قصة قتل بني إسرائيل لأنفسهم توبةً إلى الله من عبادة العجل قصةٌ باطلة!!

قال تعالى: (فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

هل التوبة هنا في الآية تعني ان الله عز وجل عفى عنهم وغفر لهم بدون ان يقتلوا انفسهم؟
وهذا هو محل النزاع
قد يكونوا قتلوا أنفسهم فكانت توبة لهم وهذا ظاهر الآية
ويجوز أن الله عفا عنهم كما هو نص الآيات الأخرى:
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)) البقرة
( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا) النساء (153)
 

ويجوز أن الله عفا عنهم كما هو نص الآيات الأخرى:
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)) البقرة
( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا) النساء (153)
ليس في هذه الآيات دليل ظاهر في أن الله تعالى عفا عنهم قبل أن يقتلوا أنفسهم ؛ فضلا عن أن يكون نصا في ذلك ..
والجمع بينها وبين الآيات الأخرى والأحاديث في الموضوع لا يمكن بحال من الأحوال إلا بالقول بأنهم امتثلوا الأمر بالقتل ، وأي قول آخر لا يخلو من أحد وجهين :
1 - أن يكون قولا بلا دليل قوي أو ضعيف .
2 - أن يكون بإلغاء أدلة معتبرة شرعا ، ومن المعلوم أن إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما.
ومن عنده قول خارج عن هذين فليفد به المشاركين وأجره على الله تعالى .
والله تعالى أعلم .
 
وهذا هو محل النزاع
قد يكونوا قتلوا أنفسهم فكانت توبة لهم وهذا ظاهر الآية
ويجوز أن الله عفا عنهم كما هو نص الآيات الأخرى:
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)) البقرة
( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا) النساء (153)
قال الشيخ الشنقيطي-رحمه الله -في (أضواء البيان) : (قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ} الآية، لم يبين هنا سبب عفوه عنهم ذنب اتخاذ العجل إلهاً، ولكنه بينه في سورة "البقرة" بقوله: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [2/54].
قوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} الآية، لم يبين هنا هل امتثلوا هذا الأمر، فتركوا العدوان في السبت أو لا، ولكنه بين في مواضع أخر أنهم لم يمتثلوا وأنهم اعتدوا في السبت، كقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ} الآية [2/65]).انتهى
 
قال الشيخ الشنقيطي-رحمه الله -في (أضواء البيان) : (قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ} الآية، لم يبين هنا سبب عفوه عنهم ذنب اتخاذ العجل إلهاً، ولكنه بينه في سورة "البقرة" بقوله: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [2/54].

هل لله أن يعفوا من دون عقوبة ؟
ولماذا لا يكون عفا عنهم لأنهم أدركوا ذنبهم وندموا عليه كما هو في قوله تعالى:
( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)) الأعراف. ؟
 


هل لله أن يعفوا من دون عقوبة ؟
ولماذا لا يكون عفا عنهم لأنهم أدركوا ذنبهم وندموا عليه كما هو في قوله تعالى:
( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)) الأعراف. ؟
الله عز وجل قد يعفو من دون عقوبة ، وقد يعفو بعقوبة ..
وهنا عفا عنهم بعد العقوبة ؛ كما صرح بذلك أهل العلم ؛ فما المشكلة ؟
إخوتي الكرام : هل نعارض تفسير ابن عباس وجماهير أهل العلم بالتفسير بمثل هذه الاحتمالات !!!؟
 

هل لله أن يعفوا من دون عقوبة ؟
ولماذا لا يكون عفا عنهم لأنهم أدركوا ذنبهم وندموا عليه كما هو في قوله تعالى:
( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)) الأعراف. ؟
أخي الحبيب أبا سعد -أسعدنا الله وإياك بالصواب-
عندما تكلم السلف ومنهم ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير : {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}لا بد أنهم لم يغفلوا عن ظاهر المعنى اللغوي المراد منها، فإذا كان في الرواية عن أهل الكتاب ما يعارض ظاهر دلالة الآية فهم أولى بأن لا يفوتهم ذلك، هذا على فرض التسليم أنها من بني إسرائيل فقد تكون مما تلقوه من بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتاب الله.
فالروايات المأثورة في قتل بني إسرائيل لأنفسهم فيها قدر من بيان للمعنى المستفاد من الآية بوقوع الإمتثال للأمر بالقتل كمقتضى من مقتضيات التوبة.
فمن عنده مثال لرواية تفسيرية عن صحابي ممن يروي عن أهل الكتاب فيما يحتمل نقله عن أهل الكتاب وصح إسنادها وخالفت الرواية ظاهر معنى لغوي مستفاد من الآية، فليعطنا هذا المثال، لأن الأستاذ الفاضل صاحب المقالة وبعض الإخوة ممن وافقه الرأي قد احتجوا بهذا المعنى اللغوي من قوله تعالى :(فتاب عليهم...) .

* أرى أن الروايات التفسيرية وما يستفاد منها من معاني لغوية لا ينبغي أن يعارض باحتمالات لا تنهض للمعارضة، فماذا يبقى من التفسير بالمأثور إذا لم نستفد منه في معرفة الدلالة اللغوية للآية التي هي لب التفسير.

* كان ينبغي قبل الخوض في هذه المسألة إيراد قول من قال بهذا الرأي من المفسرين بحيث نتأكد من سلامته من الشذوذ.
 
