غافلا عنه وانه طبيعة في النفس البشرية جبلت عليه .....

أخوتي سؤالي من هو أحسن من تكلم عن هذه الاية من ناحية موضوعية من المفسرين وجزاكم الله خيرا
 
في تجاربي العملية في الحياة الدنيا وجدت كثير من الناس تتغير نفوسهم اذا دخل عليهم المال او حصلوا شيئا من متاع الدنيا كالوظيفة والزوجة والولد وكل ماهو من قبيل الفوز والحيازه ..... إن لم يصرحوا بذلك بألسنتهم فقد نطقت بذلك عيونهم وقد طال تعجبي من ذلك هل مرد ذلك الى سوء المعدن مع اني رأيت من ينتمي الى كريم الأرومة وشرف المحتد حتى قدر الله ان صليت خلف احد الأئمة في إحدى ليالي التهجد وأخذ يردد هذه الآية { كلا إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى } فتنبهت الى شي كنت غافلا عنه وانه طبيعة في النفس البشرية جبلت عليه .....

أخوتي سؤالي من هو أحسن من تكلم عن هذه الاية من ناحية موضوعية من المفسرين وجزاكم الله خيرا
حياك الله أخانا الفاضل
بالنسبة لسؤالك لا أعرف الجواب
لكن الموضوع جيد وجدير بالتأمل والتدبر
ولهذا أقول يجب أن نقف عند جملة "إن رأه استغنى"
ما هو المقصود بالغنى ؟
هل هو حصول المال أوالجاه أوالمنصب أو شيء من أسباب القوة ؟
لا أعتقد أن هذا هو المعنى المراد لأنا نجد من حصلت له هذه الأسباب ولم تدفعه إلى الطغيان ، بل نجد أن البعض كلما ازداد قوة ازداد تواضعا.
ثم يجب أن نفرق بين الشعور بالقوة والثقة عند وجود أسبابها وبين الطغيان وهذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان عند الحكم على الناس.
ولا ننس أن الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، كما أخبر بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أرجو أن أكون قد أضفت نافعا إلى الموضوع ، فإن كان فالحمد لله ، وإن لم فيكفيني أنها مشاركة في فهم كتاب الله.
والسلام عليكم ورحمة الله
 
في تجاربي العملية في الحياة الدنيا وجدت كثير من الناس تتغير نفوسهم اذا دخل عليهم المال او حصلوا شيئا من متاع الدنيا كالوظيفة والزوجة والولد وكل ماهو من قبيل الفوز والحيازه ..... إن لم يصرحوا بذلك بألسنتهم فقد نطقت بذلك عيونهم وقد طال تعجبي من ذلك هل مرد ذلك الى سوء المعدن مع اني رأيت من ينتمي الى كريم الأرومة وشرف المحتد حتى قدر الله ان صليت خلف احد الأئمة في إحدى ليالي التهجد وأخذ يردد هذه الآية { كلا إن الانسان ليطغى ان رآه استغنى } فتنبهت الى شي كنت غافلا عنه وانه طبيعة في النفس البشرية جبلت عليه .....

أخوتي سؤالي من هو أحسن من تكلم عن هذه الاية من ناحية موضوعية من المفسرين وجزاكم الله خيرا
حياك الله أخانا الفاضل
بالنسبة لسؤالك لا أعرف الجواب
لكن الموضوع جيد وجدير بالتأمل والتدبر
ولهذا أقول يجب أن نقف عند جملة "إن رأه استغنى"
ما هو المقصود بالغنى ؟
هل هو حصول المال أوالجاه أوالمنصب أو شيء من أسباب القوة ؟
لا أعتقد أن هذا هو المعنى المراد لأنا نجد من حصلت له هذه الأسباب ولم تدفعه إلى الطغيان ، بل نجد أن البعض كلما ازداد قوة ازداد تواضعا.
ثم يجب أن نفرق بين الشعور بالقوة والثقة عند وجود أسبابها وبين الطغيان وهذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان عند الحكم على الناس.
ولا ننس أن الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، كما أخبر بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أرجو أن أكون قد أضفت نافعا إلى الموضوع ، فإن كان فالحمد لله ، وإن لم فيكفيني أنها مشاركة في فهم كتاب الله.
والسلام عليكم ورحمة الله
 
الإستغناء الذي يسبب الطغيان هو كل استغناء يحصل للإنسان من أسباب النجاح. هو المال أحياناً . والقوة والسلطان أحياناً أخر. والجاه والعشيرة ونظارة الشباب وزهوّه والتحصيل العلمي والمكانة الاجتماعية والشهرة . كل اولئك مجتمعة ربما تسبب الطغيان للإنسان فتفتنه عن دينه إن لم يكن صاحب إرادة قوية وعزم شديد. فكلمة (استغنى) فيها بلاغة عجيبة تضم كل أنواع الإستغناءات الممقوتة المنهي عنها مهما كان نوعها وشكلها. والله اعلم.
 
