قوله تعالى في سورة النمل "أنا آتيك به" بالتقليل أو بالإمالة عند خلف من طريق

سمير عمر

New member
إنضم
06/06/2012
المشاركات
623
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
مراكش المغرب
قال أبو الحسن طاهر ابن غلبون في التذكرة 1/ 199: وأما قوله تعالى في النمل "أنا آتيك به" في الموضعين؛ فقرأهما حمزة بالإمالة إشماما، وفتحهما الباقون.
وعلق على كلمة "إشماما" الشيخ الدكتور أيمن سويد حفظه الله فقال: أي بالتقليل، وهو ما يسمى عند القراء بالإمالة الصغرى، أو إمالة بين بين. وأكد حفظه الله هذا المعنى في تحقيقه للحرز ص123 فقال: قال الداني في التيسير: وتفرد حمزة أيضا بإمالة فتحة الهمزة إشماما في قوله تعالى "أنا آتيك به" في الحرفين في النمل، وبإمالة فتحة العين في قوله "ضعافا" في النساء، وعن خلاد في هذه الثلاثة المواضع خلاف، وبالفتح آخذ له.اه
أقول ـ أي الشيخ أيمن ـ:فرق الداني بين إمالة "آتيك" إشماما وإمالة "ضعافا" إمالة محضة، وقد تبع في ذلك شيخه طاهر ابن غلبون وأباه أبا الطيب ابن غلبون والله أعلم.
هذا وقد أسند الداني في التيسير رواية خلف (قراءة) من قراءته على طاهر ابن غلبون، ونص في كتبه الثلاثة ـ التيسير وجامع البيان والمفردات السبع ـ أن قراءته عليه لهذا الحرف كانت بإشمام الإمالة. كما أسند في التيسير رواية خلاد (قراءة) من قراءته على أبي الفتح فارس ولم يصرح فيه ولا في جامع البيان كيف كانت قراءته لهذا الحرف على أبي الفتح، وصرح به في المفردات ص344 بقوله: "بإخلاص فتحة الهمزة أيضا، كذا قرأت على أبي الفتح في ذلك" اه فلعل هذا ما يفسر قول الداني في التيسير عن خلاد: "وبالفتح آخذ له".
والخلاصة: الذي أراه ـ والله أعلم ـ أن يؤخذ من طريق التيسير لخلف بالإمالة إشماما ـ وهي التقليل ـ في "آتيك" وبالفتح لخلاد وجها واحدا على ما تقدم بيانه، وما قيل عن التيسير يقال عن الشاطبية، فطريقهما واحدة والله أعلم. انتهى كلام الشيخ أيمن سويد حفظه الله.
وقال عبد المنعم ابن غلبون في الإرشاد 1/ 410: .. في قوله في النمل "أنا آتيك به" و"أنا آتيك به" فحمزة وحده قرأهما بالإمالة إشماما.
وعلق عليه محقق الإرشاد الدكتور باسم بن حمدي بقوله: المراد الإمالة لا التقليل، قال ابن مجاهد في السبعة ص482: "أمال حمزة وحده "أنا آتيك به"؛ أشم الهمزة شيئا من الكسر من غير إشباع"، وإشمام الكسر يراد به الإمالة الكبرى. وقال مكي في التبصرة ص214: "وقرأ حمزة "أنا آتيك" في الموضعين بإمالة الهمزة، كذلك قرأت على الشيخ أبي الطيب. انتهى كلام الدكتةر باسم.

وتمام كلام مكي هو: كذلك قرأت على الشيخ أبي الطيب، والذي عليه النصوص أن خلفا وحده أماله، وعن خلاد اختلاف فيه. انتهى كلام المحقق.
وكلا م مكي صريح في أنه قرأ بالإمالة لا بالتقليل، وهو الآخذ عن أبي الطيب القائل "إمالة إشماما".
وقال أبو معشر الطبري في تلخيصه ص 182: "وأمال خلف عن حمزة ألف "أنا آتيك" فيهما في النمل إمالة لطيفة"اه.
قال محققه محمد حسن عقيل موسى: أي إمالة صغرى في ألف "آتيك" وانظر النشر2/ 60، 63، 64.
وقال الجعبري في الكنز 2/ 862: .. أي أمال الكلمات الثلاث ذو ضاد "ضممناه" خلف عن حمزة، ولخلاد وجهان، وهو معنى قول التيسير.
وقال الأهوازي في الوجيز ص278: "بإمالة الهمزة إمالة لطيفة في الموضعين".
وقال ابن مجاهد في السبعة ص204: " واختلفوا في إمالة القاف من قوله "تقـية"؛ فأمال الكسائي القاف في الموضعين جميعا، وأمال حمزة "منهم تقية" إشماما من غير مبالغة، ولم يمل حمزة "حق تقاته وأمال حمزة منهم تقة إشماما من غير مبالغة وفتح الباقون القاف في الموضعين غير أن نافعا كانت قراءته بين الفتح والكسر". اه.
فهل يقصد ابن مجاهد رحمه الله أن الكسائي يميل "تقية" وحمزة يقلل ؟!! وهو القائل: غير أن نافعا كانت قراءته بين الفتح والكسر.
 