الله عز وجل قد يعفو من دون عقوبة ، وقد يعفو بعقوبة ..
وهنا عفا عنهم بعد العقوبة ؛ كما صرح بذلك أهل العلم ؛ فما المشكلة ؟
إخوتي الكرام : هل نعارض تفسير ابن عباس وجماهير أهل العلم بالتفسير بمثل هذه الاحتمالات !!!؟
أخي إبراهيم نريد أن نفهم ونصل إلى الحق ، ولهذا نريد أن نفهم هل ظاهر القرآن يدل على وقوع القتل ؟
ثم نريد أن نفهم هل الروايات كلها صحيحة ؟
وإليك ما أورده بن كثير من الروايات وأريد رأيك في الموضوع :
قال بن كثير في تفسيره:
"وروى النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم، من حديث يزيد بن هارون، عن الأصبغ بن زيد الوراق عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال الله تعالى: إن توبتهم أن يقتل كل واحد منهم كل من لقي من ولد ووالد فيقتله بالسيف، ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن. فتاب أولئك الذين كانوا خفي على موسى وهارون ما اطلع الله من ذنوبهم، فاعترفوا بها، وفعلوا ما أمروا به فغفر الله تعالى للقاتل والمقتول. وهذا قطعة من حديث الفُتُون، وسيأتي في تفسير سورة طه بكماله، إن شاء الله ."
وهذا الحديث حتى نفهم نقف معه وقفات:
الأولى: صحة السند إلى بن عباس ، يقول بن كثير رحمه الله:
هكذا ساق هذا الحديث الإمام النسائي، وأخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم، في (تفسيرهما) من حديث يزيد بن هارون، والأشبه والله أعلم أنه موقوف، وكونه مرفوعًا فيه نظر، وغالبه متلقى من الإسرائيليات وفيه شيء يسير مصرح برفعه في أثناء الكلام، وفي بعض ما فيه نظر ونكارة، والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار. وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضًا، والله أعلم.
هذا بخصوص السند.
الثانية: ما يتعلق بالمتن:
قوله :: "إن توبتهم أن يقتل كل واحد منهم كل من لقي من ولد ووالد فيقتله بالسيف"
وهذا يلزم منه الاقتتال ، وهنا نسأل هل يدخل في هذا النساء والأطفال والعزل الذين لا يملكون سلاحا ؟
وهل هذا يدل على أن قوم موسى قد عبدوا العجل كلهم ؟

الرواية الثانية عند بن كثير وقد نقلها عن بن جرير:
"وقال ابن جرير: حدثني عبد الكريم بن الهيثم، حدثنا إبراهيم بن بَشَّار، حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قال أبو سعيد: عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال موسى لقومه: { فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } قال: أمر موسى قومه -من أمر ربه عز وجل -أن يقتلوا أنفسهم قال: واحتبى الذين عبدوا العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل، فأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظُلَّة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضا، فانجلت الظلَّة عنهم، وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل، كل من قتل منهم كانت له توبة، وكل من بقي كانت له توبة."
وهذه الرواية إذا صح سندها إلى بن عباس فهي تشير إلى أن هناك من لم يعبد العجل من قوم موسى ، ولم أر في القرآن ما يشير إلى شيء من ذلك.
ثم إن هذه الرواية تناقض الرواية الأولى فهذه تدل على قتل ، والأولى تدل على اقتتال.
ثم تأملوا بقية الروايات التي أوردها بن كثير وأطلب من أخي إبراهيم الحسني أن يدلنا على الصحيح منها:

وقال ابن جُرَيْج: أخبرني القاسم بن أبي بَزَّة أنه سمع سعيد بن جبير ومجاهدًا يقولان في قوله تعالى: { فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } قالا قام بعضهم إلى بعض بالخناجر فقتل بعضهم بعضًا، لا يحنو رجل على قريب ولا بعيد، حتى ألوى موسى بثوبه، فطرحوا ما بأيديهم، فكُشِفَ عن سبعين ألف قتيل. وإن الله أوحى إلى موسى: أن حَسْبي، فقد اكتفيت، فذلك حين ألوى موسى بثوبه، وروي عن علي رضي الله عنه نحو ذلك .
وقال قتادة: أمر القوم بشديد من الأمر، فقاموا يتناحرون بالشفار يقتل بعضهم بعضا، حتى بلغ الله فيهم نقمته، فسقطت الشفار من أيديهم، فأمسك عنهم القتل، فجعل لحيهم توبة، وللمقتول شهادة.
وقال الحسن البصري: أصابتهم ظلمة حنْدس، فقتل بعضهم بعضا نقمة ثم انكشف عنهم، فجعل توبتهم في ذلك.

وقال السدي في قوله: { فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ } قال: فاجتلد الذين عبدوه والذين لم يعبدوه بالسيوف، فكان من قُتِل من الفريقين شهيدًا، حتى كثر القتل، حتى كادوا أن يهلكوا، حتى قتل بينهم سبعون ألفًا، وحتى دعا موسى وهارون: ربنا أهلكت بني إسرائيل، ربنا البقيةَ البقيةَ، فأمرهم أن يضعوا السلاح وتاب عليهم، فكان من قتل منهم من الفريقين شهيدًا، ومن بقي مُكَفّرا عنه؛ فذلك قوله: { فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.