الاستغناء هو شعور يدفع إليه سوء التفكير والتقدير ومن هنا يحصل الطغيان ، انظروا إلى صاحب الجنتين كيف قاده سوء تفكيره وتقديره إلى الطغيان:
(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35)
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36))
انظروا كيف شعوره بالاستغناء جعله ينكر أو يتجاهل أدلة العقل والنقل ثم يفترض أحكاما لا تتوافق مع سوء تفكيره وتقديره!!
ومثال آخر فرعون :
(وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)) الزخرف
لقد أغلق عينيه عن كل الشواهد على ضعفه ولم يعد يرى إلا أنه الآمر الناهي وأن كل شيء رهن إشارته!
ومثال ثالث قارون:
(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)) القصص
إنه الشعور بالاستغناء أنساه كل حوادث التاريخ فقال" إنما أوتيته على علم عندي" !
وهذا هو تفكير كل الطغاة يغلقون أعينهم عن شواهد التاريخ وسنن الله في الخلق ولا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم وواقعنا اليوم زاخر بالأمثلة:
" بن علي ، وحسني ، والقذافي ، وبشار ، وعلي صالح ... وربما في الزوايا خبايا"
 
اخي الحبيب : اني ارى بما فتح الله علي ان الاية تتحدث عن نكران الجميل مع الله تعالى بعدما يتحقق له الغناء الشامل بمعناة تراة بطر وعاش في ترف ونسيء المنعم وهذا لا ينطبق على الكل كما قال اخي ابو سعد انفا وهذا يعد من قبيل الاستخفاف بصاحب النعمة فنسال الله تعالى ان لا نكون واياكم منهم .
 
إخواني الأفاضل أنقل لكم تحقيق هذه المسألة بما لا تجدونه في كتاب آخر للشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى حيث قال:

قَوْلُهُ تَعَالَى : كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى .
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الِاسْتِغْنَاءَ مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ عِنْدَ الْإِنْسَانِ ، وَلَفْظُ الْإِنْسَانِ هُنَا عَامٌّ ، وَلَكِنْ وَجَدْنَا بَعْضَ الْإِنْسَانِ يَسْتَغْنَى وَلَا يَطْغَى ، فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْعَامِّ الْمَخْصُوصِ ، وَمُخَصِّصُهُ إِمَّا مِنْ نَفْسِ الْآيَةِ أَوْ مِنْ خَارِجٍ عَنْهَا ، فَفِي نَفْسِ الْآيَةِ مَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ ، أَيْ : إِنْ رَأَى الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ ، وَقَدْ يَكُونُ رَأْيًا وَاهِمًا وَيَكُونُ الْحَقِيقَةُ خِلَافَ ذَلِكَ ، وَمَعَ ذَلِكَ يَطْغَى ، فَلَا يَكُونُ الِاسْتِغْنَاءُ هُوَ سَبَبُ الطُّغْيَانِ .
وَلِذَا جَاءَ فِي السُّنَّةِ ذَمُّ الْعَائِلِ الْمُتَكَبِّرِ ; لِأَنَّهُ مَعَ فَقْرِهِ يَرَى نَفْسَهُ اسْتَغْنَى ، فَهُوَ مَعْنِيٌّ فِي نَفْسِهِ لَا بِسَبَبِ غِنَاهُ .
أَمَّا مِنْ خَارِجِ الْآيَةِ ، فَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى : فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [79 \ 37 - 39] ، فَإِيثَارُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ مُوجِبُ الطُّغْيَانِ ، وَكَمَا فِي قَوْلِهِ : الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا الْآيَةَ [104 \ 2 - 4]
وَمَفْهُومُهُ : أَنَّ مَنْ لَمْ يُؤْثِرِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يَحْسَبْ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ، فَلَنْ يُطْغِيَهُ مَالُهُ وَلَا غِنَاهُ ، كَمَا جَاءَ فِي قِصَّةِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ الْأَعْمَى وَالْأَبْرَصِ وَالْأَقْرَعِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .

