عندما كنت بصدد اختيار موضوع البحث كنت أعتقد نفسي بعيدة كل البعد عن الاشتغال بردود الشبهات وعلم الكلام والجدل ،وكنت اذكر في نفسي لسنوات خلت ندم الرازي على فراش الموت لاشتغاله بعلم الكلام وكنت اقول في نفسي من الذي ينفق عمره المحدود في هذا بديلاً عن الاشتغال بكتاب الله ،ولهذا وقع اختياري على موضوع بعيد كل البعد عن الجدل وردود الشبهات ،وكتبت الخطة لأقدمها للقسم ،ولا أدري كيف قرأت على الشبكة العنكبوتية كلاماً عن النسوية الإسلامية ولم أكن قد سمعت بها من قبل فاعتقدت أنها ما كنت أبحث عنه من زمن،فقد كنا كنساء ندخل في حوارات عن كتب الفقه والتفسير والتي بحكم العرف ذخرت بعبارات تسيء للمرأة وتقلل من شأنها وكنا نبحث سبيلاً لمراجعة التراث دون إثارة الفتنة ،وبعد الإطلاع على هذه النسوية المنتسبة للإسلام زوراً وبهتاناً تبين أنها دراسات لنساء في مراكزاستشراقية (وقد كان لي زيارات مسبقة لمراكز دراسات الشرق الأوسط الاستشراقية في الغرب ولمست الجهد المحموم المبذول لدعم مثل هذه الدراسات ) ،وتبعتها دراسات لنساء في البلاد العربية ،هذا بالإضافة لانتشار شبهاتهن بين المسلمات ،فقد كنت أسمع هذه الشبهات في مجالس النساء ولم أكن أعلم أن لها أساساً معرفياً نظرياً ،فعقدت العزم لدراسة هذه الظاهرة ،ولم يتم الموافقة على موضوعي إلا بعد لأي
لانعدام الفرق بين الفكر الحداثي الذكوري والنسوي،والفكر الحداثي قتل بحثاً مما يجعل إتياني بجديد شبه مستحيل ،وهذا جعلني أتردد بين إقدام وإحجام ،وكنت قد بدأت القراءة في كتاب لنظيرة زين الدين اسمه (السفور والحجاب)وهو كتاب ألف في 1928م، وأثارت مؤلفته ضجة واسعة لجرأتها على ثوابت الأمة بدون علم، وتقديسها للغرب،وتوالت الردود عليها عن طريق تأليف الكتب مثل كتاب الشيخ الغلاييني،ومن على منابر المساجد وعلى صفحات الجرائد تم التنبيه على ما في كتابها من مغالطات،مما حدا بالكاتبة لتأليف كتاب آخر سمته (الفتاة والشيوخ) ردت فيه على من تعقبها بالردود ،ويا لمفاجأتي وجدت اسماً أعرفه إنه الشيخ سعيد الجابي وهو جدي لأمي ولم أكن أعرف عنه الكثير سوى أنه شيخ أوتي من الحجة ماجعله يقضي على مغالطات الصوفية في مدينة حماة،هذا الشيخ ألف كتاباً للرد على كتاب (السفور والحجاب )سماه (كشف النقاب عن مخبئات كتاب السفور والحجاب)،ولشدة سعادتي أردت الحصول على هذا الكتاب الذي لا أعلم له دار نشر وليس موجوداً في الأسواق ،وبفضل رب العالمين استطعت الحصول على نسخة مصورة من ابنة الشيخ التي لا زالت تقطن في مدينة حماه ،وهي كبيرة في السن وآخر من بقي على قيد الحياة من أبنائه ،وقرأت في مقدمة كتابه قول الشيخ :"ولم يقتصر (الانخداع بكتاب نظيرة زين الدين)على المتعلمين العصريين بل خدع بمغالطاته بعض المتعممين من الدينين فعند ذلك رأيت من الواجب أن أكتب كتاباً يبين ما فيه من المغالطات ،إماطة لأذى الشبهات عن طريق الحق وجادة الصدق بعد ما كنت متردداً بين الإقدام والإحجام ،لكن لما رأيت تعثر البعض في شركه قلت ان التنبيه لما يخشى منه أضحى من الواجبات ،وان كانت الصحف اليومية قد نبهت ،والنشرات قد أيقظت، غير أنها لا تلبث أن تتبعثر ،والكتاب المردود لا بد له من كتاب يطبع وينشر
جاء شقيق عارضاً رمحه ......ان بني عمك فيهم رماح
ولا بد من أن يكون كثير من أولي الفضل طفقوا يؤلفون ما فيه الكفاية لرد كل شبهة يخشى منها أن تلوث شرف الإسلام غير انه لا يغني كتاب عن كتاب؛لاختلاف أساليب المؤلفين فلذلك عزمت وعلى الله توكلت أن أكتب هذا الكتاب "انتهى كلام الشيخ وكانت كلماته بمثابة كنز لي فإذا كان الكتاب المردود لا بد له من كتاب ،فالرسائل الجامعية لا بد لها من رسائل جامعية للرد عليها ،وغالب مؤلفات الحداثيات هي رسائل دكتوراه ،أو انها صدرت عن مؤسسات بحثية ،وإذا كان لا يغني كتاب عن كتاب لاختلاف أساليب المؤلفين فكذا الأمر بالنسبة للرسائل فلا تغني رسالة عن رسالة ،فكل رسالة لا بد أن تأتي بجديد ،فتوكلت على الله ومضيت في امري،وأتممت بحثي المسمى:( قضايا قرآنية عند النساء الحداثيات) والذي أرجو الله أن يضع له القبول لا باستحقاقي بل بفضله ومنته ، وأن ينفع به المسلمين ولا أكتمكم حديثاً أن الخصوصية التي ادعتها النسوية الإسلامية خصوصية وهمية وهي دراسات متسلقة على نظريات ما بعد الحداثة الغربية وهي عبارة عن النزول إلى مستوى التجربة النصية لنظريات أصحاب القراءة المعاصرة للقرآن،وهي قضية شبيهة بما قام به أمين الخولي من التنظير للمنهج وتلميذته عائشة التي قامت بتفعيل المنهج. وأهم ما يميز هذا البحث هو التعريف الوصفي الإجرائي للمشروع الفكري الحداثي الغربي وأثره على العالم العربي بطريقة مختصرة .