وقال الزهري: لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها، برزوا ومعهم موسى، فاضطربوا بالسيوف، وتطاعنوا بالخناجر، وموسى رافع يديه، حتى إذا أفنوا بعضهم ، قالوا: يا نبي الله، ادع الله لنا. وأخذوا بعضُديه يسندون يديه، فلم يزل أمرهم على ذلك، حتى إذا قبل الله توبتهم قبض أيديهم، بعضهم عن بعض، فألقوا السلاح، وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم، فأوحى الله، جل ثناؤه، إلى موسى: ما يحزنك؟ أما من قتل منكم فحي عندي يرزقون، وأما من بقي فقد قبلت توبته. فسُرّ بذلك موسى، وبنو إسرائيل.
رواه ابن جرير بإسناد جيد عنه.

وقال ابن إسحاق: لما رجع موسى إلى قومه، وأحرق العجل وذَرّاه في اليم، خرج إلى ربه بمن اختار من قومه، فأخذتهم الصاعقة، ثم بُعثوا، فسأل موسى ربه التوبة لبني إسرائيل من عبادة العجل. فقال: لا إلا أن يقتلوا أنفسهم قال: فبلغني أنهم قالوا لموسى: نَصبر لأمر الله. فأمر موسى من لم يكن عبد العجل أن يَقْتُل من عبده. فجلسوا بالأفنية وأصْلَتَ عليهم القومُ السيوف، فجعلوا يقتلونهم، وبكى موسى، وَبَهَش إليه النساء والصبيان، يطلبون العفو عنهم، فتاب الله عليهم، وعفا عنهم وأمر موسى أن ترفع عنهم السيوف.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما رجع موسى إلى قومه، وكان سبعون رجلا قد اعتزلوا مع هارون العجل لم يعبدوه. فقال لهم موسى: انطلقوا إلى موعد ربكم. فقالوا: يا موسى، ما من توبة؟ قال: بلى، { فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ } الآية، فاخترطوا السيوف والجرزَة والخناجر والسكاكين. قال: وبعث عليهم ضبابة. قال: فجعلوا يتلامسون بالأيدي، ويقتل بعضهم بعضًا. قال: ويلقى الرجل أباه وأخاه فيقتله ولا يدري. قال: ويتنادون [فيها] : رحم الله عبدا صبر نفسه حتى يبلغ الله رضاه، قال: فقتلاهم شهداء، وتيب على أحيائهم، ثم قرأ: { فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.
 
أخي الكريم : أبا سعد :
الحديث الأول قد نقلته لك في مشاركة سابقة ؛ وأنبهك على مسألتين بخصوصه :
أ - مسألة السند الظاهر فيها هو الصحة .
ب - مسألة المتن ، يجب أن تفرق بين قول المحدثين موقوف ، وبين قول الأصوليين موقوف وله حكم الرفع ؛ فالمتن مهما كان إن صح عن ابن عباس فالمسألة ظاهرة فإن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لن يقول هذا بمجرد الرأي ؛ ولو سلمنا لك أنه مجرد رأي من ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فأي الرأيين أرجح - أعني في غياب دليل آخر - : رأينا أم رأي ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ؟
ولو تنزلنا تنزلا آخر وقلنا إنه من الإسرائيليات ، وليس عندنا ما يعارضه ؛ فما المانع من الحكم به عند تسليم عامة المفسرين له ؟
ويكفينا هذا الحديث عن بقية الأحاديث التي تشهد له في المعنى وتقويه .
 
* كان ينبغي قبل الخوض في هذه المسألة إيراد قول من قال بهذا الرأي من المفسرين بحيث نتأكد من سلامته من الشذوذ.

لم أجد من المفسرين المعتبرين من قال بأن قوم موسى لم يمتثلوا الأمر بالقتل ، ولم ينقل لنا أحد من المشاركين عن أحد من السلف قولا يدل على ذلك ..
 
لم أجد من المفسرين المعتبرين من قال بأن قوم موسى لم يمتثلوا الأمر بالقتل ، ولم ينقل لنا أحد من المشاركين عن أحد من السلف قولا يدل على ذلك ..
المفسرون كلهم اعتمدوا الرواية
والروايات في الموضوع كلها لا يوثق بها لتناقضها وغرابتها ولا يصح منها شيء مرفوعا إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم
على أي حال النقاش يدور حول معرفة حال قوم موسى وجبلتهم ، وما قصه الله علينا من تعنتهم وتكذيبهم لموسى عليه السلام ومخالفتهم لأوامره كل هذا هو الذي جعل الدكتور الحصين يستبعد قتلهم لأنفسهم ، فإذا كان خيارهم الذين اختيروا لمرافقة موسى عليه السلام في ذهابه لميقات ربه حالهم ما أخبر عنه ربنا بقوله :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة(55)
فهذا يجعل المتدبر يقف ليفهم.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه :
أول مسألة في الموضوع أننا نستعمل الاستدلال بالتراجع بواسطة الآية 66 من سورة النساء :
يقول الله تعالى مخبرا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو اللطيف الخبير :
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً }النساء66
فنقول :
= قوم موسى عبدوا العجل إلا أقلية منهم لم يعبدوه ومنهم هارون عليه السلام .
= عبدة العجل أمرهم موسى عليه السلام أن يقتلوا أنفسهم ، فامتثل القليل منهم . والكثير لم يمثتلوا .
= الذين امتثلوا عفا الله عنهم قبل أن يقتلوا أنفسهم . بدليل قوله تعالى : [وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ{51} ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{52}]
فلو كان العفو بعد القتل لذكر الإحياء بعد الموت كما في قوله تعالى : {ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة56 ، وهذا حدث بعد الصعقة .
= الذين عبدوا العجل ولم يمتثلوا غضب الله عليهم وأورثهم ذلة في الحياة الدنيا . يقول تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152
والله أعلم​
 