وَقَدْ نَصَّ الْقُرْآنُ عَلَى أَوْسَعِ غِنًى فِي الدُّنْيَا فِي نَبِيِّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ ، آتَاهُ اللَّهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، وَمَعَ هَذَا قَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ الْآيَةَ [38 \ 32] .
وَقِصَّةُ الصَّحَابِيِّ الْمَوْجُودَةُ فِي الْمُوَطَّأِ : لَمَّا شُغِلَ بِبُسْتَانِهِ فِي الصَّلَاةِ ، حِينَ رَأَى الطَّائِرَ لَا يَجِدُ فُرْجَةً مِنَ الْأَغْصَانِ ، يَنْفُذُ مِنْهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : «يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي فُتِنْتُ بِبُسْتَانِي فِي صَلَاتِي ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَعَرَفْنَا أَنَّ الْغِنَى وَحْدَهُ لَيْسَ مُوجِبًا لِلطُّغْيَانِ ، وَلَكِنْ إِذَا صَحِبَهُ إِيثَارُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ، وَقَدْ يَكُونُ طُغْيَانُ النَّفْسِ مِنْ لَوَازِمِهَا لَوْ لَمْ يَكُنْ غِنًى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [12 \ 53] . وَأَنَّهُ لَا يَقِي مِنْهُ إِلَّا التَّهْذِيبُ بِالدِّينِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ الْآيَةَ [42 \ 27] .
وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ فِرْعَوْنَ تَحْقِيقُ ذَلِكَ حِينَ قَالَ : أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ [43 \ 51] ، وَكَذَلِكَ قَالَ قَارُونُ : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي [28 \ 78] ، وَقَالَ ثَالِثُ الثَّلَاثَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ : «إِنَّمَا وَرِثْتُهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ» بِخِلَافِ الْمُسْلِمِ ، إِلَى آخِرِهِ . فَلَا يَزِيدُهُ غِنَاهُ إِلَّا تَوَاضُعًا وَشُكْرًا لِلنِّعْمَةِ ، كَمَا قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ سُلَيْمَانُ : قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [27 \ 78] ، وَقَدْ نَصَّ فِي نَفْسِ السُّورَةِ أَنَّهُ شَكَرَ اللَّهَ : فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [27 \ 19] .
وَفِي الْعُمُومِ قَوْلُهُ : حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [46 \ 15] .
وَقَدْ كَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَالِ الْوَفِيرِ فَلَمْ يَزِدْهُمْ إِلَّا قُرْبًا لِلَّهِ ، كَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَأَمْثَالِهِمْ ، وَفِي الْآيَةِرَبْطٌ لَطِيفٌ بِأَوَّلِ السُّورَةِ ، إِذَا كَانَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، وَهِيَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَى لُطْفِ اللَّهِ وَعِنَايَتِهِ وَرَحْمَتِهِ فِي رَحِمِ أُمِّهِ ، فَإِذَا بِهَا مُضْغَةٌ ثُمَّ عِظَامٌ ، ثُمَّ تُكْسَى لَحْمًا ، ثُمَّ تُنْشَأُ خَلْقًا آخَرَ ، ثُمَّ يَأْتِي إِلَى الدُّنْيَا طِفْلًا رَضِيعًا لَا يَمْلِكُ إِلَّا الْبُكَاءَ ، فَيُجْرِي اللَّهُ لَهُ نَهْرَيْنِ مِنْ لَبَنِ أُمِّهِ ، ثُمَّ يُنْبِتُ لَهُ الْأَسْنَانَ ، وَيَفْتِقُ لَهُ الْأَمْعَاءَ ، ثُمَّ يَشِبُّ وَيَصِيرُ غُلَامًا يَافِعًا ، فَإِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَالِ أَوِ الْعَافِيَةِ ، فَإِذَا هُوَ يَنْسَى كُلَّ مَا تَقَدَّمَ ، وَيَنْسَى حَتَّى رَبَّهُ وَيَطْغَى وَيَتَجَاوَزُ حَدَّهُ حَتَّى مَعَ اللَّهِ خَالِقِهِ وَرَازِقِهِ ، كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ الْآيَةَ [36 \ 77 - 79] .
وَمِمَّا فِي الْآيَةِ مِنْ لُطْفِ التَّعْبِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ، أَيْ أَنَّ الطُّغْيَانَ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ عَنْ وَهْمٍ ، تَرَاءَى لَهُ أَنَّهُ اسْتَغْنَى سَوَاءٌ بِمَالِهِ أَوْ بِقُوَّتِهِ ; لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْمَالِ وَلَوْ كَانَ جِبَالًا ، لَيْسَ لَهُ مِنْهُ إِلَّا مَا أَكَلَ وَلَبِسَ وَأَنْفَقَ .
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْكُلَ لُقْمَةً وَاحِدَةً إِلَّا بِنِعْمَةِ الْعَافِيَةِ ، فَإِذَا مَرِضَ فَمَاذَا يَنْفَعُهُ مَالُهُ ، وَإِذَا أَكَلَهَا وَهَلْ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا إِلَّا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِ .
وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَخَذَ بَعْضُ النَّاسِ ، أَنَّ الْغَنِيَّ الشَّاكِرَ أَعْظَمُ مِنَ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ ; لِأَنَّ الْغِنَى مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ .
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ : الصَّبْرُ عَلَى الْعَافِيَةِ ، أَشَدُّ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْحَاجَةِ .
 
السلام عليكم
فهمت من المداخلات .. أن الطغيان ليس نتيجة فى كل حالات الاستغناء
وأرى أن هذا مخالف للآية "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى "
تكون مستغنيا عن شيء ما بعدم حاجتك إليه أو بما لديك ؛ فليس الاستغناء إذن إلا احساس داخلى
فإذا كان الاستغناء هو ذلك الاحساس الداخلى ... إذن فى الآية الاستغناء غير الغنى الذى هو وفرة المال ؛

الانسان لايستغنى - فى الحقيقة - عن ربه وعن رزقه ونعمته حتى ولو كان الانسان كافرا
إذن الاستغناء هو دائما وهم أو غير حقيقى أو نوع من خداع النفس
وإذا وقع فى قلب الانسان أنه استغنى ... فهذا يؤدى حتما إلى الطغيان
ففرعون الذى طغى قد طغى لأنه رأى نفسه استغنى ... عن الأسباب والمسبب ...
أما المؤمن - كنبي الله سليمان عليه السلام - لا يستغن ؛ وإن كان له ملك وسلطان و...و... فلا يغنيه هذا عن الله

ثم لماذا صرف معنى الآية فى هذا الاتجاه ولم يوجه نحو الاستغناء عن العلم - المذكور فى الآية قبلها - أو بالعلم عن الايمان ؛ أو يوجه المعنى نحو أن الاستغناء عن الايمان بالرب الذى خلق يؤدى إلى الطغيان ؟!
 
السلام عليكم
فهمت من المداخلات .. أن الطغيان ليس نتيجة فى كل حالات الاستغناء
وأرى أن هذا مخالف للآية "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى "
تكون مستغنيا عن شيء ما بعدم حاجتك إليه أو بما لديك ؛ فليس الاستغناء إذن إلا احساس داخلى
فإذا كان الاستغناء هو ذلك الاحساس الداخلى ... إذن فى الآية الاستغناء غير الغنى الذى هو وفرة المال ؛

الانسان لايستغنى - فى الحقيقة - عن ربه وعن رزقه ونعمته حتى ولو كان الانسان كافرا
إذن الاستغناء هو دائما وهم أو غير حقيقى أو نوع من خداع النفس
وإذا وقع فى قلب الانسان أنه استغنى ... فهذا يؤدى حتما إلى الطغيان
ففرعون الذى طغى قد طغى لأنه رأى نفسه استغنى ... عن الأسباب والمسبب ...
أما المؤمن - كنبي الله سليمان عليه السلام - لا يستغن ؛ وإن كان له ملك وسلطان و...و... فلا يغنيه هذا عن الله