جزاك الله خيرا
لكن هل الذي يظهر والله أعلم أن المراد بقولهم: بالإمالة إشماماً، أو إمالة لطيفة، أو أمال إشماماً من غير مبالغة، هو درجة من درجات الإمالة فويق التقليل ودون الإمالة الكبرى، فهي بين المنزلتين. وهذا ظاهر من تمييز ابن مجاهد بين إمالة الكسائي للقاف من (تقـية)،وبين إمالتها عند حمزة إشماماً من غير مبالغة، وبين قراءة نافع بين الكسر والفتح.
ونقف على هذا المعنى الذي يفرق بين ضروب الإمالة ومراتبها، في قول صاحب المصباح الزاهر ص(1/269):
وأما ضروب الإمالة: فعلى ما تندرج الفصول عليه، وأما مزيتها باللغات والطباع فهي:
إمالة مضجعة،
وإلى الكسر أقرب،
ومعتدلة بالسوية بين الفتح والكسر،
وبين بين، وهو إلى الفتح أقرب).
والله أعلم.
 
قال شيخي الدكتور توفيق العبقري حفظه الله في كتابه:
المصطلح القرائي في بعض تصانيف الإمام أبي عمرو الداني​
وهو أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في الدراسات الإسلامية (1422 ه ـ 2001م):
إشمام الإمالة :
والنص الفريد الذي ورد فيه هذا المصطلح هو قوله:
"وتفرد حمزة أيضا بإمالة فتحة الهمزة إشماما في قوله تعالى: {أنا ءاتيك به} في الحرفين في النمل..."(1)
وربما أوهم ظاهر هذا المصطلح - بالنظر إلى مأخذه اللغوي - أن المراد به هو ما عرف عند القراء تسميته ب"الإمالة اليسيرة " أو" التقليل"، وليس كذلك (2) ، بل مؤداه هو الإمالة الكبرى الشديدة التي دونها الكسر الخالص، والدليل على هذا الأمر أمور أجملها فيما يلي:
1 - لا أحد من القراء يروي عن حمزة - من رواية خلف - التقليل في هذا الحرف، ولو على سبيل ذكر الخلف، كما أن أحدا منهم - فيما علمت - لم يفهم من المصطلح المذكور سوى أنه عبارة عن الإمالة الشديدة...
2 - _ أنه وقع عطف هذا الحرف ءاتيك على ما أميل على سبيل الإضجاع اتفاقا، وعبارة التيسير واضحة في هذا التشريك في الحكم ، حيث ورد فيها : "وتفرد حمزة بإمالة عشرة أفعال … وتفرد أيضا بإمالة فتحة الهمزة إشماما...".
3 - تفسير الإمام الداني نفسه لهذه العبارة في فرش الحروف من جامعه بقوله:
"قرأ حمزة - في غير رواية خلاد عن سليم وفي غير رواية الضبي عن رجاله عنه - {أنا ءاتيك به} في الموضعين بإمالة فتحة الهمزة...".
ومعلوم أن إطلاقه للإمالة ينصرف للكبرى، على ما هو المتبادر عند أهل الأداء.
4 - تعليله لهذه الرواية يؤذن بأن مراده هو الإمالة الخالصة، فقد قال في الموضح :
"وعلة حمزة في الإمالة أنه لما لزمت الكسرة والياء في هذين الفعلين، أمال فتحة الهمزة نحو الكسرة لتميل الألف التي بعدها نحو الياء، فيتناسب الصوت فيهما، وفي الكسرة والياء اللتين بعدهما، فيحسن ويخف بكونه في الجميع من وجه واحد".
.............................................
(1) تيسير : 51.
(2) ولعل هذا كان مستند بعض المحققين في شرح هذا المصطلح بالتقليل، فقد ورد نظير عبارة الداني عند شيخيه أبي الطيب عبد المنعم بن غلبون، وابنه أبي الحسن طاهر، عبارة الأول في الاستكمال ص 258 : "وهذان الموضعان اللذان في النمل تفرد حمزة بإمالة الهمزة فيهما إشماما".
وعلق محقق الكتاب قائلا: "أي: يجعل الصوت قريبا من الفتحة، والإشمام هنا بمعنى الروم ليسمع الصوت، أي: إمالة قريبة من الفتحة".
ولم تبعد عبارة التذكرة 1/198 عن سابقتها إذ جاء فيها : "وأما قوله تعالى في النمل" {أنا ءاتيك} في الموضعين، فقرأهما حمزة بالإمالة إشماما، وفتحها الباقون".
قال محققه د. أيمن سويد: "أي بالتقليل، وهو ما يسمى عند القراء بالإمالة الصغرى، أو إمالة بين بين".
ويبدو أن سلف الداني وشيخيه في هذا المصطلح هو ابن مجاهد، ولكنهم أوقعوا فيه نوعا من التصرف ربما كان وراء ما لحقه من إبهام و إيهام، فقد جاء في السبعة (ص. 482): "أمال حمزة وحده: {أنا ءاتيك به}، أشم الهمزة شيئا من الكسر من غير إشباع، ولم يملها غيره. وعبارته "إشمام الكسر" مبينة أن المراد هو تقريب الحرف من الكسرة، واحترز عن القلب الخالص بقوله: "من غير إشباع" أي: مبالغ فيه يفضي إلى الكسر الصرف، وذلك حد الإمالة الشديدة وتعريفها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المرحلة المتقدمة من مادة جيولوجيا القراآت والتجويد

المرحلة المتقدمة من مادة جيولوجيا القراآت والتجويد

رائع جدا كعادتك في النقل على مقاس الحاجة
 
قال المنتوري:
ويعبر أيضا عن الإمالة المحضة بالإضجاع والبطح والكسر والياء وإشمام الكسر
 
عودة
أعلى