المفسرون كلهم اعتمدوا الرواية
والروايات في الموضوع كلها لا يوثق بها لتناقضها وغرابتها ولا يصح منها شيء مرفوعا إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم
على أي حال النقاش يدور حول معرفة حال قوم موسى وجبلتهم ، وما قصه الله علينا من تعنتهم وتكذيبهم لموسى عليه السلام ومخالفتهم لأوامره كل هذا هو الذي جعل الدكتور الحصين يستبعد قتلهم لأنفسهم ، فإذا كان خيارهم الذين اختيروا لمرافقة موسى عليه السلام في ذهابه لميقات ربه حالهم ما أخبر عنه ربنا بقوله :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة(55)
فهذا يجعل المتدبر يقف ليفهم.

لماذا تراجعت عن المنهج العلمي الذي انتهجته في مشاركتك السابقة ؟
طلبت منا الكلام على حديث معين ؛ فأجبناك ، فلماذا لا تعترض أو تبين لنا بأي علة ضعفت سند ذلك الحديث أو بأي مفهوم صرفته عن ظاهره ؟
لماذا تضعف حديثا سنده صحيح ، ومتنه صريح في الموضوع ؟
آمل من الإخوة أن يتركوا الجدل والفلسفة ؛ فأقوال سلف الأمة يمكن أن تضعف بأدلة قوية ، أما الاحتمالات "النتية" الفارغة من أي دليل قوي أو حتى ضعيف فحري بالجميع أن يتركها ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
لماذا تراجعت عن المنهج العلمي الذي انتهجته في مشاركتك السابقة ؟
طلبت منا الكلام على حديث معين ؛ فأجبناك ، فلماذا لا تعترض أو تبين لنا بأي علة ضعفت سند ذلك الحديث أو بأي مفهوم صرفته عن ظاهره ؟
لماذا تضعف حديثا سنده صحيح ، ومتنه صريح في الموضوع ؟
آمل من الإخوة أن يتركوا الجدل والفلسفة ؛ فأقوال سلف الأمة يمكن أن تضعف بأدلة قوية ، أما الاحتمالات "النتية" الفارغة من أي دليل قوي أو حتى ضعيف فحري بالجميع أن يتركها ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
أخونا الفاضل إبراهيم
لو رجعت إلى أول مشاركة لي في الموضوع لعرفت المسلك الذي أتبعه في تناول الآيات ولعرفت أني أبعد ما أكون عن الفلسفة والجدل .
الحديث أعرف سنده وصحة السند لا تكفي لقبول المتن ، ولهذا تجد بن كثير قال بعد أن أورده في البداية والنهاية:
" وغالبه متلقى من الإسرائيليات وفيه شيء يسير مصرح برفعه في أثناء الكلام، وفي بعض ما فيه نظر ونكارة، والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار."
فهل نحن ملزمون بالإسرائيليات وكلام كعب الأحبار لفهم كتاب ربنا ؟
ثم لماذا لم يلتزم تلاميذ بن عباس وغيرهم من التابعين بنفس روايته وذهبوا إلى أقوال متضاربه لا ندري مستندها ؟
فأرجو أخي الفاضل إبراهيم أن تحافظ على مبدأ التهدئة الذي ألتزمناه في مشاركاتنا الأخيرة بعيد عن الاستفزاز والتوتر وإذا أنت مقتنع برأي معين فهذا من حقك ، وأيضا من حقنا أن نتمسك بطريقتنا وفهمنا.
أنبه مرة أخرى إلى أن مشاركتي في الموضوع هي من أجل استيضاح بعض الاشكالات الواردة فيما قصه الله علينا من خبر قوم موسى ، وأرى أن النقاش هو من أفضل الطرق الذي يقود إلى هذا.
 
أخونا الفاضل إبراهيم
لو رجعت إلى أول مشاركة لي في الموضوع لعرفت المسلك الذي أتبعه في تناول الآيات ولعرفت أني أبعد ما أكون عن الفلسفة والجدل .
الحديث أعرف سنده وصحة السند لا تكفي لقبول المتن ، ولهذا تجد بن كثير قال بعد أن أورده في البداية والنهاية:
" وغالبه متلقى من الإسرائيليات وفيه شيء يسير مصرح برفعه في أثناء الكلام، وفي بعض ما فيه نظر ونكارة، والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار."
فهل نحن ملزمون بالإسرائيليات وكلام كعب الأحبار لفهم كتاب ربنا ؟