ثم لماذا صرف معنى الآية فى هذا الاتجاه ولم يوجه نحو الاستغناء عن العلم - المذكور فى الآية قبلها - أو بالعلم عن الايمان ؛ أو يوجه المعنى نحو أن الاستغناء عن الايمان بالرب الذى خلق يؤدى إلى الطغيان ؟!
الاستغناء أمر فطري يوجد عند الإنسان إذا وجدت أسبابه وأعظمها المال , فغريب بل عجيب إنكارك لحقيقته ووجوده ؟؟
ومعنى الآية السابقة قد جاء صريحا في قوله تعالى : { وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى الارض }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:من استعف أعفه الله و
من استغنى أغناه الله و من سأل الناس و له عدل خمس أواق فقد سأل إلحافا.
فالإستغناء قد يوجد من المؤمن والكافر على حد سواء وهو سبب للطغيان إلا من آثر الآخرة وسعى لها سعيها.
ويبعد قولك السابق -
إذن الاستغناء هو دائما وهم أو غير حقيقى أو نوع من خداع النفس -ما روي أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتزعم أن من استغنى طغى فاجعل لنا جبال مكة ذهباً وفضة لعلنا نأخذ منها فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك فنزل جبريل عليه السلام فقال إن شئت فعلنا ذلك ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بأصحاب المائدة فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء ابقاء عليهم.
 
السلام عليكم
أولا لم أنكر وجود الاستغناء ....
ببساطة لاعام مخصوص ولا غيره كما جاء فيما نقلت
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الِاسْتِغْنَاءَ مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ عِنْدَ الْإِنْسَانِ ، وَلَفْظُ الْإِنْسَانِ هُنَا عَامٌّ ، وَلَكِنْ وَجَدْنَا بَعْضَ الْإِنْسَانِ يَسْتَغْنَى وَلَا يَطْغَى ، فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْعَامِّ الْمَخْصُوصِ ، وَمُخَصِّصُهُ إِمَّا مِنْ نَفْسِ الْآيَةِ أَوْ مِنْ خَارِجٍ عَنْهَا ، فَفِي نَفْسِ الْآيَةِ مَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ ، أَيْ : إِنْ رَأَى الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ ، وَقَدْ يَكُونُ رَأْيًا وَاهِمًا وَيَكُونُ الْحَقِيقَةُ خِلَافَ ذَلِكَ ، وَمَعَ ذَلِكَ يَطْغَى ، فَلَا يَكُونُ الِاسْتِغْنَاءُ هُوَ سَبَبُ الطُّغْيَانِ .
فالقول أننا وجدنا انسان يستغنى ولايطغى أراه غير صحيح
الآية تتكلم فيمن رأى نفسه استغنى ... ورأينا نماذجه ... فرعون وأبى جهل .... الخ
والمؤمن لايرى نفسه استغنى
والله أعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قلت بارك الله فيك:
الانسان لايستغنى - فى الحقيقة - عن ربه وعن رزقه ونعمته حتى ولو كان الانسان كافرا. اهـ
كما أن
الاستغناء مع عدم الطغيان عند المؤمن هذه صورة لا وجود لها عندك .
وعليه فنرجو قبل كل شيء ,توضيح معنى الاستغناء .
 
الاستغناء أمر فطري يوجد عند الإنسان إذا وجدت أسبابه وأعظمها المال , فغريب بل عجيب إنكارك لحقيقته ووجوده ؟؟
ومعنى الآية السابقة قد جاء صريحا في قوله تعالى : { وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى الارض }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:من استعف أعفه الله و من استغنى أغناه الله و من سأل الناس و له عدل خمس أواق فقد سأل إلحافا.
فالإستغناء قد يوجد من المؤمن والكافر على حد سواء وهو سبب للطغيان إلا من آثر الآخرة وسعى لها سعيها.
ويبعد قولك السابق - إذن الاستغناء هو دائما وهم أو غير حقيقى أو نوع من خداع النفس -ما روي أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتزعم أن من استغنى طغى فاجعل لنا جبال مكة ذهباً وفضة لعلنا نأخذ منها فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك فنزل جبريل عليه السلام فقال إن شئت فعلنا ذلك ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بأصحاب المائدة فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء ابقاء عليهم.
أخانا الفاضل لخضر آل بو عبد الله/حفظ الله ورعاه
لا أحد ينكر أمرا أخبر الله به عن النفس البشرية وهو خالقها "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
فالشعور بالاستغناء يحصل لأسباب لكن العلاقة بينه وبين هذه الأسباب ليست علاقة الشرط بالمشروط ، فقد يوجد أكثر من سبب ولانجد هذا الشعور عند من حصلت له هذه الأسباب ،إذا ما هو الدافع الحقيقي ؟
إنه ما أشار إليه أخونا الفاضل مصطفى إنه الشعور الكاذب الذي يدفع إليه سوء التفكير والتقدير ، ولهذا قال تعالى :"إن رآه استغنى" ولم يقل "إن استغنى".
وعلى ضوء ذلك نفهم آية سورة الشورى وهو أن بسط الرزق ربما دفع الكثيرين إلى هذا الشعور الكاذب ومن ثم يبغون في الأرض ولهذا كان من لطف الله تعالى بعباده أن قسم الرزق بسابق علمه في عباده "يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر".
والاستغناء الذي في الحديث غير الاستغناء الذي في الاية ، فالذي في الحديث أمر محمود وهو خلق قد يكون جبلي ويمكن أن يكتسب ، والمراد به الترفع عن التعلق بما في أيدي الناس والتعلق بالله الذي رزقهم ، أما الاستغناء الذي في الآية فهو أمر مذموم يجب أن يترفع عنه وأن يحرص الانسان أن لا يقع في حبائله.
وأما الحديث فلا أظنه يثبت لركاكة لفظه وعدم اتساق معناه ، وإن صح سنده فليس في كلام أبي جهل حجة.
 
