قوله تعالى : ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )

منة الكريم

New member
إنضم
06/12/2013
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفني هذا السؤال
l1j89m.gif
في قوله تعالى " بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة "
l1j89m.gif

l1j89m.gif
يقول سبحانه بانه لم يكن له صاحبة فكيف سيكون له ولد
فجعل عدم وجود الولد لعدم وجود الصاحبة

مع ان الله سبحانه لو أراد شيئا إنما يقول له كن فيكون فهو سبحانه الذي جعل مريم تنجب عيسى عليه السلام دون ان يمسها بشر وجعل زكريا وزوجته ينجبان وقد بلغ من العمر عتيا وكانت امرأته عاقرا
أرجو التفسير وجزاكم الله خيرا
 
معنى ولم يكن له ولد أي لاينبغي أن يكون له.

- قال الطبري -رحمه الله- :
أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة"، والولد إنما يكون من الذكر والأنثى، ولا ينبغي أن يكون لله سبحانه صاحبة، فيكون له ولد. وذلك أنه هو الذي خلق كل شيء. يقول: فإذا كان لا شيء إلا اللهُ خلقه، فأنّى يكون لله ولد، ولم تكن له صاحبة فيكون له منها ولد؟
تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (11/ 11)

- قال مكي ابن أبي طالب -رحمه الله -:
{وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صاحبة}؟ أي: إن الولَدَ إنما يكون للذَّكَر من الأنثى، ولا ينبغي أن تكون له صاحبة، فيكون له وَلد، لأنه خالق كل شيء.
الهداية الى بلوغ النهاية (3/ 2123)

- قال الزمخشري -رحمه الله - : وفيه إبطال الولد من ثلاثة أوجه،.. والثاني: أن الولادة لا تكون إلا بين زوجين من جنس واحد وهو متعال عن مجانس، فلم يصح أن تكون له صاحبة، فلم تصح الولادة.
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (2/ 53)


- قال ابن كثير -رحمه الله - :
{أنى يكون له ولد} أي: كيف يكون له ولد، ولم تكن له صاحبة؟ أي: والولد إنما يكون متولدا عن شيئين متناسبين، والله لا يناسبه ولا يشابهه شيء من خلقه؛ لأنه خالق كل شيء، فلا صاحبة له ولا ولد...
{وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} فبين تعالى أنه الذي خلق كل شيء، وأنه بكل شيء عليم، فكيف يكون له صاحبة من خلقه تناسبه؟ وهو الذي لا نظير له فأنى يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
تفسير ابن كثير ت سلامة (3/ 308)
 
تعقيب

تعقيب

بسم1

وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)

تعقيباً على ما تفضل به الأخ الكريم (ابن الجزري) :
الله جل وعلا هنا يحاجج قوما يؤمنون به خالقاً ولكنهم يعتقدون بمشاركة الجن له في ملكه وويدعون له البنين والبنات فمحاججتهم تكون من جنس منطقهم ، ويستعمل جل وعلا ما يؤمنون به لإبطال ما يعتقدون به ، فإن كان الله خالق السموات والأرض ومبدعها فكيف يكون له الجن شركاء ولم يكن لهم مكان يعيشون فيه قبل خلق السموات والأرض؟
وهم يؤمنون باستحالة خلق الولد من غير والد ووالدة فكيف يكون لله ولد وليس له صاحبة (زوجة) ؟ فينقض إيمانهم معتقدهم ، وليست كل حجة في كتاب الله تصلح لمحاججة كل ضال ومنحرف ، فهذه الحجة مخصصة للقائلين بهذا القول فلا يصح ان نناقش هذه الحجة من منطلق ايماننا كمسلمين فهي ليست موجهة لنا كمؤمنين بل مخصصة للقائلين بهذا القول يدحض حجتهم ويبطل عقيدتهم من جنس اعتقادهم وبنفس منطقهم والله أعلى وأعلم
 
إشارة : سياق هذه الآيات كان مرتبطاً في الجن. ( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم... الآية )
وقد قال الله عز وجل حاكياً عنهم في سورة الجن ( وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ).