فأرجو أخي الفاضل إبراهيم أن تحافظ على مبدأ التهدئة الذي ألتزمناه في مشاركاتنا الأخيرة بعيد عن الاستفزاز والتوتر وإذا أنت مقتنع برأي معين فهذا من حقك ، وأيضا من حقنا أن نتمسك بطريقتنا وفهمنا.
أنبه مرة أخرى إلى أن مشاركتي في الموضوع هي من أجل استيضاح بعض الاشكالات الواردة فيما قصه الله علينا من خبر قوم موسى ، وأرى أن النقاش هو من أفضل الطرق الذي يقود إلى هذا.
أخي الكريم : أبا سعد .
التهدئة ملتزمون بها وملزمون بها شرعا وعرفا ؛ ولكن التهدئة الحقيقة هي في الالتزام بالدليل ؛ فسق لنا ما عندك وعند الشيخ الحصين حفظكم الله تعالى من أدلة على إنكار قول ابن عباس ما دام أنك اقتنعت بصحة سنده عنه ؛ نريد أدلة مرقمة بأرقام : الدليل الأول كذا والدليل الثاني كذا .. ، ولا نريد كلاما عاما حفظا لوقت الجميع وحرصا على الفائدة .
أما قولك - أخي الفاضل - ثم لماذا لم يلتزم تلاميذ بن عباس وغيرهم من التابعين بنفس روايته وذهبوا إلى أقوال متضاربه لا ندري مستندها ؟
أي خلاف تعني بين تلاميذ ابن عباس فضلا عن تضارب في مسألة امتثال قوم موسى للأمر بالقتل ؟
هات دليلا واحدا على أن واحدا من السلف أنكر مسألة الامتثال تحديدا ؟

أطلب من جميع الإخوة طلبا أخويا بالطبع أن يلتزموا بالأسلوب العلمي في الحوار :
- عرض الأدلة .
- الاعتراض عليها باعتراضات سائغة تكون في مستوى قوة الدليل .
- الجواب عن تلك الاعتراضات أو التسليم بها .
وهكذا .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
المفسرون كلهم اعتمدوا الرواية
والروايات في الموضوع كلها لا يوثق بها لتناقضها وغرابتها ولا يصح منها شيء مرفوعا إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم

ما جوابك أخي الفاضل على الإستدلال بقوله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً }النساء66
فهذا استدلال بغير الروايات، فما أقوال المفسرين في هذه الآية... ماذا تفهم من الآية؟ لعلي أستفيد منك أخي الفاضل.
أيضا يتعلق بما ذكرته حول ذكر الروايات عن أهل الكتاب-وإن كنت أرى أن المعنى ظاهر بدون الرواية- ما كتبه فضيلة الشيخ مساعد الطيار-حفظه الله-:
رأي آخر في الإسرائيليات في كتب التفسير
على هذا الرابط :http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=150
فمما قال فيه الدكتور مساعد-نفع الله به-:(((إن كون الإسرائيليات مصدرًا يستفيد منه المفسر في حال بيان معنى كلام الله لا يعني أن تقبلَ كلَّ ما يُفسَّر به هذا من طريق هذا المصدر ، فهذه الإسرائيليات كالتفسير باللغة ، وليس كل ما فسِّر به من جهة اللغة يكون صحيحًا ، وكذلك الحال هنا .
ولما كان التفسير بالرأي قد يقع في ربط آية بآية ، وربط حديث بآية ، فكذلك يقع بربط قصة إسرائيلية بآية ، مع ملاحظة الفرق بين هذه المصادر من جهة قوة الاعتماد عليه ، والوثوق به من حيث هو ، لا من حيث الربط الذي يكون بالاجتهاد ، والاجتهاد قد لا يصح ولو كان من باب تفسير آية بآية .
وإذا كان المراد بالتفسير بيان المعنى ، فاعتبر الإسرائيلية مثالاً في التفسير لبيان المعنى ، وليست حاكمة على النص القرآني ، ولا قاطعةً بهذا المعنى دون غيره من المعاني المحتملة ، ولست ملزمًا بقبولها .
ولاحظ أن بعض الآية التي فُسِّرت بالإسرائيليات معروفة المعنى على جهة الإجمال ، والمراد بها واضح لا لبس فيه ، لكن يقع المراد بتعيين هذا المجمل ، هل هو ما جاء في القصة الإسرائيلية ، أو هو غير ذلك .
وإذا جعلت نظرك إلى أصل القصة دون تفاصيلها التي لا يمكن أن تضبط من طريق الإسرائيليات ، واعتبرت هذا الجزء الجملي فيها ، وجعلته مما يوضح معنى الآية ، كما يمكن أن توضحه بأي قصة أخرى ترد عليك ، فإنك تسلم من إشكالية القول بالاعتماد على الإسرائيليات ، وإني لأرجو أن يكون هذا هو منهج السلف في هذه الإسرائيليات ، وأنهم يستشهدون بها ، ولا يعتمدون عليها ، والله أعلم . )))