إخواني الأفاضل أنقل لكم تحقيق هذه المسألة بما لا تجدونه في كتاب آخر للشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى حيث قال:

قَوْلُهُ تَعَالَى : كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى . ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الِاسْتِغْنَاءَ مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ عِنْدَ الْإِنْسَانِ ، وَلَفْظُ الْإِنْسَانِ هُنَا عَامٌّ .
بسم الله والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه تعالى وعظيم سلطانه،والصلاة والسلام على سيد الوجود الرحمة المهداة للعالمين
بعد التحية
أخي الكريم ألا تلاحظ أن لفظ (الإنسان ) ورد في معظم الآيات في معرض الحديث عن خلق الإنسان وضعفه وجحوده وعصيانه وتجبره وتكبره وكفره غالبا؟
*وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما ‏كانوا يعملون ‏
يونس-12
* ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور...هود-9
*وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ..........ابراهيم-34
*خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ‏
النحل-4
*ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ...........الاسراء-11
*وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ‏
الاسراء-67
*وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا..........الاسراء-83
*قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ‏
الاسراء-100
*ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ‏
الكهف-54
*ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا، ‏أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا.........مريم-66،67
*خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون .....الأنبياء-37
*وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور
الحج-66
*إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا .....الأحزاب-72
*أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين.....يس-77
*وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل ‏تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار.....الزمر-8
*فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون...........الزمر-49
*لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط ‏(فصلت-49)وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ...فصلت-51
*فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم ‏فإن الإنسان كفور ....الشورى-48
*وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين....الزخرف-15
*أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه (القيامة-3)‏بل يريد الإنسان ليفجر أمامه (القيامة-5)‏يقول الإنسان يومئذ أين المفر ‏(القيامة-10) ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر(القيامة-13) ‏بل الإنسان على نفسه بصيرة(القيامة-14) ‏أيحسب الإنسان أن يترك سدى(القيامة- 36)
*يوم يتذكر الإنسان ما سعى...النازعات-35
*قتل الإنسان ما أكفره.........عبس-17
*ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم.........الانفطار-6
*فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ....الفجر-15
***كلا إن الإنسان ليطغى.......العلق-6
*إن الإنسان لربه لكنود.........العاديات-6
*إن الإنسان لفي خسر............العصر-2
وهكذا نلاحظ أن هذا اللفظ يتعلق في الغالب بما أسلفنا سابقا ......والله أعلم
والسلام عليكم

 
وعلى ضوء ذلك نفهم آية سورة الشورى وهو أن بسط الرزق ربما دفع الكثيرين إلى هذا الشعور الكاذب ومن ثم يبغون في الأرض ولهذا كان من لطف الله تعالى بعباده أن قسم الرزق بسابق علمه في عباده "يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر".
أخي الفاضل أبوسعد: مامحل ربما في نص قطعي الدلالة؟
والاستغناء الذي في الحديث غير الاستغناء الذي في الاية ، فالذي في الحديث أمر محمود وهو خلق قد يكون جبلي ويمكن أن يكتسب ، والمراد به الترفع عن التعلق بما في أيدي الناس والتعلق بالله الذي رزقهم ، أما الاستغناء الذي في الآية فهو أمر مذموم يجب أن يترفع عنه وأن يحرص الانسان أن لا يقع في حبائله.
الاستغناء نفسه سواء في الحديث أو الآية وإنما كان محمودا لأنه لم يؤثر الحياة الدنيا , وكان مذموما في الثانية لأنه آثر الحياة الدنيا على الآخرة.
 
أخي الفاضل أبوسعد: مامحل ربما في نص قطعي الدلالة؟

الاستغناء نفسه سواء في الحديث أو الآية وإنما كان محمودا لأنه لم يؤثر الحياة الدنيا , وكان مذموما في الثانية لأنه آثر الحياة الدنيا على الآخرة.
أخي الكريم
تأمل الآية ومعناها وكلام أهل العلم فيها وسيتبين لك إن شاء الله محل ربما.
وأعطيك المفتاح : ألست ترى كثيرا من العباد قد بسط الله لهم في الرزق ولا يبغون في الأرض بل هم عباد شاكرون ؟
أم معنى الاستغناء فارجع إلى شراح الحديث وكتب التفسير وسيتبين لك أن هناك فرقا بين معناه في الحديث وبين معناه في الآية.
 