فالذي يظهر - والله أعلم - أن هذه العقيدة كانت موجودة عند الجن وعند بعض مشركي العرب في أن لله صاحبة وبنات -تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا- والله إنما أبطل هذه العقائد الباطلة أصلاً على حسب مفهومهم في معنى الولد ( أي الولد الآتي من الولادة حصراً ). فكيف يكون لله الولد ولم تكن له صاحبة ؟

كذلك مع أن النصارى يصرون أن مفهومهم لمسمى (ابن الله ) هو مفهوم إلهي ليس له علاقة بالولادة ، لكن في الحقيقة يصح الرد على عقيدة النصارى من خلال هذه الآية، إذ أنهم يؤكدون مفهوم (ولادة الأنثى) للرب أو للرجل حاكم الأمم على حسب تفسيراتهم لأشعياء الفصل السابع ولكتاب الرؤيا الفصل الثاني عشر. إضافة أن بعض الفرق النصرانية القديمة كان تشير وتفهم أن الروح القدس في التثليث على أنه شيء أنثوي بشكل ما.
ولا ننسى أنه تقليدياً بل وحتى الآن فإن الكاثوليك يشيرن لمريم عليها السلام أنها (أم الله ) !

هذا والله أعلم ...
 
القرآن الكريم رد على مختلف الفرق والمذاهب السائدة لأهل الكتاب في زمن النبوة وبعدها، وليست كل المذاهب تؤمن بـ (الانبثاق) بل تعدُّ بعض مذاهب الكاثوليك مريم إلهاً مستحقاً للعبادة (وهم المريميون)، وإن لم يعدوها أحد أطراف الثالوث الأقدس (الآب، والابن، والروح القدس)، ويعتمدون في تقديسها على ما جاء في النص الكاثوليكي لإنجيل لوقا، وفيه: " فلما دخل إليها الملاك قال: السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء " (لوقا 1/28).

وتمثلت عبادة تلك المذاهب لمريم في عدد من الصلوات التي تؤدى لها، ومنها "صلاة مريم" وفيها يقولون: " يا خطيبة مختارة من الله، يا أيتها المستحقة الاحترام من الجميع.. يا باب السماء.. يا ملكة السماء التي جميع الملائكة يسجدون لها، وكل شيء يسبحها ويكرمها.. فاستمعينا يا أم الله، يا ابنة، يا خطيبة الله، يا سيدتنا ارحمينا وأعطينا السلام الدائم.. لك نسجد ولك نرتل ".

وفي مجمع أفسس 431م سميت مريم " والدة الإله "، وزيد في نيقية فقرة: " نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة، والدة الإله..". ويقول الأنبا غريغوريوس الأرثوذكسي عن مريم: " إننا لن نرفعها إلى مقام الألوهية كما فعل الكاثوليك.. وكما أخطأ الكاثوليك فرفعوها إلى مقام الألوهية والعصمة، كذلك ضل البروتستانت ضلالاً شنيعاً حين احتقروها، وجهلوا وتجاهلوا نعمة الله عليها وفيها، ولكن الكنيسة الأرثوذكسية قد علمت العذراء تعليماً مستقيماً، فلا نؤلهها ولا نحتقرها ".
انظر: الله واحد أم ثلاثة؟، د. منقذ السقار، ص120.

وللتفصيل حول عقيدة المريميين زمن النبوة، والمنزلة الحالية لمريم في عقائد المسيحيين المعاصرين.. انظر فصل: " مريم التي تجعل منها الشعائر المسيحية إلهة تُعبَد " في كتاب: " دفاع عن محمد صلى الله عليه وسلم ضد المنتقصين من قدره "، د. عبد الرحمن بدوي، ترجمة: كمال جاد الله، الدار العالمية للكتب والنشر، القاهرة، (د/ت،ط)، ص136-143.

وقد تم تثبيت لقب: " والدة الإله " على مريم في مجمع افسس سنة (431م) وحُرِمَ كل من رفضَ ذلك، وحُكِمَ عليه بالهرطقة.. كما فعلوا مع نسطور.
انظر: معجم الإيمان المسيحي، الأب صبحي حموي، ص510 (نسطورية).
 
عودة
أعلى