وقال الشيخ مساعد -أيضا-:(((إن الخبر الغيبي إذا كان مرتبطًا بقصص بني إسرائيل على سبيل الخصوص ، فإن الأولى أن يقال فيه : فيه شبه الخبر الإسرائيلي ، حتى يتوقف فيه ، دون أن يكون التعليق على راوي الخبر ، فلا يقال : يتوقف فيه لأنه من رواية ابن عباس ( ت : 68 ) ، وهو مشهور بالأخذ عن أهل الكتاب ؛ لأن هذا يلزم منه التوقف في كل خبر غيبي يرويه ابن عباس ( ت : 68 ) ، إذ سيقال : يتوقف في هذا النقل ؛ لأن ابن عباس ( ت : 68 ) يروي عن بني إسرائيل ، وعند التحقيق لا تجد الأمر كذلك .
والوارد عن الصحابة له خصوصية ، كما قال شيخ الإسلام ( ت : 728 ) : » ... وما نُقِل في ذلك عن الصحابة نقلاً صحيحًا ، فالنفس إليه أسكن مما نُقِل عن بعض التابعين ؛ لأن احتمال أن يكون سمعه ومن النبي صلى الله عليه وسلم أو من بعض من سمعه منه أقوى ، ولأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين ، ومع جزم الصحابي بما يقوله ، كيف يقال : إنه أخذه عن أهل الكتاب ، وقد نُهوا عن تصديقهم «.[مقدمة في أصول التفسير ، تحقيق : عدنان زرزور ( ص : 58 )]
وابن عباس ( ت : 68 ) قد اشتهر أخذه عن بني إسرائيل ، وصحَّ عنه بعض الأمور الغيبية ، فلو عُمِلَ بهذه القاعدة لما قٌبِلَ قوله فيها ، ولكنَّ الأمر على خلاف ذلك ، فقد قُبِلَ قوله ، وأُخِذَ به ، ومن ذلك ما ورد عنه في الكرسي ، قال عبد الله بن احمد بن حنبل : حدثني أبي ، نا ابن مهدي ، عن سفيان ، عن عمار الدُّهْنِي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره «.[السنة ( 2 : 454 ) ، وقد روي في غير ما كتاب من كتب السنة]
فإذا أعملت هذه القاعدة ، وهي أن من عُرِفَ بالأخذ عن بني إسرائيل ، وكنت ممن ظهر له أن ابن عباس ( ت : 68 ) قد أخذ عنهم ، فإنك ستتوقف في دلالة هذا الخبر ، وهذا ما لم يعمل به أهل السنة ، بل تلقوا خبره بالقبول ، وأثبتوا به هذه العقيدة التي يتضمنها الخبر .)))

على أي حال النقاش يدور حول معرفة حال قوم موسى وجبلتهم ، وما قصه الله علينا من تعنتهم وتكذيبهم لموسى عليه السلام ومخالفتهم لأوامره كل هذا هو الذي جعل الدكتور الحصين يستبعد قتلهم لأنفسهم ، فإذا كان خيارهم الذين اختيروا لمرافقة موسى عليه السلام في ذهابه لميقات ربه حالهم ما أخبر عنه ربنا بقوله :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة(55)
فهذا يجعل المتدبر يقف ليفهم.
أخي الحبيب
الروايات التي هي أشبه أن تكون عن أهل الكتاب هي معتمدك في القول بأن من أخذتهم الصاعقة في الآية التي ذَكَرتَها هم نفسهم الذين أخذتهم الرجفة ممن اختارهم موسى من المذكورين في قوله -تعالى-:
(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)
فلو طبقت مثل استدلالك هنا لقلت :كيف يقول من اختارهم نبي من أولي العزم : لن نؤمن لك حتى نرى الله...، لا بد أن هؤلاء غير أولئك، وكيف يثبت هذا بروايات إسرائيلية؟ والسياق الذي ذكرت فيه الرجفة غير السياق الذي ذكرت فيه الصاعقة.
ثم إن الله -تعالى-قد قال: ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)
 
المفسرون كلهم اعتمدوا الرواية
والروايات في الموضوع كلها لا يوثق بها لتناقضها وغرابتها ولا يصح منها شيء مرفوعا إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم
إذا علم اتفاق السلف والعلماء بلا مخالف فهو إجماع ممن علم منهم الإتفاق، والإجماع دليل بذاته لا يشترط أن نعرف نحن مستنده من الأدلة، ولا ينخرم بمخالفة لاحقة، فهذه المسألة المبحوثة فيها إجماع ظني تحرم مخالفته.
فمن لا يوافق فباب المناقشة مفتوح
 
أخي الكريم : أبا سعد .
التهدئة ملتزمون بها وملزمون بها شرعا وعرفا ؛ ولكن التهدئة الحقيقة هي في الالتزام بالدليل ؛ فسق لنا ما عندك وعند الشيخ الحصين حفظكم الله تعالى من أدلة على إنكار قول ابن عباس ما دام أنك اقتنعت بصحة سنده عنه ؛ نريد أدلة مرقمة بأرقام : الدليل الأول كذا والدليل الثاني كذا .. ، ولا نريد كلاما عاما حفظا لوقت الجميع وحرصا على الفائدة .
أما قولك - أخي الفاضل - ثم لماذا لم يلتزم تلاميذ بن عباس وغيرهم من التابعين بنفس روايته وذهبوا إلى أقوال متضاربه لا ندري مستندها ؟
أي خلاف تعني بين تلاميذ ابن عباس فضلا عن تضارب في مسألة امتثال قوم موسى للأمر بالقتل ؟
هات دليلا واحدا على أن واحدا من السلف أنكر مسألة الامتثال تحديدا ؟

أطلب من جميع الإخوة طلبا أخويا بالطبع أن يلتزموا بالأسلوب العلمي في الحوار :
- عرض الأدلة .
- الاعتراض عليها باعتراضات سائغة تكون في مستوى قوة الدليل .
- الجواب عن تلك الاعتراضات أو التسليم بها .
وهكذا .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

أين أنت يا أخانا أبا سعد ؟
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
الأخ صلاح الدين سامي الجراح
ما جئت به من تفسير الإسرائيليات من طرف الشيخ مساعد الطيار كان مفيدا ، لكن عندما تقول بأن المسألة المبحوثة فيها إجماع ظني تحرم مخالفته ففيه نظر . فالمفسرون أخذوا التفسير عن بعضهم البعض ، وقد رأينا قلة منهم - مع عدم اقتناعهم - يؤيلون محاداة مع التفسير السابق . مما يؤكد أن المسألة فيها نظر . وما يحوجنا إلا الدليل القاطع الذي قد يتوصل إليه مع البحث الدقيق في كتاب الله العزيز .
المسألة تحتاج إلى مزيد بحث ، ونتمنى للجميع التوفيق لما يحبه الله ويرضاه .
أخوكم : عبد الكريم عزيز
 