السلام عليكم
أخونا الكريم لخضرآل أبو عبدالله
الاستغناء غير الغنى
استغنى ليست بمعنى أثرى ؛ أو كثر ماله
لقد ورد الفعل فى القرآن 4 مرات ؛ أنقلها وأنقل تفسيرها من اللباب
الأولى " ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْأَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ "التغابن 6
قوله: { وَّٱسْتَغْنَى ٱللَّهُ } استغنى بمعنى المجرد.وقال الزمخشري: " ظَهَر غناه " ، فالسين ليست للطلب.قال مقاتل: استغنى الله، أي: بسلطانه عن طاعة عباده.وقيل: استغنى الله، أي: بما أظهره لهم من البرهان، وأوضحه لهم من البيان عن زيادة تدعو إلى الرشد، وتعود إلى الهداية { وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } غنيٌّ عن خلقه حميد في أفعاله.
فإن قيل: قوله: { وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَى ٱللَّهُ } يوهم وجود التولّى والاستغناء معاً، والله تعالى لم يزل غنيًّا؟.فأجاب الزمخشري: بأن معناه أنه ظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك.
الثانية " أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ " عبس 5
قوله: { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } قال عطاء: يريد عن الإيمان، وقال الكلبي: استغنى عن الله، وقال بعضهم: استغنى أثرى؛ وهو فاسد ههنا؛ لأن إقبال النبي - عليه الصلاة والسلام - لم يكن لثروتهم ومالهم حتى يقال له أما من أثرى، فأنت تقبل عليه، ولأنه قال: { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ وَهُوَ يَخْشَىٰ } ولم يقل وهو فقير معدم، ومن قال: أما من استغنى بماله فهو صحيح، لأن المعنى أنه استغنى عن الإيمان والقرآن بما لَهُ من المال.
الثالثة " وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ " الليل 8
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال نزلت في أمية بن خلف. وعن ابن عباس: { وأمَّا من بَخِلَ واسْتَغَنَى } ، أي: بخل بماله واستغنى عن ربه
الرابعة " أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ " العلق 7

وبعد هذا أرى مناقشة كثيرا مما جاء فى مداخلتك بغية الوصول إلى الحق لاأكثر
أكتب تعليقى بالأحمر
إخواني الأفاضل أنقل لكم تحقيق هذه المسألة بما لا تجدونه في كتاب آخر للشيخ عطية سالم تعالى حيث قال:
قَوْلُهُ تَعَالَى : كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى .
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الِاسْتِغْنَاءَ مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ عِنْدَ الْإِنْسَانِ ،
نقول ليس الاستغناء ولكن الشعور الداخلى أنه مستغن عن الأسباب أو الاحتياج لمن سواه
وَلَفْظُ الْإِنْسَانِ هُنَا عَامٌّ ،
نعم هو عام
وَلَكِنْ وَجَدْنَا بَعْضَ الْإِنْسَانِ يَسْتَغْنَى وَلَا يَطْغَى ،
الآية قالت الانسان إن رأى نفسه استغنى يطغى ولا استثناءات ؛ ولم تقل إن استغنى يطغى !!لأنه فى الحقيقة لاأحد يستغن ؛ ففرعون -مثلا - رأى نفسه استغنى ... لكنه ليس فى الحقيقة مستغن فهو يأكل من رزق الله ... يتنفس الهواء .. يحكمه قانون الجاذبية .... ينام ..الخ ؛ إذن هو حسب نفسه مستغنيا كذبا وافتراءا
فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْعَامِّ الْمَخْصُوصِ ، وَمُخَصِّصُهُ إِمَّا مِنْ نَفْسِ الْآيَةِ أَوْ مِنْ خَارِجٍ عَنْهَا ، فَفِي نَفْسِ الْآيَةِ مَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ ، أَيْ : إِنْ رَأَى الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ ، وَقَدْ يَكُونُ رَأْيًا وَاهِمًا وَيَكُونُ الْحَقِيقَةُ خِلَافَ ذَلِكَ ، وَمَعَ ذَلِكَ يَطْغَى ، فَلَا يَكُونُ الِاسْتِغْنَاءُ هُوَ سَبَبُ الطُّغْيَانِ .
إذن الآية تخصص من رأى نفسه استغنى وقررت أنه يطغى .
وَلِذَا جَاءَ فِي السُّنَّةِ ذَمُّ الْعَائِلِ الْمُتَكَبِّرِ ; لِأَنَّهُ مَعَ فَقْرِهِ يَرَى نَفْسَهُ اسْتَغْنَى ، فَهُوَ مَعْنِيٌّ فِي نَفْسِهِ لَا بِسَبَبِ غِنَاهُ .
نص الحديث
عن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله (ص) ثلاثة لا يكلمهم الله يومالقيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر .(رواه مسلم)
إن قلت أنه استكبر لأنه استغنى .... هو رغم فقره رأى نفسه استغنى وهذا مانقول به ؛ اؤكد ...رأى نفسه ؛ وهذا ليس الواقع
أَمَّا مِنْ خَارِجِ الْآيَةِ ، فَقَدْ دَلَّ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى : فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [79 \ 37 - 39] ، فَإِيثَارُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا هُوَ مُوجِبُ الطُّغْيَانِ ،
طغى وآثر الحياة الدنيا ... كيف نستنبط أن ايثار الحياة الدنيا موجب الطغيان ؟!
الآية لم تقل هذا .. طغى فعل وآثر فعل آخر إن اجتمعا فى انسان فالجحيم هى المأوى ؛ وليس بين الفعلين علاقة سببية
وَكَمَا فِي قَوْلِهِ : الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلَّا الْآيَةَ [104 \ 2 - 4]
أين الاستغناء هنا !!؛ إنه فى حسبانه أن المال أخلده - وهذا ما نقول به - وليس مجرد وجود المال
وَمَفْهُومُهُ : أَنَّ مَنْ لَمْ يُؤْثِرِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَلَمْ يَحْسَبْ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ، فَلَنْ يُطْغِيَهُ مَالُهُ وَلَا غِنَاهُ ، كَمَا جَاءَ فِي قِصَّةِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ الْأَعْمَى وَالْأَبْرَصِ وَالْأَقْرَعِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ .
وَقَدْ نَصَّ الْقُرْآنُ عَلَى أَوْسَعِ غِنًى فِي الدُّنْيَا فِي نَبِيِّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ ، آتَاهُ اللَّهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، وَمَعَ هَذَا قَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَيَّ الْآيَةَ [38 \ 32] .
نعم أكثرهم غنى ولكنه لم ير نفسه مستغنياً عليه السلام
وَقِصَّةُ الصَّحَابِيِّ الْمَوْجُودَةُ فِي الْمُوَطَّأِ : لَمَّا شُغِلَ بِبُسْتَانِهِ فِي الصَّلَاةِ ، حِينَ رَأَى الطَّائِرَ لَا يَجِدُ فُرْجَةً مِنَ الْأَغْصَانِ ، يَنْفُذُ مِنْهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : «يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي فُتِنْتُ بِبُسْتَانِي فِي صَلَاتِي ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَعَرَفْنَا أَنَّ الْغِنَى وَحْدَهُ لَيْسَ مُوجِبًا لِلطُّغْيَانِ ، وَلَكِنْ إِذَا صَحِبَهُ إِيثَارُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ،
غنى أم استغناء أم حسبان الاستغناء ؟! لابد من التحديد الدقيق
وَقَدْ يَكُونُ طُغْيَانُ النَّفْسِ مِنْ لَوَازِمِهَا لَوْ لَمْ يَكُنْ غِنًى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [12 \ 53] .
النفس -كل النفس- أمارة بالسوء إلا مارحم ربى ... فليس هذا مبررا للقول أنه قد يكون الطغيان من لوازم هذه النفس وليس من لوازم تلك
وَأَنَّهُ لَا يَقِي مِنْهُ إِلَّا التَّهْذِيبُ بِالدِّينِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ الْآيَةَ [42 \ 27] .
الآية قالت لعباده .... فهل هى عباده المؤمنين أم عبيده الكافرين أم الجميع ؟!
هل يحدث البسط الذى يؤدى للبغى .. أم أن " لو " أفادت أنه لايحدث ؛
الطغيان إن حدث فيكون بسبب حسبان الاستغناء ..