لانعدام الفرق بين الفكر الحداثي الذكوري والنسوي،والفكر الحداثي قتل بحثاً مما يجعل إتياني بجديد شبه مستحيل ،وهذا جعلني أتردد بين إقدام وإحجام ،وكنت قد بدأت القراءة في كتاب لنظيرة زين الدين اسمه (السفور والحجاب)وهو كتاب ألف في 1928م، وأثارت مؤلفته ضجة واسعة لجرأتها على ثوابت الأمة بدون علم، وتقديسها للغرب،وتوالت الردود عليها عن طريق تأليف الكتب مثل كتاب الشيخ الغلاييني،ومن على منابر المساجد وعلى صفحات الجرائد تم التنبيه على ما في كتابها من مغالطات،مما حدا بالكاتبة لتأليف كتاب آخر سمته (الفتاة والشيوخ) ردت فيه على من تعقبها بالردود ،ويا لمفاجأتي وجدت اسماً أعرفه إنه الشيخ سعيد الجابي وهو جدي لأمي ولم أكن أعرف عنه الكثير سوى أنه شيخ أوتي من الحجة ماجعله يقضي على مغالطات الصوفية في مدينة حماة،هذا الشيخ ألف كتاباً للرد على كتاب (السفور والحجاب )سماه (كشف النقاب عن مخبئات كتاب السفور والحجاب)،ولشدة سعادتي أردت الحصول على هذا الكتاب الذي لا أعلم له دار نشر وليس موجوداً في الأسواق ،وبفضل رب العالمين استطعت الحصول على نسخة مصورة من ابنة الشيخ التي لا زالت تقطن في مدينة حماه ،وهي كبيرة في السن وآخر من بقي على قيد الحياة من أبنائه ،وقرأت في مقدمة كتابه قول الشيخ :"ولم يقتصر (الانخداع بكتاب نظيرة زين الدين)على المتعلمين العصريين بل خدع بمغالطاته بعض المتعممين من الدينين فعند ذلك رأيت من الواجب أن أكتب كتاباً يبين ما فيه من المغالطات ،إماطة لأذى الشبهات عن طريق الحق وجادة الصدق بعد ما كنت متردداً بين الإقدام والإحجام ،لكن لما رأيت تعثر البعض في شركه قلت ان التنبيه لما يخشى منه أضحى من الواجبات ،وان كانت الصحف اليومية قد نبهت ،والنشرات قد أيقظت، غير أنها لا تلبث أن تتبعثر ،والكتاب المردود لا بد له من كتاب يطبع وينشر
جاء شقيق عارضاً رمحه ......ان بني عمك فيهم رماح
ولا بد من أن يكون كثير من أولي الفضل طفقوا يؤلفون ما فيه الكفاية لرد كل شبهة يخشى منها أن تلوث شرف الإسلام غير انه لا يغني كتاب عن كتاب؛لاختلاف أساليب المؤلفين فلذلك عزمت وعلى الله توكلت أن أكتب هذا الكتاب "انتهى كلام الشيخ وكانت كلماته بمثابة كنز لي فإذا كان الكتاب المردود لا بد له من كتاب ،فالرسائل الجامعية لا بد لها من رسائل جامعية للرد عليها ،وغالب مؤلفات الحداثيات هي رسائل دكتوراه ،أو انها صدرت عن مؤسسات بحثية ،وإذا كان لا يغني كتاب عن كتاب لاختلاف أساليب المؤلفين فكذا الأمر بالنسبة للرسائل فلا تغني رسالة عن رسالة ،فكل رسالة لا بد أن تأتي بجديد ،فتوكلت على الله ومضيت في امري،وأتممت بحثي المسمى:( قضايا قرآنية عند النساء الحداثيات) والذي أرجو الله أن يضع له القبول لا باستحقاقي بل بفضله ومنته ، وأن ينفع به المسلمين ولا أكتمكم حديثاً أن الخصوصية التي ادعتها النسوية الإسلامية خصوصية وهمية وهي دراسات متسلقة على نظريات ما بعد الحداثة الغربية وهي عبارة عن النزول إلى مستوى التجربة النصية لنظريات أصحاب القراءة المعاصرة للقرآن،وهي قضية شبيهة بما قام به أمين الخولي من التنظير للمنهج وتلميذته عائشة التي قامت بتفعيل المنهج. وأهم ما يميز هذا البحث هو التعريف الوصفي الإجرائي للمشروع الفكري الحداثي الغربي وأثره على العالم العربي بطريقة مختصرة .