الإخوة الكرام :
أولا : لم نجد حتى الآن عند الطرف النافي أي دليل يعتمد عليه : آية ، أو حديثا ، أو قولا لأهل التفسير
ثانيا : وجدنا عند أئمة التفسير أدلة :
1 - ظاهر القرآن الكريم .
2 - حديث الفتون المعروف .
3 - تفسير ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .
4 - قول جميع المفسرين .
وهنا أريد أن أنبه على نقطة خطيرة ذكرها بعض المشاركين وهي قوله إن المفسرين ينقل بعضهم عن بعض وكأنه يومئ إلى أنهم تواصوا على القول بامتثال قوم موسى للقتل دون تثبت ودراسة ؛ وهذا أقل ما يقال بشأنه إنه ليس بصحيح ؛ فالمفسرون ينقل بعضهم عن بعض لكنه ليس نقل عامي ؛ بل نقل عالم محقق ؛ يرد ما وجد من خطأ ، وينقل ما وجد من صواب ، فلو كانت قضية الامتثال خاطئة عندهم لما نقلوها دون تعقيب .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
الأخ صلاح الدين سامي الجراح
ما جئت به من تفسير الإسرائيليات من طرف الشيخ مساعد الطيار كان مفيدا ، لكن عندما تقول بأن المسألة المبحوثة فيها إجماع ظني تحرم مخالفته ففيه نظر . فالمفسرون أخذوا التفسير عن بعضهم البعض ، وقد رأينا قلة منهم - مع عدم اقتناعهم - يؤيلون محاداة مع التفسير السابق . مما يؤكد أن المسألة فيها نظر . وما يحوجنا إلا الدليل القاطع الذي قد يتوصل إليه مع البحث الدقيق في كتاب الله العزيز .
المسألة تحتاج إلى مزيد بحث ، ونتمنى للجميع التوفيق لما يحبه الله ويرضاه .
أخوكم : عبد الكريم عزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكرك أخي على تفاعلك
ثم أرجو منك توضيح ما لونتُه بالأزرق، واستجابة لطلبك (بالبحث الدقيق) فلعلّ ما سأورده فيه بعض بغيتك فيما يتعلق بالإجماع والقول الشّاذ(أقصد عن أقوال السلف لكثرة الشذوذ في كتب بعض المتأخرين من المفسرين لتأثرهم بالإعتزاليات) والمعنى اللغوي للآية .
قال فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في شرحه (لمقدمة أصول التفسير) : )إذا تبين ذلك، فكذلك أحاديث التفسير، وآثار التفسير فإن نقلها قد يكون الإجماع عليه منعقد على حكم الخبر يعني على ما في الخبر على مضمونه على أن الآية تفسر بكذا.
وإما أن يكون على تلقي تلك الأخبار بالقبول وهذا مهم فإن في أحاديث التفسير أخبار نُوزِعَ في صحتها من حيث الإسناد لكن تلقاها علماء التفسير بالقبول وتلقاها العلماء بالقبول من دون قدح فيها فهذا يكسب تلك الأخبار قوة؛ لأن الأمة تتابعت على الثناء على تلك الأخبار نعم تلك الأخبار ليس ثمّ حصر لها في كتاب كما حصرت في الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم تلقتهما الأمة بالقبول لكن من حيث الأصل هذا يعتبر فإذا كان الحديث مشتهراً بين أهل التفسير بلا نكير فيكون هذا في القوة من جنس الأحاديث التي تلقيت بالقبول هذا من حيث التأصيل ويريد بذلك ما هو أخص من هذا أو هو أن الإجماع معتبر في نقل التفسير، الإجماع معتبر في الحجة في التفسير،والإجماع على نوعين:
-1 الإجماع إما أن يكون على ألفاظ التفسير.
-2 وإما أن يكون على المعنى.)
وقال الشاطبي في (الموافقات) : (إذا ثبت هذا; فلا بد من النظر في أمور تنبني على هذا الأصل:
- منها أن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ، ولا الأخذ بها تقليدا له...ومنها : أنه لا يصح اعتمادها خلافا في المسائل الشرعية ; لأنها لم تصدر في الحقيقة عن اجتهاده ، ولا هي من مسائل الاجتهاد ، وإن حصل من صاحبها اجتهاد; فهو لم يصادف فيها محلا ، فصارت في نسبتها إلى الشرع كأقوال غير المجتهد ، وإنما يعد في الخلاف الأقوال الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة ، كانت مما يقوى أو يضعف ، وأما إذا صدرت عن مجرد خفاء الدليل أو عدم مصادفته فلا; فلذلك قيل : إنه لا يصح أن يعتد بها في الخلاف ، كما لم يعتد السلف الصالح بالخلاف في مسألة ربا الفضل والمتعة ، ومحاشي النساء ، وأشباهها من المسائل التي خفيت فيها الأدلة على من خالف فيها .
فإن قيل : فبماذا يعرف من الأقوال ما هو كذلك مما ليس كذلك ؟
فالجواب : أنه من وظائف المجتهدين; فهم العارفون بما وافق أو خالف ، وأما غيرهم فلا تتميز لهم في هذاالمقام ، ويعضد هذا أن المخالفة للأدلة الشرعية على مراتب; فمن الأقوال ما يكون خلافا لدليل قطعي من نص متواتر أو إجماع قطعي في حكم كلي ومنها ما يكون خلافا لدليل ظني ، والأدلة الظنية متفاوتة كأخبار الآحاد والقياس الجزئية ، فأما المخالف للقطعي ، فلا إشكال في اطراحه ، ولكن العلماء ربماذكروه للتنبيه عليه وعلى ما فيه ، لا للاعتدادبه ، وأما المخالف للظني; ففيه الاجتهاد بناء على التوازن بينه وبين ما اعتمده صاحبه من القياس أو غيره .
فإن قيل : فهل لغير المجتهد من المتفقهين في ذلك ضابط يعتمده أم لا ؟ فالجواب : إن له ضابطا تقريبيا ،وهو أن ما كان معدودا في الأقوال غلطا وزللا قليل جدا في الشريعة ، وغالب الأمر أن أصحابها منفردون بها ، قلما يساعدهم عليها مجتهد آخر ، فإذا انفرد صاحب قول عن عامة الأمة; فليكن اعتقادك أن الحق في المسألة مع السواد الأعظم من المجتهدين لا من المقلدين. )
ثم فيما يتعلق بالمعنى اللغوي للآية:
قال القزويني(739هـ) في (الإيضاح في علوم البلاغة):
(والثاني أعني ما يكون جملة:
إما مسبب ذكر سببه كقوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِل} أي: فعل ما فعل وقوله: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} أي: اخترناك، وقوله: {لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاء} أي: كان الكف ومنع التعذيب، ومنه قول أبي الطيب:
أتي الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم
أي: فساءنا.
أو بالعكس(أي: السبب محذوف والمذكور هو مسببه.قاله (الخفاجي) محقق الكتاب في الحاشية )كقوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} أي: فامتثلتم، فتاب عليكم، وقوله: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَت} ، أي: فضربه بها، فانفجرت، ويجوز أن يقدر: فإن ضربت بها فقد انفجرت )
قال محقق كتاب الإيضاح (محمد عبد المنعم خفاجي) في الحاشية: (ملاحظة:الفاء في مثل هذا وما ماثلها من كل فاء اقتضت الترتيب تسمى: فاء الفصيحة وهي الدالة على محذوف قبلها هو سبب لما بعدها وسميت فصيحة لإفصاحها عما قبلها أو لأنها تدل على فصاحة المتكلم فوصف بالفصاحة إسنادا مجازيا. قيل على التقدير الأول وهو رأي الطيبي وظاهر المفتاح، وقيل على التقدير الثاني وهو ظاهر كلام الكشاف، وقيل على التقديرين وهو اختيار السيد السبكي الذي قال: هي فصيحة على التقديرين: عاطفة أو جزائية.)
قلت : ومثله أيضا قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) آية 37 سورة البقرة، فالمعنى : (فقال الكلمات فتاب عليه) فالتوبة إنما كانت بعد أن قال آدم –عليه السلام- تلك الكلمات، فليس لأحد أن يقول (إن الآية ليس فيها أنه قد قال الكلمات)، بل يقال له :بل الآية فيها أنه قالها.
 