ثم قلت
وَمِمَّا فِي الْآيَةِ مِنْ لُطْفِ التَّعْبِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ، أَيْ أَنَّ الطُّغْيَانَ الَّذِي وَقَعَ فِيهِ عَنْ وَهْمٍ ، تَرَاءَى لَهُ أَنَّهُ اسْتَغْنَى سَوَاءٌ بِمَالِهِ أَوْ بِقُوَّتِهِ ; لِأَنَّ حَقِيقَةَ الْمَالِ وَلَوْ كَانَ جِبَالًا ، لَيْسَ لَهُ مِنْهُ إِلَّا مَا أَكَلَ وَلَبِسَ وَأَنْفَقَ .

أنت قلت : أنه استغناء عن وهم , تراءى له أنه استغنى .... فسر لنا هذه المقولة فى ضوء اعترضك علىّ ؛ وقولى أنه لايوجد استغناء حقيقى بل يوجد ظن أو حسبان الاستغناء .

وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَخَذَ بَعْضُ النَّاسِ ، أَنَّ الْغَنِيَّ الشَّاكِرَ أَعْظَمُ مِنَ الْفَقِيرِ الصَّابِرِ ; لِأَنَّ الْغِنَى مُوجِبٌ لِلطُّغْيَانِ .
هذا هو لب الموضوع ... أين نجد أن الغنى هو سبب الطغيان

على فكرة ....لست من الأثرياء
 
أنقل لكم سبب النزول من بعض التفاسير لتتضح الصورة أكثر:
تفسير ابن كثير:
يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله.
تفسير القرطبي:
والإنسان هنا أبو جهل. والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان. أَنْ رَآهُ أي لان رأى نفسه استغنى، أي صار ذا مال وثروة.
تفسيرالبغوي:
{ كَلَّا } حَقًّا { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى } لَيَتَجَاوَزُ حَدَّهُ وَيَسْتَكْبِرُ عَلَى رَبِّهِ. { أَنْ } لِأَنْ { رَآهُ اسْتَغْنَى } أَنْ رَأَى نَفْسَهُ غَنِيًّا. قَالَ الْكَلْبِيُّ: يَرْتَفِعُ عَنْ مَنْزِلَةٍ إِلَى مَنْزِلَةٍ فِي اللِّبَاسِ وَالطَّعَامِ وَغَيْرِهِمَا.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، كَانَ إِذَا أَصَابَ مَالًا زَادَ فِي ثِيَابِهِ وَمَرْكَبِهِ وَطَعَامِهِ، فَذَلِكَ طُغْيَانُهُ.
تفسيرالآلوسي:
فإذا جعلت رأي هنا بصرية فالجملة في موضع الحال وتعليل طغيانه برؤيته لا بنفس الاستغناء كما ينبىء عنه قوله تعالى : { وَلَوْ بَسَطَ الله الرزق لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِى الارض } [ الشورى : 27 ] للايذان بأن مدار طغيانه زعمه الفاسد على الأول ومجرد رؤيته ظاهر الحال من غير روية وتأمل في حقيقته على الثاني وعلى الوجهين المراد بالاستغناء الغني بالمال أعني مقابل الفقر المعروف وقيل المراد أن رأى نفسه مستغنياً عن ربه سبحانه بعشيرته وأمواله وقوته وهو خلاف الظاهر .
تفسير السعدي:
ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان.
 