المفسرون كلهم اعتمدوا الرواية
والروايات في الموضوع كلها لا يوثق بها لتناقضها وغرابتها ولا يصح منها شيء مرفوعا إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم
على أي حال النقاش يدور حول معرفة حال قوم موسى وجبلتهم ، وما قصه الله علينا من تعنتهم وتكذيبهم لموسى عليه السلام ومخالفتهم لأوامره كل هذا هو الذي جعل الدكتور الحصين يستبعد قتلهم لأنفسهم ، فإذا كان خيارهم الذين اختيروا لمرافقة موسى عليه السلام في ذهابه لميقات ربه حالهم ما أخبر عنه ربنا بقوله :
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) البقرة(55)
فهذا يجعل المتدبر يقف ليفهم.
أخي الكريم : أبا سعد ، لا أريد تمطيط النقاش وتطويله بلا فائدة ؛ وأطلب منك أن تحكم على ما يلي :
القول بأنهم امتثلوا الأمر بالقتل : قال به ابن عباس وصح عنه واعتمده عامة المفسرين معتمدين على روايات بعضها صحيح ، ويعضد بعضها بعضا .
القول بأنهم لم يمتثلوا الأمر بالقتل : قال به الدكتور الحصين ؛ وبعض من المشاركين في هذا الموضوع ؛ معتمدين على أن قوم موسى أمروا بأخف من ذلك ولم يمتثلوا .
فأي الكفتين أرجح عندك باختصار ؟
 
خلاص يا إخوة المهدي المنتظر حسم القضية
وين المشرفين
؟
الأخ الفاضل إبراهيم
معذرة لعدم الرد لظرف عارض أسأل الله أن يصلح الحال فقد شرعت في بحث هذا الموضوع بشكل مفصل أسأل الله أن يعينني على إكماله وعندما يكتمل ستراه على الموقع بإذن الله تعالى.
وكذلك أعتذر لبقية الإخوة
 
للتأمل والتدبر :
آيات تدل على أن عبدة العجل لم يستأصلوا بالقتل :
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }البقرة93
{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء153
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ }الأعراف152
 
عودة
أعلى