السلام عليكم
اتفقوا إذن على أن سبب الطغيان هو رؤيته نفسه قد استغنى
إذن هو أمر داخلى - نفسى - وإن خالف الحقيقة فى الخارج
حتى هنا نحن متفقون
ثم نقول لابد من التفريق بين استغنى وغنى
ثم بين غنى اللازم وغنى المتعدى بحرف جر
فاللازم هو أمر داخلى أن يشعر الانسان أنه غنيا
غنى ب :
قد يغنى الانسان بالمال والقوة والسلطان والقبيلة والحلفاء والسلاح و...
فلا يجب حصرها فى المال
المؤمن يغنى بربه عما سواه
غنى عن
غنى عن كذا اصبح فى غير حاجة إليه
نجمعهما
غنى عن كذا بكذا
غنى عن السؤال بما عنده

استغنى : هو القدرة على الغنى
فى الجزئيات
رفض شخص حملى فى سيارته ؛ أنا مستغن عن هذا إذ أستطيع المشى
فإذا جاءت مطلقة وغير محددة " استغنى "
فهى استغنى بكل شيء عن كل أمر
فى الآية عن ماذا ؟
عما تدعوه إليه من الايمان وكل مايترتب عليه
ويذهب إلى مايقابله وهو الطغيان
والله أعلم
 
السلام عليكم
مما نقلت من أقوالهم
كلهم ذكروا كونه رأى نفسه قد استغنى ...
تفسير ابن كثير:
إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله.
تفسير القرطبي:
والإنسان هنا أبو جهل. والطغيان: مجاوزة الحد في العصيان. أَنْ رَآهُ أي لان رأى نفسه استغنى،
تفسيرالبغوي:
كَلَّا حَقًّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى لَيَتَجَاوَزُ حَدَّهُ وَيَسْتَكْبِرُ عَلَى رَبِّهِ. أَنْ لِأَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى أَنْ رَأَى نَفْسَهُ غَنِيًّا.
تفسيرالآلوسي:
مدار طغيانه زعمه الفاسد على الأول ومجرد رؤيته ظاهر الحال من غير روية وتأمل في حقيقته.
تفسير السعدي:
ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا،

*****
فهى رؤية الظاهر وإن كان غير حقيقى فى الواقع ؛ لأن الحقيقة هى أنه لا أحد يستغن عن الله .
****
وأضيف
أن مشركي مكة فى وقت البعثة كانوا طغاة وليس أبا جهل فقط ؛ ومجتمع مكة ككل كان مجتمع طاغ...
لماذا ؟!
لأنهم رأوا أنفسهم قد استغنوا فهم فى أمان وهم فى منعة وقوة ورزق واسع وسيادة و عزة و....
وهذا يناسب الآية التى وردت فى أول سورة نزلت فى القرآن
وكأن السؤال ... لماذا القراءة والعلم ؟!

لانذار الطغاة
ولماذا طغوا؟
لأنهم رأوا أنفسهم قد استغنوا عن الحق وعن الايمان بما عندهم وبأصنامهم ؛
وفيها أيضا تنبيه للرسول أنك تواجه طغاة يرون أنفسهم ليسوا فى حاجة إليك وإلى ماتدعوهم إليه . ولذلك ترى منهم من ينهى عبدا إذا صلى
.....
ألا يناسب هذا بداية الرسالة كما قيل لموسى " اذهب إلى فرعون إنه طغى "

ومن هنا يجب ألا نحصر المسألة فى كونها فى الثراء أو أن أبا جهل يلبس ملابس كثيرة ؛ ونقول إن هذا هو الطغيان المقصود !!!!
 
أخي الفاضل عصام الذي ذكرته صحيح ,ولم يظهر لي وجه ملا حظاتك على كلامي.
بسم الله والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه تعالى وعظيم سلطانه،والصلاة والسلام على سيد الوجود الرحمة المهداة للعالمين

السلام عليكم

أستغفر الله وأتوب إليه....ليست ملاحظات وإنما دعما لرأيكم في الموضوع ولكن قصدي(( حيث أن سجية المؤمن تأبى

الطغيان عند حدوث النعم بل شكر المنعم باستخدامها في طاعة الله جل وعلا)) ...و الذي استوقفني في الموضوع قولكم

" وَلَفْظُ الْإِنْسَانِ هُنَا عَامٌّ " أي -على ما فهمت -أنه يشمل المؤمن وغيره وسياق الآيات التي أوردتها أنا في الرد السابق

يعطي دلالة أخرى

وجزاكم الله عنا وعن الأمة خيرا
 
أعرف أخت كانت صالحة وداعية ولكنها لم تتزوج فلما خطبها شخص ثري تغيرت وصارت تتكبر على الناس !! فما تفسير ذلك ؟ علما أنه بعد ذلك جرت عليها ابتلاءات كثيرة ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ على طرحه الموضوع ولي تعليقان على كلامه
فتنبهت الى شي كنت غافلا عنه وانه طبيعة في النفس البشرية جبلت عليه .....
التعليق الأول : جبل فعل مبني للمجهول وهو بمعنى فطر ولا بد له من فاعل فإن كان الله فهو مشكل لأن فطرته عز وجل خير فطرة وصبغته خير صبغة ولا تتعلقان بمثل هذه الصفات السيئة
التعليق الثاني : أن هناك فرقا بين الجبلة والفطرة فالفطرة فيما يزول والجبلة في ما يثبت ولهذا سمي الجبل بالجبل لثباته ورسوخه وهذه الصفات مما يزول فالأحق أن تسمى فطرة ولكن كما قلنا ليست منها في شيء بل هي رذيلة من الرذائل لها جذورها وأسبابها والله العالم
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى